غلاة: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
دمج |
ط نقلت ولاء صفحة غلو في الصالحين (إسلام) إلى غلاة: دمج |
||
سطر 1:
{{وضح|3=غلي (توضيح)}}{{
{{إسلام}}
{{دمج|غلو|تاريخ=ديسمبر 2017}}
[[الغلو]] أحد المفردات الواردة في عدد من النصوص الإسلامية وله وجود من قديم الزمان، من عهد قوم نوح ولايزال، وهو يشمل مجاوزة الحد في المدح أو الذم، ويورث الإفراط والهلاك والشرك.
==
أصل الغلو في اللغة يطلق على مجاوزة الشيء حده الذي وضع له، سواء كان هذا الحد شرعيا أو عرفيا، وهو متوافق مع معنى الغلو في الشرع: إذ يطلق على مجاوزة حدود الشريعة عملا أو اعتقادا<ref>انظر: محبة الرسول بين الاتباع والابتداع لعبدالرؤوف محمد عثمان ص141-142، وراجع: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص613.</ref>.
==
بعث الله نوحا عليه السلام أول الرسل؛ لما نشأ أول شرك في الأرض، وكان سببه الغلو في الصالحين، عندما أصبح للصالحين منزلة فوق منزلتهم ومحبتهم، وذلك بإعطائهم شيء من حقوق الله الخاصة به الذي لايشاركه فيه أحد.
جاء عن ابن عباس (رضي الله عنه) في تفسير قول الله تعالى: {{قرآن مصور|نوح|23}} [ [[سورة نوح|نوح]]:23]، "أن هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتَنَسَّخ العلم عبدت"<ref>أخرجه البخاري برقم 4920، وراجع شرح الطحاوية لأبي العز الحنفي 1/31.</ref>.
السطر 31 ⟵ 19:
== الغلو في السنة النبوية ==
=== أولاً: النهي عن الغلو في الذوات والأشخاص ===
أخذ موضوع الغلو في الأشخاص من الأنبياء والصالحين مجالا كبيرا في خطاب النبي ({{ص}} ) لأصحابه. ونجده في ذلك يبدأ بنفسه ({{ص}} ) حيث قال لأصحابه مرة: ((لا تُطروني كما أطرى النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله))<ref name="أخرجه البخاري برقم 3445">أخرجه البخاري برقم (3445).</ref>. والإطراء المقصود هو المديح بالباطل، وقيل هو مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه<ref name="ReferenceA"/>.
السطر 40 ⟵ 30:
=== ثانيا: النهي عن أعمال تؤدي إلى الغلو ===
جاء في السنة عدة أحداث تبين مدى حرص النبي ({{ص}} ) على سلامة المجتمع من الغلو في البشر. لذا نجده يقول مرة: ((اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))<ref>أخرجه أحمد في مسنده برقم (7358) من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه). قال محقق المسند شعيب الأرنؤوط وآخرون: إسناده قوي.</ref>.
ولذا مرة جاءت أم حبيبة وأم سلمة وذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا ذلك للنبي ({{ص}} ) فقال: ((إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجدا وصورا، فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))<ref>أخرجه البخاري برقم (427) و مسلم برقم (427) من حديث عائشة رضي الله عنها.</ref>.
ثم في آخر رمق من حياته عندما جاءته المنية قدم تنبيها لأمته بقوله: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))<ref>أخرجه البخاري برقم (1330) ومسلم برقم (529) من حديث عائشة رضي الله عنها.</ref>.
قال [[النووي]]: قال العلماء: "إنما نهى ({{ص}} ) عن اتخاذ قبره، وقبر غيره مسجدا؛ خوفا من المبالغة في تعظيمه والافتتان به، فربما أدى ذلك إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية"<ref>شرح النووي على مسلم 5/13.</ref>.
فهذه الأحاديث مرتبطة بسلوك تعظيم قبور الأنبياء والصالحين مما قد يؤدي للغلو فيهم، ولذا قال الإمام المهلب -فيما نقله عنه الإمام ابن بطال الشافعي- أن هذا النهى من باب قطع الذريعة، لئلا يعبد قبره الجهال كما فعلت اليهود والنصارى بقبور أنبيائها<ref>شرح صحيح البخاري لابن بطال 3/311.</ref>.
== مفاسد الغلو ==
ومن مفاسد الغلو؛ الهلاك في الدين والدنيا، ويدل على هذا ماجاء عند الإمام أحمد في مسنده<ref>برقم (3248) وقال محقق المسند شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم.</ref>، أن ابن عباس قال، قال رسول الله ({{ص}} ): ((إياكم والغلو؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين)).
وجاء عند مسلم<ref>أخرجه مسلم برقم (4608).</ref> عن ابن مسعود، أن رسول الله قال: ((هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون)).
السطر 49 ⟵ 44:
== جدل الغلو في الأنبياء والأولياء والصالحين عند المدارس الدينية ==
الحديث العام عن النهي عن الغلو كما ورد في القرآن والسنة يمكن أن نقول بأنه محل قبول من المذاهب الإسلامية عموما. ويبقى الجدل بين هذه المذاهب في توظيف النصوص في الأحداث، والحكم على ذلك الأمر بأنه غلو أم لا.
== مفهوم الغلو في المدارس الصوفية والشيعة ==
إن الحديث عن الأولياء والصالحين ارتبط بمسائل كبيرة أثرت على العالم الإسلامي. فنجد الحديث في مسائل التوسل والاستغاثة والتبرك بالأنبياء والصالحين الأموات جاءت من مسألة تعظيم قدر هؤلاء، الأمر التي تراه المدارس الصوفية والشيعية أمر إما جائز أو مطلوب مرغب فيه. لذا يؤكد البعض بأن "التوسل بالأنبياء والصلحاء أمر محبوب، وقد أطبقوا على طلبه"<ref>مصباح الأنام، علوي الحداد ص85.</ref>. ويذكر الدجوي بأنك "تتوسل بالولي من حيث هو ولي مقرب إلى الله"<ref>مقال: التوسل وجهلة الوهابيين، يوسف الدجوي. </ref>، وأن من مقام هؤلاء جعلهم ممن يستغاث بهم في الشدائد والكربات لعظيم قدرهم عند الله، وحتى لايحصل نوع من استنقاص لمقام النبوة والولاية<ref>انظر: تجريد التوحيد للمقريزي ص 16.</ref>.
== مفهوم الغلو عند المدرسة السلفية ==
في الجانب الآخر تعتقد المدرسة السلفية أن ما يحصل من غلو في الأنبياء والصالحين هو الأمر الذي أدى لعبادتهم كما جاء في عدة آيات في القرآن والسنة، منها النهي عن الإطراء كما أطرت النصارى ابن مريم<ref name="أخرجه البخاري برقم 3445"/>، وغير ذلك من الأحاديث والآيات؛ ولذا يمنع السلفيون من جعل محمدا ({{ص}} ) نورا لا بشرا كما ينقل بعض المتصوفة<ref>مجموعة الرسائل في إثبات كونه ({{ص}} ) نورا، لأحمد رضا خان، ص51.</ref>. كما ينكرون على الاتجاهات الشيعية بجعل قطب الدين وأساسه في الإيمان بالأئمة الاثني عشر، وأنهم يعلمون الغيب<ref>راجع: أصول مذهب الشيعة الإمامية، ناصر القفاري 2/615 ، الانتصار لأهل السنة والحديث، عبدالمحسن العباد، ص128.</ref>.
السطر 67 ⟵ 65:
فاتجاه علماء أهل السنة والجماعة يرى أن الوقوف على النصوص كاف تماما، والمدح بما ثبت في القرآن والسنة فيه الخير التام، "فالنبي ({{ص}} ) يجب علينا أن نحبه حتى يكون أحب إلينا من أنفسنا وآبائنا وأبنائنا وأهلنا وأموالنا، ونعظمه ونوقره ونطيعه باطناً وظاهراً، ونوالي من يواليه، ونعادي من يعاديه، ونعلم أنه لا طريق إلى الله إلا بمتابعته ({{ص}} )، ولا يكون ولياً لله بل ولا مؤمناً ولا سعيداً ناجياً من العذاب إلا من آمن به واتبعه باطناً وظاهراً. ولا وسيلة يتوسل إلى الله عز وجل بها إلا الإيمان به والنبي ({{ص}} ) "<ref>الفتاوى لابن تيمية 27/320.</ref>.
==
{{مراجع}}
{{دراسات إسلامية}}
{{شريط بوابات|الإسلام|شيعة}}▼
{{تصنيف صندوق إنشاء مقالة}}
[[تصنيف:
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
|