الدولة الغزنوية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تحديث وصلة صورة
لا ملخص تعديل
سطر 21:
| سنوات النائب 2 =القرن 12 -->
| نوع السيادة =
| ملاحظة السيادة =
| حدث = <!-- اذكر حدث اوأو معركة مؤثرة -->
| تاريخ الحدث =
| حدث 2 =
| تاريخ الحدث 2 =
| حدث 3 =
| تاريخ الحدث 3 =
| تأسيس = [[963]]م
| سقوط = [[1186]]م
سطر 33:
|سنوات المساحة = 1029
| سكان =
| سنوات السكان =
| عملة =
| قبلها =[[ملف:Saffarid dynasty 861-1003.png|23px]] [[صفاريون]] - [[ملف:Samanid dynasty (819–999).GIF|23px]] [[سامانيون]] - [[آل مأمون]] - [[آل فريغون]]
| بعدها = [[ملف:Ghurids1200.png|23px]] [[غوريون]] - [[ملف:Seljuk Empire locator map.svg|23px]] [[الدولة السلجوقية]]
|الآن ={{علم|أفغانستان}}
* {{علم|كازاخستان}}
* {{علم|أوزبكستان}}
* {{علم|الهند}}
* {{علم|باكستان}}
* {{علم|إيران}}
* {{علم|طاجيكستان}}
* {{علم|تركمانستان}}
سطر 49:
'''الدولة الغزنوية''' ([[اللغة الفارسية|باللغة الفارسية]] '''غزنویان ''') هي دولة إسلامية حكمت [[بلاد ما وراء النهر]]، و[[شمال]] [[هند|الهند]] و[[خراسان (توضيح)|خراسان]]، في الفترة ما بين سنتي [[961]]م و[[1187]]م.<ref name="ReferenceA">Bosworth, The Ghaznavids. Edinburgh, 1963</ref><ref>Bosworth, "Ghaznavids", in Encyclopaedia Iranica, Online Edition 2006, ([https://www.iranicaonline.org/articles/v10f6/v10f608.html LINK])</ref><ref name="ReferenceB">Bosworth, Ghaznavids, Encyclopaedia of Islam, Online Edition; Brill, Leiden; 2006/2007</ref> وهي دولة [[تركية]].<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993">"Gazneliler". Temel Britannica Ansiklopedisi. 7. Cilt. İstanbul: Ana Yayıncılık. 1993. ss. sf. 98-99.</ref><ref>"Gazneliler". Büyük Larousse Sözlük ve Ansiklopedisi. 9. Cilt. İstanbul: Milliyet A.Ş.. 1991. ss. sf. 4442-4443</ref><ref name="britannica.com">[https://www.britannica.com/EBchecked/topic/531266/Sebuktigin "Encyclopedia Britannica - Ghaznavid Dynasty"] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141008113328/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/531266/Sebuktigin |date=08 أكتوبر 2014}}</ref> وقد قام الغزنويون بتسمية عاصمتهم باسمهم، وهي مدينة [[ولاية غزني|غزنة]] التي توجد الآن داخل حدود دولة [[أفغانستان]]. ودولة الغزنوين قبل أن يحكموها كانت خاضعة لحكم [[سامانيون|السامانيين]] [[إيران|الإيرانيين]]، وقد كان لهم تأثيرٌا كبيرٌا على ثقافة وسياسة تلك المنطقة، وقد أدى هذا التأثير إلى ذوبان الأتراك الغزنويين في تلك المنطقة مع [[فرس|الفارسيين]] مع مرور الوقت.<ref name="ReferenceA"/><ref name="ReferenceB"/><ref name="Ansiklopedisi. 9. Cilt 1991">"Gazneliler". Büyük Larousse Sözlük ve Ansiklopedisi. 9. Cilt. İstanbul: Milliyet A.Ş.. 1991. ss. sf. 4442-4443.</ref><ref>M.A. Amir-Moezzi, "Shahrbanu", Encyclopaedia Iranica, Online Edition, ([https://www.iranicaonline.org/newsite/articles/ot_grp7/ot_shahrbanu_20050131.html LINK])</ref><ref>[https://www.iranicaonline.org/newsite/articles/v13f3/v13f3001b.html Encyclopaedia Iranica, Iran: Islamic Period - Ghaznavids, E. Yarshater] {{وصلة مكسورة|date= أكتوبر 2017 |bot=JarBot}}</ref>
 
يعد [[ألب تكين]] مؤسس دولة الغزنويين، وقد كان من قواد الجيش الساماني، إلا أن أسرته لم تصبح أسرة حاكمة إلا في عهد [[سبكتكين|أبو منصور سبکتكینسبكتكین]] (977-997م) وقد كان من عبيد ألب تكين، وقام بتحويل مدينة غزنة إلى عاصمة للغزنويين، وقد أنقذهم من سيادة حكام السامانيين عليهم.<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/><ref name="britannica.com"/><ref>Encyclopedia Britannica, Ghaznavid Dynasty, Online Edition 2007 ([https://www.britannica.com/EBchecked/topic/232579/Ghaznavid-dynasty LINK]) {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150511203947/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/232579/Ghaznavid-dynasty |date=11 مايو 2015}}</ref> وقد قام ابن سبكتكين [[محمود الغزنوي]](998–1030م) في عهده بتوسيع حدود الدولة الغزنوية من نهر [[جيحون (نهر)|جيحون]] حتى [[نهر السند]]، ومن هناك حتى [[المحيط الهندي]]، وقد شمل هذا التوسع [[الري (إيران)|الري]] و<nowiki/>[[همدان (محافظة)|همدان]]. وفي عهد [[مسعود بن محمود الغزنوي]] فقدت الدولة الغزنوية الكثير من قوتها وجزءًا كبيرًا من أراضيها. وقد سيطرت [[الدولة السلجوقية]] على المناطق الجنوبية للدولة الغزنوية بعد [[معركة داندقان]]. وقد بقي في يد الغزنويين بعد تلك المعركة المناطق التي كانت لهم في [[أفغانستان]]، و[[بلوشستان (توضيح)|بلوشستان]]، و[[بنجاب (الهند)|البنجاب]]. ولم يكن تشتت السلاجقة في عام [[1157]]م ذا نفع كبير للدولة الغزنوية. وفي هذه الأوضاع المتضاربة بدأت قوة دولة [[غوريون|الغوريين]] الناشئة في التصاعد، حتى قاموا بهزيمة [[بهرام شاه]] في عام [[1151]]م. وسيطروا على مدينة غزنة عاصمة الغزنويين، ومن بعدها بدأ حكم الغزنويين الذين قاموا بنشر [[الإسلام]] داخل [[الهند]]،<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/> وانسحبوا إلى [[لاهور]] في الإنهيار. وقد وقع [[حوسرف ماليك]] أخر حكام الغزنويين في الأسر من قبل الغوريين عام [[1186]]م، وكان هذا هو تاريخ سقوط الدولة الغزنوية بشكلٍ نهائي.
 
== أصلهم ==
كان يوجد مجتمع للأتراك قبل إنشاء دولة الغزنويين في [[أفغانستان]]، هذا المجتمع إعتمدتاعتمدت عليه دولة الغزنويين بشكل كبير عند تأسيسها. ويعتبر [[سبكتكين]] هو مؤسس تلك الدولة، وقد كان من عبيد ألب تيكين، وأسلم حينها.<ref>Arnold, s.218-219</ref><ref>Togan, s.152</ref> وفي تلك الفترة كانت أي دولة تُسمى باسم مؤسسها.<ref>Köymen, s.2</ref> وقد عُرف سبكتكين نفسه في كتاب ''النصائح'' بأنه من [[تركستان]] من قبيلة تُسمى ''برساه''.<ref name="Şebânkâreî, s.167">Şebânkâreî, s.167</ref><ref>Merçil, Sebüktegin'in Pend-Nâmesi, s.227</ref><ref>Köprülü, Kay Kabilesi, s.421-422</ref> وقد اشتراه ألب تيكين كعبد تركي بعدما وقع في الأسر.<ref name="Şebânkâreî, s.167"/><ref>Yakubovski, sayı: 75, s.241</ref> أما أبو الغازي بهادر خان فأوضح أن والد السلطان [[محمود الغزنوي]] سبكتكين من نسل الكاي.<ref>Ebu'l Gazi Bahadır Han, s.57</ref>
 
== تاريخ الدولة السياسي ==
سطر 60:
لقد تأسست دول عديدة منذ [[القرن الثاني]] [[قبل الميلاد]] في [[أفغانستان]] حتى وقتنا هذا، ومن تلك الدول دولة الغزنويين (تأسست في 963م)، وقد ذُكرت دولة الغزنويين بأسماء عديدة في التاريخ منها ''اليمينين''، و''السبكتكيين''.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1">Merçil, Gazneliler Devleti, s.1</ref> وفي عصور دولة السامانيين اللامعة إنتقلت مجموعات كبيرة من الأتراك إلى [[بلاد ماوراء النهر]] لنشر الإسلام فيها. وعندما بدأ الضعف يتسرب إلى الدولة السامانية، قام العديد من القادة والعائلات التركية بإنشاء مناطق حكم لهم في مناطق مختلفة من أفغانستان، ومن تلك العائلات السمجوريين، وكرا تكين إسفجابي، وبيطوز.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1"/> وكان من بين هؤلاء القادة ألب تيكين الذي قام بتأسيس دولة الغزنويين فيما بعد.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1"/> ويحتمل بأنه ولد في عام 890 أو 891.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.1"/> وقد بيع ألب تيجين بعد ولادته كعبد إلى أمير السامانيين، وقد أدخله بين حرسه الخاص.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.2">Merçil, Gazneliler Devleti, s.2</ref> وقد أعتقه السامانيون بعدما أُعجبوا بالصفات التي يمتلكها، وعُين قائدا لبعض الوحدات العسكرية.<ref name="Merçil, Gazneliler Devleti, s.2"/> ثم تمت ترقيته بعد ذلك لحاجب الحجباء(يعنى القائم على رئاسة كل أعمال القصر).<ref name="Gerdîzî, s.381">Gerdîzî, s.381</ref>
 
وقد ظل نفوذ ألب تيكين (تيجين) في التصاعد حتى وصل إلى أعلى مرتبة عسكرية في الدولة في [[10 فبراير]] [[961]] وهي قيادة الجيش في خرسان. وعندما تولى هذا المنصب استمر نفوذه في القصر لأن الحاجب الذي أتى مكانه كان من [[غلام|غلمانه]].<ref name="Gerdîzî, s.381"/><ref>Nazım, s.24</ref> وقد ظهرت مجموعة في القصر تريد إبعاد ألب تيكين عن المسؤلية لأنه كان صاحب تأثير في إختيار من سيتولى الحكم، ويتدخل في كل أمور وأعمال الدولة. وقد عين الجيش الساساني منصور بن نوح حاكما للدولة الساسانية إلا أن ألب قد حاول إنزاله من على العرش، ولكن لإنعدام ثقته في الجيش إنسحبانسحب هو وغلمانه من القصر إلى [[بلخ]]، وسيطر عليها. ثم أقنع قواد جيش منصور بمواجهة ألب وردعه والأمساك به. وأرسل منصور جيشا من 16 ألف جندي إلى ألب لمواجهته فتمركز ألب بين بلخ وخلم في منطقة تسمى ''بوابة خلم'' بجيش مكون من ثلاثة ألاف جندي. وقد انتصر جيش ألب في الموقعة التي حدثت بينها في [[إبريل]] -[[مايو]] 962.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.37">Bosworth, The Ghaznavids, s.37</ref> واتجه نحو مدينة غزنه، وبعد جُهد دام أربعة أشهر سيطر على غزنه في [[12 يناير]] [[963]]. وكانت أساس دولته.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.37"/>
 
وقد توفي ألب عندما بدأ بتنظيم جيش لغزو [[الهند]]، في [[13 سبتمبر]] [[963]].<ref>Bosworth, The Ghaznavids, s.38</ref> وبعد وفاته حل مكانه ابنه [[أبو إسحاق إبراهيم (الغزنوي)|أبو إسحاق إبراهيم]] وبفترة قصيرة فقد سيطرته على مدينة غزنه، وبمساعدة [[أمير]] السامانيين إستطاع السيطرة على المدينة من جديد. وعندما توفي جاء [[بيلجا تكين]] خلفا له في 12 نوفمبر 966، وأعلن أنه مرتبطا بالدولة السامانية.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.6</ref> وبعد موت بيلجه تكين في عام 975 جاء بوري تكين وقد كان عبدا، وبسبب معارضة الناس له ورفضهم لحكمه أُنزل من على العرش في [[20 إبريل]] [[997]]، وحل محله سبكتكين الذي تم إختياره من قبل القواد والنبلاء الأتراك. وعلى الرغم من تصرف سبكتكين الظاهري بأنه تابع للسامانيين إلا أنه تم في عهده وضع حجر الأساس لدولة الغزنويين المستقلة.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.7</ref> ولم يمر الكثير حتى انتشر النفوذ التركي باتجاه الشرق حتى وصل إلى ''زبلستان'' التي في [[أفغانستان]]. واتسعت الأراضي الغزنوية حتى شملت [[باختر]] وزمين دفر، و[[بلوشستان (توضيح)|بلوشستان]]، وكوزدر. وقام أيضا بهزم ''رجاسي(تعني أمير) شاه الهند'' الذي كان سببا في عرقلة نشر الإسلام هناك، وتقدم على طول [[نهر كابل]] حتى وصل إلى [[بيشاور]].<ref>العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 386.</ref><ref>سير أعلام النبلاء (17/ 484).</ref> وقد طلب أمير السامانيين العون من سبكتكين في عام [[994]] عندما خرج أبو على السيجوري وفائق لمواجهته. وعندما قام سبكتكين وابنه [[محمود الغزنوي]] بهزيمة المتمردين والإنتصار عليهم، أطلق أمير السامانيين لقب ''سيف الدولة'' على محمود الغزنوي، ومنحه قيادة الجيش.<ref>Merçil, Simcûrîler IV, s.554-557</ref> وقد توفي سبكتكين الذي قام بتوسعة رقعة الدولة الغزنوية في [[أغسطس]] عام [[997]].
سطر 103:
حدثت نزاعات بين الكرخانيين على العرش، وقد استولى أبو منصور أرسلان خان على العرش، ولم يختر أن تسير الأمور بشكل جيد مع محمود الغزنوي. إلا أن يوسف قادر خان بدأ بصراع جديد على العرش، وطلب المساعدة من الغزنوي. وبينما كان الغزنوي يحارب في الهند، رأى المتصارع على الحكم أن هذا موقف جيدا للسيطرة على خرسان، وأنشئ جيشا متحدا من الكرخانيين، إلا أن الغزنوي قام بهزيمة هذ الجيش في 1019-1020 وعاد مرة أخرى إلى الهند.<ref name="مولد تلقائيا4" />
 
قام أبو منصور بالإنسحاببالانسحاب من على العرش ليوسف قادر خان، وطلب يوسف خان المساعدة من الغزنوي مرة أخرى لمواجهة أخوته. ولكن تلك المرة قُبل طلبه، وتقابل مع المتنافسين على الحكم في [[سمرقند]] في مارس-إبريل 1025، وعقد بينهم إتفاقاً.<ref name="Şebânkâreî, s.57-58"/> وعندما علم يوسف خان بهذا هرب، وهكذا تم تجنب النزاعات المستمرة على العرش في دولة الكراخانيين.<ref name="مولد تلقائيا4" />
 
===== حروب السلطان محمود مع الأغوز =====
[[أتراك الأوغوز|الأغوز]] هم مجموعة من التركمان، يتكونون من أربعة ألآف خيمة، وتابعين أرسلا يابغو. وقد طلبوا الإذن من السلطان محمود للعبور من [[خرسان]] بدلا من العبور من [[بلاد ما وراء النهر]] لإنهم يعانون من العبور من تلك المنطقة. وقد فكر الغزنوي أنه يمكنه أن يستفيد من القوة العسكرية لتلك المجموعة، فسمح لهم بالمرور من نهر جيحون على الرغم من مخالفة أرسلان جاذب والي [[طوس]].<ref name="Köymen, s.173-174">Köymen, s.173-174</ref> إلا أن الأغوز كانوا يُقِعُون المدن التي يمرون بها في ظروف إقتصاديةاقتصادية صعبة. وفي عام [[1028]] إرتفعت نسبة شكوى السكان الأصليين منهم إلى السلطان محمود. وعلى إثر هذا أرسل السلطان محمود أرسلان جاذب إلى الأغوز. إلا أن أرسلان لم يستطع حل المشكلة، وعند إتهامه بالفشل، أوضح أن قوة الأغوز قد زادت وأنهم يتفوقون على جيش ولاية، ودعى محمود الغزنوي بشخصة لمحاربتهم.
 
وعلى الرغم من مرض محمود الغزنوي إلا أنه تحرك إلى [[طوس]] في 1028، واتحد مع جيش جازب، وأوقع الهزيمة بالأغوز. وقد قُتل قسم كبير من الأغوز في تلك المعركة، أما القسم الباقي فقد عاش جزء منهم في الجبال وهرب جزء أخر منهم إلى [[كرمان]]، وقد تمت ملاحقة الأغوز في الداخل والخارج حتى موت السلطان محمود ليتم تنظيف البلاد منهم.<ref name="Köymen, s.173-174"/><ref>Nazım, s.s.64-66</ref>
سطر 123:
 
==== علاقات السلطان محمود مع العباسيين ====
إعترفاعترف الخليفة العباسي [[أبو العباس أحمد القادر بالله]] بالدولة الغزنوية، وبالسلطان محمود غازي كخليفة لها، بينما لم يعترف به [[السامانيين]]. وقد أرسل الخليفة العباسي العديد من الهدايا إلى السلطان محمود نظرًا لجهوده في نشر [[الإسلام]] والغزوات التي قام بها في أراضي [[الهنود]] الذي [[عبادة الأصنام|يعبدون الأصنام]]. وقد منحه العديد من الألقاب المختلفة.<ref>Bayur, s.151-153</ref>
 
كانت العلاقات التي بين السلطان محمود والكراخانيين قد فسدت عندما أراد السلطان الغزنوي السيطرة [[سمرقند]] التابعة للغزنويين، إلا أن العلاقات قد فسدت مرة أخرى في 1023-1024، عندما إشتبهاشتبه السلطان محمود في إتباعهم [[الدولة الفاطمية|للدولة الفاطمية]]. وعلى الرغم من كل تلك الأحداث فقد أنشأ السلطان الغزنوي دولة سُنِية في مواجهة [[الشيعة]] و[[بويهيون|الدولة البويهية]]. وقد قام بصَّك النقود باسمه. وقد أرسل الهدايا إلى [[بغداد]] بعد الحروب التي كان ينتصر فيها.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.52-53">Bosworth, The Ghaznavids, s.52-53</ref><ref name="islamstory.com">http://islamstory.com/ar/تاريخ-الدوله-الغزنويه-الغزنويون [[قصة الإسلام]] 27/02/2014</ref>
 
=== فترة السلطان مسعود الأول الغزنوي ===
[[ملف:MassudOfGhazniCoin.jpg|300px|تصغير|يسار|قطعة نقود صُكت باسم السلطان مسعود الأول]]
[[ملف:Mas'udIGhaznavidCoin.jpg|300px|تصغير|يسار|عملة ذهبية مصكوكة باسم السلطان مسعود]]
قام [[محمود الغزنوي]] قبل موته بتقسيم دولته إلى قسمين، وقد كان للسلطان محمود خمسة أولاد هم مسعود ومحمد وسليمان وشجاع وعبدالرشيد،وعبد الرشيد،<ref>Bosworth, The Ghaznavids: Their Empire in Afghanistan and Eastern Iran 994–1040, Soy Kütüğü Tablosu</ref> وقد حصل مسعود ومحمد على حكم الدولة الغزنوية، وقد قسم السلطان محمود لمحمد [[بلخ]] وخرسان و[[شمال]] [[الهند]]، أما مسعود فقد حصل على مدينة [[الري (إيران)|الري]] و[[أصفهان]] وجبيل الذين تمت السيطرة عليهم حديثا ومجهولي المستقبل،<ref>Şebânkâreî, s.64</ref> وبعدما توفي محمود الغزنوي في 30 إبريل 1030، تم إختيار ابنه محمد الغزنوي الذي كان في الثالثة والثلاثين من عمره ليحكم العرش من قبل أعضاء الأسرة.<ref name="Gerdîzî, s.194">Gerdîzî, s.194</ref> ولم يكد [[محمد الغزنوي]] بتولى العرش حتى بدأت المنازعات في القصر وهرب بعض العبيد والقواد إلى مسعود، وفي تلك الأثناء كان خبر وفاة والد مسعود الذي كان في أصفهان حينها قد وصل إليه في 26 مايو 1030، فترك إدارة الجزء الغربي من البلاد لإخيه وذهب إلى [[الري (إيران)|الري]]،<ref>Bosworth, s.74</ref> وقام بإرسال خطابا إلى أخيه طلب منه أن تقرأ الخُطبة باسمه، وأن تُصَّك النقود أيضا باسمه، الأمر الذي رفضه أخوه محمد.<ref>Bayur, s.185</ref>
 
وقد حصل مسعود على الإعترافالاعتراف به خليفة لوالده من الخليفة العباسي [[أبو العباس أحمد القادر بالله|أبو القادر]]، وحصل أيضا على الدعم من حاكم الكراخانيين. وقام بإعطاء الإذن لعودة قبائل التركمان التي قد طردها والده إلى البلاد مره أخرى.<ref>Köymen, s.175-176</ref> وبعدما مرت أربع شهور كان فيها محمد الغزنوي هو السلطان قام بالمسير لمحاربة أخيه إلا أنه أثناء سيره أخبره قواد الجيش قبل وصولهم إلى مدينة الري أنهم تابعين للسلطان مسعود وقاموا بحبسه في قلعة على الطريق.<ref name="Gerdîzî, s.194"/>
 
وفي أكتوبر 1030 قُرأت الخطبة باسم السلطان مسعود وأصبح هو الحاكم للغزنويين. وأول شئ قام به السلطان مسعود بعدما أصبح الخليفه هو كيّ عيّنيّ أخيه بالنار.<ref>Gerdîzî, s.196</ref><ref>Bosworth, The Ghaznavids, s.232</ref> ثم قام بتعيين عمه يوسف واليا على كوسدار، وعندما كان السلطان مسعود في بلخ أتى إلى الجاوسيس من كرمان وأخبروه أن تلك المنطقة فيها بعض المشاكل. وتوجه السلطان مسعود إلى كرمان صاحبة الموقع الإستراتيجي المهم بالنسبة له وسيطر عليها وضمها بشكل قطعى إلى حكمه في عام 1031.<ref>Merçil, Kirman Hâkimiyeti, s.36-44</ref>
سطر 142:
 
=== الأحداث الأخرى ===
بدأت العلاقات بين السلطان مسعود وقبائل [[التركمان]] تفسد بالتدريج. وفي عام 1034 أعلن حاكم خوارزم عصيانه وتمرده على الدولة الغزنوية. وكان السبب الظاهري لهذا التمرد موت أخو حاكم خوارزم والذي كان موجودا كرهينة في قصر الخليفة الغزنوي.أما السببب الحقيقي فكان الإستفادة من الإرتباك الواضح نتيجة لإخراج التركمانيين من خرسان والرغبة في الاستقلال.<ref name="Köymen, s.196-197">Köymen, s.196-197</ref><ref>Bosworth, s.121</ref> وقد إتفق السلاجقة والكراخانيين وقاموا بإغلاق الطريق إلى غزنه، وأعلنوا أنفسهم حكام على تلك المنطقة وقد أعلم حاكم خوارزم السلطان المسعودي بهذا الوضع في 29 يوليو 1034. وقد ذهب العديد من الأمراء مثل [[طغرل بك]] و[[جغري بك]] ومعهم العديد من الجنود والخيام والقطعان لمساعدة حاكم خارزم. إلا أن حاكم خارزم قد جُرح من قبل الرجال الذين اشتراهم الحاكم الغزنوي. وتوفي في 18 إبريل 1035. وقد تراجع الحلفاء (السلاجقة والكرخانيين وطغرل بك وجغري بك) عن مهاجمة غزنة بعد موت حاكم خوارزم.<ref name="Köymen, s.196-197"/> وبناء على تلك الأحداث قام خارزم ألتنتاش بمنع الإضطراباتالاضطرابات التي كان مركزها خوارزم.
 
وفي عام 1032-1033 حدث صراح بين الحاكم المحلي لأراضي الهند القاضي أبو الحسن الشيرازي وقائد جيوش الهند أحمد يِنال تكين، وعلى إثر هذا إدعى أحمد ينال تكين أنه ابن محمود الغزنوي، وعندما علم مسعود الغزنوي بهذا أرسل جيشا في سبتمبر-أكتوبر 1034، وقتل أحمد ينال تكين.<ref>Köymen, s.186-187</ref> وقام مسعود الغزنوي بتنظيم حملة إلى [[غلستان (محافظة)|غلستان]] في 25 يناير 1035، وقد وصل حتى [[جرجان]]. وقد أراد السلاجقة عدة ولايات من الغزنويين، ولصد السلاجقة تحرك السلطان مسعود في 29 يونيو 1035، وعلى الرغم من تميزه عن الجيش السلجوقي بميزة الأفيال إلا أنه هُزم في تلك المعركة. وبعد ذلك قام الطرفان بعقد معاهدة بينهما، وحصل السلاجقة على عدة ولايات من [[غلستان]] وخرسان. وبعدما إنتصر السلاجقة على الغزنويين تشجَّع [[التركمان]] وقاموا بالتمرد وسيطروا على مدينة الري، وفي فبراير-مارس عام 1038 خرجت الري وجوارها عن السيطرة تماماً. وقد كان السلطان مسعود قد أخذ عدة تدبيرات لصد هجمات [[التركمان]] في عام 1037 بإنشائه علاقات جيدة مع الكرخانيين.
 
أعلن السلطان مسعود الغزنوي تجهيزه لحرب جديدة باتجاه الهند، وفي هذا المرة وقف ضده الولاة والوزراء بسبب الإضطراباتالاضطرابات التي كانت في [[خرسان]]، ولكن السلطان مسعود لم يستمع إليهم وإنطلق من غزنه في 6 أكتوبر 1037، وقد تقدم في [[الهند]] واستولى على العديد من القلاع حتى عام 1038.<ref name="مولد تلقائيا6">Merçil, Gazneliler Devleti, s.66-67</ref> وبينما كان السلطان مسعود في الحرب، قام التركمان بنهب مدينتين، وألحقوا هزيمة ثقيلة بالجيش الذي أرسله مسعود على إثر تلك الأحداث في مايو 1038، وفقد الغزنويون [[نيسابور]].<ref name="مولد تلقائيا6" /><ref>Gerdîzî, s.200-201</ref> ثم سائت العلاقات مع الكرخانيين من جديد، وقد إنتصر السلطان مسعود في المعركة التي وقعت بينه وبين الكرخانيين في 6 إبريل 1039، وقد وجد في جيشه ما يقرب من 30 [[فيل]]، وعاد بعد الإنتصار إلى مدينة [[بلخ]]. وقد وقعت معركة أخرى بين [[السلاجقة]] والغزنويين في يونيو من نفس السنة، ولكن لم يحقق أي طرف إنتصار في المعركة وقاموا بتوقيع معاهدة بينهما.<ref>Köymen, s.286-298</ref> وقد قام السلطان مسعود بالإستعدادات لعدم ثقته في [[التركمان]] وإنطلق نحو مدينة [[نيسابور]]، ثم دخل المدينة في 16 يناير 1040. إلا أن التركمان قاموا بتخريبات مفرطة في المدينة مما أدى إلى حدوث نقص في الطعام. ولإحضار الأطعمة من المناطق المجاورة تقدم السلطان مسعود ناحية أراضي السلاجقة. وعندما لم يجد السلطان المؤنة اللازمة أخذ قرارا بالسير نحو [[مرو (مدينة)|مرو]]. وفي 22 مايو 1040 وقعت معركة بين الجيش الغزنوي الذي تقدم في أراض السلاجقة والتركمان بالخيول، وقد نتج عن ذلك قطع خطوط الإمداد، إلا أن جيش السلطان مسعود إنتصر في تلك المعركة.<ref>Gerdîzî, s.203</ref>
 
=== معركة داندقان ===
[[ملف:Gaznaly-seljuk Dandanaqan.jpg|300px|تصغير|يسار|منظر مصغر لحرب الداندقان]]
بدأت تلك المعركة في 24 مايو 1040، وقد وقعت عندما هاجم [[السلاجقة]] الجيش الغزنوي أثناء ذهابه إلى قلعة داندقان. وعلى الرغم من هذا الهجوم إلا أن الجيش الغزنوي إستطاع الوصول إلى القلعة قرب الظهيرة. وقد إنسحبانسحب من الجيش الغزنوي 375 [[غلام]] من غلمان القصر بعد أحد قرارات السلطان مسعود، واستطاعوا الهرب وإنضموا إلى الجيش السلجوقي، وباتحادهم مع الجيش السلجوقي تغيرت معطيات المعركة، وبعد هجوم الجيش السلجوقي تفرق الجيش الغزنوي الذي كان مرهقا وبلا هدف.<ref>Köymen, s.321-339</ref><ref>الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 25.</ref>
 
وقد كانت تلك المعركة بداية فترة [[الدولة السلجوقية]]، والإعترافوالاعتراف بها كدوله.<ref name="مولد تلقائيا3">Merçil, Gazneliler Devleti, s.75-76</ref><ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.11-12</ref><ref>مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية، ص 29.</ref>
 
وقد قرر السلطان مسعود بعد هزيمته في تلك المعركة أن يذهب إلى [[الهند]]. وقد أخذ ابنه وخزينة الدولة معه أثناء ذهابه إلى الهند، وقد بدأت تلك الرحلة في 15 نوفمبر 1040. إلا أن ثورة الغلمان الأتراك والهنود أثناء الطريق إنتهت بإعلان السلطان محمد الغزنوي نفسه حاكما للدولة الغزنوية للمرة الثانية في 21 ديسمبر 1040. وقد ألقى بالسلطان مسعود في الحبس في قلعة ''كورري''. وقد قتل السلطان مسعود في تلك القلعة في 17 يناير 1041.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.52-53"/><ref name="islamstory.com"/><ref name="Gerdîzî, s.204-206">Gerdîzî, s.204-206</ref><ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.15-19</ref>
سطر 164:
وعلى الرغم من تزوج مودود بابنة [[جغري بك]] حاكم [[السلاجقة]] إلا أنه عندما علم بمرضه أراد استعادة الأراضي التي خسرها الغزنويون بسبب حروبهم مع السلاجقة، وقام بإرسال جيش إلى خرسان. وعلى إثر هذا قام جغري بك بتعين [[ألب أرسلان]] لمواجهة جيش مودود، وبالفعل صد الهجمات في أغسطس-سبتمبر 1043، وغنم غنائم كثيرة من الجيش الغزنوي وعاد إلى جانب والده جغري بك مرة أخرى. وعندما أدرك مودود أن لن يتمكن من هزم السلاجقة بمفرده سعى إلى عقد عدة إتفاقات إلا أن لم يستطع تنفيذ أي شئ بسبب مرضه وفقد حياته في 19 ديسمبر 1049.<ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.26-27</ref>
 
وقد استولى على العرش [[مسعود الثاني الغزنوي]] بعد وفاة والده مودود، وقد أنجبت ابنه [[جغري بك]] مسعود الثاني، ولإنه كان صغيراصغيرًا إهتمتاهتمت أمه بأعمال الدولة لفترة قصيرة في ذلك العهد، إلا أن زعماء الدولة قاموا بتنحية السلطان مسعود الثاني في 29 ديسمبر 1049، وحل محله السلطان [[على بن مسعود]]. وفور تولى السلطان علي الحكم قام بحبس عمه عبدالرشيد،عبد الرشيد، وعين وزريه قائدًا للجيش وأرسل جيشا إلى [[سيستان]]. إلا أن الوزير قام بإخراج [[عبدالرشيدعبد الرشيد بن محمود]] أكبر أعضاء الأسرة من السجن وأعلنه الحاكم. وعندما رأي السلطان على أن الجيش في صالح عمه حاول الهرب ولكن تم الإمساك به ووضع في الحبس.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.81</ref> وبعدما تولى السلطان عبدالرشيدعبد الرشيد الحكم عمل على تعزيز وضع الغزنويين في [[الهند]] وتحسينه، وقام السلطان عبدالرشيدعبد الرشيد بتعين [[طغرل بوظان]] قائدا للجيش، وأوكل إليه مهمة إيقاف السلاجقة، وقد هزم طغرل السلاجقة في 1051 واستولى على سيستان، وبعدها إتجه نحو غزنه وقام بقتل عبدالرشيدعبد الرشيد ومعه أحد عشر وليًا للعهد، وأصبح حاكم الغزنويين، وقد استطاع ثلاثة من الأمراء النجاة من تلك المذبحة وهم فرروح زاد، وإبراهيم وشجاع.<ref name="مولد تلقائيا5">Merçil, Gazneliler Devleti, s.82-83</ref> وعندما إستطاع أحد غلمان مسعود قتل طغرل بالخنجر أصبح الأمراء الثلاثة في أمان. وقد بقى طغرل حاكما للغزنويين ما بين 40 إلى 57 يوم تقريبا.<ref name="مولد تلقائيا5" /> وبعد ذالك إجتمعاجتمع القادة الغزنويون وإختاروا الأمير فرروح زاد للحكم. وقد تم فتح تحقيق وقُبض على الأشخاص الذين لعبوا دورًا في قتل السلطان عبدالرشيدعبد الرشيد وتم كشفهم وقتلوا.<ref>Şebânkâreî, s.85</ref>
 
وعندما علم السلاجقة بما يدور في الدولة الغزنوية توجهوا لمحاربتها إستغلالًا لتلك الفرصة إلا أن فرروح زاد إستطاع التغلب على الجيش السلجوقي. وانسحب جغري بك على إثر هذا إلى خرسان. وقد طلب [[ألب أرسلان]] الإذن من والده لمهاجمة الغزنويين بعدما قام جيش غزنوي كبير بهزيمة جيش السلاجقة في [[باختر]]. وقام بهزيمة الغزنويين في 1053. وقد حل [[ظهير الدولة أبراهيم بن مسعود|إبراهيم بن مسعود]] محل أخوه في حكم الغزنويين بعد وفاته في 4 إبريل 1059.<ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.51-52</ref>
سطر 173:
قام [[بهرام شاه]] بإنشاء علاقات جيدة مع سلطان السلاجقة [[أحمد سنجر]]، وقد أقنعه بمحاربة أرسلان شاه. وقد دخل أحمد سنجر إلى غزنه في 25 فبراير 1117، وعين بهرام شاه حاكما على الغزنويين، وقام بإنشاء معاهدة معه. وقد نصت تلك المعاهدة على أن تُقرأ الخطبة باسم الخليفة [[العباسي]] ومن بعده السلطان [[محمد بن ملكشاه]] ومن بعهده أحمد سنجر، ومن بعدهم اسمه. بالإضافة إلى قبوله بإعطائه عطية سنوية. ولم يستطع أرسلان شاه هزيمة أحمد سنجر أثناء تركه لغزنه لمساعدة بهرام شاه له. وقُتل في سبتمبر- أكتوبر 1118.<ref>Bosworth, The Later Ghaznavids: Splendour and Decay, s.95-98</ref> وعندما أعلن والي الهند تمرده في 1119 ذهب بهرام إليه وقتله هو و17 ابن من أبنائه، وأعاد سيطرته على الهند. وعندما خرج بهرام من طاعته لأحمد سنجر، عاد أحمد سنجر إلى غزنه في 1135، وعلى إثر هذا هرب بهرام شاه إلى الهند، واستولى أحمد سنجر على خزينة الدولة. إلا أن بهرام عندما أعلمه بأنه سيطيعه من جديد عاد مرة أخرى إلى العرش.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.88-91</ref>
 
فسدت العلاقات الغزنوية الغورية عندما إشتبهاشتبه في موت حاكم غوري إلتجأ إلى غزنه عندما كان هناك صراع على العرش بين الغوريين. وعلى إثر هذا قام الغورييون بالسيطرة على غزنه في سبتمبر-أكتوبر 1148. وقد إبتعد العزنويون عن المدينة وأرسل رسالة سرية إلى بهرام شاه، إلا أنه هُزم عندما واجه الغوريين وهرب إلى [[الهند]]. وفي عام 1151 قام الغورييون بنهب مدينة غزنه وإتلافها بشكل كبير، وفي عام 24 يونيو 1152 قام أحمد سنجر بهزيمة الغوريين، وعندما انسحب الغوريون من المدينة عاد بهرام شاه إليها مرة أخرى. وقد تُوفي بهرام شاه في بدايات عام 1157 في غزنه. وقد جاء ابنه [[حوسرف شاه]] خلفًا له. وعندما وقع السلطان سنجر في الأسر من قبل الأغوز، إستفاد [[غوريون|الغوريون]] من هذا الوضع وسيطروا على عدة مدن غزنوية في عام 1157. وبعد هذا كان حوسرف شاه أخر حكام الغزنويين الذين إستطاعوا أن يعيشوا في العاصمة [[لاهور]]، وقد حكم ابنه أيضا [[حوسرف ماليك]] بعض نواحي [[البنجاب]]. وفي عام 1186 وقع حوسرف ماليك وأبنائه في أسر الغوريين، وبهذا تنتهي الدولة الغزنوية.<ref name="Bosworth, The Ghaznavids, s.52-53"/><ref name="islamstory.com"/><ref>Şebânkâreî, s.87-88</ref>
 
== نظام الدولة ==
تحقق مفهوم الدولة الغزنوية في صورة توليف (تركيب) لمفاهيم الهيمنة الإيرانية والإسلامية والتركية التي تتفق مع المفهوم الإسلامي الذي يعتبر خليفة الإسلام أو الحكام الذين يحكمون باسمه ''كخليفة الله في الأرض''.<ref>Turan, s.101</ref> إن الدولة الغزنوية التي خدمت إحدى الدول الإسلامية التي تمتلك منظمات الدولة الأصلية والأساسية لفترة من الزمن، والتي واصلت وجودها كتابعة لها لفترة من الزمن أيضاً؛ تعكس خصائص الدولة الإسلامية في [[العصور الوسطى]] ومفاهيم الدولة والحكومة والسيادة تماماً. وقد لوحظ أيضًا تقليد العباسيين والسامانيين والدولة التركية القديمة مثل الهون والجوك الترك والإيغور في نظام الدولة.<ref>Köprülü, İslam ve Türk Hukuk, s.22-23</ref>
 
وكانت الدول التركية قبل الإسلام كما الدولة الغزنوية تصك النقود وتقرأ الخطبة باسم الحاكم، وكان لقب الأمير أو السلطان يُطلق على حاكم الدولة، وقد استخدم الحكام قبل عهد السلطان [[محمود الغزنوي]] لقب الأمير، ومنذ توليه الحكم بدأ استخدام لقب سُلطان.<ref name="ReferenceB"/> وكانت دوائر الدولة في ذلك الوقت يُطلق عليها ديوان، والديوان يعادل الوزارة في هذا الزمان. وكانت أهم تلك الدواوين ديوان الوزارات، ديوان الأرض، ديوان الرسالات، ديوان الإشراف. وكان ديوان الوزرات يهتم بالمسائل المالية والإدارة العامة للدولة، وكان رئيسه وزيرًا. أما ديوان الأرض فيعادل في وقتنا هذا وزارة الدفاع، وكان يُطلق على رئيسه عارض أو صاحب ديوان الأرض. وكان أصحاب الرتب العسكرية العالية يُطلق عليهم في الغالب لقب حاجب، أما أصحاب الرتب العالية من المدنيين فكان يُطلق عليهم لقب وزير.<ref name="مولد تلقائيا2">Nuhoğlu, yayımlanmamış doktora tezi, s.3-10</ref> وكان من أعلى الألقاب التي يمكن أن يحصل عليها أي موظف مدني في الدولة الغزنوية، هو لقب عامد. وكان يستخدم لإجل الوزراء وعدد من البيروقراطيين فقط. وكان يطلق على ولاة الولايات وبالأخص القريبة من [[العراق]] (كات هودار) وزير الولاية، أو عامد العراق، أما حاكم المناطق القريبة من خوارزم فكان يُطلق عليه خارزم شاه.<ref name="مولد تلقائيا2" /> كما أنه كان يُطلق على رئيس الإدارة المدنية في أي ولاية لقب صاحب الديوان، وكان مسئولامسؤولا عن جمع الضرائب والأعمال الإدارية.
 
=== النظام العسكري ===
إذا ما تتبعنا سياسة توسع الدولة الغزنوية، ونظرنا إلى وضع الجيش الغزنوي نجد أنه كان دائمادائمًا في وضع الإستعداد. وكانت القوة العسكرية للدولة الغزنوية تتكون من الغلمان والجنود التابعين للدولة و[[التركمان]] وقوات المناطق والأفيال. إلا أن القوة الأساسية في الجيش كانت من الغلمان.<ref>Palabıyık, s.17</ref> وكانت أصغر رتبة في الجيش (هيلاتاش) وهو قائد لعشرة من الفرسان. أما قائد المئة فارس فيسمي (قائد)، وقائد الخمسمائة فارس يُسمى (سرهناك). أما قائد الألف شخص فيسمى (صالار) أو (سيباح صالار). أما القائد في الجيش فيطلق عليه (حاجب).<ref>Nazım, s.141</ref>
 
كان عدد الغلمان في القصر حوالي 4 ألاف أو 6 ألاف شخص. ثم إنضم الغلمان بعد ذلك إلى [[الهنود]] و[[الطاجيك]]. ويعرف قُوَادُهم (بصالار الغلمان). أما القوات الخاصة للحاكم من الغلمان فكان يُطلق عليهم (الغلمان الخاصين). أما الجنود القادمين من الشمال مثل (الياغما-القارلوق-الخلج) فكان يُطلق عليهم الجنود المساعدين وكانوا يحصلون على راتب. أما الولاة المحليين فكانوا يستخدمون جنودًا من القبائل بهدف الدفاع عن ولاياتهم وحفظ الأمن فيها. بالإضافة إلى الأفيال التي كانوا يأخذونها من [[الهند]]. وكان عدد الأفيال في الجيش ما يقرب من 1700 فيل. بالإضافة إلى أنه كان يتم الإستفادة من الجنود الذين ينضمون إلى الجيش كمجاهدين متطوعين.<ref>Merçil, Erdoğan (1996). "Gazneliler". İslam Ansiklopedisi. 13. Cilt. İstanbul: Türkiye Diyanet Vakfı. ss. sf. 482-485.</ref>
سطر 189:
 
== الدين ==
كان من المعلوم أن الشعب الغزنوي مرتبط بدين حاكمه، وقد كانوا تابعين [[الدولة العباسية|للدولة العباسية]] في الداخل والخارج، ومن بعد جلوس [[محمود الغزنوي]] على العرش وإرتباطه إلى حد كبير بالخليفة العباسي أبو القادر، وحصوله على عدة ألقاب منه، بدأت العقيدة [[السنية]] في الإنتشار في جميع أنحاء الدولة، وحاول بكل شكل إتخاذ كافة التدبيرات اللازمة لتدمير ومحو العقيدة [[الشيعية]].<ref>Köprülüzade, Türkiye Tarihi, s.122-123</ref> بالاضافةبالإضافة إلى ان الغزنويين قاموا بتطبيق تقاليد السامانيين في اللقاءات الدبلوماسية التي عُقدت مع العباسيين، وقاموا بعمل استقبال أكثر فخامة من ممثلي الدول الأخرى، وأصبحوا جديرين بالاحترام.<ref>Merçil, Erdoğan (2002). "Gazneliler Devleti Tarihi". Türkler Ansiklopedisi. 4. Cilt. Ankara: Yeni Türkiye Yayınları. ss. sf. 515.</ref> وبالإضافة إلى قراءة الخُطبة باسم الخليفة العباسي والسلطان الغزنوي، تم استخدام اسم الخليفة بجانب السلطان على [[عملة معدنية|النقود]] التي تُصك.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.15-16</ref>
 
== الفن والثقافة ==
سطر 197:
وقد أنشئت العديد من المدراس في فترة الغزنويين بالقرب من [[نيسابور]]. وقد أُسست كذلك العديد من المكتبات. بالإضافة إلى إنشاء السلطان محمود مدرسة كبيرة في المكتبة التي كانت بجوار مسجده. وكذلك تأسيس مدرسة دار العلوم. ومتحف يضم الأشياء النادرة والفريدة من نوعها والتحف القديمة.
 
وقد تأثر [[السلاجقة]] من جانب وكذلك [[إمبراطورية مغول الهند]] بالهندسة والزينة والرسوم التي واجهها السلطان محمود في [[الهند]].<ref name="Ansiklopedisi. 9. Cilt 1991"/> وقد حول السلطان محمود العاصمة غزنة في عهدة إلى مركز للثقافة، فقد أنشئ فيها المستشفيات، والمدارس، والمكتبات، والحدائق والقصور والكباري والمساجد. وأهم أثر بقى من الغزنوين حتى يومنا هذا هو قصر لشكري بازار الذي في [[أفغانستان]]. وقد وجدت بقايا وأثار مساجد تعود للغزنويين في مدينة غزنة في السنوات الأخيرة، وقد إهتماهتم الغزنويون بفن الزينة بجانب إهتمامهماهتمامهم بالهندسة. كما إهتموااهتموا أيضا بفن الكتابة فقد بلغ [[خط كوفي|الخط الكوفي]] درجة النضج في عهد السلطان إبراهيم (1059-1099). وقدأثر الفن الغزنوي على [[الدولة السلجوقية]] و[[الهند]].<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.92-94</ref>
 
== اللغة الغزنوية وأدابها ==
كانت اللغة الرسمية للدولة الغزنوية هي [[اللغة الفارسية]]، إلا أن الجيش كان يستعمل [[اللغة التركية]].<ref name="مولد تلقائيا1">Köprülü, Türk Dili ve Edebiyatı, s.26-32</ref> وقد كانت الثقافة الغزنوية مثل الثقافة السامانية مُقتبسة من الثقافة الإيرانية. وقد قام الغزنويون بدعم الأدب الفارسي أيضًا. وقد كان في القصر الغزنوي الأدباء الفارسيين الكبار الذين تركوا أثارًا عظيمة. فقد كان في القصر الغزنوي [[أبو قاسم الفردوسي]] صاحب كتاب [[شاهنامه]]، وكذلك العالم [[أبو الريحان البيروني]]. وكانت فترة الغزنويين أحد ألمع فترات الأدب الفارسي.<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/><ref name="Gazneliler Dönemi İran Edebiyatı">Yıldırım, Nimet (2008-02-17). "[https://nyildirim.wordpress.com/2008/02/17/5-gazneliler-donemi-iran-edebiyati-erzurum-1999/ Gazneliler Dönemi İran Edebiyatı]" (Türkçe). NyildirimWordpress.com. Erişim tarihi: 2009-08-13. ([https://www.webcitation.org/5sjhi5MR4 WebCite®]) {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150224150042/https://nyildirim.wordpress.com/2008/02/17/5-gazneliler-donemi-iran-edebiyati-erzurum-1999/ |date=24 فبراير 2015}}</ref> وقد قام الحكام الغزنويون بحماية الشعراء الذين يكتبون الشعر بالفارسية، وقد ورثوا ما تركه [[السامانيين]] في المجال الفكري. وقد أحيا السلطان محمود الملاحم الإيرانية، وفي نفس الوقت إهتماهتم بالعادات التركية. وقد كتب أول شعر تركي إسلامي في عهده.<ref name="مولد تلقائيا1" /> وقد قام الفردوسي الشاعر الكبير بإعادة إحياء الفارسية والثقافة الفارسية من جديد، حيث كتب تاريخ جميع العصور الأدبية في تحفته الأدبية التي كتبها [[شاهنامه]]. وفي تلك الفترة كسبت العاصمة (غزنة) الميزة التي جعلتها مركزًا ثقافيا، ومحط أنظار الكثير من الشعراء والكتاب من مناطق عديدة.<ref name="Temel Britannica Ansiklopedisi 1993"/><ref name="Gazneliler Dönemi İran Edebiyatı"/>
 
وقد عكس الشعراء في تلك الفترة تأثرهم بأعمال الشعراء السابقين، وبالأخص في المشاعر القومية، وقد بدأ الإبتعاد عن الإرتباط بالعادات في تلك الفترة أيضًا. وقد رُصد وجود عدد قليل جدًا من الشعراء الذين تحدثوا عن المشاعر القومية وعادات وتقاليد الشعب الإيراني.<ref>Yıldırım, s.27</ref> وقد تأثر الأدب الغزنوي أيضا بالجهود التي بذلها السلطان محمود لنشر الإسلام في [[الهند]]. وعلى الرغم من كون أغلب الآثار النثرية المكتوبة هي باللغة العربية؛ إلا أنه توجد أيضًا آثار نثرية فارسية داخلها.<ref>Lombard, s.55-56</ref>
سطر 207:
 
== السلاطين الغزنويون ==
الأسرة الغزنوية التي إستفادت من الإضطراباتالاضطرابات والتمردات التي في [[الدولة السامانية]]، وقامت بإنشاء دولة خاصة بها.<ref>Merçil, Gazneliler Devleti, s.107</ref>
* [[ألب تكين]] (961-963).
* [[أبو إسحاق إبراهيم (الغزنوي)|أبو إسحاق إبراهيم]] (963-966).
سطر 221:
* [[مسعود الثاني الغزنوي]] (1049).
* [[على بن مسعود]] (1050).
* [[عبدالرشيدعبد الرشيد بن محمود]] (1050-1052).
* [[طغرل بوظان]] (1052).
* [[فرروح زاد]] (1052-1059).