تاريخ اليمن القديم: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وسوم
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.6
سطر 2:
''' تاريخ اليمن القديم ''' هو التاريخ الذي يتناول الحضارات [[السبعتين|الصيهدية]] في [[اليمن الكبرى|بلاد اليمن]] من [[الألفية الثانية ق م|الألفية الثانية قبل الميلاد]] حتى القرن السابع بعده. ينقسم التاريخ القديم لثلاث مراحل الأولى مرحلة [[مملكة سبأ]] والثانية فترة الدول المستقلة وهي [[مملكة حضرموت]] و[[مملكة قتبان]] و[[مملكة معين]] والثالثة عصر [[مملكة حمير]] وهو آخر أدوار التاريخ القديم. مرت البلاد بعدة أطر من ناحية الفكر الديني بداية بتعدد الآلهة إلى توحيدها من قبل الحميريين.<ref name="Beeston P.152">Beeston ,A.F.L : Himyarite Monotheism 1984 ,P.152</ref> وشهدت البلاد تواجداً يهودياً منذ القرن الثاني للميلاد.<ref>HZ Hirschberg, The Jewish Kingdom of Himyar (Yemen) in: The Jews of Yemen, Studies and Researches، eds. Y. Yeshayahu / Y. Tobi, Jerusalem, 1975, pp. 21-24</ref>
 
أغلب مصادر تاريخ اليمن القديم هي كتابات خط المسند بدرجة أولى تليها الكتابات اليونانية.<ref>محمد عبد القادر بافقيه، تاريخ اليمن القديم ص 53</ref> أما كتابات النسابة والإخباريين بعد الإسلام فهي مصادر مهمة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل لعدم قدرتهم قراءة [[خط المسند]] وإتساع الهوة الزمنية بينهم وبين [[مملكة سبأ]].<ref name="Paolo M. Costa p.11">Paolo M. Costa.The Pre-islamic antiquities at the Yemen National Museum p.11</ref> كان لليمنيين القدماء نظام زراعي متطور وعرفوا ببناء السدود الصغيرة في كل واد وأشهر السدود اليمنية القديمة [[سد مأرب]] وازدهرت تجارتهم وكونوا محطات وممالك صغيرة منتشرة في أرجاء الجزيرة العربية مهمتها حماية القوافل.<ref>Brian Doe, Southern Arabia, Thames and Hudson, 1971, pp. 21-22.</ref><ref>[http://www.fordham.edu/halsall/ancient/periplus.asp The Periplus of the Erythraean Sea: Travel and Trade in the Indian Ocean by a Merchant of the First Century] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141009095324/http://www.fordham.edu/halsall/ancient/periplus.asp |date=09 أكتوبر 2014}}</ref> أسسوا إحدى أهم ممالك العالم القديم المعروفة باسم ممالك القوافل وعرفت بلادهم باسم بلاد العرب السعيدة في كتابات المؤرخين الكلاسيكية.<ref>Retso (2002) p.290</ref>
 
== تاريخ البحث العلمي ==
سطر 8:
كان [[النمسا|للنمساويين]] الصدارة في دراسة النصوص اليمنية القديمة وأشهر هولاء [[المستشرق]] [[إدورد جلازر]] الذي جمع خلال زياراته الثلاث إلى اليمن حوالي 1032 نقشا قديما.<ref>On the Historical Results of Eduard Glaser's Explorations in South Arabia Fritz Hommel p.49</ref> وبالتعاون مع صديقه [[الفرنسي]] [[جوزيف هاليفي]] الذي درس وحده 800 نقش في القرن التاسع عشر ودخل اليمن وتجول بأرجائها كيهودي متسول ليقي نفسه تحرشات القبائل.<ref>المفصل ج8 ص 44</ref> كانت هناك محاولات متواضعة من مستشرقين [[إيطاليا|إيطاليين]] و[[دنمارك|دنماركيين]] في القرن السادس العشر إلا أنها لم تكن مثمرة. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ عدد من الباحثين المصريين والسوريين "كشيخ الآثريين" [[أحمد فخري]]، وله كتابان عن [[اليمن]] وتاريخها القديم، بزيارة اليمن والمشاركة في أعمال التنقيب والحفريات. أما أول أمريكي يزور اليمن فكان الباحث ويندل فيليبس وعدد آخر من الباحثين مثل ألبرايت وألبيرت جامه. ثم كان كتاب المؤرخ العراقي الراحل [[جواد علي]] المعنون [[المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام]] وفيه أبدى الدكتور جواد رأيه في كثير من المسائل وأطروحات المستشرقين فلم يكن متوافقا معهم كليا ولا مجرد ناقل بل تناول كتابتهم وكتابات المؤرخين العرب بالنقد والتمحيص كذلك، فهي أبحاث علمية تحتمل الخطأ والصواب.
 
في عام [[1987]] قام الباحث الألماني [[ويرنر دوم]] بزيارة اليمن وتأليف كتاب "اليمن: ثلاثة آلاف سنة من الفن والحضارة في العربية السعيدة"، تطرق فيها الكاتب لأبحاث حديثة حول تاريخ الفنون والتماثيل والمعتقدات الدينية. المكتشف من نصوص خط المسند يمثل نسبة ضئيلة للغاية من تاريخ سبأ واليمن بشكل عام، والدراسات قليلة وغير وافية ومعظم النقوش نُسخ من قبل سياح ومستشرقين دخلوا اليمن متنكرين خوفاً على حياتهم ولم تتوفر لهم فرصة لدراسة النصوص والمعابد بشكل دقيق. فضلاً أن كل المُكتشف الذي تم دراسته عثر عليه على ظاهر الأرض، وما تحتها يتجاوز ذلك. هذه معوقات لا تسمح بتكوين صورة دقيقة ومكتملة عن التطور السياسي للسبئيين وهو ما فتح بابا للجدال واختلاف الآراء والتفسيرات حول دلالات المُكتشف من النصوص.<ref>[http://www.al-bab.com/bys/articles/phillips96.htm C. PHILLIPS.Archaeological research in Yemen 1996] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304050738/http://www.al-bab.com/bys/articles/phillips96.htm |date=04 مارس 2016}}</ref> وللأسف فإن الأبحاث الآثارية الحديثة في [[اليمن]] تتعرض لمضايقات وعرقلة بسبب الاضطرابات السياسية المتواصلة.<ref>''Sabatino Moscati''، Ancient Semitic civilizations Putnam, 1960 Ch.2 pg.12-42</ref><ref>[http://www.dainst.org/en/project/jabal-al-awd?ft=all Jabal al-'Awd - A frühhimyarische mountain settlement (1st century BC - 3rd century AD) in südjemenitischen Highlands]</ref>
 
كتابات النسابة وأهل الأخبار يجب أن تقرأ بحذر وتمحيص شديد لأن مجال الوضع والكذب فيها واسع.<ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج 1 ص 72</ref> ولاحظ الباحثين في العصر الحديث أن الموارد الإسلامية تحتوي شيئاً من الصحة عن التاريخ العربي قبل الإسلام ماتعلق الأمر بالقرن السادس الميلادي على أكثر تقدير.<ref name="ReferenceB">جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج 1 ص 73</ref> كان المؤرخون المسلمون يعتمدون على الشعر لإثبات حوادث تاريخية فيزعمون أن ملكاً أو فارساً أنشد شعراً في موقعة ما وبذلك تكون الفكرة التي أرادوا إيصالها مثبتة تاريخياً في نظرهم، ووصل بهم الأمر إلى نسب أبيات شعرية إلى [[آدم]] بل [[إبليس]] نفسه.<ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج 1 ص 75</ref> وحتى إن نقلوا من مصادر مدونة فإنهم يقحمون آرائهم وينقلون عنها من منطلق الواعظ والناصح. لذلك اختلف المؤرخين المسلمين عن اليونان والبيزنطيين كثيراً، فكتابات اليونان وإن عابتها توجهات سياسية إلا أنها أكثر موثوقية.<ref>جواد علي، '' المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام '' ج 1 ص 79</ref>
سطر 16:
=== الأصول ===
[[ملف:Standing Female figures - Yemen.jpg|تصغير|200px|منحوتة لامرأة تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد أو بدايات الثانية (القرن العشرين ق.م)]]
ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الحضارات القديمة منبثقة من حضارات بدائية قامت في [[العصر البرونزي]] (امتدادا للعصور الحجرية) في اليمن أم أنهم نازحين من من مناطق أخرى خلال [[العصر الحديدي]]. البعض يعتقد أن السبئيين وغيرهم كانوا امتدادا لحضارات بدائية قديمة جدا قامت في اليمن، إلا أن الارتباط اللغوي للعرب الجنوبيين مع [[الكنعانيين]] بالذات يرجح نزوحهم إلى الجنوب على رأي علماء المدرسة الألمانية القديمة.<ref>Norbert Nebes: Zur Genese der altsüdarabischen Kultur. Eine Arbeitshypothese. In: R. Eichmann und H. Parzinger (Hrsg.): Migration und Kulturtransfer. Der Wandel vor- und zentralasiatischer Kulturen im Umbruch vom 2. zum 1. vorchristilichen Jahrtausend</ref><ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/514881/Saba سبأ ـ عن الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141006083357/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/514881/Saba |date=06 أكتوبر 2014}}</ref><ref name="ReferenceA">فرتزل هومل التاريخ العام لبلاد العرب الجنوبية ضمن كتاب التاريخ القديم ص 64</ref> وتبقى هذه مجرد نظرية، فسبب النزوح إن حدث فعلا لا يزال غير معروف. أكتشفت كتابة مصرية عن تلقي [[تحتمس الثالث]] هدايا من يمنيين في القرن الخامس العشر قبل الميلاد، وهذه الهدايا كانت بخورا مما يدل على قدم سيطرة اليمنيين على مناطق إنتاج البخور ويضعف فرضية النزوح في العصر الحديدي.<ref>K.A Kitchen documentation of ancient Arabia part 1 p.110</ref> كشفت أبحاث قصيرة في عام [[2001]] عن وجود حضارة زراعية تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.<ref>Vogt, Burkhard: Towards a new dating of the great dam of Marib. Preliminary results of the 2002 field work of the German Institute of Archaeology. In: Proceedings of the Seminar for Arabian Studies 34: 383-394. Oxford 2004</ref>
 
التوراة ذكرت ما يٌفترض أنه نسب سبأ ثلاث مرات مختلفة فذكر سبأ من نسل الشخصية التوراتية [[إبراهيم]] من ولد اسمه "قيشان" كان شقيقاً [[مدين|لمدين]] الذي أنجب [[مملكة ديدان|ديدان]].<ref>[http://www.enjeel.com/bible.php?ch=25&op=read&bk=1 سفر التكوين، الإصحاح 25 آيات 1ـ8 موقع الكتاب المقدس] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160306165656/http://www.enjeel.com/bible.php?bk=1&ch=25&op=read |date=06 مارس 2016}}</ref> وذكرت التوراة كذلك أن السبئيين كانوا يغيرون على [[أيوب]] ويسرقون [[بقرة|بقره]] ويقتلون الأطفال وهي تعطي دلالة أن عدداً من السبئيين كان بدوياً ويغير على المزارعين في مواقع قريبة من [[اليهود]].<ref>Israel Ephʻal,''The ancient Arabs: nomads on the borders of the fertile crescent, 9th-5th century B.C.'' Magnes Press, Hebrew University, 1982 p.82</ref> وذكرت التوراة أيضا سبأ أخرى شقيقة لحضرموت ومن أبناء [[قحطانيون|يقطان]] بن [[عابر]] وهو الإدعاء الذي تمسك به النسابة والإخباريون الذين ظهروا بعد الإسلام.<ref>[http://www.enjeel.com/bible.php?ch=10&op=read&bk=1 سفر التكوين، الإصحاح العاشر آية 26ـ32] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160306141705/http://www.enjeel.com/bible.php?bk=1&ch=10&op=read |date=06 مارس 2016}}</ref> وأنهم كانوا يسكنون "ميشع" ونزحو إلى "سفار"، ويعتقد الباحثون أن المقصود بسفار عند اليهود هو [[ظفار يريم]].<ref>Ẓafār." Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica Online. Encyclopædia Britannica Inc., 2012</ref> وذكروا سبأ من نسل [[كوش]] وهي إشارة لشرق أفريقيا.<ref>[http://www.enjeel.com/bible.php?ch=10&op=read&bk=1 سفر التكوين، الإصحاح العاشر آية 7] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160306141705/http://www.enjeel.com/bible.php?bk=1&ch=10&op=read |date=06 مارس 2016}}</ref> إن أثبت هذا التعدد شيئاً، فهو امتداد نفوذ السبئيين إلى عدة مناطق، وتعدد المناطق التي قدمت منها القوافل السبئية خلط الأمور على اليهود.<ref>Dussaud, ''Les Arabes en Syrie'', P. 10</ref>
 
ذكر الباحثون في سياسة العرب الجنوبيين تكوين مستعمرات وتمهيد الطرق للقوافل، وبناء على ذلك فلا شك أن جماعة من السبئيين كانوا يسكنون على مقربة من أرض كنعان.<ref>Hastings' Dictionary of the Bible, P. 843</ref> وقد عثرت بعثة إسكتشاف أمريكية على آثار من [[نحاس|النحاس]] و[[حديد|الحديد]] وكتابات بخط المسند تعود إلى القرن الثامن ق.م في موقع تل الخليفة بالأردن يرى الباحثون أن لها علاقة بالمعينيين في [[العلا]].<ref>G. Ryckmans (1952). On Some Problems of South Arabian Epigraphy and Archaeology. Bulletin of the School of Oriental and African Studies, P. 247</ref><ref>G. Ryckmans. — La trace de Saba en Arabie séoudite (1953) p.247</ref> هذا لا يعني اعتبار التوراة مرجعا ولكن الوارد فيها قد يعطي لمحة لبعض التواريخ. وقد عثر الأثريون على كتابات سبئية ومعينية في مختلف أرجاء [[شبه الجزيرة العربية]] في [[قرية الفاو]] بل في [[العراق]] كذلك في موقع وركاء على شاهد قبر قديم.<ref>William Kennett Loftus.''Travels and researches in Chaldæa and Susiana; with an account of excavations at Warka, the "Erech" of Nimrod, and Shúsh, "Shushan the Palace" of Esther, in 1849-52''(1857) p.233</ref> واكتشفت كتابات معينية في ميناء عصيون جابر وهو حسب [[العهد القديم]] أحد الموانئ المهمة [[الملك سليمان|للملك سليمان]] وكتابات مشابهة في [[القطيف]].<ref>جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 8 ص 203</ref><ref>[http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/18_EN/EN_158.html قاموس الكتاب المقدس، عصيون جابر. تاريخ الولوج 30 نوفمبر 2012] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170823120021/http://st-takla.org:80/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/18_EN/EN_158.html |date=23 أغسطس 2017}}</ref> ورد في نصوص [[سومر|سومرية]] كلمة "سبا" في كتابة "لجش تلو" ويعتقد أن المقصود أرض سبأ وذلك منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.<ref>Ency., Vol., 4. P. 3, O'Leary, P. 87, Rawllnson, Cuneif Inscr. W - Asia., II, 53, 67, III, 10, No. 2, 38</ref>، وقال هومل أن كلمة "سابوم" الواردة في نصوص لملوك [[أور]] هي ذاتها سبأ المذكورة في [[العهد القديم]] و[[القرآن]].<ref>Hommel, in: Hilprecht's Explorations in Bible Land, Philadelphia, 1903 P. 739, Ency., 4, P. 3, Arabien, S., 24</ref>
 
كان التبادل التجاري مبلغ علم العبرانيين فلا يوجد في كتبهم سوى أن السبئيين كانوا أثرياء وتجار بخور و[[لبان]] وأحجار كريمة.<ref>II, S., 387, Dussaud, Les Arabes en Syrie, P. 10, Hastings, P. 843</ref> المهم في هذه الكتابات اليهودية هو توصيفها لحال الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية. وقد وجدت كتابات تصف وضعا مشابها في كتابات اليونانيين والرومان. كانت الكتابات اليونانية في البداية مبالغا فيها ويشوبها عنصر الأسطورة ولكنها تحسنت بعد الاتصال المباشر لليونانيين باليمنيين القدماء. زيادة أطماع اليونان السياسية كانت دافعا لهم لدراسة الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية، ودراسة مواطن ضعفه حتى أنهم خزنوا ما كتبوه عن اليمن القديم في خزانة [[مكتبة الإسكندرية]] واعتبروه من أسرار الدولة التي لا يطلع عليها العامة.<ref>المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 2 ص 266</ref>
 
أما الوارد بشأن [[جرهم]] و[[إسماعيل]] فهي قصص متأثرة بتراث ديني والتأكد منها من ناحية الآثار يكاد يكون مستحيلا.<ref>Israel Finkelstein, Neil Asher Silberman,''The Bible Unearthed: Archaeology's New Vision of Ancient Isreal and the Origin of Sacred Texts '' p.41</ref> ورد اسم [[قحطانيون|قحطان]] ولكن في كتابات مسندية متأخرة للغاية عن القرن الثاني عشر أو التاسع قبل الميلاد ولم تكن بالصورة التي صورها الإخباريون، فقد جاء ذكر '' قحطن '' كاسم أرض تابعة لأحد ملوك [[كندة]].<ref>[http://www.yemenweb.com/info/_disc/0000002c.htm Outline of the History of Ancient Southern Arabia] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160303170557/http://www.yemenweb.com/info/_disc/0000002c.htm |date=03 مارس 2016}}</ref><ref>De Lacy O'Leary,Arabia before Muhammad p.18</ref> رغم أن عدد النقوش والآثار المكتشفة يتجاوز العشرة الآف نقش، إلا أن الباحثين يعتقدون أن ما تحت الأنقاض يتجاوز ذلك بكثير.<ref>[http://www.archaeology.org/0311/etc/conversations.html Conversations: A Yearning for Yemen] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20121119002954/http://www.archaeology.org/0311/etc/conversations.html |date=19 نوفمبر 2012}}</ref>
 
== التاريخ ==
سطر 35:
</ref> أقام السبئيون علاقات تجارية مع [[الهند]] و[[الآشوريين]] واشتهروا بكونهم تجار عطور وطيب وبخور وذهب وفضة وبهارات وكلها عناصر مهمة للعالم القديم.<ref>Albrecht Dihle, 'Arabien und Indien' in: Hérodote et les peuples non Grecs. Neuf exposés suivis de discussions (Entretiens sur l' Antiquité classique, tome XXV) (1990 Genève), pages 41-67</ref>
 
ورد في نص [[آشوري]] للملك سرجون الثاني تلقيه هدية من مكرب سبئي يدعى [[يثع أمر]]، ووجد اسم ال[[مكرب]] في نقوش يمنية.<ref>Bota and Flandin, Monument, Vol., 4, PL. 145, I, 3, Winckler, Keilschrift Sargons, 1889, BD., PL. 2, No. I, Z., 20, Musil, Arabia Deserta, P. 479.</ref> ووجدت كتابة أخرى للملك سنحاريب وتشير إلى تلقيه هدية من مكرب يدعى كرب إيل أو كرب إيلو حسب اللفظ الآشوري.<ref>BOASOOR, Num. 137, 1955, PP., Archiv fur Orientforschung, 16, 1955, S. 232, Handbuch, I, S., 76, Beeston, "Problems of Sabaean Chronology,In BOASOOR, 1954, XVI/I, PP.42</ref> ويستبعد أن نفوذ الآشوريين وصل إلى اليمن وهدف إرسال الهدية كان مجرد تعبير عن الصداقة التي تجمع سبأ وآشور لارتباطات تجارية قديمة بينهما ومن باب التلطف للآشوريين إذ كان للسبئيين تجارة في أسواق [[بلاد الرافدين]].<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/2300/991.htm المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور جواد علي الطبعة الرابعة 1422 هـ/ 2001 م] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140104212720/http://islamport.com/w/tkh/Web/2300/991.htm |date=04 يناير 2014}}</ref> ويعود تاريخ الكتابة إلى 715 ق.م <ref>BOASOOR, NUM. 143, (1956), P. 10</ref> ولم يورد الآشوريين اسمه كاملا في النص مكتفين بكرب إيل واسمه الكامل كرب إيل بين. لقبه الآشوريين بملك وهي دلالة على عدم معرفتهم بألقاب حكام العربية الجنوبية في تلك الفترة.<ref>Ency. Brita., Vol., 19, P. 785, Handbuch., I, S., 76, 85, Otto Schroder, Keilschrifttexte, II, Leipzig, 1922, 122</ref>
 
قام عدد من المكاربة بانشاء عدد من السدود وعملوا على إيصال المياه إلى مناطق عديدة في اليمن. قام بتعلية سد رحبم وتقوية دعائمه فزاد مساحة الأراضي الزراعية وإزداد ثراء المزارعين في هذه الفترة وبالذات في [[مأرب]] التي أصبحت تنافس [[صرواح]] عاصمة سبأ في تلك الفترة حوالي القرن الثامن ق.م.<ref>Glaser 513 + 514, Discoveries ? P. 75</ref> يظهر في هذه الفترة نقوش عن عدد من الحروب والإنتصارات لسبأ على معين وقتبان ونجران وكعادة النقوش فإنها لا تبدي أسبابا للإقتتال وتكتفي بذكر الموقع واسم الملك وعدد القتلى المبالغ فيه عادةً من الجانب المهزوم. وكان عدد القتلى في نجران هو الأعلى خلال حملة المكرب يثع أمر بين هذه إذ ورد في النص أن خمسة وأربعين ألف شخص قتلوا خلال إحراقه لمدنها وقراها.<ref>Handbuch, I, S. 81</ref>
سطر 51:
[[مملكة قتبان]] هي أحد أقدم الممالك اليمنية ونظام حكمها بدأ مشابها لسبأ إلا أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة وهناك اعتقاد أن [[حمير|الحميريين]] ورثة هذه المملكة.<ref>Klaus Schippmann: Geschichte der alt-südarabischen Reiche. Wissenschaftliche Buchgesellschaft, Darmstadt 1998, ISBN 3-534-11623-2.</ref> لم يعرف المؤرخون بعد الإسلام شيئا كثيرا عن قتبان وجعلوه شخصا وساقوا له نسبا ينتهي إلى '' العرنج '' والعرنج هذا هو اسم حمير الحقيقي على حد زعمهم.<ref>تاج العروس 1/ 431 : وقتبان بالكسر. بطن من رعين من حمير. كذا في كتب الأنساب، وهو قول الدارقطني، ويرده قول ابن الحباب، فإنه ذكر في قبائل حمير، قتبان بن ردمان بن وائل بن الغوث...</ref> منازلهم كانت جنوب مواطن السبئيين وفي الأقسام الغربية المطلة على السواحل في اليمن حتى [[باب المندب]].
 
المشكلة التي تواجه الباحثين في تحديد طبيعة المملكة القتبانية هو أن أغلب الكتابات والنقوش غير مؤرخة بعكس الحميريين أو أنها مؤرخة بطرق لم يستطع الباحثين فهمها. استطاعت قتبان في القرن الرابع ق.م من هزيمة السبئيين وسيطروا على [[طريق البخور]] وأصبحوا القوة الأكثر نفوذا بين الممالك الأربعة.<ref>Walter W. Müller (Hrsg.) / Hermann von Wissmann: Die Geschichte von Sabaʾ II. Das Grossreich der Sabäer bis zu seinem Ende im frühen 4. Jh. v. Chr. (Österreichische Akademie der Wissenschaften, Philosophisch-historische Klasse. Sitzungsberichte, Band 402) Verlag der österreichischen Akademie der Wissenschaften Wien, 1982 ISBN 3-7001-0516-9 (zu Yitha'amar Watar III. [dort als Yitha'amar Watar II.]: S. 351-358)</ref><ref>Mounir Arbach, 'Abd al-Rahman al-Saqqaf: Naqsh Jadīd min ʿ hd Yd ʿ ʾ b yhn ʿ m malik Qtbn w Yd ʿ ʾ b Ġyln malik Ḥḍrmwt. In: Raydan 7, 2001, pp. 110-123 21-22</ref> كتابات قتبان عن القوانين أكثر بالقياس من تلك السبئية. ووردت نصوص تتحدث عن أعمال تمهيد لطرق في الجبال منها نص يتحدث عن مشاركة كل أبناء الإله عم في إنجاز هذا المشروع وكان المهندس المشرف على هذا العمل رجل يدعى ''أوس بن يصرع''.<ref>REP. EPIG. 3642, 4328, VII, II, P. 192, SE 90, Grohmann, Katabanische</ref> وكان هدف هذه المشاريع التي أستعمل فيها [[الأسفلت]] هو تمهيد الطريق للجنود. وغيرها من الأعمال والقوانين التي سنها القتبانيون خلال فترة نفوذهم على الممالك الأخرى التي تعكس وجود فن هندسي متقدم.<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/2300/897.htm المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140104212943/http://islamport.com/w/tkh/Web/2300/897.htm |date=04 يناير 2014}}</ref>
 
=== مملكة مَعْيَّن (330 ق.م - 100 ق.م) ===
سطر 76:
بعد مقتل يوسف، نصبت [[أكسوم]] [[دولة دمية|حاكما دمية]] يدعى [[شميفع أشوع]]. ذكر المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس أن عدداً من الجيش الأكسومي آثر البقاء في أرض الحميريين لإنها جيدة جدا على حد تعبيره.<ref>History of the Wars, Books I and II (Persian Wars) By Procopius p.62</ref> أحد هولاء كان [[أبرهة الأشرم]] قائد الجيش الذي أعلن نفسه "ملكاً بسم المسيح والروح القدس".<ref>A. G. Lundin, Yujnaya Arabia W VI Weke palestynski Sbornik, 1961, P. 73</ref> استمر الاقتتال لفترة حتى وصل لأسماع المتقاتلين عن تصدع هو الثالث وقبل الأخير أصاب [[سد مأرب]] كما يقرأ من النص المسندي الذي يعود لعام [[542]] ميلادية.<ref>E. Glaser, Geschichte and Geographie Arabiens (Berlin, 1890), and in Petermann's Mitt. (1886) S. 101</ref> توصلوا لهدنة لإعادة ترميم [[سد مأرب|السد]] وكان آخر ترميم يجرى عليه.<ref>F. Praetorius, Bemerkungen zur den beiden grossenInschriften vom Dammbruch zu Marib, in ZDMG, 1899, 5, 15</ref> نسبوا إلى [[أبرهة]] هذا قصة بعد الإسلام لم يرد عنها نص مدون بخط المسند ولا كتابات البيزنطيين.<ref>Glaser, Zwei Inschriften uber den Dairimbruch von Mareb, in Mlttellungen der Vorderasiatlschen Gesellschaft, , 1897, S. 390</ref>
 
دخل اليمن عصرا من الانحطاط قبيل [[الإسلام]] مما مكن [[مكة]] بأن تصبح مركزا تجاريا مهما بل ربما الأهم في الجزيرة العربية لبعدها عن مراكز الصراع.<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/2300/2078.htm المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - الدكتور جواد علي - دار الساقي الطبعة الرابعة 1422 هـ/ 2001 م] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304113316/http://islamport.com/w/tkh/Web/2300/2078.htm |date=04 مارس 2016}}</ref> لم تكتشف كتابة تشير إلى الحقبة الفارسية في اليمن فتاريخ البلاد يكاد يكون مجهولا خلال هذه الفترة سوى ماتوارد عن كتابات بيزنطية بسيطة عن عن وجود [[الفرس]] في [[عدن]].<ref>Richard Frye,The History of Ancient Iran p.325</ref> حكم الحميريين [[أذواء|كاذواء]] بدون سلطة فعلية إلا على قبائلهم، ويقول صاحب المفصل <ref>المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 2 ص 609</ref> :{{إقتباس|أستطيع أن أقول إن وجود الفرس في اليمن وحكمهم البلاد كان خرافة، وربما وجودهم كان اقتصر على عدن وكان تجارياً، كان الحكم الواقعي للأقيال امراء القبائل. ولا عبرة لما نقرأه في الموارد الإسلامية من استيلاء الفرس على اليمن، لأن هذه الموارد تناقض نفسها حين تذكر أسماء الأقيال الذين كانوا يحكمون مقاطعات واسعة من اليمن في الحقبة الفارسية، وكان منهم من لقب نفسه بلقب ملك، وكان له القول والفعل في أرضه، ولا وجود لسلطان فارسي عليه}} استفرد أحد [[ساتراب|الساتراب]] بالحكم في العام [[598]] ميلادية ودخل أحد هولاء إلى الإسلام. طردهم [[الأسود العنسي]] وأعلن نفسه ملكا ونبيا إلى أن قتله مسلمون يمنيون وفقا لمصادر متأخرة.
 
== ممالك صغيرة ==
سطر 106:
تراجعت أهمية الآلهة تدريجيا حتى وحد الحميريين الآلهة واعتبروا [[رحمن (اليمن)|رحمن]] إلها أوحد إلى أن دخلت اليهودية والمسيحية إلى اليمن. مرت هذه الإعتقادات التوحيدية بعدة أطوار فقد كان [[ذو سماوي]] أو "ذو سموى" بلغة المسند يذكر مقرونا بعدد من الأصنام بداية حتى أصبح إله الأرض والسماء الأوحد ثم ترسخ التوحيد وأهملت الآلهة الأخرى. تم تقديم الإله [[رحمن (اليمن)|رحمن]] وحده في صيغ التعبد غير مقرون بآلهة أخرى وهو مايقلل من فرضية أن التوحيد دخل اليمن بتأثير من اليهود والمسيحيين إذ عرف الباحثون ديانة الرحمن هذا باسم "التوحيد الحميري" لخصائص لم توجد في أديان أخرى.<ref>المفصل ج 6 ص 38</ref>
 
استطاع الأركيولوجيين معرفة لمحة بسيطة عن معتقدات اليمنيين عن حياة بعد الموت، فقد وجدت عدة مقابر لجثث محنطة موضوعة داخل أكياس من الجلد مع ترك الرأس خارجا دون تغطيته في مشهد يشبه الولادة، فاعتبر اليمنيون الموت مرحلة لحياة أو ولادة من جديد.<ref>[http://vimeo.com/15828880 الفيلم الوثائقي قضايا جنائية مومياوات سبأ] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20101017120102/http://www.vimeo.com:80/15828880 |date=17 أكتوبر 2010}}</ref> يطلق على المعابد في اليمن لفظة "حرم" و"محرم" وكان يحرم دخولها بملابس متسخة وتمنع النساء من دخولها خلال فترة الحيض.<ref>La confession of péchés publique en Arabie Méridionale préisplamique in: Museon, No. 58, 1945, pp. 1-14</ref> ويظهر أنه كان لليمنيين طقوس تعبدية تدعى "طوف" (طواف) حول الحرم لها علاقة بالطهارة الروحية يعقبه اعتراف بالذنوب للكهنة وتقديم القرابين التي غالبا ماتكون من حيوانات مفضلة للآلهة وهي الوعلان والغنم والخراف والثيران. عادة مايكون تقديم القرابين لغفران الذنوب أو لشكر الآلهة أملا في زيادة عطاياها.<ref>Hartmut Gese, Maria Höfner, Kurt Rudolph: Die Religionen Altsyriens, Altarabiens und der Mandäer S. 348–350</ref> واكتشفت عدة حالات تضحية بالبشر وعادة مايكونون من الغرباء عن المملكة الذين يقعون في الأسر.<ref>Jacques Ryckmans: religion of South Arabia p.174</ref>
 
== الاقتصاد==
سطر 113:
الزراعة والتجارة وبالذات البخور والعطور والطيب لما لها من أهمية عند الشعوب القديمة لمعتقدات متعلقة بطرد الأرواح الشريرة من المنازل والمعابد وماشابهها من الطقوس التعبدية في العالم القديم، كانا عماد الاقتصاد. كان لنظام الري وحصر مياه الأمطار أثر كبير في تطور الزراعة في اليمن فقد أبتكر اليمنيون القدماء نظام ري قل نظيره في العالم وأستطاعوا ري الكثير من الأراضي الجدبة وشبه الصحراوية حتى أوصلوا الماء للمرتفعات الجبلية.<ref>Rhodokananakis, Stud. Lwxt., I, S. 58</ref> اهتم اليمنيون بالزراعة وتظهر الآثار تقدما في هذا الجانب ،فبنوا السدود الصغيرة في كل واد وحوطوا المدرجات الجبلية بصخور ومجاري لحصر مياه الأمطار وتوجيهها الجهة التي يريدون عن طريق قنوات من عصور قديمة تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.<ref>The Bible And The Ancient Near East, P.317, 321, 325, R. Le Baron Bowen, Irrigation In Ancient Qataban, Archaeological Discoveries In South Arabia, P.43</ref>
 
لا توجد أنهار في اليمن فبدأ اليمنيون بالزراعة متأخرا بعض آثار لنظم زراعية تعود 5،200 سنة.<ref>[http://www.sciencedaily.com/releases/2008/07/080716140918.htm Archaeologists Trace Early Irrigation Farming In Ancient Yemen] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160130083300/http://www.sciencedaily.com:80/releases/2008/07/080716140918.htm |date=30 يناير 2016}}</ref> إذا إنحبس المطر, صلى اليمنيون لآلهتهم طلبا للسقيا وكان لديهم سقيتان، "سقي خرف ودثا" أي "سقي الخريف والربيع" وإن أنعمت عليهم الآلهة قدموا لها القرابين شكرا وتقديرا لأفضالها عليهم.<ref>Rhodokanakis, Katab. Texte, Ii, S. 53, Glaser 1752</ref> حفروا الصهاريج المعروفة باسم "نقب" في حضرموت وتراوحت أعماقها من ثلاثة إلى أربعة أمتار وتوصل بمجاري تحت الأرض يبلغ طولها عدة كيلومترات لإيصال المياه إلى المزارع والسكن.<ref>Ry 63, Wissmann Und Hofner, P. 56</ref> وبرع اليمنيون في بناء السدود أو "عرمن" (العرم) كما تذكر في اللغة القديمة وكان الملوك يدفعون الأجور للعمال وفي حالات عديدة كانوا يستعملون خلال الطوارئ.<ref>Mordtmann Und Mittwoch, Sab. Inschr p. 17</ref> يعتقد أن سد مأرب بني في القرن الثامن قبل الميلاد.<ref>Ency., Iii, P.290.</ref> ومر هذا السد بأطوار عديدة وتعرض للتصدع عدة مرات آخرها في العام 575 للميلاد.<ref>المفصل ص 927</ref>
 
أقام المهندسون في القرن الثامن قبل الميلاد سدا قويا في الجهة التي تخرج منها السيول إلى المجاري عرف باسم وكان طوله قرابة 577 مترا. كان هذا السد هو حجر الأساس لسد مأرب الكبير الذي أقتطعت حجارته من الجبال ونحتت بإتقان وتم إيصالها ببعض باستخدام قطع من قضبان إسطوانية مصنوعة من الرصاص والنحاس يبلغ طول الواحد منها 16 سنتمترًا، وقطرها حوالي الثلاثة سنتمترات ونصف. وذلك بصب المعدن في ثقب الحجر، فإذا جمد وصار على شكل مسمار يوضع الحجر المطابق الذي صمم ليكون فوقه في موضعه بإدخال المسمار في الثقب المعمول في الجهة السفلى من ذلك الحجر، وبذلك يرتبط الحجران بعضهما ببعض برباط قوي محكم. وقد اتخذت هذه الطريقة لشد أزر السد، وليكون في إمكانه الوقوف أمام ضغط الماء وخطر وقوع الزلازل.<ref>المفصل ص 928</ref><ref>A. Grohmann, P. 152.</ref> وبنيت الكثير من السدود المشابهة والمتصلة ببعضها البعض وقل مثيل هذه السدود في العالم القديم باستثناء اليمن.<ref>Muller, & Sudarabische p.88</ref><ref>A. Grohmann, p. 153, Philby, The Land Of Sheba, G.J. 92 “1938”, 16</ref>
 
أما التجارة، فقد نشأ سوق العطور والبخور منذ الألفية الأولى قبل الميلاد على الأقل في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وأهمية البخور تكمن في المعتقدات السائدة حينها عن الجن والأشباح والعفاريت إذ كانت مرتبطة بطقوس دينية عند كثير من الشعوب. ولم تكن هذه المحاصيل تزرع إلا في شرق أفريقيا واليمن والهند وهو سبب اهتمام اليمنيين بسواحل أفريقيا كونها مصدر المحصول الأكثر طلبا في العالم القديم. يسمى التاجر "مكر" في اللغة القديمة.<ref>Grhomann,p. 124.</ref> وذكر اليونان قوافل اليمنيين وكيف أنهم كانوا أثري سكان الجزيرة العربية وكانت ثرواتهم مطمع الكثير حتى ذكر في العهد القديم أن السبئيين سيقدمون بالذهب معظمين لملك اليهود المنتظر.<ref>[http://www.enjeel.com/bible.php?ch=72&op=read&bk=19 المزامير - امامه تجثو أهل البرية واعداؤه يلحسون التراب. 10 ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة.ملوك شبا وسبا يقدمون هدية. 11 ويسجد له كل الملوك.كل الامم تتعبد له. 12 لانه ينجي الفقير المستغيث والمسكين إذ لا معين له. 13 يشفق على المسكين والبائس ويخلص انفس الفقراء. 14 من الظلم والخطف يفدي انفسهم ويكرم دمهم في عينيه. 15 ويعيش ويعطيه من ذهب شبا.ويصلي لاجله دائما.اليوم كله يباركه ] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170227150016/https://www.enjeel.com/bible.php?ch=72&op=read&bk=19 |date=27 فبراير 2017}}</ref> بغض النظر عن صحة القصة، هي دلالة على اتصال تجاري بين السبئيين واليهود وكان السبئيون يشترون العبيد والجواري منهم.<ref>[http://www.enjeel.com/bible.php?ch=3&op=read&bk=29 هانذا انهضهم من الموضع الذي بعتموهم اليه وارد عملكم على رؤوسكم. 8 وابيع بنيكم وبناتكم بيد بني يهوذا ليبيعوهم للسبائيين لامة بعيدة لان الرب قد تكلم] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160703050334/http://www.enjeel.com/bible.php?op=read&bk=29&ch=3 |date=03 يوليو 2016}}</ref> أشير في التوراة إلى قوافل سبأ، وهي قوافل كانت تسير من العربية الجنوبية مخترقة العربية الغربية إلى [[فلسطين]]، فتبيع ما تحمله من سلع هناك. وقد كان السبئيون يسيطرون على العربية الغربية، حتى بلغت حدود مملكتهم أرض فلسطين ويُعتقد أن أهل [[يثرب]] كانوا أحد المستوطنات اليمنية التي أنشأها السبئيون على طول الطريق التجارية المحاذية للبحر الأحمر.<ref>Rhodokanakis, Altsab. Texte., S. 9, W. H. Irvine Shakespear, In The Geogr. Journal, Lix., No. 5, “1922”, P.321</ref>
 
الوارد عن التجارة البحرية قليل مقارنة بالبرية. كان لحضرموت ارتباط مع الهند وموانئ أهمها ميناء قنا الذي يبعد عن مدينة [[المكلا]] قرابة 120 كيلومتر. ولايمكن للحضارم أن يصلوا للهند لو لم يكن لهم دراية وخبرة في صنع السفن.<ref>Periplus, 7, 10, 14, 17</ref> ولكن السفن العربية لم تكن بمستوى الرومانية التي بنيت لظنون عند الرومان أن اليمنيين كانوا يملكون أسطولا بحريا قويا كما قال مرافق [[أيليوس غالوس]] [[سترابو]]. فقد كان [[أغسطس قيصر]] يعتقد لما رآه من هيئة التجار والقوافل أن السبئيين أهل قتال فأراد السيطرة عليهم، فإما يكونوا أصدقاء أو يكونوا خاضعين ولا يضطر الرومان لدفع مبالغ طائلة لقاء البضائع كون السبئيون كانوا متحكمين في أسعارها.<ref>Strabo, 17, I, 13</ref>
سطر 168:
 
== سرقة وتدمير الآثار اليمنية ==
الكثير من الآثار اليمنية القديمة يتعرض للتهريب ويباع في مزادات علنية حول العالم بل وعلى شبكة الإنترنت <ref>[http://www.antiques.com/classified/1079972/Antique-SOUTH-ARABIAN-BRONZE-INCENSE-BURNER--2ND-4TH-CENTURY-AD Antiqes.com DEC 2 2012] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160917001342/http://www.antiques.com/classified/1079972/Antique-SOUTH-ARABIAN-BRONZE-INCENSE-BURNER--2ND-4TH-CENTURY-AD |date=17 سبتمبر 2016}}</ref><ref>[http://www.christies.com/lotfinder/ancient-art-antiquities/a-south-arabian-bronze-couple-circa-late-5321718-details.aspx A SOUTH ARABIAN BRONZE COUPLE last retrieved DEC 2 2012] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160917030559/http://www.christies.com/lotfinder/ancient-art-antiquities/a-south-arabian-bronze-couple-circa-late-5321718-details.aspx |date=17 سبتمبر 2016}}</ref> كثير من المواقع الأثرية لا تشرف عليه حراسة بل إن البعثات الأثرية نفسها لاتستطيع أن تقوم بعملها بسبب الاضطرابات القبلية وعدم إدراك اليمنيين بشكل عام لأهمية وقيمة هذه الآثار، بالكاد يجازف لصوص الآثار للحصول على مطامعهم.<ref>{{يوتيوب|NID2C-pPkeY|Prison threat does not deter Yemen antique smugglers last retrieved DEC 2 2012}}</ref> القبور السبئية المنحوتة على الجبال والتي تحوي آثارا بالغة الأهمية، معرضة للسرقة والإهمال وسط غياب تام لأجهزة الأمن للحفاظ على هذه الآثار وتوفير بيئة آمنة لدراستها.<ref>{{يوتيوب|ELn5lfe1fh8n|'' تقرير قناة الجزيرة عن الجثث المحنطة في شبام كوكبان ، اليمن '' تاريخ الولوج 18 مايو 2013}}</ref> [[اليمن]] يمر بظروف صعبة مما يجعل مسألة حماية الآثار تبدو وكأنها ثانوية ولكن المحافظة على هذه الآثار يساعد على رسم صورة واضحة للمستقبل والأهم أنه يحفظ التاريخ من محاولات التزوير والتشويه التي قد تصيبه.
 
منذ تصاعد [[الحرب الأهلية اليمنية (2015)|الحرب الأهلية]] في [[مارس]] [[2016]]، تعرضت الكثير من المواقع الأثرية لليمن القديم للتدمير نتيجة للقصف الجوي السعودي.<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.japantimes.co.jp/opinion/2015/10/18/commentary/world-commentary/humanitys-cultural-heritage-risk-yemen-war/#.VsOT6fl97Dd|المؤلف= Belkis Wille|العنوان=Humanity’s cultural heritage at risk in Yemen war|التاريخ=Oct 18 2015|الموقع=Japan Times|تاريخ الوصول=February 16 2016}}</ref><ref>{{مرجع ويب|المسار=http://whc.unesco.org/en/news/1291/|العنوان=UNESCO Director-General condemns airstrikes on Yemen’s cultural heritage|التاريخ=Jun 2 2015|الموقع=UNESCO|accessate=February 16 2016}}</ref><ref>{{مرجع ويب|المسار=http://news.nationalgeographic.com/2015/06/150603-Yemen-ancient-Sheba-dam-heritage-destruction-Middle-East-archaeology/|العنوان=‘Engineering Marvel’ of Queen of Sheba’s City Damaged in Airstrike|التاريخ=Jun 3 2015|الموقع=National Geographics|تاريخ الوصول=February 16 2016}}</ref> إلى [[نوفمبر]] [[2015]]، تم تدمير 23 موقعاً أثرياً على الأقل،<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.ibtimes.co.uk/yemen-23-heritage-sites-destroyed-by-saudi-airstrikes-1529862|العنوان=Yemen: 23 heritage sites destroyed by Saudi airstrikes|التاريخ=Nov 21 2015|الموقع=IBTimes|تاريخ الوصول=February 16 2016}}</ref> وفقا ل[[رويترز]]، "سكان" قالوا بأن الحوثيين استخدموا عدد من المواقع لتخزين الأسلحة.<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.reuters.com/article/yemen-security-heritage-idUSL5N0Y43X020150513|العنوان=History a casualty in Yemen's war as bombs smash ancient sites|التاريخ=May 13 2015|webdsite=Reuters|تاريخ الوصول=February 16 2016}}</ref> غير أنَّ [[الأمم المتحدة]] حذرت جميع الأطراف من توريط المواقع التاريخية في الحرب.<ref>{{مرجع ويب|المسار=http://www.unmultimedia.org/radio/english/2015/03/all-parties-in-yemen-urged-to-protect-the-countrys-cultural-heritage/#.VsOby_l97Dc|العنوان=All parties in Yemen urged to protect the country's cultural heritage|التاريخ=May 27 2015|الموقع=UN Radio|تاريخ الوصول=February 16 2016}}</ref>