عتمة: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 23:
يمكن أن تكون العتمة أحد أعراض تلف أي جزء من النظام البصري، مثل تلف الشبكية نتيجة التعرض لليزر عالي الطاقة، و[[تنكس بقعي|الضمور البقعي]]، و[[تلف الدماغ]].
 
يستخدم مصطلح عتمة أيضا [[استعارة|مجازا]] في العديد من المجالات. الفكرة المشتركة لجميع الحواس التصويرية هوهي وجود فجوة ليست في الوظيفة البصرية ولكن في [[الإدراك الحسي]] أو [[المعرفة]] أو [[رؤية كونية|رؤية العالم]].
 
== العلامات والأعراض ==
سطر 35:
 
== الأسباب ==
وتشمل الأسباب الشائعة للعتمة مرض إزالة [[الميالين]]، مثل [[التصلب المتعدد]] ([[التهاب العصب البصري|التهاب العصب الرجعي]])، وتلف طبقة الألياف العصبية في شبكية العين (تشبه بقع الصوف القطن<ref>"The role of axoplasmic transport in the pathogenesis of retinal cotton-wool spots", D. McLeod, J. Marshall, E. M. Kohner, and A. C. Bird, ''Br J Ophthalmol'' (1977), 61(3), pages 177–191.</ref>) بسبب [[ارتفاع ضغط الدم]]، والمواد السامة مثل [[الميثانول]] و[[إيثامبوتول|الإيثامبوتول]] و[[الكينين]]، وسوء التغذية، وانسداد الأوعية الدموية إما في شبكية العين أو في [[العصب البصري]]، و[[السكتة الدماغية]] أو إصابات الدماغ الأخرى، و[[التنكس البقعي]]، الذي يرتبط غالبا مع [[الشيخوخة]]. العتمة الوامضة هي [[أورة]] بصرية شائعة مع [[الصداع النصفي]].<ref>"Possible Roles of Vertebrate Neuroglia in Potassium Dynamics, Spreading depression, and migraine", Gardner-Medwin, ''J. Exp. Biol.'' (1981), 95, pages 111-127 (Figure 4).</ref> وهناك عتمات أخرى أقل شيوعا، ولكنها مهمة لأنها في بعض الأحيان تكون قابلة للإصلاح أو العلاج عن طريق الجراحة، وهي العتمة بسبب الأورام، مثل تلك الناشئة عن [[الغدة النخامية]]، والتي قد تضغط العصب البصري أو تتداخل مع إمدادات الدم له.
 
ونادرا ما تكون العتمة مزدوجة. وقد يحدث نوع هام من العتمة المزدوجة عندما يبدأ [[ورم]] الغدة النخامية بضغط التصالبة البصرية (وهو ما يميز العتمة المزدوجة عن عتمة العصب البصري الواحد)، مما يُنتج عتمة مجاورة للمركز صدغية مزدوجة، وبعد ذلك، عندما يكبر الورم، تمتد العتمة إلى المحيط مما يسبب عمى نصفي صدغي مزدوج مميز. ويميل هذا النوع من عيب المجال البصري إلى أن يكون واضحا للشخص الذي يعاني منه، ولكن في كثير من الأحيان يتجنب [[تشخيص (طب)|التشخيص]] المبكر، كما أنه من الصعب الكشف عنها عن طريق الفحص السريري، وربما تفوت من ملاحظة الأساليب الإلكترونية المتطورة لتقييم المجال البصري.
 
في المرأة الحامل، يمكن أن تظهر العتمة كعرض ل[[مقدمات الارتعاج|تسمم الحمل]] الشديد، وهو شكل من أشكال [[ارتفاع ضغط الدم]] الناجم عن الحمل. وبالمثل، قد تتطور العتمة نتيجة لزيادة [[الضغط داخل القحف|الضغط داخل الجمجمة]] الذي يحدث في [[فرط ضغط الدم الخبيث]].
 
وتنتج العتمة أيضا من [[المضادات الحيوية]] [[أمينوغليكوزيد]]، وخاصة من ال[[ستربتوميسين]].
 
== العتمة العصبية والنفسية والفكرية ==
بالإضافة إلى المعنى الحرفي الخاص بالنظام البصري، يستخدم مصطلح "عتمة" أيضا مجازيا في العديد من المجالات، بما في ذلك [[طب الجهاز العصبي]]، و[[علم النفس العصبي]]، و[[علم النفس]]، و[[الفلسفة]]، و[[السياسة]]. والفكرة المشتركة لجميع الحواس التصويرية هي وجود فجوة ليست في الوظيفة البصرية ولكن في الإدراك الحسي أو المعرفة أو رؤية العالم. ومع ذلك، فإن ارتباطهم الملموس بالمعنى الحرفي هو عن طريق العلاقة بين [[الجهاز العصبي]] و[[العقل]]، عبر سلسلة الروابط من المدخلات [[جهاز إحساس|الحسية]]، إلى التوصيل العصبي، إلى الدماغ، إلى الإدراك (معالجة وتفسير تلك المدخلات) عبر ارتباط الدماغ والعقل، إلى الوظيفة النفسية. وبالتالي لا يكون (أو ليس بالضرورة) هناك عجزا بصريا لرؤية جانب من الواقع فقط ، ولكن أيضا (أو بدلا من ذلك) يكون هناك عجز عقلي لتصور حتى إمكانية رؤية هذا الجانب، وذلك بسبب المخطط المعرفي الذي يفتقر إلى أي معلومات لذلك.
 
على المستوى الأكثر تحديدا، هناك '''عتمة عصبية نفسية'''. ومن الأمثلة على ذلك العمى الشقي الذي يواجهه أحيانا الأشخاص الذين أصيبوا ب[[السكتة الدماغية|السكتات الدماغية]]. وهناك نوع آخر هو ظاهرة الطرف الوهمي السلبي، حيث يكون هناك إصابات في [[عصب|أعصاب]] الأطراف، مثل الصدمة التي يتم فيها قطع أعصاب الطرف، ولكن لا يتم بتره، مما قد يؤثر على مخطط الجسم العقلي بطريقة تجعل الطرف الموجود يبدو لصاحبه أنه لا ينبغي أن يوجد، وأن وجوده يبدو غير مألوف. وقد اعتبر اختصاصي الأعصاب [[أوليفر ساكس]]، الذي مر بتجربة ظاهرة الطرف الوهمي السلبي التي تم علاجها فيما بعد،<ref name="Sacks_1984">{{Citation |last=Sacks |first=Oliver |السنة=1984 |العنوان=A Leg to Stand On |الناشر=Simon & Schuster |isbn=978-0671467807 |المسار=https://books.google.com/books?id=Y_vaAAAAMAAJ |postscript=.}}</ref> أنه شكل من أشكال الإهمال المكاني في مخطط الجسم المماثل للعمى الشقي، حيث أن العقل [[إدراك ذاتي|لا يستطيع تصور الساق كذاته]]؛ لأنه لا يستطيع تصور أن هناك أي مساحة للساق ليتواجد فيها. واتفق ساكس وآخرون على أن الساق الذي يبدو وكأنه ساق شخص آخر أو ساق [[جثة]] ما، جزءا من سبب [[انزعاج (حالة نفسية)|الانزعاج]] ولكنه ليس التفسير الوحيد. حتى بالنسبة للأشخاص الذين يفهمون عقليا أن الساق أو اليد هي لهم ببساطة لا يمكنهم تصديق ذلك [[شعور|عاطفيا]]، ولا يمكنهم توفيق الواقع مع المخطط تماما، مما يتسبب في عدم ارتياح كبير. وبالنظر إلى مدى صعوبة فهم شخص لم يعاني ذلك للأمر، فإن الأشخاص الذين تعرضوا له مؤخرا للمرة الأولى يعتبرونه خادعا وغير حقيقي (كما أقر ساكس، ووجد في الآخرين<ref name="Sacks_1984"/>).
 
اكشف ساكس أيضا نوع منتظم من وهم الأطراف (إيجابي)، والذي لا ينتج عتمة عصبية نفسية، ولكنه يتقاسم مع وهم الأطراف السلبي سمة أن مخطط الجسم يقاوم التنقيح على الرغم من الوعي الفكري الكمال للشخص وقبول الواقع المادي الحالي (وهو أن ذلك الطرف مبتور أو أن ذلك الطرف لا يزال موجود). وهذا يشير إلى أن هناك جوانب من مخطط الجسم في العقل لها قواعد عصبية لا يمكن تعديلها من خلال الفهم الفكري - أو ليس بسرعة على الأقل. واكتشف ساكس موضوع كيف يتكيف الناس مع الأوهام على مر السنين وكيف تقل ظاهرة الأطراف الوهمية الإيجابية في كثير من الأحيان تدريجيا، وأحيانا تختفي. ولكن بعضها يبقى لبقية الحياة.<ref name="Sacks_1984"/>
 
وهناك ما يسمى '''العتمة النفسية'''، التي يتم فيها الحكم على إدراك الشخص الذاتي ل[[شخصية|شخصيته]] أو شخصيتها الخاصة من قِبل الآخرين بأن هناك فجوة في القدرة الإدراكية. ومن هنا، يمكن أن تشير العتمة في [[علم النفس]] إلى عدم قدرة الشخص على إدراك [[نظرية السمات|سمات شخصيتهم]] التي هي واضحة للآخرين. وعلى أعلى مستوى للتجريد، هناك ما يسمى '''العتمة الفكرية'''، حيث لا يمكن للشخص أن يدرك التشوهات الموجودة في [[رؤية كونية|رؤيته الكونية]] والتي هي واضحة للآخرين. ومن هنا، قد تتشكل أفكار الشخص أو معتقداته في [[الفلسفة]] أو [[السياسة]] بعدم القدرة على تقدير جوانب التفاعل الاجتماعي أو الهيكل المؤسسي.
 
== مراجع ==