حسين مازق: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة/إصلاح عنوان مرجع غير موجود
سطر 46:
بقي مازق (جد حسين) زعيماً للبراعصة حتى وفاته عام 1909، تاركاً أربعة أبناء هم: المبروك (خليفته)، ويوسف (والد حسين)، وبوشديق، وعروق (شاعر شعبي).
 
في عام 1911 غزا الإيطاليون [[ليبيا]] فقام المبروك كغيره من زعماء القبائل بقيادة المقاومة ضد الغزو،<ref>جورج ريمون، "من داخل معسكرات الجهاد في ليبيا"، ص 335.</ref> ثم قُتل بمعركة "عين بو منصور"، بالقرب من [[درنة]] عام 1912،<ref name="Ali"/> وبما أنه لم يترك أولاداً قام يوسف بخلافته في الزعامة.
 
== نشأته ==
ولد حسين يوسف مازق في 1918 في وادي بوغسال بالقرب من [[تاكنس]] (120 كم إلى الشرق من [[بنغازي]]). ولصلة والده يوسف بزعماء المقاومة، قامت الحكومة الإيطالية باعتقال يوسف ونفيه، مع زوجته مرضية، وطفلهما الرضيع حسين إلى مدينة [[شحات]]<ref name="Ali"/> حيث بقي يوسف إلى وفاته عام 1934.<ref name="Hussein"/>
 
كان يوسف قد فقد حاسة البصر قبل وفاته، لذلك انتقلت زعامة البراعصة إلى أخيه بوشديق. في عام 1929، حضر بوشديق محادثات "سيدي رحومة" ما بين حكومة ليبيا الإيطالية بزعامة [[بيترو بادوليو]]، وبين حركة المقاومة بزعامة [[عمر المختار]]. حسين في عامه الحادي عشر كان هناك أيضاً، وكما قال أكثر من مرة، التقى عمر المختار الذي يعرف والديه.<ref name="Hussein"/>
 
درس حسين في مدرسة إيطالية في [[شحات]]، لكن الحكومة الإيطالية لم تسمح له باستكمال تعليمه، وفي عام 1937، عمل كأحد المراقبين على مشروع الطريق الساحلي الواصل ما الحدود المصرية، والحدود التونسية، وكان ينظم حسابات العاملين الليبيين، ومدخراتهم.<ref name="Hussein"/>
 
في عام 1940 دُعي لزيارة [[إيطاليا]] مع مجموعة من أعيان [[برقة]] حيث قابلوا هناك [[بينيتو موسوليني]] ولخوفه من أن تهاجمهم بحرية الحلفاء في البحر، تمنى العودة إلى [[ليبيا]] قبل تورط إيطاليا في الحرب، وهذا ما حدث إذ وصل ليبيا قبل حوالي أسبوعين من إعلان إيطاليا الحرب على الحلفاء في 10 يونيو 1940.<ref name="Hussein"/>
 
في عام 1943، خرجت القوات الإيطالية من ليبيا، وبعد عام عاد الأمير [[إدريس السنوسي]] إلى ليبيا من منفاه، وفي عام 1946 تقريباً، قابل حسين لأول مرة حيث أُعجب به،<ref name="Hussein"/> وكانت هذه بداية مسيرة حسين مازق السياسية.
 
== قبل رئاسة الوزارة ==
في 1 يونيو 1949 أعلن الأمير إدريس "استقلال برقة، ونظراً للنفوذ البريطاني القوي يمكن اعتبار هذا الاستقلال صورياً، ومع ذلك كان من الضروري تشكيل حكومة للولاية، فبعد حكومة لفترة قصيرة رأسها عمر باشا الكيخيا، ترأس [[محمد الساقزلي]] حكومة برقة في مارس 1950، وكان حسين مازق، البالغ من العمر 32 عاماً، فيها وزيراً للمعارف والداخلية،<ref>بن حليم، صفحات مطوية، ص 31-33</ref> وبعد استقلال [[ليبيا]] تحت حكم الملك [[إدريس السنوسي]] في 24 ديسمبر 1951، تغير لقب الساقزلي من كحاكم لبرقة من "رئيس وزراء" إلى "والي"،<ref>بن حليم، صفحات مطوية، ص 36</ref> وبقي في هذا المنصب حتى مايو 1952 عندما خلفه حسين مازق.<ref>محمد يوسف المقريف، "ليبيا بين الماض والحاضر"، مجلد 2، ص 66</ref>
 
من أخطر الأحداث التي واجهها مازق خلال ولايته لبرقة هي حادث اغتيال إبراهيم الشلحي، أخلص مساعدي الملك، من قبل شاب سنوسي حفيد للسيد [[أحمد الشريف السنوسي]] (ابن عم الملك ووالد زوجته).<ref>محمد يوسف المقريف، "ليبيا بين الماض والحاضر"، مجلد 2، ص 310</ref> حُوكم القاتل ثم أُعدم،<ref>محمد يوسف المقريف، "ليبيا بين الماض والحاضر"، مجلد 2، ص 314</ref> ومع ذلك فإن هذا بالنسبة للملك الذي كان يحرضه البوصيري الشلحي (ابن القتيل) لم يكن كافياً، فقام باتخاذ إجراءات صارمة ضد أقارب القاتل،<ref>محمد يوسف المقريف، "ليبيا بين الماض والحاضر"، مجلد 2، ص 324</ref> ولم يكن مازق موافقاً على هذا التوسيع للعقوبة، إلا أن هذه المعارضة لم تؤثر على علاقته بالملك، لكنه رغم ذلك لم يكن يكن حباً كبيرا لبعض الرجال المحيطين بالملك، وكان البوصيري من بينهم،<ref name="Hussein"/> وسيؤدي خلافه مع البوصيري في النهاية إلى استقالته في أكتوبر 1961.
 
لم يتول مازق أي مناصب سياسية مهمة حتى يناير 1964، عندما كُلّف [[محمود المنتصر]] بتشكيل حكومة جديدة تولى فيها مازق وزارة الخارجية. لكن المشاكل لم تكن بعيدة عن الحكومة، ففي 22 فبراير 1964 ألقى الرئيس المصري [[جمال عبد الناصر]] خطاباً قال فيه أن القواعد [العسكرية الأجنبية] الموجودة في [[ليبيا]] هي...خطر على الأمة العربية كلها، وأدى هذا الخطاب الذي صاحبه دعاية مصرية مضادة لليبيا في الإذاعات المصرية إلى تأجيج غضب جماهير الشعب الليبي على حكومته، ولكي يهدأ المنتصر من غضب الشعب، كلف وزير خارجيته حسين مازق ببدء مفاوضات الجلاء مع [[بريطانيا]] و[[الولايات المتحدة]]. لكن الرئيس عبد الناصر قام على نحو مفاجئ (بعد ضغط أمريكي عليه) بتحمّيل الوزير مازق (أثناء حضوره لقمة عربية في [[القاهرة]] تلك السنة) رسالة أخوية إلى الملك إدريس أن لا يستعجل في إخراج القوات الأمريكية من ليبيا، مما عنى عملياً إيقاف مفاوضات الجلاء.