عبد العزيز بن الحسن: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن التعديل 24131574 بواسطة 172.6.58.54 (نقاش)
وسم: رجوع
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.5
سطر 20:
تولى الخلافة بعد ابيه مولاي [[الحسن الأول بن محمد|الحسن الأول]] سنة [[1894]]م بعمر يناهز 14 سنة واستمرت سياسة الدولة على نفس نهج سياسة ابيه طوال 6 سنوات الأولى لأن السلطة الفعلية كانت [[الصدر الأعظم (المغرب)|للصدر الأعظم]] للدولة [[با حماد]]، بكون هذا الأخير واصي العرش من طرف السلطان مولاي الحسن لكن بعد موته سنة 1900م تبدل الوضع كليا، حيث شكلت هذه السنة منعطفا رئيسيا في سياسة الدولة، حيث لم يتمكن السلطان بحكم البلاد خصوصا أنه لم يعتد على ذلك، وسرعان ما [[بلاد السيبة|ثار عامة الناس في المدن والبادية]] ، زيادة على انغماس السلطان في حياة الترف وشراؤه لمختلف وسائل الشهوات بأثمنة خيالية، مما زاد حدة التوغل الاستعماري بسبب الديون المتراكمة.
== مسيرته ==
ولد المولى عبد العزيز سنة [[1298 هـ]] / [[1880]]م ، من أم [[شركس]]ية اسمها [[لالة]] رقية جلبها الحاج العربي بريشا التطواني أحد خاصة السلطان مولاي الحسن.<ref>[http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/5020 السلطان مولاي عبد العزيز بن الحسن العلوي ] حبوس، تاريخ الولوج 22 مارس 2014 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170903235947/http://www.habous.gov.ma:80/daouat-alhaq/item/5020 |date=03 سبتمبر 2017}}</ref> ويصفه الفرنسي "[[غابرييل فيري]]" في كتابه "[[في حميمية السلطان]]":<ref>[http://www.alhodhode.com/articles/6458/1/----/Page1.html مولاي عبد العزيز أغرب سلطان علوي حكم المغرب باللعب: جمع في قصره كل الغرائب: تلفون، تلغراف، سيارات، دراجات، قطار وأسلحة نارية وأجهزة تصوير] الهدهد، تاريخ الولوج 22 مارس 2014</ref> {{اقتباس|"كان مجرد مراهق كبير بدنيا طويل القامة له ملامح شخص قوي من دون أن يتوفر على العضلات الضرورية"}}
 
=== بيعته ===
قبيل وفاة السلطان [[الحسن الأول بن محمد|الحسن الأول]] وعند عودته من [[تافيلالت]] إلى [[مراكش]] عزل خليفته بالمدينة، وهو ابنه [[مولاي محمد]]، ويروي [[لويس أرنو]] في كتاب "[[زمن المحلات السلطانية]]" عن سبب عزله: {{اقتباس|": لما ثبت لديه من أفعال صدرت منه غير مرضية وأحوال استبدادية ومخالفته لأحكام شرعية.. وكان ابنه [[مولاي عمر]] حينئذ بفاس، وبعزل مولاي محمد قدم نجله الأعز لديه المولى عبد العزيز}}.
 
بعد عودة السلطان الحسن من مراكش، توجه لمدينة فاس، لكن وافته المنية بعد مرض ألم به في الطريق بمنطقة تادلة سنة 1894. فتكلف الحاجب السلطاني [[أحمد بن موسى البخاري]] المعروف ب «اباحماد» بزمام أمور البيعة وتنسيق حملة دعائية وسط القبائل كي تبايع الابن الأصغر المولى عبد العزيز.<ref>[http://www.hespress.com/histoire/157601.html هكذا استطاع الحاجب السلطاني "أبا حماد" حُكْمَ المغرب] [[هسبريس]]، [[- إسماعيل التزارني]]، تاريخ الولوج 22 مارس 2014 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170321002833/http://www.hespress.com:80/histoire/157601.html |date=21 مارس 2017}}</ref>
 
فكتم خبر وفاة السلطان باتفاق مع [[لالة رقية الشركسية]]، أم المولى عبد العزيز، وعندما وصلت المحال السلطانية إلى بلاد الشاوية، قرب مدينة [[سطات]]، جمع باحماد [[المخزن (المغرب)|الهيأة المخزنية]]، المكونة من كبراء الأسرة الحاكمة والوزراء وقواد الجيش، وأخبرهم بوفاة السلطان وبترشيح السلطان المتوفى لابنه الأصغر المولى عبد العزيز. ويرجع سبب كتمان باحماد خبر الوفاة، حسب [[علال الخديمي]] في كتاب "[[الحركة الحفيظية]]"، هو تجنب تعرض محلة السلطان لأي أذى وسط قبائل تادلة.
سطر 33:
أكمل المولى عبد العزيز بناء وتزيين [[متحف البطحاء|دار البطحاء]] سنة 1897م كإقامة صيفية معدة للاستقبالات الملكية مكملا بذلك ما بدأه والده المولى الحسن.
 
وطيلة وجود باحماد على رأس إدارة التشريفات الملكية، ظل المولى عبد العزيز داخل قصره، ورغم ظهوره أمام المغاربة في المناسبات الدينية والرسمية، كان باحماد هو من كان يحكم لوحده البلاد فعليا. توفي باحماد عام 1900م. ويوري الإنجليزي [[والتر هاريس]] أن المشيعون لجثمانه لاحظوا دموع السلطان وهو يبكي على رحيل حاجبه. وكان السلطان يبلغ من العمر وقتها عشرين سنة.<ref>[http://www.maghress.com/almassae/25275 حزن السلطان مولاي عبد العزيز على رحيل باحماد وعبيد القصر يستولون على ممتلكاته ] سعاد رودي، نشر في المساء يوم 10 - 07 - 2009 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170825080918/http://www.maghress.com:80/almassae/25275 |date=25 أغسطس 2017}}</ref>
 
=== المرحلة العزيزية ===
سطر 39:
بعد وفاة باحماد بدأت الفترة المعروفة ب«المرحلة العزيزية»، فيها تتبدل صورة السلطان الصغير المحجور عليه وهي مليئة بالأحداث، حيث خلف باحماد في الصدارة العظمى ابن عمه [[المختار بن عبد الله]]، الذي سرعان ما سيتم اقالته وتعيين مكانه [[فضول غرنيط]]، بإيعاز من [[المهدي المنبهي]]، الذي استأثر بزمام الأمور بعد وفاة باحماد، وسيَّرَ شؤون البلاد تحت الخفاء، ويعتبر المنبهي أول من بدأ بتهريب الأموال إلى أوروبا، حتى حرَّضَ عليه غرنيط وأقنع المولى عبد العزيز بإقالته.
 
كان المغرب يعيش أزمة مالية خانقة، وسط ندرة المداخيل وانتشار الجراد والمجاعة وتزايد حجم القروض الأوروبية، اضطر المولى عبد العزيز لفرض ضريبة "الترتيب"، التي فشل المولى الحسن في تطبيقها سابقا. عارض هذه الضريبة ذوي الإمتيازات من الشرفاء والمحميين والأجانب وقواد القبائل وعمالها، وتعزز رفض هؤلاء بمساندة العلماء الذين اعتبروا الضريبة غير شرعية. كانت ضريبة الترتيب تفرض كل سنة على حسب الملكيات والمواشي وعدد الأشجار، مقابل الإعفاء من الأعشار والزكاة والمكوس، وكانت تهدف إلى توحيد الضرائب. ونتج عن فشل ضريبة الترتيب حرمان خزينة الدولة من جزء كبير من مداخيلها بسبب إسقاط الضرائب القديمة والجديدة في آن واحد، مما زاد من تعميق الأزمة المالية في وقت كان فيه المخزن في أشد الحاجة إلى المال لمواجهة الأحوال الإقتصادية والسياسية المتدهورة، مما اضطرها إلى الإقتراض من الخارج وخاصة فرنسا، وقدم المخزن كضمانة تخصيص نسبة 60% من المداخيل الجمركية لتسديد هذه الديون.<ref>[http://www.histgeo.net/fichiers/alawiya_fichiers/maroc20.html#.Uy2G187EiQ4 المغرب في مطلع القرن العشرين الأوضاع الداخلية والإتجاه نحو فرض الحماية ] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170812063232/http://www.histgeo.net:80/fichiers/alawiya_fichiers/maroc20.html |date=12 أغسطس 2017}}</ref>
 
كان من بين مستشاريه القاضي [[عبد الله بن الهاشمي بن خضراء]]، والفقيه [[أبو الفيض الكتاني]]، الذي اتهم في البداية بالانحراف عن العقيدة ومحاولة الانقلاب على السلطة، فبرأه السلطان من تهمة الانقلاب، وتم اجراء [[مناظرة]] بين مجموعة من الفقهاء مع أبو الفيض الكتاني، انتهت بتبرئته مما نسب إليه، وأصبح بعد هذه المناظرة مستشارا للسلطان. كما كانت تربط أسرة الكلاوي علاقة قوية بين السلطان مولاي عبد العزيز، حيث شارك الأخوين [[المدني الكلاوي]] و[[التهامي الكلاوي]] في «الحركات المخزنية» لقمع [[بلاد السيبة|القبائل المتمردة]].
سطر 46:
 
=== السياسة الخارجية ===
اتبع مولاي عبد العزيز خطة والده في سياسته الخارجية وهي مقاومة التدخل والمحافظة على الاستقلال والتخفيف مما يضر به من الالتزامات الدولية، حيث بعث عدة سفارات للخارج، منها السفارة التي بعثها [[إسبانيا|للإسبانيا]] سنة 1895م للمذاكرة حول معاهدة كانت ممضية بين الدولتين وفي نفس السنة بعث سفارة لإنجلترا لاستخلاص مرسى [[طرفاية]].<ref>[http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/926 العلاقة الديبلوماسية المغربية في عهد الدولة العلوية الشريفة -3- دعوة الحق العدد 39 ] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171006111834/http://habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/926 |date=06 أكتوبر 2017}}</ref>
 
وفي وسط الظروف الحرجة التي كان يعيشها المغرب قرر مولاي عبد العزيز توجيه سفراء مندوبين لعواصم أوروبا لطلب المساعدة من فرنسا وإنجلترا وألمانيا، وذلك للقضاء على الثورات، ولهذا الغرض سافر وزير الحربية آنذاك المهدي المنبهي لإنجلترا، ومعه [[عبد الرحمن بركاش]] و[[الزبير سكيرج]] وبوستة وعقد معها شروطا رسمية تحتوي على أربعة فصول، وسافر أيضا [[عبد الكريم بن سليمان]] وزير الخارجية آنذاك إلى فرنسا و[[روسيا]] و[[ألمانيا]].