روضة أطفال: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 47:
 
<big>د. تهيئة الأطفال لتقبل المدرسة:</big> ويقصد به أن الروضة عندما تستقبل الطفل في عمر ما قبل السادسة فإنها تهيئوه بما تقدمه من برامج إلى تقبل انتظامه في المدرسة الابتدائية . حيث يذهب الطفل إلى المدرسة الابتدائية في سن الإلزام بعد أن أمضى ثلاث سنوات يكون قد ألف ما تعود عليه من معلمة ومديرة وعاملات وكذلك أقرانه في قاعات الروضة وكلها أمور تنظيمية يتعود عليها الطفل ويألفها عند التحاقه بالمدرسة في سن السادسة من عمره فلا يصاب بما يسمى صدمة المدرسة الابتدائية <ref>تركي ، عبد الفتاح إبراهيم (1993م) نحو فلسفة تربوية لبناء الإنسان العربي ، الإسكندرية ، دار المعرفة الجامعية .</ref>
 
== دور رياض الأطفال في النمو الاجتماعي : ==
 
يتفق معظم الباحثين على أن الروضة تؤدي وظيفة اجتماعية نحو الأطفال ، و أن الملتحق بها اقدر من غيره من الأطفال على الاختلاط بالآخرين و إقامة علاقات معهم و اقدر على تكوين عادات اجتماعية ، كما تعمل الروضة على تثبيت عادات مرغوب فيها من حيث التعامل و احترام عادات اجتماعية ، كما تعمل الروضة على تثبيت عادات مرغوب فيها من حيث التعامل و احترام حقوق الآخرين و غير ذلك من عادات عن طريق الممارسة العملية ، و ليس عن طريق التلقين أو القراءة في الكتابة ، فممارسة نفسها هي طريق لخلق أي اتجاه أو تكوين أية عادة ، و هي الوسيلة المثلى للتعرف على الطفل و كذا مواهبه و ميوله ، هذا و يؤكد فروبل " أن الروضة تساعد الطفل على التوافق مع البيئة ، فهي تهيئ للأطفال فرص القيام بالنشاطات التي تتوافق مع مرحلة نموهم و تتناول شخصياتهم من جميع جوانبها النفسية و الاجتماعية و الجسدية و العقلية كما أنها تجعل بينهم وبين المجتمع ألفة . <ref>محمد الشناوي ( 2001م ) التنشئة الاجتماعية للطفل ، دار الصفاء للنشر و التوزيع ،ط1، عمان ، أردن ، ص 220.</ref>
بالإضافة إلى ذلك ان الروضة تساعد الطفل على التكيف و الاندماج مع الآخرين ، و يكتسب ثقافة مجتمعة و يكتشف أن هناك ثقافات الأخرى و يتقبلها كما هي ، ومن هنا المنطلق فإن الرياض الأطفال ، و حسب اختيارها طرق التعليم المناسبة و الوسائل التربوية الملائمة و أساليب التقويم قادرة على قياس التغيرات السلوكية التي تحدث عند الطفل نتيجة تواجده في محيط تعليمي ، ، حيث أن الكثير من المشكلات التي تعترض الطفل في المدرسة التي قد تعرقل توافقه الاجتماعي تعود إلى هذه المرحلة المتميزة . فالروضة تستطيع أن تزيل هذه العوامل و المشكلات نذكر مثال : الخوف ، القلق ، الانعزال ، السلوك العدواني ، الفردية ، الميل إلى الوحدة .... الخ .
 
فالروضة تنمي في الطفل نزوعه إلى الاستقلالية في القبول و الرفض ، و تشعره بأنه شخص قادر على آن يقرر ما يتعلق به لنفسه مع تعويده انه لا يستطيع أن يفعل كل ما يريده ، وأن هناك آدابا عامة و قواعد سلوكية يلزم الكبار بها مع تجنب إحراجه أو إشعاره بالخجل ، كما تعمل الروضة على توفير المواد المناسبة التي يتمكن بواسطتها الطفل من استكشاف بيئته و محيطة ، و ذلك بأن تنمي فيه الرغبة في العمل و العيش مع الآخرين في ظل الاحترام خصوصياته و وخصوصياتهم ، بإضافة إلى ذلك فإن الروضة تؤهل الطفل إلى أن يكون الطفل عنصرا فعالا في جماعته ، ثم في مجتمعه حاملا لأخلاق حميدة و صفات حسنة ، بحيث انه يتعلم سلوكيات مقبولة مثل احترام الكبار و التعاون مع الزملاء ، و يتجنب السلوكيات غير مرغوب فيها .
وتجعل تجربة العيش مع الآخرين الطفل يشارك في نشاطات غيرة من الأطفال ، إذ يتعلم أن يكون له دور في كل نشاط و للآخرين لهم دور آخر فيتقبل فكرة التعاون والمشاركة و يبتعد عن الأنانية و الفردية ، كما تسعى رياض الأطفال إلى تشجيع الطفل على الاستقلالية و الاعتماد على الذات في بعض الأمور الحياتية و الانتماء إلى جماعات الأطفال و تحضيرية للمدرسة .
 
فالرياض الأطفال تعلم الطفل معنى الانضباط في أموره سواء كان ذلك يتعلق بالأكل و النوم أو عند قيامه بالنشاطات الجماعية التي كثيراً ما تكون انسب فرصة للطفل للاحتكاك بالأطفال الأخرين و استمتاعه باللعب ، و تؤدي كل هذه الأمور إلى الإقلال من مظاهر السلوك العدواني غير المرغوب فيه مثل المشاجرة أو اعتداء أو انتزاع الأشياء من الغير ، كما تحث الروضة على المنافسة الصحيحة التي تعتبر مظهرا من مظاهر التفاعل الاجتماعي السوي الذي بدوره يحفز الطفل على الحصول على أفضل وضع داخل جماعة الرفاق .
و قد أشارت بعض الدراسات أن حتم التطور الاجتماعي اليوم هو انبثاق ما يسمى ( بالأسرة النووية ) التي تتكون من الزوج و الزوجة و الأبناء مما ضيق فرص الاحتكاك الاجتماعي مع الكبار من الأقارب و الأصدقاء ، و هذا يؤثر في نمو الطفل الاجتماعي الذي يمكن أن تتوفر إذا وجد الطفل في مؤسسة فيها كبار و صغار غير الذين تعودهم في البيت . <ref>محمد سعيد مرسى ( 1997م ) فن تربية الأولاد في الإسلام ، دار الطباعة والنشر الإسلامية ، القاهرة .</ref>
 
وأن وجود الطفل في مؤسسة خاصة بتنشئته و تربيته أمرا أصبح ضروريا يوم ، فهي بيئة أعدت خصيصا ليعيش فيها بعد أن اعتاد حياة معينة وسط أفراد أسرته و هو مقبل بعد سنوات قليلة على التعليم الابتدائي ، و فيه من النظم و محددات الحرية ما لم يتعوده بين أفراد أسرته ، و منه فرياض الأطفال لها مناخ الاجتماعي ووجداني و عقلي يجمع إلى حد ما بين مميزات أعدها الطفل في الأسرة و بين صفات في المدرسة الابتدائية ، وهي المرحلة يعبرها الطفل في لذة و شوق بين الأسرة و المجتمع ، المدرسة الابتدائية .
 
== دور رياض الأطفال في تنمية النمو اللغوي للطفل : ==
 
تعد دور الحضانة ورياض الأطفال <ref>تركي رابح (1990م) أصول التربية والتعليم ، المؤسسة الوطنية للكتاب, ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ص 85.</ref> من أهم المؤسسات المساعدة في تنمية لغة الطفل بعد الأسرة حيث تستقبل الأطفال عادة من سنتين إلى ست سنوات بالنسبة لمدارس الحضانة ، ومن سنتين إلى خمس سنوات بالنسبة لرياض الأطفال <ref>كمال دسوقي (1980م ) طفلي في السنوات الثلاث الأولى ، دار الأهلية ، بيروت ، ط1 ، ص182 .</ref>.
وعندما ينتقل الطفل إلى روضة الأطفال عادة في الثالثة لا يكون قد تحرر من الاعتماد على الكبار و الشعور بضرورة وجو دهم لتوفير الأمن والطمأنينة له، و الفكرة التي تقوم عليها رياض الأطفال هي "مساعدة الطفل على أن يعبر عن نفسه، وبذلك يحدث النمو، و للوصول إلى ذلك يجب أن نبدأ بميول الطفل الطبيعية و نزعاته إلى العمل حيث تقوم الدراسة فيها على الحركة والغناء واللغة، وذلك في جو من الارتياح ، بل إن الهدف ليس تحصيل المعارف، وإنما النمو الذي تكون فيه المعرفة واسطة لغاية، و لذلك ارتكز برنامج هذه الرياض على شيئين هما اللعب والعمل اليدوي ، و قد اهتم باللعب لأنه أهم مظاهر النشاط العضوي عند الطفل كما أنه تعبير خارجي عن حياته الداخلية و أنه خير أساس طبيعي نبني عليه عادات العمل والعاطفة و الفكرة الذي يوافق عليه العربي <ref>أحمد الطيب ( 1999م) أصول التربية ، المكتب الجامعي الحديث الأزاريطة، الإسكندرية،ط1،ص 289.</ref>.
وحتى يشارك غيره في اللعب ويندمج معهم ينبغي على المربيات أن تسهم في ذلك بدورهن الفعال، إذ تمارس مع الأطفال أول الدروس العلمية في التعاون والعمل المشترك، وتوجيههم في ألعام، وتصحيح أخطائهم ولاسيما في النطق بكلمات مكسرة، وهذا يجري عبر برنامج مسطر تتميز به رياض الأطفال على مدارس الحضانة. وأول الحصص التي تقدم للأطفال تتمثل في الألعاب سواء كانت فردية أو جماعية مع إجراء المحادثة والحوار على الصور لتسهيل عليه اكتساب مهار ات جديدة تؤهله للتوصل مع زملائه. كذلك يجب إثراء بيئة الطفل بالصور والأشكال والألوان المختلفة، مع مصاحبة هذه المثيرات بأنواع مختلفة مع الحكايات التي تدور حول هذه الصور والرسوم، مما يساعد الطفل على توسيع الأفق وإكساب خبرات مباشرة تساهم في حصيلته لغوية، وكذلك لا يخفى علينا مدى أهمية إثراء البيئة الأسرية بوسائل معينة مثل التلفزيون والراديو والانترنيت في إثراء الحصيلة اللغوية ونظرا لهذه الأدوار التي تقدمها الأسرة وخاصة الآباء للأبناء في مراحل نموهم اللغوي خاصة ، تبرز أهمية هذه الأسر ومكانتها البارزة في الحياة الاجتماعية فهي البيئة الأساسية الصالحة لتنشئة الطفل وهي وسيلة مهمة في نقل وحفظ التراث عبر الأجيال بما في ذلك اللغة المتواجدة لديهم ، وتكون بذلك هذه الأسرة المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأبناء والأفراد المبادئ الأولى للسلوك وهي بحكم الواقع ، حيث يجعل نشاط الطفل اللغوي في حالة تحتل مركز الصدارة في تربية ورعاية الطفل لغويا انطلاق، حيث تدور اللغة داخل الأسرة حول أحداث الحياة اليومية والمواقف والأحداث الخاصة ، ببيئة الأسرة وبعد هذا كله ألا يحق لنا القول بأن للأسرة دوراً بارزا في رعاية النمو اللغوي ودوراً رياديا للطفل .
 
== في العالم ==