أبو ذر الغفاري: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف غير موجود
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.3 (تجريبي)
سطر 30:
== سيرته ==
===نشأته ونسبه===
نشأ أبو ذر الغفاري في مضارب قبيلته [[قبيلة غفار|غفار]] أحد بطون [[بكر بن عبد مناة|بني بكر بن عبد مناة بن كنانة]]، والتي كانت مضاربها على طريق القوافل بين اليمن والشام، واشتهرت بالسطو على القوافل. أما اسمه ونسبه فقد تضاربت فيه عدة أقوال فقيل أن اسمه هو جندب بن جنادة،<ref name="الذهبي1" /><ref name="المزي1" /><ref name="أسد">[http://shamela.ws/browse.php/book-1110#page-6121 أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير الجزري - أبو ذر الغفاري] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170722121322/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1110 |date=22 يوليو 2017}}</ref> وقيل جندب بن السكن،<ref name="الذهبي1" /><ref name="المزي1" /><ref name="أسد" /> وقيل برير بن جنادة،<ref name="الذهبي1" /><ref name="المزي1" /><ref name="أسد" /> وقيل برير بن عبد الله،<ref name="الذهبي1" /><ref name="أسد" /> وقيل يزيد بن جنادة،<ref name="الذهبي1" /> وقيل برير بن جندب،<ref name="المزي1" /> وقيل برير بن عشرقة،<ref name="المزي1" /><ref name="أسد" /> وقيل جندب بن عبد الله،<ref name="المزي1" /><ref name="أسد" /> وقيل برير بن جنادة،<ref name="سعد2">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1295 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (2)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> أما نسبه فقيل هو جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة،<ref name="الذهبي1" /><ref name="المزي1" /><ref name="أسد" /><ref name="الإصابة1">[http://shamela.ws/browse.php/book-9767#page-3637 الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني - أبو ذرّ الغفاريّ (1)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170710000854/http://shamela.ws:80/browse.php/book-9767 |date=10 يوليو 2017}}</ref> وقيل جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.<ref name="المزي1" /><ref name="أسد" /> وقيل جندب بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.<ref name="سعد1">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1294 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (1)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> أما أمه فهي رملة بنت الوقيعة الغفارية،<ref name="المزي1" /><ref name="أسد" /><ref name="الإصابة2">[http://shamela.ws/browse.php/book-9767#page-3638 الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني - أبو ذرّ الغفاريّ (2)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170710000854/http://shamela.ws:80/browse.php/book-9767 |date=10 يوليو 2017}}</ref> وهو أخو [[عمرو بن عبسة|عمرو بن عبسة السُلمي]] لأمه.<ref name="المزي1" /><ref name="الإصابة2" />
 
===إسلامه وصحبته للنبي محمد===
[[ملف:Abi zar mosque in meiss.JPG|تصغير|يسار|300بك|مسجد منسوب لأبي ذر الغفاري في [[ميس الجبل]] في [[جنوب لبنان]]]]
كان أبو ذر الغفاري في [[جاهلية|الجاهلية]] يتكسب من قطع الطريق،<ref name="الذهبي2">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=110&idfrom=130&idto=133&bookid=60&startno=1 سير أعلام النبلاء» الصحابة رضوان الله عليهم» أبو ذر (2)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170311110931/http://library.islamweb.net:80/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=110&idfrom=130&idto=133&bookid=60&startno=1 |date=11 مارس 2017}}</ref> وعُرف عنه شجاعته في ذلك، فكان يُغير بمفرده في وضح النهار على ظهر فرسه، فيجتاز الحي، ويأخذ ما أخذ.<ref name="سعد3">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1296 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (3)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> ورغم مهنته تلك، كان [[توحيد الألوهية|موحدًا]]، ولا يعبد الأصنام.<ref name="سعد4">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1297 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (4)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> وحين بلغته الأخبار بأن هناك من يدعو للتوحيد في [[مكة]]، سارع إلى [[إسلام|الإسلام]]، فكان من السابقين إلى الإسلام<ref name="الإصابة2" /> على خلاف أكان رابع أربعة أم خامس خمسة انضمامًا إلى الإسلام.<ref name="الذهبي1" /><ref name="المزي1" />
 
أما قصة إسلامه، فقد جائت على روايتين، الأولى أنه بلغه مبعث النبي [[محمد]]، فقال لأخيه [[أنيس بن جنادة الغفاري|أنيس]]: {{اقتباس مضمن|اركب إلى [[مكة|هذا الوادي]]، فاعلم لي علم [[محمد|هذا الرجل]] الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني}}، فانطلق أنيس وسمع قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له: {{اقتباس مضمن|رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، ويقول كلامًا ما هو بالشعر}}، فقال أبي ذر: {{اقتباس مضمن|ما شفيتني مما أردت}}، فتزوّد أبو ذر، وقدم مكة، والتمس النبي محمد وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل، فاضطجع فرآه [[علي بن أبي طالب|علي]] فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، واستضافه ثلاثة أيام، ثم سأله عن سبب قدومه، قال أبو ذر: {{اقتباس مضمن|إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا أن ترشدني، فعلت}}. ففعل علي فأخبره، فقال: {{اقتباس مضمن|إنه حقّ، وإنه رسول الله {{ص}}، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئًا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي}}، ففعل، وانطلق يلحق به حتى دخل على النبي محمد، وسمع من قوله، فأسلم لوقته، ثم أمره النبي قائلاً: {{اقتباس مضمن|ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري}}، فقال أبو ذر: {{اقتباس مضمن|والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم}}، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: {{اقتباس مضمن|أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله}}، فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه، وأتى [[العباس بن عبد المطلب|العباس]]، فأكب عليه، وقال: {{اقتباس مضمن|ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غفار! وأنه من طريق تجارتكم إلى الشام؟}}، فأنقذه منهم.<ref name="الذهبي1" /><ref name="أسد" /><ref name="الإصابة2" /><ref name="سعد5">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1298 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (5)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref>
 
انطلق بعدها أبو ذر إلى قومه امتثالاً لأمر النبي محمد لدعوتهم إلى الإسلام، وقد لبّى نصف قومه دعوته إلى الإسلام، وأقام فيهم يقيم معهم شعائر الإسلام، يؤمهم كبيرهم إيماء بن رحضة الغفاري، وبقي النصف الآخر على دينه حتى هاجر النبي محمد إلى [[يثرب]]، فأسلموا، وتبعتهم [[قبيلة أسلم]]، ثم وفدوا على النبي محمد، وفيهم أبو ذر الغفاري، فدعا لهم النبي محمد فقال: {{اقتباس مضمن|غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله}}.<ref name="الذهبي1" /><ref name="سعد3" /> وكان مقدم أبي ذر على النبي محمد في [[المدينة المنورة]] بعد غزوتي [[غزوة بدر|بدر]] و[[غزوة أحد|أحد]].<ref name="سعد6">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1299 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (6)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref><ref name="الإصابة3">[http://shamela.ws/browse.php/book-9767#page-3639 الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني - أبو ذرّ الغفاريّ (3)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170710000854/http://shamela.ws:80/browse.php/book-9767 |date=10 يوليو 2017}}</ref> ما أن هاجر أبو ذر حتى لازم النبي محمد، وشاركه في [[غزوات الرسول محمد|غزواته]].<ref name="الذهبي1" /> حمل أبو ذر راية قبيلته غفار [[غزوة حنين|يوم حنين]]، ولما انطلق النفير ليجمع الرجال للمسير إلى قتال [[الإمبراطورية البيزنطية|الروم]] في [[غزوة تبوك]]، تحسس المسلمون المتخلفين عن الغزوة، ويُعلمون النبي محمد، فيقولون: {{اقتباس مضمن|يا رسول الله، تخلّف فلان}}، فيقول: {{اقتباس مضمن|دعوه، إن يكن فيه خير فسيلحقكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه}}. حتى قيل: {{اقتباس مضمن|يا رسول الله، تخلف أبو ذر}}، وكان بعير أبي ذر قد أبطأ به، فقرر أن يأخذ متاعه، فجعله على ظهره، وخرج يتبع الجيش، ونظر ناظر، فقال: {{اقتباس مضمن|إن هذا لرجل يمشي على الطريق}}، فقال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|كن أبا ذر}}، فلما تأمله القوم، قالوا: {{اقتباس مضمن|هو والله أبو ذر}}، فقال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده}}.<ref name="أسد" /><ref name="الذهبي2" /><ref name="الإصابة5">[http://shamela.ws/browse.php/book-9767#page-3641 الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني - أبو ذرّ الغفاريّ (5)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170710000854/http://shamela.ws:80/browse.php/book-9767 |date=10 يوليو 2017}}</ref>
 
أثناء إقامته بالمدينة، كان أبو ذر يقوم على خدمة النبي محمد، حتى إذا فرغ من خدمته، أوى إلى [[المسجد النبوي|المسجد]] لينام. وجده النبي محمد يومًا وهو نائم في المسجد، فنكته برجله، فاستوى أبو ذر جالسًا، فقال النبي: {{اقتباس مضمن|ألا أراك نائمًا؟}}، قال أبو ذر: {{اقتباس مضمن|فأين أنام، هل لي من بيت غيره؟}}، فجلس النبي إليه، ثم قال: {{اقتباس مضمن|كيف أنت إذا أخرجوك منه؟}}، قال أبو ذر: {{اقتباس مضمن|ألحق بالشام؛ فإن الشام أرض الهجرة، وأرض المحشر، وأرض الأنبياء، فأكون رجلاً من أهلها}}، فقال النبي: {{اقتباس مضمن|كيف أنت إذا أخرجوك من الشام؟}}، قال: {{اقتباس مضمن|أرجع [[المسجد النبوي|إليه]]؛ فيكون بيتي ومنزلي}}، قال النبي: {{اقتباس مضمن|فكيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية؟}}، قال أبو ذر: {{اقتباس مضمن|آخذ إذا سيفي فأقاتل حتى أموت}}، فكشّر النبي، وقال: {{اقتباس مضمن|أدلك على خير من ذلك؟}}، قال: {{اقتباس مضمن|بلى، بأبي وأمي يا رسول الله}}، فقال النبي: {{اقتباس مضمن|تنقاد لهم حيث قادوك، حتى تلقاني وأنت على ذلك}}.<ref name="الذهبي2" /> ولما اتسعت رقعة دولة الإسلام في آخر حياة النبي محمد، سأل أبو ذر النبي محمد الإمارة، فأبى النبي وقال: {{اقتباس مضمن|إنك ضعيف، وإنها خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها}}.<ref name="الذهبي2" /><ref name="سعد11">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1304 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (11)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref>
 
===بعد وفاة النبي محمد===
بعد وفاة النبي محمد، شارك أبو ذر في [[الفتح الإسلامي للشام]]، وشهد فتح [[القدس|بيت المقدس]] مع [[عمر بن الخطاب]]،<ref name="الذهبي1" /> وبعد الفتح أقام في الشام يُفتي الناس ويُعلّمهم أمور دينهم، ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ولكن في حِدّة.<ref name="الذهبي1" /> تسببت حدته تلك في فساد العلاقة مع [[معاوية بن أبي سفيان]] والي الشام حين اختلفوا في آية {{قرآن مصور|التوبة|34}} فيمن نزلت، حيث قال معاوية: {{اقتباس مضمن|نزلت في أهل الكتاب}}، بينما قال أبو ذر: {{اقتباس مضمن|نزلت فينا وفيهم}}،<ref name="سعد6" /> فكتب معاوية يشكوه إلى الخليفة [[عثمان بن عفان]] بأنه أفسد عليه الشام، فطلبه عثمان؛ فخرج أبو ذر إلى المدينة.<ref name="سعد7">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1300 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (7)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> أقام أبو ذر في المدينة يدعو الناس بنفس المنهج الحاد، مما دعا الخليفة عثمان لمعاملته معاملة خاصة يغالبها الحذر. حتى إذا كان يوم كان فيه أبو ذر عند باب عثمان ليؤذن له، إذ مر به رجل من قريش، فقال: {{اقتباس مضمن|يا أبا ذر، ما يجلسك هاهنا؟}}، قال أبو ذر: {{اقتباس مضمن|يأبى هؤلاء أن يأذنوا لنا}}، فدخل الرجل فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، ما بال أبي ذر على الباب؟}}. فأذن له، فجاء حتى جلس، فإذا عثمان يسأل [[كعب الأحبار]] في ميراث يُقسّم: {{اقتباس مضمن|أرأيت المال إذا أدي زكاته، هل يخشى على صاحبه فيه تبعة؟}}، فقال كعب: {{اقتباس مضمن|لا}}، فقام أبو ذر فضربه بعصا، ثم قال: {{اقتباس مضمن|يا ابن اليهودية، تزعم أن ليس عليه حق في ماله، إذا آتى زكاته، والله يقول: {{قرآن مصور|الحشر|9}}. ويقول: {{قرآن مصور|الإنسان|8}}}}، وجعل يذكر نحو ذلك من [[القرآن]]، فقال عثمان للقرشي: {{اقتباس مضمن|إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من أجل ما ترى}}.<ref name="الذهبي3" /> لم يستطع أبو ذر أن يتأقلم مع ذلك، واستئذن عثمان للخروج للإقامة في [[الربذة]]،<ref name="سعد7" /> فأذن له؛ فخرج إليها.<ref name="الذهبي3">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=110&idfrom=130&idto=133&bookid=60&startno=2 سير أعلام النبلاء» الصحابة رضوان الله عليهم» أبو ذر (3)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161201081606/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=110&idfrom=130&idto=133&bookid=60&startno=2 |date=01 ديسمبر 2016}}</ref>
 
===وفاته===
سطر 49:
توفي أبو ذر الغفاري في ذي الحجة سنة 32 هـ في [[الربذة]]،<ref name="أسد" /><ref name="الإصابة5" /><ref name="الذهبي4" /><ref name="المزي2" /> وكان أبو ذر لما حضرته الوفاة، قد أوصى امرأته وغلامه، فقال: {{اقتباس مضمن|إذا مت فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولا: هذا أبو ذر}}. فلما مات فعلا به ذلك، فإذا ركب من أهل [[الكوفة]] فيهم [[عبد الله بن مسعود]]، فسأل: {{اقتباس مضمن|ما هذا؟}}، قيل جنازة أبي ذر، فبكى ابن مسعود، وتذكر قول النبي محمد: {{اقتباس مضمن|يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده}}.<ref name="الذهبي2" /> فصلى عليه،<ref name="أسد" /><ref name="الإصابة5" /><ref name="المزي2" /> وألحده بنفسه.<ref name="الذهبي4" />
 
أما صفته، فقد كان أبو ذر الغفاري رجلاً آدمًا ضخمًا جسيمًا، كث اللحية،<ref name="المزي1" /> طويلاً، أبيض الشعر واللحية،<ref name="الذهبي1" /><ref name="سعد10">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1303 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (10)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> نحيفًا.<ref name="الإصابة3" /> وقد ترك من الذرية بنتًا واحدة<ref name="سعد12">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1308 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (12)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> ضمها عثمان بن عفان إلى عياله بعد وفاة أبي ذر.<ref name="الذهبي4" /> وكان أبو ذر آية في الزهد وحب الفقراء، فكان عطاؤه من بيت المال أربعة آلاف، فكان إذا أخذ عطاءه، يدعو خادمه، فيسأله شراء ما يكفيهم للسنة، ثم يستبدل باقي المال بفلوس يفرقها على الفقراء، ويقول: {{اقتباس مضمن|إنه ليس من وعاء ذهب ولا فضة يوكى عليه إلا وهو يتلظى على صاحبه}}.<ref name="الذهبي4" /><ref name="سعد9">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1302 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (9)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref>
 
==روايته للحديث النبوي==
*'''روى عن''': النبي [[محمد]]<ref name="الإصابة4">[http://shamela.ws/browse.php/book-9767#page-3640 الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني - أبو ذرّ الغفاريّ (4)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170710000854/http://shamela.ws:80/browse.php/book-9767 |date=10 يوليو 2017}}</ref> و[[معاوية بن أبي سفيان]].<ref name="المزي1">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1857&pid=660025 تهذيب الكمال للمزي » أَبُو ذر الغفاري (1)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161201081835/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1857&pid=660025 |date=01 ديسمبر 2016}}</ref>
*'''روى عنه''': [[أنس بن مالك]] و[[عبد الله بن عباس]] و[[أبو إدريس الخولاني]] و[[زيد بن وهب|زيد بن وهب الجهني]] و[[الأحنف بن قيس]] و[[جبير بن نفير]] وعبد الرحمن بن تميم و[[سعيد بن المسيب]] وابن خالته خالد بن وهبان وابن أخيه عبد الله بن الصامت و[[خرشة بن الحر]] وزيد بن ظبيان وأبو أسماء الرحبي و[[أبو عثمان النهدي]] و[[أبو الأسود الدؤلي]] والمعرور بن سويد و[[يزيد بن شريك|يزيد بن شريك التيمي]] وأبو مراوح الغفاري و[[عبد الرحمن بن أبي ليلى]] وعبد الرحمن بن حجيرة الخولاني وعبد الرحمن بن شماسة المُهري و[[عطاء بن يسار]]<ref name="الإصابة4" /> و[[حذيفة بن أسيد|حذيفة بن أسيد الغفاري]] و[[عبد الله بن عمر بن الخطاب]] و[[أبو مسلم الخولاني]] و[[ربعي بن حراش]] و[[زر بن حبيش]] وأبو سالم الجيشاني و[[عبد الرحمن بن غنم|عبد الرحمن بن غنم الأشعري]] وقيس بن عباد البصري و[[سويد بن غفلة]] وصعصعة بن معاوية التميمي وعبد الله بن شقيق العقيلي و[[عبيد بن عمير الليثي]] وغضيف بن الحارث وعاصم بن سفيان الثقفي و[[عبيد بن الخشخاش]] وأبو مسلم الجذمي و[[موسى بن طلحة بن عبيد الله]] وأبو الشعثاء المحاربي و[[مورق العجلي]] وأبو الأحوص المدني مولى بني ليث و[[أبو بصرة الغفاري]] و[[أبو العالية الرياحي]] ويزيد بن الحوتكية وجسرة بنت دجاجة العامرية<ref name="الذهبي1">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=130&idto=133&bk_no=60&ID=110 سير أعلام النبلاء» الصحابة رضوان الله عليهم» أبو ذر (1)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161201143400/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=130&idto=133&bk_no=60&ID=110 |date=01 ديسمبر 2016}}</ref> وأسامة بن سلمان وأهبان ابن امرأة أبي ذر وزيد بن يثيع و[[سلمة بن الأكوع]] و[[شهر بن حوشب]] وعبد الله بن وديعة الأنصاري وعمرو بن بجدان العامري و[[عمرو بن ميمون]] ومالك بن زبيد الهمداني ومرثد الذماري و[[معاوية بن حديج]] ونعيم بن قعنب ويحيى بن معمر وأبو تميم الجيشاني وأبو زرعة بن عمرو بن جرير وأبو سريحة الغفاري وأبو سلام الأسود وأبو عبد الله الجسري وأبو عبد الرحمن الحبلي وأبو علي الأزدي وأبو مروان الأسلمي.<ref name="المزي1" />
*'''أحاديثه''': عدّ [[بقي بن مخلد]] في مسنده 281 حديثًا لأبي ذر، [[متفق عليه|اتفق]] [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] على اثني عشر حديثًا منها، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بتسعة عشر حديثًا،<ref name="الذهبي4">[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=110&idfrom=130&idto=133&bookid=60&startno=3 سير أعلام النبلاء» الصحابة رضوان الله عليهم» أبو ذر (4)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161201081730/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=110&idfrom=130&idto=133&bookid=60&startno=3 |date=01 ديسمبر 2016}}</ref> كما [[رواه الجماعة|روى له الجماعة في كتبهم]].<ref name="المزي2">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1857&pid=660025 تهذيب الكمال للمزي » أَبُو ذر الغفاري (2)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161201081835/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1857&pid=660025 |date=01 ديسمبر 2016}}</ref>
 
==علمه ومكانته==
كان أبو ذر حريصًا على التعلم من النبي محمد، فكان يُكثر سؤاله،<ref name="الذهبي2" /> حتى أصبح أبو ذر علمًا مُقدّمًا للفتوى على عهد [[أبو بكر الصديق|أبي بكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]] و[[عثمان بن عفان|عثمان]]،<ref name="الذهبي1" /> بل وكان يُعد موازيًا [[عبد الله بن مسعود|لابن مسعود]] في علمه، مما دعا الخليفة الثاني عُمر أن يفرض له فرضًا كأهل [[غزوة بدر|بدر]] رغم أنه لم يشهدها.<ref name="الإصابة5" /><ref name="المزي2" /> كان [[علي بن أبي طالب]] يرى أن أبا ذر كان على قدر كبير من العلم، إلا أنه لم يُخرجه إلى طُلابه، فقال: {{اقتباس مضمن|أبو ذر وعاء ملئ علمًا، أوكى عليه، فلم يخرج منه شيء حتى قُبض}}.<ref name="الذهبي2" /><ref name="المزي2" /><ref name="الإصابة4" />
 
أما عن مكانته، فقد حظي أبو ذر بمكانة خاصة عند النبي محمد، فيروي [[أبو الدرداء]] أن النبي محمد كان يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده إذا غاب،<ref name="الذهبي2" /> كما أردفه النبي خلفه يومًا على حماره،<ref>[http://islamport.com/w/mtn/Web/189/869.htm إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري - حديث رقم:5472] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161201081413/http://islamport.com/w/mtn/Web/189/869.htm |date=01 ديسمبر 2016}}</ref> وقد سمع [[عبد الله بن عمرو بن العاص]] النبي محمد يقول: {{اقتباس مضمن|ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر}}،<ref name="المزي1" /><ref name="الذهبي2" /><ref name="الإصابة4" /><ref name="سعد8">[http://shamela.ws/browse.php/book-1686#page-1301 الطبقات الكبرى لابن سعد - أبو ذر (8)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170720062340/http://shamela.ws:80/browse.php/book-1686 |date=20 يوليو 2017}}</ref> ويروي [[أبو هريرة]] عن النبي قوله: {{اقتباس مضمن|من سره أن ينظر إلى تواضع [[عيسى بن مريم]]، فلينظر إلى أبي ذر}}.<ref name="الذهبي2" /> وقال عنه علي بن أبي طالب: {{اقتباس مضمن|لم يبق أحد لا يبالي في الله لومة لائم، غير أبي ذر}}، ثم ضرب بيده على صدره وقال ولا نفسي.<ref name="سعد11" /><ref name="الذهبي3" />
 
== في السينما والتلفزيون ==