عائشة بنت أبي بكر: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.3 (تجريبي)
سطر 4:
| صورة = Aisha.png
| تعليق = تخطيط ل[[عائشة (اسم)|اسم عائشة]] بنت أبي بكر ملحوق بدُعاء الرضا عنها
| ألقاب = أُم المؤمنين، حبيبة رسول الله، حبيبة المُصطفى، حبيبة الحبيب، المُبرَّأة، الطيِّبة، الصِّدّيقة، مُوفَّقة، عائش، أُم عبد الله، الحُميراء (ومعنى الحميراء: بيضاء البشرة)،<ref>لسان العرب لابن منظور - طبع دار صادر: ج13 ص431، قال: "وكانت العرب تسمي العجم الحمراء لغلبة البياض على ألوانهم، ويقولون لمن علا لونه البياض أحمر."</ref><ref>النهاية في غريب الأثر لابن قتيبة: طبعة المكتبة العلمية: ج1 ص438</ref> ابنة الصِّدّيق<ref>[http://www.alukah.net/spotlight/0/32876/ شبكة الألوكة:حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العامة والخاصة.] بقلم د. مُسلم اليوسف {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170718185218/http://www.alukah.net:80/spotlight/0/32876 |date=18 يوليو 2017}}</ref><br />في الخِطاب العاميّ: السيِّدة عائشة أو سيِّدتُنا عائشة أو أُمنا عائشة، ملحوقة بِعبارة «رضي الله عنها» ({{عنها}})
| تاريخ_الولادة = 19 ق.هـ / [[604]]م<ref name="muhammad-pbuh.com">[http://www.muhammad-pbuh.com/ar/?p=1348 مستشرقين أم مفترين د.محمد راتب النابلسي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170712081750/http://www.muhammad-pbuh.com/ar/?p=1348 |date=12 يوليو 2017}}</ref><ref name="understandingislam.org">[http://www.understandingislam.org/Prophet%20Muhammad's%20Wife%20Ayesha-Her%20Age.htm Prophet Muhammad’s Wife Ayesha, by Muzammil H. Siddiqi, Ph.D.]</ref>
| مكان_الولادة = [[مكة|مكَّة]]، [[الحجاز]]، [[شبه الجزيرة العربية]]
| تاريخ_الوفاة = ليلة [[الثلاثاء]] [[17 رمضان]] [[58 هـ]] / [[678]]م
سطر 18:
*'''زوجها:''' الرسول [[محمد|مُحمَّد بن عبد الله]]
}}
'''عائِشة بنت أبي بكر التيميَّة القُرَشِيّة''' (توفيت سنة [[58 هـ]]/[[678]]م) ثالث زوجات النبي [[محمد]] وإحدى [[أمهات المؤمنين]]، والتي لم يتزوج امرأة بكرًا غيرها، وبنت الخليفة الأول للنبي محمد [[أبو بكر الصديق|أبو بكر بن أبي قحافة]].<ref>[http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=270&CID=168&SW=بكرا#SR1 مسند الإمام أحمد: المجلد السادس: (168 من 182)]، نداء الإيمان</ref><ref name="الطبقات الكبري 8-106">[http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=185&CID=106#s1 الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 - (106:118)]، ذكر أزواج رسول الله {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20101203115219/http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=185&CID=106 |date=03 ديسمبر 2010}}</ref> وقد تزوجها النبي محمد بعد [[غزوة بدر]] في شوال سنة [[2 هـ]]، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن [[غزوة أحد|يوم أحد]] لسقاية الجرحى.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5240&idto=5241&bk_no=52&ID=1837 صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150707041851/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5240&idto=5241&bk_no=52&ID=1837 |date=07 يوليو 2015}}</ref> اتُهمت عائشة في [[حادثة الإفك]]، إلى أن برّأها الوحي ب[[القرآن|آيات قرآنية]] نزلت في ذلك وفق مُعتقد أهل السُنَّة والجماعة بشكل خاص. كان لملازمة عائشة للنبي محمد دورها في نقل الكثير من أحكام الدين الإسلامي و[[حديث نبوي|الأحاديث النبوية]]، حتى قال [[الحاكم النيسابوري|الحاكم]] في [[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك]]: {{اقتباس مضمن|إنَّ رُبْعَ أَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ نُقِلَت عَن السَّيِّدَة عَائِشَة.}}، وكان أكابر الصحابة يسألونها فيما استشكل عليهم، فقد قال [[أبو موسى الأشعري]]: {{اقتباس مضمن|مَا أُشكلَ عَلَيْنَا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه {{صلى}} حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ، إلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا}}.<ref name="الترمذي">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=195&pid=124433&hid=3847 جامع الترمذي، كِتَاب الدَّعَوَاتِ، أبوابُ الْمَنَاقِبِ، بَاب مِنْ فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150707050358/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=195&pid=124433&hid=3847 |date=07 يوليو 2015}}</ref><ref name="طهماز174">{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=174}}</ref> وكانت من الفصاحة والبلاغة ما جعل [[الأحنف بن قيس]] يقول: {{اقتباس مضمن|سَمِعْتُ خُطْبَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ {{عنهم}} وَالْخُلَفَاءِ هَلُمَّ جَرًا إِلَى يَوْمِي هَذَا ، فَمَا سَمِعْتُ الْكَلامَ مِنْ فَمِ مَخْلُوقٍ ، أَفْخَمَ ، وَلا أَحْسَنَ مِنْهُ مِنْ فِي عَائِشَةَ {{عنها}}}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=382805&hid=24310 تاريخ دمشق لابن عساكر، حرف الضاد، ذكر من اسمه ضحاك، الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنٍ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305014954/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=382805&hid=24310 |date=05 مارس 2016}}</ref>
 
تختلفُ نظرة أكبر طائفتين إسلاميتين إلى عائشة اختلافًا ملحوظًا، فبينما يجُلَّها أهلُ السُنَّة ويُحيطونها بالحفاوة والتكريم، ينتقدها بعض الشيعة الاثنا عشريّة انتقادًا كبيرًا يصلُ عند طائفةٍ واسعة منهم إلى حد اللعن والتبرؤ والسب، ويتهمونها بعداء [[أهل البيت]] وبتسميم الرسول مُحمَّد. وكان هذا التباين الواسع في النظرة سببًا رئيسيًا في توسيع الهوَّة بين أهل السُنَّة والشيعة الاثنا عشريَّة، وعُنصرًا محوريًا في [[الخلاف السني الشيعي|الخلاف السُني الشيعي]]. وقد حاول بعضُ العلماء الشيعة القضاء على الفتنة، فأصدروا العديد من الفتاوى الشرعيَّة التي تُحرّم سب عائشة والصَّحابة أو التعرُّض لها بأي شكلٍ مُهين، مُعتبرين أنَّ ذلك إهانة لِشرف الرسول مُحمَّد وخدمة لأعداء الإسلام.<ref name="العربية"/>
سطر 26:
تنتمي عائشة إلى [[بنو تيم|بني تيم]] وهم بطن من [[قريش]]، فهي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن [[أبو قحافة|أبي قحافة عثمان]] بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن [[بنو تيم|تيم]] بن [[مرة بن كعب]]، فيلتقي نسبها مع النبي محمد في مرة بن كعب. وأبوها هو [[أبو بكر الصديق]] خليفة النبي محمد، وصاحبه في رحلة هجرته من مكة إلى يثرب، وأمها [[أم رومان بنت عامر الكنانية|أم رومان بنت عامر]] من بني مالك بن [[كنانة بن خزيمة|كنانة]] أسلمت وهاجرت.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=16}}</ref> ولعائشة من الإخوة [[عبد الرحمن بن أبي بكر|عبد الرحمن]] وهو أخوها لأمها وأبيها، و[[عبد الله بن أبي بكر|عبد الله]] و[[أسماء بنت أبي بكر|أسماء]] وأمهما [[قتيلة بنت عبد العزى]] العامرية، و[[محمد بن أبي بكر|محمد]] وأمه [[أسماء بنت عميس]]، و[[أم كلثوم بنت أبي بكر|أم كلثوم]] وأمها [[حبيبة بنت خارجة]].<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=16-17}}</ref> وكانت عائشة تُكنّى بأم عبد الله بابن أختها [[عبد الله بن الزبير]].<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=13-14}}</ref>
 
هناك خلاف حول تحديد تاريخ ميلاد عائشة بنت أبي بكر، فالشائع أن عائشة تزوجت النبي محمد وهي ابنة تسع سنين وذلك في شوال من السنة الثانية للهجرة، وهو ما ورد في صحيحي [[صحيح البخاري|البخاري]]<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=9427&idto=9428&bk_no=52&ID=2867 المكتبة الإسلامية - فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني - كتاب النكاح - باب من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين - حديث رقم 4863] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160805030305/http://library.islamweb.net:80/newlibrary/display_book.php?idfrom=9427&idto=9428&bk_no=52&ID=2867 |date=05 أغسطس 2016}}</ref> و[[صحيح مسلم|مسلم]] برواية عائشة نفسها،<ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/صحيح%20مسلم%20المسمى%20بـ%20«المسند%20الصحيح%20المختصر%20من%20السنن%20بنقل%20العدل%20عن%20العدل%20إلى%20رسول%20الله%20صلى%20الله%20عليه%20وسلم»%20**/10%20-%20باب%20تزويج%20الأب%20البكر%20الصغيرة%20%20%20%20-(0)/i1&d4728&c&sعائشة&sttrue&sctrue&p1 نداء الإيمان - صحيح مسلم - باب تزويج الأب البكر الصغيرة - حديث رقم 3545]</ref> فيكون مولدها قبل الهجرة بسبع سنين.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=21}}</ref>
 
بعض الأبحاث المُعاصرة تُشكك في صحة ما قيل عن تاريخ مولد عائشة،<ref name="muhammad-pbuh.com"/><ref name="understandingislam.org"/> وذلك استنادًا إلى عمر أختها أسماء التي كانت تكبرها ببضع عشرة سنين، وقد ماتت أسماء سنة 73 هـ، عن عمر ناهز مائة سنة،<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=185&idto=185&bk_no=60&ID=153 سير أعلام النبلاء - أسماء بنت أبي بكر] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160615074209/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=185&idto=185&bk_no=60&ID=153 |date=15 يونيو 2016}}</ref> ويقول [[ابن حجر العسقلاني]] أن أبي نعيم الأصبهاني قال بأن أسماء بنت أبي بكر وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة،<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-9767#page-3927 المكتبة الشاملة - الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ج8 ص14] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170710000854/http://shamela.ws:80/browse.php/book-9767 |date=10 يوليو 2017}}</ref> والبضع في [[لغة عربية|اللغة]] بين الثلاثة والتسعة في التعداد،<ref>[http://www.almaany.com/home.php?language=arabic&lang_name=عربي&word=بضع معنى بضع في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي]</ref> فيكون عمر عائشة وقت زواجها بالنبي محمد بين العشرة والست عشرة سنة.
 
== سيرتها ==
سطر 35:
قبل [[هجرة محمد|الهجرة]] بسنتين<ref>صحيح مسلم (10) باب تزويج الأب البكر الصغيرة 69 - (1422) [[s:صحيح مسلم - كتاب النكاح|صحيح مسلم - كتاب النكاح]]</ref> وبعد وفاة [[خديجة بنت خويلد]]، جاءت [[خولة بنت حكيم]] إلى النبي محمد تسأله أن يتزوج، فسألها: {{اقتباس مضمن|وَمَن؟}}، قالت: {{اقتباس مضمن|إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا}}، فقال: {{اقتباس مضمن|وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟}} فذكرت له البكر عائشة والثيب [[سودة بنت زمعة]]، فقال: {{اقتباس مضمن|فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ.}} فذهبت خولة إلى أم رومان بنت عامر أم عائشة، وذكرت لها الأمر، فقالت: {{اقتباس مضمن|اِنْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرَ آتٍ}}. وكان [[المطعم بن عدي]] قد ذكرها على ابنه، فأتى أبو بكر المطعم، فقال: {{اقتباس مضمن|مَا تَقُوْلُ فِي أَمْرِ هَذِهِ الجَارِيَةِ؟}} فسأل المطعم زوجته، فقالت لأبي بكر: {{اقتباس مضمن|لَعَلَّنَا إِن أَنْكَحْنَا هَذَا الفَتَى إِلَيْكَ تُصِيْبَهُ وَتُدخِلَهُ فِي دِيْنِكَ الَذي أَنتَ عَلَيْهِ}}، فرأى أبو بكر في ذلك إبراءً لذمته من خطبة المطعم لعائشة، وقال لخولة: {{اقتباس مضمن|قُولِي لِرَسُولِ الله {{صلى}} فَلْيَأْتِ}}، فجاء النبي محمد وخطبها.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=25}}</ref><ref name="library.islamweb.net">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1094&pid=862091 حديث ابن السماك والخلدي، لما ماتت خديجة بنت خويلد جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول] [[إسلام ويب]]</ref>
 
هاجرت عائشة إلى المدينة بعد هجرة النبي محمد بصحبة [[طلحة بن عبيد الله]] وأخيها عبد الله وأمها أم رومان وأختها أسماء، و[[زيد بن حارثة]] وأبي رافع مولى النبي محمد وابنتي النبي محمد [[أم كلثوم بنت محمد|أم كلثوم]] و[[فاطمة الزهراء|فاطمة]] و[[سودة بنت زمعة]] و[[أم أيمن]] وابنها [[أسامة بن زيد]].<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=44495&hid=9737 الطبقات الكبرى لابن سعد، طَبَقَاتُ الْكُوفِيِّينَ، ذِكْرُ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ...، عَائِشَةُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بْنِ أبي قُحَافَةَ ] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=26}}</ref> وبنى النبي محمد بعائشة بعد [[غزوة بدر]] في شوال 2 هـ، فكانت عائشة تقول: {{اقتباس مضمن|تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ {{صلعم}} فِي شَوَّالٍ وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولَ اللَّهِ {{صلعم}} كَانَت أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي}}.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=28}}</ref> وتروي عائشة قصة يوم زواجها، قائلة: {{اقتباس مضمن|قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَوُعِكْتُ شَهْرًا فَوَفَى شَعْرِي جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَأَنَا عَلَى أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبِي فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا وَمَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي فَأَخَذَتْ بِيَدِي فَأَوْقَفَتْنِي عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ هَهْ هَهْ حَتَّى ذَهَبَ نَفَسِي فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَغَسَلْنَ رَأْسِي وَأَصْلَحْنَنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ {{صلعم}} ضُحًى فَأَسْلَمْنَنِي إِلَيْهِ}}.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=29}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4200&idto=4205&bk_no=53&ID=623 شرح النووي على مسلم، كتاب النكاح، باب تزويج الأب البكر الصغيرة حديث رقم 1422] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160805031558/http://library.islamweb.net:80/newlibrary/display_book.php?idfrom=4200&idto=4205&bk_no=53&ID=623 |date=05 أغسطس 2016}}</ref>. وقد وصفت عائشة جهاز حجرتها فقالت: {{اقتباس مضمن|قَالَتْ:إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ {{صلعم}} الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ أَدَمًا حَشْوُهُ لِيفٌ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=121&hid=24046&pid=62379 مسند أحمد بن حنبل ، مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ ...، سادس عشر الأنصار] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=33}}</ref>
 
وتروي عائشة حديثًا عن النبي محمد أنه رأى في منامه [[جبريل]]، وقد جاء بها في ثوب من [[حرير]]، وقال له: {{اقتباس مضمن|هَذِهِ امْرَأَتِك}}، فرد النبي بقوله: {{اقتباس مضمن|إنْ يَكُن هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمضِهِ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=12311 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، كتاب المناقب والفضائل، باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305010307/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=79&ID=12311 |date=05 مارس 2016}}</ref> وفي حديث آخر أن جبريل قال: {{اقتباس مضمن|هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُنيَا وَالآخِرَة}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1591&pid=564875&hid=2314 أسد الغابة، كتاب النساء، باب العين، عائشة بنت أبي بكر الصديق] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=42}}</ref>
 
==== غيرة الضرائر ====
{{أم المؤمنين}}
تشير الكثير من المواقف التي نقلتها كتب السير والتراجم التي أرّخت لتلك الفترة إلى وجود مظاهر لغيرة بين عائشة وزوجات النبي محمد الأخريات. وهو ما أقرت به عائشة حين صنّفت زوجاته في حزبين، الأول فيه عائشة و[[حفصة بنت عمر|حفصة]] و[[صفية بنت حيي بن أخطب|صفية]] وسودة، والآخر ضم [[أم سلمة]] وبقية نساء النبي محمد. أحب النبي محمد عائشة أكثر من نسائه، وهو ما أدركه المسلمون، فكانوا يؤخرون هداياهم حتى يكون في بيت عائشة، وهو ما أدركته أمهات المؤمنين، فندبن أم سلمة لتسأل النبي أن يكلم الناس في ذلك، فقال: {{اقتباس مضمن|مَنْ أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةً فَلْيُهْدِهَا إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ}}.<ref name="تغليق">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=991&pid=527917&hid=934 تغليق التعليق لابن حجر، كتاب الهبة ، باب: من أهدى إلى صاحبه، وتحرى بعض نسائه دون بعض ...] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=67}}</ref> ورغم تلك المحبة، إلا أن ذلك لم يمنعها من الغيرة من زوجاته الأخريات، ففي [[حجة الوداع]] خرج النبي بزوجاته، وكانت عائشة على [[جمل]] خفيف ومعها متاع قليل، فيما كانت صفية على جمل بطيء ومعها متاع ثقيل، فأمر النبي محمد أن يتبادلا راحلتيهما حتى يسرع الركب. فغضبت عائشة، وقالت: {{اقتباس مضمن|يَا لَعِبَادِ اللَّهِ ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ}}، فشرح لها النبي سبب ما فعل، فقالت: {{اقتباس مضمن|أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟}}، فتبسم وقال: {{اقتباس مضمن|أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَفَهَلا عَدَلْتَ؟}}. فسمعها أباها، فهمّ بضربها، فأوقفه النبي محمد وقال له: {{اقتباس مضمن|إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=302965&bk_no=502&startno=50 أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305013241/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=302965&bk_no=502&startno=50 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=68}}</ref>
 
وقد كانت عائشة أكثر زوجات النبي غيرة وأشدهن حساسية في ذلك، فيُروى أنها قالت: {{اقتباس مضمن|مَا رَأَيْتُ صَانِعَةَ طَعَامٍ مِثْلَ صَفِيَّةَ {{عنها}}، بَعَثَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صلعم}} بِإِنَاءٍ فِيهِ طَعَامٌ، فَضَرَبْتُهُ بِيَدِي فَكَسَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ هَذَا؟ قَالَ : "إِنَاءٌ مَكَانُ إِنَاءٍ، وَطَعَامٌ مَكَانُ طَعَامٍ"}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=673&pid=332261&hid=10649 السنن الكبرى للبيهقي، كِتَابُ الْعَارِيَةِ، بَابُ مَنْ بَنَى أَوْ غَرَسَ فِي أَرْضِ غَيْرِهِ] [[إسلام ويب]]</ref> كما كانت تغار من زوجته الأولى [[خديجة بنت خويلد|خديجة]] رغم وفاتها، وتقر بذلك وتحكي : {{اقتباس مضمن|سْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ {{صلعم}} فعْرِفُ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ وَارْتَاعَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَالَةَ. قَالَتْ: فَغِرْت، فَقُلْت: مَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَك اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&hid=4474&pid=41731 عبد الحميد بن صالح] [[إسلام ويب]]</ref> فقال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا.}} فقالت: {{اقتباس مضمن|وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُك فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=962&pid=521227&hid=52 طرح التثريب للعراقي، بَابٌ فِي النِّسَاءِ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305071425/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=962&pid=521227&hid=52 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=69}}</ref>
 
وكما كانت عائشة تغير من أزواج النبي، كُنّ كذلك يغرن منها. أرسلن يومًا إليه [[فاطمة بنت محمد|فاطمة]] (أحب بناته)، وكان في بيت عائشة لتقول له: {{اقتباس مضمن|يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ}}، فقال لها: {{اقتباس مضمن|أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|بَلَى}}، فقال: {{اقتباس مضمن|فَأَحِبِّي هَذِهِ}}. فرجعت فاطمة لهن، وأخبرتهن الخبر، فأرسلن [[زينب بنت جحش]] بنفس القول، ثم وقعت زينب بعائشة، فاستطالت عليها، فردّت عائشة، فتبسم النبي محمد وقال: {{اقتباس مضمن|إِنَّهَا ابنَةُ أَبِيْ بَكْر}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=158&hid=4479&pid=108091 صحيح مسلم، كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ، بَاب فِي فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى ...] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=71}}</ref> وفي موقف آخر، غارت عائشة من مكث النبي محمد عند زوجته [[زينب بنت جحش]] التي كانت تسقيه عندها [[عسل|العسل]]، فتواصت هي وحفصة عند دخول النبي محمد على أي منهما أن تقل له: {{اقتباس مضمن|إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ{{للهامش|2}}}}، فقال: {{اقتباس مضمن|لا بَأْسَ شَرِبْتُ عَسَلا عِنْدَ زَيْنَبَ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ}}. فنزل الوحي بآية: {{قرآن مصور|التحريم|1|2|3|4}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=370&pid=187133&hid=2359 شرح السنة، كِتَابُ الطَّلاقِ، باب لَفْظِ التَّحْرِيمِ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305073401/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=370&pid=187133&hid=2359 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1364&pid=886143 العوالي الموافقات للأصبهاني - يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا، فتواصيت أنا ..] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305012700/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1364&pid=886143 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=72}}</ref>
 
وقد ذكر [[محمد الشوكاني|الشوكاني]] في [[فتح القدير]]، أن النبي محمد قد أصاب جاريته [[مارية القبطية]] (أم ولده [[إبراهيم بن محمد|إبراهيم]]) في [[غرفة]] زوجته حفصة في يوم عائشة، فغضبت حفصة وقالت {{اقتباس مضمن|يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ جِئْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ مَا جِئْتَهُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَزْوَاجِكَ فِي يَوْمِي وَفِي دَوْرِي عَلَى فِرَاشِي}}، فقال: {{اقتباس مضمن|أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟}} فقالت حفصة: {{اقتباس مضمن|بَلَى}} فحرَّمها النبي على نفسه، وقال لها: {{اقتباس مضمن|لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ}}، فذكرته لعائشة.<ref>[http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=80744 سبب طلاق النبي لحفصة دون عائشة]،[[إسلام ويب]] الإثنين 18 محرم 1428 - 5-2-2007 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170724003622/http://fatwa.islamweb.net:80/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=80744 |date=24 يوليو 2017}}</ref> فنزلت آية: {{قرآن مصور|التحريم|4}} فيهما لنهيهما عن الخوض في هذا الأمر.<ref name="ReferenceB">[http://islamport.com/w/mtn/Web/3007/8898.htm الموسوعة الشاملة - الجامع الصحيح المختصر - حديث رقم:4895] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170419033546/http://islamport.com:80/w/mtn/Web/3007/8898.htm |date=19 أبريل 2017}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/mtn/Web/3010/225.htm الموسوعة الشاملة - مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم:222] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140201120412/http://islamport.com/w/mtn/Web/3010/225.htm |date=01 فبراير 2014}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/mtn/Web/3000/12937.htm الموسوعة الشاملة - سنن النسائي الكبرى - حديث رقم:9157] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304194435/http://islamport.com/w/mtn/Web/3000/12937.htm |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/mtn/Web/2997/5382.htm الموسوعة الشاملة - الجامع الصحيح سنن الترمذي - حديث رقم:3318] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140201120400/http://islamport.com/w/mtn/Web/2997/5382.htm |date=01 فبراير 2014}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/mtn/Web/3005/8367.htm الموسوعة الشاملة - صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان - حديث رقم:4187] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140201120424/http://islamport.com/w/mtn/Web/3005/8367.htm |date=01 فبراير 2014}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/tfs/Web/40/4701.htm الموسوعة الشاملة - تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج8 ص162] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304115536/http://islamport.com/w/tfs/Web/40/4701.htm |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/tfs/Web/2399/5161.htm الموسوعة الشاملة - الدر المنثور للسيوطي ج8 ص214] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20140201120405/http://islamport.com/w/tfs/Web/2399/5161.htm |date=01 فبراير 2014}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/tfs/Web/43/13713.htm الموسوعة الشاملة - جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ج23 ص485] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304113312/http://islamport.com/w/tfs/Web/43/13713.htm |date=04 مارس 2016}}</ref>
 
==== حادثة الإفك ====
{{مفصلة|حادثة الإفك}}
كان النبي محمد حين يخرج في غزواته يقترع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها. ووفقًا لمُعتقد أهل السُنَّة فإنَّه في غزوة غزاها خرج سهم عائشة، فخرجت معه وكانت ذلك بعد نزول آية [[حجاب|الحجاب]]. وبعد أن فرغ النبي محمد من غزوته وبينما هم في طريق العودة إلى المدينة، مشيت عائشة مبتعدة عن الجيش حتى قضت حاجتها. ثم عادت إلى راحلتها، فافتقدت عقد لها، فعادت تلتمسه. فأقبل الموكلون براحلتها، فساروا دون أن يدركوا أنها ليست في هودجها. وبعد فترة، عادت عائشة لتجد الجيش قد رحل، فانتظرت في موضعها، ظنًا منها أنهم سيفتقدونها فيرجعون لها، ثم غلبها النوم فنامت. ثم مر [[صفوان بن المعطل]] السلمي، وكان قد تأخر عن الجيش فرآها فعرفها. فأناخ راحلته، حتى ركبت، وانطلق بها حتى بلغا الجيش. وبعد ذلك، انطلقت الأحاديث حول تلك الحادثة، وقال أناس أن شيء ما قد حدث بين عائشة وابن المعطل، وكان على رأس هؤلاء [[عبد الله بن أبي بن سلول]]. وبعد العودة إلى المدينة، اشتكت عائشة من المرض شهرًا، والناس يخوضون في الحديث. بل وتغيّر النبي محمد في تعامله مع عائشة. وبعد أن نقهت، علمت عائشة من أم [[مسطح بن أثاثة]] بما يقول الناس، فازداد [[مرض]] عائشة، ثم استأذنت النبي أن تلحق ببيت أهلها، فأذن لها. أرسل النبي محمد إلى [[علي بن أبي طالب]] و[[أسامة بن زيد]] يستشيرهما في تطليق عائشة، فأثنى عليها أسامة بن زيد، وقال فيها خيرًا، فيما قال علي: {{اقتباس مضمن|يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ}}. فأرسل النبي محمد إلى [[بريرة مولاة السيدة عائشة|بريرة مولاة عائشة]]، فقال: {{اقتباس مضمن|أَيْ بَرِيرَةُ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ؟}} فقالت في عائشة خيرًا. فذهب النبي محمد إلى بيت أبي بكر، وفتشهّد ثم قال لعائشة: {{اقتباس مضمن|مَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.}} فتلت عائشة آية:{{قرآن مصور|يوسف|18}} ثم نزل الوحي: {{قرآن مصور|النور|11|12|13|14|15|16|17|18|19|20|21}}. فلما نزلت براءة عائشة، أقسم أبو بكر ألا ينفق على مسطح بن أثاثة وقد كان ممن تكلموا في حق عائشة، فنزل الوحي بقوله: {{قرآن مصور|النور|22}}، فعاد أبو بكر إلى الانفاق على مسطح.<ref>[http://hadith.al-islam.com/Page.aspx?pageid=192&BookID=24&PID=4495 صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة النور، باب لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا إلى قوله الكاذبون] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171229112430/http://hadith.al-islam.com/Page.aspx?pageid=192&BookID=24&PID=4495 |date=29 ديسمبر 2017}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=53-60}}</ref>
 
يقول [[عباس العقاد|العقاد]] في كتابه «الصديقة بنت الصديق» موقف [[مستشرق|المستشرقين]] في [[حادثة الإفك]] الذين لا يزالون يجزمون بتلك الواقعة: {{اقتباس مضمن|إن غرض [[عبدالله بن أبي بن سلول|ابن سلول]] هذا لهو بعينه غرض كل متشبث بحديث الإفك إلى يومنا هذا، ليتخذ منه سبيلاً إلى الطعن في الإسلام ونبي الإسلام، وبخاصة المبشرين من المستشرقين. فمن هؤلاء من غلب عليه أدب التربية واستبعد حديث الإفك كما فعل [[وليم موير|موير]]، حيث قال إن سيرة عائشة قبل الحادث وبعده لتوجب علينا أن نعتقد ببرائتها من التهمة.<ref>[http://www.answering-islam.org/Books/Muir/Life3/chap16.htm THE BIOGRAPHY OF MAHOMET, AND RISE OF ISLAM. CHAPTER SIXTEENTH. The Fourth and Fifth Years of the Hegira; or from the middle of 625 A.D. to the end of 626 A.D. Ætat 57, 58.] يقول موير: {{اقتباس مضمن|Little remark is needed regarding the character of Ayesha, and the pretended message from the Almighty to which it gave occasion. There are not materials sufficient for deciding upon the charges brought against her, and the question is immaterial.}} في إشارة منه إلى نقص الأدلة بصحة الإدعاء مقارنة بحسن سيرة عائشة. {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170716215810/http://www.answering-islam.org:80/Books/Muir/Life3/chap16.htm |date=16 يوليو 2017}}</ref> ومنهم من نقل الحكاية وخلطها بالمعجزات التي لا يصدقها غير المسلم، كما فعل [[واشنطن إيرفنج]] في سيرة النبي {{عليه السلام}}، فلم يقطع بنفي صريح أو ترك الباب مفتوحاً للتأويلات والأقاويل.<ref>[http://thriceholy.net/Texts/Irving2.html#1.22 Mohammed and His Successors. Washington Irving - CHAPTER XXII. Expedition of Mohammed against the Beni Mostalek.—He espouses Barra, a captive.—Treachery of Abdallah Ibn Obba.—Ayesha slandered.—Her vindication.—Her innocence proved by a revelation.] نقل إيرفينج الحادثة وفق ما جاء في الرواية دون أن يُعقبّ عليها بالسلب أو الإيجاب، إلا استنباطه في قوله {{اقتباس مضمن|The revelation at once convinced the pious Ali of the purity of Ayesha; but she never forgot nor forgave that he had doubted; and the hatred thus implanted in her bosom was manifested to his great detriment in many of the most important concerns of his after life.}} أن هذه الحادثة كانت سببًا زرع بذور الكراهية في صدر عائشة تجاه علي بن أبي طالب {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160401201120/http://thriceholy.net/Texts/Irving2.html |date=01 أبريل 2016}}</ref> ومنهم من زعم أن السيدة عائشة ابتعدت يوماً كاملا عن النبي قضته في صحبة [[صفوان بن المعطل|صفوان]] خلافاً لكل ما جاء في كل قصة وردت إلينا عن حادثة الإفك، مثل [[جون ميدوس روديل|رودويل]] صاحب ترجمة معاني كلمات [[قرآن|القرآن]]، حيث عرض لهذا الحديث في حاشية من حواشي [[سورة النور]].<ref>
 
[http://www2.hn.psu.edu/faculty/jmanis/koran/koran.pdf The Noble Qur'an - THE KORAN Translated from the Arabic by the Rev. J.M. Rodwell, M.A. with an Introduction by the Rev. G. Margoliouth, M.A - SURA XXIV.–LIGHT &#91;CV.&#93; pg.528] زعم رودويل أن عائشة وصفوان غابا ليوم كامل في تفسيره لإحدى آيات سورة النور: {{اقتباس مضمن| The rumour of improper intimacy between Ayesha and Safwan Ibn El Moattal, during Muhammad’s return from the expedition against the tribe of Mostaliq (an. Hej. 9), in which he was separated from her for an entire day, which she passed in the company of Safwan, who had found her when
accidentally left behind. Verses 4-26 were revealed shortly after the return.}}</ref> ومع ذلك هؤلاء هم أشد المستشرقين حذراً في تعرضه لحادثة الإفك. أما بعض المستشرقين المبشرين لم يحذروا هذا الحذر بل جزموا بصحة الحديث، وقال بعضهم إن محمداً استنزل تلك الإيات ليحمي سمعة زوجته، ويدين الوشاة بالعقاب الذي نزل في تلك السورة. وجهلهم للقرآن هو الذي أوقعهم في تلك الفرية على غير علم بمصادرها وموردها.}}<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=61-62}}</ref>
 
أمَّا بالنسبة للشيعة، فقد ذكر بعضُ العُلماء نقلًا عن أحدايث مُختلفة منسوبة لآل البيت النبويّ، أنَّ الإفك تحقق لماريَّة القبطيَّة، وأنَّ الآية نزلت بحقِّها، ووفقًا لهذه الرواية فإنَّ عائشة اتهمت ماريَّة القبطيَّة بالزنا، فذكرت أنَّ ولدها إبراهيم ليس من الرسول، بل من عبدٍ قبطيّ كان [[المقوقس|المُقوقس]] عامل الروم على مصر قد أهداه إلى الرسول مع ماريَّة، وكان يدير شؤونها ويخدمها، فغضب النبي من كلام عائشة وأرسل [[علي بن أبي طالب|عليّ]] لقتل القبطي، لكنَّ عليًا اقترح أن يتدبّر الأمر ويتحقق من صحَّة الكلام المنسوب للقبطيّ أولًا، فأذن له الرسول بذلك. فأخذ عليّ السيف وجاء إلى البُستان الذي يعمل فيه القبطي، فلما رأى عليًا والسيف بيده خاف القبطي وصعد على شجرة فنظر علي إلى الأعلى فإذا بالقبطيّ ممسوح ليس له ذكر وآلة رجوليّة، فجاء وأخبر النبيّ بالحقيقة، فدفع الله التهمة عن ماريَّة ونزلت في حقَّها الآيات الدالة على براءتها. ويقول عُلماء الشيعة بعدم صحَّة الرواية السُنيَّة كون الرواي لهذه القصة هي عائشة وأمها ولا يروي ذلك غيرهما، فالظاهر وفقًا لعُلماء الشيعة أنَّ الحديث الذي يرويه العامة موضوعٌ ومُختلق،<ref>[http://www.sibtayn.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=23800&Itemid=3957 مؤسسة السبطين عليهما السلام. ما هي حقيقة حادثة الإفك؟ ] بقلم السيد حسين الشاهرودي {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150924101609/http://www.sibtayn.com/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=23800&Itemid=3957 |date=24 سبتمبر 2015}}</ref> فمثل هذه الحادثة التي نزلت فيها أكثر من عشر آيات من القرآن ينبغي أن تروى فيها رواية واحدة على الأقل عن صحابي آخر يوافق فيها عائشة في أنها هي المرأة المقذوفة بالزنا، ولكن ذلك لم يحصل.<ref>[http://www.almohsin.org/?act=artc&id=252 موقع الشيخ علي آل مُحسن: تأملات في حادثة الإفك] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160715190416/http://www.almohsin.org:80/?act=artc&id=252 |date=15 يوليو 2016}}</ref>
 
=== وفاة النبي محمد ===
لما مرض النبي محمد مرضه الأخير، كانت رغبته أن يُمرّض في بيت عائشة، فأذنت له زوجاته.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=2137&idfrom=6841&idto=6856&bookid=52&startno=6 صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305014335/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=2137&idfrom=6841&idto=6856&bookid=52&startno=6 |date=05 مارس 2016}}</ref> وفي فترة مرضه تلك، جاءه [[بلال بن رباح|بلال]] يؤذنه بالصلاة، فقال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ}}، فقالت عائشة: {{اقتباس مضمن|يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ{{للهامش|3}} وَمَتَى مَا يَقُومُ مَقَامَكَ يَبْكِي فَلا يَسْتَطِيعُ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ}}، فقال: {{اقتباس مضمن|مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ [[يوسف|يُوسُفَ]]}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=54&ID=2253 سنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305034348/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=54&ID=2253 |date=05 مارس 2016}}</ref> وقالت عائشة بعد ذلك: {{اقتباس مضمن|فَوَاللَّهِ مَا حَمَلَنِي حِينَئِذٍ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي ذَلِكَ إِلا كَرَاهِيَةَ أَنْ يَشْأَمَ النَّاسُ بِأَوَّلِ رَجُلٍ يَقُومُ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ أَبَدًا}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1505&pid=892759 الثاني من حديث أبي العباس الأصم، ليصل بالناس أبو بكر. فقالت له عائشة: يا رسول الله] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305013334/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1505&pid=892759 |date=05 مارس 2016}}</ref> وفي يوم الوفاة، دخل [[عبد الرحمن بن أبي بكر]] وبيده السواك، وعائشة مسندة النبي محمد إلى صدرها، فرأته ينظر إلى عبد الرحمن فعرفت أنه يحب السواك، فقالت: {{اقتباس مضمن|آخذه لك}}، فأشار برأسه أن نعم، فناولته فاشتد عليه، فقالت: {{اقتباس مضمن|ألينه لك؟}} فأشار برأسه أن نعم، فلينته.<ref>[http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=19239 وفاة النبي صلى الله عليه وسلم] إسلام ويب {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170620155320/http://fatwa.islamweb.net:80/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=19239 |date=20 يونيو 2017}}</ref> ثم حضرت النبي محمد الوفاة، فتذكر عائشة ذلك قائلة: {{اقتباس مضمن|فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ فِي بَيْتِي فَقَبَضَهُ اللَّهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ لَبَيْنَ نَحْرِي وَسَحْرِي وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=9537&idto=9538&bk_no=52&ID=2910 صحيح البخاري، كتاب النكاح ، باب إذا استأذن الرجل نساءه في أن يمرض في بيت بعضهن فأذن له] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=81}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=2270&idfrom=7983&idto=8030&bookid=52&startno=8 صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته] [[إسلام ويب]]</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=367893&hid=4119 وَمُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ أَبُو بَكْرٍ الْهَمَذَانِيُّ ..] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305042655/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=146&pid=367893&hid=4119 |date=05 مارس 2016}}</ref>
 
ودفن النبي محمد في حجرة عائشة في المكان الذي توفي فيه. ويروي [[سعيد بن المسيب]] عن عائشة أنها رأت في منامها كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتي، فسألت أباها، فقال: {{اقتباس مضمن|يَا عَائِشَةُ، إِنْ تَصْدُقْ رُؤْيَاكِ يُدْفَنُ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ ثَلاثَةٌ}}، فلما توفي النبي محمد ودفن، قال لها أبو بكر: {{اقتباس مضمن| يَا عَائِشَةُ، هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ، وَهُوَ أَحَدُهَا}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4274&idto=4276&bk_no=74&ID=1885 المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، كتاب المغازي والسرايا، رؤيا عائشة ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها وتعبيرها] [[إسلام ويب]]</ref> ثم دُفن بعد ذلك في حجرتها أبو بكر و[[عمر بن الخطاب]]، فكان ذلك تمام الثلاثة أقمار.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=84}}</ref>
سطر 67:
=== بعد وفاة النبي محمد ===
{{مفصلة|موقعة الجمل}}
بعد وفاة النبي محمد واختيار أبي بكر خليفة للمسلمين، لزمت عائشة حجرتها، ولما أراد أزواج النبي أن يرسلن [[عثمان بن عفان|عثمان]] إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من النبي محمد، استنكرت عائشة وقالت لهن: {{اقتباس مضمن|أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلعم}} لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5370&idto=5378&bk_no=53&ID=824 صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305014319/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=5370&idto=5378&bk_no=53&ID=824 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=89}}</ref> ولم تطل خلافة أبي بكر، فحضرته الوفاة بعد سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال من خلافته. وقد أشرفت عائشة على مرض أبيها، فكانت تعزي نفسها ببيت شعر قائلة:
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى|إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر}}
سطر 77:
فقال أبو بكر: {{اقتباس مضمن|ذَاكَ رَسُوْلُ الله {{صلى}}}}.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=90}}</ref> وقد أوصى أبو بكر عائشة أن يدفن بجوار النبي محمد، فلما توفي حفر له في حجرة عائشة، وجُعل رأسه عند كتفي النبي محمد.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=91}}</ref>
 
بعد وفاة أبي بكر، كرّست عائشة حياتها لنشر الدين الإسلامي، فكانت تروي [[حديث نبوي|الحديث]] و[[فتوى|تفتي]] في أمور الدين، وكان عمر ثم عثمان يرسلان إليها فيسألانها.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=124703&hid=344 أنساب الأشراف للبلاذري، أزواج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305020104/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=124703&hid=344 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=92}}</ref> ولما طُعن عمر، أرسل ابنه [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله]] ليستأذن عائشة في أن يدفن إلى جوار النبي محمد وأبي بكر.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=1826&pid=906559 الثاني من فضائل عمر بن الخطاب، اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل : عمر يقرئك السلام] [[إسلام ويب]]</ref> فقالت عائشة: {{اقتباس مضمن|قَدْ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي وَلأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي}}. فعاد عبد الله بالخبر إلى أبيه، فقال: {{اقتباس مضمن|الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمْ، وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ}}.<ref>[http://islamport.com/w/trj/Web/2833/272.htm صفة الصفوة - ابن الجوزي - الموسوعة الشاملة] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141022225813/http://islamport.com/w/trj/Web/2833/272.htm |date=22 أكتوبر 2014}}</ref> وبعد وفاته، عاد عبد الله فاستأذن عائشة، فأذنت له، فكان عمر ثالث ثلاثة دفنوا في حجرتها.<ref name="طهماز 1994 95">{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=95}}</ref>
[[ملف:Ali and Aisha at the Battle of the Camel.jpg|تصغير|يمين|رسم تُركي عُثماني لموقعة الجمل، وقد غُطي وجه كلًا من عائشة وعليّ باللون الأبيض.]]
وفي عهد عثمان، حجّ عثمان بأمهات المؤمنين وفيهم عائشة، فأكرم منزلتهن فجعل [[عبد الرحمن بن عوف]] على مقدمة قاطرتهن، و[[سعيد بن زيد]] على مؤخرة القاطرة.<ref name="طهماز 1994 95"/> وظلت عائشة على علاقة طيبة بعثمان حتى مقتله، فكانت من أوائل من طالب بدمه والقصاص من قتلته والثائرين عليه.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=99}}</ref> كانت عائشة في مكة وقت مقتله، وبلغها الخبر في طريق عودتها للمدينة، فقفلت راجعة إلى مكة، واجتمع الناس إليها فقالت: {{اقتباس مضمن|يا أيها الناس إن الغوغاء من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا أن عاب الغوغاء على هذا المقتول بالأمس الإرب واستعمال من حدثت سنه. وقد استعمل أسنانهم قبله، ومواضع من مواضع الحمى حماها لهم وهي أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها، فتابعهم ونزع لهم عنها استصلاحا لهم. فلما لم يجدوا حجة ولا عذرًا خلجوا وبادوا بالعدوان ونبا فعلهم عن قولهم فسفكوا الدم الحرام، واستحلوا البلد الحرام وأخذوا المال الحرام، واستحلوا الشهر الحرام. والله لإصبع عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم فنجاة من اجتماعكم عليهم حتى ينكل بهم غيرهم ويشرد من بعدهم. ووالله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبًا لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء}}.<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/2893/1272.htm تاريخ الأمم والملوك، محمد بن جرير الطبري أبو جعفر، دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407] [[الموسوعة الشاملة]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=115-116}}</ref> كانت عائشة ترى بمظلومية عثمان في دعوى الثائرين عليه، خاصة وهي التي روت حديث وصية النبي محمد لعثمان لكي لا يتنازل عن الخلافة إن وليها مهما طلبوا منه ذلك، فقد روى [[النعمان بن بشير]] عن عائشة أنها قالت: {{اقتباس مضمن|قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {{صلى}}: يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا، فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ، فَلَا تَخْلَعْهُ، يَقُولُ: ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ}}، قال النعمان فقلت لعائشة: {{اقتباس مضمن|مَا مَنَعَكِ أَنْ تُعْلِمِي النَّاسَ بِهَذَا؟}}، قالت: {{اقتباس مضمن|أُنْسِيتُهُ وَاللَّهِ}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=54&ID=205 سنن ابن ماجه ، كتاب المقدمة ، أبواب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب فضل عثمان رضي الله عنه] [[إسلام ويب]]</ref><ref name="طهماز 1994 119">{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=119}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=349&pid=183199&hid=421 السنة لأبي بكر بن الخلال، خِلافَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305021912/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=349&pid=183199&hid=421 |date=05 مارس 2016}}</ref> بل وغضبت عائشة من أخيها [[محمد بن أبي بكر|محمد]] لما كان له من دور في حصار عثمان.<ref name="طهماز 1994 119"/>
[[ملف:Mrs Aisha room.jpg|تصغير|حجرة عائشة حيث دفن النبي [[محمد]] وصاحبيه [[أبو بكر الصديق|أبو بكر]] و[[عمر بن الخطاب|عمر]].]]
بعد مبايعة [[علي بن أبي طالب]] بالخلافة، قصدت عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام على رأس جيش جرار [[البصرة]]، وطالبوا عليًا بمعاقبة قتلة عثمان، فأعد علي جيشًا من رجال الكوفة، وإتجه لملاقاتهم وحسب رواية أرسل لهم بضع رجاله يدعوهم للتريّث حتى تهدأ الأمور، فيتسنّى له القبض على قتلة عثمان، وتنفيذ القصاص فيهم، فالأمر يحتاج إلى الصبر. فاقتنعوا بفكرة علي التي جاءهم بها [[القعقاع بن عمرو التميمي]]، وباتوا ليلتهم على ذلك. غير أن هناك من دبّر للفتنة بين الفريقين في الليل، فدسوا في كلا المعسكرين من يقتل بعض الجنود ليتأجج القتال بين الفريقين بعد أن يظن كلا الطرفين أن الطرف الآخر غدر به. وبحسب رواية أخرى، جاء جيش علي ليواجه جيش عائشة ومن معها وبعد جدال مع قادة الجيش أمر علي بأن يتقدم أحد الفتية نحو جيش عائشة حاملاً القرآن ويدعوهم إليه، فقطعوا يداه فحمل القرآن بأسنانه حتى قتلوه، فانتفض علي بجيشه ليهاجم جيش عائشة.<ref>[//ar.wikisource.org/wiki/تاريخ_الطبري/الجزء_الرابع#.D8.A3.D9.85.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D9.82.D8.AA.D8.A7.D9.84 تاريخ الطبري\الجزء الرابع\خبر وقعة الجمل من رواية أخرى]</ref> واندلعت المعركة التي وقع فيها طلحة والزبير قتلى. ولما رأت عائشة ما يجري من قتال، ناولت [[كعب بن سور الأزدي]] الذي كان يُمسك بلجام ناقتها مصحفًا، وأمرته أن يدعوا الناس للكف عن القتال قائلةً: {{اقتباس مضمن|خل يا كعب عن البعير، وتقدم بكتاب الله فادعهم إليه}}. فرمي بعضهم كعب بسهم قتله، وأصيبت عائشة نفسها في يدها بسهم طائش اخترق هودجها. ثم استحرّ القتال حول الجمل الذي يحمل هودج عائشة، حتى عُقر الجمل، وانتهت المعركة بانتصار أصحاب علي. ثم أمر علي بتنحية هودج عائشة، وأرسل أخاها محمد بن أبي بكر لتفقُّد حالها، فلما اطمئن على حالها، جهّزها بالزاد، وأعادها إلى المدينة برفقة أخيها محمد وابنيه [[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] و[[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] وأربعين امرأة من نساء البصرة المعروفات.<ref>أنظر المراجع:
* [http://islamport.com/d/3/tkh/1/42/613.html الكامل في التاريخ] لابن الأثير
* [http://islamport.com/d/3/tkh/1/133/2655.html مروج الذهب] للمسعودي
* [http://islamport.com/d/3/tkh/1/76/1895.html تاريخ الرسل والملوك] للطبري {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170226180910/http://islamport.com:80/d/3/tkh/1/42/613.html |date=26 فبراير 2017}}</ref>
 
=== وفاتها ===
سطر 96:
تختلف نظرة بعض [[الشيعة]] لعائشة بنت أبي بكر من ناحية المكانة والتقديس، فهم يجدون أنها كانت معادية لأهل البيت وتجلى ذلك في عدة حوادث أهمها تجييشها للجيوش والكتائب لحرب علي، فبعض الشيعة يرون أن حرب الجمل لم تكن من أجل أخذ الثأر لعثمان، وإنما لإسقاط خلافة علي بن أبي طالب وتقويض أركان حكمه. وقد ألف فيها متأخروهم ومتقدموهم كتبًا في ذمها ككتاب «الكافئة في إبطال توبة الخاطئة» [[الشيخ المفيد|للشيخ المفيد]] من المتأخرين وفي أجزاء المثالب [[المجلسي|للمجلسي]] والفاحشة [[ياسر الحبيب|لياسر الحبيب]]، ورووا في ذمها روايات عن النبي محمد وأهل البيت. فقالوا أن النبي محمد قال: {{اقتباس مضمن|ما تدع عائشة عداوتنا أهل البيت}}.<ref>الصراط المستقيم للنباطي العاملي ج3 ص167</ref> وأن [[جعفر الصادق]] سأل يومًا أصحابه: {{اقتباس مضمن|تدرون مات النبي {{صلى الله عليه وآله وسلم}} أو قُتل؟ إن الله يقول: {{قرآن|أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}}، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه!{{للهامش|4}}}} فقالوا: {{اقتباس مضمن|إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله!}}.<ref>تفسير العياشي ج1 ص200</ref> وغيرها من الأحاديث المنقولة على لسان جعفر الصادق.<ref>دلائل الإمامة [[أبو إسحاق الطبري|لأبي إسحاق الطبري]] ص26</ref>
 
يتفق جمهور علماء الشيعة على تنزيه عائشة من الزنا بل إنهم يرون أن كل زوجات الأنبياء منزهات عن الفاحشة<ref>[http://imamsadeq.com/ar/index/book?bookID=158&page=7 الأجوبة الهادية إلى سواء السبيل\عبد الله الحسيني السؤال 69] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160304084454/http://imamsadeq.com/ar/index/book?bookID=158&page=7 |date=04 مارس 2016}}</ref><ref>[http://www.burnews.com/news/2010/09/30/في-فتوى-أصدرها-خامنئي-ردا-على-الحبيبتحريم-الإساءة-لرموز-أهل-السنة،-ونساء-النبي-محمد في فتوى أصدرها خامنئي ردا على الحبيب..تحريم الإساءة لرموز أهل السنة، ونساء النبي محمد]</ref> ويقول في هذا [[عبد الحسين شرف الدين العاملي]]: {{اقتباس مضمن|أنها عند الإمامية وفي نفس الأمر والواقع أنقى جيبًا، وأطهر ثوبًا، وأعلى نفسًا، وأغلى عرضًا، وأمنع صونًا، وأرفع جنابًا، وأعز خدرًا، وأسمى مقامًا من أن يجوز عليها غير النزاهة أو يمكن في حقها إلا العفة والصيانة}}.<ref>[http://www.shiaweb.org/books/al-fusol_al-muhema/pa27.html - الفصول المهمة في تأليف الأمة - السيد شرف الدين ص 156] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160315045240/http://www.shiaweb.org/books/al-fusol_al-muhema/pa27.html |date=15 مارس 2016}}</ref> وكان الأمين العام [[المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية|للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية]] في [[إيران]] آية الله محمد علي تسخيري قد ذكر في حوار له في مؤتمر عقد [[الدوحة|بالدوحة]] أنَّ عُلماء الاثنا عشريَّة المُعاصرين يجلّون ويحترمون عائشة خلافاً لمتقدميهم، فقال: {{اقتباس مضمن|إننا جميعا نحترم السيدة عائشة [[أم المؤمنين]] {{عنها}}}}.<ref>[http://www.qatar-conferences.org/mazaheb/viewlastnews.php?id=110'''مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الإسلامية''']، تاريخ الوصول [[13 أكتوبر]] [[2009]].</ref>
 
== عِلمها بالدين ==
كانت عائشة من أعلم النساء بدين الإسلام وما اتصل به من قرآن وتفسير وحديث و[[فقه إسلامي|فقه]]، فقد قال [[مسروق بن الأجدع]]: {{اقتباس مضمن|رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=44495&hid=9756 الطبقات الكبرى لابن سعد » طَبَقَاتُ الْكُوفِيِّينَ » ذِكْرُ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ... » عَائِشَةُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بْنِ أبي قُحَافَةَ ... - حديث رقم:9756] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20141028154047/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=82&pid=44495&hid=9756 |date=28 أكتوبر 2014}}</ref>}}. وكان عمر يحيل إليها كل ما يتعلق بأحكام النساء، أو بأحوال النبي البيتية، لا يضارعها في هذا الإختصاص أحدٌ على الإطلاق. وقال [[محمد بن مسلم الزهري|الزهري]]: {{اقتباس مضمن|لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=119&idfrom=143&idto=151&bookid=60&startno=6 المكتبة الإسلامية - سير أعلام النبلاء » الصحابة رضوان الله عليهم » عائشة أم المؤمنين 7/9] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305013540/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=60&ID=119&idfrom=143&idto=151&bookid=60&startno=6 |date=05 مارس 2016}}</ref>}}. بل وقال [[أبو عبد الله الحاكم النيسابوري|الحاكم]] في [[المستدرك على الصحيحين (كتاب)|المستدرك]] أن {{اقتباس مضمن|مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْعِلْمِ وَالشِّعْرِ وَالطِّبِّ مِنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ<ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-2266#page-7446 المكتبة الشاملة - المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم:6733] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20170725172234/http://shamela.ws:80/browse.php/book-2266 |date=25 يوليو 2017}}</ref><ref name="shamela.ws">[http://shamela.ws/browse.php/book-26568/page-2029 شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية] [[المكتبة الشاملة]]</ref>}}، وقال [[أبو موسى الأشعري]]: {{اقتباس مضمن|ما أشكل علينا أصحاب رسول الله {{صلى}} حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا}}.<ref name="الترمذي"/><ref name="طهماز174"/>
 
كانت عائشة كثيرة السؤال للنبي محمد عن معاني الآيات القرآنية، فمكّنها ذلك من القدرة على تفسير القرآن.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=183}}</ref> كما تمتعت عائشة بنت أبي بكر بذاكرة قوية مكّنتها من رواية الكثير من الأحاديث عن النبي محمد، إلى جانب حفظها الكثير من الشعر والأمثال، بالإضافة إلى كثرة سؤالها للنبي محمد، حتى قال عنها ابن أبي مليكة: {{اقتباس مضمن|كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا وراجعت فيه حتى تعرفه}}.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=177}}</ref> فكانت تصحح للصحابة ما أخطأوا فيه، فقد بلغها يومًا أن [[عبد الله بن عباس]] أفتى بأن من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه، فقالت: {{اقتباس مضمن|ليس كما قال ابن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله {{صلى}} بيدي، ثم قلدها رسول الله {{صلى}} بيديه، ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على رسول الله {{صلى}}شيء أحله الله له حتى نحر الهدي}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3119&idto=3120&bk_no=52&ID=1083 صحيح البخاري، كتاب الحج، باب من قلد القلائد بيده] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305014300/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3119&idto=3120&bk_no=52&ID=1083 |date=05 مارس 2016}}</ref> وقد ألّف [[الزركشي|بدر الدين الزركشي]] كتابًا ذكر فيه كل المسائل التي قيل أن عائشة استدركتها على الصحابة، وسماه «الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة عن الصحابة»، وقد حقق في تلك في هذه المسائل وبين صحيحها من ضعيفها.<ref name="طهماز174"/> وكانت عائشة تبذل الوسيلة لشرح الدين، فكانت تلجأ أحيانًا للشرح العملي كأن تتوضأ أمام بعضهم لتُعلّمه كيف يتوضأ،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=319&hid=99&pid=146999 سنن النسائى الصغرى ، كِتَاب الطَّهَارَةِ، بَاب مَسْحِ الْمَرْأَةِ رَأْسَهَا] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=179-180}}</ref> بل وتبادر إلى بيان الأحكام حتى دون أن تُسأل،<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=53&ID=138&idfrom=817&idto=821&bookid=53&startno=3 صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب حكم المني] [[إسلام ويب]]</ref> كما كانت تلجأ [[استدلال|للاستدلال]] في الفقه.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=1&ID=330 صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل ولقد رآه نزلة أخرى وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=181-182}}</ref>
 
وقد روت عائشة العديد من الأحاديث عن النبي محمد مباشرة، لما توفّر لها من حظ ملازمته، وقلّما روت عن أحدهم عن النبي محمد،<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=187}}</ref> فأصبحت حجرتها مقصد طلاب الحديث، حتى قال [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] أن أكثر من مئة شخص روى عن عائشة. ويعد أشهر من روى عن عائشة من الصحابة [[عمر بن الخطاب]] وابنه [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|عبد الله]] و[[أبو هريرة]] و[[أبو موسى الأشعري]] و[[عبد الله بن عباس]] و[[عبد الله بن الزبير]]، ومن التابعين [[عروة بن الزبير]] و[[القاسم بن محمد بن أبي بكر]] و[[علقمة بن قيس]] و[[عكرمة البربري|عكرمة]] و[[مجاهد بن جبر|مجاهد]] و[[عامر الشعبي|الشعبي]] وزر بن حبيش و[[مسروق بن الأجدع]] و[[عبيد بن عمير الليثي]] و[[سعيد بن المسيب]] و[[الأسود بن يزيد]] و[[محمد بن سيرين]] و[[طاووس بن كيسان]] و[[عطاء بن أبي رباح]] و[[سليمان بن يسار]] وعلى بن الحسين و[[يحيى بن يعمر]] و[[ابن أبي مليكة]] و[[أبو بردة بن أبي موسى الأشعري]] و[[أبو الزبير المكي]] و[[مطرف بن عبد الله بن الشخير]] وغيرهم، ومن النساء [[عمرة بنت عبد الرحمن]] و[[معاذة العدوية]] و[[عائشة بنت طلحة]] وجسرة بنت دجاجة وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وخيرة أم [[الحسن البصري]] و[[صفية بنت شيبة]] وغيرهن.<ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=189}}</ref> وقد عدّ الذهبي أحاديث عائشة 2210 حديث، منها 174 [[متفق عليه]]، وانفرد [[البخاري]] بأربعة وخمسين حديثًا، و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] بتسعة وستين حديثًا.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=143&idto=151&bk_no=60&ID=119 المكتبة الإسلامية - سير أعلام النبلاء » الصحابة رضوان الله عليهم » عائشة أم المؤمنين 1/9] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160914004520/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=143&idto=151&bk_no=60&ID=119 |date=14 سبتمبر 2016}}</ref>
 
== عائشة وحقوق النساء ==
لمحبة النبي محمد لعائشة، كانت النساء يلجأن إلى عائشة لتنقل شكواهن إلى النبي محمد لما لها من مكانة عنده، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد. فتروي عائشة أن الرجل كان يُطلّق امرأته ما شاء ثم يرجعها في عدتها، وإن طلقها مائة مرة، حتى قال رجل لامرأته: {{اقتباس مضمن|والله لا أطلقك فتبيني مني، ولا آويك أبدًا}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|وكيف ذلك؟}}، قال: {{اقتباس مضمن|أطلقك، فكلما همت عدتك أن تنقضي راجعتك}}. فذهبت المرأة إلى عائشة فأخبرتها، فانتظرت عائشة حتى جاء النبي محمد فأخبرته، فنزل الوحي بقوله: {{قرآن مصور|البقرة|229|230}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2123&idto=2128&bk_no=47&ID=895 نيل الأوطار، كتاب الرجعة والإباحة للزوج الأول] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305014429/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2123&idto=2128&bk_no=47&ID=895 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=76}}</ref> وفي مثال آخر، دخلت فتاة على عائشة تشتكي بأن أباها زوجها بابن أخيه وهي كارهة، فأخبرت عائشة النبي محمد، فأرسل إلى أبيها، فجعل الأمر إليها، فقالت: {{اقتباس مضمن|يا رسول الله، قد أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن أعلم النساء من الأمر شيئًا؟}}.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=315&pid=141825&hid=5206 السنن الكبرى للنسائي، كِتَابُ النِّكَاحِ، الْبِكْرُ يُزَوِّجُهَا أَبُوهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ][[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=77}}</ref>
 
وبعد وفاة النبي محمد، بقيت عائشة تدافع عن المرأة، وتنكر على كل من يتكلم بشيء ينال من كرامة المرأة وتغضب منه. فقد دخل عليها يومًا رجلان فقالا: {{اقتباس مضمن|إن [[أبو هريرة|أبا هريرة]] يحدث أن النبي كان يقول إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار}}، فغضبت ثم قالت: {{اقتباس مضمن|كذب، والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا عن رسول الله {{صلى}}، إنما قال رسول الله {{صلى}}: كان أهل الجاهلية يقولون: إن الطيرة في الدابة والمرأة والدار}}، ثم قرأت: {{قرآن مصور|الحديد|22}}<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=189&pid=817475 تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، أهل الجاهلية يقولون: إن الطيرة في الدابة، والمرأة] [[إسلام ويب]]</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=78}}</ref>
 
وكما كانت شديدة الدفاع عن النساء وحقوقهن، كانت شديدة الإنكار على النساء اللواتي يخالفن سنة النبي محمد وأحكام [[شريعة إسلامية|الشريعة]]. فقد دخل عليها يومًا نسوة من أهل [[الشام]]، فقالت: {{اقتباس مضمن|ممن أنتن؟}}، قلن: {{اقتباس مضمن|من أهل الشام}}، قالت: {{اقتباس مضمن|لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات}}، قلن: {{اقتباس مضمن|نعم}}، فقالت: {{اقتباس مضمن|أما إني سمعت رسول الله {{صلى}} يقول ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=55&ID=1521&idfrom=6957&idto=6976&bookid=55&startno=1 سنن أبي داود، كتاب الحمام] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305013036/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=55&ID=1521&idfrom=6957&idto=6976&bookid=55&startno=1 |date=05 مارس 2016}}</ref> ولما رأت تغيرًا في ملابس بعض النساء بعد وفاة النبي محمد، أنكرت عليهن وقالت: {{اقتباس مضمن|لو أدرك رسول الله {{صلى}} ما أحدث النساء لمنعهن المسجد، كما منعه نساء [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]]}}.<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=955&idto=960&bk_no=55&ID=198 سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب التشديد في ذلك] [[إسلام ويب]] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305013759/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=955&idto=960&bk_no=55&ID=198 |date=05 مارس 2016}}</ref><ref>{{Harvard citation no brackets|طهماز|1994|p=79}}</ref>
 
== هوامش ==
* {{هامش|1}}: حرَّم عدد من مرجعيَّات وعُلماء ومشايخ الشيعة الاثنا عشريَّة التعرّض لِعائشة بنت أبي بكر بالسب أو الذم أو القدح لأنَّ ذلك ينشر البغضاء بين المُسلمين ويتعرَّض لِشرف الرسول مُحمَّد، وفي مٌقدِّمة هؤلاء العلماء: [[فتوى خامنئي حول تحريم الإساءة لرموز أهل السنة وزوجات النبي|فتوى المُرشد الأعلى للثورة الإسلاميَّة في إيران]] [[علي خامنئي]]<ref name="العربية">[http://www.alarabiya.net/articles/2010/10/01/120857.html العربيَّة: فتوى لـ"خامنئي" تحرّم الإساءة لزوجات الرسول ورموز أهل السنة بعد غضبة أحدثها "تطاول" ياسر الحبيب على أم المؤمنين.] تاريخ التحرير: الجمعة [[22 شوال]] [[1431هـ]] - [[1 أكتوبر|01 أكتوبر]] [[2010]]م. بقلم: مُحمَّد عبيد</ref> والعلَّامة السيِّد [[محمد حسين فضل الله|مُحمَّد حسين فضل الله]].
* {{هامش|2}}: '''المغافير''': صمغ حلو المذاق كريه الرائحة.<ref>[http://fatwa.islamweb.net/Fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=225742 شرح حديث: أكلت مغافير] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160305154545/http://fatwa.islamweb.net/Fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=225742 |date=05 مارس 2016}}</ref>
* {{هامش|3}}: '''رجل أسيف''': رقيق.
* {{هامش|4}}: يعني عائشة وحفصة.