زيد بن علي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 487:
== صلبه ==
لما جيء بجسده وأُلقي امام الوالي وكان هناك عدد كثير من جثث اصحابه، امر بالجسد فصُلب منكوساً <ref>(136)136 ـ كامل ابن الاثير.</ref> بسوق الكناسة <ref>(137)137 ـ العقد الفريد في باب مقتله.</ref>، وصلب معه اصحابه <ref>(138)138 ـ كامل المبرد ج 3 ص 247، والروض النظير ج 1 ص 60.</ref> وفيهم معاوية بن إسحاق، ونصر بن خزيمة العبسي وزياد الهندي <ref>(139)139 ـ مقاتل الطالبيّن.</ref>. وامر بحراسة زيد لئلا يُنزَل من الخشبة. وكان فيمن يحرسه [[زهير بن معاوية بن جديح بن الرحيل]] <ref>(140)140 ـ تاريخ الطبري ج 8 ص 277، وتهذيب التهذيب لابن حجر بترجمة زيد.</ref>، والرحيل هذا ممن خرج لحرب الحسين <ref>(141)141 ـ البحار في الفصل المتعلق بالسجاد.</ref>. فساء هذا الموقف رسول الله وذريته المعصومين، يقول جرير بن حازم: رأيت النبيّ في المنام متسانداً إلى جذع زيد بن عليّ وهو يقول للناس: هكذا تفعلون بولدي <ref>(142)142 ـ تهذيب التهذيب.</ref> ؟! ويحدث الموُكَّل بخشبته: أنّه رأى النبيّ في النوم واقفاً على الخشبة ويقول: هكذا تصنعون بولدي من بعدي ؟! يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله، صلبوك صلبهم الله <ref>(143)143 ـ تاريخ ابن عساكر ج 6 ص 23، والصواعق المحرقة ص 100.</ref>. ففشا الحديث بين الناس وعرف حتّى حراس خشبته مكانته ومن اجل هذا لم يمنعوا من يرغب من أهل الكوفة في زيارته. حدّث ابن تيمية في ( منهاج السنة ) <ref>(144)144 ـ ج 1 ص 8.</ref>: لما صُلب زيد كان أهل الكوفة يأتون خشبته ليلاً ويتعبّدون عندها.
 
== زمان الصلب ==
لم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعاً على الخشبة زمناً طويلاً حتّى اتخذته الفاختة وكراً <ref>(145)145 ـ منتخب الطريحي.</ref> تنعى لرسول الله صلّى الله عليه وآله العدل والإصلاح والمكارم والإباء، وانما كان الخلاف في تحديد تلك المدة، وكل يرتئي قدراً حسب القرائن المتوفرة عليه، والمتحصل من كلام المؤرخين اراء ستة ( أ ) سنة وأشهر ( ب ) سنتين ( ج ) ثلاث سنين ( د ) اربع سنين ( هـ) خمس سنين ( و ) ست سنين <ref>(146)146 ـ الاول والثاني حكاهما في الحدايق الوردية، والثالث يظهر من ابن جرير، والرابع رأي [[الشيخ المفيد]] والمسعودي و[[أبو الحسن الدياربكري]]، والخامس نص الصبان في إسعافه؛ والسادس ارسله النسابة العمري في المجدي.</ref>. ولعل السر في اختيار الأول والثاني الاعتماد على ما حدّث به بعض المؤرخين من ان هشاماً هو الذي امر باحراقه، كما يمكن ان يكون الوجه في اختيار الثالث والرابع مقايسة اختيار سنة الشهادة إلى تصحيح الحديث الحاكي أمر [[الوليد بن يزيد بن عبد الملك]] <ref>(147)147 ـ اشتهر الوليد هذا بالزنديق والفاسق إذ لم يكن احد اشد مُجوناً واستخفافاً بامر الامة منه. وفي حديث النبيّ {{صلاة}} دلالة عليه: « الوليد اشد على هذه الامة من فرعون لقومه » بهذا يحدّث احمد في المسند ج 1 ص 18. ولم يخرج عليه الناس إلا لاشتهاره بالمنكرات، وتظاهره بالكفر والزندقة، وليس كل هذا بعجيب مع ما هو عليه من انتهاك محارم الله وإقباله على اللهو والتلذذ مع المغنيّن، ولكن العجب من الحافظ ابن حجر حيث عده في ( فتح الباري ) من خلفاء النبيّ {{صلاة}} الاثنى عشر الذين يعملون بالهدى ودين الحق وبهم قام الدين، وما أدري كيف رآه صالحاً للقيام على الدين وتولّي امور المسلمين ونشر العدل وقمع الفساد وكل واحد يقرأ في الاغاني ج 6 ص 99 بترجمته قوله لما أتته الخلافة: والله لأتلقينّ هذه النعمة بسُكرة قبل الظهر، ثمّ انشأ:
{{قصيدة|طاب يومي ولذ شربي السلافةْ}}
{{قصيدة|إذ اتانا نعي من بالرصافة}}
{{قصيدة|وأتى البريد ينعي هشاماً}}
{{قصيدة|واتانا بخاتم للخلافة}}
{{قصيدة|فاضطجعنا من خمر عانة صرفاً}}
{{قصيدة|ولهونا بقينة عزّافة}}
ثمّ اخذ يشرب ويسكر. وارسل الماورودي في ادب الدنيا والدين، والمسعودي في مروج الذهب، وأبو الفرج في الاغاني بترجمته، و[[ابن عبد ربه]] في [[العقد الفريد]]، نَصْبَه المصحف غرضاً للسهام لمّا تفأل به وخرج قوله تعالى: ﴿ واستفتَحوا وخاب كلُّ جبارٍ عنيد ﴾ فقال:
{{قصيدة|أتُوعدني بجبارٍ عنيدٍ}}
{{قصيدة|أجل أنا ذاك جبارٌ عنيدُ}}
{{قصيدة|إذا ما جئتَ ربك يوم حشرٍ}}
فقل ياربُّ مزقني الوليدُ</ref> باحراقه عند ظهور [[يحيى بن زيد]] سنة 125ھ ، كتب إلى يوسف بن عمر: إذا اتاك كتابي فأنزل عجل أهل العراق وانسفه في اليمّ نسفا، فلما وقف على الكتاب امر خراش بن حوشب فأنزله من جذعه واحرقه بالنار وجعله في قواصر وحمله في سفينة وذرّاه في الفرات. وفي حديث أبي حمزة الثمالي بعد ان احرقه دق عظمه بالهواوين وذرّاه بالعريض من اسفل العاقول، وإذا كان العاقول موضعاً قريباً من الفرات امكن ان يتفق الحديثان بان بعضه ذُرّي في البر وبعضه في الفرات. ولعل ما في تذكرة الخواص من ان رماده ذروه في الماء والريح، وقول ابن خلكان في ترجمة الهيثم بن عدي من الوفيات ذُرّي رماده في الرياح على شاطئ الفرات يشير إلى هذا المعنى. ولم نعرف الوجه في تعيين القول الخامس والسادس.
 
== الكرامات التي ظهرت لزيد عليه السّلام ==