المسيحية في البوسنة والهرسك: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.5 (تجريبي)
سطر 7:
وصلت [[المسيحية]] إلى [[البوسنة والهرسك]] خلال [[القرن الأول]] الميلادي، كتب [[بولس الطرسوسي]] في [[رسالة إلى أهل روما|رسالته إلى أهل روما]] أنه جلب الإنجيل ورسالة [[يسوع]] إلى منطقة [[إيليريا]]. ويذكر أنَّ [[جيروم]] الذي كلفه البابا بإنجاز ترجمة للأناجيل من ال[[آرامية]] و[[عبرية|العبرية]] إلى [[لاتينية|اللاتينية]]، ولد في مدينة ستريدون الواقعة في البوسنة. وفقًا للتقاليد المسيحية يُعتقد أنَّ أصول هذه الديانة تعود إلى [[بولس الطرسوسي]] أو تلامذته.
 
بعد [[مرسوم ميلانو]] انتشرت المسيحية بسرعة في المنطقة. وأستقر معظم المسيحيين والأساقفة من منطقة البوسنة والهرسك الحالية حول منطقتين حضريين وهي سالونا وسيرميوم. وتأسست العديد من الأبرشيات المسيحية المبكرة في القرن الرابع والخامس والسادس. وذُكر اسم أندريجا أسقف بيستو في سينودس المقام في مدينة سالونا بين عامي [[530]] و[[533]]؛ وربما كان للمطران أندريجا مقعد في البلدية الرومانية بيستو نوفا، بالقرب من [[زينيتسا]]. وقرر المجمع في سالونا إنشاء أبرشية جديدة دعيت بإسم ''أبرشية بيستو فيتوس''، وتم فصلها عن أبرشية بيستو نوفا. وتم تأسيس عدد من أبرشيات في الجنوب ومن ضمنها كان كل من [[كونييتش (بلدة)|كونييتش]]، وسارسنتيروم، ودلمينيوم، وبالوي ولوسينيوم.<ref>[http://www.newadvent.org/cathen/02694a.htm Catholic Encyclopedia:Bosnia and Herzegovina] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170620141648/http://www.newadvent.org:80/cathen/02694a.htm |date=20 يونيو 2017}}</ref>
 
=== العصور الوسطى ===
سطر 21:
=== الحكم العثماني ===
[[ملف:Ivan franjo jukic.jpg|تصغير|يسار|200px|إيفان فرانجو جوكيتش؛ راهب [[فرنسيسكان|فرنسيسكاني]] ترك علامة فارقة على التاريخ الثقافي للبوسنة.]]
اتسمت الفتوحات العثمانية للبوسنة والهرسك بظهور عهد جديد في تاريخ تلك الدولة وحدوث تغييرات جذرية في الوضع السياسي والمشهد الثقافي في المنطقة. مع أن العثمانيين أنهوا تلك المملكة وقضوا على الكثير من الأمراء، إلا أنهم سمحوا للبوسنة بالحفاظ على هويتها عن طريق إدراجها كمقاطعة لا تتجزأ من [[الدولة العثمانية]] مع البقاء على اسمها التاريخي وسلامة أراضيها، وهي حالة فريدة من بين دول البلقان التي خضعت لهم.<ref name="Riedlmayer">Riedlmayer, Andras (1993). [http://www.kakarigi.net/manu/briefhis.htm A Brief History of Bosnia-Herzegovina]. The Bosnian Manuscript Ingathering Project. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160303193852/http://www.kakarigi.net/manu/briefhis.htm |date=03 مارس 2016}}</ref> تعهد السلطان [[محمد الفاتح]] بحماية أبناء الطوائف المسيحية الأرثوذكسية، وعلى غرار الكنائس الأرثوذكسية في السلطنة العثمانيَّة، حُظيت [[الكنيسة الصربية الأرثوذكسية]] بدعم من [[الدولة العثمانية]]. وقَدِم مع العثمانيين عددًا كبيرًا من المسيحيين الأرثوذكس إلى البوسنة، بما في ذلك الأفلاق من شرق البلقان. كما ساعد تحول أتباع الكنيسة البوسنية على انتشار الأرثوذكسية الشرقية. في وقت لاحق، المناطق التي تركها الكاثوليك خلال الحروب العثمانية الهابسبورغية تم استيطانها من قِبل المسلمين والمسيحيين الأرثوذكس.<ref name=Velikonja/> وكان النظام العثماني يُفَّضل الكنيسة الأرثوذكسية على الكاثوليكية، وشجع على تحول الكاثوليك إلى الأرثوذكسية بسبب النفعية السياسية، في حين أنَّ التسلسل الهرمي الأرثوذكسي خضع للسلطان العثماني، كان يُشتبه في أن الكاثوليك يتآمرون مع إخوتهم خارج حدود السلطنة العثمانية.<ref name=Fine/>
 
وفي حين سُمح للكاثوليك البوسنيين فقط بإصلاح المواقع المقدسة القائمة، بدأ بناء واسع النطاق للأديرة والكنائس الأرثوذكسية في جميع أنحاء البوسنة منذ عام [[1515]]. وعاد الكهنة الأرثوذكسي بالإقامة في [[سراييفو]] منذ عام [[1489]]، وتم بناء أول كنيسة أرثوذكسية في المدينة بين عامي [[1520]] وحوالي [[1539]]. وبحلول عام [[1532]]، كان للمسيحيين الأرثوذكس البوسنيين أسقف خاص بهم يقيم في العاصمة، وقد تولى الإقامة الرسميَّة في [[سراييفو]] في عام [[1699]]. وبحلول نهاية [[القرن الثامن عشر]]، كان لمتروبوليتان البوسنة السلطة على الأساقفة الأرثوذكس في [[موستار]]، وزفورنيك، ونوفي بازار وسراييفو. وعلى الرغم من نظرة السلطنة العثمانية للكاثوليك الأ أن الحكومة العثمانية اعترفت فقط ببعض المجتمعات الكاثوليكية، لا سيَّما في المدن الكبيرة والتي حوت طبقة من التجار الكاثوليك النافذين. وأصدرتها السلطات فرمنات، ووثائق هوية تضمن لهم حرية التنقل، وحرية ممارسة الطقوس الدينية، والإعفاء من الضرائب لمن يعيشون على الأعمال الخيرية.
سطر 53:
عرفت البوسنة بتنوعها الثقافي والديني التقليدي، مع أتباع [[الإسلام في البوسنة والهرسك|الإسلام]]، و[[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الأرثوذكسية]]، و[[اليهودية]] و[[الكنيسة الكاثوليكية|الكاثوليكية]] الذين تعايشوا هناك لقرون.<ref>Malcolm, Noel. ''Bosnia: A Short History'' ISBN 0-8147-5561-5.</ref> نظرًا لتاريخ عاصمتها الطويل والغني من التنوع الديني والثقافي، سميت [[سراييفو]] في بعض الأحيان "قدس أوروبا" أو "قدس البلقان". حتى وقت متأخر من القرن العشرين، كانت المدينة الأوروبية الكبرى الوحيدة التى كانت تضم [[المسجد]]، و[[الكنيسة]] الكاثوليكية، والكنيسة الأرثوذكسية والكنيس اليهودي داخل الحي نفسه.<ref>{{مرجع كتاب |العنوان= Bosnia: A Short History [Paperback] |الأخير= Malcolm |الأول= Noel |وصلة المؤلف= |سنة= 1996 |الناشر= NYU Press |مكان= London |الرقم المعياري= 978-0-8147-5561-7 |الصفحة= 107 |الصفحة= 364 |مسار= |تاريخ الوصول=9 May 2012}}</ref> لكن في ظل [[التطهير العرقي]] الواسع النطاق الذي رافق [[الحرب البوسنية|الحرب في البوسنة والهرسك (1992 – 1995)]]، اضطرت أعداد كبيرة من مسلمي البوسنة ([[البوشناق]]) والكروات البوسنيين إلى الفرار من منازلهم وتم طردهم على يد صرب البوسنة؛<ref name="Foreign Relations 1992">Committee on Foreign Relations, US Senate, ''The Ethnic Cleansing of Bosnia-Hercegovina'', (US Government Printing Office, 1992)</ref> كما نفذ بعض الكروات البوسنيين حملة مماثلة ضد البوسنيين المسلمين والصرب. وكذلك قام مسلمو البوسنة بأعمال مماثلة ضد الكروات، ولا سيما في وسط البوسنة.<ref name="Vox">{{مرجع ويب |المسار=http://www.studiacroatica.org/anatomy/anatomy13.htm|العنوان=Studia Croatica:ANATOMY OF DECEIT, by Jerry Blaskovich, M.D.|تاريخ الوصول=2013-03-31 |الناشر=[[حقوق التأليف والنشر|©]] 1997 Jerry Blaskovich}}</ref> ومع ذلك، كان نطاق الجرائم التي ارتكبها الكروات البوسنيون والبوسنيون المسلمون أقل بكثير من تلك التي ارتكبها صرب البوسنة.
[[ملف:Evstafiev-bosnia-sarajevo-woman-cries-at-grave.jpg|تصغير|يسار|200px|امرأة تنحي في مقبرة الأسد في [[سراييفو]] عام [[1992]].]]
وشهدت [[الحرب البوسنية]] تدمير المباني الدينية الرومانية الكاثوليكية في الحرب البوسنية (1992-1995) على يد الصرب والمسلمين، على سبيل المثال تضرت 169 كنيسة و49 من بيوت الكهنة وسبعة أديرة من قبل المتطرفين المسلمين. بالمقابل تضررت 411 كنيسة و177 من بيوت الكهنة و23 دير على يد المتطرفين الصرب.<ref>[http://www.slobodanpraljak.com/materijali/PUBLIKACIJE%20O%20RATU/SRUSENI%20I%20DEVASTIRANI%20KATOLICKI%20OBJEKTI%20OD%20NEKIH%20POSTROJBI%20ABiH%201991.-1995/SRUSENI_I_DEVASTIRANI_KATOLICKI_OBJEKTI_OD_NEKIH_POSTROJBI_ABiH_1991.-1995.pdf www.slobodanpraljak.com] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171213224622/http://slobodanpraljak.com/materijali/PUBLIKACIJE%20O%20RATU/SRUSENI%20I%20DEVASTIRANI%20KATOLICKI%20OBJEKTI%20OD%20NEKIH%20POSTROJBI%20ABiH%201991.-1995/SRUSENI_I_DEVASTIRANI_KATOLICKI_OBJEKTI_OD_NEKIH_POSTROJBI_ABiH_1991.-1995.pdf |date=13 ديسمبر 2017}}</ref> وقد ساعدت زيارة [[البابا يوحنا بولس الثاني]] في [[23 يونيو]] من عام [[2003]] لمنطقة البوسنة والهرسك في لفت انتباه الكاثوليك في جميع أنحاء العالم إلى الحاجة إلى إعادة بناء الكنيسة الكاثوليكية في البوسنة؛<ref name="zenit.org">[http://www.zenit.org/article-7602?l=english Pope's Trip Helped Highlight the Plight] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20120218214505/http://www.zenit.org/article-7602?l=english |date=18 فبراير 2012}}</ref> وكان تدمير الكنائس والمصليات واحدًا من أكثر الجروح وضوحًا من [[الحرب البوسنية]].
 
مع إنتهاء الحرب في التسعينات من القرن الماضي نالت [[البوسنة والهرسك]] استقلالها، وعلى الرغم من أن الدين لا يلعب إلا دورًا طفيفًا في الحياة اليومية للجماعات العرقية في البوسنة والهرسك اليوم، فإن القوالب النمطية لا تزال قائمة إلى حد ما، وهي أن [[الصرب]] هم من [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكس]] و[[الكروات]] هم من [[الكاثوليك]] و[[المسلمين]] هم من [[البوشناق]]؛ ف حين أن ال[[بوشناق]] الأصليين الذين ظلوا على [[المسيحية]] ولم يتحولوا إلى [[الإسلام]] أندمجوا مع السكان من أصول صربيَّة أو كرواتيَّة، مما ساعد على تفسير المزيج الإثني الواضح في البوسنة والهرسك. ومع ذلك، لا يزال هناك عدد قليل من الأفراد الذين ينتهكون النمط المذكور وممارسة الديانات الأخرى بنشاط، وغالبًا بسبب التزاوج.<ref>Gaši, Ašk, Melamisufism i Bosnien, ''En dold gemenskap'', Lund Studies in History of Religions. Volume 27., p. 38. Department of History and Anthropology of Religions, Lund University, Lund, Sweden</ref>
سطر 61:
=== الأرثوذكسية الشرقية ===
[[ملف:Saborna Crkva Rođenja Presvete Bogorodice - panoramio (3).jpg|thumb|200px|يسار|الكاتدرائيَّة الصربيَّة الأرثوذكسيَّة في مدينة [[سراييفو]].]]
استنادًا إلى احصائية عام [[2008]] بلغت نسبة [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكس الشرقيين]] وهم أكبر جماعة مسيحية في البلاد حوالي 36% من السكان.<ref>[https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/bk.html#People CIA World Factbook] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180129161204/https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/bk.html |date=29 يناير 2018}}</ref> غالبية الأرثوذكس في البلاد هم من [[الصرب]]. منذ عام [[1760]] حتى وقت متأخر من عام [[1880]]، كانت الكنيسة الأرثوذكسية في البوسنة والهرسك تتبع مباشرة [[بطريركية القسطنطينية]]. في عام [[1920]]، في أعقاب [[الحرب العالمية الأولى]] وإنشاء [[مملكة يوغوسلافيا]]، أصبحت الكنيسة مرة أخرى تحت سلطة الدينية [[الكنيسة الصربية الأرثوذكسية]]، ويتبع اليوم غالبية أرثوذكس البوسنة والهرسك [[الكنيسة الصربية الأرثوذكسية]].
 
=== الكاثوليكية ===