تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
سطر 26:
|[[File:Hong.gif|130px|right]]
|}
[[ملف:إشهار ويكي مساق 2018.webm|center|440px]]
{{اقتباس2|أعرفُ [[أديب|أديبا]] من أفضل الأدباء في هذا البلد المضطلعين [[اللغة|باللغة]] وفنونها، الحافظين للكثير المُمتع من منظومها ومنثورها، إلا أنه لا يكتبُ كلمةً في [[صحيفة]]، ولا يَنشرُ في الناس [[كتاب|كتاباً]]، إلا أعجَمَ كتابتهُ وأبهمها، وتعمّل فيها تعمُّلاً يأخُذُ على القارئ عقلَه وفَهْمه، فلا يدري أيَّ سبيل يأخذ بين مسالكها وشِعابها.
 
وكنت أحسبها [[غريزة]] من غرائزه الغالبة عليه،الآخذة من نفسه مأخذ الطبيعة الثابتة والملكة الراسخة، فلا سبيل له إلى التخلص منها، والنزوع عنها. حتى اطَّلَعت له عند بعض أصدقائه على كتاب صغير كان قد أرسله إليه في بعض الشؤون الخاصَّة، وكتبه بتلك اللُّغة السهلة البسيطة التي يسمونها اللغة العامِّية. فأعجبت بأسلوبه في كتابه هذا إعجابا كثيرا، ورأيت أنه أبلغ ما قرأت له في حياتي من كتب ورسائل. وعلمت أنّ الرجل [[فصيح]] بفطرته، قادر على الإبانة عن أغراضه ومراميه، كأفضل ما يتقدِّر مُتقدِّر على ذلك، إلا أنه يتكلف الركَّة والتعقيد في كتابته تكلُّفا، ويأخذُ نفسه أخذا، ولو أنه أرسل نفسه على سجيتها فكتب جميع [[رسالة|رسائله]] و[[تأليف الكتب|مؤلفاته]] بتلك اللغة الجميلة العذبة التي كتب بها هذا لكان من أعظم الكتّاب شأنا، وأرفعهم صوتا في عالم الكتابة و[[الأدب]]، ولكن هكذا قُدِّر له أن يقضي بنفسه على نفسه. وقرأت منذ أيام لأحد [[الشعراء]] المتكلفين [[ديوان شعر]] فلم أفهم منه غير خِطبته [[النثر|النثرية]]، ولم يُعجبني فيه سِواها. وما أحسبها أفلتت من يده، ولا جاءت في هذه الصورة من الجُودة والحسن إلا؛ لأنه أغفَلَ العناية بها، والتدقيق في وَضعها فأرسها عفوَ الخاطر إرسال من يعلم أنه إنما يسأل عن الإجادة في الشعر، لا عن البراعة في النثر، وأنّ الناس سيغفرون له ضعف الكاتب، أمام قوّة الشاعر غير عالم أنه كاتب من أفصح الكُتّاب وأبينهم، ولو شاء لكان شاعرا من أقدر الشعراء وأفضلهم، وأنّه ما أحسن إلا حيث ظنَّ الإساءَةَ، ولا أساء إلا حيث ظنَّ الإحسان.
 
ووالله، لا أدري ما الذي يستفيده هؤلاء الأدباء من سلوكهم هذا المسلك الوعر الخشخِن في أساليبهم الكتابية والشعرية وتكلف الإغراب والتعقيد فيها، وهم يعلمون أنهم إنما يكتبون للناس لا؛ لأنفسهم، وأن الناس، خصوصا في هذا العصر، عصر المدنية والعمل، والحركة والنشاط، أضنّ أنفسهم وبأوقاتهم من أن يقفوا الوقفات الطوال أمام بيت من الشعر يعالجون فهمه، أو سطر من النثر يعانون كسر صخور ألفاظه عن معانيه. ولِمَ لا يؤثر أحدهم إن كان يكتب للمنفعة العامّة أن يستكثر من سواد المنتفعين بعلمه وفضله، أو للشُهرة والذّكر أن ينتشر له ما يريد من ذلك بين جميع طبقات الأمّة عامّتها وخاصّتها، علمائها وجهلائها؟ وهل الشعر والكتابة إلا أحاديث سائرة يحادث بها الشعراء والكتاب الناس؛ ليفضوا إليهم بخزاطر أفكارهم، وسوانح آرائهم، وخلجات نفوسهم؟ وهل يعني المتحدث في حديثه شيء سوى أن يعي عنه الناس ما يقول، وأن يجد بين يديه سامعا مصغيا، ومقبلا محتفلا؟ وأيّ فرق بين أن يجلس الرجل إلى جمع من أصدقائه؛ ليقصّ عليهم بعض القصص، أو يُفضي إليهم ببعض الآراء فيتلطّف في تفهيمهم، وإيصال معانيه إلى نفوسهم، ويفتنّ في اجتذاب ميولهم وعواطفهم، وبين أن يجلس إلى مكتبه؛ ليبعث إليهم بهذه الأحاديث نفسها من طريق القلم؟ ولم لا يعنيه في الأخرى ما يعنيه في الأولى؟}} [[النظرات]] - [[مصطفى لطفي المنفلوطي]]
 
* قصيدة: '''الشعر والأدب''':
{{قصيدة|أنا ابن جدي وقومي السادة العرب|وحرفتي ما حييت: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|أنفقت وقتي في شعر وفي أدب|لا شغل عندي إلا: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|ولا غذاء به أحيا بغير طوى|منعم البال إلا: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|أسالم الناس في عيشي فإن عمدوا|إلى خصامي فسيفي: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|وإن دعاني قومي أن أناصرهم|فعدتي في انتصاري: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|قل للملوك مقالا من أخي ثقة|دليله في الحياة: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|لا ملك لا عز فيما تفخرون به|ما الملك والعز إلا: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|وقل لمن هام في مال له لبد|ما المال ويحك إلا: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|وقل لمن هام في حب الجمال لقد |أخطأت إن الجمال: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|وقل لمن هام في رشف المدام هوى|ما نشوة الخلد إلا: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|ورب عاتبة لي في سبيلهما|تقول لي قد شجاك: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|ترجو بقائي بلا شعر ولا أدب|وما حياتي إلا: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|فقلت عفي وكفي عن معاتبتي|ما نعمة العيش إلا: الشعر والأدب}}
{{قصيدة|لقد فنيت غراما فيهما فهما |روحي وما أنا إلا: الشعر والأدب}}
 
|}