خوارج: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 253:
لكن الإمام [[جلال الدين السيوطي]] يورد أن لعلماء [[أهل السنة]] في تكفير الخوراج قولين مشهورين، المعتمد منهما عدم تكفيرهم، لكنهم متفقون على قتالهم على الرغم من أنهم لم يكفروهم، إنما اعتبروهم عصاة وبغاة ومتمردين. لذلك، لا يجوز بعد هزيمتهم في القتال أن تُغنم أموالهم وتُسبى ذراريهم، ولا يقتل مُدبرهم، ويستندون في ذلك على تصرف الإمام علي معهم في [[معركة النهروان]]، ذلك أن الإمام علي لم يسبِ حريمهم ولم يغنم أموالهم، رغم أن الذين خرجوا عليه قاتلوه واتهمُوه بالكفر، إلا أن الإمام علي وفقهاء ال[[صحابة]] لم يكفروهم، ولم يعتبروهم من أهل الردة الخارجين من الملة. ويعتبر تصرف الإمام علي معهم مستند [[الشيعة]] في عدم اعتبارهم كفاراً. وذهب جمع من الشيعة إلى تكفيرهم لأنهم أنكروا ضرورة الطاعة للإمام وحاربوه، ولكن الحكم فيهم بعد قتالهم مختلف فيه.<ref>كتاب: الأسس الدينية للأصولية في الأديان الإبراهيمية، تأليف: فكري جواد عبد، وعبد الأمير كاظم زاهد، الناشر: دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، 2017م، ص: 110.</ref><ref>كتاب: سطوة النص خطاب الأزهر وأزمة الحكم، تأليف: بسمة عبد العزيز، الناشر: دار صفصافة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 2016م، ص: 223.</ref>
 
وقد سئل [[علي بن أبي طالب]] رضي الله عنه عن الخوارج فقيل له: أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا، وفي رواية: أمشركون هم؟ فقال: من الشرك فروا. فقيل له: أمنافقون هم؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً، فقيل له من هم إذن؟ قال: إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا، وفي رواية: قوم بغوا علينا فنُصرنا عليهم، وفي رواية: قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا". ذكره [[عبد الرزاق الصنعاني]] فى مصنفه،[[مصنف عبد الرزاق|مصنفه]]، و[[ابن أبي شيبة]] بسند صحيح، و[[البيهقي]] في [[السنن الكبرى]]، و[[ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]] وقال: فهذا ما أورده [[ابن جرير]] وغيره في هذا المقام.<ref>{{مرجع ويب|المسار= https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=59&ID=947&idfrom=855&idto=856&bookid=59&startno=1|العنوان= البداية والنهاية|الناشر= شبكة إسلام ويب}}</ref>
 
وهناك من الفقهاء والعلماء من كفر الخوارج مستدلاً على ذلك ببعض الأحاديث والاستدلالات. وهناك من الفقهاء والعلماء من يرون عدم تكفير الخوارج، منهم: [[الإمام الشافعي]]، [[القاضي عياض]]، و[[الباقلاني]]، و[[الخطابي]]، و[[ابن بطال]]، و[[أبو إسحاق الشاطبي]]، وغيرهم، فهؤلاء تورعوا عن تكفير الخوارج، واعتبروهم فساقاً غير كافرين.