أخلاق إسلامية: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة قالب مكرر
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إضافة طلب توضيح v2
سطر 21:
من مكارم الأخلاق:
# ال[[صدق]]
# ال[[{{المقصود|أمانة|أمانة (إسلام)|أمانة]]}}
# ال[[حلم]]
# ال[[أناة]]
سطر 29:
# ال[[صبر]]
# [[إحسان|الإحسان]]
# ال[[{{المقصود|تروي]]|تروي}}
# ال[[اعتدال]]
# ال[[كرم]]
# ال[[إيثار]]
# ال[[رفق]]
# ال[[{{المقصود|عدل]]|عدل}}
# ال[[حياء]]
# ال[[{{المقصود|شكر]]|شكر}}
# [[حفظ اللسان]]
# ال[[عفة]]
سطر 42:
# ال[[شورى]]
# ال[[تواضع]]
# ال[[{{المقصود|عزة|عزى (توضيح)|عزة]]}}
# ال[[ستر]]
# ال[[عفو]]
# ال[[تعاون]]
# ال[[رحمة]]
# ال[[{{المقصود|بر]]|بر}}
# ال[[قناعة]]
# [[رضا|الرضا]].
سطر 54:
== سماحة الإسلام ==
حين تجد امرءًا سهلاً ميسرًا ، يتنازل عن حظ نفسه أو جزء من حقه ، ليحلّ مشكلة هو طرف فيها ، أو ليطوي صفحة طال الحديث فيها ، أو ليتألف قلبـًا يدعوه ، أو ليستطيب نفس أخيه ، وهو قبل ذلك لا يتعدى على حق أخيه، ولا يلحف في المطالبة بحقوقه ، فذلك هو الرجل السمح ، وتلك هي السماحة ، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحمة للرجل السمح : ((رحم الله رجلاً سمحـًا إذا باع ، وإذا اشترى ، وإذا اقتضى))رواه [[البخاري]]،وما هي إلا صور من المعاملات اليومية ، التي تقتضي قدرًا كبيرًا من السماحة .
ويعلق [[{{المقصود|ابن حجر]]|ابن حجر}} على رواية [[البخاري]] بقوله : " السهولة والسماحة متقاربان في المعنى والمراد بالسماحة ترك المضجرة ونحوها ، وإذا اقتضى : أي طلب قضاء حقه بسهولة وعدم إلحاف ، وإذا قضى : أي أعطى الذي عليه بسهولة بغير مطل ، وفيه الحض على السماحة في المعاملة ، واستعمال معالي الأخلاق ، وترك المشاحنة ، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة ، وأخذ العفو منهم " ، وأكثر ما تكون الخصومات في المعاملات المالية ، والمناظرات الخلافية ، والملاسنات الكلامية ، وقلّ أن يسلم فيها من لم يتحلّ بكرم الخلق ، وجود النفس ، وسماحة الطبع .
 
== صور السماحة ==
* التنازل عن الحق
إن صاحب السماحة لا تطيب نفسه بأن يحصّل حقـًا لم تطب به نفسه الطرف الآخر ، فيؤثر التنازل أو السماحة ، ,إن كان الحق له ، وهذا ما كان من [[عثمان]] رضي الله عنها حين اشترى من رجل أرضـًا ، فتأخر صاحب الأرض في القدوم عليه لقبض الثمن ، وتبين له أن سبب تأخره أنه بعد أن تم العقد شعر البائع أنه مغبون ، وكان الناس يلومونه كيف تبيعها بهذا الثمن ؟ قال [[عثمان]] : " فاختر بين أرضك ومالك " ثم ذكر له الحديث : ((أدخل الله عز وجل الجنة رجلاً ، كان سهلاً مشتريـًا وبائعـًا ، وقاضيـًا ومقتضيًا))رواه [[{{المقصود|أحمد]]|أحمد}} .
* إنظار المعسر
إن إنظار المعسر ، أو التجاوز عن القرض أو عن جزء منه ، صورة عظمية من صور الكرم وسماحة النفس ، قال رسول الله {{ص}} : ((كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه ؛ لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه)) رواه [[البخاري]] ، بل إن توفيق الدنيا والآخرة مرهون بتيسيرك على أخيك المعسر : ((من يسّر على معسرٍ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة)) رواه [[مسلم]] .
سطر 64:
وقد كان رسول الله {{ص}} يردّ القرض بخير منه وبالزيادة فيه ، ويقول : ((أعطه ، فإن خيار الناس أحسنهم قضاء)) رواه [[ابن ماجه]] ، وما ترك صاحب القرض يمضي إلا وهو راضٍ .
* السماحة مع الشريك :
كما شهد لرسول الله {{ص}} شريكه في التجارة قبل البعثة [[السائب بن عبد الله]] بقوله له : " كنت شريكي في الجاهلية ، فكنت خير شريك ، كنت لا تداريني ولا تماريني " رواه [[ابن ماجه]] ، أي كنت لا تدافعني في أمر ولا تجادلني ، بل كنت شريكـًا موافقـًا ، ولم ينسها له ، وكانت سببـًا من أسباب محبته له ، وتكون سببـًا من أسباب النجاة من النار لمن تخلَّق بها ((حرم على النار كل هيِّن ليِّن سهل ، قريب من الناس)) رواه [[{{المقصود|أحمد]]|أحمد}} .
* رفع الحرج عن الناس
صاحب السماحة لا يحرص على إيقاع الناس في الحرج ، ولا يشغله التفكير بما له عن التفكير بما عليه من سماحة مع إخوانه وتقدير لظروفهم ، وفي الحديث الصحيح : " أن الصحابي [[أبا اليسر]] رضي الله عنه كان له على رجل قرض ، فلما ذهب لاستيفاء حقه اختبأ الغريم في داره ؛ لئلا يلقى [[أبا اليسر]] ، وهو لا يملك السداد ، فلما علم أبو اليسر أن صاحبه يتخفى منه حياء لعدم تمكنه من أداء ما عليه ، أتى بصحيفة القرض فمحاها ، وقال : " إن وجدت قضاء فاقض، وإلا فأنت في حلّ ".رواه [[مسلم]] ، وبسماحته تلك أخرج أخاه من الحرج الشديد.
سطر 70:
وأبرز مواقف السماحة ما يكون مع من أساء إليك ، كالذي جرى مع [[أبي بكر]] رضي الله عنه حين أقسم ألاَّ ينفق على مسطح بن أثاثة ؛ لتورطه في حديث الإفك ، فأمره الله تعالى أن يعفو ويصفح ، فكفر عن يمينه ، وعاد ينفق عليه ، وفي ذلك يقول{{ص}}: ((ارحموا تُرحموا ، واغفروا يغفر لكم))([[صحيح الجامع]]) ، وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم : {{قرآن مصور|الشورى|37}} .
* السماحة بين تهمة العجز أو الفجور
وقد يوسوس الشيطان للمسلم إنك لو تسامحت وصفك الناس بالعجز ، وظنوا فيك الضعف ، ولأَنَ تُؤْثِرَ أن يقال فيك ما يقال خير لك من الوقوع في الفجور ، بحيث يخشى الناس شرّك ، وقد ورد في الحديث : ((يأتي عليكم زمان يُخيَّر فيه الرجل بين العجز والفجور ، فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور)) رواه [[{{المقصود|أحمد]]|أحمد}} .
 
=== صور تتنافى مع السماحة ===
سطر 83:
=== مواقف تقتضي السماحة ===
* السماحة في الجهاد ولا يكمل أجر المجاهد إلا بالسهولة والسماحة ((الغزو غزوان : فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام ، وأنفق الكيمة ، وياسر الشريك ، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله)) رواه [[أبي داوود]] ، (وهو حسن) . قال الباجي في (ياسر الشريك) : يريد موافقته في رأيه مما يكون طاعة ، ومتابعته عليه وقلة مشاحّته فيما يشاركه فيه ؛ من نفقة أو عمل .
* السماحة مع الزوج : تظهر آثار (السماحة) في جميع مظاهر حياة صاحبها ، فانظر إلى رسول الله {{ص}} مع زوجه [[{{المقصود|عائشة]]|عائشة}} رضي الله عنها حين قصدت [[{{المقصود|الحج]]|الحج}} و[[العمرة]] ، فأصابها الحيض ، فحزنت لعدم تمكنها من أداء [[العمرة]] ، وبكت لذلك وقالت : " يرجع الناس بحجة وعمرة ، وأرجع بحجة؟!! " يقول [[{{المقصود|جابر بن عبد الله]]|جابر بن عبد الله}} : وكان رسول الله {{ص}} رجلاً سهلاً ، حتى إذا هَوِيَتْ الشيء تابعها عليه ، فأرسلها مع [[عبد الرحمن بن أبي بكر]] فأهلّت بعمرة من التنعيم قال النووي : سهلاً أي سهل الخلق ، كريم الشمائل ، لطيفـًا ميسرًا في الخلق . رواه [[مسلم]] .
فما أعظم سماحته {{ص}} مع أهله في مثل هذا الموطن المزدحم ، وفي حال السفر .
* مع المدعوين تأمل سماحة رسول الله {{ص}} في دعوته فحين وجد ريح ثوم في مسجده ، نهي [[الصحابة]] عن أن يرد أحد مسجده قبل ذهاب ريح الثوم منه ، وكان المقصود بالنهي [[المغيرة بن شعبة]] يقول رضي الله عنه أتيته فقلت : يا رسول الله إن لي عذرًا ، ناولني يدك قال فوجدته والله سهلاً فناولني يده ، فأدخلتها في كمي إلى صدري ، فوجده معصوبـًا ، فقال : إن لك عذرًا " فعذره حين وجد أنه أكل الثوم لمرض ، وكم نحتاج إلى أن نتأسى بهذه السماحة مع المدعوين لنكون مبشرين غير منفرين ، ميسّرين غير معسّرين .