ثورة بوسطن 1689: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 1:
{{مراجعة الزملاء|23 يناير 2018}}
{{يحرر}}
{{Cal coor}}
{{معلومات نزاع عسكري
سطر 39:
| صندوق_حملة =
}}
'''ثورة بوسطن أو انتفاضة بوسطن 1689''' {{إنج|1689 Boston revolt}} هي انتفاضة شعبية اندلعت في [[بوسطن]] في 18 إبريلأبريل من عام 1689 ضد [[إدموند أندروس|السير إدموند أندروس]]،<ref>Jesse Russel, Ronald Cohn. 1689 Boston Revolt. 2013</ref> الحاكم المُنتدب وقتئذٍ من قِبل الحكومة الإنجليزية [[دومينيون نيو إنجلاند|لدومينيون نيو إنجلاند]]، حيث احتشد جمع كبير من [[ميليشيا|الميليشيات]] المحلية والمُواطنين بشكل مُنظم، كما احتُجز بعض مسئولي المنطقة.<ref name="The Great Boston Revolt of 1689">[http://www.newenglandhistoricalsociety.com/great-boston-revolt-1689/ The Great Boston Revolt of 1689]</ref> احتجز أيضًا المُتمردون أعضاء [[أنجليكية|الكنيسة الأنجليكانية]] وذلك لتأييدهم للحكومة المُنتدبة لإدارة المنطقة كما أعتقد [[تطهيرية|التَطَهُريون أو البيورتانيون]]. لم يتكبد الطرفان أيَّ خسائر خلال أحداث الثورة. فقد استردت ما كانت تُعرف في وقت ما حينئذٍ باسم [[مستعمرة خليج ماساتشوستس]] سيطرتها على الحكومة، فيما أُعيد مسئولو الحكومات في [[دومينيون نيو إنجلاند]] إلى مناصبهم التي عُزلوا منها من ذي قبل.
 
نُصب إدموند أندروس حاكمًا على نيو إنجلاند عام 1686.<ref>[https://www.encyclopediavirginia.org/Andros_Sir_Edmund_1637-ca_1714 Sir Edmund Andros (1637–ca. 1714)]</ref> وجنى الحاكم المُنتدب عداوةً شعبية وكان ذلك جراءً عمله بموجب قوانين الملاحة التقييدية،<ref>Andrew Robertson. [https://books.google.com.eg/books?id=g585DQAAQBAJ&pg=PA71&dq=he+1689+Boston+revolt+was+a+popular+uprising+on+April+18,+1689,+against+the+rule+of+Sir+Edmund&hl=es&sa=X&ved=0ahUKEwiGrPnsiu7YAhWDLMAKHXMqBhMQ6AEISDAE#v=onepage&q=he%201689%20Boston%20revolt%20was%20a%20popular%20uprising%20on%20April%2018%2C%201689%2C%20against%20the%20rule%20of%20Sir%20Edmund&f=false Encyclopedia of U.S. Political History]. SAGE. 2010</ref> نافيًا صحة سندات ملكية الأراضِ القائمة، وحد من عقد المجالس المحلية في المدن، فضلاً عن أنه قام بتعيين ضباط نظاميين حظوا بسخط السكان لقيادة الميليشيات الاستعمارية، من بين إجراءات أخرى. وعلاوة على ذلك، أثار غضب التَطَهُريين في بوسطن حين روج للكنيسة الأنجليكانية، وهو الشيء الذي لم يحز استحسان الكثير من سكان المُستعمرة المُنشقين عنها.<ref>[https://www.khanacademy.org/humanities/ap-us-history/period-2/apush-colonial-north-america/a/puritan-new-england-massachusetts-bay Puritan New England: Massachusetts Bay]</ref>
سطر 64:
في تِلكَ الأثناء، تضائلت شعبية [[جيمس الثاني ملك إنجلترا|جيمس الثاني]] بشكل مُتزايد في إنجلترا، حيث نفَّر المُحافظين الداعمين له مع مُحاولاته الرامية إلى تخفيف قوانين العقوبات،<ref>Miller, pp. 162–164</ref> كما أصدر [[إعلان التسامح]] في عام 1687، والذي مهد لخلق جو يُقر [[حرية الاعتقاد|بحرية العقيدة]]، وهي الخطوة التي لاقت مُعارضة رجال الكنيسة الأنجليكانية. وقد شعر عدد من البرلمانيين بالقلق حيال ازدياد قوة الجيش النظامي بفضل الملك، الذي قام بتعيين كاثوليكيين في مناصب عسكرية حيوية مما يهدد سلطتهم كقوة سياسية.<ref>Lovejoy, p. 221</ref><ref>Webb, pp. 101–107</ref> حاول جيمس تعيين بعض المُؤيدين له في البرلمان لاستصدار إلغاء [[مرسوم الاختبار|لمرسوم الاختبار]]، الذي نص على خضوع الأشخاص المُتقدِمين لشغل العديد من الوظائف الحكومية إجباريًا لاختبار ديني وأن يكونوا من أتباع المذهب الأنجليكاني.<ref>'Charles II, 1678: (Stat. 2.) An Act for the more effectuall preserving the Kings Person and Government by disableing Papists from sitting in either House of Parlyament.', Statutes of the Realm: volume 5: 1628–80 (1819), pp. 894–96. URL: http://www.british-history.ac.uk/report.asp?compid=47482. Date accessed: 6 March 2007.</ref><ref>Miller, p. 178</ref> نحى البعض من كل من اليمينيّين والمُحافظين خلافاتهم السياسية جانبًا وتآمروا على عزل جيمس الثاني، وخاصةً بعد ميلاد [[جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت|جيمس]] وريثًا مُحتملًا له في عام 1688،<ref>Miller, p. 186</ref> وتولية خَتَنه البروتستانتي [[ويليام الثالث ملك إنجلترا|ويليام الثالث]]، الحاكم الأعلى لجمهورية [[هولندا]].<ref>Lustig, p. 185</ref> وافق الأمير الهولندي، الذي حاول مرارًا وتكرارًا بلا جدوي إقناع جيمس بإعادة النظر في سياساته،<ref>Miller, p. 176</ref> على غزو البلاد؛ وبذلك التحالف اندلعت [[الثورة المجيدة|الثورة البيضاء]] في نوفمبر وديسمبر من عام 1688،<ref>Paul Boyer, Clifford Clark, Joseph Kett, Neal Salisbury, Harvard Sitkoff. [https://books.google.com.eg/books?id=9KT3lI76-0cC&pg=PA89&dq=he+1689+Boston+revolt+was+a+popular+uprising+on+April+18,+1689,+against+the+rule+of+Sir+Edmund&hl=es&sa=X&ved=0ahUKEwiGrPnsiu7YAhWDLMAKHXMqBhMQ6AEIPjAD#v=onepage&q=he%201689%20Boston%20revolt%20was%20a%20popular%20uprising%20on%20April%2018%2C%201689%2C%20against%20the%20rule%20of%20Sir%20Edmund&f=false The Enduring Vision: A History of the American People, Volume I: To 1877].Cengage Learning. 2007. P. 89</ref> والتي انتهت بتنصيب ويليام أورنج وزوجته [[ماري الثانية ملكة إنجلترا|ماري]] ابنة جيمس الثاني ملكين على إنجلترا.<ref>Lovejoy, pp. 226–228</ref>
 
شكَل بعض القادة من رجال الدين تحت قيادة الكاهنين البيورتانيين [[كوتن ميذر|كوتن]] و[[إنكريس ميذر]] الساخطين على حكم السير إدموند أندروس كتلة مُعارضة لمُحاولة التأثير على البلاط الملكي في [[لندن]]. أرسل إنكريس ميذر عقب إعلان التسامح رسالة امتنان إلي الملك، كما أشار على قساوسة ماساتشوستس أن يعربوا عن عرفانهم حتى يظفروا بنفوذ ومكانة عند الملك.<ref>Hall, pp. 207–210</ref> وبالفعل أجمع عشرة قساوسة على ذلك، كما اتفقوا على إرسال إنكريس ميذر إلي إنجلترا لعرض شكواهم وموقفهم من أندروس أمام البلاط الملكي.<ref>Hall, p. 210</ref> حاول وزير {{ط|الدومينيون}} إدوارد راندولف مرارًا وتكرارًا إحباط مجهودات ميذر بما في ذلك رميه بالباطل بتُهم جنائية، إلا أن ميذر وبعض مُمثلي ماساتشوستس هربوا سرًا على متن سفينة مُتجهة إلي إنجلترا في إبريلأبريل 1688،<ref>Hall, pp. 210–211</ref> حيث استقبلهم الملك جيمس الذي تعهد لهم في أكتوبر 1688 باتخاذ ما يلزم لمُعالجة شئون المستعمرة؛ ولكن سرعان ما تعثَّر كل ذلك بمجرد اندلاع أحداث لثورة.<ref>Hall, p. 217</ref>
 
تقدم مُمثلو ماساتشوستس بطلب للملك والملكة ومجلس اللوردات للتجارة، الذي تم تغييره لاحقًا إلى مجلس التجارة والذي أشرف بدوره على شئون المُستعمرات، لإعادة العمل بميثاق مُستعمرة خليج ماساتشوستس. إضافة إلي إقناع ميذر لمجلس اللوردات للتجارة بعدم إعلام أندروس بحدوث الثورة في إنجلترا.<ref>Barnes, pp. 234–235</ref> وقد أرسل بالفعل ميذر وقتئذٍ خطابًا يُخطر فيه سيمون برادستريت، أحد الحكام المُنتدبين السابقين، بأنباء عن تقرير تم إعداده قبل اندلاع الثورة يُفيد بأن إلغاء الميثاق بات غير قانوني وبأنه على الحكام {{مض|إعداد أذهان العامة لحدوث تغيير مُرتقب}}.<ref>Barnes, p. 238</ref> وردت إشاعات عن حدوث ثورة تناقلها بعض الأفراد في بوسطن قبل أن ترد الأنباء بشكل رسمي. وقد كتب جون نيلسون، أحد تجار بوسطن الذي يلعب دورًا بارزًا في الانتفاضة خطابًا في آواخر مارس يصف فيه ما حدث من أحداث،<ref>Steele, p. 77</ref> كما حث ذلك الخطاب بعض القيادات السياسية والدينية البارزة الناقمة على حكم أندروس في ماساتشوستس.<ref>Steele, p. 78</ref>
سطر 75:
بدأت مجموعة من الميليشات في الاحتشاد في تمام الساعة الخامسة صباحًا خارج بوسطن في حي تشارلزتاون، الذي يقع على مر الجانب الآخر من [[نهر تشارلز]] وعند بلدية روكسبري التي تقع على نهاية المضيق الذي يربط بين بوسطن والبر الرئيسي من القارة الأمريكية.{{Efn |كان كل من تشارلزتاون وروكسبري في ذلك الوقت منطقتان مُنفصلتان وليس أجزاء من بوسطن.}} وفي تمام الثامنة صباحًا، ركبت الميليشيات، التي تجمهرت عند تشارلزتاون، القوارب لتعبر النهر، بينما تحركت الميليشيات التي احتشدت عند روكسبري في مسيرة إلى المدينة مُباشرةً. وفي الوقت ذاته، قام بعض المتآمرين، المُنتمين إلى شركة ماساتشوستس القديمة للمدفعية الثقيلة، باقتحام منازل قارعي طبول الحرب المُنتمين لكتائب الجيش النظامي واستولوا على أدواتهم. وقد انضم عدد كبير من الجماهير بشكل متزايد لمجموعة الميليشيات المحلية حيث احتشدوا في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا ومن ثَمَ بدأوا في أسر قادة المنطقة وعدد من الضباط.<ref name=W188>Webb, p. 188</ref> وفي نهاية المطاف، قاموا بحصار حصن ماري حيث يقبع أندروس.<ref>Lustig, pp. 160, 192</ref>
 
كان أول المُعتقلين جون جورج قبطان {{ط|إتش إم إس روز}} الذي رسا بسفينته ما بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحًا ليجد نفسه في مواجهة مجموعة من الميليشيات، وفي ذلك الحين انضم أحد العاملين بنجارة السفينة إلى الحُشود المُتمردة.<ref name=W188/> وعندما طلب جورج إلقاء نظرة على أمر اعتقاله، قاموا بإشهار سيوفهم في وجهه وتم وضعه تحت الحراسة. وفي تمام الساعة العاشرة، كان قد أُلقي القبض على معظم الموظفين الحكوميين والعسكريين، فيما فر البعض منهم إلى جزيرة القلعة التي تقع في جنوب بوسطن أو إلى بعض المناطق العسكرية الحصينة. وحاصرت الجموع بعض الأنجليكانيين، بما فيهم حارس الكنيسة وصيدلاني.<ref name=L192>Lustig, p. 192</ref> وفي وقت ما قبل ظهيرة ذلك اليوم، رُفعت راية برتقالية اللون فوق بلدية بيكون هيل لتُشير إلى وصول 1500 جندي آخرين من الميليشيات للمدينة. واصطفت القوات في محيط سوق المدينة لقراءة البيان الذي أعلن فيه القادة تأييدهم {{ط|لمُبادرة ويليام أورنج النبيلة}} وثورتهم ضد {{ط|المؤامرة البابوية}} التي انكشف أمرها.<ref>Webb, pp. 190–191</ref>
 
[[ملف:Demand for Surrender of Sir Edmund Andros.jpg|تصغير|بيان رسمي يطالب السير إدموند أندروس بالاستسلام]]