حصار القسطنطينية (717-718): الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تبديل وصلة
سطر 26:
 
== البداية ==
بعد فشل [[حصار القسطنطينية الأول|المحاولة الأولى لفتح القسطنطينية]] عام 54-60 هـ (674-679 م)، حاول الخليفة سليمان بن عبد الملك أن يرسل العساكر إلى القسطنطينية، فاشار عليه [[موسى بن نصير]] بان يفتح ما دونها من المدن والرساتيق والحصون، حتى يبلغ المدينة فلا ياتيها إلا وقد هدمت حصونها ووهنت قوتها، فاذا فعلت ذلك لم يبق بينك وبينها مانع، فيعطوا بأيديهم ويسلموا لك البلد، ثم استشار اخاه [[مسلمة بن عبد الملك|مسلمة]] فاشار عليه بان يدع ما دونها من البلاد ويفتحها عنوة، فمتى ما فتحت فان باقي ما دونها من البلاد والحصون بيدك، فقال سليمان‏:‏ هذا هو الراي ثم اخذ في تجهيز الجيوش من [[الشام]] و[[الجزيرة الفراتية|الجزيرة السورية]] و[[الموصل]] نحواً من مائة وعشرين ألف مقاتل، وبعث من أهل [[مصرعبد الفتاح السيسي]] و[[تونس|أفريقية]] ألف مركب في البحر عليهم [[عمر بن هبيرة]]، وعلى الناس كلهم اخوه مسلمة، ومعه ابنه داود بن سليمان بن عبد الملك في جماعة من أهل بيته، وذلك كله عن مشورة [[موسى بن نصير]].
 
ثم سار سليمان حتى نزل [[مرج دابق]] قرب [[حلب]]، فاجتمع إليه الناس أيضا من المتطوعة، فاجتمع له جند عظيم لم ير مثله، ثم أمر مسلمة ان يرحل بالجيوش واخذ معه اليون الرومي المرعشي، ثم ساروا حتى نزلوا على القسطنطينية، فحاصرها إلى أن برح بهم وعرض اهلها [[الجزية]] على مسلمة فابى إلا أن يفتحها عنوة، قالوا‏:‏ فابعث الينا إليون نشاوره، فارسله إليهم، فقالوا له‏:‏ رد هذه العساكر عنا ونحن نعطيك ونملكك علينا، فرجع إلى مسلمة، فقال‏:‏ قد اجابوا إلى فتحها غير انهم لا يفتحونها حتى تتنحى عنهم، فقال مسلمة‏:‏ اني اخشى غدرك، فحلف له ان يدفع إليه مفاتيحها وما فيها، فلما تنحى عنهم اخذوا في ترميم ما تهدم من اسوارها واستعدوا للحصار‏.
سطر 38:
وقد كان الجيش العربي جيد التجهيز، حسب المصادر العربية التي أفادت أن كميات هائلة من الإمدادات تراكمت في معسكرهم، وحتى قد جلبت محاصيل [[القمح]] لزرع وحصاد العام المقبل. فشلت البحرية العربية في حصار المدينة، ومع ذلك، يعني أن البيزنطيين أيضا يمكن أن ينجحوا في نقل الإمدادات. ، وكان الجيش العربي قد دمر بالفعل الضواحى [[تراقيون|التراقية]] خلال مسيرته، حيث كان لا يمكن الاعتماد عليها كى [[تستخدم علفا]]، وكان الأسطول العربي والجيش العربي الثاني، الذي يعمل في الضواحي الآسيوية في القسطنطينية، قادرا على جلب إمداداتا محدودة لجيش مسلمة .<ref>{{harvard citation no brackets|Lilie|1976|p=129}}; {{harvard citation no brackets|Treadgold|1997|p=347}}.</ref> وحيث إقترب الحصار من فصل الشتاء، فتحت المفاوضات بين الجانبين، وذكر على نطاق واسع من مصادر عربية ولكن تم تجاهلها من قبل المؤرخين البيزنطيين. ووفقا للمصادر العربية، واصل ليو لعب لعبة مزدوجة مع العرب. يدعي مصدر واحد أنه قد غرر بمسلمة وأدى إلى تسليم معظم إمدادات الحبوب له، في حين مصادر أخرى تقول أن القائد العربي كان قد إقتنع بحرقها تماما، وذلك حتى يرى سكان المدينة أنهم يواجهون هجوما وشيكا كى يحملهم ذلك على الاستسلام.<ref>{{harvard citation no brackets|Brooks|1899|pp=24–28, 30}}; {{harvard citation no brackets|Lilie|1976|p=129}}.</ref> كان شتاء عام 718 قاسيا للغاية. غطت الثلوج الأرض لأكثر من ثلاثة أشهر. وكما تناقصت الإمدادات في المعسكر العربي ، اندلعت مجاعة رهيبة حيث أضحى الجنود يأكلون خيولهم والجمال، وغيرها من الماشية، ولحاء وأوراق وجذور الأشجار. وقد أزالوا الثلوج من الحقول التي زرعوها لتناول البراعم الخضراء، ويقال أنهم لجأوا إلى [[أكل لحوم البشر]] وأكل البراز الخاص بهم. ونتيجة لذلك، دمر الجيش العربي من جراء الأوبئة. مع مبالغة كبيرة،المؤرخين ال[[لومبارديون|لومباردي]] [[بولس الشماس]] ذكر أن عدد موتاهم من الجوع والمرض قد بلغ 300،000 <ref>{{harvard citation no brackets|Brooks|1899|pp=28–29}}; {{harvard citation no brackets|Guilland|1959|pp=122–123}}; {{harvard citation no brackets|Mango|Scott|1997|p=546}}; {{harvard citation no brackets|Lilie|1976|pp=129–130}}; {{harvard citation no brackets|Treadgold|1997|p=347}}.</ref>
 
[[ملف:Greekfire-madridskylitzes1.jpg|250px|تصغير|يمين|alt=مصغرة من العصور الوسطى تظهر السفينة الشراعية المجهزة بقاذفة لهب على سفينة أخرى | تصوير لاستخدام مصغرة [[النار الإغريقية]] ، من '' [[تذهيب]] مدريد سكايليتزس ''الوضع]] بدا في التحسن في فصل الربيع عندما أرسل الخليفة [[عمر بن عبد العزيز]] (ص 717-720)، أسطولين جديدين لمساعدة المحاصرين ': 400 سفينة من [[مصرعبد الفتاح السيسي]] في ظل قائد اسمه سفيان و360 سفينة من [[إفريقية|أفريقيا]] تحت قيادة يزيد، كل السفن كانت محملة بالامدادات والأسلحة. وفي الوقت نفسه، بدأ جيش جديد يسير عبر آسيا الصغرى للمساعدة في الحصار ، وعندما وصلت الأساطيل الجديدة إلى [[بحر مرمرة]]، أبقت على مسافة من البيزنطيين ورست على الشاطئ الآسيوي. كان المصريون في خليج نيقوميديا قرب حي [[توزلا (حي)|توزلا]] والأفارقة جنوب خلقيدونية (في [[Küçükyalı|Satyros]]، [[مالتيب، اسطنبول|بريان]] و[[كارتال]] إيمان).كانت معظم طواقم الأساطيل العربية تتألف من [[أقباط|مسيحيين مصريين]]، ومع ذلك، فهم قد بدأوا ينضمون إلى البيزنطيين عند وصولهم.حيث قد تم إخطارهم من قبل المصريين عند قدومهم وجهزوا للتصرف حيال التعزيزات العربية. وأطلق ليو أسطوله في هجوم ضد الأساطيل العربية الجديدة.التي تعثرت بسبب انشقاق طواقمها، وعاجزة ضد النار الإغريقية، تم تدمير السفن العربية أو الإمساك بها جنبا إلى جنب مع الأسلحة والإمدادات التي كانوا يحملونها. كانت القسطنطينية الآن في مأمن من أي هجوم بحري.<ref>{{harvard citation no brackets|Guilland|1959|p=121}}; {{harvard citation no brackets|Mango|Scott|1997|pp=546, 548}}; {{harvard citation no brackets|Lilie|1976|p=130}}; {{harvard citation no brackets|Treadgold|1997|pp=347–348}}.</ref> على الأرض أيضا كان النصر حليف البيزنطيين : تمكنت القوات من كسر الجيش العربي المتقدم في ظل قائد اسمه مارداسان نتيجة لكمين وتدميره في التلال المحيطة ب[[صبنجة]]، جنوب نيقوميديا.<ref>{{harvard citation no brackets|Guilland|1959|p=122}};{{harvard citation no brackets|Mango|Scott|1997|p=546}}; {{harvard citation no brackets|Lilie|1976|pp=130–131}}; {{harvard citation no brackets|Treadgold|1997|p=348}}.</ref>
 
القسطنطينية يمكنها الآن تلقى الامدادات بسهولة عن طريق البحر، وذهب الصيادين في المدينة مرة أخرى إلى البحر، كما أن الأسطول العربي لم يبحر مرة أخرى.حيث لا يزال يعاني من الجوع والأوبئة، خسر العرب معركة كبرى ضد البلغار، الذين قتل، وفقا لثيوفانيس ، 22,000. ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت البلغار هاجموا معسكر العربي بسبب معاهدة مع ليو أو ما إذا كان العرب قد ضلوا في الأراضي البلغارية بحثا عن إمدادات، كما ذكرت مصادر سريانية ''[[تسلسل زمني]] 846 ''. يذكر [[ميخائيل السرياني]] أن البلغار قد شاركوا في الحصار من البداية، مع هجمات ضد العرب وهم يسيرون إلى تراقيا وفي وقت لاحق على مخيمهم ، ولكن هذا لا تؤيدها مصادر في أماكن أخرى.<ref>{{harvard citation no brackets|Canard|1926|pp=90–91}}; {{harvard citation no brackets|Guilland|1959|pp=122, 123}}; {{harvard citation no brackets|Mango|Scott|1997|p=546}}; {{harvard citation no brackets|Lilie|1976|p=131}}.</ref> ان الحصار فشل بشكل واضح، وأرسل الخليفة عمر أوامر إلى مسلمة على التراجع. بعد ثلاثة عشر شهرا من الحصار، في 15 آب 718، غادر العرب.وكان التاريخ يتزامن مع عيد [[رقاد والدة الإله]] (العذراء مريم)،التي إليها أرجع البيزنطيين إنتصارهم.حيث لم يتم أعاقة العرب المنسحبين أو الاعتداء عليهم لدى عودتهم، لكن خسر أسطولهم المزيد من السفن من جراء عاصفة في بحر مرمرة بينما إشتعلت السفن الأخرى بسبب رماد من بركان [[سانتوريني]]، وتم أسر بعض الناجين من قبل البيزنطيين، وادعى ثيوفانيس أن خمسة سفن فقط وجدت طريقها للعودة إلى سوريا.<ref>{{harvard citation no brackets|Mango|Scott|1997|p=550}}; {{harvard citation no brackets|Treadgold|1997|p=349}}.</ref> وتدعي مصادر عربية أن 150،000 من المسلمين لقوا حتفهم أثناء الحملة ، وهو الرقم الذي، وفقا للبيزنطي [[جون هالدون]] "، في حين أنه مبالغ فيه بالتأكيد، مع ذلك يعد مؤشرا على ضخامة الكارثة في مفاهيم العصور الوسطى".<ref>{{harvard citation no brackets|Haldon|1990|p=83}}.</ref>