علمانية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
كتبت اسم العام لتوماس
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تحويل http إلى https للوصول للنسخة الآمنة)
سطر 1:
{{رسالة توضيح|علمانية|العلمانية (توضيح)}}
{{أشكال الحكومات}}
'''العَلمانية''' و'''العالمانية'''<ref>[http://lisaan.net/%d8%b9%d9%84%d9%85/#282ce6c8a3b09f95ecf76088938f793a علم - معاني وشروح وتحليلات لسان.نت- Lisaan.net<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> و'''اللايكية'''؛ هي فصلُ الحكومة والسّلطة السّياسيّة عن السّلطة الدّينيّة أو الشّخصيّات الدّينيّة.<ref>{{cite web|url=httphttps://www.cfidc.org/declaration.html |title=Declaration in Defense of Science and Secularism |publisher=Cfidc.org |date= |accessdate=2011-03-24}}</ref><ref>{{Cite book|url=https://www.worldcat.org/oclc/474737332|title=The Oxford handbook of political theory|last=1953-|first=Dryzek, John S.,|last2=Bonnie.|first2=Honig,|date=2009-01-01|publisher=Oxford University Press|year=|isbn=9780199270033|location=|pages=636|oclc=474737332}}</ref><ref>[https://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2006/11/14/AR2006111401176.html "Think Tank Will Promote Thinking" ]</ref> تختلف مبادئ العلمانية باختلاف أنواعها<ref>{{مرجع ويب
| url = httphttps://www.patheos.com/blogs/geneveith/2015/10/the-three-types-of-secularism/
| title = The three types of secularism
| date =
سطر 10:
| last = Cranach
| first =
}}</ref>، فقد تعني عدم قيام الحكومة أو الدّولة بإجبار أيّ أحدٍ على اعتناق وتبنّي معتقدٍ أو دينٍ أو تقليدٍ معينٍ لأسباب ذاتيّة غير موضوعيّة<ref>[httphttps://www.guardian.co.uk/commentisfree/belief/2011/jul/07/secularism-neutrality-religion-atheism Secularism is neutrality towards all religion – including atheism] - الغارديان، الخميس 7 يوليو 2011</ref><ref>Kosmin, Barry A. "Contemporary Secularity and Secularism." '''Secularism & Secularity: Contemporary International Perspectives'''. Ed. Barry A. Kosmin and Ariela Keysar. Hartford, CT: Institute for the Study of Secularism in Society and Culture (ISSSC), 2007.</ref>. كما تكفل الحقّ في عدم اعتناق دينٍ معيّنٍ وعدم تبنّي دينٍ معيّنٍ كدينٍ رسميٍّ للدّولة. وبمعنى عامّ، فإنّ هذا المصطلح يشير إلى الرّأي القائِل بأنّ الأنشطةَ البشريّة والقراراتِ -وخصوصًا السّياسيّة منها- يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير المُؤسّسات الدّينيّة.
 
تعود جذور العلمانيّة إلى الفلسفة اليونانيّة القديمة، لفلاسفة يونانيّين أمثال [[إبيقور]]، غير أنّها خرجت بمفهومِها الحديث خلال عصر التّنوير الأورُبّيّ، على يد عددٍ من المفكّرين أمثال [[جيفرسون]]، و[[فولتير]] وسواهما. ينطبقُ نفس المفهوم على الكون والأجرام السّماويّة، عندما يُفسَّر النّظام الكونيّ بصورة دُنيويّة بحتة، بعيدًا عن الدّين، في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومُكوّناته. ولا تُعتبر العلمانيّة شيئًا جامدًا، بل هي قابلة للتّحديث والتّكييف حسب ظروف الدِّوَل الّتي تتبنّاها، وتختلف حدّة تطبيقها ودعمها من قبل الأحزاب أو الجمعيّات الدّاعمة لها بين مختلف مناطق العالم. كما لا تَعتبر العلمانيّة ذاتها ضدّ الدّين، بل تقف على الحيادِ منه، في [[الولايات المتحدة]] مثلاً، وُجِد أنّ العلمانيّة خدمت الدّين من تدخّل الدّولة والحكومة، وليس العكس.<ref>النّزعات الأصوليّة في اليّهوديّة والمسيحيّة والإسلام، كارين آرمسترونغ، دار الكلمة، دمشق 2005، ص.102</ref>
سطر 17:
== التّعريف والنشأة ==
[[ملف:John Locke by Herman Verelst.png|يمين|200بك|thumb|[[جون لوك]] الفيلسوف والمفكر الإنكليزي ([[1632]] -[[1704]]) أحد الدّاعين إلى نظام يفصل الدّين عن الدّولة، ويُطلِق الحرّيّات العامّة.]]
العلمانيّة في [[لغة عربية|العربيّة]] مُشتقّة من مُفردة عَلَم، وهي بدورها قادمة من [[لغات سامية|اللغات السّاميّة]] القريبة منها؛ أمّا في [[لغة إنكليزية|الإنجليزيّة]] و[[لغة فرنسية|الفرنسية]] فهي مُشتقّة من [[لغة يونانية|اليونانية]] بمعنى "العامّة" أو "الشّعب"، وبشكل أدقّ، عكس الإكليروس أو الطّبقة الدّينيّة الحاكمة؛ وإبّان [[عصر النهضة]]، بات المصطلح يشير إلى القضايا الّتي تهمّ العامّة أو الشّعب، بعكس القضايا التي تهمّ خاصّته. أمّا في [[لغات سامية|اللغات السامية]] ففي [[لغة سريانية|السريانية]] تشير كلمة ܥܠܡܐ ([[نقحرة]]: عَلما) إلى ما هو مُنتمٍ إلى العالم أو الدّنيا، أي دون النّظر إلى العالم الرّوحي أو الماورائيّ، وكذلك الأمر في [[لغة عبرية|اللغة العبرية]]: עולם ([[نقحرة]]: عُولَم) والبابليّة وغيرهم؛ وبشكل عامّ، لا علاقة للمصطلح بالعلوم أو سواها، وإنّما يشير إلى الاهتمام بالقضايا الأرضيّة فحسب.<ref>[httphttps://www.atinternational.org/forums/showpost.php?p=4664&postcount=14 1 العلمانية]، الجمعية العالمية لمترجمي العربية، 28 نيسان 2011.</ref>
 
[[ملف:Holyoake2.JPG|يسار|200بك|تصغير|الكاتب الإنكليزي [[جورج هوليوك]] (1817 -1906) أول من نحت مصطلح "علمانية" عام 1851.]]
وتقدّم [[دائرة المعارف البريطانية]] تعريف العلمانيّة بانها: "حركة اجتماعيّة تتّجه نحو الاهتمام بالشّؤون الدُّنيويّة بدلًا من الاهتمام بالشّؤون الآخروية. وهي تُعتبر جزءًا من النّزعة الإنسانيّة الّتي سادت منذ [[عصر النهضة]]؛ الدّاعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به، بدلاً من إفراط الاهتمام بالعُزوف عن شؤون الحياة والتّأمّل في [[الله]] و[[يوم القيامة|اليوم الأخير]]. وقد كانت الإنجازات الثّقافيّة البشريّة المختلفة في [[عصر النهضة]] أحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات [[الإنسان]] من سعادة ورفاهٍ في الحياة الآخرة، سعت العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية".<ref>[httphttps://www.britannica.com/EBchecked/topic/532006/secularism العلمانية (بالإنجليزية)]، الموسوعة البريطانية، 28 نيسان 2011.</ref>
 
أقدم التلميحات للفكر العلماني تعود [[القرن الثالث عشر|للقرن الثالث عشر]] في أوروبا حين دعا مارسيل البدواني في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية واستقلال الملك عن [[الكنيسة]] في وقت كان الصراع الديني الدينيوي بين بابوات روما وبابوات أفنيون في جنوب [[فرنسا]] على أشدّه؛ ويمكن تشبيه هذا الصرع بالصراع الذي حصل بين خلفاء [[بغداد]] وخلفاء [[القاهرة]].<ref>الكنيسة والعلم، جورج مينوا، دار الأهالي، دمشق 2005، ص.336</ref> وبعد قرنين من الزمن، أي خلال عصر النهضة في [[أوروبا]] كتب الفيلسوف وعالم اللاهوت غيوم الأوكامي حول أهمية: "فصل الزمني عن الروحي، فكما يترتب على السلطة الدينية وعلى السلطة المدنية أن يتقيدا بالمضمار الخاص بكل منهما، فإن الإيمان والعقل ليس لهما أي شيء مشترك وعليهما أن يحترما استقلالهما الداخلي بشكل متبادل."<ref>الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.336-337</ref> غير أن العلمانية لم تنشأ كمذهب فكري وبشكل مطرد إلا في [[القرن السابع عشر]]، ولعلّ الفيلسوف سبينوزا كان أول من أشار إليها إذ قال أن الدين يحوّل قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية. وأشار أيضًا إلى أن الدولة هي كيان متطور وتحتاج دومًا للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة. فهو يرفض اعتماد الشرائع الدينية مطلقًا مؤكدًا إن قوانين العدل الطبيعية والإخاء والحرية هي وحدها مصدر التشريع.<ref>النزعات الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام، مرجع سابق، ص.39</ref> وفي الواقع فإن [[باروخ سبينوزا]] عاش في [[هولندا]] أكثر دول العالم حرية وانفتاحًا آنذاك ومنذ استقلالها عن [[إسبانيا]]، طوّر الهولنديون قيمًا جديدة، وحوّلوا [[اليهود]] ومختلف الأقليات إلى مواطنين بحقوق كاملة، وساهم جو الحريّة الذي ساد إلى بناء إمبراطورية تجارية مزدهرة ونشوء نظام تعليمي متطور، فنجاح الفكرة العلمانية في [[هولندا]]، وإن لم تكتسب هذا الاسم، هو ما دفع حسب رأي عدد من الباحثين ومن بينهم [[كارن أرمسترونغ]] إلى تطور الفكرة العلمانية وتبينها كإحدى صفات العالم الحديث.<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.33</ref>
سطر 28:
تعريف مختصر للعلمانية يمكن إيضاحه بالتصريح التالي لثالث رؤساء [[الولايات المتحدة الإمريكية]] [[توماس جيفرسون]]، إذ صرّح: "إن الإكراه في مسائل الدين أو السلوك الاجتماعي هو خطيئة واستبداد، وإن الحقيقة تسود إذا ما سمح للناس بالاحتفاظ بآرائهم وحرية تصرفاتهم". تصريح جيفرسون جاء لوسائل الإعلام بعد أن استعمل [[حق النقض]] عام 1786 ضد اعتماد [[فيرجينيا|ولاية فيرجينيا]] [[أنجليكانية|للكنيسة الأنجليكانية]] كدين رسمي، وقد أصبح الأمر مكفولاً بقوة الدستور عام 1789 حين فصل الدين عن الدولة رسميًا فيما دعي «إعلان الحقوق». ويفسر عدد من النقاد ذلك بأن الأمم الحديثة لا يمكن أن تبني هويتها على أي من الخيارات الطائفية، أو تفضيل الشريحة الغالبة من رعاياها سواءً في التشريع أو في المناصب القيادية، فهذا يؤدي إلى تضعضع بنيانها القومي من ناحية، وتحولها إلى دولة تتخلف عن ركب التقدم بنتيجة قولبة الفكر بقالب الدين أو الأخلاق أو التقاليد.<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.103</ref>
 
أول من ابتدع مصطلح العلمانية هو الكاتب البريطاني [[جورج هوليوك]] عام 1851، غير أنه لم يقم بصياغة عقائد معينة على العقائد التي كانت قد انتشرت ومنذ [[تنوير|عصر التنوير]] في أوروبا؛ بل اكتفى فقط بتوصيف ما كان الفلاسفة قد صاغوه سابقًا وتخيله هوليوك، من نظام اجتماعي منفصل عن الدين غير أنه لا يقف ضده إذ صرح: "لا يمكن أن تفهم العلمانية بأنها ضد [[المسيحية]] هي فقط مستقلة عنها؛ ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يود أن يلتزم بها. المعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطور والرفاه في هذه الحياة، وتختبر نتائجها في هذه الحياة".<ref>[httphttps://www.newadvent.org/cathen/13676a.htm العلمانية (بالإنجليزية)]، الموسوعة الكاثوليكية، 28 نيسان 2011.</ref> بناءً عليه، يمكن القول أن العلمانية ليست أيديولوجيا أو عقيدة بقدر ما هي طريقة للحكم، ترفض وضع الدين أو سواه كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية، وتتجه إلى الاهتمام بالأمور الحياتية للبشر بدلاً من الأمور الأخروية، أي الأمور المادية الملموسة بدلاً من الأمور الغيبية.
 
== الدولة العلمانية ==
سطر 42:
|}
]]
من المختلف عليه وضع تعريف واضح للدولة العلمانية؛ وفي الواقع فهو تعريف يشمل ثلاث جوانب أساسية، ويتداخل مع مفهوم [[دين الدولة]] أو الدين ذو الامتياز الخاص في دولة معينة. هناك بعض الدول تنصّ دساتيرها صراحة على هويتها العلمانية مثل [[الولايات المتحدة]] و[[فرنسا]] و[[كوريا الجنوبية]] و[[الهند]] و[[كندا]]. بعض الدول الأخرى، لم تذكر العلمانية في دساتيرها ولكنها لم تحدد دينًا للدولة، وتنصّ قوانينها على المساواة بين جميع المواطنين وعدم تفضيل أحد الأديان والسماح بحرية ممارسة المعتقد والشرائع الدينية، وإجراء تغيير في الدين بما فيه [[إلحاد|الإلحاد]] أو استحداث أديان جديدة بما يشكل صونًا لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية،<ref>Feldman, Noah (2005). ''Divided by God''. Farrar, Straus and Giroux, pg. 14 ("[Legal secularists] claim that separating religion from the public, governmental sphere is necessary to ensure full inclusion of all citizens.")</ref> وهي بالتالي تعتبر دولاً علمانية. هناك الشريحة الثالثة من الدول وتنصّ دساتيرها على [[دين الدولة]] معيّن [[مصر|كمصر]] و[[موناكو]] و[[اليونان]] غير أن دساتيرها تحوي المبادئ العلمانية العامة، كالمساواة بين جميع مواطنيها وكفالة الحريات العامة، مع تقييد لهذه الحريات، يختلف حسب الدول ذاتها. في [[مالطا]] وهي دولة تتخذ [[الكنيسة الكاثوليكية|المسيحية الكاثوليكية]] دينًا لها يعتبر [[إجهاض|الإجهاض]] محرمًا بقوة القانون، وذلك مراعاة للعقائد الكاثوليكية، ومع ذلك فإن نسب تقييد الحريات العامة في [[مالطا]] هو أقل بكثير مما هو عليه في دول أخرى [[مصر|كمصر]] حيث تعتبر [[الشريعة الإسلامية]] المصدر الرئيسي للتشريع ما أدى إلى قيود حول [[حرية الدين|تغيير الدين]] أو بناء دور عبادة غير [[إسلام|إسلامية]] إلى جانب تشريع [[تعدد الزوجات]] وغيرها من القضايا المرتبطة [[قانون الأحوال الشخصية|بقانون الأحوال الشخصية]]. المثل المصري ينطبق على عدد من الدول الأخرى، ما دفع بعض الباحثين لاجراء تعديلات اصطلاحية فأحلت "الدولة المدنية" بدلاً من "الدولة العلمانية" واقترح البعض "دولة مدنية بمرجعية دينية"، غير أن ذلك حسب رأي بعض الباحثين يفرغ مبادئ المساواة والحريات العامة من مضمونها ويحصرها في قالب معيّن ما يعني دولة دينية وإن بإطار مدني.<ref>[httphttps://www.youm7.com/News.asp?NewsID=396736 الدولة المدنية والدولة العلمانية هل هناك فرق؟]، اليوم السابع، 30 نيسان 2011.</ref> أما الدول الأقرب لنموذج [[مالطا]] فمن المتفق عليه وصفها دولاً علمانية، إلى جانب بعض التحفظات كعبارة "حياد الدولة تجاه الدين" بدلاً من "فصل الدولة عن الدين".
 
لا يزال النقاش يدور في الدولة المصنفة علمانيًا حول مدى الالتزام بفصل الدين عن الدولة؛ ففي [[فرنسا]] [[عطلة|جدول العطل الرسمية]] مقتبس بأغلبه من [[الكنيسة الكاثوليكية|الأعياد الكاثوليكية]]، وكذلك تقدم الدولة من أموال دافعي الضرائب تمويلاً للمدارس الدينية؛<ref>[httphttps://www.jstor.org/pss/1188531 المدارس الخاصة في فرنسا (بالإنجليزية)]، مجلة جي-ستور، 30 نيسان 2011.</ref> أما في [[الهند]] وهي أيضًا دولة تنصّ على العلمانية الكاملة، تقدّم الدولة سنويًا إعانات [[الحج في الإسلام|للحجاج المسلمين]] وصل في عام [[2007]] إلى 47454 [[روبية]] عن كل حاج هندي.<ref>[httphttps://www.financialexpress.com/news/haj-subsidy-has-air-india-fuming/360651/0 الدعم الجوي للحج في الهند (بالإنجليزية)]، فاينينشال إكسبرس، 30 نيسان 2011.</ref> أما دستور [[أستراليا]] وهي دولة علمانية رغم عدم ورود العبارة صراحة، يذكر في المادة السادسة عشر بعد المئة، على عدم تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة، ومع ذلك فإن الدستور ذاته يبدأ بعبارة "'' بتواضع، نعتمد على نعمة الله المتعالي''"<ref>للاطلاع على نصوص الدستور الأسترالي انظر [httphttps://www.aph.gov.au/senate/general/constitution/preamble.htm دستور كومنولث أستراليا (بالإنجليزية)]، موقع البرلمان الأسترالي، 30 نيسان 2011.</ref> ([[لغة إنجليزية|بالإنجليزية]]: ''Humble reliance on the blessing of Almighty God'')، وسوى ذلك فإن الحكومة الأسترالية تدعم الصلاة المسيحية في المدارس الحكومية وتمول المدارس الدينية التي تعدّ [[قس|القسس]] الجدد وكذلك رجال الدين. الحال كذلك في [[سويسرا]] وفي [[الولايات المتحدة الإمريكية]]، وإن بدرجات متفاوتة لا تشمل في جميع الظروف تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة فهي من المبادئ المشتركة بين جميع الدول المصنفة كعلمانية.
 
== دور رجال الدين ==
سطر 52:
::: عرض على مجلس الفقهاء في إيران، وهي هيئة لها حق إسقاط أي مشروع يتعارض مع الشريعة الإسلامية، عام 1981 قانون إصلاحات للأراضي الزراعية، تضمن توزيعًا أكثر عدلاً، ونال دعم الخميني. لكن كثيرًا من الفقهاء في مجلس الأوصياء، كانت لديهم أملاك كبيرة، وتشريع كهذا يؤذي مصالحهم؛ وعندما قدّم لهم مشروع الإصلاحات مارسوا حقهم في الاعتراض عليه، بحجة مخالفة الشريعة وأسقطوه. قال الخميني، أن هذه القضية لا تغتفر، وستؤدي إلى عدم ثقة الأمة برجال الدين.
 
الأمر ذاته وجد بصيغة مختلفة في مصر قبل محمد علي، ولذلك فأول ما قام به [[محمد علي باشا]] حين بنى دولة مصر الحديثة، «تقليم أظفار» الطبقة الدينية.<ref>النزعات الأصولية، مرجع سابق، ص.59</ref> الدكتور عبد الحي أحمد المنعم أستاذ الشريعة [[جامعة إيموري|بجامعة إيموري]] يقول: "فرض أو تقرير الشريعة عبر القوة القسرية للدولة، ينفي طبيعتها الدينية، لأن المسلمين حينها سيرعون تطبيق شريعة الدولة، ولن ينجزوا بحرية ما يفرض عليهم كمسلمين"، في ذات البحث لا ينفي نعيم حق المسلمين في الاحتكام بقضايا الأحوال الشخصية كازواج والطلاق والإرث للشريعة، شرط أن يكون بحرية.<ref>[httphttps://thevoiceofreason.de/article/1593 الإسلام والعلمانية]، صوت العقل، 2 فبراير 2013.</ref>
 
أخيرًا، فإن نظرية السلطة هي التصادم الأبرز بين بعض الأجنحة الدينية والعلمانية، فمن منظور ديني "الله هو صاحب السلطة، وهو صاحب التشريع، فلابدّ من وجود هيئة تمثله وتعمل على الحفاظ على «الحق الإلهي» في الشرع"؛ هذه الفكرة تعتبر تأصيل فكرة الحكم الثيوقراطي في العصور الحديثة؛ وفي المقابل فإن أوساط دينية أخرى تعلّم أن "الله أوكل الإنسان الأرض ليسوسها ويتسلط عليها؛ فهذه الوكالة هي سلطة سياسة الأرض أي تنظيمها وإدراتها، وبوصفها سلطة تنظيم وإدارة فهي تشريع"،<ref>الإنسان والكون والتطور بين العلم والدين، هنري بولاد، دار المشرق، الطبعة الرابعة، بيروت 2008، ص.201</ref> وتعتبر الفكرة السابقة مسيحية أساسًا،<ref>الشؤون الحديثة، رسالة عامة للبابا [[ليون الثالث عشر]]، 1891، بالنسخة الصادرة بالعربية عن حركة عدالة ومحبة، بيروت 1995، ص.83 فقرة. 7/ 1.</ref> ومقبولة في أوساط أخرى.
سطر 58:
 
== علاقة العلمانية بالليبرالية والديمقراطية ==
العلمانية بمعنى أشمل قد تعني فصل الدين عن الممارسات (ومن ضمنها الحياة الشخصية) قد يكون هو الأكثر تميّزا من معارّفها بمعناها الضيق والذي يعني فصل الدين عن الدولة مع بعض مبادئ [[ليبرالية|الليبرالية]]، حيث تذكر الموسوعة البريطانية ذلك المعنى ضمن [[ليبرالية|الليبرالية]] <ref>[httphttps://www.britannica.com/EBchecked/topic/339173/liberalism liberalism | politics | Britannica.com<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>.
 
من جهة اُخرى فإن [[ديمقراطية|الديمقراطية]] بمعناها الضيق وهو حكم الأغلبية بدون الاهتمام لحريات الأفراد وهو ما يدعى ب[[ديمقراطية لاليبرالية|الديمقراطية اللاليبرالية]]، فإنها بهذا المعنى لا تقتضي فصل الدين عن الدولة بالضرورة بل تعتمد على اختيار أغلبية الشعب التي قد تكون دينية كما يمكن أن تكون [[لادينية]]. لكن إذا أدخلنا حرية التعبير اللازمة لمنافسة عادلة للمعارضة السياسية في تعريف [[ديمقراطية|الديمقراطية]] فيستلزم ذلك فصل الدين عن الدولة بما يسمح بحرية الأفراد في التعبير بلا قيود دينية إذ بدون هذه الحرية لا يمكن للسياسيين والمفكرين العلمانيين أن يعبّروا عن آرائهم مما يخل بمبدأ الحرية الأساسية للدعاية الانتخابية التي يمكن أن تتضمن ما هو مخالف للدين.