الدولة المرابطية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسم: تعديل مصدر 2017
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة قالب تصفح {{السلالات الإسلامية الحاكمة لمنطقة المغرب العربي}}+عنوان+ترتيب (8.6); تغييرات تجميلية
سطر 88:
{{اقتباس|إنني أعرف ببلاد نفيس من أرض المصامدة فقيهاً حاذقاً تقياً ورعاً لقيني وأخذ عني علماً كثيراً، وعرفت ذلك منه، واسمه وگاگ بن زلو اللمطي من أهل السوس الأقصى وهو الآن يتعبد ويدرس العلم ويدعو الناس إلى الخير في رباط هنالك، وله تلامذة جمة يقرؤون عليه العلم.<ref>ابن أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس، ص. 123.</ref><ref>هامش من "التشوف" ط2، 1997، ص: 90</ref>}}
 
كان رباط وجاج يقع بقرية [[أكلو]] والتي اشتهرت لاحقًا بكونها مهد انطلاق الدعوة المرابطية. ولقد أثرت مسألة هل رباط أكلو هو المنطلق الفعلي لدولة المرابطين أم رباطًا آخر أسسه وجاج ودرس فيه عليه عبد الله بن ياسين قبل تأسيس مدرسة أكلو، تتضارب آراء الباحثين حول هذه المسألة. وقع اختيار وجاج على [[عبد الله بن ياسين]] الذي اصطحبه الأمير يحيى إلى الصحراء.<ref>أبو عبيد البكري، المسالك، ص 165</ref><ref>ابن أبي زرع، روض القرطاس، ص 123</ref><ref>ابن خلدون، العبر، ج 6، ص. 374</ref> وأثناء عبورهما لها، حرص يحيى على أن يظهر ابن ياسين في أعين الملثمين كأنه شخص مقدس، فكان كلما اقتربا من حي من أحياء صنهاجة ينزل عن دابته، ويقود بالفقيه دابته إعلاء لشأنه وتكريمًا له، ويصفه لهم بأنه ''حامل سنة رسول الله، قد جاء يعلم أهل الصحراء ما يلزمهم في دين الإسلام''.<ref>[[نهاية الأرب في فنون الأدب]]، [[شهاب الدين النويري]]، [http://islamport.com/w/adb/Web/533/1.htm (6/474)]. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20131027085416/http://islamport.com:80/w/adb/Web/533/1.htm |date=27 أكتوبر 2013}}</ref> وأقاما هناك رباطاً، بلغ عدد دارسيه سبعين رجلاً يتعلمون ويتفقهون في الدين بواسطته، ثم زاد عددهم حتى أمرهم ببناء مدينة في موضع يقال له «أرتنني» ففعلوا طائعين، إلى أن نشأ خلاف بينهم، فثاروا ضده وهدموا داره وأخذوا منه بيت مالهم، فخرج متسترًا، وأراد العودة إلى شيخه وگاگ. لكن اعترض عليه من بقي معه وطالبوه بالانزواء مع من يرغب في صحبته والتعلم عليه في جزيرة منعزلة، فاقتنع بذلك، وكانوا سبعة من جدالة وإثنين فقط لمتونة، هما [[يحيى بن عمر اللمتوني|يحيى بن عمر]] وأخوه [[أبو بكر بن عمر اللمتوني|أبي بكر]]. وظلت جماعات التائبين تتوارد عليه إلى أن اجتمع حوله ألف رجل فحولوا ملجأهم إلى رباط انطلق منه المجاهدون لإخضاع قبائل الصحراء.<ref>ابن عذاري المراكشي، البيان المغرب في ذكر بلاد إفريقيا والأندلس والمغرب، تحقيق د. إحسان عباس، دار الثقافة بيروت، ط 3، 1983، ج 4، ص. 8 .</ref> أفلح عبد الله بن ياسين في تحريك القبائل الصحراوية من لمتونة وكدالة [[مسوفة|ومسوفة]] وغيرهم.<ref>القاضي عياض الأديب: الأدب المغربي في ظل المرابطين, [[عبد السلام شقور]]، دار الفكر المغربي، 1983, ص. 14.</ref><ref>الونشريسي، المعيار، ج 5، ص. 14.</ref> وكان ابن ياسين يستشير شيخه وجاج بن زلو ويرجع إليه في تدبير أموره،<ref>المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، ص. 166</ref> وكان يتم التواصل بينهما بالمراسلات. وقد احتفظت المصادر التاريخية بواحدة منها تتضمن توضيح ابن باسين موقفه من شن الحروب على القبائل الخارجة عليه وتشدده في الحدود، بعد أن أنكر عليه شيخه وجاج ذلك.<ref>النويري، نيل الأرب، ص. 22.</ref>
<ref>الونشريسي، المعيار، ج 5، ص. 14.</ref> وكان ابن ياسين يستشير شيخه وجاج بن زلو ويرجع إليه في تدبير أموره،<ref>المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب، ص. 166</ref> وكان يتم التواصل بينهما بالمراسلات. وقد احتفظت المصادر التاريخية بواحدة منها تتضمن توضيح ابن باسين موقفه من شن الحروب على القبائل الخارجة عليه وتشدده في الحدود، بعد أن أنكر عليه شيخه وجاج ذلك.<ref>النويري، نيل الأرب، ص. 22.</ref>
 
== بداية الدعوة ==
السطر 101 ⟵ 100:
 
=== فتح بلاد السوس ===
سنة 444 هـ / 1053م كتب زعيم فقهاء سجلماسة ودرعة، [[وجاج بن زلو اللمطي]]، إلى تلميذه عبد الله بن ياسين يُرغِّبه في مساعدتهم للتخلص من حكامهم زناتة المغراويين وأميرهم [[مسعود بن وانودين|مسعود بن واندين]]. بالإضافة للهاجس الديني، كان الطلب يحمل نبرة أخوية قبلية، حيث كانت تستوطن جهة سجلماسة أقلية مهمة من صنهاجة وسط سلطة زناتية.<ref name=BoschVilá />
 
استشار ابن ياسين مجلسه، فكان القرار بالإجماع على مد يد المعونة لهم، وقالوا له: {{اقتباس مضمن|أيُّها الشيخ الفقيه، هذا ما يلزمنا فَسِرْ بنا على بركة الله.}}<ref>[https://books.google.es/books/about/موسوعة_تاريخ_المغرب_ا.html?id=VYtIAAAAMAAJ&redir_esc=y موسوعة المغرب العربي ص. 2/182]</ref> فخرجت جموع المرابطين في الثلث الأول من سنة [[445 هـ]] إلى [[درعة|بلاد درعة]]، وعدتهم ثلاثون ألف جمل.<ref>البكري، المغرب، ص. 167.</ref> تصدى لهم المغراويين، وانتهت المعركة بهزيمة المغراويين<ref>ابن عذراي، البيان المغرب، ج4 ص13</ref> ومصرع مسعود وتشتت جيشه،<ref>عياض، ترتيب المدارك، ج2، ص333</ref> فدخل ابن ياسين سجلماسة وعين عليها عاملاً من لمتونة وحامية مرابطية وهي قاعدة أنشئوها قرب سجلماسة تعرف باسم مدينة [[تبلبالة]]، وغير مَا وجد بهَا من منكرات حسب مفهومه الأصولي للدين، كآلات الموسيقى ونحو ذلك، وأحرق الدّور الَّتِي كَانَت تبَاع بهَا [[مشروبات كحولية|الخمر]] وأزال الضرائب التي كانت تخنق الناس [[المكوس|كالمكوس]]، ثم عاد إلى الصحراء.<ref>محمود، قيام دولة المرابطين، ص195.</ref><ref>شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص61.</ref><ref>أبو عبد الله محمد بن احمد بن مليح، أنس الساري والسارب من أقطار المغارب، تحقيق: محمد الفاسي، وزارة الدولة، (فاس ـ1388هـ /1968م)، ص28 و142</ref><ref>الشاهري، الأوضاع الاقتصادية في المغرب على عهد المرينيين، ص149.</ref>
السطر 107 ⟵ 106:
انفرد [[أبو عبيد الله البكري|البكري]] بذكر حادثة انتفاضة ساكنة سجلماسة على المرابطين، بسبب صرامتهم في الأمور الدينية والإجتماعية وأثرها على الجانب الاقتصادي، فتحول الفقهاء إلى أقلية وسط أغلبية ساخطة. استغل الأعيان والتجار هذا الأمر فأجهزوا على ممثلي المرابطين بالمدينة مستغلين تواجهدهم مجموعين بالمسجد. فعادت سجلماسة لسلطة مغراوة الزناتيين.
 
بعد النكسة ظهرت مشكلة أخرى، وهي انشقاق قبيلة جدالة، بسبب التهميش الذي لاحظوه في كون زعماء الجيش، يحيى بن عمر وأخوه أبو بكر، كلهم من لمتونة، بينما في السابق كان [[يحيى بن إبراهيم]]، الجدالي، مطاعا بين كل الملثمين. قام عبد الله بن ياسين بتوزيع الجيش المرابطي على الشكل التالي: يحيى بن عمر بمنطقة [[ولاية أدرار (موريتانيا)|أدرار]] بالقرب من جدالة تحسبا لأي تمرد أو غارة على مُؤَخَّرَةُ الجيش، وأبو بكر بن عمر متقدما في أعلى [[وادي درعة|درعة]] وقوات ابن ياسين في موقع وسط بينهما.<ref name=BoschVilá />
 
سنة 448 هـ حاصر نحو ثلاثين ألفاً من مقاتلي جدالة قوات يحيى، وكان معه لبّي بن ورجاي رئيس [[تكرور]]، وكان التقاؤهم بموضع يسمى تيفريلى بين تاليوين وجبل لمتونة.<ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.es/books?id=XRVHDwAAQBAJ&pg=PA89&lpg=PA89&dq=%D8%AC%D8%A8%D9%84جبل+%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%A9لمتونة+%D8%AA%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%8A%D9%86تاليوين&source=bl&ots=o_Coxa2oB0&sig=E2A4-u13yyCn4WbbGYdSTdhBFHo&hl=es&sa=X&ved=2ahUKEwikoeHe3t_aAhWGtBQKHdZQC1UQ6AEwAHoECAAQMQ#v=onepage&q&f=false|title=صحراء الملثمين وبلاد السودان في نصوص الجغرافيين والمؤرخين العرب|date=2011-01-01|publisher=Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية|ISBN=9782745170514|language=ar|last=،الدكتور|first=حماه الله ولد السالم}}</ref>
 
تُوفى الأمير يحيى بن عمر، فَعيَّن عبد الله بن ياسين أخاه [[أبو بكر بن عمر|أبي بكر]] مكانه، فتأهَّب أبو بكر لغزو [[بلاد السوس]]. وفي ربيع الثَّانِى سنة 448 هـ/يونيو سنة [[1056]]م، سار المرابطون صَوْبَ بلاد السوس، وفي معركة الواحات بزغ نجم [[يوسف بن تاشفين]] التي لعب فيها دور قائد مقدمة جيش المرابطين المهاجم، وبعد فتح مدينة سجلماسة عيَّنه الأمير أبو بكر واليًا عليها، فأظهر مهارة إدارية في تنظيمها،<ref>[http://www.kl28.net/knol4/?p=view&post=289714 فقه التمكين عند دولة المرابطين] دار المعرفة</ref> ثم غزا بلاد جزولة وفتح ماسة ثم سار إلى [[تارودانت]] قاعدة بلاد السوس وفتحها، وكان بها طائفة من الشيعة، فحل مذهب أهل السنة والجماعة في مكانها.<ref>في المغرب والأندلس، ص 293.</ref>
السطر 123 ⟵ 122:
توجه يوسف بن تاشفين شمالا لمواجهة الزناتيين، واستفاد من الخلافات القائمة بين قادة تلك البلاد، فتحالف مع بعضها من أجل قتال الباقي، واستطاع أن يدخُلَ [[فاس]] من دون قتال سنة [[455 هـ]]، إلى أن تمرَّد أهلها، وفي سنة [[1067]]م تمكن من فتح كل البلاد الواقعة بين [[الريف (المغرب)|الريف]] و[[طنجة]]. وأعاد فتح فاس بالقوة بعد حصاره لها، فقضى بذلك على شوكة زناتة: [[مغراوة]] و[[بني يفرن]]، ونظم مساجدها وفنادقها وأسواقها، وخرج منها سنة [[463 هـ]] متوجها إلى منطقة واد ملوية الشرقية. احتاج المرابطون بين فتح فاس ومنطقة تازة إلى ست سنوات من الصراع، صعب الأمر تحالف تازة مع الفاطميين، انتهت تلك المنطقة بوضع يدها في يد المرابطين.<ref>"في تاريخ تازة "مجلة " دعوة الحق " أكتوبر 1984 ص.51</ref> فأصبحت منطقة [[تازة]] ثغرًا منيعًا بينه وبين زناتة؛ يعتبر عام [[467 هـ]] [[1074]] فاصلًا في تاريخ الدولة المرابطية؛ إذ بسط يوسف نفوذه على سائر المغرب الأقصى الشَّمَالي باستثناء طنجة وسبتة. وفي [[شبه الجزيرة الإيبيرية]] اضطر [[المعتمد بن عباد]] ملك [[طائفة اشبيلية|طائفة إشبيلية]] أن يكتب إلى يوسف بن تاشفين ''يستدعيه للحوز برسم الجهاد ونصر البلاد. فأجابه يوسف بن تاشفين بقوله لا يمكنني ذلك إلا إذا ملكت طنجة وسبتة''<ref name="الناصري، ج 2، ص. 31">الناصري، ج 2، ص. 31</ref>. وفي حملته بين 1071 و1075 فتح فيها [[كرسيف]] [[مليلية|ومليلية]] وسائر بلاد الريف وقضى على [[إمارة نكور]] وخرب مدينتها،<ref>[http://www.gbv.de/dms/sub-hamburg/255040148.pdf Los Almorávides, de Jacinto Bosch Vilá] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150604085900/http://www.gbv.de/dms/sub-hamburg/255040148.pdf |date=04 يونيو 2015}}</ref> تم توجه إلى بلاد المغرب الأوسط فافتتح مدينة [[وجدة]] وبلاد بني يزناسن‏.‏ ثم افتتح مدينة [[تلمسان]] وقتل أميرها ورجع إلى عاصمته مراكش سنة 1075. وسار المرابطون إلى طنجة بجيش من اثني عشر ألف فارس مرابطي وعشرين ألفًا من سائر القبائل، وانتصروا وفتحوها سنة 1077. عاد بن تاشفين إلى المغرب الأوسط وافتتح [[وهران]] حتى وصل مدينة [[الجزائر]] ودخلها، وتوقف عند حدود مملكة [[بجاية]] التي حكمها [[بنو حماد|بنو حمَّاد]]، فأقام يوسف في مدينة الجزائر الجامع الكبير. وعاد إلى مراكش عام [[475 هـ]] [[1081]]م، وتوحَّد بذلك المغرب الأقصى بعد ثلاثين عامًا من القتال.
=== تأسيس مدينة مراكش ===
عندما استقر جيش المرابطين الضخم بمدن [[أغمات]] و[[أوريكة]]، اشتكى شيوخ تلك المدن إلى الأمير [[أبو بكر بن عمر]] من ضيق المكان وكثرة الخلق وصعوبة العيش على تلك الحال، فطلب منهم الأمير أن يعينوا له موضعاً لبناء مدينة جديدة. وبعد اتفاق شبوخ قبائل [[مصمودة]]، وقع الاختيار على مكان محايد بين القبيلتين المتنافستين في المنطقة، وهما هيلانة (وأصلها «ايلان» كما ذكرها [[الإدريسي]] [[أبو عبيد الله البكري|والبكري]]) وهزميرة (وأصل اسم هذه الأخيرة «إزمارن» وتعني الأكباش<ref>[https://books.google.es/books?id=FdhKCwAAQBAJ&pg=PA191&lpg=PA191&dq=%D9%87%D8%B2%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9هزميرة+%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B4مراكش&source=bl&ots=oKtwD_D9bk&sig=chcGb_DiER1ZFowvNHAfYIqVciw&hl=es&sa=X&ved=0ahUKEwiG64_KzJXTAhWK6YMKHdg6ATgQ6AEIITAB#v=onepage&q=هزميرة%D9%87%D8%B2%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B420مراكش&f=false متنوعات محمد حجي، ص 192] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171201080807/https://books.google.es/books?id=FdhKCwAAQBAJ&pg=PA191&lpg=PA191&dq=%D9%87%D8%B2%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A9هزميرة+%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B4مراكش&source=bl&ots=oKtwD_D9bk&sig=chcGb_DiER1ZFowvNHAfYIqVciw&hl=es&sa=X&ved=0ahUKEwiG64_KzJXTAhWK6YMKHdg6ATgQ6AEIITAB |date=01 ديسمبر 2017}}</ref>) كونها أرضا رحبة واسعة، غير مأهولة يمر بها [[وادي نفيس]]، قريبة من [[جبل درن]]، وكونها مسرحاً خصيباً للجِمال والدواب يليق بمقصد الأمير، ولأنها مناسبة لما ألفوه في الصّحراء.<ref> البيان المغرب في ذكر بلاد إفريقيا والأندلس والمغرب، ابن عذارى المراكشي، تحـ: إحسان عباس، دار الثقافة ، بيروت، ط3،1983، ج 4 ،ص 19- 20.</ref> تم وضع أساس مراكش سنة [[462 هـ]] [[1069]]م، وشرعوا في بناء الدور من غير تسوير عليها، وفي عام [[463 هـ]] [[1070]]م، استخلف الأمير [[أبو بكر بن عمر|أبو بكر]] ابن عمه [[يوسف بن تاشفين]] مكانه على المغرب، فأكمل [[يوسف بن تاشفين|يوسف]] بناء [[مراكش]] وحصنها وأعانته القبائل في ذلك.<ref>البيان المغرب، ابن عذارى، ج4، ص19-20.</ref><ref>الحلل الموشية، مؤلف مجهول، ص15- 16.</ref> ويرى بعض المؤرخين أنّ مدينة [[تنبكتو|تُنبكتو]] بُنيت في نفس مرحلة بناء مرّاكش،<ref>تاريخ السّودان، عبد الرحمن بن عبد الله السعدي، تحـ: أوكتاف هوداس، مكتبة أمريكا والشرق، باريس، 1981. ص 20</ref> على يد أبناء عمومة جدالة ولمتونة، وهم قبائل [[مسوفة]] المنتشرة [[تكرور|بالتكرور]].
 
== الأندلس ==
السطر 199 ⟵ 198:
 
=== الأعلام والرايات ===
[[ملف:Almoravides.JPG|250px|تصغير|يمين|أحد رايات المرابطين، الرسم مأخوذ من لوحة جدارية تمثل حصار ميورقة، موجودة بمتحف الفنون الكتلونية، برشلونة.<ref>[http://art.mnac.cat/fitxatecnica.html;jsessionid=0dda03652192e283d2efbeae91f3aa379fd928e9d5e0f02fea0173c1a590614d?inventoryNumber=071447-CJT Pintures murals de la conquesta de Mallorca]</ref>لعبت]]لعبت [[راية|الرايات]] والأعلام دوراً بارزاً عند المرابطين، حيث شكلت عنصراً متميزاً في نظمها الحربية وأساليبها القتالية، وهي تكشف عن جوانب هامة من تطور النظام البدوي في فن القتال. تميزت تقاليد المرابطين في خوض غمار الحرب بطقوس خاصة أدهشت وأرعبت خصومهم.<ref>[http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/adad23partie6.htm دور الأعلام والرايات في تاريخ المرابطين] الدكتور صالح يوسف بن قربة أستاذ الحضارة والآثار الإسلامية ورئيس اللجنة العلمية لقسم الآثار جامعة الجزائر</ref> قبل ظهور يوسف بن تاشفين كانوا في إعداد الجند للقتال يعتمدون أساساً على الرجالة والأبالة الذين يقاتلون على النجب التي تقوم في القتال مقام الخيل.
 
يصف الجغرافي [[البكري|أبا عبيد البكري]] الروح المعنوية العالية عند الملثمين المرابطين، ومميزات أسلوبهم القتالي والتاكتيكي، كالدقة في التنظيم والثبات في القتال؛ والغاية من رفع الراية هي البدء والانطلاق في المعركة: ''فإذا نصبت وقفوا وإن مالت جلسوا؛'' واستماتوا في القتال:<ref>حسين أحمد محمود، قيام دولة المرابطين، دا الفكر العربي، القاهرة، 1972، ص. 368</ref><ref>سعدون عباس نصر الله، دولة المرابطين في المغرب والأندلس ـ عهد يوسف بن تاشفين، دار النهضة العربية والطباعة والنشر، بيروت، 1985، ص. 171</ref><ref>يوسف أشباخ، تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين، القاهرة، 1940، ص. 478.</ref>{{إقتباس|ولهم في قتالهم شدة وجلد ليس لغيرهم. وهم يختارون الموت على الانهزام ولا يحفظ لهم فرار من زحف، وهم يقاتلون على الخيل والنجب، وأكثر قتالهم رجالة صفوفاً بأيدي الصنف الأول القني الطوال للمداعسة والطعان وما يليه من الصفوف بأيديهم المزاريق يحمل الرجل الواحد منها عدة يرزقها فلا يكاد يخطئ ولا يشوى لهم. ولهم رجل قد قدموه أمام الصف بيده الراية. فهم يفهمون ما وقفت منتصبة، وإن أمالها إلى الأرض جلسوا جميعاً فكانوا أثبت من الهضاب. ومن فر أمامهم لم يتبعوه. وهم يقتلون الكلاب لا يستصحبون منها شيئاً.}}
السطر 226 ⟵ 225:
حاول تاشفين تنظيم الدولة وإعادة جدولة أولوياته السياسية، فوجد أن ضغظ الموحدين في المغرب أكثر شدة من ضغط الممالك المسيحية في الأندلس. فالحروب التي شنها الموحدون أحدثت حالات خوف في بلاد المغرب، فاضطرب الأمن وازدادت الانقسامات، فحصلت موجة نزوح معاكسة من المغرب إلى الأندلس هربا من مخاطر غير محسوبة، خصوصا بعد أن تحرك عبدالمؤمن من بلاد المصامدة إلى الغرب، وبدأ الموحدون يقتربون إلى ريف سبتة وتطوان في سنة [[536 هـ]] [[1141]]م.
 
استخدم تاشفين كل الوسائل للقضاء على الموحدين ففشل، الأمر الذي خيب أمل والده علي بن يوسف، فعزم على خلعه، وتسمية ولده الأصغر إسحاق وليا للعهد، خصوصا بعد أن نجح جيش عبدالمؤمن الموحدي في غزو مدينة [[المزمة]] [[الواط|والواط]] [[مليلة|ومليلة]] و[[وهران]]، وأخذت القبائل المتحالفة مع المرابطين تفك الطاعة وبدأت تميل إلى المصامدة. فخلال فترة حصار [[فاس]] و[[مكناس]] اتجه نحو فاس مجموعة من قادة بارزين من قبيلة مسوفة بعد أن انشقوا من الجبش المرابطي جهة وهران، فدخلوها ونزعوا اللثام معلنين بذلك بيعتهم للموحدين. كما توصل عبد المؤمن برسالة من [[علي بن عيسى بن ميمون]]، قائد الأسطول المرابطي المتمركز ب[[قادس|قادش]]، يعلن فيها بيعته للدولة الجديدة.<ref name=BoschVilá>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.es/books/about/Los_almor%C3%A1videsLos_almorávides.html?id=6k82AAAACAAJ&redir_esc=y|title=Los almorávides|date=1998|publisher=Universidad de Granada|ISBN=9788433824516|language=es|last=Vilá|first=Jacinto Bosch|first2=Emilio Molina|last2=López}}</ref>
 
=== سقوط مراكش ===
السطر 236 ⟵ 235:
== الأربطة ==
تعود الجذور التاريخية والاصطلاحية لمصطلح ''الرِّباط'' جمع ''الأربطة'' لاسم مشتق من الجذر ''ر ب ط''.<ref>Nehemia Levtzion, "Abd Allah b. Yasin and the Almoravids", in: John Ralph Willis, ''Studies in West African Islamic History'', p. 54.</ref><ref>P. F. de Moraes Farias, "The Almoravids: Some Questions Concerning the Character of the Movement", ''Bulletin de l’IFAN'', series B, 29: 3-4 (794-878), 1967.</ref> ويقصد بها ملازمة المكان والثبات فيه، أي المواظبة على لزوم الثغر في المفهوم الجهادي.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، تحقيق صلاح الدين المنجد، مكتبة النهضة، القاهرة، 1956، ص. 221.</ref> برزت المصطلحات المتعلقة ''بالمرابطة'' في تاريخ مبكر مع انطلاق موجة [[الفتوحات الإسلامية|الفتوحات الأولى]]. إذ تكررت عبارات: رابطات الشام<ref>ابن حوقل، صورة الأرض، تحقيق دي جويه، ليدن، 1877، ص. 108، 127، 133</ref> ورباط الإسكندرية.<ref>ابن عبد الحكم، فتوح مصر، ت. ش. توراي، القاهرة، 1991، صص. 191 ـ 192</ref><ref>المدونة الكبرى، دار صادر، بيروت، د. ت، م 6، ج 15، ص. 98</ref> فذلك لأن استعمال مصطلح الرباط خلال هذه الفترة المبكرة إنما كان المقصود به صفة ملازمة الثغر والحصن والتأهب لملاقاة العدو في أماكن معينة عرفت بالمرابطة. وكانت المالكية من أول من استعمل مصطلح ''الرباط''، كما عرفها [[ابن أبي زيد القيرواني]]: ''الرّباط هو المقام حيث يخشى العدو بأرض الإسلام لدفعه''.
[[ملف:Rabida1.jpg|تصغير|[[دير الرابطة]]، هو دير [[فرنسيسكان|للفرنسيسكان]] حاليا، كان أحد أربطة الجيش المرابطي. يقع بالقرب من بلدية [[بالوس دي لا فرونتيرا]]، [[ولبة (مقاطعة)|بولبة]] في [[أندلسيا]]، وهو نفس الموقع الذي سينطلق منه لاحقا [[كريستوفر كولومبوس]] لاكتشاف [[العالم الجديد]]. ]]
جذور ظاهرة المرابطة تعود إلى عصر مبكِّر مع انطلاق عمليات الفتح نحو الشام وفي مصر. ونقل [[البلاذري]] عن عناية [[عمر بن الخطاب]] [[عثمان بن عفان|وعثمان]] ''بتحصين السواحل وترتيب المقاتلة فيها وإقامة الأربطة والمناظر والمسالح''.<ref>فتوح البلدان، المصدر السابق، ص. 223.</ref> كان الرباط يمثل نشاطاً أو عملاً عسكرياً ذا صبغة دينية بمنزلة الجهاد نفسها. وكانت الأربطة مركزاً للنساك وأهل العلم من دعاة المالكية، خاصة خلال المناسبات الدينية. والدولة كانت هي المسؤول الأول عن إقامة التحصينات وترميمها وأعمال الصيانة فيها.<ref>البيان المغرب، المصدر السابق، ج 1، ص. 89</ref> وإدارة كل منها كانت مستقلة عن باقي الأربطة في التصرف في التسيير والعتاد.<ref>النوادر والزيادات، ج 5، مخ عدد 6716، ق 218 ب ـ 219 أ</ref> تحولت هذه الرباطات إلى [[زاوية (مدرسة)|زوايا]] في [[الحفصيون|العصر الحفصي]].<ref>ناجي جلول، الرباطات البحرية، المرجع السابق، صص. 187 ـ 188</ref><ref>J. Chebbi, op. cit., pp. 511-512.</ref>
 
السطر 401 ⟵ 400:
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|مراكش|التاريخ الإسلامي|التاريخ|المغرب|الإسلام|الأندلس|الأمازيغ|المغرب العربي|موريتانيا|الجزائر|الوطن العربي|مالي}}
 
{{السلالات الإسلامية الحاكمة لمنطقة المغرب العربي}}
 
[[تصنيف:مرابطون|*]]
[[تصنيف:إمبراطوريات سابقة]]
[[تصنيف:الجزائر الوسيطة]]
[[تصنيف:القرن 11 في الأندلس]]
السطر 408 ⟵ 411:
[[تصنيف:انحلالات سنة 1147]]
[[تصنيف:انحلالات سنة 1147 في المغرب]]
[[تصنيف:إمبراطورياتتأسيسات سابقةالقرن 11 في أفريقيا]]
[[تصنيف:تاريخ الأندلس]]
[[تصنيف:تاريخ الجزائر]]
السطر 415 ⟵ 418:
[[تصنيف:تاريخ المغرب]]
[[تصنيف:تاريخ موريتانيا]]
[[تصنيف:تأسيسات القرن 11 في أفريقيا]]
[[تصنيف:دول سابقة في أفريقيا]]
 
[[تصنيف:دول وأقاليم انحلت في 1147]]
[[تصنيف:دول وأقاليم تأسست في 1040]]