العمارة في فلسطين: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
سطر 4:
تُشكّل '''العمارة في فلسطين''' جزءًا مهمًا من الإرث الثقافي [[الشعب الفلسطيني|للشعب الفلسطيني]]. وتُشير إلى [[طراز معماري|طُرُز متعددة]] من الفن المعماري التقليدي والمعاصر في [[فلسطين التاريخية|فلسطين التاريخيّة]] عبر فترات زمنيّة مختلفة. وتُعتبر [[عمارة عامية|العمارة المحليّة]] في فلسطين جزءًا من [[عمارة عربية|العمارة العربيّة]] و[[بلدان شرق المتوسط|المتوسطيّة]] و[[عمارة إسلامية|الإسلاميّة]] المحيطة، حيث أن هناك تشابهًا في استخدام العناصر والتفاصيل ومواد البناء مع أجزاء أخرى من [[بلاد الشام]].<ref name="بشارة" />
 
تمتلك فلسطين أسلوبًا معماريًا واسعًا ومتنوعًا لا يمكن تصنيفه ببساطة وفقًا للفترات التاريخيّة فحسب، وإنمّا حسب طبيعة المواد المُستخدمة أيضًا. ويرجع ذلك إلى أن هذه العمارة غنيّة بموروثها من المباني والمفردات المعماريّة، بالإضافة إلى دور العديد من الدول التي حكمت البلاد واحتلّتها، حيث امتزج الطابع المحلي مع الأجنبي.<ref name=Fuchsp173>Ron Fuchs in Necipoğlu, 1998, p. [https://books.google.com/books?id=FG6ZlkRjD2IC&pg=PA173 173]</ref> ولقد ميّز المؤرخون وعلماء الآثار بين عمارة الشعب الفلسطيني في الأراضي المُحتلة، المستمرة منذ أكثر من 2000 عامًاعامٍ حتى اليوم، وبين [[عمارة إسرائيلية|العمارة الإسرائيليّة]] التي ظهرت في عام 1948 أو ما قبله بأعوام قليلة. حيث وصف الأخيرةالأخيرةَ عالمعالمُ الآثار المُختص بالعمارة الإسلاميّة أندريو بيترسن بأنها عمارة أجنبيّة جلبها مجموعة كبيرة من المهاجرين إلى المنطقة.<ref name=Petersenp229>Petersen, 2002, p. 229.</ref>
 
يُعتبر [[حجر جيري|الحجر الطبيعي]] مادة البناء الرئيسيّة في فلسطين، كما يُعتبر [[حجر القدس]] أحد الأنواع الشائعة منه في المنطقة.<ref name="لمحة تاريخية الحجر" /> وينافس الحجر الفلسطيني نظيره الأوروبي عالميًا، ويتمتع بسمعة كبيرة ورائدة في العالم، وله علامات تجارية مُسجلَة بأسماء مدن فلسطينيّة مثل [[القدس]]، [[تفوح|وتفّوح]]، و[[جنين (فلسطين)|جنين]].<ref>[http://www.alhaya.ps/ar_page.php?id=1cd5299y30233241Y1cd5299 الحجر الفلسطيني.. تحفة فنية تنافس عالمياً - الحياة الجديدة]</ref> استخدم الفلسطينيّون الحجر في البناء لمنظره المميَز، ولمرونته الكبيرة في التلاعب بالكتل، وإمكانيّة التنويع في اللون والنوع. إن الأبنية المُشيَدة بالحجر تمتاز بطول العمر وقلة الحاجة إلى الصيانة والقدرة العالية على العزل الحراري صيفًا وشتاءً.<ref name="البوابة المعمارية" /> لقد أسهم المعماريّون وبنّائو الحجر والحرفيّون الفلسطينيّون على مر العقود الماضيّة في تشكيل هويّة وطابع العمارة الفلسطينيّة. وساهموا أيضًا في عدد كبير من مشاريع الدول المجاورة والمهجر، حيث نقلوا معهم أسلوب العمارة في فلسطين، في حين تأثروا بالأسلوب المعماري لتلك المناطق أيضًا.<ref>[http://factjo.com/pages/memberdetails.aspx?id=2032 الحقيقة الدولية، بقلم: طلال سليمان]</ref><ref>[http://www.palestineremembered.com/Gaza/al-Faluja/Story10252.html الذاكرة الفلسطينية، نقلاً عن جريدة السفير اللبنانية]</ref>
سطر 11:
 
== النسيج الحضري ==
تتميز فلسطين بخصوصيّة في [[تخطيط عمراني|تخطيط المدن]]، حيث أن المناطق المسموحالتي البناءيُسمح بالبناء فيها مناطق محدودة، بالتالي تتركز المباني في بؤر كثيفة وأخرى خالية إلاّ من بعض المباني القليلة، مما يخلق مشاكل تخطيطيّة وتحديّات تصميمية، مثل اكتظاظ المباني وارتفاعها وعدم استقامة الشوارع وضيقها.<ref name="يامين">يامين، دالية، دراسة: تعديل تصميم المباني السكنيّة مع بيئتها في ظل ظاهرة التغيّر المناخي، جامعة النجاح الوطنية، 2016.</ref> إن لمدن فلسطين هويّة معماريّة متناقضة بين [[عمارة عربية|الطابع التراثي العربي]] القديم و[[عمارة الحداثة|الطابع الحداثي الغربي]] الذي أتى به الغرب. العمارة الفلسطينيّة التقليديّة مشابهة لإسلوب العمارة في المدن الشاميّة. إن الأسلوب المعماري الفلسطيني في المدن بعد حرب 1948 يختلف عن العهد الذي سبقه من حيث العمران الحديث، إذ تميّز التراث المعماري في الحقبة الأولى باعتماده إنشائيًا على [[الحجر الكلسي]] وبساطته، بينما تميّز في الحقبة الثانية بحداثيته، وما تبقى منه قائمًا في أحياء المدن. وقد تميّز الإعمار العربي الفلسطيني في تلك الفترة ببناء شرفات فيها أعمدة رخاميّة، وعادةً ما كان عددها ثلاثة فقط؛ ونجح العرب في الحفاظ على العديد من المباني رغم قرار [[إسرائيل]] بهدم معظم المعالم التاريخية للمدن الفلسطينية الكبرى مثل [[حيفا]] و[[يافا]]، خاصةً بعد حرب 1948.<ref name="توما" />
[[ملف:WikiAir IL-13-06 034 - Old City (Jerusalem).JPG|تصغير|200fبك|يمين|النسيج الحضري في [[بلدة القدس القديمة|البلدة القديمة]] ب[[القدس]] - نسيج متضام.]]
كان تخطيط المدن الفلسطينيّة تاريخيًا بناءً على تدرّج الخصوصيّة، حيث تتفرع الشوارع من الرئيسيّة إلى الفرعيّة ومن ثم إلى الدروب والأزقّة والحارات.<ref name="Vernacular Residential buildings" /> وكانت تلك الحارات تحمل أسماء مختلفة، وعادة ما تُنسب هذه التسميات إلى عائلات من سكان المدن نفسها تعيش في تلك الحارة أو في ذلك الحي. وكانت كلمة ''محلّة'' والتي تعني حارة، شائعة جدًا في هذه المدن.<ref name="الجبهة">[http://www.aljabha.org/?i=2014 البدائل في مواجهة سياسة محاصرة الناصرة وخنقها | الجبهة]</ref><ref>[http://www.madarcenter.org/mash-had-details.php?id=23690&catid=21 سياسة الأراضي والتخطيط في إسرائيل- لا مكان للعرب | مدار]</ref> استعان سكان المدن داخل [[الخط الأخضر]] بمهندسين معمارييّن عربًا ويهودًا، إضافة للأجانب، وبينهم [[ألمانيا|الألمان]] الذين كانوا قد قدموا للمدن كحيفا، حيث ظهر اختلاف في الهندسة والعمران، من حيث الطابع العربي والطابع الأجنبي؛ فعلى سبيل المثال، حافظ العرب على الأعمدة الثلاث كطابعٍ للبنيان العربي، في حين لم ينجح هذا الأسلوب في العديد من أنحاء أوروبا، بينما في مدن فلسطينية كثيرة بقيت هذه المباني وهذا [[عمارة الحداثة|الطابع المودرني]] كما هو وحوفظ عليه.<ref name="توما">[http://www.bokra.net/Articles/1140758/معهد_إميل_توما_بندوة_عن_التراث_المعماري_الفلسطيني.html التراث المعماري الفلسطيني في حيفا / معهد إميل توما]</ref>