المسيحية والسياسة: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة مصدر غير مقبول
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.5 (تجريبي)
سطر 1:
[[ملف:Nicaea icon.jpg|يسار|240بك|thumb|[[أيقونة]] بيزنطية تظهر [[قسطنطين الأول]] محاطًا ب[[البطريرك|البطاركة]] و[[أسقف|الأساقفة]] في [[مجمع نيقية|مجمع نيقية الأول]] ويمسكون [[قانون الإيمان]] الذي صاغة المجمع.]]
'''المسيحية والسياسة''' شكلت حياة وتعاليم [[يسوع]] والتي مصادرها الرسميّة [[الكتاب المقدس]] أساس عقيدة المسيحية، وأحد أهم المؤثرات على [[الحضارة الغربية]] بمختلف فروعها، سيّما [[وصايا عشر|الوصايا العشرة]].<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/134169/constitution/22052/Influence-of-the-church الكنيسة والقانون من الموسوعة البريطانية (بالإنكليزية).] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111227061241/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/134169/constitution/22052/Influence-of-the-church |date=27 ديسمبر 2011}}</ref><ref>[http://www.faithfacts.org/christ-and-the-culture/the-bible-and-government الكتاب المقدس والسياسية (بالإنكليزية)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170731010619/http://faithfacts.org:80/christ-and-the-culture/the-bible-and-government |date=31 يوليو 2017}}</ref>
== تاريخ ==
=== من عصر الاضطهاد إلى الديانة الرسمية ===
سطر 14:
 
بعد سقوط [[روما]] أصبحت [[البابوية]] مصدر استمراري للسلطة وسيطرت على المسائل العسكرية؛ قام البابا غريغوري الكبير بإصلاحات صارمة في إدارة الكنيسة، وبرز كمحامي روماني ومسؤول، وراهب، ومثل التحول من الكلاسيكية إلى آفاق [[القرون الوسطى]]، وكان أبًا لكثير من الهياكل التابعة للكنيسة الكاثوليكية في وقت لاحق. وفقًا [[الموسوعة الكاثوليكية|للموسوعة الكاثوليكية]]، فإنه تطلع إلى الكنيسة والدولة كوحدة مشتركة، ولكنها عملت في مجالين متميزين، الكنسية والعلمانية والإكليريكية، وبحلول وقت وفاته، كانت البابوية قوة عظمى في [[إيطاليا]]:
{{اقتباس|البابا غريغوري الكبير جعل من نفسه في [[إيطاليا]] أقوى من قوة الإمبراطور أو حاكم الولاية، وأنشأ نفوذ سياسي الذي سيطر على شبه الجزيرة لقرون عديدة. من هذا الوقت توجهت أنظار السكان المتنوعين في [[إيطاليا]] إلى [[البابا]]، وواصلت [[روما]] عاصمة [[البابوية]] لتكون مركز [[العالم المسيحي]].<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/06780a.htm CATHOLIC ENCYCLOPEDIA: St. Gregory the Great<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170715234302/http://www.newadvent.org:80/cathen/06780a.htm |date=15 يوليو 2017}}</ref>}}
 
ارتبطت أيضًا بعض الكنائس [[المسيحية الشرقية]] في السياسية، فمثلًا حصلت كل من سلالة السليمانيون في [[إثيوبيا]] وأسرة بجرتيوني في [[جورجيا]] على الشرعية من [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] و[[الكنيسة الجورجية الرسولية الأرثوذكسية]]، باعتبارهم من سلالة الملك [[داود]] و[[سليمان]]،<ref>A. K. Irvine, "Review: The Different Collections of Nägś Hymns in Ethiopic Literature and Their Contributions." ''Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London''. School of Oriental and African Studies, 1985.</ref> فأرتبطت الكنيسة والدولة ارتباطًا وثيقًا في كل من [[إثيوبيا]] و[[جورجيا]].<ref>{{مرجع ويب | العنوان=Georgia. | العمل=[[موسوعة بريتانيكا]] Premium Service | المسار=http://wwwa.britannica.com/eb/article-44321 | تاريخ الوصول=2006-05-25}}</ref>
سطر 58:
{{مفصلة|إصلاح بروتستانتي|فتح القسطنطينية|الحرب الأهلية الإنجليزية|الثورة الفرنسية|نابليون الأول|علمانية|اتفاقية لاتران}}
[[ملف:Prise de la Bastille.jpg|يسار|250بك|thumb|'''اقتحام [[سجن الباستيل]]'''، كان [[الثورة الفرنسية|للثورة الفرنسية]] دور في القضاء على النفوذ الديني.]]
شهدت مرحلة [[عصر النهضة]] [[بروتستانتية|الإصلاح البروتستاني]] في [[ألمانيا]] على يد [[مارتن لوثر]]،<ref>[http://www.saaid.net/feraq/mthahb/66.htm البروتستانت] صيد الفوائد، 28 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180121184238/http://www.saaid.net/feraq/mthahb/66.htm |date=21 يناير 2018}}</ref> إذ انتقد [[مارتن لوثر]] الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وفي مقدمة ما انتقد قضية [[صكوك الغفران]]، وشراء بعض المناصب العليا في الكنيسة و[[محسوبية|المحسوبية]] إضافة إلى ظهور ما يشبه "عوائل مالكة" تحتفظ [[الكرسي الرسولي|بالكرسي الرسولي]] مثل آل بورجيا.<ref>[http://www.edu-prog.com/folder7/16.htm آل بورجيا]</ref> ظهرت فيما بعد عدد من المذاهب البروتستانتية والتي ارتبطت مع الدولة التي نشأت بها، مثل [[لوثرية|المذهب اللوثري]] في [[النرويج]] و[[دنمارك|الدنمارك]] و[[أنجليكانية|الكنيسة الأنجليكانية]] في [[إنكلترا]] حيث يكون {{المقصود|الملك|الملك}} رأس الكنيسة،<ref>[http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=4924.0 الخلافات بين الكنائس البروتستانتية بعضها ببعض] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141101031159/http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=4924.0 |date=01 نوفمبر 2014}} </ref> فهي تجعل من الملك رئيسًا لهذه الكنيسة بدلاً من البابا، وغالبًا ما تكون سلطة الملك فخرية في حين يتولى رئيس أساقفة معين من قبل الملك شؤون الإدارة الفعلية.<ref>تعتبر الكنيسة الإنجليكانية واحدة من هذه الكنائس، انظر [http://www.bokra.net/article.aspx?id=520717 ماذا تعرف عن الكنيسة الانجليكانية؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150701111926/http://www.bokra.net/article.aspx?id=520717 |date=01 يوليو 2015}}</ref> ونجح [[جان كالفن]] مؤسس [[كالفينية|الكالفينية]] بتشكيل حكومة [[ثيوقراطية]] في [[جنيف]] عرفت بنظامها المتشدد، إذ اعتبر كالفن [[الكتاب المقدس]] بأنه المرجعية الأولى ذات الشرعية والسلطة والتي يجب أن تخضع لها السلطات الأرضية. كما أسس الراهب الدومينيكاني [[جيرولامو سافونارولا]] حكومة [[ثيقراطية]] في [[فلورنسا]] مميزًا أيّاها بأنها «جمهورية مسيحية ودينية» بعد صراع مع آل [[ميديشي]] وانتقال السلطة اليه.<ref>[http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=288825&eid=826 سافونارولا (1453- 1498) الدولة والدين]</ref>
 
عام [[1453]] استطاعت [[الدولة العثمانية]] [[فتح القسطنطينية]] وسقطت [[الإمبراطورية البيزنطية]]،<ref name="الكنيسة والعلم سابع">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص. 379</ref> وتحول ثقل {{المقصود|الكنيسة الأرثوذكسية|الكنيسة الأرثوذكسية}} إلى [[روسيا]]؛ و[[روسيا]] كانت [[أرثوذكسية|الكنيسة الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية، فقد أعاد الأباطرة الروس من أسرة [[رومانوف]] الثنائية التقليدية في قيادة الكنيسة بينهم وبين البطاركة،<ref>[http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247:patriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm تاريخ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180121071914/http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247:patriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm |date=21 يناير 2018}}</ref> وأصبحت [[روسيا]] قائدة العالم الأرثوذكسي.
 
وظهر في هذه الفترة مبدأ "الحق الإلهي" من قبل الملوك لتبرير الحكم المطلق، يجة لاعتماد العهد القديم من الكتاب المقدّس كمرجعية للحكم، وبالذات نموذج "الملكية الداودية"، ووراثة [[سليمان]] العرش عن والده [[داود]]، كما تقوى هذا المفهوم بمبدأ "الملك أبداً لا يموت"، فما أن يموت الملك الحالي تنتقل الملكية رأسًا إلى الأول في ترتيب وراثة العرش من بعده، وحماية هذا المبدأ تطلّبت منع الملوك من محاولة تعديل نظام الترتيب هذا.<ref>[https://raseef22.com/politics/2017/07/01/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%B4-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85/ ماذا تعرفون عن وراثة العرش في النظم الملكية؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171116022629/https://raseef22.com/politics/2017/07/01/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa%d8%b9%d8%b1%d9%81%d9%88%d9%86-%d8%b9%d9%86-%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%b4-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%85/ |date=16 نوفمبر 2017}}</ref> ومن هؤلاء [[لويس الرابع عشر]] الذي زعم أن سلطته الممنوحة له من الله لا حقّ لأحد من رعاياه حدها. كما حاول [[جيمس الأول]] و{{المقصود|تشارلز الأول|تشارلز الأول}}، ملوك إنجلترا، استيراد هذا المبدأ وعليه نمت المخاوف بأن تشارلز الأول بصدد تأسيس حكم استبدادي، وتمخضت تلك المخاوف باندلاع [[الحرب الأهلية الإنجليزية]]. كما وصل رجال دين مناصب هامة وخطيرة في الدول الأوروبية مثل الكاردينال [[ريشيليو]] الذي كان وزير الملك الفرنسي [[لويس الثالث عشر]] و[[كاردينال|الكاردينال]] [[جول مازاران]] وكان رئيس الوزراء في عهد [[لويس الرابع عشر]].
[[ملف:Gallegocatholicmonarchs.jpg|يمين|250بك|thumb|'''[[الملكان الكاثوليكيان]]'''، [[فرناندو الثاني]] و[[الملكة إيزابيلا الأولى]].]]
 
خلال [[القرن الثامن عشر]] نضجت الأفكار [[قومية|القومية]] و[[إلحاد|الإلحادية]] في أوروبا، وتزامنت مع تجربتين لهما عميق التأثير في المسيحية: التجربة الأولى ممثلة بقيام [[الولايات المتحدة الإمريكية]] سنة [[1789]]: كانت الولايات المتحدة مزيجًا من طوائف [[بروتستانتية]] عديدة لا تنظمها سلطة مركزية، لذلك فقد كان اعتماد إحدى هذه الطوائف دينًا للدولة أو لإحدى الولايات سيؤدي إلى مشاكل عديدة تؤثر على حالة [[فدرالية|الاتحاد الفدرالي]] لذلك كان لا بدّ من فصل الدين عن الدولة، وبالتالي كان الدين السبب الرئيس في خلق أول [[جمهورية]] [[علمانية]]،<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.102</ref> لقد وجد [[المسيحيون]] الأمريكيون، النظام الجديد بما يتيحه من حرية إنجاز [[الله]] تمامًا كما حصل مع [[موسى]] و[[داوود]] وفق [[الكتاب المقدس]]، فرغم علمانيتهم ظل الإمريكيون مخلصين لمسيحيتهم؛<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.103</ref> كذلك فحسب [[الموسوعة البريطانية]] فقد تأثر [[الآباء المؤسسون للولايات المتحدة]] عند كتابة [[دستور الولايات المتحدة]] من تعاليم [[الكتاب المقدس]] والقيم المسيحية؛<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/1272214/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity الآباء المؤسسيين والمسيحية، الموسوعة البريطانية] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150502190746/http://www.britannica.com:80/EBchecked/topic/1272214/The-Founding-Fathers-Deism-and-Christianity |date=02 مايو 2015}}</ref> التجربة الثانية كانت [[الثورة الفرنسية]] سنة [[1789]] والتي قامت تحت شعار [[حقوق الإنسان]] و[[علمانية|فصل الدين عن الدولة]]، لكن التجربة الفرنسية وعلى عكس التجربة الإمريكية كانت هجومية ومضادة للكنيسة فقد تم مصادرة أملاك الأوقاف بما فيها الكنائس والأديرة وإخضاعها لسلطة الدولة الفرنسية، كما واحتلّ [[نابليون الأول]] [[إيطاليا]]، وثبتت الاتفاقية الموقعة بينه وبين [[الكرسي الرسولي]] سنة [[1801]] وبكذلك فقد أصبح تعيين الأساقفة والكهنة وإدارة شؤونهم بيد السلطات الفرنسية وليس بيد [[الفاتيكان]].<ref>انظر [http://www.civilizationstory.com/civilization/ تاريخ الحضارة] المجلد الحادي عشر، الكتاب الأول، الفصل الأول. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170717103352/http://www.civilizationstory.com:80/civilization/ |date=17 يوليو 2017}}</ref>
[[ملف:Billy Graham bw photo, April 11, 1966.jpg|يسار|200بك|thumb|[[بيلي غراهام]]، دعي بواعظ [[البنتاغون]] وهو من رموز [[محافظون جدد|المحافظون الجدد]].]]
 
وخلال فترة [[قومية|عصر القوميات]] تنامت فكرة القومية الإيطالية منذ عام [[1814]]،<ref>[http://forums.2dab.org/showthread.php?t=25337 الوحدة الإيطالية]، موقع أدب، 28 تشرين أول 2010.</ref> ومع تفاقم عقيدة القومية الإيطالية أدت في النهاية إلى سيطرة [[مملكة إيطاليا|المملكة الإيطالية]] على [[الدولة البابوية]] عام [[1870]] مع تخلي فرنسا عن مواقعها في [[روما]] مما سمح للمملكة الإيطالية بملء الفراغ وانتزاع [[الدولة البابوية]] من السيادة الفرنسية. رغم ذلك فإن الفاتيكان والمباني المحيطة به ظلت ذات حكم خاص في ظل هذا الوضع الذي دعي به البابوات بشكل مجازي "سجناء روما"؛ واستمرت العلاقة بشكل غير منظم قانونيًا حتى عام [[1929]] حين أبرمت اتفاقيات لاتران الثلاثة، التي أوجدت الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، ونظمت التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني بين إيطاليا والفاتيكان.
 
كانت [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]] مؤسسة قوية في [[الامبراطورية الروسية]]، وأرتبطت بالأسرة الحاكمة، وشكّل النفوذ المتزايد للقس [[غريغوري راسبوتين]] أحد الأسباب التي سببت قيام [[الثورة الروسية]] عام [[1917]]. أدى قيام [[شيوعية|الشيوعية]] سنة [[1917]] إلى تأثير سلبي على {{المقصود|الكنيسة الأرثوذكسية|الكنيسة الأرثوذكسية}}،<ref>[http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 الكنيسة الروسية خارج الحدود]، شبكة القديس سيرافيم، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180121072027/http://www.serafemsarof.com/mag/index.php?option=com_content&task=view&id=308&Itemid=87 |date=21 يناير 2018}}</ref>. وقادت الكنيسة الكاثوليكية، خلال حبرية [[يوحنا بولس الثاني]] معارضة عالمية ضد الشيوعية انتهت بانهيار [[الاتحاد السوفيتي]].<ref>[http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 البابا يوحنا بولس الثاني: أدوار ومهمات]، موقع الأسر، 24 كانون الأول 2010. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20111226065605/http://alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=6516 |date=26 ديسمبر 2011}}</ref>
 
لعبت المسيحيّة دورًا هامًا في إحياء الأفكار الوطنية ودفع التطور في دول [[الشرق الأقصى]]، مثلًا لعبت الكنيسة المشيخية في [[تايوان]] دورًا سياسيًا هامًا من خلال دعهما للحركة الديمقراطية في تايوان وإنتمت العديد من العائلات السياسيّة العريقة في تايوان للكنيسة المشيخية. ولعبت [[مدرسة مسيحية|المدارس المسيحية]] في [[كوريا الجنوبية]] دورًا بارز في تقوية الوعي الوطني بين الشعب الكوري.
[[ملف:Whole Monaco.jpg|يمين|200بك|thumb|'''[[إمارة موناكو]]'''، وهي من الدول التي لا تزال تتخذ المسيحية [[دين رسمي]].]]
لا تزال المسيحية تلعب دور سياسي مؤثر في المجتمعات الغربية ففي [[الولايات المتحدة]] مثلًا استطاع اليمين الانجيلي منذ سبعينات القرن الماضي السيطرة على {{المقصود|الحزب الجمهوري|الحزب الجمهوري}} وكان مسؤولاً عن تحديد [[رئيس الجمهورية]] منذ [[جيمي كارتر]] عام [[1976]]، حتى [[جورج بوش الابن]] سنة [[2000]].<ref>مجلة [http://www.newsweek.com/ نيوزويك]، 16 تشرين ثاني 2006، أزمة هوية انجيلية، ليزا ملير، ص.36 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180209043320/http://www.newsweek.com/ |date=09 فبراير 2018}}</ref> وفي [[أمريكا اللاتينية]] من خلال [[لاهوت التحرير]]، ناضلت [[الكنيسة الكاثوليكية]] من أجل [[عدالة اجتماعية|العدالة الاجتماعية]] والقضاء على الفقر و[[الديكتاتورية]] والدفاع عن المظلومين. أما في [[أوروبا]] فالاحزاب الديموقراطية المسيحية وهي أحزاب ذات خلفية كاثوليكية، تلعب دور فعال في السياسة الأوروبية وقد نشأت أولًا في [[بلجيكا]] وسرعان ما انتشرت في كافة أرجاء أوروبا،<ref>[http://www.project-syndicate.org/commentary/mueller2/Arabic من الديمقراطية المسيحية إلى الديمقراطية الإسلامية؟] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20110824032443/http://www.project-syndicate.org:80/commentary/mueller2/Arabic |date=24 أغسطس 2011}}</ref> ولعل أبرز الأحزاب المسيحية هو [[الاتحاد الديمقراطي المسيحي]] في [[ألمانيا]] الذي يشترك في الائتلاف الحاكم مع [[الحزب الديمقراطي الحر]] منذ عام [[2009]]. ومن جماعات [[ضغط سياسي|الضغط السياسي]] المسيحية في [[الاتحاد الأوروبي]] [[أوبوس داي]] وسانت إيجيديو.<ref>[http://www.mondiploar.com/article1754.html?PHPSESSID=c803379ab235de197eaa8afbb4ed0c5c تحت ضغط الكنائس]</ref> كذلك فقد كان للكنيسة [[الكاثوليكية]] نفوذ سياسي واجتماعي وثقافي قوي في [[كيبك]] في [[كندا]] حتى عام [[1960]] مع بداية الثورة الهادئة. أما في [[قبرص]] فقد ترأس المطران [[مكاريوس الثالث (قبرص)|مكاريوس الثالث]] رئيس وكبير أساقفة [[الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية]] كأول رئيس [[قبرص|لقبرص]] المستقلة من عام [[1955]] وحتى وفاته عام [[1977]]. وفي [[اليابان]] ترأس سبعة مسيحيين منصب [[رئيس وزراء اليابان]] مما يعكس تأثيرهم على المجتمع.
 
اليوم فإن غالِبيّة الدول التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية، تَتَّبَنّى [[دولة علمانية|النظام العلماني]] حيث يتم دعم الفكرة من تعاليم [[الكتاب المقدس]]: «أعْطُوُا إِذَاً مَا لِقَيْصَرْ لِقَيْصَرْ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ»<ref>لوقا 20/25</ref>، ومع ذلك فالديانة المسيحية هي [[دين الدولة]] في عدة بلدان حيث أنّ المسيحية هو {{المقصود|المعتقد الديني|دين}} الرسمي الذي تتخذه هذه الدول عادةً في دساتيرها بشكل رسميّ وهذه الدول: [[الأرجنتين]] و[[موناكو]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]]، و[[أرمينيا]] حيث المذهب السائد هو [[كنيسة الأرمن الأرثوذكس|الأرثوذكسية المشرقية الأرمنية]] و[[اليونان]] حيث المذهب السائد هو [[الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية]]، وعدد آخر من الدول. هناك العديد من بلدان أخرى، مثل [[قبرص]] و[[عالم إسلامي|الدول الإسلامية]]، التي وإن كانت لا تملك كنيسة رسمية، لا تزال تعطي اعترافاً رسمياً إلى مذاهب مسيحية مُحَددّة.