أدب الرحلات: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة طلب توضيح v2
سطر 4:
تندرج تحت اسم أدب الرحلات مجموعة كبيرة من الكتابات المختلفة في نواحٍ متعددة من حيث أسلوب الكاتب، ومنهج الكتابة، والغرض من الكتابة، والجمهور الذي يتوجه إليه الكاتب، واهتمامات كل منهما، الكاتب وجمهوره. لكن هذه الكتابات تشترك كلها في أنها تصف رحلة يقوم بها شخص ما إلى مكان ما لسبب ما.
 
نشط أدب الرحلات أساساً على أيدي الجغرافيين والمستكشفين الذين اهتموا بتسجيل كل ما تقع عليه عيونهم أو يصل إلى آذانهم حتى لو كان خارج نطاق المعقول، ويدخل في باب [[خرافة|الخرافة]]. وبالإضافة إلى تسجيل رحلات الرحالة، هناك نوع آخر من أدب الرحلات هو القصص الخيالية الشعبية مثل: [[{{المقصود|سندباد]]|سندباد}} الذي يُعد رمزاً للرحالة المدمن للرحلة، والقصص الأدبية مثل: قصة [[ابن طفيل]] عن [[حي بن يقظان]]، و[[رسالة الغفران]] [[أبو العلاء المعري|لأبى العلاء المعرى]].<ref name="السياحة.. ضد أدب الرحلات!">[http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/fan-51/morooj.asp السياحة.. ضد أدب الرحلات!] إسلام ان لايم، تاريخ الولوج 11-04-2009</ref>
والملاحم الشعرية والأدبية الكبرى في تاريخ الإنسانية تعد كذلك من أدب الرحلات، مثل: [[أوديسة|ملحمة الأوديسا]] الإغريقية. و[[ملحمة جلجامش]] البابلية، و[[تغريبة بني هلال|ملحمة أبو زيد الهلالي]] العربية. وغيرها؛ لأن هذه الملاحم تنبني في جوهرها على حكاية رحلة يقوم بها البطل لتحقيق هدف معين، وقد تنبني تلك الرحلات الأسطورية على بعض الوقائع التاريخية أو الشخصيات الحقيقية في عصر ما، ثم يترك الشاعر لخياله العنان؛ ليخلق الملحمة التي هي خلاصة رؤية المجتمع لقضاياه الكبرى في مرحلة زمنية معينة.<ref name="السياحة.. ضد أدب الرحلات!"/>
== تاريخ ==
سطر 17:
والنموذج الثاني في أدب الرحلات يمثله [[ابن بطوطة]] وهو أعظم رحالة [[مسلم|المسلمين]]، وقد بدأت رحلته عام [[725 هـ]] من [[طنجة]] [[المغرب|بالمغرب]] إلى مكة المكرمة، وظل زهاء تسع وعشرين سنة يرحل من بلد إلى بلد، ثم عاد في النهاية ليملي مشاهداته وذكرياته على أديب كاتب يدعى: محمد بن جُزَيّ الكلبي بتكليف من سلطان المغرب وسمَّى ابن بطوطة رحلته تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار. وروى ابن بطوطة مشاهداته لبلدان إفريقية وكان هو أول مكتشف لها، كما صور الكثير من العادات في مجتمعات الهند بعد ثلاثة قرون من الفتح الإسلامي لها. والرحلة، في عمومها، صورة شاملة دقيقة للعالم الإسلامي خلال القرن الثامن الهجري، وإبرازٌ لجوانب مشرقة للحضارة الإسلامية والإخاء الإسلامي بين شعوبه، بما لا نجده في المصادر التاريخية التقليدية.
 
وهناك في أدب الرحلات، في القرن الثامن الهجري، كتاب [[خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف]] لأديب غرناطة الشهير: [[لسان الدين بن الخطيب]]، وكذلك نفاضة الجراب في علالة الاغتراب الذي وصف فيه مشاهداته في بلاد المغرب، خلال نفيه إليها، وهو في ثلاثة أجزاء. هذا بالإضافة إلى كتاب [[ابن خلدون]] التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا وهو مزيج من السيرة الذاتية وأدب الرحلات مكتوب بلغة سلسة، مع وصف دقيق لرحلته إلى كل من بلاد [[الأندلس]] حين أقام فيها ضيفا على ملك غرناطة من [[{{المقصود|بني الأحمر]]|بني الأحمر}}، وإشبيلية حين أوفده الملك في سفارة إلى حاكمها المسيحي، ثم [[مصر]] التي أقام فيها قرابة ربع قرن متقلِّبا بين مناصب التدريس والقضاء.<ref name="الرِّحلات، أدب. أدب"/>
 
وفي القرن الحادي عشر الهجري برزت [[رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب]] التي تعود للموريسكي [[أحمد بن قاسم الحجري|أفوقاي]]، الذي هرب من بلاد الإسبان خوفا من [[محاكم التفتيش]] وحط ببلاد المغرب وعينه سلطانها [[زيدان الناصر بن أحمد]] سفيرا له في بلاد أوروبا، فجمع كل هذه المغامرات في كتابه.
سطر 25:
=== العصر الحديث ===
أصبح أدب الرحلات شكلاً فنيًا داخلاً في الأدب، وليس دراسة تاريخية وجغرافية حيّة كما كان من قبل، ومن نماذجه في القرن التاسع عشر:
* ''[[تخليص الإبريز في تلخيص باريز]]'' ل[[رفاعة الطهطاوي|رفاعة رافع الطهطاوي]]، الذي رافق البعثة التي أرسلها [[{{المقصود|محمد علي (توضيح)|محمد علي]] (توضيح)}} للدراسة في [[فرنسا]]، ليكون واعظًا وإمامًا. وتصور رحلة الطهطاوي انبهاره بمظاهر [[عصر النهضة|النهضة الأوروبية]]، مع نقد لبعض عوائدهم في أسلوب أدبي.
* ابراهيم ليسكرو : مشهور بكتابه [[الواسطة في أحوال مالطة]]، وقد وصف صنوفًا من العادات والتقاليد، وبخاصة النساء المالطيات.
* [[عيسى بن هشام]]، أدب الرواية العربية الحديثة، معدود من كتب الرحلات الخيالية، إذ يقص رحلة قام بها البطل عيسى بن هشام برفقة أحد باشوات مصر، بعد أن خرج هذا الباشا من قبره، وكان قد مات منذ زمن بعيد، ثم خرج يتجوَّل في شوارع مصر ودوائرها الحكومية، ومنها المحاكم، ويصف لنا، بأسلوب أدبي ساخر، مظاهر التحول السلبي التي أصابت الحياة. كما تلقانا رحلة أمين الريحاني التي أسماها الريحانيات، وقد سجل مشاهداته في بلدان عربية ووصف عادات أهلها، كما زار بعض ملوك العرب ومن بينهم المغفور له الملك عبد العزيز، وسجل لنا بعض أحاديثه وآرائه، هذا إلى رحلات
* [[{{المقصود|حسين فوزي]]|حسين فوزي}} أديب مصري ورحلته التي سمّاها السندباد العصري،
* [[توفيق الحكيم]] ورحلته المسماة [[زهرة العمر]] وفيها يتناول بحس مسرحي قصصي جوانب من الحياة في [[باريس]].