هيكتور بيرليوز: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت التصانيف المعادلة (30.1) +ترتيب+تنظيف (14.9): + تصنيف:صحفيون ذكور فرنسيون
سطر 41:
|الموقع الرسمي =
}}
[[ملف:Hector Berlioz Crop.jpg|تصغير|225px|uprightمعدول|صورة لهيكتور برليوز التقطها فرانك، باريس 1855]]
 
'''هيكتور بيرليوز''' بال[[إنجليزي]]ة '''Hector Berlioz'''؛ (11 ديسمبر 1803 - 8 مارس 1869)، مؤلف [[موسيقى]] [[فرنسا|فرنسي]]. تميزت أعماله بقوة الحس الدراماتيكي وثراء النص الأوركسترالي. خلف العديد من الكتابات الموسيقية.
سطر 51:
في سن العاشرة التحق برليوز بالمدرسة لفترة قصيرة في لاكوت لكن بعد ذلك ترك تعليمه في ايدي والده كليا. كان يحب أكثر شيء الادب الفرنسي واللاتيني والجغرافيا، خاصة كتب الرحلات، التي تركت فيه شوقا لزيارة الشواطئ البعيدة والغريبة احيانا التي بالكاد اشبعتها رحلاته اللاحقة حول أوروبا. من الكتاب اللاتينيين المفضلين لديه كان [[فرجيل]] وفي مذكراته كان يروي كيف ان قراءة والده لجزء من “دايدو وأنييس” كانت تبكيه. أيضا علمه والده عزف الفلاجوليه (آلة نفخ) ولاحقا تعلم عزف ال[[فلوت]] مع مدرس محلي يدعى امبرت وال[[جيتار]] مع مدرس اخر يدعى دورانت. ولا شك ان مهارته في عزف الفلوت والجيتار سرعان ما اصبحت أكثر من كافية واشبعت ليس فقط الطلب الاجتماعي لكن الحساسية العميقة تجاه الموسيقى التي تعرف عليها برليوز أول مرة وهي صبي صغير اثناء حضوره القداس. عند سماعه لحن من “نينا” لدلايراك في أحد الصلوات، اثار فيه شعور بالعجب وممزوج بالحس الديني الحار لكن قصير الامد. لم يدرس ال[[بيانو]] ولم يتعلم العزف عليه الا عدة تآلفات فقط.
 
ربط برليوز أيضا أول خطواته في الموسيقى، حيث تعلم عزف الفلاجوليت، مع شغفه في الصبا بإستيل دابوف، حين كان عمره 12 وهي 18 عام. كان يربط بينها وبين الجبال وراء ميلان حيث عاشت ومع عمل فلوريان “استيل ونيمورين” الذي قرأه وأعاد قراءته مئات المرات. كان ينتقد لإعجابه من بعيد، لكن كان شعوره اعمق مما شك اي أحد. وجد نسخة من عمل [[رامو]] “بحث عن الهارموني” في المنزل وكان اساس معرفته بالهارموني، تعلمه بالكامل دون الرجوع ل[[آلة مفاتيح]] وبدأ يؤلف بطموح أكبر على الارجح في سن 13 او 14. كتب خماسيتين للفلوت والوتريات كلها مفقودة الان الا لحن من واحدة منهم التي اصبحت اللحن الثاني من افتتاحية les francs juges (القضاة الفرنسيون) ولحن أحد قصائد فلوريان التي استمرت ف باللحن الأول من السمفونية الخيالية.
[[ملف:Berlioz engraving.jpg|تصغير|يسار|uprightمعدول|هكتور برليوز]]
 
“بدا لي مناسبا التعبير عن الحزن الذي شعر به قلب الشاب العالق في معاناة حب بلا امل”. كتب نسخ من اعمال رومانس لدلاياك وبولديو وبيرتون واخرين احيانا مع مصاحبات للجيتار قام بها، وكتب أعمال رومانس خاصة به على نفس المنوال. عام 1819، حين كان عمره 15، كتب لاثنين من ناشري الموسيقى في باريس سداسية وبعض الأغاني مع مصاحبة من البيانو، ويبدو مرجح أن الرومانس الذي كتبه كان أول عمل ينشر له قبل بهذه الطريقة. رغم أن العمل غير طموح في اسلوبه، لكنه يشير إلى عمله “بياتريس وبندكيت” من الذي كتبه بعد ذلك ب40 سنة.
سطر 66:
 
عام 1826 التحق برليوز بالكونسرفتوار حيث كان في فصل لاسور للتأليف الموسيقي، الذي كان يحضره لبعض الوقت، وفصل ريخا لل[[كونترابنط]] وال[[فوجة]]. “القضاة الفرنسيون” وافتتاحية “ويفرلي”، التي تلتلتها كشفت فردية متزايدة وثقة واضحة في قواه الخاصة، خاصة في تناول الآلات. العضوية في الكونسرفتوار أملت عليه دخول مسابقة روما سنوية التي يعرضها المعهد للتأليف الموسيقى، ودخل المسابقة “وفاة اورفياس” كنتاتا لحنها عام 1827، أعلن الحكام استحالة عرضه (رغم أن برليوز عزفها في بروفة عام 1828 حيث نالت بعض الرضا). في مسابقة 1828 كتب “هرمني” التي ضمن اللحن الذي استخدمه لاحقا كفكرة ثابتة في السمفونية الخيالية ونال المركز الثاني. عام 1829 كتب أكثر مقطوعة درامية وذاتية من اعمال الكنتاتا بعنوان “مصرع كليوباترا”، ولم يمنح جائزة عنها، على الأرجح لتفادي منح الاستحسان الرسمي لمؤلف “أفصح عن ميول خطيرة”. في المحاولة الرابعة عام 1830 نجح برليوز اخيرا رغم بقاء جزء فقط من كنتاتا “موت ساردنبال”. كانت حيلته تقييد اسلوبه الفردي في التعبير لتقديم اسلوب مقبول تقليديا.
[[ملف:Harrietsmithson.jpg|تصغير|uprightمعدول|رسم لهارييت سميثون في دور أوفيليا في مسرحية [[هاملت]] لشكسبير]]
 
أثناء هذا زادت العناصر العاطفية والفنية في شخصيته بسبب عدة مشاكل تعرض لها. القدرة على استيعاب انطباعات خارجية قوية وتحويلها إلى شكل فني عالي وضعته في الطليعة للجيل عام 1830، وزرع في البيئة لخياله ثمار اعمال عظيمة، كثير منها ظل تحت سطح التحقيق لسنوات كثيرة. الاولى كان الاثر العاجل ل[[شكسبير]] والممثلة هارييت سميثون في 11 سبتمبر 1827. في ذلك اليوم حضر برليوز عرض [[هاملت]] الذي قدمته فرقة إنجليزية في مسرح أوديون، حيث لعب تشارلز كمبل دور هاملت ومس سيميثون لعبت دور أوفليا. “الانطباع الذي تركته على قلبي وعقلي بموهبتها الاستثنائية، لا بل عبقريتها الدرامية، لم يضاهيها سوى الضجة الذي شعرت بها من الشاعر الذي ترجمت عمله بهذا الوضوح”. رغم أن اداء نسخة جرايك كانت بالإنجليزية التي يجيدها برليوز وقتها، استوعب عظمة ورفعة لغة شكسبير وثراء شكسبير وثراء شكلها الدرامي، وانضم لمراتب من تحت قيادة هوجو الذين اعتبروا شكسبير تحدى للكلاسيكية الفرنسية ونموذج للمسرح الرومانسي الجديد. بالنسبة لبرليوز مثل شكسبير قمة التعبير الشاعري؛ قدرته على التعبير الدرامي والتحرر من القيود الرسمية كان لها دوي مباشر في روح برليوز. مسرحيات شكسبير كانت اساس ثلاثة اعمال كبرى له افتتاحيات “روميو وجولييت” و”بياتريس وبنديكت” و”الملك لير”. كما كتب ثلاثة اعمال على الاقل مستوحاة من “هاملت” وفانتازي “العاصفة” وبعض الاقتباسات المباشرة في عمله “الطرواديون”. شكل اعمق قدم شكسبير اطار لبناء كل من روميو وجولييت والطرواديون وكان مصدر في شكل حقيقة درامية لتصور برليوز الاساسي للحقيقة التعبيرية. كان برليوز يقرأ ويقتبس شكسبير بلهفة لباقي حياته، واضعا إياه جانب فيرجيل في البانثيون الأدبي.
سطر 96:
 
ربما كان يميز برليوز أن يأخذ حبه المثالي لهارييت التي اعتبرها أوفيليا لدرجة الزواج وربما أيضا لا عجب أن الزواج ظل سعيدا بالكاد لأكثر من ست سنوات. أنجبا ابن يدعى لويس في أغسطس 1834 وصورة الأسرة التي تعيش في مونمارتر، حيث زارهما أصدقاءهما، هي صورة مؤثرة. لكن مع حاجز اللغة بينهما والتوتر الناتج عن المزاج المتقلب والنقص في المال دائما شديد، عجب أنه قبل عام 1842 ابتعدا. كانت سنوات هارييت الأخيرة حكاية مؤسفة للتعاسة والعلة ومات عام 1854. أعالها برليوز للنهاية وظل يشعر بدفء عاطفي لما مثلته له ولصفاتها الملهمة كفنانة.
[[ملف:Berlioz young.jpg|تصغير|يسار|uprightمعدول|لوحة زيتية لبرليوز في شبابه لإيميل سيجنول، 1832.]]
 
مشوار برليوز في 1830، رغم إنجازاته المذهلة، في الأساس مأساوي. كان يدرك عبقريته والابتكار داخله، لكن فشل في نيل الاعتراف الذي وحده ضمن له أقل سبل العيش. كمؤلف لم يجن أي مال. الرأي العام عن موسيقاه كان أنها غريبة و"غير صحيحة". كان معجبوه متحمسين لكن عددهم قليل، ولم يحصل على وظيفة جديرة به، مثل تعيين التدريس في الكونسرفتوار؛ لكنه فقط كان مساعد أمين مكتبة. حصل على تكليفين من الحكومة "القداس العظيم للموتى" عام 1837 والسمفونية الجنائزية العظيمة عام 1840، لكن لم يكن أي من العملين مربح بشكل خاص او مساعد لموقفه الفني. كان مرغما على كسب العيش في مهنة برع فيها لكن لم يحبها وهي كناقد. كتب في مجلة "الأدب الأوروبي" عام 1833 ومن عام 1834 كتب في الجريدة الموسيقية التي اصبحت لاحقا "جريدة النقد الموسيقي" وسرعان ما عرفه الباريسيون كناقد أكثر منه مؤلف.
سطر 115:
نحو 1841 وصل برليوز لنقطة تحول في مشواره. في ذلك العام الموسيقى الوحيدة له التي عرضت أمام الجمهور في باريس كانت مجموعة [[رسيتاتيف]] كتبت لعمل الفراشوتز ل[[فيبر]] من أجل جعلها مقبولة لخطر الأوبرا على الحوار الشفوي. في نفس الوقت تقارير للعروض في الخارج كانت شائعة بتزايد. القداس الجنائزي مثلا عرض في [[سانت بطرسبرغ]]، في حين أعمال أصغر مثل افتتاحيات خاصة "القضاة الفرنسيون" اصبحت تجمع بتكرار أكبر في إنجلترا وألمانيا. ما زال حجب نشر سيمفونياته لمنع العروض خارج سيطرته، حتى كان من الملح الذهاب للخارج شخصيا، ولدعم سمعة دولية متطورة. في الوقت نفسه الإحباطات في باريس جعلت نفسها أوضح، مع حماس ألمع لعام 1830 ينحسر بالفعل والأذواق البرجوازية يوميا أوضح، خاصة في المسرح. ربما كان زواجه متأزم بالفعل. للمرة الأولى إبداعه الموسيقي وهن، دون أعمال كبرى تظهر لخمس سنوات. عمل بشكل متقطع ودون حماس في ليبريتو كتبه [[سكريب]] للاوبرا "الراهبة الدموية" الذي لم يكتمل قط. من جهة أخرى نشاطه الأدبي كان يمتد وراء المطالب المنتظمة لنقد صحفي لدراسة شاملة للتوزيع الأوركسترالي، الذي بدأ في الظهور عام 1841 في "مجلة النقد الموسيقي" والذي نشر عام 1843 بعنوان "بحث في التوزيع الأوركسترالي".
 
[[ملف:Berlioz image 03.jpg|تصغير|uprightمعدول|نحت حجري لبرليوز قام به أوجست برونجوفر في فيينا عام 1845. اعتبره برليوز يشبهه كثيرا]]
للعشرين سنة التالية معظم وقت برليوز قضاه في زيارات لألمانيا والنمسا وروسيا وإنجلترا وفي أماكن أخرى. الفضول بشأن الموسيقي المتقدمة كان أوضح في هذه الأماكن أكثر من باريس، والمشاكل الإدارية والمالية للترويج للحفلات كانت أقل. كلما زاد سفره زاد شعوره بالمرارة بشأن الأحوال في المنزل، مع ذلك رغم تفكيره في الاستقرار في الخارج – في درسدن مثلا وفي لندن – كان دائما يعود إلى باريس.
 
سطر 136:
 
=== 1848-1863 ===
[[ملف:Hector Berlioz.jpg|تصغير|uprightمعدول|لوحة زيتية لبرليوز رسمها جوستاف كوربيت، 1850.]]
من هذا الوقت فصاعدا جولات برليوز لدول أجنبية كانت تقريبا كلها لأماكن زارها من قبل؛ سنوات غزوه الأول انقضت. في مسافة ست سنوات ازدهرت شهرته الأوروبية وايضا نشر معظم اعماله الكبرى. كانت بنفنيتو تشيلليني وفاوست استثناءات، جعلت ممكن نشر المزيد من موسيقاه. النجاح في الخارج عوض كثيرا عن فشله في الوطن وواصل القيام بزيارات منتظمة لإنجلترا وألمانيا ل15 سنة. النظام الجديد في فرنسا جعل الضجة الرومانسية تبدو أبعد، وسريعا ما كانت اذواق الامبراطورية الثانية هي ترسيب كل مسارات الحياة لكن برليوز حقق بعد جديد اعتمادا على حسه بالدعابة الساخر بقوة وعلى ايمانه الراسخ بالمثل الكلاسيكية. قد يكتشف المرء راحة جديدة في موسيقاه بعد 1850 حيث تربطه بمؤلفه المفضل جلوك وتعزله عن كل من الذوق الباريسي وعن المدارس الجديدة لليست و[[فاجنر]].
 
ليس ضروري تدوين كل جولة اجنبية لهذه الفترة. الاغلبية منحته رضا عميق وعكست فهم صادقا في جماهيره. هم الاحداث كانت في فايمار حيث سمح وضع ليست في بلاط دوق ساكس فايمار ليعجب أكثر ببرليوز. في مارس 1852 احيا ليست بنفنيتو تشيلليني التي وضع لها برليوز بمساعدة ليست، نسخة جديدة جزئيا بسبب الياس من المصير التعس في 1838 وجزئيا لتحقيق مطالب الذوق الألماني. نجاحه في فايمار وبعد ذلك في مدن ألمانية اخرى كان دائم. في نوفمبر 1852 خصص ليست اسبوع كامل لاعمال برليوز، حيث عرض بنفنيتو تشيلليني وروميو وجولييت وجزئين من لعنة فاوست التي اهداها لاحقا لليست عندما نشرت عام 1854. وردا على ذلك اهدى ليست "سيمفونية فاوست" لبرليوز. زيارات اخرى قام بها برليوز لفايمار اعوام 1855 و1856 كانت المناسبة للمناقشات حيث حثت الاميرة ساين فتجنشتاين عشيقة ليست برليوز على مواصلة حلمه لاوبرا ملحمية ماخوذة عن الالياذة ووصلت إلى عمل "الطرواديون" عام 1858.
[[ملف:Hector Berlioz (1857).gif|تصغير|uprightمعدول|صورة فتوغرافية لبرليوز في يناير 1857]]
 
لكن في لندن "بنفنيتو تشيلليني" لم تحقق نجاح حين عرضت هناك، في [[كوفنت غاردن]] في يونيو 1853 وسحبت بسرعة، حيث كانت في باريس عام 1838. كانت هذه عقبة واحدة في استقبال برليوز الحافل في إنجلترا في كل الخمس زيارات. بقاءه عام 1851 كعضو في المحلفين الدوليين لفحص الآلات الموسيقية في المعرض الكبير، اصدرت بعض الانطباعات الملحوظة في تقاريره لصحافة باريس، فوق كل شيء خبرة سماع 6500 طفل يغنون في "كل الناس على الأرض يقيمون" اثناء الصلاة السنوية لحفل الاطفال الخيري في سانت بول. 6 حفلات في قاعة اكستر عام 1852 حيث لم تكون لموسيقاه الريادة، كان "نجاح غير عادي يتجاوز اي شيء حققته في روسيا وألمانيا". عرضان للسيمفونية الكورالية لبيتهوفن على وجه الخصوص وضعت الختم على شهرته كمايسترو وساهمت في تلقيه دعوة من الجمعية الفيلهارمونية الجديدة لقيادة موسمها عام 1855. بما ان فاجنر كان حينها يدير الجمعية الفيلهارمونية القديمة جعلت هذه المناسبة لقاء الرجلين وتبادل التعاطف والتشجيع بشكل اتم من اي وقت اخر في مشوارهما الفني: تباعا مفهومهما للموسيقى المتباين جذريا سبب اغتراب بينهما. زيارات لدول اجنبية اخرى تذكرها برليوز برضا كانت لهانوفر ودرسدن وبروسفيك عام 1854 وبروكسل عام 1855 وعمله المنتظم لموسم الصيف في بادن بادن. قاد الأوركسترا أول مرة هناك عام 1853 وانشغل كل سنة من 1856 إلى 1863. بينازيت مدير الكازينو "أعطاني كل ما أريد لعرض أعمالي وكرمه فاق كل ما منحه أي شخص لي حتى الملوك الأوروبيين الذين أشعر بامتنان نحوهم". كان بينازيت الذي كلفه بكتابة آخر عمل لمسرح بادن بادن كتبه برليوز عام 1862 وهو "بياتريس وبنديكيت".
سطر 149:
 
توفى والده عام 1848. كان برليوز يشعر بارتباط عميق تجاهه، وزاد هذا الشعور بعد أن تحسنت العلاقة المتوترة بينهما أثناء أول أيام برليوز في باريس، وشعر بحدة الخسارة بشدة. ظل قريبا لكل من أخويته نانسي واديل اللتين توفيتا عامي 1850 و1860 على التوالي وأسرتيهما. ورث دخلا متواضعا من تركة والده التي خفضت بعض أعبائه المالية. توفيت هارييت سميثون عام 1854 بعد أربعة أعوام من الشلل الحاد. كتب برليوز عنها بتأثر وعن فشل سعادتهما في مذكراته، لم ينسى قط الانطباع الذي تركته عليه أول الامر ولا اسلوب الترجمة الدرامية التي لونت فهمه لشكسبير.
[[ملف:Legros - Berlioz (dessin).jpg|تصغير|يسار|uprightمعدول|رسم بالرصاص لبرليوز بقلم ألفونس ليجرو، 1860]]
 
تزوج ماري ريتشيو بعد سبعة أشهر، وهي خطوة طبيعية بعد ارتباطهم لمدة 12 سنة، ورغم عدم غنائها أمام الجمهور لبعض السنوات ما زال عليه أن يعاني من الضرر الذي حدث بسبب موقفها الحقود تجاه الموسيقيين الآخرين خاصة فاجنر. معها جاءت والدتها الأسبانية التي عاشت بعد وفاتهما وقامت برعاية برليوز في سنواته الأخيرة. ابنه لويس الذي كان في البحرية الفرنسية كان مصدر قلق كبير لبريوز بعد مراهقة صعبة، لكن تدريجيا تطور بينهما رابط قوي. على حد قول لويس "خيط حياتي هو امتداد لحياة والدي. حين يقطع سوف تنتهي حياتنا نحن الاثنين". شارك لويس في القتال في الحرب الكرميالينية والبلطيق. عام 1867 حين كان قبطان في السفينة التجارية في رحلة فرنسية إلى [[المكسيك]]، توفى من الحمى في [[هافانا]]، وكانت هذه اشد الصدمات التي عانى منها برليوز وسبب مباشر لتدهور صحته آخر الأمر. وكان حب لويس للسفر والبحر انعكاس لحب برليوز نفسه الذي دام مدى الحياة للسفر إلى الاراضي النائية، الذي امتزج مع حلمه بأرض حيث تمتع الفن والموسيقى بالاهتمام، حيث خيبة الأمل والتعاسة في باريس لم تكن موجودة. عام 1862 في الرد على ذلك أحب لويس وأعجب موسيقى والده.
سطر 167:
الصفحات الأخيرة من المذكرات تكشف عن شعاع ضوء واحد اخترق الحزن المنتشر عدا ذلك. عام 1864 شعر بدافع شديد لزيارة أخرى لمشاهد طفولته، خاصة مايلن قرب جرينوبل، حيث أعجب بإستيلا التي عاشت في طفولتها. قام بزيارة مبكرة وحتى كتب لها عام 1848 لكن في هذا الوقت اكتشف أنه مقيمة في ليون، كتب مرة أخرى وزارها. كانت الآن أرملة عمرها 67 سنة وهو 60 سنة، مع ذلك ما زالت ذكرى لقاء طفولتهما حية بالكامل في ذهنه "قفزت روحي قرب تمثالها لحظة رؤيتي لها، كانها ما زالت في روعة جمالها. سعد برليوز بالتواجد في حضورها، ليقبل يدها واليوم التالي يتلقى رسالة قصيرة ورسمية منها. طلب إذن بالكتابة لها، ولباقي حياته فعل ذلك تقريبا كل شهر. زارها في الثلاث فصول الصيف التالية في جنيف، حيث ذهبت للعيش مع ابنها وافقت على اهتمامه وتودده بهدوء وعدم فهم تحول تدريجيا لفهم وتعاطف. المجال الكامل لاعتماده على هذه اللمحة من طفولته لا يمكن أن تقدر. ليس لأول مرة أحب رؤية مثالية وواقع حول الخيال.
 
[[ملف:Berlioz in1868.jpg|تصغير|يسار|uprightمعدول|آخر صورة فتوغرافية لبرليوز، 1868]]
 
برليوز لم يتخلى كليا عن قيادة أعماله الموسيقية في الخارج. في ديسمبر 1866 وافق على دعوة لقيادة "لعنة فاوست" في فيينا. هانسليك نقد الموسيقى لكن عامة كان نجاحها واسع. السن والمرض وقلة معرفته بالألمانية أضر بمههارته في قيادة الاوركسترا، لكن ه لاقى احتفاء به من كورنيليوس وهيربك مثلما حدث له عام 1845. فبراير التالي قاد هارولد في إيطاليا واجزاء من بياتريس وبنيدكت في كولونيا كضيف لصيدقه القديم من 1830 فرديناند هيلر. الاندفاع النهائي للطاقة كان قبوله دعوة إلى سانت بطرسبرج في نوفمبر 1867 بعد وقت قصير من وفاة لويس ابنه. ربما فكر أن يجد التجديد والهروب بدلا من ذلك الرحلة والحفلات ستة في سانت بطرسبرج واثنين في موسكو – دمرت قوته الباقية. ليس حتى رد الفعل المتعاطف من المدرسة الناشئة للموسيقيين الروس او التهليل الساحق من الجمهور قلل من انهياره الوشيك. ذهب مباشرة لنيس وهي مشهد ذكريات سعيدة لعام 1831 و1844 ومونت كارلو. مرتان اثناء سيره جانب البحر وقع وامسكوا به وهو ينزف. عاد لباريس حيث عاش 12 شهر وكان نحيل جدا ويعيش حياة لا معنى لها. مات في 8 مارس 1869 بعد ان اعتنت به حماته وزاره اصدقاؤه الاحياء [[سان صانز]] ورييار. دفن في مقبرة مونمارتر في 11 مارس 1869.<ref name="The New Grove Early Romantic Masters 2"/>
[[Fileملف:Hector Berlioz 29102017.jpg|thumbتصغير|centerمركز|قبر برليوز بمقبرة مونمارتر]]
 
== من أهم أعماله ==
* لعنة فاوست الأبدية (مقتبسة عن قصة للكاتب الألماني [[غوته]]).
* السيمفونية الخيالية.
سطر 201:
{{ضبط استنادي}}
 
[[تصنيف:دراميون وكتاب مسرحيون فرنسيون ذكور]]
[[تصنيف:صحفيون فيذكور القرن 19فرنسيون]]
[[تصنيف:موسيقيون فرنسيونصحفيون في القرن 19]]
[[تصنيف:ضابط وسام جوقة الشرف]]
[[تصنيف:فارس وسام جوقة الشرف]]
[[تصنيف:كتاب القرن 19 الفرنسيون]]
[[تصنيف:لاأدريون فرنسيون]]
[[تصنيف:مؤلفو الأوبرا]]
[[تصنيف:مؤلفون موسيقيون في القرن ال19]]
[[تصنيف:مؤلفون موسيقيون من العصر الرومانسي]]
[[تصنيف:مدفونون في مقبرة مونمارتر]]
[[تصنيف:ملحدون فرنسيون]]
[[تصنيف:ملحنون فرنسيون]]
[[تصنيف:ملحنون كلاسيكيون فرنسيون]]
[[تصنيف:ملحنون كلاسيكيون فرنسيون ذكور]]
[[تصنيف:مواليد 1803]]
[[تصنيف:مؤلفوموسيقيون الأوبرافرنسيون في القرن 19]]
[[تصنيف:مؤلفون موسيقيون في القرن ال19]]
[[تصنيف:مؤلفون موسيقيون من العصر الرومانسي]]
[[تصنيف:وفيات 1869]]
[[تصنيف:وفيات في باريس]]
 
[[تصنيف:موسيقيون فرنسيون في القرن 19]]
 
[[تصنيف:ملحنون كلاسيكيون فرنسيون ذكور]]
 
[[تصنيف:ملحنون كلاسيكيون فرنسيون]]
 
[[تصنيف:دراميون وكتاب مسرحيون فرنسيون ذكور]]
 
[[تصنيف:صحفيون في القرن 19]]