الجنة في الإسلام: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط نقلت ولاء صفحة أهل الجنة إلى الجنة في الإسلام: دمج
سطر 1:
{{رسالة توضيحدمج|الجنة في الإسلام#أهل الجنة|جنةتاريخ=نوفمبر 2016}}
'''أهل الجنة''' حسب الديانات الإبراهمية <ref>الدين هو الإسلام قال تعالى : {{قرآن|ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل}}
{{إسلام}}
فمعنى أسلم في اللغة: استسلم خضع وإنقاد من الإنقياد والإتباع
'''الجنة''' في الإسلام هي المكان الذي أعده الله لعباده الصالحين بعد [[الموت]] والبعث والحساب مكافأة لهم، وهي من الأمور الغيبية أي أن وسيلة العلم بها هي [[القرآن]] و[[سنة (إسلام)|السنة النبوية]] فقط. والإيمان بالجنة ووجودها هو جزء من الإيمان [[يوم القيامة في الإسلام|باليوم الآخر]] الذي هو أحد [[أركان الإيمان]] الستة في الإسلام. ويؤمن المسلمون بأن الجنة دار نعيم لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر، ولا يُمكن أن يتصور العقل هذا النعيم. فقد قال الله في [[حديث قدسي|الحديث القدسي]]: {{اقتباس مضمن|أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: {{قرآن مصور|السجدة|17}}<ref group="الآية">سورة السجدة، الآية 17</ref>}}.<ref name="أعددت">صحيح البخاري: 3072</ref>.
وشرعاً: الخضوع والإنقياد والطاعة لله تعالى
الحج78</ref> ([[الإسلام]] ـ [[المسيحية]] ـ [[اليهودية]]) هم الصالحين من الناس هم الناس الذين لم يعصوا الله واتبعو رسلهم والكتب المنزلة بالوحي للانبياء في الدنيا فجزاهم الله بالجنة دار الخلود، و كتب لهم السعادة الأبدية ولهم فيها ما يتمنون ويشتهون. و هم في العامة : الأنبياء و الرسل و الشهداء و الصالحين من المتقين والمؤمنين والمسلمين الذين يستغفرون الله ويتوبون اليه ولم يشركوا بعبادة الله أحداً .
 
== أحاديث في دخول الجنة==
ويؤمن المسلمون بأنها أعدت للمؤمنين الموحدين ذوي الأعمال الصالحة، وأنه من كان موحدٌ ذو أعمال فاسدة فإنه يُعذّب في [[جحيم|النار]] ثم يدخلها، وأنه من أشرك أو كفر بالله فإنها محرمة عليه، ويؤمنون بأنها مليئة بالعيون والأنهار والأشجار والثمار وكل ما ينعم به الإنسان، وأنهم يدخلونها في أكمل صورة وينعمون بأكمل نعيم، ويؤمنون بأنها درجات متفاوتة حسب أعمالهم الصالحة. ويكون خازنها هو [[رضوان خازن الجنة|رضوان]].
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ('''كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى''') قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال ('''من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى''') <ref name="صحيح البخاري">صحيح البخاري</ref>
<br> عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ('''من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة''') <ref name="صحيح البخاري"/>
<br>قال صلى الله عليه وسلم ('''أنا زعيم بيت في ربض الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وإن كان مازحا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ''') <ref>رواه أبو داود والضياء ، صحيح الجامع 1464</ref>
<br> عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ('''من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح''') <ref>شرح صحيح مسلم للنووي 5/176</ref>
<br> عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : ('''سل''') ، فقلت : أسأل مرافقتك في الجنة ، فقال ('''أو غير ذلك ''') ، قلت : هو ذاك ، قال: ('''فأعني على نفسك بكثرة السجود''') <ref>-روى الإمام مسلم</ref>
<br> قال صلى الله عليه وسلم : ('''الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة''') <ref>رواه الأمام أحمد الطبراني ، صيح الجامع 3170</ref>
<br> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (('''من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت''') <ref>أخرجه النسائي وابن السني وغيرهما _ السلسلة الصحيحة 972</ref>
<br> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ('''من صلى في يوم وليلة اثنتين عشرة ركعة بني له بيت في الجنة : أربعا قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل صلاة الغداة [ الفجر ]''') <ref>رواه الترمذي ، صحيح الجامع 6362</ref>
<br> قال صلى الله عليه وسلم ('''يا أيها الناس : أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام''') <ref>رواه ابن ماجه وغيره . صحيح سنن ابن ماجه 1097</ref>
<br> عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ('''اضمنوا لي ستا من أنفسكم اضمن لكم الجنة ، اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم''') <ref>رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1470</ref>
<br> عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ('''إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها: أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت''') <ref>صحيح الجامع 660</ref>
<br> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم'''من كن له ثلاث بنات ،أو ثلاث أخوات،فاتقى الله وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا،وأومأ بالسبابة والوسطى''') <ref>سلسلة الأحاديث الصحيحة 295</ref>
<br> قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ('''أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى''') <ref>روى الأمام البخاري</ref>
<br> في صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ('''كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه ، إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا ، فلقي الله فتجاوز عنه''') <ref>شرح صحيح مسلم للنووي 10/ 485</ref>
<br> روى الأمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ('''من أصبح منكم اليوم صائما ؟''' قال أبو بكر : أنا ، قال :'''فمن تبع منكم جنازة ؟''' قال أبو بكر : أنا ، قال :'''فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟''' قال أبو بكر : أنا ،'''قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟''' فقال أبو بكر : أنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "'''ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة'''" <ref>شرح صحيح مسلم للنووي 15 / 164</ref>
 
== سيدات نساء الجنة ==
ويؤمن المسلمون أنه لن يدخل الجنة أحد بعمله، إلا برحمة الله وفضله، فهي ليست ثمنًا للعمل، وإنما يكون العمل سببًا لدخولها. قال النبي: {{اقتباس مضمن|"لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَة}}<ref>صحيح مسلم: 2816</ref>
[[مريم]] بنت [[عمران]] ، [[آسيا]] امرأة [[فرعون]] ، [[خديجة بنت خويلد]] ، [[فاطمة بنت محمد]] صلى الله عليه و آله و سلم .
 
== بعض من نص على أنهم من أهل الجنة من المسلمين ==
وثبت عن النبي [[محمد]] أن الجنة تتحدث، وقد تحاجت مع النار: {{اقتباس مضمن|تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِيَ لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رِجْلَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا.}}<ref>صحيح مسلم: 5087.</ref>
 
# [[جعفر بن أبي طالب]] : عن [[أبي هريرة]] أن رسول الله قال : (('''رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة بجناحين''')).<ref>في سنن الترمدي و [[مسند أبي يعلى]] و [[مستدرك الحاكم]] و غيرهم</ref>
== تعريف وبيان ==
# [[حمزة بن عبد المطلب]] : قال رسول الله :(('''سيد [[الشهداء]] حمزة بن عبد المطلب''')).
{{أركان الإيمان}}
# [[عبد الله بن سلام]] : عن معاذ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (('''عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة''')).<ref>روى أحمد و [[الطبراني]] و الحاكم ب[[إسناد صحيح]]</ref>
'''الجنة''' في [[إسلام|الإسلام]] هي الجزاء العظيم والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كدر. وهو نعيم لا يمكن تصور عظمته ويعجز العقل عن إدراكه واستيعابه.<ref>كتاب الجنة والنار للأشقر، ص 113</ref> وللجنة عدة أسماء ذُكرت في النصوص الشرعية، منها:
# [[زيد بن حارثة]] : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(('''دخلت الجنة ، فاستقبلتني جارية شابة ، فقلت : لمن أنت ؟ قالت : لزيد بن حارثة''')).<ref>روى الروياني و الضياء عن بريدة</ref>
* '''دار السلام'''، {{قرآن مصور|الأنعام|127}}<ref group="الآية">سورة الأنعام، الآية 127</ref>
# [[زيد بن عمرو بن نفيل]] : عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (('''دخلت الجنة ، فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين''')) و زيد هذا كان يدعو إلى [[التوحيد]] في [[الجاهلية]] ، و كان على [[الحنيفية]] ملة [[إبراهيم]].<ref>روى [[ابن عساكر]] ب[[إسناد حسن]]</ref>
* '''جنات عدن'''، {{قرآن مصور|التوبة|72}}<ref group="الآية">سورة التوبة، الآية 72</ref>
# [[حارثة بن النعمان]] : عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :'''دخلت الجنة ،فسمعت فيها قراءة ، فقلت : من هذا ؟''' قالوا : حارثة بن النعمان ، كذلكم البر ، كذالكم البر )) <ref>روى الترمذي و الحاكم</ref>
* '''جنات النعيم'''، {{قرآن مصور|يونس|9}}<ref group="الآية">سورة يونس، الآية 9</ref>
# [[بلال بن رباح]] : عن [[أبي أمامة الباهلي]] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (('''دخلت الجنة ، فسمعت خشفة بين يدي ، قلت : ما هذه الخشفة ؟ فقيل : هذا بلال يمشي أمامك''')).<ref>روى الطبراني و ابن عدي بإسناد صحيح</ref>
* '''دار المتقين'''، {{قرآن مصور|النحل|30}}<ref group="الآية">سورة النحل، الآية 30</ref>
# [[أبو الدحداح]] : عن [[جابر بن سمرة]] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((<b>كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة )).<ref>روى مسلم في صحيحه و [[أبو داود]] و [[الترمذي]] و أحمد</ref>
* '''جنات الفردوس'''، {{قرآن مصور|الكهف|107}}<ref group="الآية">سورة الكهف، الآية 107</ref>
# [[ورقة بن نوفل]] : عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه قال : (('''لا تسبوا ورقة بن نوفل ، فإني رأيت له جنة أو جنتين''')).<ref>روى بإسناد صحيح</ref>
* '''جنة الخلد'''، {{قرآن مصور|الفرقان|15}}<ref group="الآية">سورة الفرقان، الآية 15</ref>
* '''الغرفة'''، {{قرآن مصور|الفرقان|75}}<ref group="الآية">سورة الفرقان، الآية 75</ref>
* '''دار المقامة'''، {{قرآن مصور|فاطر|35}}<ref group="الآية">سورة فاطر، الآية 35</ref>
* '''جنة المأوى'''، {{قرآن مصور|السجدة|19}}<ref group="الآية">سورة السجدة، الآية 19</ref>
* '''الحسنى'''، {{قرآن مصور|يونس|26}}<ref group="الآية">سورة يونس، الآية 26</ref>
* '''المقام الأمين'''، {{قرآن مصور|الدخان|51}}<ref group="الآية">سورة الدخان، الآية 51</ref>
* '''مقعد صدق'''، {{قرآن مصور|القمر|55}}<ref group="الآية">سورة القمر، الآية 55</ref>
 
== دخول الجنة ==
ثبت في [[حديث نبوي|الأحاديث النبوية]] أن المؤمنين عندما يطول عليهم الموقف في [[يوم القيامة في الإسلام|يوم القيامة]]، يطلبون من الأنبياء أن يستفتحوا باب الجنة، فيمتنعون ويأبون، حتى إذا طلبوا من النبي [[محمد]]، يشفع في ذلك فيُشفَّع.
 
وبعد أن يجتاز المؤمنون ال[[صراط]] يوقفون على قنطرة بين الجنة و[[جحيم|النار]]، ليهذبون وينقون، ذلك بأن يقتص لبعضهم من بعض إذا كانت بينهم مظالم دنيا، لكي يدخلوا الجنة أطهارًا أبرارًا. وقد ذكر النبي ذلك: {{اقتباس مضمن|يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا.}}<ref>صحيح البخاري: 6081</ref>
 
يدخل أهل الجنةِ الجنةَ زمرًا وتفتح لهم أبواب الجنة إذا جاؤوها، تستقبلهم [[الملائكة في الإسلام|الملائكة]] بالتهنئة بسلامة الوصول. وذلك لقول الله: {{قرآن مصور|الزمر|73}}.<ref group="الآية">سورة الزمر، الآية 73</ref>
 
إن أول من يدخل الجنة هو النبي محمد، كما قال: {{اقتباس مضمن|آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لا أَفْتَحَ لأَحَدٍ قَبْلَكَ.}}<ref>صحيح مسلم: 197</ref> وأول من يدخل من أمة محمد هو [[أبو بكر الصديق]]، إذ قال النبي: {{اقتباس مضمن|أَمَا إِنَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي}}<ref>سنن أبي داود: 4652</ref>.
 
وأول زمرة تدخل الجنة هي الزمرة التي تدخل بلا حساب، وهم سبعون ألفًا، مع كل واحد سبعين ألفًا، كما قال النبي: {{اقتباس مضمن|أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً}}<ref>صحيح الجامع: (350/1) ورقمه:1068</ref>
 
كما ثبت عن النبي محمد أن الفقراء يسبقون الأغنياء في دخول الجنة بأربعين خريفًا،<ref>كتاب الجنة والنار، ص 122</ref> وأن أول ثلاثة يدخلون الجنة هم الشهداء، والعفيفون المتعففون، وعباد أحسنوا عبادة الله ونصحوا مواليهم.<ref>كتاب الجنة والنار، ص 124</ref> وعصاة المؤمنين يدخلون الجنة بعد أن يُعذَّبون في النار زمنًا مقدرًا، ويخرجون من النار بشفاعة النبي محمد كما قال: {{اقتباس مضمن|يخرج قوم من النار بشفاعة محمد، فيدخلون الجنة، يسمون الجهنميين.}}<ref>صحيح البخاري: 6566</ref>
 
وقد روى النبي أيضًا قصة آخر من يدخل الجنة، فقال: {{اقتباس مضمن|إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة رجل يخرج من النار حبوًا فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله تبارك وتعالى له اذهب فادخل الجنة قال فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا قال فيقول أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك، قال لقد رأيت رسول الله {{صلى الله عليه وسلم}} ضحك حتى بدت نواجذه قال فكان يقال ذاك أدنى أهل الجنة منزلة.}}<ref>جامع الأصول (553/10)</ref>
 
== خلود الجنة ==
يؤمن المسلمون بأن الجنة خالدة لا تفنى ولا تبيد، وأهلها فيها خالدون لا يرحلون عنها ولا يبيدون ولا يموتون، وهناك عدة أحاديث تدل على ذلك، إذ ذُكر في حديث ذبح الموت بين الجنة والنار: {{اقتباس مضمن|يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت.}}<ref>صحيح مسلم: 2149</ref> وقال أيضًا: {{اقتباس مضمن|من يدخل الجنة ينعم، لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولايفنى شبابه.}}<ref name="ينعم">صحيح مسلم: 2836</ref>
 
== صفة الجنة ==
يؤمن المسلمون بأن نعيم الجنة يفوق الوصف ليس له نظير فيما يعلمه أهل الدنيا، قال الله في الحديث القدسي: {{اقتباس مضمن|أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: {{قرآن مصور|السجدة|17}}.}}<ref group="الآية">سورة السجدة، الآية 17</ref><ref name="أعددت"/>
 
=== أبواب الجنة ===
للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون ويدخل منها الملائكة،<ref>كتاب الجنة والنار، ص 143</ref> وتفتح أبوابها كل عام في [[رمضان]]، كما قال النبي: {{اقتباس مضمن|إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة}}،<ref>صحيح البخاري: 1898</ref> وعددها ثمانية، منها ''باب الريان'' المخصص لدخول [[الصوم في الإسلام|الصائمين]]، ومنها ''باب الصلاة'' للمكثرين [[الصلاة في الإسلام|الصلاة]]، و''باب الصدقة'' [[صدقة|للمتصدقين]]، و''باب الجهاد'' [[جهاد|للمجاهدين في سبيل الله]]. وهذا كله مذكور في حديث النبي: {{اقتباس مضمن|من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير لك وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان}}<ref>النهاية لابن كثير: (214/2)</ref>
 
=== درجات الجنة ===
الجنة درجات بعضها فوق بعض، وأهلها متفاضلون فيها بحسب منازلهم فيها، بل وحتى [[الأنبياء المذكورين في القرآن|الأنبياء]] متفاضلون من بينهم، والأدلة تكثر على تقسيم الجنة لدرجات وعلو درجة بعض المؤمنين على درجة بعضهم الآخر، فقد قال الله: {{قرآن مصور|المجادلة|11}}،<ref group="الآية">سورة المجادلة، الآية 11</ref> وقال النبي: {{اقتباس مضمن|إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه [[الفردوس (إسلام)|الفردوس]]، فإنه أوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه [[العرش (إسلام)|عرش الرحمن]].}}<ref>صحيح البخاري: 2790</ref> وسبب تفاضل الدرجات بسبب اختلاف أصحابها في الأعمال.
 
أهل الدرجات العلى يكونون في نعيم أرقى من الذين من دونهم، وقد جاءت المقارنة بين درجات الجنة في سورتي [[سورة الرحمن|الرحمن]] و[[سورة الواقعة|الواقعة]]، فأما المقربين فقال الله في ثوابهم: {{قرآن مصور|الرحمن|46}}،<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 46</ref> وأصحاب اليمين قال الله في ثوابهم: {{قرآن مصور|الرحمن|62}}.<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 63</ref> وقال [[القرطبي]]: {{اقتباس مضمن|لمّا وصف الجنتين أشار إلى الفرق بينهما، فقال في الأوليين: {{قرآن مصور|الرحمن|50}}.<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 50</ref> وقال في الأخريين: {{قرآن مصور|الرحمن|66}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 66</ref> أي فوارتان بالماء، ولكنهما ليستا كالجاريتين، لأن النضخ دون الجري، وقال في الأوليين: {{قرآن مصور|الرحمن|52}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 52</ref> معروف وغريب، رطب ويابس، فعم ولم يخص، وفي الأخريين: {{قرآن مصور|الرحمن|68}}،<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 68</ref> ولم يقل من كل فاكهة زوجان. وقال في الأوليين: {{قرآن مصور|الرحمن|54}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 54</ref> وهو الديباج. وقال في الأخريين: {{قرآن مصور|الرحمن|76}}،<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 76</ref> والعبقري الوشي، ولا شك أن الديباج أعلى من الوشي، والرفرف كسر الخبا، ولا شك أن الفرش المعدة للاتكاء فيها أفضل من الخبا، وقال في الأوليين في صفة [[الحور العين]]: {{قرآن مصور|الرحمن|58}}.<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 58</ref> وفي الأخريتين: {{قرآن مصور|الرحمن|70}}،<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 70</ref> وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان.}}<ref>التذكرة للقرطبي: ص 440</ref>
 
وقد ذكر النبي محمد حوارًا دار بين الله تعالى والنبي [[موسى في الإسلام|موسى]] عن أدنى أهل الجنة منزلة وأعلاهم، فقال: {{اقتباس مضمن|سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له ادخل الجنة فيقول أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم، فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا، فيقول رضيت رب، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة رضيت رب فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب. قال: رب فأعلاهم منزلة قال أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر. قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: {{قرآن مصور|السجدة|17}}<ref group="الآية">سورة السجدة، الآية 17</ref>.}}<ref>صحيح مسلم: 189</ref>
 
أعلى منزلة في الجنة هي [[الوسيلة (إسلام)|الوسيلة]]، وهي للنبي محمد فقد أمر أصحابه أن يسألوا له الوسيلة، فقال: {{اقتباس مضمن|الوسيلة درجة عند الله، ليس فوقها درجة، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة.}}<ref>النهاية: (2332/2)</ref> ومن الذين يحلون الدرجات العلى [[شهيد (إسلام)|الشهداء]]، وأفضلهم الذين يقاتلون في الصفوف الأولى ولا يلتفون حتى يُقتلوا، ومنهم الساعي على الأرملة والمسكين، وكافل اليتيم. وترفع درجة الآباء ببركة دعاء الأبناء، وكل ذلك ثابت في الأحاديث.<ref>الجنة والنار: ص 155،156</ref>
 
=== بناء الجنة ===
بناء الجنة [[طوب|لبنة]] من ذهب ولبنة من فضة كما قال النبي عندما سُئل عن بنائها فقال: {{اقتباس مضمن|لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها الدر والياقوت، وتربتها الزعفران}}<ref>مشكاة المصابيح: 5630</ref>. وذكر تربتها في حديث آخر فقال: {{اقتباس مضمن|أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك}}<ref>صحيح البخاري: 3342</ref>.
 
ولها رائحة عبقة زكية تملأ جنباتها توجد من مسافات طويلة فقد قال النبي: {{اقتباس مضمن|من قتل رجلًا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عامًا}}<ref>صحيح الجامع الصغير: 6324</ref>
 
يرى بعضهم بأنه ليس في الجنة ليل ولا نهار، وإنما هم في نور دائم أبدًا، وإنما يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب<ref>التذكرة: ص 504</ref>. ويرى آخرون بأنها ليس فيها شمس ولا قمر ويعرفون البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش<ref>مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (312/4)</ref>.
 
=== أنهار الجنة وعيونها ===
لا يكاد القرآن يذكر الجنة في آياته إلا ووصفها بأنها تجري من تحتها الأنهار، وذلك في مواضع عديدة من القرآن. مثل: {{قرآن مصور|البروج|11}}<ref group="الآية">سورة البروج، الآية 11</ref>. وأحيانًا يذكر أنها تجري من تحتهم -أي أهل الجنة-. وتبين في الأحاديث العديد من أسماء الأنهار وأوصافها. قال النبي: {{اقتباس مضمن|رفعت لي [[سدرة المنتهى|السدرة]] فإذا أربعة أنهار، نهران ظاهران ونهران باطنان، فأما الظاهران: فال[[نهر النيل|نيل]] و[[الفرات]]، وأما الباطنان: فنهران في الجنة}}<ref>جامع الأصول: (507/10)</ref>. وقال أيضًا: {{اقتباس مضمن|سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة}}<ref>صحيح البخاري: 2839</ref>.
 
ومن أشهر أنهار الجنة [[نهر الكوثر]] إذ أُنزلت سورة باسمه، ووصفه النبي في بعض الأحاديث. فقال: {{اقتباس|أعطيت الكوثر، فإذا نهر يجري على ظهر الأرض، حافتاه قباب الؤلؤ، ليس مسقوفًا، فضربت بيدي إلى تربته، فإذا تريته مسك أذفر، وحصباؤه الؤلؤ}} وفي رواية: {{اقتباس مضمن|هو نهر أعطانيه الله في الجنة ترابه المسك، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل ترده طيور أعناقها مثل أعناق الجزور}}<ref>النهاية: (264/2)</ref>.
 
وفي الجنة أنهار أخرى غير أنهار الماء، كما قال الله: {{قرآن مصور|محمد|15}}<ref group="الآية">سورة محمد، الآية 15</ref>. ونهر يسمى بارق، يكون على باب الجنة، ويكون الشهداء في [[برزخ (فكر)|البرزخ]] عند هذا النهر<ref>الجنة والنار: ص 161</ref>. قال النبي محمد: {{اقتباس مضمن|الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقِ نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ، وَيَظْهَرُ بِبَابِ الْجَنَّةِ فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًا}}<ref>صحيح الجامع الصغير: 3636</ref>.
 
أما عن عيون الجنة فهي كثيرة ومختلفة الطعوم والشراب<ref>الجنة والنار: ص 162</ref>، وذكرت في آيات عديدة: {{قرآن مصور|الحجر|45}}<ref group="الآية">سورة الحجر، الآية 45</ref>، وقوله: {{قرآن مصور|المرسلات|41}}<ref group="الآية">سورة المرسلات، الآية 41</ref>. وفي الجنة عينان يشرب المقربون ماءهما صرفًا غير مخلوط، ويشرب منهما الأبرار مخلوطًا ممزوجًا بغيره. الأولى هي عين الكافور، قال الله فيها: {{قرآن مصور|الإنسان|5|6}}<ref group="الآية">سورة النساء، الآيتان 5،6</ref>، فأُخبر في هذه الآية أن الأبرار يشربون شرابهم ممزوجًا بغيره، بينما عباد الله يشربونها خالصًا. والعين الثانية هي عين التسنيم: {{قرآن مصور|المطففين|22|23|24|25|26|27|28}}<ref group="الآية">سورة المطففين، الآيات 22-28</ref>. ومن عيون الجنة عين تسمى سلسبيل، إذ قال الله: {{قرآن مصور|الإنسان|17|18}}<ref group="الآية">سورة الإنسان، الآيتان 17،18</ref>.
 
=== قصور الجنة وخيامها ===
سميت مساكن الجنة بالغرفات أو الغرف في مواضع من القرآن. ووصفت بأنها مساكن طيبة. ووصفها القرآن فقال: {{قرآن مصور|الزمر|20}}<ref group="الآية">سورة الزمر، الآية 20</ref>. فهي طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات. أما في الحديث، فقد وصفها الرسول قائلًا: {{اقتباس مضمن|إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهروها، فقالوا لمن يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: لمن أطاب الكلام، وأفشى السلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام}}<ref>صحيح الجامع الصغير: 2119</ref>.
 
إلى جانب القصور والغرف، ففي الجنة خيام كما ذُكر في القرآن: {{قرآن مصور|الرحمن|72}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 72</ref>. وذُكرت في أحاديث كثيرة، كما قال النبي واصفًا إياها: {{اقتباس مضمن|إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضاً}}<ref>صحيح البخاري: 2838</ref>.
 
وحثت الكثير من الأحاديث على أعمال جزاؤها بيت في الجنة، منها قول النبي: {{اقتباس مضمن|من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً بنى الله له بيتاً في الجنة}}<ref>صحيح الجامع: 6334</ref>.
 
=== أشجار الجنة وثمارها ===
إلى جانب الأنهار، فإن الكثير من آيات القرآن تذكر الجنة وتقرن ذكرها بالأشجار والثمرات. وهي أشجار كثير ومتنوعة، منها العنب والنخل والرمان، كما قال الله: {{قرآن مصور|الرحمن|68}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 68</ref>، والسدر والطلح كما قال: {{قرآن مصور|الواقعة|27|28|29}}<ref group="الآية">سورة الواقعة، الآيات 27-29</ref> وال[[سدر]] هو شجر النبق الشائك ولكنه في الجنة مخضود أي منزوع شوكه، وال[[طلح]] شجر في [[الحجاز]] فيه شوك، ولكنه في الجنة منضود معد للتناول<ref>الجنة والنار: ص 168</ref>. وأشجار كثيرة لم تذكر، إذ قال: {{قرآن مصور|الرحمن|52}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 52</ref>.
 
وفي القرآن مايدل على أنها دائمة العطاء لا تنقطع في فصل دون فصل، كما قال: {{قرآن مصور|الواقعة|32|33}}<ref group="الآية">سورة الواقعة، الآيتان 32،33</ref>. وبعض ثمارها تتشابه في منظرها، ولكنها تختلف في طعمها: {{قرآن مصور|البقرة|25}}<ref group="الآية">سورة البقرة، الآية 25</ref>. وهي ذات فروع وأغصان باسقة نامية: {{قرآن مصور|الرحمن|48}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 48</ref> وهي شديدة الخضرة: {{قرآن مصور|الرحمن|64}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 64</ref>، ومدهامة أي مائلة للسواد من شدة خضرتها واشتباك أشجارها<ref>الجنة والنار: ص 170</ref>. وتكون ثمار الأشجار دانية مذللة للمؤمنين ليأخذوها بيسر وسهولة: {{قرآن مصور|الإنسان|14}}<ref group="الآية">سورة الإنسان، الآية 14</ref>. وذكر ظلها بأنه ممدود: {{قرآن مصور|الواقعة|30}}<ref group="الآية">سورة الواقعة، الآية 30</ref>. وساق كل شجرة من ذهب، كما قال النبي: {{اقتباس مضمن|ما في الجنة من شجرة إلا وساقها من ذهب}}<ref>صحيح الجامع الصغير: (150/5)</ref>.
 
وبعض أشجار الجنة خُصصت بالوصف في النصوص. فهناك شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام، كما قال النبي: {{اقتباس مضمن|إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة لا يقطعها}}<ref>صحيح مسلم: 2826</ref>. وأيضًا [[سدرة المنتهى]]، التي رأى النبي عندها [[جبريل]] على صورته الحقيقية، وذكرت في القرآن بأنها عند جنة المأوى، كما قال الله: {{قرآن مصور|النجم|14|15}}<ref group="الآية">سورة النجم، الآيتان 14،15</ref>. ووصفها الرسول فقال: {{اقتباس مضمن|ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال [[هجر]]، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة}}<ref>صحيح البخاري: 3598</ref>. وهناك شجرة [[طوبى (إسلام)|طوبى]]، قال النبي فيها: {{اقتباس مضمن|طوبى شجرة في الجنة مسيرة مئة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها}}<ref>سلسلة الأحاديث الصحيحة: 1985</ref>. وذكر في حديث أنها تتشقق عنها ثمار الجنة. وهناك ال[[ريحان]]، وسيد ريحان الجنة هو ال[[حناء]] كما قال النبي<ref>الجنة والنار: ص 173</ref>.
 
=== دواب الجنة ===
في الجنة طيور ودواب لا يعلمها إلا الله، إذ قال: {{قرآن مصور|الواقعة|21}}<ref group="الآية">سورة الواقعة، الآية 21</ref>. وقال النبي لمن جعل ناقته في سبيل الله: {{اقتباس مضمن|لك بها سبعمئة ناقة كلها مخطومة في الجنة}}<ref>صحيح مسلم: 1892</ref>.
 
== أهل الجنة ==
يؤمن المسلمون بأن أصحاب الجنة هم المؤمنون الموحدون، فكل من أشرك بالله أو كفر به أو كذب بأصل من أصول الإيمان فإنه يحرم من الجنان ويكون في النيران<ref>الجنة والنار: ص 177</ref>. وكثيرًا ما يذكر القرآن أن أصحاب الجنة هم المؤمنون الذين يعملون الصالحات، كقوله: {{قرآن مصور|الحج|56}}<ref group="الآية">سورة الحج، الآية 56</ref>، وأحيانًا يفصل هذه الأعمال الصالحة. وأحيانًا يذكر أنهم استحقوا الجنة لتحقيقهم أمرًا من أمور الإيمان أو عملًا صالحًا.
 
يؤمن المسلمون بأن الدخول للجنة أمرًا شاقًا وليس بالسهل. فقد قال النبي: {{اقتباس مضمن|حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره}}<ref>جامع الأصول: 8069</ref>، أي أنه لا يدخل الجنة إلا بارتكاب المكاره -وهي الأعمال الصالحة التي تشق على النفس-، ولا يدخل النار إلا بوقوعه في الشهوات<ref>شرح النووي على مسلم: (165/17)</ref>.
 
جعل الله لكل واحد من بني آدم منزلين: منزلًا في الجنة وآخر في النار، فمن كتب لهم السعادة من أهل الجنة يرثون منازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة<ref>الجنة والنار: ص 183</ref>. قال العزيز الحكيم: {{قرآن مصور|المؤمنون|10|11}}<ref group="الآية">سورة المؤمنون، الآيتان 10،11</ref>
 
وقد تم ذكر بعض الأحوال لأهل الجنة التي كانو عليها في الدنيا. منهم من كان ضعيفًا، كما قال النبي: {{اقتباس مضمن|ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى، قال: كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره}}<ref>جامع الأصول: (535/10)</ref>. وأيضًا ذكر أن أكثر أهل الجنة هم المساكين والفقراء: {{اقتباس مضمن|اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء}}<ref>مشكاة المصابيح: 5234</ref>. ومع أن هذا الحديث يذكر بأن النساء أكثر أهل النار، فقد قال بعض العلماء أنهم أيضًا أكثر أهل الجنة، استدلالًا بحديث: {{اقتباس مضمن|إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر بليلة البدر، والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، ومافي الجنة أعزب}}<ref>صحيح مسلم: 2834</ref>.
 
=== سادة أهل الجنة ===
ثبت عن النبي محمد أنه ذكر بعض سادات أهل الجنة من الكهول والشباب والنساء، فقال: {{اقتباس مضمن|أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة}}<ref>سلسلة الأحاديث الصحيحة: 824</ref>، وقال: {{اقتباس مضمن|[[الحسن بن علي بن أبي طالب|الحسن]] و[[الحسين بن علي|الحسين]] سيدا شباب أهل الجنة}}<ref>سنن الترمذي: 3768</ref>. هذا، وقد ذكر النساء أيضًا فقال: {{اقتباس مضمن|سيدات نساء أهل الجنة بعد [[مريم ابنة عمران]]: [[فاطمة الزهراء|فاطمة]]، و[[خديجة بنت خويلد|خديجة]]، و[[آسية بنت مزاحم|آسية امرأة فرعون]]}}<ref>سلسلة الأحاديث الصحيحة: 1424</ref>.
 
=== من صُرح بدخولهم الجنة ===
غير سادة أهل الجنة، فقد ذكر النبي أسماء آخرين سيدخلون الجنة. وذكر [[العشرة المبشرون بالجنة|عشرة أشخاص]] دفعة واحدة: {{اقتباس مضمن|أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة و[[عثمان بن عفان|عثمان]] في الجنة و[[علي بن أبي طالب|علي]] في الجنة و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] في الجنة و[[الزبير بن العوام|الزبير]] في الجنة و[[عبد الرحمن بن عوف]] في الجنة و[[سعد بن أبي وقاص]] في الجنة و[[سعيد بن زيد]] في الجنة و[[أبو عبيدة بن الجراح]] في الجنة}}<ref>صحيح الجامع الصغير: 50</ref>.
 
غير هؤلاء العشرة، ذكر آخرون في أحاديث مفردة بأنهم سيدخلون الجنة، مثل [[جعفر بن أبي طالب]] و[[حمزة بن عبد المطلب]] و[[عبد الله بن سلام]]، و[[زيد بن حارثة]] و[[زيد بن عمرو بن نفيل]] و[[حارثة بن النعمان]]، و[[بلال بن رباح]] و[[ثابت بن الدحداح|أبو الدحداح]] و[[ورقة بن نوفل]]<ref>الجنة والنار: ص 207،208،209</ref>.
 
== صفة أهل الجنة ونعيمهم ==
يدخل أهل الجنةِ الجنةَ على أكمل صورة وأجملها، على صورة النبي [[آدم]]، ويكونون ذو نفوس صافية وأرواح طاهرة وزكية. ويكونون جردًا مردًا كأنهم مكحولون، وهم أبناء ثلاث وثلاثين. ومن صفتهم أنهم لا يبصقون ولا يمتخطون ولا يتغوطون، ولا ينامون، كما جاء في الحديث<ref>الجنة والنار: ص 213،214</ref>. وعندما يدخلون الجنة يسبحون ربهم ويكون آخر دعواهم: الحمد لله رب العالمين. قال الله: {{قرآن مصور|يونس|9|10}}<ref group="الآية">سورة يونس، الآيتان 9،10</ref>
 
تتحق أماني أهل الجنة في مدة قصيرة جدًا، كما حدّث رسول الله أن أحدهم من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فيأذن له، فما يكاد يلقي البذر حتى يضرب بجذوره في الأرض ثم ينمو ويكتمل وينضج في نفس الوقت<ref>الجنة والنار: 234</ref>. ومما يدل على سرعة تحقيق الأماني قوله: {{اقتباس مضمن|المؤمن إذا اشتهى ولدًا في الجنة، كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي}}<ref>صحيح الجامع: 6525</ref>.
 
ومما يفعله أهل الجنة بعد دخولهم الجنة تأنيب الكفار والضحك منهم، كما ذُكر في القرآن: {{قرآن مصور|الأعراف|44}}<ref group="الآية">سورة الأعراف، الآية 44</ref>. وذكر القرآن بأن الكفار كانوا يسخرون من الذين آمنوا في الدنيا: {{قرآن مصور|المطففين|29}}<ref group="الآية">سورة المطففين، الآية 29</ref>، فلذلك استحقوا بأن يسخر منهم المؤمنون يوم القيامة: {{قرآن مصور|المطففين|34}}<ref group="الآية">سورة المطففين، الآية 34</ref>.
 
ومن نعيم أهل الجنة ال[[تسبيح]] وال[[تكبير]]، ويكون هذا الذكر ليس من باب التكليف وإنما يُلهَمون التسبيح والتكبير في الجنة كما يُلهمون النفس<ref>فتح الباري: (326/6)</ref>.
 
وأفضل ما يعطاه أهل الجنة، رضوان الله والنظر لوجهه، فعن النبي قال: {{اقتباس مضمن|إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا}}<ref>مشكاة المصابيح: (88/3)</ref>. وقال الله: {{قرآن مصور|القيامة|23}}<ref group="الآية">سورة القيامة، الآية 23</ref>، وقال أيضًا: {{قرآن مصور|يونس|26}}<ref group="الآية">سورة يونس، الآية 26</ref>، وقد فُسرت الحسنى بأنها الجنة، والزيادة هي رؤية وجه الله<ref>الجنة والنار: ص 246</ref>.
 
=== طعامهم وشرابهم ===
إلى جانب أشجار الجنة وثمارها، وأنهارها وعيونها، فإن لأهل الجنة مايشتهون من الأطعمة المتنوعة كما قال الله: {{قرآن مصور|الحاقة|24}}<ref group="الآية">سورة الحاقة، الآية 24</ref>. وثبت عن النبي محمد أن أول طعام أهل الجنة هو زيادة كبد ال[[حوت]]<ref>الجنة والنار: ص 222</ref>.
 
وإن من ما فُصّل من شراب الجنة في الوصف خمرها، فقد ذُكر خمر الجنة بأنه يختلف عن خمر الدنيا، فهو لا يصدع الرؤوس ولا ينزف العقول، قال ابن عباس: "في الخمر أربع خصال: السكر والصداع، والقيء والبول، فذكر الله خمر الجنة ونزهها عن هذه الخصال.<ref>تفسير ابن كثير: 514/6</ref>، وأنه منزه من العيوب ولونه أبيض، كما قال الله: {{قرآن مصور|الصافات|45|46|47}}<ref group="الآية">سورة الصافات، الآيات 45-47</ref>.
 
ولا ينتج عن طعام وشراب الجنة الفضلات والأذى والدنس من البول والغائط وما شابه، ولكن تخرج بقايا الطعام والشراب على هيئة رشح كرشح ال[[مسك]] يفيض من أجسادهم، كما يتحول بعض منه أيضًا إلى جشاء كجشاء المسك تنبعث منه الروائح الطيبة العبقة<ref>الجنة والنار: ص 224</ref>.
 
أما عن آنيتهم فهي الذهب والفضة، كما قال الله: {{قرآن مصور|الزخرف|71}}<ref group="الآية">سورة الزخرف، الآية 71</ref>، وقال:{{قرآن مصور|الإنسان|15|16}}<ref group="الآية">سورة الإنسان، الآيتان 15،16</ref>. ومن الآنية التي يشربون منها الأكواب والأباريق والكؤوس، كما قال: {{قرآن مصور|الواقعة|17}}<ref group="الآية">سورة الواقعة، الآية 17</ref>.
 
=== لباسهم وحليهم ومباخرهم ===
يلبس أهل الجنة أفخر اللباس، ويتزينون بأنواع من الحلي، ومن لباسهم ال[[حرير]]، ومن زينتهم وحلاهم أساور ال[[ذهب]] وال[[فضة]] وال[[لؤلؤ]]، كما قال: {{قرآن مصور|فاطر|33}}<ref group="الآية">سورة فاطر، الآية 33</ref>، وقال: {{قرآن مصور|الإنسان|21}}<ref group="الآية">سورة الإنسان، الآية 21</ref>. وفي هذه الآية يبان أنهم يلبسون السندس والإستبرق أيضًا، وتكون ذات ألوان ومنها الخضراء. وتكون ثياب أهل الجنة أرقى الثياب، إذ أتى النبي بثوب من حرير، فجعل الصحابة يعجبون من حسنه ولينه فقال: {{اقتباس مضمن|لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا}} <ref name="السابق">فتح الباري: (319/6)</ref>
 
ولهم أمشاط من ذهب وفضة، ويتبخرون بعود الطيب، كما قال رسول الله: {{اقتباس مضمن|أمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوة ورشحهم المسك}}<ref name="السابق"/>. وبعضهم يُحلّى بالتيجان كالشهداء، إذ قال النبي: {{اقتباس مضمن|ويُوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها}}<ref>مشكاة المصابيح: 3834</ref>.
 
وثياب أهل الجنة كما ثبت لا تبلى ولاتفنى: {{اقتباس مضمن|من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه}}<ref name="ينعم"/>.
 
=== فرشهم وخدمهم ===
إن المؤمنين يكونون في الجنة على سرر مصفوفة أو فرش مرفوعة بطائنها من الإستبرق ويكونون متقابلين، فقد قال الله: {{قرآن مصور|الغاشية|13|14|15|16}}<ref group="الآية">سورة الغاشية، الآيات 13-16</ref>. وقال: {{قرآن مصور|الرحمن|76}}<ref group="الآية">سورة الرحمن، الآية 76</ref>. ويكونون متكئين على هذه السرر والأرائك والفرش.
 
يخدم أهل الجنة غلمان صغار يخلقهم الله لهذه المهمة. وهم مخلدون على حالتهم لا يكبر سنهم، وهم في غاية الجمال، ووصفوا في القرآن بأنهم كاللؤلؤ: {{قرآن مصور|الإنسان|19}}<ref group="الآية">سورة الإنسان، الآية 19</ref>.
 
=== سوقهم واجتماعهم ===
قال رسول الله: {{اقتباس مضمن|إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا. فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا}}<ref>صحيح مسلم: 2883</ref>. والسوق مجمع لهم يجتمعون فيه كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق، ويأتونها مقدار كل أسبوع<ref>النووي على مسلم: (170/17)</ref>.
 
وإن أهل الجنة يزور بعضهم بعضًا، ويجتمعون في المجالس يتحدثون، ومن ما يتحدثون به نعمة الله عليهم: {{قرآن مصور|الطور|25|26|27|28}}<ref group="الآية">سورة الطور، الآيات 25-28</ref>. وأيضًا يتحدثون عن صحبتهم السيئة في الدنيا: {{قرآن مصور|الصافات|50|51|52|53|54|55|56|57}}<ref group="الآية">سورة الصافات، الآيات 50-57</ref>.
 
=== نساؤهم والحور العين ===
إذا دخل المؤمن الجنة وكانت زوجته صالحة فإنها تكون زوجته في الجنة: {{قرآن مصور|الزخرف|70}}<ref group="الآية">سورة الزخرف، الآية 70</ref>. ويزوج الله المؤمنين بزوجات غير زوجاتهم في الدنيا ويسمون [[الحور العين]]: {{قرآن مصور|الدخان|54}}<ref group="الآية">سورة الدخان، الآية 54</ref>، والحوراء التي يكون بياض عينها شديد البياض وسواده شديد السواد، والعيناء هي واسعة العين<ref>الجنة والنار: ص 237،238</ref>. ووصفهن القرآن بعدة أوصاف، منها أنهن بارزات الثدي جميلات متقاربات في السن: {{قرآن مصور|النبأ|33}}<ref group="الآية">سورة النبأ، الآية 33</ref>. ومنها أنهن أبكارًا لم ينكحهن أحد قبلهم، وهن متحببات لأزواجهن غنجات، فقد قال الله: {{قرآن مصور|الواقعة|35|36|37}}<ref group="الآية">سورة الواقعة، الآيات 35-37</ref>. ووصفهن بأنهن كاللؤلؤ في آية، وكال[[ياقوت]] وال[[مرجان (حجر كريم)|مرجان]] في آية أخرى. وتكون نساء الجنة مطهرات من ال[[حيض]] وال[[نفاس]]<ref>الجنة والنار: ص 239</ref>، ووردت أحاديث كثيرة تصف جمال الحور العين ونساء الجنة، فقد قال رسول الله: {{اقتباس مضمن|ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها}}<ref>فتح الباري: (15/6)</ref>.
 
يختلف عدد زوجات كل رجل مؤمن في الجنة، فللشهيد 72 زوجة من الحور العين كما قال الرسول محمد<ref>الجنة والنار: ص 239،240</ref>. وقد قال عنهن أنهن يغنين بأصوات عذبة جميلة: {{اقتباس مضمن|إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط، إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعيان، وإن مما يغنين به نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه}}<ref>صحيح الجامع الصغير: 1557</ref>. وأخبر عنهن أنهن يغرن على أزواجهن في الدنيا إذا آذى الواحدَ زوجتُه في الدنيا: {{اقتباس مضمن|لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا}}<ref>صحيح الجامع الصغير: 7069</ref>. وأخبر أن الرجل يُعطى قوة كبيرة للنكاح: {{اقتباس مضمن|يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيُطِيقُ ذَلِكَ؟، قَالَ: يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ رجل}}<ref>مشكاة المصابيح: 5636</ref>.
 
== انظر أيضاً ==
{{ويكي مصدر|حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح|كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح}}
{{ويكي مصدر|القصيدة النونية|القصيدة النونية لابن القيم وفيها وصف الجنة}}
{{ويكي مصدر|القصيدة الميمية لابن القيم|القصيدة الميمية لابن القيم وفيها وصف الجنة}}
* [[أركان الإيمان]]
* [[الفردوس (إسلام)|جنة الفردوس]]
* [[حور عين]]
* [[سدرة المنتهى]]
* [[فكر إسلامي]]
* [[إسلام]]
* [[حسنات وسيئات]]
{{تحديد}}
== مراجع ==
{{مراجع}}
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">
{{مراجع|3}}
</div>
=== آيات ===
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">
{{مراجع|مجموعة=الآية|3}}
</div>
=== كتب ===
* [[حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح]]، ل[[ابن قيم الجوزية]].
* [http://download-islamic-pdf-ebooks.com/freedownload8420 صفة الجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم] ل[[ابن أبي الدنيا]].
* [http://waqfeya.com/book.php?bid=508 الجنة والنار، من سلسلة اليوم الآخر] ل[[عمر بن سليمان الأشقر]].
* [http://waqfeya.com/book.php?bid=1160 التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة] ل[[شمس الدين القرطبي]].
* [http://www.dorar.net/lib/book_end/7326 الحياة الآخرة - ما بين البعث إلى دخول الجنة والنار] لغالب بن علي عوالجي.
 
{{مواضيع الإسلام}}
{{يوم القيامة في الإسلام}}
{{شريط بوابات|إسلام|علوم إسلامية|الأديان}}
{{شريط جيدة|نسخة=21333437 |تاريخ=9 أكتوبر 2016}}
 
{{شريط بوابات|الإسلام}}
[[تصنيف:أركان الإيمان]]
[[تصنيف:أماكن حياة بعد الموت]]
[[تصنيف:تصورات الجنة]]
[[تصنيف:فكر إسلامي]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
[[تصنيف:معتقدات إسلامية]]
[[تصنيف:ميثولوجيا إسلامية]]
[[تصنيف:علم آخر الزمان في الإسلام]]