حرب الاستقلال اليونانية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط ←‏بداية الحرب: تدقيق إملائي
وسمان: تعديلات طويلة تحرير مرئي
سطر 44:
ولكن في نفس تلك الفترة انتفض اليونانيين ضد الحكم [[الأتراك|التركي]] في [[بيلوبونيز|شبه جزيرة بيلوبونيز]] والتي تشكل جزء كبير من مساحة البلاد، كذلك امتدت الثورة إلى عدة جزر يونانية، وعندما وصلت أنباء الثورة إلى السلطان أمر بشنق [[بطريركية القسطنطينية المسكونية|بطريرك القسطنطينية]] [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسي]] [[البطريرك غريغوريوس الخامس|غريغوريوس الخامس]] المقيم في [[أسطنبول]] بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس [[عيد القيامة|عيد الفصح]] عام [[1821]] وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.
[[ملف:Bouboulina Friedel engraving 1827.jpg|تصغير|[[لاسكارينا بوبولينا]] المرأة التي غيرت مجرى الحرب]]
التفتالتفّت بعدها مجمعةمجموعة من يونانيي [[إسطنبول]] حول البطريرك الجديد في إدانة التمرد، وفي تاريخ [[25 مارس|25 آذار/مارس]] [[1821]] (يوم عيد الاستقلال في [[اليونان]])، قام [[جيرمانوس من باتراس|جيرمانوس]] مطران [[باتراس]] برفع علم الثورة في دير [[آيا لافرا]] بالقرب من [[كالافريتا]] هاتفاً "الحرية أو الموت"، لتصبح كلماته تلك الشعار الذي تبناه الثوار في السنين اللاحقة.
 
بدأت حدة المعارك تتصاعد شيئاً فشيئاً متسببةً بمجازر من قبل الطرفين، ففي [[جزيرة شيوس]] قتل العثمانيون 25.000 يوناني، بينما قتل اليونانيون 15.000 من الأربعين ألف تركي المقيمين في [[شبه جزير بيلوبونيس]].
سطر 50:
=== بطلة قومية ===
 
وفي [[13 مارس|13 آذار/مارس]] عام [[1821]] بعد إثنااثنا عشر يوماً من بدء حرب الاستقلال، رفع أول علم رسمي للثورة فوق [[جزيرة سبيتسيس]] بيد [[لاسكارينا بوبولينا]] المترملة مرتين وأم لسبع أولاد والتي كانت فائقة الثراء واشتملت أملاكها على الكثير من السفن، وفي [[3 أبريل|3 نيسان/أبريل]] من نفس العام أعلنت [[جزيرة سيبتسيس]] ثورتها تبعتها جزيرة [[هيدرا (جزيرة)|هيدرا]] و[[جزيرة بسارا]] لتجمع الجزر الثلاث قوةً اشتملت على 300 سفينة.
 
بعد ذلك قامت [[لاسكارينا بوبولينا|بوبولينا]] بأخذ ثمان من سفنها لتنضم إلى القوى اليونانية الأخرى في حصار [[نافبليو]] المدينة الساحلية الحصينة في [[شبه جزيرة بيلوبونيس]]، ولكنها عادت فهاجمت [[مونيمفاسيا]] وساهمت في حصار [[بيلوس]] وتمكنت بعدها من توفير وجلب المؤن للثوار عبر البحر لإكمال حصارهم [[نافبليو|لنافبليو]] حتى سقوطها. تعتبر [[لاسكارينا بوبولينا]] بسبب إسهاماتها تلك في الثورة بطلة قومية في [[اليونان]] فهي واحدة من أوائل النساء التي لعبن دوراً محورياً في مسيرة ثورة الاستقلال، وبحسب رأي العديد من المؤرخين فأنه لولا [[لاسكارينا بوبولينا|بوبولينا]] ولولا سفنها لما تمكنت [[اليونان]] من نيل استقلالها أبداً، ولكن مايجهلهما يجهله الكثيرون حول [[لاسكارينا بوبولينا]] أنها كانت من أصول [[ألبانيا|ألبانية]].
[[ملف:Kolokotronis statue.jpg|280px|تصغير|تمثال فارس لذكرى [[ثيودوروس كولوكوترونيس]] في [[نافبليو]]-[[اليونان]]]]
 
سطر 61:
وبعد أربعة أشهر بتاريخ [[26 أبريل|26 نيسان/أبريل]] هاجم اليونانيون [[أثينا]] ففر الأتراك المقيمين فيها إلى [[الأكروبوليس]]، وفي شهر آب/أغسطس وصلت قوة عثمانية لتنجدهم ولكن الثوار تمكنوا من محاصرتها في شهر حزيران/يونيو، وبعد أن وعدوا [[الأتراك]] المحاصرين بتأمين ممر آمن لهم قام [[اليونان|اليونانيون]] بقتلهم.
 
حاول بعدها [[العثمانيون]] غزوا [[شبه جزيرة]] [[بيلوبونيز]] عدة مرات بين عامي [[1822]] و[[1824]] ولكن جميع محاولاتهم كانت تبؤتبوءُ بالفشل.
 
== الحرب الأهلية ==
سطر 67:
بدأت الخلافات الداخلية تتفاقم في صفوف الثوار مما حال دون تمكنهم من بسط سيطرتهم على باقي الأراضي [[اليونان|اليونانية]] وأيضاً من إحكام سلطتهم على [[بيلوبونيز|شبه جزيرة بيلوبونيز]]. وفي عام [[1823]] تحولت تلك الخلافات لحرب أهلية فيما بين اليونانيين أنفسهم، فمن جهة كان هناك [[ثيودوروس كولوكوترونيس]] ورجاله، ومن جهة أخرى [[جيوروجيوس كونتوريوتيس]] وأنصاره وقد كان هذا الأخير رأس الحكومة التي شكلت في كانون الثاني/يناير عام [[1822]]، ولكنه أجبر على الفرار إلى [[جزية هيدرا]] في شهر كانون الأول/ديسمبر من نفس العام.
 
وبعد نشوب حربٍ أهلية ثانية عام [[1824]] ثبت [[جيوروجيوس كونتوريوتيس|كونتوريوتيس]] بقوة مركزه كقائداًقائداً لليونانيين، ولكن وصول القوات [[مصر|المصرية]] بقيادة [[إبراهيم باشا]] لمساعدة [[الأتراك]] عام [[1825]] شكل خطراً كبيراً على حكومة [[جيوروجيوس كونتوريوتيس|كونتوربوتيس]] وعلى الثورة بأكملها.
 
== الفلهيلينية ==
سطر 87:
=== التدخل المصري ===
 
تحت إمرة [[إبراهيم باشا]]، باشرت القوات [[مصر|المصرية]] بغزو [[اليونان]]؛ حيث حطت سفنهم في [[ميثوني، ميسينيا|ميثوني]] وأسقطت مدينة [[كالاماتا]] وسوتها مع الأرض، ومع كل التشويش والفوضى التي عمت في المعسكر اليوناني تمكن [[الجيش المصري]] من وضع يده على [[بيلوبونيز]]، وبعد مقاومة اليونانيين سقطت [[ميسولونغي]] أمام جيشه في نيسان/أبريل [[1826]]، بعد ذلك حاول [[إبراهيم باشا]] اجتياح [[نافبليو]] ولكنه لم يتمكن من نيل مبتغاه فيها، في غضون ذلك كانت القوات المصرية قد تمكنت من اكتساح الريف اليوناني، عندها حول [[إبراهيم باشا]] انتباهه للمكان الوحيد الذي كان لايزاللا يزال حراً في شبه جزيرة المورة (البيلوبونيز) وهو [[شبه جزيرة ماني]].
[[ملف:IbrahimBaja.jpg|يمين|170px|تصغير|القائد المصري [[إبراهيم باشا]] قائد حملة [[محمد علي باشا|محمد علي]] على [[اليونان]]]]
قام [[إبراهيم باشا]] بإرسال مبعوث منه لأهالي [[شبه جزيرة ماني|ماني]] يطالبهم بالاستسلام والخضوع لمشيئة السلطان، وإن رفضوا فإنه سيقوم بتدمير أرضهم، ولكن بدلاً من الاستسلام أرسل المانويين له جوابهم التالي:
سطر 95:
''من يونانيي ماني وبقية اليونانيين المقيمين فيها إلى إبراهيم باشا. لقد تلقينا رسالتك التي حاولت فيها بث الرعب والخوف في نفوسنا قائلاً إنه إن لم نستسلم لك فسوف تقوم بقتل المانويين ونهب ماني، من أجل هذا فها نحن هاهنا ننتظرك وننتظر جيشك. نحن سكان ماني نوقع وننتظرك''.}}
 
حاول [[إبراهيم باشا]] غزو [[شبه جزيرة ماني|ماني]] من جهة الشمال الشرقي قرب [[ألميرو]] بتاريخ [[21 يونيو|21 حزيران/يونيو]] [[1826]]، ولكنه أجبر على التوقف أمام التحصينات المنيعة التي كانت تنتظره في [[فيرجاس]]. وهكذا تمكن جيش ماني المؤلف من 2000 مانوي و500 لاجيءلاجئ يوناني من أنحاء أخرى من صد قوات [[محمد علي باشا|محمد علي]] التي ضمت 7000 محارب. حاول [[إبراهيم باشا]] اجتياح [[شبه جزيرة ماني|ماني]] مجدداً ولكن المانويين تمكنوا من هزيمته مرة أخرى، وقام المانويينالمانويون بملاحقة جيشه حتى [[كالاماتا]] قبل أن يعودوا إلى [[فيرجاس]]. كانت تلك المعركة مكلفة جداً ل[[إبراهيم باشا]] ليس فقط من حيث تكبده خسائر بشرية وصلت لألفين وخمسمائة رجل ولكن لإحباطها خطته بغزو [[شبه جزيرة ماني|ماني]] من الشمال، حاول [[إبراهيم باشا]] مراراً معاودة غزو [[شبه جزيرة ماني|ماني]] ولكنه كان يخفق في كل مرة، وكانت قواته تعاني من خسائر أكثر من تلك التي كانت تحدثها في صفوف اليونانيين.
 
أما الحصيلة العامة لحملة [[إبراهيم باشا]] فقد نجحت القوات [[مصر|المصرية]] في منح [[العثمانيون|العثمانيين]] كل ما سيطرت عليه من: [[شبه جزيرة بيلوبونيس]]، و[[ميسولونغي]]، و[[أثينا]] في آب/أغسطس [[1826]]، و[[أكروبوليس]] في حزيران/يونيو [[1827]]، وهكذا عادت معظم أجزاء [[اليونان]] لسلطة [[العثمانيون|العثمانيين]] بفضل [[جيش محمد علي]].
سطر 104:
أنقذ التدخل الدولي الثورة اليونانية، حيث كانت الدول [[أوروبا|الأوروبية]] الكبرى قد قررت ضرورة إقامة دولة يونانية مستقلة، فجمعت اتفاقية لندن (6 تمز/يوليو1827) بين [[المملكة المتحدة]] و[[إمبراطورية روسية|روسيا]] و[[فرنسا]] في بعث رسالة [[العثمانيون|للعثمانيين]] مفادها أن تلك الدول تود التدخل بشكل سلمي لتلعب دور الوسيط بين [[إسطنبول]] و[[اليونان|اليونانيين]] لحل هذه الأزمة.
 
وكعلامة لإظهار جديتهم قامت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا بإرسال أساطيل حربية قرب سواحل [[اليونان]]، ولكن [[العثمانيون]] رفضوا التدخل الأجنبي فيما اعتبروه شأن داخلي للسلطنة العثمانية، فقامت أساطيل الحلفاء بتدمير الأسطول المصري والعثماني في [[بيلوس|خليج نافارين]] في ماعرفما عُرف ب[[معركة نافارين]] بتاريخ [[20 أكتوبر|20 تشرين الأول/أكتوبر]] [[1827]]، ومن الممكن اليوم رؤية بقايةبقايا السفن الحربية في قاع الخليج. ومع أن [[معركة نافارين]] سببت العجز للقوات العثمانية إلا أن الحرب استمرت بعدها، وتعقدت أمورها مع نشوب [[الحرب الروسية التركية]] بين عامي ([[1828]] و[[1829]]).
 
== فترة ما بعد الحرب وتأسيس المملكة اليونانية ==
سطر 117:
بتاريخ [[31 مارس|31 آذار/مارس]] [[1833]] انسحبت القوات التركية من المواقع التي احتلتها في [[الأكروبوليس]]. وبعد أربع سنين من انتخابه كرئيس للجمهورية اغتيل الرئيس [[الكونت إيوانيس كابوديسترياس|كابوديسترياس]] في مدينة [[نافبليو]] العاصمة الجديدة للبلاد.
 
بعد مضي عام على ذلك اختارت كل من [[بريطانيا]] و[[فرنسا]] و[[الإمبراطورية الروسية|روسيا]] [[الملك أوتو|الأمير أوتو]] ابن [[لودفيغ الأول ملك بافاريا|لودفيغ الأول]] ملك [[بافاريا]] ليكون أول ملك على [[اليونان]]، وكان لايزاللا يزال حينها في السابعة عشر من عمره.
 
عام [[1834]] انتقلت العاصمة إلى [[أثينا]] والتي كانت حينها مدينة لعشرة آلاف نسمة، وفي عام [[1837]] افتتحت [[جامعة أثينا]]. أجبر [[الملك أوتو]] من قبل العسكر على قبول دستور للمملكة عام [[1843]]. وفي عام [[1862]] خلعه الجيش عن العرش ونفي مع زوجته أميليا ليستبدل في العام التالي بأمير [[الدانمارك|دانمركي]] هو كريستيان ويليام فرديناند أدولفوس جورج، الذي أصبح [[جورج الأول ملك اليونان]]. وفي عام [[1864]] تخلت [[بريطانيا]] عن [[الجزر الأيونية]] لصالح [[المملكة اليونانية]].