قومية عربية: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديلين معلقين من Garmazih إلى نسخة 28739385 من علاء فحصي.
سطر 77:
كان مسيحيو سوريا أكثر تحرراً من زملائهم المسلمين في النظرة إلى طبيعة الدولة الحديثة، فلم يكن لديهم هذا الالتباس مع الإسلام. وهذا ما تجلى في فكر [[بطرس البستاني]] واليازجيين، وأسهمت الأحداث الطائفية في لبنان وسوريا (1860-1861) بالانتماء المواطني على أساس القومية بعيداً عن التعصب الديني أو المذهبي.
 
شكل منتصف القرن التاسع عشر بداية واضحة للضعف العثماني، فقد خسرت تركيا الحرب مع روسيا واقتحمت فرنسا عدداً من ولاياتها. بدأت الحركات القومية الانفصالية في بلاد [[اليونان]] ووقع المغرب العربي تحت الاحتلال الفرنسي وانفصلت مصر عن الدولة، وشهدت بلاد الشام العديد من الانتفاضات الشعبية الفلاحية والحرفية. بدأت حركة من الإصلاحات داخل تنظيمات الدولة بهدف مواجهة هذه التحديات.<ref>تقي الدين، سليمان. 2009. العناصر التأسيسية للفكر القومي العربي. صحيفة الخليج [http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx]. تاريخ الولوج 26 كانون الأول 2009. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120119060748/http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx |date=19 يناير 2012}}</ref>
 
جاء الفكر القومي منذ لحظته التأسيسية ردة فعل على انهيار الرابطة الإسلامية نتيجة الأزمة الحضارية الشاملة للإمبراطورية العثمانية وصعود الأفكار والمشاريع القومية، خصوصاً في الجزء الأوروبي من تلك الإمبراطورية، قبل أن يفكر العرب في إيجاد الطروحات والمسوغات الفكرية لمشروعهم القومي. لم يفكر العرب بداية في الانفصال عن الدولة العثمانية، حيث سبقت الحركة القومية حركة إصلاح اتجهت إلى إنقاذ الإسلام السياسي من التخلف الذي ظهر في المواجهة مع الغرب (حركة التنظيمات). حاولوا أن يبلوروا هويتهم القومية من أجل تحسين سبل المشاركة مع العثمانيين بوصف العرب أصحاب مساهمة أساسية في الحضارة، لأنهم قدموا للشعوب الأخرى رسالة الإسلام. سعى العرب حتى مرحلة متقدمة لأن يشكلوا دولة اتحادية، وطالبوا باللامركزية السياسية والاتحاد الفيدرالي مع الأتراك. هذا على الأقل ما كانت عليه الأمور حتى [[المؤتمر العربي الأول]] في [[باريس]] عام [[1913]]. ولعل خير تجسيد لذلك حركة المفكرين العرب الإصلاحيين وكذلك المسلمين من جنسيات مختلفة، ك[[جمال الدين الأفغاني]]، و[[محمد عبده]]، و[[رشيد رضا]]، و[[شكيب أرسلان]].
سطر 89:
إن عبد الرحمن الكواكبي مثلاً (1849 - 1903) الذي كتب "طبائع الاستبداد" و"أم القرى" عالج بصورة أساسية تخلف الإسلام بسبب غياب الدولة المستندة إلى الحرية وإحكام العقل، وهو إذ يدعو إلى إعادة الدولة إلى سكة العدالة يدعو إلى نقل السلطة إلى أولئك الذين قدموا رسالة الإسلام بصفته النظام العادل. لكن مع ظهور الحركة القومية التركية وصعود “[[تركيا الفتاة]]” والنزعة [[الطورانية]] تطور موقف غالبية المثقفين العرب باتجاه بلورة المشروع القومي وقد كانت بداية هذا المسار [[المؤتمر العربي الأول]] الذي انعقد في [[باريس]] عام 1913.
 
لكن أفكار هؤلاء المثقفين بقيت تطالب باللامركزية إلى زمن [[الحرب العالمية الأولى]] (1915) وقيام الحركة العربية بقيادة الملك فيصل (1916) جراء الوعود الغربية بتحقيق استقلال العرب. لذلك نجد أن المفكرين القوميين الذين بلوروا المشروع القومي باتجاهاته المختلفة في مطلع القرن العشرين أو النصف الأول منه قد تأثروا بهذه العناصر، فلم يتجه الفكر القومي العربي إلى العنصرية (الجنسية) القومية كأساس في المشروع القومي، فهم ركزوا بصورة أساسية على اللغة والثقافة (ومنهم بشكل خاص قسطنطين زريق) أو كما هو الحال المفكر العربي ميشال عفلق، الذي رأى في الإسلام روح الأمة ورسالتها الحضارية. أو حتى انطوان سعادة في نظرته إلى المتحد القومي على أساس علماني غير معادٍ للدين. (المسألة الكردية والأمازيغية والقبطية) لولا أن الممارسة السياسية للنظام السياسي العربي جاءت في اتجاه مختلف. من هنا نعتقد أن فكرة العروبة كرابطة حضارية هي أفضل ما يمكن أن يعاد بناء الفكر القومي عليه في المرحلة المعاصرة. العروبة بصفتها الهوية الثقافية والحضارية غير المعادية للتراث الديني بتفرعاته الإسلامية والمسيحية.<ref>تقي الدين، سليمان. 2009. العناصر التأسيسية للفكر القومي العربي. [http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx]. تاريخ الولوج 2 تشرين الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120119060748/http://www.alkhaleej.ae/portal/693be174-4d63-4d70-b281-4979492a5eea.aspx |date=19 يناير 2012}}</ref>
 
اطّلع المثقفون العرب على الفكر القومي الغربي (الأوروبي) بصيغته النظرية قبل أن يتجسد في الدولة القومية في النصف الأول من القرن العشرين. لكن هذا الفكر القومي ارتبط بأفكار النهضة بداية وعنى بشكل خاص موضوع الإصلاح. لقد بدأت فكرة الدولة القومية كمشروع لبناء دولة حديثة مرتبطة بتطور الاقتصاد وحق الأسواق البرجوازية بالحدود والحماية. قاوم هذا الفكر الهيمنة السياسية للكنيسة والإقطاع. الكنيسة بما هي مشروع فوق قومي والإقطاع بصفته عنصر تجزئة وتخلف في وجه السوق القومي واحتياجاته للتوسع والنمو.
سطر 115:
 
رغم اعتراف الحصري بأهمية المصالح الاقتصادية، إلا أنه رفض أن تكون هذه المصالح الاقتصادية شرطًا لتحقيق الوحدة، لأن مقومات الوحدة بالنسبة له كانت مبدئية. رفض الحصري أيضًا المشاريع الوحدوية الإقليمية (مثل وحدة وادي النيل والهلال الخصيب والمغرب العربي) لأن هذه قد تعيق الوحدة العربية الشاملة.<ref name="الحصري، آراء وأحاديث في القومية العربية."/> كان الحصري يعلق على مصر آمالًا عريضة بأن تلعب دور دورًا محوريًا في تحقيق الوحدة العربية كما كان دور بروسيا في تحقيق الوحدة الألمانية.<ref name="الحصري، دور مصر في النهضة القومية">الحصري، ساطع، 1936. دور مصر في النهضة القومية. البلاد. بغداد. القاهرة. 19 نيسان 1936.</ref>
 
=== جورج حبش ===
[[جورج حبش|جورج حبش (]][[2 أغسطس]] [[1926]] - [[26 يناير]] [[2008]])،مناضل [[فلسطين|فلسطيني]] ولد في مدينة [[اللد]]، تخرج من [[الجامعة الأمريكية في بيروت]] عام [[1951]] متخصصا في [[طب الأطفال]]، بقى في الجامعة الأمريكية معيداً حتي استقال. يعتبر مؤسس [[الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين]] وأحد أبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية يلقبه أنصاره بالحكيم (لكل ثورة حكيم ولثورتنا الفلسطينية حكيم واحد وهو جورج حبش)، شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية حتى عام 2000. وهو المؤسس [[حركة القوميين العرب|لحركة القوميين العرب]] .
 
=== زكي الأرسوزي ===
السطر 188 ⟵ 185:
عارض المد القومي مجموعة من المفكرين الليبراليين المتعلقين بالغرب والذين يدعون إلى الحفاظ على السيادة الوطنية بحجة وجود هوية أو هويات قطرية نابعة من حضارات مرت على الوطن العربي واندثرت الآن من فينيقية وفرعونية وكنعانية وبابلية، الخ. يبرز هذا التيار بأقوى صوره في مصر ولبنان. على سبيل المثال، رأى بعض الكتاب المصريين من أمثال [[أحمد لطفي السيد]] و[[طه حسين]] و[[نجيب محفوظ]] و[[لويس عوض]] أن هناك اختلافات ثقافية بين مصر وبقية الدول العربية وادعوا بأن هناك ثقافة مصرية ولغة مصرية، الخ. في نفس السياق، برز بعض اللبنانيين المنادين بقومية لبنانية مثل [[سعيد عقل]]. تندرج معظم الأنظمة الحاكمة ومفكريها ضمن هذا التيار مع بعض الاستثناءات مثل [[السعودية]].
* بعض رجال الدين المتشددين:
لاقت القومية العربية معارضة من بعض رجال الدين المسلمين وبخاصة من التيار [[وهابية|الوهابي]]، الذين شككوا بنوايا مؤسسي الفكر القومي، واتهموا الفكر القومي بافتقاره الأيديولوجية اللازمة للتعامل مع الإنسانية والمجتمع سواء في بلاد الإسلام أو خارجها. واتهموا القوميين بأنهم تلقوا أفكارهم من أحضان الغرب و[[الماسونية]].<ref>[http://www.aaraa.jeeran.com/islamic/kotob/melal-qawmiyah-azzam.htm#????????%20??????? مقال للشيخ [[عبد الله عزام]] بعنوان القومية العربية]</ref> برز هذا الفكر أساسا في السعودية كجزء من حالة الاستقطاب التي كانت سائدة بين الأنظمة القومية من جهة والأنظمة الملكية المرتبطة عموما بالغرب والتي يصفها القوميون واليساريون بالرجعية. بالمقابل، يؤيد مفكرو [[الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمين]] ك[[سيد قطب]] الوحدة العربية ويرونها مدخلاً للوحدة الإسلامية.<ref>إخوان أون لاين. موقف الإخوان من القومية والجامعة والوحدة العربية. [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=2902&SecID=373]. تاريخ الولوج 1 كانون الثاني 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140720034954/http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=2902&SecID=373 |date=20 يوليو 2014}}</ref> ربما كان السبب في معارضة بعض رجال الدين هو الميول الاشتراكية لبعض مفكري القومية العربية وبعض الأحزاب القومية مثل البعث. وفي هذا المقام، لا بد من الإشارة إلى أن كثير من المفكرين القوميين هم إما علماء دين مثل [[عبد الرحمن الكواكبي]] أو ذوو اتجاه ديني مثل [[محمد عزة دروزة]]. إضافة إلى ذلك، شدد مفكرو القومية العربية على دور الإسلام في صياغة الفرد العربي والأمة العربية، وفي هذا يقول مؤسس البعث ميشيل عفلق<ref>عفلق، ميشيل. [http://albaath.online.fr/Volume%20I-Chapters/Baath-Volume%20I-Ch33.pdf ذكرى الرسول العربي.] ص 142. تاريخ الولوج 16 تشرين الثاني 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304201126/http://albaath.online.fr/Volume%20I-Chapters/Baath-Volume%20I-Ch33.pdf |date=04 مارس 2016}}</ref>:
{{اقتباس|في وقت مضى تلخصت في رجل واحد حياة أمته كلها، واليوم يجب أن تصبح كل حياة هذه الأمة في نهضتها الجديدة تفصيلاً لحياة رجلها العظيم. كان محمد كل العرب، فليكن كل العرب اليوم محمدا.}}
* التيار الشيوعي: