اللاذقية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة طلب توضيح v2
سطر 100:
أيضًا فإن المدينة تعتبر مركزًا سياحيًا هامًا لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى [[فينيقيون|العصر الفنيقي]]، فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر خدمات الصناعة السياحية. كانت المنطقة التي تشغلها المدينة حاليًا مأهولة بالسكن البشري منذ [[العصر الحجري]]، وقد شهدت ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا وظهرت من [[أوغاريت]] الأبحدية الأولى.<ref>[https://hutteen.net/montada/showthread.php?s=79da568c44e1bfa4542b602122f2fdc8&t=337 أوغاريت]، موقع نادي حطين الرياضي، 5 حزيران 2011.</ref> كما كانت مركزًا هامًا في العصرين [[الإمبراطورية السلوقية|السلوقي]] و[[الإمبراطورية الرومانية|الروماني]]، إلا أن وقوعها قرب الحدود مع [[الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطورية البيزنطيّة]] بعد الفتح الإسلامي، حولها لما يشبه دول الثغور، وأدى أيضًا إلى تراجع أهميتها ودورها، وما ساهم في تردي الوضع الكوارث الطبيعية والزلازل التي أصابتها، فضلاً عن الإهمال الإداري خصوصًا إبان [[الدولة العثمانية|الحكم العثماني]]؛ بيد أن المدينة قد أخذت أهميتها في التنامي منذ [[القرن العشرين]]، واستطاعت أن تصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا وثقافيًا وسياحيًا هامًا، حتى غدت مقصد حوالي نصف مليون زائر سنويًا.<ref name="%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AD%25D8%25A9">[http://www.syriatourism.org/modules.php?op=modload&name=News&amp;file=article&amp;sid=2518 اللاذقية ومشروعات يؤمها السياح من مختلف بقاع العالم]، وزارة السياحة السورية، 5 حزيران 2011.</ref>
 
تطور عدد سكان المدينة بشكل ملحوظ منذ بداية [[القرن العشرين]] بفضل تزايد أهميتها ونمو سوقها التجاري، ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاءات [[2009]] 650,558 نسمة، وهي مدينة متنوعة طائفيًا فهناك [[علوية{{المقصود|مسلمون علويون]]|علوية}} و[[أهل السنة|مسلمون سنيّون]] و[[المسيحية|المسيحيون]] أغلبهم يتبع [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|طائفة الروم الأرثوذكس]] إلى جانب أقليات أخرى؛ أما من الناحية العرقية [[سوريون|فالعرب السوريون]] هم الأغلبية الساحقة مع وجود أقليات [[أرمن]]ية و[[تركمان]]ية. أغلب سكان المدينة متعلمون وتبلغ نسبة الأمية في [[اللاذقية (محافظة)|المحافظة]] 9% أي أقل من المعدل العام في سوريا.<ref>[https://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=93905991520090329115532 معاون وزير الثقافة :اللاذقية مدينة الأبجدية الأولى للتراث الشعبي عندنا اهمية بالغة]، صحيفة الوحدة، 5 حزيران 2011.</ref> أما النشاط الاقتصادي للسكان فهو يبدأ من خدمات الاستيراد والتصدير ومن ثم الأعمال المرتبطة بالسياحة والصناعة حيث ينشط في المدينة عددٌ من الصناعات كالسجاد والألمنيوم والإسفلت وغيره.<ref>[https://www.chamberlattakia.com/index.php?page=lat&op=ec لمحة عن الأنشطة الاقتصادية في اللاذقية]، غرفة الصناعة والتجارة في اللاذقية، 5 حزيران 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20080501094913/http://www.chamberlattakia.com:80/index.php?page=lat&op=ec |date=01 مايو 2008}} </ref>
اختيرت [[{{المقصود|قلعة صلاح الدين الأيوبي|قلعة صلاح الدين]] الأيوبي}}، على بعد 3 كم من المدينة، كواحدة من [[مواقع التراث العالمي]]، المحمي من قبل [[اليونيسكو]].<ref>[https://whc.unesco.org/en/list/1229 قلعة صلاح الدين (بالإنجليزية)]، موقع اليونسيكو، 5 حزيران 2011.</ref>
== أصل التسمية ==
 
نعتت اللاذقية بعدد وافر من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي أيام [[فينيقيين|الفينيقيين]] أطلق عليها اسم "أوغاريت" لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة [[أوغاريت]] الشهيرة، وكذلك "شمرا" وأقدم من هذين الاسمين "ياريموتا" الذي ظهر في مراسلات [[العمارنة|تل العمارنة]]، ثم حوّل الاسم إلى "راميتا" ومعناه "المرتفعة" وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون "راماثوس" وهو اسم أحد الآلهة [[فينيقيون|الفينيقية]].<ref name="%25D8%25AA%25D8%25B3%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A9">[https://www.al-sham.net/1yabbse2/index.php?topic=23775.0;wap2 مدينة اللاذقية]، موقع الشام، 5 حزيران 2011.</ref> أما السكان المحليون فدعوها "مزبدا" التي تعني في [[لغة عربية|العربية]] "[[زبد البحر]]"،<ref name="%25D8%25AA%25D8%25B3%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A9"/> بينما أطلق عليها [[جستينيان الأول|الإمبراطور جوستيان]] اسم "تيودوريارس"، في حين أسماها [[الصليبيون]] "لاليش".<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=3&ved=0CDEQFjAC&url=http://www.discover-syria.com/bank/6090&rct=j&q=سمى%20الصليبيون%20اللاذقية%20لاليش&ei=wbXrTYbnB8yaOviQwZ4B&usg=AFQjCNFkW3k-U4M_Dm40Qsdkdoo7tbVmRQ&cad=rja اللاذقية]، اكتشف سوريا، 5 حزيران 2011.</ref>
 
أما أكثر الأسماء شيوعًا، وهو أصل الاسم المتداول اليوم، فهو الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع [[قبل الميلاد]] الإمبراطور [[سلوقس الأول|سلوقس نيكاتور]] بعد أن جدد بناءها وهو "لاوديكيا" على اسم أمه، كما سمى [[{{المقصود|أنطاكية]]|أنطاكية}} على اسم والده أنطوخيوس، كما سمى أفاميا على اسم زوجته.<ref name="%25D8%25AA%25D8%25B3%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A9"/> ومن ثمّ حُرفت على نحو ما لتصبح "اللاذقية"، أما خلال [[الإمبراطورية الرومانية|العهد الروماني]] سماها [[يوليوس قيصر]] في القرن الأول [[قبل الميلاد]] "جوليا"، وسماها الإمبرطور [[سيبتيموس سيفيروس]] باسمه أي "سبيتما السافريّة" غير أن الأسماء الرومانية لم تنتشر وظلّت التسمية السلوقية هي الشائعة، وعندما قامت [[الدولة الأموية]] في [[دمشق]] أطلق عليها اسم "لاذقية الشام" تمييزًا لها عن عدد من المدن التي تحمل الاسم نفسه. أما عن ألقابها فتوصف بكونها "عروس الساحل".
 
أما شعار المدينة، فقد تمّ اعتماده في عام [[1975]] من قبل مجلس مدينة اللاذقية، وهو يمثل مرساة سفينة يحيط بها [[دلفين]]ان، تعتبر نسخة لأحد الآثار المكتشفة والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد في المدينة. وجد الدلفين كذلك على عدد كبير من القطع النقدية التي تعود [[الإمبراطورية السلوقية|للفترة السلوقية]]، وتعتبر اللاذقية المدينة الوحيدة في [[الشرق الأوسط]] التي استعملت حيوان الدلفين كأحد رموزها ومن المدن القليلة في [[بلاد الشام]] التي لم يشتق اسمها من [[لغة سريانية|السريانية]] أو [[لغة آرامية|الآرامية]]. أما المرساة أو الياطر فهي تشير إلى الملاحة عصب الحياة الاقتصادية في المدينة، وقد وضع اسم "لاذقية العرب" لكونه أحد الأسماء التي سميّت بها من قبل المسلمين عند دخولهم المدينة في [[القرن السابع]]، تمييزًا لها عن ثماني مدن أخرى تحمل الاسم نفسه؛ وقد وضع هذا الشعار [[جبرائيل سعادة]].<ref>[https://www.tishreensc.com/forums/showthread.php?t=386 شعار مدينة اللاذقية]، موقع نادي تشرين الرياضي، 5 حزيران 2011.</ref>
سطر 114:
 
[[ملف:Lattakia beach (335105386).jpg|يمين|250بك|تصغير|شاطئ اللاذقية الرملي.]]
تقع اللاذقية ضمن شبه جزيرة طبيعية على الشاطئ الشرقي [[البحر الأبيض المتوسط|للبحر الأبيض المتوسط]] في الشمال الغربي [[سوريا|للجمهورية العربية السورية]]؛ يحد المدينة من الغرب [[البحر الأبيض المتوسط]]، ومن الشمال البحر أيضًا ثم منطقة دمسرخو التي باتت تعتبر من التوسع الطبيعي للمدينة، أما من الجنوب تحدها مجموعة من القرى والسهول الزراعيّة قبل أن تصل إلى مدينة [[{{المقصود|جبلة]]|جبلة}} التابعة لمحافظة اللاذقية؛ أما من ناحية الشرق فتحدها سلسلة جبال اللاذقية المرتفعة،<ref>[https://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=places&filename=200808091905017 عروس جبال اللاذقية]، اللاذقية الإلكتروني، 5 حزيران 2011.</ref> والتي تشكل حاجزًا طبيعيًا عن [[سهل الغاب]].
 
ولكونها تقع ضمن شبه جزيرة، فتتخذ المدينة شكل مثلث، لكن التوسعات العمرانية بدءًا من النصف الثاني [[القرن العشرين|للقرن العشرين]]، أخذت من خلالها المدينة بالزحف نحو الداخل خارج شبه الجزيرة الطبيعية التي نشأت فيها؛ أما شاطئ المدينة يعتبر متنوعًا للغاية، فهو رملي في شمال المدينة، ثم يتحول إلى صخري في وسطها وجنوبها، ويعود رمليًا في ضواحيها الجنوبية، كمنطقة برج سلام مثلاً.<ref>[https://wehda.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=36596153020050724231856 المياه الإقليمية وخط الساحل.. موارد سياحية لسكان اللاذقية]، صحيفة الوحدة، 5 حزيران 2011.</ref>
سطر 267:
قوام الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة كان معتمدًا على الصيد البحري واصطياد [[الخنزير البري]]، فضلاً عن تدجين [[بقرة|البقر]] و[[معزة|الماعز]]، وكانت لهم حياة ثقافية نشطة، تمثلت بما عثر عليه من أرقم فخارية كتب عليها [[مسمارية|بالكتابة المسمارية]]؛<ref>[https://www.sana.sy/ara/9/2010/04/15/282887.htm نصوص أوغاريت الأثرية تكشف وثائق تتعلق بالحياة السياسية والاقتصادية في المدينة وتظهر التقارب بين اللغة العربية والأوغاريتية]، وكالة الأنباء السورية - سانا، 11 حزيران 2011.</ref> واستطاعوا خلال [[العصر البرونزي]] أي حوالي العام 3500 قبل الميلاد زراعة [[الزيتون]] و[[الفستق]] و[[اللوز]] و[[التين]]، فضلاً عن استحداث تنظيمات للفلاحين والعمال بما يشبه النقابات في أيامنا المعاصرة، لكن المدينة خلال هذه الفترة انحصرت في القسم الشمالي من تل [[رأس شمرة|رأس شمرا]]، وانقرض الوجود البشري في سائر أنحائها.
 
وبغضون نهاية [[العصر البرونزي]] حوالي العام 1600 [[قبل الميلاد]] أخذ الحوريون يفدون إلى المدينة حتى ظهرت جالية كبيرة منهم فيها؛ وتظهر الرُقم العائدة إلى تلك الحقبة، والتي اكتشف بعضها في [[إيبلا]] أو في [[العراق]]، أن للمدينة علاقات تجارية وسياسيّة واسعة مع مختلف الممالك كجزيرة [[كريت]] ومملكتي [[{{المقصود|ماري]]|ماري}} و[[إيبلا]] القريبتين من [[نهر الفرات]]،<ref name="%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE%2520%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585"/> و[[مصر]] حيث أهدى الفرعون لهذه المدينة ولملكها الهدايا الثمينة من تماثيل عاجية وتحف تحمل كتابات ورموز مصرية، منها عقد من اللؤلؤ يحمل قلادة نقش عليها اسم الملك سنوسرت الأول، ومنها تمثال للأميرة شنوميت زوجة الملك سنوسرت الثاني. وثمة تمثال يمثل كاهنًا. وإلى جانب مصر، فإن أوغاريت كانت على علاقة جيدة مع [[قبرص]] ومع شواطئ [[بحر إيجه]].<ref name="%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE%2520%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585">[https://www.syriatourism.org/index.php?module=subjects&func=viewpage&pageid=2326 أوغاريت: التاريخ والموقع]، وزارة السياحة السورية، 11 حزيران 2011.</ref><ref>يمكن اشتفاف العلاقة المميزة بين اللاذقية وفراعنة مصر من خلال المراسلات المعروفة باسم مراسلات تل العمارنة المتبادلة بين الملكين عميشتمرو الأول، ونقمد الثاني وزوجته يودوخِبا، إلى الفرعونين المصريين [[أمنحوتب الثالث]] و[[أمنحوتب الرابع]]، انظر [https://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=46250111120110111125322 أوغاريت في رسائل تل العمارنة المصرية]، صحيفة الوحدة، 11 حزيران 2011.</ref>
 
وقد تكون عمارة القصر الملكي المكتشف، والمخطوطات التي تظهر تصاميمه، أكبر دليل على الترف والقوة اللتان تمتعتا بهما المدينة؛<ref>[https://www.nobles-news.com/news/news/index.php?page=show_det&id=76171&select_page=12 القصور الملكية القديمة إبداع معماري خاص وخزائن للوثائق التاريخية]، نوبلز نيوز، 11 حزيران 2011.</ref> إن أحد الرقوم يذكر أن سطوة المدينة امتدت من جبل الأقرع شمالاً حتى مدينة [[بانياس]] جنوبًا وبلغ عدد سكانها خمسون ألفًا موزعين على مائتي قرية، أما أوغاريت العاصمة بلغ عدد سكانها ثمانية آلاف؛<ref>[https://www.moc.gov.sy/index.php?d=85&id=12142 ثمانون عامًا على اكتشاف أوغاريت منعطف تاريخ البشرية]، وزارة الثقافة السورية، 11 حزيران 2011.</ref> وإلى جانب العاصمة الدائمة، كانت منطقة [[رأس ابن هاني]] نحو الشمال، تشكل المقر الصيفي للعائلة الحاكمة. وقد ظلّ ازدهار أوغاريت قائمًا في عهود أربعة ملوك هم: الملك نقمد الثاني وابنه أرخلب، وشقيقه نقمفيع، وفي عهد هذا الأخير حصلت [[معركة قادش]] حيث اصطدم [[حثيون|الحثيون]] و[[مصر القديمة|المصريون]] في معركة، آثر خلالها الأوغارتيون الوقوف إلى جانب الحثيين، الجار الشمالي للمملكة، وتلى نقمفيع ابنه عميستر الثاني، ثم أبيران الثاني فحفيده نقمد الثالث وأخيرًا عمورافي آخر ملوك المدينة، إذ إنها قد دمرت بعدئذ، كسائر مدن الساحل السوري بسبب غزوات "شعوب البحر" حوالي العام 1182 قبل الميلاد.<ref name="%25D9%2585%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25B4%25D9%2581%25D8%25A7%25D8%25AA">[https://latakia.csyria.net/tourism/site_info.php?id=14 السياحة في اللاذقية]، أخبار سوريا، 11 حزيران 2011.</ref><ref name="%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE%2520%25D9%2582%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585"/>
سطر 277:
=== السلوقيون وازدهار المدينة ===
[[ملف:Bakhos temple latakia.jpg|يمين|200بك|تصغير|أطلال معبد باخوس، تعود [[الإمبراطورية السلوقية|للعهد السلوقي]].]]
إن شعوب البحر وهي على الأرجح [[{{المقصود|يونان]]|يونان}}ية العرق والتي دمرت [[أوغاريت]] وأفقدت اللاذقية استقلالها ورقيّها الحضاري السابق، حافظ على أهمية موقعها ومرفئها في التجارة الخارجية، وتعتبر هذه المرحلة التي امتدت ما يربو على قرن من الزمان من المراحل الغامضة في تاريخ المدينة، تلتها قرابة عام 1100 [[قبل الميلاد]] دخول [[بلاد الشام]] بشكل عام في حكم [[سوريا#مممالك المدن والإمبراطوريات|ممالك المدن والإمبراطوريات]] فسيطر عليها [[آشوريون{{المقصود|الأشوريون]]|آشوريون}} ثم [[بابليون|البابليون]] في القرن السابع قبل الميلاد وأخيرًا [[{{المقصود|الفرس]]|الفرس}} بدءًا من القرن السادس قبل الميلاد، وحتى دخول [[الإسكندر المقدوني]] إلى [[سوريا]] ناقلاً إليها الثقافة اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد. وطوال هذه الفترة، لم يكن للمدينة أهمية تذكر أو نشاطات أو فعاليات حفظها التاريخ لنا، باستثناء جعلها منفتحة على الثقافة الآرامية بدلاً من [[فينيقيون|الحضارة الفينيقية]] التي اشتهرت بها منذ فجرها.<ref>[https://lattakia.org/(X(1)A(Zar4MfNezAEkAAAAYTMxNGJiNTgtYmI2Yi00YTgzLWIyZjUtZDMzZDUyNWY4MzI2RLIlqBrAUjrIYjV8gktBHNIrJrc1)S(2ud2fe55lnu0fa45ohhxun2e))/ShowArticle.aspx?ID=30&AspxAutoDetectCookieSupport=1 تاريخ محافظة اللاذقية - بسام يونس]، موسوعة اللاذقية، 11 حزيران 2011.</ref> لا تزال آثار الحضارة الآرامية ماثلة في المحافظة من خلال أسماء القرى المشتقة غالبًا من [[لغة آرامية|الآرامية]] أو [[لغة سريانية|السريانية]] بل وبعض المصطلحات في اللهجة الدارجة بين السكان،<ref>انظر على سبيل الثمال [https://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=543552920080319140923 معاني أسماء المدن والقرى في محافظة اللاذقية - الجزء الأول]، و [https://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=12521710520070926115536 الجزء الثاني] و [https://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=16720930320080625131002 الجزء الثالث]، صحيفة الوحدة، 12 حزيران 2011.</ref> غير أن التطورات التاريخية اللاحقة جعلت المدينة منفتحة على الثقافة اليونانية ولم تكن الثقافة الآرامية هي المسيطرة كما هي الحال في أغلب مناطق الداخل، وذلك على وجه الخصوص، بدءًا من عام 333 قبل الميلاد، وهو العام الذي أصبحت به [[سوريا]] تابعة [[الإسكندر المقدوني|للإسكندر المقدوني]] بشكل رسمي.<ref name="%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586%2520%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2584">[https://hutteen.net/montada/showthread.php?s=55047c66d6b02bc420176aaaf6016976&t=337 تاريخ اللاذقية]، موقع [[{{المقصود|نادي حطين]]|نادي حطين}} الرسمي، 12 حزيران 2011.</ref>
 
وتدين اللاذقية بإعادة إعمارها إلى [[سلوقس الأول]] الذي خلف [[الإسكندر المقدوني]] في حكم [[سوريا]] مؤسسًا [[الإمبراطورية السلوقية]]؛<ref>[https://www.al-hakawati.net/arabic/cities/city122.asp اللاذقية]، موقع الحكواتي، 12 حزيران 2011.</ref> قام [[سلوقس الأول]] بتسوير المدينة وشق القنوات المائية لتنظيم تدفق المياه فيها، ورمم تصميمها بحيث تلائم التصميم اليوناني للمدن، كما قام بإعادة تأسيس مرفئها فعادت السفن اليونانية تستعمله بعد أن كان قد تحول إلى مرفأ للصيادين؛ ويقول الرحالة والجغرافي اليوناني [[سترابو]] أن اللاذقية خلال العصر السلوقي كانت من أكبر مدن ساحل البحر المتوسط وأجملها من حيث العمارة، ومرفئها ذو شهرة عالميّة، وهو أصل قوة اقتصاد المدينة التي طبعت في القرن الثاني قبل الميلاد نقودا باسمها.<ref name="%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2582">[https://www.lattakiaonline.com/arabic/about%20lattakia/lattakia%20history.htm تاريخ اللاذقية]، اللاذقية أون لاين، 12 حزيران 2011.</ref> كما ذكر بأنها محاطة بريف خصب غني بكروم العنب على وجه الخصوص التي يصنع منها [[مشروبات كحولية|النبيذ الفاخر]] ويصدر.<ref>[https://books.google.com/books?id=0cZfAAAAMAAJ&printsec=frontcover&dq=Strabo+geography&hl=en#v=onepage&q&f=false جفرافيا سترابو (بالإنجليزية]، النص الكامل لكتاب الرحالة والجغرافي اليوناني [[سترابو]].</ref> وعمومًا فلا تزال حتى اليوم تثمل في المدينة بعض آثار العهد السلوقي ممثلة ببقايا القنوات المائية وأطلال معبد باخوس إله الخمر عند الإغريق، ففي منطقة الصليبة لا تزال تنتصب أربعة أعمدة بشكل نصف مستطيل مع قوسها مزخرفة بأشكال نافرة من العنب تشير إلى كينونة البناء الأول؛ هناك أيضًا عدة أعمدة شبيهة بهذه، في منطقة الزراعة وفي ساحة أوغاريت وفي حارة العمود قرب الكورنيش الجنوبي، ويقال أن عمود هذه الأخيرة كان برجًا لأحد النسّاك العموديين، وربما يعود للقديس ألكسي.
 
كذلك فإن اسم اللاذقية الحديث، يدين لسلوقس الأول والذي أسماها لاوديكيا تكريمًا لوالدته، ومن ثم حرّف الاسم في المراحل اللاحقة إلى اللاذقية؛ لم يبن [[سلوقس الأول]] اللاذقية فحسب بل [[{{المقصود|أنطاكية]]|أنطاكية}} و[[أفاميا]] و[[سلوقية]] وعددًا آخر من المدن،<ref>[https://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=1283 أنطاكية]، الموسوعة العربية، 12 حزيران 2011.</ref> وتدلّ المجريات التارخية أن المدينة ألفت مع هذه المدن نوعًا من الاتحاد، وأصدرت معهم عملة واحدة؛ وقد سمي هذا الاتحاد "الشقيقات الأربع"،<ref name="%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2582"/> أصيب [[الإمبراطورية السلوقية|السلوقيون]] أواخر أيامهم بالضعف ما فسح المجال أمام الملك دكران [[أرمينيا|الأرمني]] احتلال [[بلاد الشام]] لفترة قصيرة من الزمن، ومن ثم آل حكم المدينة عام 64 [[قبل الميلاد]] إلى [[الإمبراطورية الرومانية]].<ref name="%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586%2520%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2584"/>
 
=== العهد الروماني ===
سطر 288:
أصبحت سوريا بدءًا من العام 64 قبل الميلاد جزءًا من [[الإمبراطورية الرومانية]] بعد أن فتحها القائد الروماني [[بومبيوس الكبير]] مفوضًا من [[يوليوس قيصر]] الذي منحها عام 47 قبل الميلاد بضع امتيازات خاصة؛ لكن اندلاع النزاع بين قادة القيصر بعد مقتله وتنافسهم على السلطة أثر على المدينة بشكل سلبي، ففي عام 44 [[قبل الميلاد]] اندلع القتال بين كاسيوس ومنافسه دوبللا وقفت المدينة إلى جانب دوبللا، فحاصرها كاسيوس العام 43 قبل الميلاد، واستطاع احتلالها فدمر عددًا من مبانيها وأحرق أحياءً بكاملها انتقامًا.<ref name="%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586%2520%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2584"/> لكن كاسيوس فقد المدينة بعد ثلاث سنوات فقط حين استطاع القائد [[مارك أنطونيو]] السيطرة عليها، ثم أعلنها مدينة معفاة من الضرائب نظرًا لأوضاعها الاقتصادية السيئة، وعندما أعجبه مناخها أقام فيها مدة من الزمن للاستجمام.<ref name="%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586%2520%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2584"/> وزارها عام 20 قبل الميلاد الإمبراطور أوكتافيان وأقام بها أيضًا. ومع مطلع [[القرن الأول]] كانت المدينة قد عادت إلى سابق عهدها، من حيث كونها مركزًا تجاريًا مزدهرًا وميناءً نشطًا للاستيراد والتصدير، وفي أواسط [[القرن الأول]] دخلتها [[المسيحية]]، وكان "لوقيوس" أو "لوقا" المذكور في [[أعمال الرسل|سفر أعمال الرسل]] في [[الكتاب المقدس]] أول [[أسقف|أساقفتها]] وهو أحد تلامذة [[بولس الرسول]].<ref>[https://lattakia.org/(A(ktS6BQAbywEkAAAAYzlmYThmMGQtODU5Yy00ZjhlLWJjNjctMWMyNDA0NWI0NmRixvvzP674Ske6VWUku6ABuGYy_b41))/ShowArticle.aspx?ID=30&AspxAutoDetectCookieSupport=1 تاريخ محافظة اللاذقية]، موسوعة اللاذقية الإلكترونية، 12 حزيران 2011.</ref> وتدل الآثار المسيحية التي تعود للحقبة الرومانية ومن ثم الحقبة البيزنطية، كدير الفاروس مثلاً أن المدينة كانت معقلاً قويًا للمسيحية في العهود المبكرة. وإلى جانب [[المسيحية]] وبقايا الوثنية، سكنت اللاذقية جالية يهودية كبيرة في [[القرن الأول|القرنين الأول]] و[[القرن الثاني|الثاني]].<ref name="%25D9%2588%25D8%25B2%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25A9"/>
 
خلال [[القرن الثاني]] كانت المدينة تصدر [[فضة|الفضة]] و[[برونز|البرونز]] وتربطها علاقات تجارية قويّة مع أغلب مراكز حوض المتوسط التجارية، بيد أنه مع نهاية هذه المرحلة في عام [[193]] استعر الخلاف بين [[سبتيموس سيفيروس]] وبيسينيوس نيجر حول عرش [[روما]]؛ استطاع نيجر احتلال اللاذقية وتخريبها لكن [[سبتيموس سيفيروس|سيفيروس]] الذي سيغدو الإمبراطور الروماني، هزم نيجر في معركة إيسوس، وأمر بإعادة بنهائها، وأمر أن يخلد انتصاره فيها من خلال بناء [[قوس النصر]] الذي لا يزال ماثلاً حتى الآن، جاعلاً إياه مركز المدينة إذ تفرع من القوس شارعان متصالبان كمحورين للمدينة، كما قام بتوسعة المرفأ، ومنحها لقب "متروبوليت" أي "مدينة رئيسية"، ثم أمر بتقديم هبة سنوية من الحنطة لها وأمر أيضًا بتوسعة شوارعها.<ref>[https://books.google.com/books?id=R44VRnNCzAYC&pg=RA1-PA451&dq=Latakia&hl=en المعجم العالمي للأحداث التاريخية(بالإنجليزية)]، ترودي رينغ، ص.451.</ref> ويعود للفترة ذاتها بناء المدرج الروماني في [[{{المقصود|جبلة]]|جبلة}} القريبة منها.<ref>[https://www.yabeyrouth.com/pages/index905d.htm تاريخ اللاذقية]، موقع يا بيروت، 12 حزيران 2011.</ref> في [[القرن الثالث]] دخلت اللاذقية ضمن حدود [[مملكة تدمر]] في عهد ملكتها [[زنوبيا]]، غير أن عهد الاستقلال هذا سرعان ما تبدد مع عودة الرومان عام [[297]] وتدميرهم المملكة خلال عهد الإمبراطور [[تراجان]].<ref>[https://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/27.htm مملكة تدمر]، الحركة الآرامية الديموقراطية، 12 حزيران 2011.</ref>
 
في عام [[395]] قسمت [[الإمبراطورية الرومانية]] وكانت اللاذقية من نصيب [[الإمبراطورية البيزنطية]] أو "الإمبراطورية الرومانية الشرقية"، وأدمجت ضمن مقاطعة إدارية أطلق عليها اسم "سوريا الكبرى" كانت عاصمتها [[{{المقصود|أنطاكية]]|أنطاكية}}.وسيكون للمدينة تاريخ سيء خلال هذه المرحلة مع الكوارث الطبيعية خصوصًا [[الزلازل]]، إذ أصابتها ثلاث زلازل مدمرة أعوام [[494]] ثم [[529]] و[[555]]، كان أقساها الذي وقع في [[2 يناير]] [[529]] وأدى إلى مقتل سبعة آلاف وخمسمائة من سكانها وتدمير أجزاء كبيرة منها، ما اضطر [[جستينيان الأول|الإمبراطور جستينان]] إلى إعفائها من الضرائب لمدة ثلاث سنوات وتقديم مساعدات من [[روما]] لإعادة إعمار ما تهدم منها وإرسال معونة "حنطة" سنوية لسكانها، كما استحدث ولاية جديدة أسماها تيودوريارس، كان مركزها اللاذقية وألحق بها كل من [[{{المقصود|جبلة]]|جبلة}} و[[بانياس]] وسائر الساحل السوري.<ref name="%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586%2520%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2584"/>
 
يعود للفترة البيزنطية تأسيس عدد من الكنائس الأثرية في المدينة ككنيسة القديس نيقولاوس [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|للروم الأرثوذكس]] وكنيسة السيّدة العذراء في ساحة أوغاريت وكنيسة مار موسى التي اتبعت [[مسيحية سريانية|الطقس السرياني]]؛ وأما على صعيد الجدال الديني الذي اندلع في [[المسيحية]] وأفضى لعقد [[مجمع مسكوني|المجامع المسكونية]]، اشتهر في المدينة أسقفها أبوليناروس اللاذقي، الذي [[حرمان كنسي|حُرم]] وطرد من الكنيسة بسبب آراءه حول طبيعتي [[يسوع|المسيح]]؛<ref>[https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Al-Magame3-Al-Maskooneya/Encyclopedia-Coptica_Councils_36-Christological-Controversies-02-Hartakat-Apolinarios.html هرطقة أبوليناروس والرد عليها]، موقع الأنبا تكلا، 12 حزيران 2011.</ref> وكذلك الأمر في أعقاب [[مجمع خلقيدونية]] انقسمت المدينة كسائر [[بلاد الشام]] إلى أسقفيتين الأولى تتبع من قبل المجمع أي [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|الملكيين]] أو الروم الأرثوذكس، والأخرى للذين رفضوه أي [[السريان الأرثوذكس]]، إلا أن الغلبة كانت للقسم الخلقيدوني أي إلى الملكيين.<ref name="%25D8%25AD%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586%2520%25D8%25A3%25D9%2588%25D9%2584"/>
سطر 296:
=== الممالك الإسلامية ===
 
استطاع القائد المسلم [[عبادة بن الصامت]] فتح اللاذقية عام [[637]] سلمًا دون قتال كأغلب المدن [[بلاد الشام|الشاميّة]]، وضمت المدينة إلى ولاية [[حمص]]، غير أنها عادت إلى حكم [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطيين]] عام [[705]] من خلال [[المردة]] الذين سيطروا على المنطقة الممتدة بين جبل الأقرع شمالها وحدود [[فلسطين]] وبعد أن خرجوا منها من خلال اتفاق بين الإمبراطور والخليفة [[الوليد بن عبد الملك]]، أعادوا الكرة عليها في عام [[718]] ودمرّوا القسم الأكبر من عمرانها، فأمر [[عمر بن عبد العزيز]] بإعادة بنائها وتسويرها..<ref>[https://books.google.com/books?id=R44VRnNCzAYC&pg=RA1-PA451&dq=Latakia&hl=en المعجم العالمي للأحداث التاريخية(بالإنجليزية)]، ترودي رينغ، ص.453.</ref> بيد أنه ولكونها واقعة على الحدود فقدت أهميتها التجارية والاقتصادية وانزوت أخبارها حتى نكاد لا نعرف من أخبارها في [[القرن الثامن]] و[[القرن التاسع]] إلا النذر اليسير. في عام [[809]] تعرضت المدينة لزلزال أتى على أغلب عمرانها؛ ومع قيام الدولة التنوخية التي شملت حدودها جميع الساحل الشامي والمناطق الداخلية حتى [[معرة النعمان]] زارها وسكن بها عدد من رجال الدولة والأمراء، وزارها الشاعر [[أبو الطيب المتنبي]] وكانت ذات علاقة طيبة مع [[الدولة الحمدانية]] في [[حلب]]. سيطر البيزنطيون على المدينة عام [[970]] للمرة الثالثة منذ دخولها في حدود الممالك الإسلامية واستطاع [[الخلافة الفاطمية|الفاطميون]] استعادتها عام [[980]] والقضاء على الحامية البيزنطية الكبيرة فيها. عاد التنوخيون لحكم اللاذقية مع بداية [[القرن الحادي عشر]] وعندما استنجد الخليفة [[{{المقصود|القائم بأمر الله]]|القائم بأمر الله}} [[الدولة السلجوقية|بالسلاجقة]] لردع [[بويهيون|البويهيين]] في [[بلاد فارس]] عام [[1055]] ثم استطاعوا تأسيس [[الدولة السلجوقية|دولتهم]] فتحوا المدينة عام [[1086]] وقضوا على الأمراء التنوخيين رغم مساندة هؤلاء للسلاجقة في حروبهم ضد البويهيين، وكانت اللاذقية قد خضعت عام [[1074]] للحكم البيزنطي لفترة وجيزة. حكم السلاجقة لم يطل في المدينة إذ خرجوا منها نهائيًا مع قدوم جحافل [[حملات صليبية|الصليبيين]].<ref name="%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8">[https://books.google.com/books?id=R44VRnNCzAYC&pg=RA1-PA451&dq=Latakia&hl=en المعجم العالمي للأحداث التاريخية(بالإنجليزية)]، ترودي رينغ، ص.453-454.</ref>
 
[[ملف:Saladinsburg 12.jpg|يمين|250بك|تصغير|[[قلعة صلاح الدين الأيوبي (سورية)|قلعة صلاح الدين الأيوبي]]، على بعد 3 كم من اللاذقية، وهي لا تزال بحالة جيدة.<ref>[https://www.discover-syria.com/news/1199 قلعة صلاح الدين الأيوبي]، اكتشف سوريا، 13 حزيران 2011.</ref>]]
بدأ الصليبيون غارتهم على اللاذقية يوم [[17 أغسطس]] [[1097]] وكانت غارة بحرية قادمة من [[قبرص]] ومكونة من ثمان وعشرين سفينة،<ref name="%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8"/> وغدت المدينة مسرحًا للخلافات بين الأمراء أنفسهم و[[الإمبراطورية البيزنطية]] حول أحقية حكمها خصوصًا أن البيزنطيين احتلوا [[بانياس]] على مقربة منها نحو الجنوب ثم سيطروا على المدينة نفسها، في عام [[1099]] قام [[بوهيموند الأول]] بحصار المدينة وبعده بعدة أشهر قام عمّه [[تانكرد]] بفتح اللاذقية وإجلاء البيزنطيين عنها واستمرّ الحصار حولها ثمانية عشر شهرًا ولم ينته حتى عام [[1103]].<ref name="%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8"/> مطالبة البيزنطيين بالمدينة وغاراتهم عليها لم تتوقف واستطاعوا احتلالها لفترات قصيرة غير أنهم لم يتمكنوا أبدًا من احتلال قلعتها، انتهى الصراع على المدينة عام [[1108]] حين توصل أمراء [[{{المقصود|أنطاكية]]|أنطاكية}} و[[طرابلس]] والإمبراطور البيزنطي إلى اتفاق يقضي بفصل منطقة اللاذقية إلى قسمين الشمالي منه يتبع [[إمارة أنطاكية]] ويشمل المسافة الواقعة بين [[{{المقصود|أنطاكية]]|أنطاكية}} و[[بانياس]] ومن ضمنها المدينة، على أن يكون ما هو جنوب [[بانياس]] من نصيب إمارة طرابلس، وتم إرضاء الإمبراطور بمنحه حق التجارة البحرية فيها وفي مينائها لقاء خدمات جيش أنطاكية له.<ref name="%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8"/>
 
دعيت اللاذقية لاليش وقسّمت على ثلاث مناطق، وبنى الصليبيون فيها ثلاث قلاع وسور كبير لتحصينها لم يبق من هذه الآثار اليوم سوى بعض الأطلال، كذلك فقد اعتنوا بمرفئها ورصفوه بالحجارة البيضاء، واستوطنوا في بعض أحيائها غير أن تركيبتها السكانية لم تتغير فظلّت غالبية السكان من [[إسلام|المسلمين]] مع أقلية من [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|الروم الأرثوذكس]] إضافة إلى الوافدين الفرنجة. في عام [[1126]] كانت المدينة جزءًا من مهر الأميرة أليس ابنة [[بالدوين الثاني]] ملك [[القدس]]، وقد تبرعت الأميرة بعدد من الأبنية [[الإسبتارية|للإسبتارية]] فغدت المدينة القاعدة الرئيسية لهم في الساحل السوري؛ هاجم [[عماد الدين زنكي]] عام [[1136]] المدينة وقتل سبعة آلاف من ساكنيها وأسر عددًا من جنود حاميتها، أعاد [[نور الدين زنكي]] الكرة عام [[1171]]، كما أصيبت المدينة بزلزالين مدمرين عامي [[1157]] و[[1170]]. وعلى الرغم من كون مرحلة الحروب الصليبية مرحلة حروب مستمرة، إلا أن اللاذقية قد غدت خلالها مركزًا تجاريًا هامًا خصوصًا مع [[إيطاليا]]، ودخلت العديد من المفردات الإيطالية إلى اللهجة المحكية في المدينة، وغدا اسمها مدينة التجار، لكثرة التجار والأعمال التجارية التي قامت بها خلال هذه الحقبة.<ref>[http://www.discover-syria.com/bank/6090#اللاذقية%20والحروب%20الصليبيّة%20(1097-1287) اللاذقية في الحروب الصليبيبة]، اكتشف سوريا، 13 حزيران 2011.</ref> في عام [[23 يوليو]] [[1188]] استرجع [[صلاح الدين الأيوبي]] المدينة بعد حصار دام شهرًا، وسلّم شؤون إدارتها إلى ابن أخيه الملك المظفّر تقي الدين عمر؛ وبعيد وفاة صلاح الدين عام [[1192]] دبّ الخلاف بين أولاده السبعة عشر حول ورثة أبيهم وأصبحت اللاذقية إثر ذلك ومنذ عام [[1193]] تحت حكم الملك الظاهر غياث الدين الغازي ثم آلت لحكم الملك الظاهر عام [[1197]] ثالث أبناء صلاح الدين وملك [[حلب]]؛ وهو من أمر أن يبنى فيها عام [[1211]] الجامع الكبير الذي لا يزال شاهدًا على تلك الحقبة حتى أيامنا هذه؛ وفي عام [[1123]] سيطر الصليبيون على المدينة من جديد وطردوا [[أيوبيون|الأيوبيين]] منها. في [[22 مارس]] [[1287]] أصيبت المدينة بزلزال عنيف دمّر أغلب مبانيها وخزانات مرفئها فاستغل [[الناصر قلاوون]] ذلك لفتحها، وتم له ذلك في [[20 أبريل]] [[1287]]، فدخلت المدينة ضمن حدود دولة [[المماليك]]. وقد جنبها وجودها تحت الحكم الصليبي خلال منتصف [[القرن الثالث عشر]] الاجتياح [[مغول|المغولي]] الذي دمّر [[بغداد]] و[[حلب]] و[[دمشق]] وعددًا من المدن الشاميّة الأخرى.<ref name="%25D8%25A7%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25B4%25D9%2581">[http://www.discover-syria.com/bank/6090#اللاذقية في عصر المماليك (1287-1516) تاريخ اللاذقية]، اكتشف سوريا، 14 حزيران 2011.</ref>
سطر 309:
كانت المدينة تتبع ولاية طرابلس العثمانية ثم ولاية [[بيروت]]، ودخلت ضمن حدود إمارة [[فخر الدين المعني الثاني]] العام [[1606]]، فشهدت نوعًا من الانتعاش الاقتصادي كان قد بدأ أواخر [[القرن السادس عشر]]، عندما قام الأمير علاء الدين بتشييد عدد من الخانات والمساجد والحمامات العامة فيها؛ لكن حكم فخر الدين لن يستمر طويلاً، وعادت المدينة إلى الحكم العثماني المباشر بعد زوال الدولة المعنية عام [[1635]].
 
وعندما ربطت الامبراطورية العثمانية نفسها مع الأوروبيين بمعاهدات اقتصاديّة، حولت أسواق الامبراطورية إلى مكان لتصريف المنتجات الأوروبية، كانت اللاذقية ضمن ضحايا تلك السياسة فأسس الأوروبيون أول متجر لهم في المدينة العام [[1688]]، وعندما أصبح أرسلان باشا وليًا على طرابلس في الهزيع الأخير من القرن السابع عشر، عهد شؤون الولاية الشمالية إلى أخيه قبلان مطرجي، الذي نقل مركز الإمارة الشمالية من [[{{المقصود|جبلة]]|جبلة}} إلى اللاذقية، فساعد ذلك بنمو المدينة، التي شهدت العام [[1712]] هجومًا من القراصنة على سواحلها، فأسروا عددًا من أبنائها وباعوهم كرقيق في [[الجزائر]].<ref>[https://www.al-hakawati.net/arabic/cities/city122.asp اللاذقية]، موقع الحكواتي، 14 حزيران 2011، كانت القرصنة من الأمور الشائعة خلال العهد العثماني.</ref> ومن المعروف أنه وحتى العام [[1724]] لم يكن في المدينة أية مدرسة ابتدائية أو ثانوية، إنما كان العلم مقتصرًا فقط على الكتاتيب في المساجد، حيث يقتصر التعليم على القراءة والكتابة ومبادئ الحساب.<ref>[https://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=77645776120071211201841 أسلوب التعليم في الكتاتيب]، صحيفة الوحدة، 14 حزيران 2011.</ref> في عام [[1737]] ثارت المدينة على حاكمها ياسين بيك ابن إبراهيم العظم، وبدءًا من عام [[1744]] أخذ اقتصاد المدينة بالانتعاش بسبب تصدير [[التبغ]] وقد اشتهر في [[مصر]] و[[أوروبا]] "التبغ اللاذقاني" وغدا ذو شهرة واسعة على ما نقله الرحالة الفرنسي فولينه والذي كتب أن عشرين سفينة فرنسية سنويًا كانت تأتي لنقل التبغ اللاذقاني نحو الغرب.<ref>[https://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?Filename=81545147020100201124611 حكاية تبغ اللاذقية]، صحيفة الوحدة، 14 حزيران 2011.</ref>
 
وفي عام [[1759]] أصيبت المدينة بوباء [[الطاعون]] الذي أتى على آلاف من سكانها؛ وكذلك فقد كان للمدينة موعد مع الزلازل الكبيرة أعوام [[1796]] و[[1811]] و[[1822]]، وقد تناقل الأهالي هذه الأحداث بواسطة الذاكرة الشعبية، ومن الشائع أن هذه الزلازل قد سببت انشقاق الأرض وانقلاب أحياء بكاملها. في عام [[1726]] تمت إعادة بناء الجامع الجديد الذي لا يزال قائمًا إلى اليوم بأمر من والي طرابلس، وكذلك شهد عام [[1721]] ترميم عدد كبير من مساجد المدينة وكذلك كنيستين من كنائسها.<ref>[https://www.dahsha.com/old/viewarticle.php?id=26816 العمارة في العهد العثماني]، موسوعة دهشة، 14 حزيران 2011.</ref><ref>كتب إلياس صالح في كتابه "تاريخ الحقب في لاذقية العرب" حول حوادث عام [[1720]]، أن الطلب جاء بعد تداعي جدار كنيسة مار نيقولاوس عام [[1720]]، ولكون ترميم الكنائس يحتاج إلى إذن من الخليفة شخصيًا، أرسل الطب إلى [[اسطنبول]] ولم ترسل الموافقة حتى [[دميسبر]] [[1722]] أي بعد أربعة عشر شهرًا، ومن ثم عقد مفتي المدينة مجمعًا من مائة شخصية مسلمة ومسيحية، أقروا قبول الموالفقة، لكن القاضي التركي عرقلها بحجة أن الترميم لا يعني إعادة البناء، ثم أفتى المفتي بأن الترميم يعني إعادة البناء في حالة كون البناء متداعيًا، وبعد الأخذ والرد بين المفتي والقاضي، سمح أخيرًا بالشروع في الترميم. انظر [https://www.dahsha.com/old/viewarticle.php?id=26816 من المظاهر العمرانية في اللاذقية خلال العصر العثماني]، موسوعة دهشة، 14 حزيران 2011.</ref>
 
في العام [[1825]] بني مسجد السوق وفي عام [[1832]] دخلت المدينة ضمن حكم [[{{المقصود|إبراهيم باشا]]|إبراهيم باشا}} ابن [[محمد علي باشا]] ورغم أن حكمه للمدينة لم يستمر لعشرة سنوات متواصلة إلا أنه أبدى اهتمامًا خاصًا بها، فأقام بها ثكنة عسكرية وعيّن عليها مديرًا مرتبطًا به مباشرة، وبعد خروج الحكم المصري وعودة المدينة إلى حضن [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] أعلنتها الحكومة قائممقامية عام [[1834]] وقسّمت القائممقامية إلى أربعة أقضية يرأس كل قضاء مدير، وقد تبعت لوالي طرابلس، في عام [[1874]] أسس تجار المدينة شركة "مؤسسة تبغ اللاذقية" وأعلنت [[الدولة العثمانية]] حصر التبغ في المدينة، ثم أسست "خان الدخان" عام [[1892]] ليكون مقرًا للشركة، وقد غدا الخان مقر الحاكم العسكري الفرنسي ثم متحف المدينة الوطني بعد الاستقلال.<ref>[https://www.syriasteps.com/index.php?d=152&id=995 اللاذقية المدينة والتاريخ]، خطوات سوريّة، 14 حزيران 2011.</ref>
 
أصيبت المدينة بوباء [[الكوليرا]] أو ما كان يعرف وقتذاك الهواء الأصفر العام [[1848]]، لكن الأوضاع أخذت تتحسن بعد ذلك، فأنشئت مدارس ابتدائية وإعدادية في المدينة عام [[1859]]، ودخلها الهاتف عام [[1862]] و[[التلغراف]] عام [[1863]] من خلال ربطها مع كل من [[طرابلس]] و[[حلب]] و[[اسطنبول]]. ثم تمّ توسيع السوق عام [[1865]]، وربطت المدينة مع [[قبرص]] هاتفيًا من خلال سلك تحت الماء عام [[1872]]، ما أوجب وجود مترجمين في مراكز البريد والتلغراف فيها، وباستثناء انتقال أحداث فتنة [[1860]] بين المسيحيين والمسلمين إليها، فلا يوجد ما يعكّر صفو النصف الثاني من [[القرن التاسع عشر]]. يذكر التاريخ أن سكان المدينة قد عاشوا أربعين يومًا في الحقول والعراء إثر تخوفهم من زلزال كاذب في [[مارس]] [[1872]] ثم في [[أبريل]] من العام نفسه، لكن شيءًا لم يحدث، وإنما الذي حدث، هو انتشار وباء [[الكوليرا]] من جديد عام [[1875]] حتى اضطر سكان المدينة لهجرانها نحو القرى المجاورة خوفًا من العدوى أو الموت، إذ إن عدد حالات الوفاة اليومية قدرت بثلاث إلى خمس حالات.
سطر 322:
[[ملف:Lattakia 1970.jpg|يسار|250بك|تصغير|منطقة [[الصليبة (اللاذقية)|الصليبة]] تحديدًا بنك الدم- شارع بغداد، كما كانت تبدو عام [[1970]].]]
[[ملف:Latakia,old.jpg|يسار|250بك|تصغير|السوق القديم في منطقة العوينة.]]
بعد خروج [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] خضعت المدينة للحكم الفرنسي المباشر، ورغم أنها شكليًا اعتبرت جزءًا من [[المملكة السورية العربية]] في [[دمشق]] ومثلت في [[المؤتمر السوري العام|مجلسها النيابي]] بستة مقاعد إلا أن سلطة المملكة لم تكن متواجدة على أرض الواقع.<ref>سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.277</ref> بعد سنتين وإثر سقوط [[المملكة السورية العربية|المملكة السورية]] وقيام [[الانتداب الفرنسي على سوريا|الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان]] أعلن الجنرال [[هنري غورو]] في [[31 أغسطس]] [[1920]] ميلاد "دولة العلويين" ومن ثم حوّل اسمها إلى "حكومة اللاذقية" مع وضعها تحت الإدارة المباشرة [[فرنسا|لفرنسا]]؛ كانت مساحة هذه الدولة 7000 كم<sup>2</sup> وعدد سكانها 300,000 نسمة، وهي تشمل إضافة إلى اللاذقية الأقضية التي كانت تابعة لها زمن العثمانيين أي [[الحفة]] و[[{{المقصود|جبلة]]|جبلة}} و[[بانياس]] وما فصل عما كان سابقًا تابعًا [[طرابلس|لطرابلس]] أي [[تلكلخ]] و[[صافيتا]] و[[طرطوس]] و[[جزيرة أرواد]]، لكي يتناسب الاسم بشكل أكبر مع المضمون فصل لواء [[جسر الشغور]] عن [[حلب]] ولواء [[مصياف]] عن [[حماه]] لكونها ذوي غالبية علويّة وألحقا بالدولة التي لم تشمل [[لواء إسكندرون]] رغم أنها ذات غالبية عربية بسبب مطالب [[تركيا]] بحكمها.<ref>العلويون، آلان نيميه، دار البلاغ، بيروت 1997، ص.65</ref> ظلّت الدولة تحكم بشكل مباشر من قبل [[فرنسا]] ولم يوضع لها دستور محدد، غير أن الحاكم الفرنسي الجنرال نيجر أنشأ مجلسًا تمثيليًا له صلاحيات المجلس النيابي مكون من سبعة عشر عضوًا عشرة منهم علويين وثلاثة سنّة وثلاثة مسيحيين وإسماعيلي واحد،<ref>العلويون، مرجع سابق، ص.64</ref> في الدولة الأولى للمجلس التمثيلي عيّنت فرنسا جميع النوّاب وفي الدورات اللاحقة عيّنت الثلث وانتخبت الثلثان.<ref>العلويون، مرجع سابق، ص.67</ref>
 
في [[28 يونيو]] [[1922]] أعلن [[هنري غورو]] ميلاد "الاتحاد السوري" بين حكومات [[دمشق]] و[[حلب]] واللاذقية بعد أن لمس عدم رغبة الشعب بالانقسام وعيّن المفوض الفرنسي مجلسًا تأسيسيًا من خمسة عشر عضوًا خمسة أعضاء عن كل دولة مهمتها انتخاب رئيس الدولة والإشراف على عمل الوزارة التي سيشكلها وقد مثّل مدينة اللاذقية في المجلس اسحق نصري وعبد الواحد هارون،<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.375</ref> وفي [[5 ديسمبر]] [[1924]] أعلن الجنرال غورو حل الاتحاد وإقامة الوحدة بين حكومتي دمشق وحلب فقط مع بقاء حكومة اللاذقية مستقلة،<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.377</ref> وبعد حوالي الشهرين في [[15 يناير]] [[1925]] عيّن الجنرال [[{{المقصود|سراي]]|سراي}} مفوضًا ساميًا وصرح في [[19 يناير]] أن أبناء الدولة السورية كذلك حكومتي اللاذقية وجبل العرب هم من وجهة النظر الخارجية من "التابعية السوريّة"، جاء تصريحه في أعقاب تصاعد الطلبات المنددة بالانفصال ومن أبرزها "حزب الاستقلال"، وعلى أرض الواقع فإن أحدًا لم يؤيد حكومة اللاذقية المستفة ل عدا بضع زعماء عشائر علويّة، بينما وقف أغلب الشعب بجميع أطيافه ضدها، ويذكر في هذا الصدد [[صالح العلي]] وأنصاره الذين قادوا ثورة مسلحة ضد [[فرنسا]] لمدة أربع أعوام وهم علويون.<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.379</ref>
 
أخيرًا في [[5 ديسمبر]] [[1936]] أعلنت حكومة اللاذقية إلى سوريا مع احتفاظها باستقلالها المالي والإداري، ثم قرر نواب المحافظة التخلي عن هذا الاستقالا المالي والإداري، وأصدرت الحكومة برئاسة [[جميل مردم بك]] خلال رئاسة [[هاشم الأتاسي]] قرارًا بتعيين مظهر أرسلان أحد أركان "الكتلة الوطنية" كأول محافظ على المدينة بدلاً من الحاكم الفرنسي شلوفر الذي تحّول لقبه إلى المفوّض السامي فيها.<ref name="%25D8%25AD%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AB">سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.403</ref> إثر إيقاف فرنسا لمفاعيل المعاهدة السوريّة - الفرنسيّة الناظمة لشؤون الانتداب والتي تنصّ على الاستقلال الداخلي، أعادت فرنسا استقلال حكومة اللاذقيّة، وعمّت الإضرابات والعصيان المدني في [[6 فبراير]] [[1939]] ثم في [[يونيو]] [[1939]]، وعادت المفاوضات مع فرنسا حول الوحدة وأخيرًا أعيدت الوحدة مع إعلان استقلال سوريا في [[20 ديسمبر]][[1942]]، ثم زارها في [[19 مارس]] وحتى [[23 مارس]] [[1944]] الرئيس [[شكري القوتلي]]، ليكون أول رئيس يزور المدينة في التاريخ الحديث وأول حاكم لسوريا يزورها منذ أن زارها السلطان الأشرف في [[القرن الثالث عشر]].<ref name="%25D8%25AD%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AB"/> غير أن المظاهرات خلال تلك الفترة تركزت حول موضوع جلاء الجيش الفرنسي عن سورياوفي [[5 يوليو]] [[1945]] اندلعت احتجاجات مسلّحة ضد الوجود الفرنسي في المدينة أدت إلى مقتل عشرين شخصًا وجرح حوالي السبعين، ثم في [[21 يوليو]] [[1945]] قرر مجلس المدينة إعادة تسمية الشوارع بأسماء عربية بدلاً من أسمائها الفرنسية والعثمانية وهي الأسماء التي لا تزال مستعملة حتى اليوم، وقد أدّت الثورة إلى جلاء جزئي الجيش الفرنسي عن المدينة في [[5 أغسطس]] [[1945]] ثم جلاءه الكامل في [[21 مارس]] [[1946]]، وقد استكملت سوريا جلاء القوات الفرنسية عن أراضيها في [[17 أبريل]] [[1946]].<ref name="%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8"/>
سطر 355:
| 2009 || align="center" |650,558
|}
بالنسبة للتوزع العرقي والإثني للسكان، فغالبية السكّان من [[سوريون|العرب السوريين]] إلى جانب وجود نسب قليلة من المجموعات العرقية [[التركمان|كالتركمان]] و[[الأكراد]] و[[السريان]] و[[الأرمن]] التي يبلغ عدد أفرادها،<ref>[https://www.periotem.com/modules.php?op=modload&name=Subjects&file=index&req=viewpageext&pageid=741&pageno=2 انتشار الأرمن بعد المجازر (بالإنجليزية)]، أبرشية حلب الأرمنية، 19 حزيران 2011.</ref> هناك أيضًا مجموعة صغيرة من ذوي الأصول [[اليونان]]ية.<ref>[https://web.archive.org/web/20070513151404/http://www.mfa.gr/www.mfa.gr/en-US/Policy/Geographic+Regions/Mediterranean+-+Middle+East/Bilateral+Relations/Syria/ سوريا (بالإنجليزية)]، وزارة الخارجية اليونانية، 19 حزيران 2011.</ref> في أعقاب [[حرب 1948]] أقيم في المدينة وحتى اليوم مخيم للاجئين الفلسطينيين تشرف عليه [[أونروا|وكالة غوث اللاجئين]] وهو من المخيمات الصغيرة الحجم ويبلغ عدد قاطنيه 6,500 وهي يعتبر من المخيمات غير الشرعيّة أقيم بحكم الأمر الواقع عام [[1956]] وأغلب قاطنيه تعود أصولهم [[يافا|ليافا]] و[[{{المقصود|الجليل]]|الجليل}}،<ref>[https://web.archive.org/web/20010218123857/http://www.un.org/unrwa/refugees/syria/latakia.html المخيم غير الرسمي للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية (بالإنجليزية)]، [[أونرواوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين]]، 19 حزيران 2011.</ref> وبنتيجة توسعات المدينة فقد غدا المخيم جزءًا منها غير أنه لا يزال ذو حدود واضحة.
 
يتكلم السكّان [[لغة عربية|اللغة العربية]] وفق [[لهجات شامية|اللهجات الشامية]] وتتخصص المدينة بنوع من اللهجة الشامية هو [[لهجة ساحلية|اللهجة الساحلية]]، عمومًا فإن انتشار هذه اللهجة يرتكز بشكل مكثّف في بعض المناطق [[الصليبة (اللاذقية)|كحي الصليبة]]، وترتكز اللهجة بمطّ الألف أو قلبها واوًا في بعض الألفاظ.
سطر 371:
=== الديانة ===
[[ملف:Mosque lattakia.jpg|يمين|200بك|تصغير|مئذنة مسجد [[عمار بن ياسر]]، في اللاذقية عند الغروب]]
يشكل المسلمون أغلبية سكان المدينة وتترواح نسبتهم بين 82 إلى 88% من مجموع السكان، المدينة بحد ذاتها ذات غالبية سنيّة بينما محيطها وتوسعاتها ذات غالبيّة علويّة، أما في [[مدينة اللاذقية]] فيشكل [[المسلمون السنة]] ما بين 57%-59% و[[العلويون{{المقصود|المسلمون العلويون]]|العلويون}} بين 24%-26% و[[المسيحيون]] بين 13%-15%، أما [[اللاذقية (محافظة)|محافطة اللاذقية]] بحسب رأي إيفان مانحيم أحد الباحثين الإمريكيين فإنه مع التقريب تبلغ نسب التوزع الطائفي فيها، 70% للطائفة العلويّة، بينما المسيحيون 14% والسنّة 12% حيث يتركز السنة عند الساحل والعلوية في الجبال أما سائر الأقليات الإسلامية كالإسماعيليين فحوالي 2%.<ref>[https://books.google.com/books?id=GOJ80DlXwwMC&pg=PA205&dq=nouri+mosque+homs&hl=en#v=onepage&q&f=false سوريا ولبنان كتاب يد للسياحة (بالإنجليزية)]، إيفان هانيم، ص.79</ref> والإحصاء الوحيد الذي لحظ التوزع الطائفي يعود لعام [[1932]] وهو يشمل [[دولة جبل العلويين|دولة اللاذقية]] برمتها. تؤدي الفرق الإسلامية شعائر العبادة في المساجد نفسها في المناطق المختلطة، وبغض النظر عن بعض التشنج في الخطاب الطائفي الذي رافق [[الاحتجاجات السورية 2011]] فإن المدينة لا تعاني من توتر طائفي.
 
أهم المعالم الإسلامية في المدينة تتمثل بالمساجد القديمة التي ترقى [[مماليك|للحقبتين المملوكية]] و[[الدولة العثمانية|العثمانية]]، [[جامع أرسلان باشا (لاذقية)|كمسجد أرسلان باشا]] الذي بني بأمر من والي [[بغداد]] عام [[1650]]،<ref name="hutteensc%252Ecom">[https://www.hutteensc.com/forum/showthread.php?t=43508 مساجد اللاذقية-1]، نادي حطين الرياضي، 18 حزيران 2011.</ref> والمسجد الجديد الذي يحاكي نوعًا ما في بناءه بناء [[{{المقصود|المسجد الأموي]]|المسجد الأموي}} في [[دمشق]] ويرقى تاريخ بناءه إلى عام [[1724]]، وهناك أيضًا الجامع الكبير، الذي يعتبر أقدم مساجد الساحل السوري ويرقى تاريخه لحوالي العام [[1370]]؛<ref>[https://www.hutteensc.com/forum/showthread.php?t=43508&page=3 مساجد اللاذقية-2]، نادي حطين الرياضي، 18 حزيران 2011.</ref> وإلى جانب المساجد القديمة هناك المساجد المبنية على طراز معماري حديث كجامع الجود وجامع العجان وجامع ياسين؛ كما تحوي المدينة، مدرسة شرعية ومعهدًا لتحفيظ القرآن، فضلاً عن عدد من المقامات كمقام أبي الدرداء والإمام البطرني، الذي أزيل مع توسيع المرفأ.<ref>[https://lattakia.org/ShowArticle.aspx?ID=531&AspxAutoDetectCookieSupport=1 اللاذقية والبحر]، موسوعة اللاذقية، 18 حزيران 2011.</ref>
 
شكلت اللاذقية ومنذ القرون الأولى مركزًا هامًا للمسيحية، وتعود أقدم الكنائس المكتشفة إلى [[القرن الثالث]]،<ref>[https://www.jesusfriendsnet.com/bb3/viewtopic.php?f=24&t=135&p=648 تاريخ الكنائس في الساحل السوري]، أصدقاء يسوع، 18 حزيران 2011. {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20121028050824/https://www.jesusfriendsnet.com/bb3/viewtopic.php?f=24&t=135&p=648 |date=28 أكتوبر 2012}} </ref> في حين أن المسيحية في سوريا الداخلية لم تصبح دين السكان حتى أواخر [[القرن الرابع]]. وبطبيعة علاقاتها التجارية مع [[اليونان]] فقد طغى [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|المذهب البيزنطي الأنطاكي]] عليها، على عكس سوريا الداخلية خصوصًا في أريافها حيث انتشر [[مسيحية سريانية|الطقس السرياني]]، لكن للطقس السرياني وجوده التاريخي في المدينة إذ يذكر التاريخ رسامة أسقف من كنيسة [[السريان الأرثوذكس]] عام [[578]].
سطر 389:
يوجد في المدينة أيضًا عدد من القنصليات والبعثات الرسمية الأجنبية، كالقنصليات [[بريطانيا|البريطانية]] و[[فرنسا|الفرنسية]] وعدد آخر كان أحدث ما فتتح منها القنصليّة [[إسبانيا|الأسبانيةعام]] [[2010]].<ref>[https://www.albaath.news.sy/user/?id=808&a=73784 افتتاح القنصلية الإسبانية باللاذقية]، صحيفة البعث، 23 حزيران 2011.</ref> أما بالنسبة للنشاط الحزبي، فينشط بها عدد من الأحزاب أهمها [[حزب البعث العربي الاشتراكي]] وتحوي المدينة مركز قيادة الحزب لفرع المنطقة الساحلية في سوريا؛ وإلى جانب حزب البعث تنشط عدد من أحزاب [[الجبهة الوطنية التقدمية]] أبرزها الحزب الاشتراكي العربي و[[حزب شيوعي سوري|الحزب الشيوعي السوري]] و[[الحزب السوري القومي الاجتماعي]]،<ref>[http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=1&ved=0CBUQFjAA&url=http://ssnp.net/content/view/14264/1/&rct=j&q=الحزب%20السوري%20القومي%20الاجتماعي%20اللاذقية&ei=DX8DTsq-NpGzhAfU1KyKDg&usg=AFQjCNEEO8RFaHFjIKyveXcF80AXnkT4hg&cad=rja منفذية اللاذقية تحتفل بالأول من آذار... سلمان: إستراتيجية المقاومة لمواجهة مشروع العدوان "الإسرائيلي ]، الحزب السوري القومي الاجتماعي، 23 حزيران 2011.</ref> هناك أيضًا النفوذ السياسي المحلي، لبعض العائلات ووجهاء المدينة.
 
بموجب قانون الانتخابات السوري فإن المحافظة هي الدائرة الانتخابية، وتمثّل [[محافظة اللاذقية]] بسبعة عشر ممثلاً في [[{{المقصود|مجلس الشعب]]|مجلس الشعب}}؛<ref>راجع المادة 17 من [https://www.parliament.gov.sy/ar/elc.php قانون الانتخابات السوري]، مجلس الشعب، 23 حزيران 2011.</ref> الحال نفسه بالنسبة لانتخابات المجالس المحليّة حيث تعتبر المدينة دائرة واحدة غير مقسّمة على أحياء، وتنتخب مجلسًا بلديًا يرأسه رئيس مجلس المدينة، أما بالنسبة للتقسيمات المحليّة فهي مقسمة إلى واحد وعشرين حيًا يرأس كل حي مختار معيّن من قبل وزارة الإدارة المحلية ويشكل صلة الوصل معها؛ يرأس [[محافظة اللاذقية]] محافظ معيّن من قبل رئيس الجمهورية ويعاونه رئيس مجلس المدينة ومجلس مدينة اللاذقية المنتخب؛ تحوي المدينة أيضًا على عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني.
 
== الاقتصاد ==
سطر 404:
=== النقل والمواصلات ===
 
نفذت [[محافظة اللاذقية]] عددًا من المشاريع الهادفة لدعم وتطوير البنية التحتية في المدينة منها مشروع عقدة ساحة اليمن ودوار الشيخ ضاهر؛ الشارع الرئيسي في المدينة هو شارع جمال عبد الناصر الذي يقابل الواجهة البحرية للمدينة ومن ثم يتابع مع شارعي بور سعيد والمغرب العربي، وكذلك شارع الثامن من آذار وامتداده في شارعي بغداد وأنطاكية الذي ينفتح على شارع سوريا ومنه إلى شارع الجمهورية وشارع عبد القادر الحسيني المؤدي إلى خارج المدينة، ويشكل نقطة الاتصال مع منطقة الزراعة من ناحية ثانية. أما عن طرق المواصلات الخارجية، فهناك الطريق السريع بين اللاذقية و[[حلب]] والذي يمرّ في [[جسر الشغور]] و[[ادلب]] أيضًا، والطرق السريع الساحلي الذي يصل مع [[طرطوس]] ومنها يخترق جبال الساحل متفرعًا إلى فرعين الأول نحو [[طرابلس]] و[[بيروت]] في [[لبنان]] والثاني نحو [[حمص]] و[[دمشق]] في الداخل السوري، كذلك هناك طريق سريع يربط بين المدينة و[[أريحا (سوريا)|أريحا]] في [[محافظة إدلب]] وطريق آخر يربطها مع [[{{المقصود|أنطاكية]]|أنطاكية}} في [[تركيا]].
 
أما بالنسبة للقطار والسكك الحديدية، فإن من اللاذقية تنطلق أكبر سكة قطار في سوريا، فهي تبدأ من المدينة وتنتهي في [[القامشلي]] بعد أن تمر بكل من [[{{المقصود|الحسكة]]|الحسكة}} و[[دير الزور]] و[[الرقة]] و[[مدينة الثورة]] و[[حلب]] و[[ادلب]] وغيرها من البلدات والمدن الفرعية؛ كذلك فإن سكة القطار الجنوبية التي تبدأ من [[درعا]] وتتجه نحو [[دمشق]] [[حمص|فحمص]]، تتفرع عند [[حمص]] شمالاً نحو [[حماه]] و[[حلب]] وغربًا نحو [[طرطوس]] واللاذقية، ويبلغ عدد المتنقلين عبر القطارات 77,000 مواطن شهريًا.<ref>[https://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=transportations&filename=201008151015053 محطة قطار "اللاذقية" تستقبل 77 ألف زائر خلال شهر]، اللاذقية الإلكترونية، 26 حزيران 2011.</ref>
 
ويوجد في منطقة حميم على بعد 23 كم من المدينة [[مطار باسل الأسد الدولي]] الذي يؤمن النقل الداخلي إضافة إلى 36 وجهة خارجية، ويبلغ طول مهبط الطائرات به 2800 متر وعدد الرحلات السنوية حسب إحصاءات [[2005]] 1100 رحلة.<ref>[https://al-basselairport.com/ar/files/history.htm نبذة تاريخية عن مطار باسل الأسد الدولي]، مطار باسل الأسد الدولي، 26 حزيران 2011.</ref><ref>[http://albaathmedia.sy/index.php?option=com_content&view=article&id=8853:تزايد-الرحلات-الجوية-الخارجية-عبر-مطار-الباسل-الدولي&catid=90:2009-08-08-11-46-46&Itemid=41 تزايد الرحلات الجوية عبر مطار باسل الأسد الدولي]، البعث ميديا، 26 حزيران 2011.</ref>
سطر 412:
النقل البحري يتم عبر مرفأ اللاذقية وقد بلغ عدد الوافدين والمغادرين عبره عام [[2009]] حوالي 16,000 شخص،<ref>[https://www.lattakiaport.gov.sy/index.php?d=57&id=433 أداء متميز لمرفأ اللاذقية العام العالي]، موقع مرفأ اللاذقية، 26 حزيران 2011.</ref> وهو مرتبط بستة خطوط بحرية مع [[الإسكندرية]] و[[مرسين]] و[[أزمير]] وفماغوستا في [[قبرص]] و[[بيروت]].<ref name="طرق">[https://www.latakia-city.gov.sy/index.php?p_id=168 النقل والطرق]، مدينة اللاذقية، 26 حزيران 2011.</ref>
 
إلى جانب السيارات الخاصة، هناك ثلاث وسائل نقل عامة للتنقلات الداخلية، أولها حافلات النقل العام التابعة لمديرية النقل الداخلي ووزارة المواصلات، وهي تؤمن عمليات نقل المواطنين على خطوط محددة مسبقًا بشكل مغلق، ويبلغ عدد هذه الخطوط العاملة في الوقت الراهن سبعة خطوط وإحدى وثمانين حافلة؛<ref>[https://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=transportations&filename=200805172330023&lt;%2 حافلات النقل العام في اللاذقية]، اللاذقية الإلكترونية، 26 حزيران 2011.</ref> أما الوسيلة الثانية فهي الميكروباص، اقتصر استعماله منذ [[2002]] على ضواحي المدينة، ويؤمن أيضًا التنقل إلى القرى والبلدات المحيطة [[قرداحة|كالقرداحة]] و[[{{المقصود|جبلة]]|جبلة}} وغيرها.<ref name="طرق"/>
 
=== التعليم ===
سطر 436:
{{مفصلة|ملعب الأسد|المدينة الرياضية (اللاذقية)|نادي حطين|نادي تشرين السوري|نادي التضامن السوري|ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1987}}
[[ملف:Al assad stadium latakia.jpg|يمين|260بك|تصغير|[[ملعب الأسد|ستاد الملعب البلدي]] في اللاذقية.]]
تحوي المدينة إن كان من ناحية النشاطات أو من ناحية التجهيزات على عدد وافر من الأنشطة الرياضية، كما أنها استضافت عام [[ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1987|1987]] دورة [[ألعاب البحر الأبيض المتوسط]] الرياضية العاشرة؛ وتعتبر [[كرة القدم]] الأكثر شعبية في المدينة، وهي موطن ناديين هما [[{{المقصود|نادي حطين]]|نادي حطين}} الذي تأسس عام [[1945]] و[[نادي تشرين السوري|نادي تشرين]] الذي تأسس عام [[1947]]. الرياضات المائية تحتل نصيبًا هامًا في النشاط الرياضي، وينظم سنويًا عدة سباقات تختص بالرياضات المائية كالسباق الدولي لليخوت الشراعية،<ref>[https://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=news&filename=200805281620025 مراكب شراعية من العالم تصل اللاذقية]، اللاذقية الإلكترونية، 26 حزيران 2011.</ref> كذلك يقام في المدينة سنويًا مسابقة خاصة بالفروسية وركوب الخيل،<ref>[https://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=sport&filename=200904220900053 نادي الباسل للفروسية، وللخيول العربية قصة]، اللاذقية الإلكترونية، 26 حزيران 2011.</ref> وكذلك القفز المظلي.<ref>[https://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=activities&filename=200908220745146 مشاركة عربية في القفز المظلي في اللاذقية]، اللاذقية الإلكترونية، 26 حزيران 2011.</ref>
 
[[المدينة الرياضية (اللاذقية)|المدينة الرياضية باللاذقية]] تحوي على عدد من الصالات الرياضية المغلقة والمفتوحة ومسبحين أولمبين،<ref>[https://archnet.org/library/sites/one-site.jsp?site_id=732 مدينة الأسد الرياضية (بالإنجليزية)]، 26 حزيران 2011.</ref> تختصّ بمختلف أنواع الرياضات كما تحوي على ستاد لكرة القدم، كذلك يوجد ستاد آخر هو [[ملعب الأسد|ستاد الأسد الرياضي]] في شارع أنطاكية وهو يتسع لحوالي 35,000 ألف متفرج.
سطر 473:
{{Col-begin}}
{{عمو-2}}
* {{تونس}}، [[{{المقصود|سوسة]]|سوسة}}.
* {{إيران}}، [[{{المقصود|غيلان]]|غيلان}}.
* {{تركيا}}، [[مرسين]].
* {{قبرص الشمالية}}، [[فاماغوستا]].