أبو عبيدة بن الجراح: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 82.205.102.179 إلى نسخة 25872684 من باسم. |
ط بوت:إضافة طلب توضيح v2 |
||
سطر 22:
* '''أمه:''' أُميمة بنت غَنْم بن جابر، وفي "[[جمهرة أنساب العرب]]" [[ابن حزم الأندلسي|لابن حزم الأندلسي]]: أميمة بنت عثمان بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر،<ref>[http://islamport.com/w/nsb/Web/480/80.htm جمهرة أنساب العرب، ابن حزم الأندلسي، موقع الوراق]</ref> ونقل [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] عن خليفة أن أم أبي عبيدة أدركت الإسلام وأسلمت.<ref name="أسرته"/>
ولم تذكر المصادر التاريخية شيئاً عن نشاط أبي عبيدة في [[الجاهلية]]، فبدأ تأريخ حياته يوم إسلامه. ونقل
== إسلامه ==
[[ملف:Hejaz622-ar.png|تصغير|120بك|يسار|هاجر أبو عبيدة مرتين: مرة إلى [[الهجرة إلى الحبشة|الحبشة]] ومرة إلى [[المدينة المنورة]].]]
لا يُعرف ترتيب أبي عبيدة بين السابقين إلى الإسلام، ولكن
ويُعد أبو عبيدة من السابقين الأولين إلى الإسلام، فهو ممن التقاهم النبيُّ محمدٌ في [[دار الأرقم]] قبل أن يبلغ المسلمون أربعين رجلاً، وهو صاحبُ النبي من أول الدعوة، وحفظ [[القرآن]] منذ تباشير فجره الأولى، وأوذي في سبيل الله فصبر، ونقل [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]] أنه [[الهجرة إلى الحبشة|هاجر]] إلى أرض [[الحبشة]] الهجرة الثانية في رواية [[محمد بن إسحاق]] ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عُقبة.<ref name="ابن سعد">الطبقات الكبرى، ابن سعد، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، ج3 ص313</ref> وقال [[الذهبي]]: «إن كان هاجَرَ إلى الحبشة فإنه لم يُطل بها اللَّبث».<ref name="إسلامه"/><ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-10906#page-1434 سير أعلام النبلاء، الذهبي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، ج1 ص8]</ref>
سطر 39:
من المتفق عليه أن أبا عبيدة حضر [[غزوة بدر الكبرى]] التي وقعت في [[17 رمضان]] [[2هـ]] الموافق [[13 مارس]] (آذار) [[624]]م، وأبلى مع غيره من المهاجرين والأنصار بلاءً حسناً. وقد تناقلت كتب المغازي والتاريخ والتفسير أن أبا عبيدة قتل أباه يوم بدر كافراً، فقد نُقل الخبر في [[تاريخ دمشق (كتاب)|تاريخ دمشق]]، قال: «وأخرج الحافظ من طريق [[البيهقي]] عن عبد الله بن شوذب». وقال [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] في [[الإصابة في تمييز الصحابة|الإصابة]]: «وهو فيما أخرجه [[الطبراني]] عن عبد الله بن شوذب». وقال [[جلال الدين السيوطي|السيوطي]] في "أسباب النزول": «وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال: نزلت هذه الآية في أبي عبيدة حين قتل أباه يوم بدر: {{آية|لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}} <small>[[سورة المجادلة|المجادلة]]: 22</small>». وأخرجه الحاكم من طريق ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن عبد الله بن شوذب.<ref name="بدر">أبو عبيدة عامر بن الجراح، محمد حسن شراب، ص71-73</ref><ref>[https://books.google.com/books?id=ReJICwAAQBAJ&pg=PT457&dq=وهو+فيما+أخرجه+الطبراني+عن+عبد+الله+بن+شوذب&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwiRjZ_L5rTOAhUGKGMKHV3lDTgQ6AEIHjAA#v=onepage&q=وهو%20فيما%20أخرجه%20الطبراني%20عن%20عبد%20الله%20بن%20شوذب&f=false أنوار الفجر في فضائل أهل بدر، السيد بن حسين العفاني، دار ماجد عسيري، الطبعة الأولى، ج1 ص458]</ref>
وقال آخرون: إن أبا عبيدة لم يقتل أباه يوم بدر، وليس في هذا خبر صحيح أو حسن أو ضعيف، وهذا الخبر لا يصح سنداً ولا متناً، أما السند فهو معضل، لأن عبد الله بن شوذب بعيد جداً عن زمن الحدث، وهو رجل
=== غزوة أحد ===
سطر 45:
ثبت تاريخياً أن أبا عبيدة حضر [[غزوة أحد]] التي وقعت في [[7 شوال]] [[3هـ]] الموافق [[23 مارس]] (آذار) [[625]]م، وأنه كان من الذين ثبتوا في ميدان المعركة عندما بُوغت المسلمون بهجوم المشركين، وأنه كان من المدافعين عن النبي محمد. ويُذكر أنه نزع يوم أحد الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة النبي بثنيتيه، فانقلعت ثنيتاه، فحسن ثغره بذهابهما.<ref>أبو عبيدة عامر بن الجراح، محمد حسن شراب، ص79</ref><ref>[//ar.wikisource.org/wiki/سير_أعلام_النبلاء/أبو_عبيدة_بن_الجراح سير أعلام النبلاء، الذهبي، أبو عبيدة بن الجراح]</ref><ref>[http://shamela.ws/browse.php/book-37678/page-43 فضائل الصحابة، محمد حسن عبد الغفار، المكتبة الشاملة، ج8 ص4]</ref>
وقصة وقوع ثنيتي أبي عبيدة روتها
=== سرية أبي عبيدة بن الجراح ===
سطر 59:
=== سرية الخَبَط ===
{{مفصلة|سرية الخبط}}
أرسل النبيُّ محمدٌ سريةَ الخبط في شهر [[رجب]] سنة [[8هـ]] الموافق لشهر [[أكتوبر]] (تشرين الأول) [[629]]م، وجعل أميرَها أبا عبيدة بن الجراح. فعن
ويُستفاد من هذه القصة أن أبا عبيدة كان يُؤمَّر على السرايا في العهد النبوي، وهذا يدل على ظهور نبوغه العسكري والإداري في عهد النبي محمد.<ref>أبو عبيدة عامر بن الجراح، محمد حسن شراب، ص90</ref>
سطر 65:
== في يوم سقيفة بني ساعدة ==
{{مفصلة|سقيفة بني ساعدة}}
كان لأبي عبيدة بنِ الجراح تأثيرٌ في يوم سقيفة بني ساعدة، وقصة يوم سقيفة بني ساعدة كما رواها [[البخاري]] في كتاب فضائل الصحابة: قالت
{{اقتباس|إن رسول الله {{ص}} مات وأبو بكر بالسُّنح، فقام عمر يقول: «والله ما مات رسول الله {{ص}} وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم»، فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله {{ص}} فقبَّله، قال: «بأبي أنت وأمي، طبتَ حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً»، ثم خرج... واجتمعت الأنصار إلى [[سعد بن عبادة]] في سقيفة بني ساعدة فقالوا: «منا أمير ومنكم أمير»، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاماً قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: «نحن الأمراء وأنتم الوزراء»، فقال [[حباب بن المنذر]]: «لا والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير»، فقال أبو بكر: «لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء، هم (يعني [[قريش]]) أوسط العرب داراً وأعربهم أحساباً، '''فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح'''»، فقال عمر: «بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله {{ص}}»، فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس.<ref>[//ar.wikisource.org/wiki/صحيح_البخاري/كتاب_فضائل_الصحابة صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، 3467]</ref>}}
سطر 84:
سار أبو عبيدة من المدينة حتى مرَّ [[وادي القرى|بوادي القرى]]، ثم طلع إلى الحِجر (وهي [[مدائن صالح]]) ثم إلى ذات المنار، ثم إلى زيزا، ومنها سار إلى مآب، فتصدَّت له قوة من الروم التحم بهم المسلمون، حتى أدخلوهم مدينتهم وحاصروهم فيها، فطلب أهل مآب الصلح فكانت أول مدن الشام يُصالح أهلُها المسلمين، ثم سار أبو عبيدة إلى [[الجابية]]، ودنا منها.<ref name="ص140"/>
وبلغت أخبارُ هذه التحركات إلى هرقل ملك الروم وهو [[فلسطين|بفلسطين]]، ثم خرج هرقل من فلسطين، واتجه إلى
* '''لواء هاشم بن عتبة بن أبي وقاص:''' في [[28 شوال]] سنة [[12هـ]] الموافق [[5 يناير]] (كانون الثاني) [[634]]م، دعا أبو بكر [[هاشم بن عتبة بن أبي وقاص]]، وطلب منه أن يسير بمن تبعه من المسلمين للانضمام إلى جند فتح الشام، وخطب في الناس يحضهم على الجهاد والالتحاق بجند الشام، فخرج هاشم إلى أبي عبيدة بمن معه من الجند في [[21 ذي القعدة]] سنة [[12هـ]] الموافق [[27 يناير]] (كانون الثاني) [[634]]م، فتباشر المسلمون بمَقدِمِه وسُرُّوا به.<ref name="ص140"/>
* '''لواء عمرو بن العاص:''' وتتابعت بعد ذلك الإمدادات، كلما اجتمع في المدينة عدد من الجند بعثهم أبو بكر لينضموا إلى واحد من الجيوش التي استقرّت في الشام، وكان آخرهم جيش عمرو بن العاص. فصار للمسلمين أربعة جيوش في الشام: جيش أبي عبيدة، وجيش يزيد بن أبي سفيان، وجيش شرحبيل بن حسنة، وجيش عمرو بن العاص، وكانت قيادتهم العامة لأبي عبيدة بن الجراح.<ref name="ص140"/> وخصَّ أبو بكر كلَّ جيش بقطاع من أرض الشام: فأبو عبيدة [[حمص|لحمص]]، ويزيد [[دمشق|لدمشق]]، وشرحبيل [[الأردن|للأردن]]، وعمرو [[فلسطين|لفلسطين]].<ref group="هامش">هذه التقسيمات لا صلة لها بالتقسيمات السياسية التي نعرفها اليوم، وإنما هي تقسيمات خاصة بذلك الزمن، وهي تقسيمات عَرَضية، كانت تبدأ من الصحراء وتصل إلى البحر المتوسط، ففلسطين يدخل فيها جزء من الأردن اليوم، والأردن يدخل فيه جزء من فلسطين اليوم.</ref>
سطر 92:
وقعت في سنة [[13هـ]] الموافق [[634]]م، وهي أول معركة صغيرة في تاريخ فتح الشام بعد [[غزوة مؤتة|مؤتة]] و[[سرية أسامة بن زيد]]، وقد بدأت في [[وادي عربة]] وانتهت في داثن، فبعد أن نزل [[يزيد بن أبي سفيان]] [[البلقاء]]، ونزل [[شرحبيل بن حسنة]] نواحي [[بصرى]]، ونزل أبو عبيدة [[الجابية]]، دفع الروم بثلاثة آلاف مقاتل إلى وادي عربة من غور فلسطين جنوب [[البحر الميت]]، وهذه القوة تهدد جيوش المسلمين التي تقدمت على الطريق الشرقي التي رابطت على امتداده حتى جنوب دمشق بنحو خمسين كيلاً عند الجابية، فهي قوة تأتيهم من خلفهم وفي استطاعتها قطع طريق الإمداد من المدينة والجزيرة العربية، مع وجود قوة رومية أخرى في بُصرى.
وقد درات المرحلة الأولى من المعركة في وادي عربة في مكان يسمى "الغَمْر"، ولما انهزم الروم تبعهم المسلمون إلى مكان يسمى "الدُّبيَّة" على بُعد عشرة أميال للجنوب الشرقي من مدينة
=== خالد بن الوليد في الشام ===
سطر 100:
=== فتح بصرى ومعركة أجنادين ===
{{مفصلة|فتح بصرى|معركة أجنادين}}[[ملف:Bosra-Citadel.jpg|تصغير|200بك|أسوار مدينة بُصرى، وهي أوَّلُ مدينةٍ شاميَّةٍ افتُتحت صُلحًا.]]
إن أول مدينة محصَّنة تم فتحها هي مدينة [[بصرى]] قصبة [[حوران]]، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة [[13هـ]] الموافق [[29 مايو]] (أيار) [[634]]م، بعد قدوم خالد إلى الشام. وبعد بُصرى توجه أبو عبيدة وخالد بن الوليد إلى حصار [[دمشق]]، وبقي شرحبيل في بُصرى، ويزيد بن أبي سفيان في البلقاء، وعمرو بن العاص في فلسطين، وبينما كان أبو عبيدة وخالد يُقاتلان مَن بجهة دمشق، جاءتهما العيون بالأخبار تقول: «إن "وردان" الأميرَ الروميَّ على حمص، خرجَ منها في جيش روميٍّ كبير مُتَّجِهاً نحوَ بُصرى لاستردادِها من أيدي المسلمين وقَطْعِ جيش أبي عبيدة وخالد عن بقية الجيوش». وجاء إلى أبي عبيدة وخالد خبر آخر يقول: «إن جيشاً كبيراً آخر للروم قد نزل [[أجنادين|بأجنادين]] من جنوب فلسطين، وعليهم قائد اسمه تذارق»، فالتقى أبو عبيدة وخالد وتشاورا في ذلك، فاستقرّ الرأي أن يتجها إلى أجنادين حيث الجيش الرومي الأكبر، وأن يكتبا إلى الجيوش الأخرى للاجتماع في ذلك المكان، وتمَّ ما اتُّفق عليه، وكان لقاءٌ بين جيش الروم الذي يبلغ عدده حوالي مائة ألف، وبين جيش المسلمين البالغ عدده حوالي ثلاثين ألفاً، فانتصر المسلمون وهُزم الروم شرَّ هزيمة، وانتهى خبر الهزيمة إلى هرقل، فهرب من [[حمص]] إلى
== في عهد عمر بن الخطاب ==
سطر 121:
=== معركة اليرموك ===
{{مفصلة|معركة اليرموك}}[[ملف:Muslim-Byzantine troop movement (635-636)-ar.png|thumb|right|240px|alt=خريطة تحركات القوات الإسلامية والبيزنطية قبل معركة اليرموك|تحركات القوات الإسلامية والبيزنطية قبل معركة اليرموك، وقد بُيِّنَت البلدان الحديثة.]][[ملف:Battlefield of yarmouk-mohammad adil.jpg|تصغير|المكان الذي جرت فيه [[معركة اليرموك]] سنة [[15هـ]] ([[636]]م).]]
عندما خرج أبو عبيدة من دمشق إلى حمص، استخلف على دمشق يزيدَ بن أبي سفيان، وعلى فلسطين عمرو بن العاص، وعلى الأردن شرحبيل بن حسنة، وعندما كان أبو عبيدة في حمص قدمت إليه العيون والجواسيس فأخبروه أن الرومَ قد جمعوا جموعاً لا حصر لها، وأنهم متجهون إلى جنوب الشام، فجمع أبو عبيدة رؤوس المسلمين لمشاورتهم، واتّخذ القرارَ بالانسحاب من حمص والعودة إلى المناطق المفتوحة من بلاد الشام. وكان أبو عبيدة قد استعمل [[حبيب بن مسلمة]] على
وأصبح الصباح، فأمر أبو عبيدة برحيل جيش المسلمين إلى دمشق، واستدعى حبيبُ بنُ مسلمة القومَ الذين أخذ منهم الجزيةَ، فرَدَّ عليهم مالهم وأخبرهم بما قال أبو عبيدة، فأخذ أهل حمص يقولون: «ردَّكم الله إلينا، ولعن الله الذين كانوا يملكوننا من الروم... ولو كانوا هم ما ردّوا علينا شيئاً، بل غصبونا وأخذوا ما قدروا عليه من أموالنا... إن ولايتكم وعدلكم أحبُّ إلينا مما كنا فيه من الظلم»، وعاد أبو عبيدة إلى دمشق، وجاءت جحافلُ الروم فدخلت حمصَ، ثم تحركت جنوباً خلال وادي البقاع إلى [[بعلبك]]، ولم يتجهوا إلى دمشق حيث اجتمع المسلمون وإنما اتجهوا إلى [[الحولة]] في اتجاه نحو الجنوب، فرأى المسلمون في مسار الروم حركة التفاف يستهدفون بها قطعَ خط الرجعة على جيش المسلمين وحصرَه بين جيشهم وبين أرض ليست في يد المسلمين، وتشاورَ قادةُ الجيوش الإسلامية، واتفقوا على أن تجتمع الجيوش في الجابية ومنها تتجه إلى اليرموك. وانعقد مجلس الشورى في الجابية، وتعددت الآراء، فمنهم من رأى الرجوع إلى حدود [[آيلة]] ([[العقبة]]) ومنهم من رأى الثبات في المكان. وقال خالد بن الوليد: «أرى والله إن كُنّا نقاتل بالكثرة والقوة، فهم أكثر منا وأقوى علينا، وما لنا بهم طاقة، وإن كنا إنما نقاتلهم بالله ولله، فما أن جماعتهم ولو كانوا أهل الأرض جميعاً تُغني عنهم شيئاً»، ثم وجَّه كلامه لأبي عبيدة قائلاً: «فولِّني ما وراء بابك وخلِّني والقوم، فإني لأرجو أن ينصرني الله عليهم»، قال أبو عبيدة: «قد فعلتُ»، فولى أبو عبيدة خالداً سلطانه في القيادة العامة على جيوش المسلمين بالشام.<ref name="اليرموك"/><ref>[http://islamstory.com/ar/الاستعداد_لليرموك_فتح_الشام الاستعداد لمعركة اليرموك - موقع قصة الإسلام]</ref>
سطر 128:
وحّد أبو عبيدة جيوشَ المسلمين تحت قيادة خالد بن الوليد، فوضع خالدٌ خطةَ القتال، ونظَّم جندَ المسلمين بإزاء الروم، وقيل إنه قسّم الجيش ميمنة وميسرة وقلباً، واتّبع أسلوباً جديداً في تعبئة الجيش هو طريقة الكراديس أو الكتائب، وقسّمه إلى كتائب مشاة وكتائب خيالة، فحوّل الجيش إلى ستة وثلاثين كردوساً، وجعل أبا عبيدة وشرحبيل بن حسنة قائدين لكراديس القلب، وعمرو بن العاص على كراديس الميمنة، ويزيد بن أبي سفيان على كراديس الميسرة، وبقي خالد في الوسط تحت راية العُقاب، وحشد الرماة على الجانبين، واضعاً النساء خلف الجيش، ودامت المعارك ستة أيام، وكانت خطة المسلمين فصلَ مشاة الروم عن خيَّالتهم لإبقاء المشاة تحت سيطرة المهاجمين المسلمين، وتقهقر الروم شمالاً باتجاه المخاضة في [[وادي الرقاد]] (رافد [[نهر اليرموك]]) على المنحدر الشرقي منه، وعندما انتقل مشاة الروم المسلسلين إلى المنحدر الغربي بدؤوا يتهاوون إلى الواقوصة<ref group="هامش">الواقوصة: الهوَّة في الأرض، حيث كان جيش الروم على مرتفع من الأرض تحيط بها الانحدارات.</ref> ألوفاً.<ref name="اليرموك"/>
وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للروم، وبنصر باهر للمسلمين، وكانت أكبر كارثة حلَّت بالإمبراطورية البيزنطية، انهار على إِثْرِها الحكمُ البيزنطي في بلاد الشام، وغادر هرقل
=== أبو عبيدة بعد اليرموك ===
توجّه أبو عبيدة بعد اليرموك إلى دمشق وقسَّم الشام على الأمراء، فاستخلف يزيد بن أبي سفيان على دمشق، وعمرو بن العاص على فلسطين، وشرحبيل بن حسنة على الأردن، وأما خالد بن الوليد فقد كان يطارد فلول الروم بعد اليرموك ووصل إلى حمص، فتبعه أبو عبيدة وتوجّه إلى حمص، وبعث خالداً بنَ الوليد إلى [[قنسرين]]، ثم رحل أبو عبيدة إلى [[حلب]]، فوجد أهلها قد تحصنوا ثم طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم ومنازلهم فأُعطوا ذلك واستثنى عليهم موضعاً للمسجد. ثم سار إلى
{{صندوق اقتباس|اقتباس=«إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حيٌّ استخلفته.»|المصدر='' عمر بن الخطاب''<ref>[http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4244&idto=4247&bk_no=56&ID=1517 تحفة الأحوذي، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، دار الكتب العلمية، ص399]</ref>}}
سطر 188:
أسلم أبو عبيدة في وقت مبكر من بداية البعثة النبوية، وكان واسع العلم بالكتاب والسنة، إلا أن كتب الحديث لم تروِ عنه إلا أحاديث قليلة. [[صحيح البخاري|فصحيح البخاري]] يخلو من الأحاديث المسندة إلى أبي عبيدة، وروى [[مسلم بن الحجاج|مسلم]] حديثاً واحداً، وروى [[الترمذي]] حديثاً واحداً، وفي [[مسند الإمام أحمد]] اثنا عشر حديثاً، إذا حَذَفْتَ المكرَّرَ بقي منها سبعةُ أحاديث، وفي مسند [[أبو يعلى الموصلي|أبي يعلى]] تسعة أحاديث، يوافق الإمام أحمد في ستة منها، وتبقى ثلاثة أحاديث متضمَّنة في حديث واحد. فيكون مجموعُ ما روي عن أبي عبيدة ثمانية أحاديث، منها ما هو [[حديث مرسل|مرسل]]، ومنها ما هو [[حديث متصل|متَّصل]]، وصحَّ بعض أسانيد المتصلة وضعف بعضها.<ref>أبو عبيدة عامر بن الجراح، محمد حسن شراب، ص254-256</ref>
وقد ذكر العلماء أسباب قلة أحاديث أبي عبيدة وغيره من كبار الصحابة ممن لم يرووا أحاديث كثيرة، قال [[محمد بن سعد البغدادي|ابن سعد]]: قال محمد بن عمر الأسلمي: «إنما قَلَّتِ الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله {{ص}} لأنهم هلكوا قبل أن يُحتاج إليهم، وإنما كثرت عن [[عمر بن الخطاب]] و[[علي بن أبي طالب]] لأنهما وَلِيَا فسُئلا وقضيا بين الناس، وكلُّ أصحاب رسول الله {{ص}} كانوا أئمةً يُقتدى بهم، ويُحفظ عليهم ما كانوا يَفعلون، ويُستَفتَون فيُفتون، وسمعوا أحاديث فأدَّوها، فكان الأكابرُ من أصحاب رسول الله {{ص}} أقلَّ حديثاً عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] و'''أبي عبيدة بن الجراح''' ونظرائهم، فلم يأتِ عنهم من كثرة الأحاديث مثل ما جاء عن الأحداث من أصحاب رسول الله {{ص}} مثل
=== صفته الشكلية ===
|