إمبراطورية المغول: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط إضافة بوابة إمبراطوريات
وسم: تعديل شريط البوابات
ZkBot (نقاش | مساهمات)
سطر 1:
{{ص.م بلد سابق
|الاسم_المحلي=Монголын Эзэнт Гүрэн<br />Их Монгол улс
|الاسم_التقليدي_المطول=إمبراطورية المغول
|الاسم_الشائع=إمبراطورية المغول
سطر 92:
[[ملف:Genghis Khan.jpg|تصغير|يمين|صورة [[جنكيز خان]] في [[متحف القصر الوطني في تايبيه|متحف القصر الوطني]] في [[تايبيه]]، [[تايوان]].]]
قام جنكيز خان بتعيين أصدقائه المقربين قوادا في جيشه وحرسه الشخصي والمنزلي، كما قام بتقسيم قواته وفق الترتيب العشري، إلى وحدات تتألف من فرق، تحوي كل فرقة منها عدد محدد من الأشخاص، فكانت وحدة الأربان تتألف من فرق تحوي 10 أشخاص في كل منها، وحدة الياغون تتألف كل فرقة منها من 100 شخص، وحدة المنغان من 1000 شخص، ووحدة [[تومين|التومين]] من 10,000 شخص، كما تمّ تأسيس فرقة الحرس الإمبراطوري وتقسيمها إلى قسمين: الحرس النهاريون والحرس الليليون.<ref>Paul Ratchnevsky Genghis Khan: His Life and Legacy, trans. Thomas Nivison Haining, pp. 191</ref> وكان جنكيز خان يُكافئ أولئك الذين يظهرون له الإخلاص والولاء ويضعهم في مراكز عليا، وكان معظم هؤلاء يأتون من عشائر صغيرة قليلة الأهمية والمقدار أمام العشائر الأخرى.
يُعرف أن الوحدات العسكرية الخاصة بأفراد عائلة جنكيز خان كانت قليلة بالنسبة للوحدات التي سلّمها لرفاقه المقربين. أعلن الأخير في وقت لاحق [[قانون|قانونا]]ا جديدا للإمبراطورية هو "[[الياسا]]" أو "إيخ زاساغ"، ودوّن فيه كل ما يرتبط بالحياة اليومية والعلاقات السياسية للرحّل في ذلك الوقت، ومثال ذلك: منع صيد [[حيوانات|الحيوانات]] في موسم [[التزاوج|تزاوجها]]، بيع ال[[نساء]]، [[سرقة]] ممتلكات الغير، بالإضافة للقتال بين المغول،<ref>Secret history $ 203</ref> وقام جنكيز خان بتعيين أخاه المتبنى "شيغي خوتهوغ" بمنصب [[قاضي|قاضي القضاة]]،وأمره بالاحتفاظ بسجل عن الدعاوى المرفوعة والمشاكل التي تقع. وبالإضافة للأمور الأسرية، الغذائية، والعسكرية، أطلق جنكيز خان حرية المعتقد ودعم التجارة الداخلية والخارجية، وكان يعفي الفقراء ورجال الدين من الضرائب المفروضة عليهم وعلى ممتلكاتهم.<ref>B.Y. Vladimortsov The life of Chingis Khan, trans. Pricne. D.S. Mirsky, p.74</ref> ولهذه الأسباب، انضم الكثير من [[مسلمين|المسلمين]]، ال[[بوذية|بوذيين]]، و[[مسيحيين|المسيحيين]]، من [[منشوريا]]، شمال [[الصين]]، [[الهند]]، و[[بلاد فارس]]، طوعا إلى إمبراطورية جنكيز خان، قبل أن يشرع بفتوحاته الخارجية بوقت طويل. اعتنق هذا الخان [[أبجدية أويغورية|الأبجدية الأويغورية]]، التي شكلت فيما بعد أساس [[أبجدية منغولية|الأبجدية المنغولية]]، وأمر المعلّم [[أويغور|الأويغوري]] "تاتاتوانغا"، الذي كان يعمل في خدمة خان النايميين، بتعليم أبنائه.<ref>Jack Weatherford – Genghis Khan and the making of the modern world p.70</ref>
[[ملف:Genghis Khan empire-ar.png|تصغير|الحملات العسكرية خلال حكم جنكيز خان.]]
سرعان ما وقع جنكيز خان، بعد بروز إمبراطوريته كقوى عظمى، في نزاع مع أسرة جين الشوجينية، وأسرة زيا الغربية التغوتيّة، حكّام شمال الصين، فقام بغزو ممالك [[جمهورية الصين الشعبية|الصين]] الشمالية هذه بسرعة وضمها إليه، ثم حصلت بعض الاستفزازات فيما بينه وبين [[خوارزميون|الدولة الخوارزمية]] القوية، على الحدود الغربية، لإمبراطوريته، مما حدا بالخان للاتجاه غربا صوب [[آسيا الوسطى]] حيث احتل [[خوارزم]] ودمرها واحتل بلاد [[بلاد ما وراء النهر|ماوراء النهر]] و[[فارس (توضيح)|فارس]]، بعد ذلك هاجم [[كييف]] [[لغة روسية|الروسية]] و[[القوقاز]] وضمهم إلى ملكه. قبل مماته وزع تركته الإمبراطورية بين أبنائه وحسب الأعراف يبقى الحكم للأسرة المالكة والتي هي من سلالته فقط.
سطر 113:
ساءت العلاقة بين [[جويوك خان|جويوك]]، ابن أوقطاي الأكبر، بوري، حفيد خاغطاي، و[[باتو خان]]، خلال وليمة النصر التي أقاموها في جنوب روسيا بعد فتحهم لكل هذه المناطق، لكن كل من جويوك وبوري لم يستطيعا فعل شيء للاضرار بمركز باتو، طالما أن عمه، أي أوقطاي، ما زال حيّا. وفي هذا الوقت كان الأخير قد قام بغزو أوخ شريف، [[لاهور]]، و[[ملتان]]، في [[سلطنة دلهي]]، وجعل مناظرا مغوليّا متمركزا في [[كشمير]]،<ref>The Delhi Sultanate by Peter Jackson, p.105</ref> كما قبل الجزية المعروضة عليه من مجلس ولاية غوريو، وقوّى مركزه مع الكوريين بالأساليب [[دبلوماسية|الدبلوماسية]] والقوة العسكرية.<ref>J.Bor - Ibid, p.186</ref><ref>Christopher P.Atwood – Ibid, p. 297</ref><ref>W.E.Henthorn – Korea, the Mongol invasions</ref> نقل مجلس غوريو عاصمته، في نهاية المطاف، إلى جزيرة خانغوان قبالة سواحل [[كوريا الجنوبية]] الحالية.
[[ملف:Legnica.JPG|تصغير|250بك|معركة ليغنيتسا عام 1241، منقولة عن لوحة من [[القرون الوسطى]].]]
بعد غزو [[روسيا]]، تقدم المغول في فتوحاتهم لقلب [[أوروبا]]، فسقطت في أيديهم كل من [[بولندة]]، [[المجر]]، و[[ترانسلفانيا]]. وعندما قام الجناح الغربي من الجيش المغولي بنهب المدن البولندية، تشكل حلف أوروبي يتألف من [[بولنديون|البولنديون]]، [[مورافيا|المورافيون]]، [[فرسان القديس يوحنا]]، الفرسان التيوتويين، و[[فرسان الهيكل]]، ليوقف الزحف المغولي عند مدينة ليغنيتسا [[ألمانيا|بألمانيا]]. إلا أن المغول تمكنوا من الانتصار على أعدائهم، حيث هزموا المجريون وحلفائهم ال[[كرواتيا|كرواتيون]] وفرسان الهيكل بالقرب من قرية "موهي"، بتاريخ [[11 أبريل]] [[1241]]، وبعد هذا الانتصار تقدم المغول لمواجهة جيوش [[بوهيميا]]، [[صربيا]]، بابنبورغ [[النمسا|النمساوية]]،وية، و[[الإمبراطورية الرومانية المقدسة]].<ref>Jack Weatherford - Ibid, p.157</ref><ref>H.H.Howorth-History of the Mongols: part II p.55-62</ref> وعندما وصلت قوات باتو لبوابة [[فينا]] وشمال [[ألبانيا]]، وصلته أنباء وفاة أوقطاي خان في ديسمبر [[1241]]،<ref>Jack Weatherford - Ibid, p.158</ref><ref>Matthew Paris – English history (trans. by J.A.Giles), p.348</ref> وكما جرت العادة، كان على جميع الأمراء الخانات أن يحضروا جلسة القوريلتاي لانتخاب خليفة للخان المتوفى. انسحب الجيش المغولي الغربي من [[أوروبا الوسطى]] في السنة اللاحقة، فنجت [[أوروبا الغربية]] من هؤلاء الفاتحين.
 
==== الصراع على السلطة ====
سطر 166:
في عام [[1277]]، قامت مجموعة من الأمراء المتحدرين من [[جنكيز خان]] والعاملين في خدمة ابن [[مونكو خان]] "شيريقاي"، بالثورة على الخان الكبير قوبلاي، فخطفوا ابنيه الاثنين، وأحد قواده المدعو "أنتونغ"، وقاموا بتسليمهم إلى قايدو ومونكو تيمور. كان الأخير قد أبرم حلفا مع قايدو منذ عام [[1269]]، على الرغم من أنه وعد قوبلاي خان بالمساعدة العسكرية لحمايته من الأوقطايين.<ref>the History of Yuan Dynasty</ref> قامت جيوش الخان الكبير بقمع هذه الثورة ودعمت الحاميات اليوانيّة في منغوليا وشرق تركستان.
[[ملف:VoyagesOfRabbanBarSauma.jpg|تصغير|250بك|رحلة "رابان بار ساوما" سفير الخان الكبير [[قوبلاي خان|قوبلاي]] والإلخان [[أرغون خان|أرغون]]، من خان بالق في الشرق، إلى [[روما]]، [[باريس]]، و[[بوردو]] في الغرب، حيث التقى بمعظم الحكام العظماء ما بين عاميّ [[1287]] و[[1288]].]]
كان قوبلاي خان، بصفته خليفة الخانات العظماء السابقين، مجبرا على اقتراح إبرام علاقات أجنبية ولو بشكل اسمي، وعندما تُوج [[تكودار|أحمد تكودار]] على عرش [[إلخانات|الإلخانات]] عام [[1282]]، حاول أن يعقد صلحا مع [[مماليك|المماليك]]، فناشد المغول القدماء الذين كانوا يعملون في خدمة أباقا خان، ناشدوا قوبلاي أن يتدخل لتوقيف تكودار عند حده، فقام بالقبض عليه و[[إعدام|إعدامه]]ه. بعد هذه الحادثة، اعترف قوبلاي بأرغون خان حاكما على الإلخانات، وخلع على قائده الأعلى الذي ساعده لقب النبيل. على الرغم من غياب إدارته المباشرة على الخانات الغربية، وثورة الأمراء المغول عليه، فإنه بدو أن قوبلاي كان قادرا على التدخل في شؤونهم والتأثير على علاقاتهم، كما يتضح في رسالة ابن أباقا، [[أرغون خان]]، إلى البابا نيكولاس الرابع، التي يقول فيها أن الخان الكبير أمره بغزو [[مصر]].<ref>Dailliez, p.324-325</ref>
 
كانت ابنة أخت قوبلاي "كيلميش" قد تزوجت جنرالا من العشيرة الخونغيراتية، وهي أحد فروع القبيلة الذهبية، وقد تمتع الأخير بنفوذ قوي استغله ليُعيد أبناء قوبلاي إلى والدهم. أرسل بلاط القبيلة الذهبية الابنين إلى والدهما كتدقمة سلام مع أسرة يوان عام [[1282]]، وليحثوا قايدو خان على إطلاق سراح الجنرال التابع لقوبلاي والذي كان قد أسره سابقا. بعد هذه الحادثة، أنشأ كل من "نوغاي خان" زعيم القبيلة الذهبية، و"كونشي خان" زعيم القبيلة البيضاء، علاقة وديّة مع أسرة يوان والإلخانات، وعلى الرغم من الخلاف السياسي بين فروع الأسرة الواحدة على منصب الخاقان، فإن النظام التجاري والاقتصادي الذي كان يلفق مشاحناتهم، استمر بالوجود. وبالتالي فإن التطورات الأخرى التي حصلت في الإمبراطورية لاحقا يُنظر إليها على أنها بمثابة [[كومنولث (مصطلح)|كومنولث]] للخانات المغول أو القومية المغولية الموجودة في جميع أنحاء الإمبراطورية، بينما يُطلق عليها البعض الآخر اسم إمبرطورية المغول الجديدة.<ref>Jack Weatherford - Genghis Khan, p.195</ref><ref>G.V.Vernadsky - The Mongols and Russia, pp. 344-366</ref><ref>Henryk Samsonowicz, Maria Bogucka - A Republic of Nobles, p.179</ref><ref>G.V.Vernadsky - A History of Russia: New, Revised Edition</ref>
سطر 182:
اعتلى السلطان محمد أوزبك عرش القبيلة الذهبية، بعد وفاة توقطاي عام [[1312]]، وسرعان ما أخذ باضطهاد المغول غير المسلمين، وفي ذلك الوقت كان تأثير أسرة يوان على القبيلة قد خف كثيرا وانعكس في الواقع، لذا عادت النزاعات الكبيرة لتبرز مجددا بين مختلف الولايات المغولية. تُظهر الوثائق التاريخية أن مبعوثي الخاقان "أيورباوادا" ألّبوا ابن توقطاي خان على محمد أوزبك، كما اعتلى "إيسن بوكه الأول" ابن دوا خان عرش خانة قيتاي، بعدما قام بعض المتحدرين من أوقطاي خان بانقلاب مفاجئ على "تشابار" ونفوه إلى أراضي يوان، وفي نهاية المطاف هاجم اليوانيون والإلخانات خانة قيتاي وحلفائهم القراوانيون، على الرغم من إظهار إسن بوكه لنيته في إبرام الصلح معهم. كان الأخير قد طلب من محمد أوزبك خان، حليف مصر المخلص، أن يشكل معه حلفا ضد "أيورباوادا"، إلا أن أوزبك رفض ذلك، وفي ذلك الوقت كان "كيبك"، خليفة إسن بوكه، قد خفف من حدة المواجهة مع اليوانيون بعد أن أدرك تفوقهم العددي عليه في شرق [[تركستان]] بعدما فشل أخوه في جميع حروبه مع [[إمبراطور|الإمبراطور]] أيورباوادا والإلخان [[محمد أولجايتو]]، الذي قام بغزو [[غيلان (محافظة)|محافظة كيلان]] عام [[1307]]، وهاجم حصون المماليك في عاميّ [[1312]] و[[1313]].
[[ملف:35 History of the Russian state in the image of its sovereign rulers - fragment.jpg|تصغير|250بك|رسم لمحمد أوزبك خان ([[1313]]-[[1341]]) وهو يصدر حكمه في قضية ميخائيل ياروسلافيتش، بريشة فاسيلي فاريشّاغاين.]]
عاد أوزبك ليؤسس علاقات ودية مع خاقانات أسرة يوان عام [[1326]]، بعد أن أدرك المكاسب الاقتصادية التي ستعود عليه من وراء ذلك، كما أسست القبيلة الذهبية حرسها الخاص للخان، مقتدية بذلك باليوانيون. أرسل أوزبك [[سجن|سجناء]]اء [[روس]] إلى محكمة السلالة الحاكمة في الصين، بعد سحقه لتمرد كبير في مدينة [[تفير]] عام [[1327]]، ليُظهر احترامه لهم ولليوانيين، كما أعاد إحياء طموحات القبيلة الذهبية بالحصول على [[البلقان]]. قام أوزبك ببناء عدد من المعالم الإسلامية في مدينة ساراي، مثل [[مسجد|المساجد]] و[[حمام عام|الحمامات العامّة]] كي يزيد من انتشار هذا [[دين|الدين]] أكثر، وعلى الرغم من دفعه للجزية إلى الخاقانات، فإنه وخلفائه، لم يتخلوا عن مطامعهم في [[الشرق الأوسط]] و[[القوقاز]]، وبقوا على الدوام مهددين وجود الإلخانات والأمراء الشوبانيون في تلك البلاد. كانت الغزوات المغولية قد خفت حدتها بشكل كبير جدا عند حلول العقد الثاني من [[القرن الرابع عشر]]، ففي عام [[1323]]، قام أبو سعيد خان (1316-1335) حاكم الإلخانات، بتوقيع معاهدة سلام مع مصر، وبناءً على طلب منه، قام بلاط يوان بخلع لقب القائد الكبير لجميع خانات المغول، على حارسه "شوبان سلدوز"، غير أن سمعة الأخير لم تستطع أن تنقذ حياته عام [[1327]].<ref>Thomas T. Allsen-Culture and Conquest in Mongol Eurasia, p.39</ref>
 
اغتنم خان قيتاي "إلجيقطاي" و"قوسيلا"، ابن "كولوغ خان" حاكم يوان، اغتنما الفرصة التي قدمتها الحرب الأهلية التي وقعت في أراضي أسرة يوان بين عاميّ [[1327]] و[[1328]]، ليبرزا على الساحة، فأرسل الأول الأخير تحت حماية جنوده إلى [[منغوليا]]، حيث تمّ انتخابه خاقانا بتاريخ [[30 أغسطس]] [[1329]]، بعد أن دعمه العديد من النبلاء والقوّاد المغول. قام "جاياتو خان" ([[1304]]–[[1332]]) بإرسال قائده القبشاكي لتسميم الخان المنصوب حديثا، خوفا منه أن يتعاظم تأثير القياتيين على أسرة يوان، وكي يتقبله الخانات الأخرون كعاهل العالم المغولي. أرسل جاياتو، الذي كان يتقن [[لغة صينية|اللغة الصينية]]، [[شاعر|الشعر]]، [[علم الخط]]، [[رسم|الرسم]]، ولديه معرفة كبيرة ب[[تاريخ الصين]]، أرسل أمراء متحدرين من سلالة [[جنكيز خان]] وبعض الجنرالات القدامى المرموقي إلى خانة قيتاي والإلخان أبو سعيد ومحمد أوزبك. قرر كل من هؤلاء الحكام أن يُرسل إلى جاياتو بعثات تحمل إليه الجزية في كل عام ردا على مبادرته،<ref>Herbert Franke, Denis Twitchett- Alien Regimes and Border States, 907-1368 p.541-550</ref> وكان الأخير قد قدم إلى "إلجيقطاي" هدايا سخيّة واعطاه ختما إمبراطوريا ليهدئ من غضبه بعد قتل "قوسيلا". أصبح القبشاك والآلانيون أشد قوةً وأكثر سلطة من أسرة يوان خلال عهد جاياتو خان، فقد أرسلت [[أرثوذكسية|الكنيسة الشرقية]] مذكرة إلى [[بابا|البابا]] يوحنا الثاني والعشرين، تصف فيها السلام المغولي الذي ينعم به الشعب، حيث قيل:"'''''...الخاقان هو أعظم ملوك وأسياد الدولة، فكل من ملك قيتاي، الإمبراطور أبو سعيد، ومحمد أوزبك خان، تابعٌ له، يُحيون قداسته ويقدمون له احترامهم. هؤلاء الملوك الثلاثة يرسلون له [[نمر|النمور]]، [[جمل|الجمال]]، [[صقر|الصقور]]، و[[مجوهرات|المجوهرات]] الثمينة كل عام.... وهم يعترفون به سيدا أعلى عليهم'''''".<ref>G.V.Vernadsky - The Mongols and Russia, p.93</ref>
سطر 261:
=== النظام الإقطاعي ===
 
كان كل عضو من الأسرة الذهبية يُعيّن إقطاعيّا في قسم محدد من الإمبراطورية المغولية، تماما كما كان النبلاء المغول وعائلاتهم والمحاربين، يحصلون على قسم معين من الغنائم الحربية. في عام [[1206]]، قدّم [[جنكيز خان]] أراض كبيرة بما عليها من مزارعين وفلاحين، لأفراد أسرته ورفاقه المخلصين، الذين كان معظمهم من أصول غير نبيلة، أما الغنائم فقد قام بتوزيعها بشكل أكثر وسعا، حيث حصلت الإمبراطورات، الأميرات، والخدم الجديرين، بالإضافة لأولاد المحظيات، على حصص كاملة من الغنائم بما فيها أسرى الحرب.<ref name="ReferenceA">Jack Weatherford - Genghis Khan and the making of the modern world, p.220-227</ref> بعد الغزو المغولي ل[[شبه جزيرة القرم]] عام [[1238]]، أخذت المدن الساحلية تدفع رسوما جمركية للأمراء المتحدرين من جنكيز خان، الذين اقتسموها فيما بينهم في منغوليا وفقا لتراتبية النظام الاقطاعي.<ref>Peter Jackson - Dissolution of Mongol Empire 186-243</ref> كان الإلخانات في [[بلاد فارس]] والقوبلانيين في [[آسيا الشرقية]]، بوصفهم حلفاء مخلصين لبعضهم البعض، يرسلون ويتلقون رجال دين، [[طب|أطباء]]، [[فن|فنانون]]،انون، [[باحث|باحثون]]،ون، [[هندسة|مهندسون]]، و[[إدارة|إداريون]]، كل من إقطاعات الطرف الآخر.
 
بعد أن قام جنكيز خان ([[1206]]-[[1227]]) بتوزيع أراضي الرُحّل في [[منغوليا]] وشمال [[الصين]] وتقسيمها بين والدته "هولن"، أخوه الأصغر "تيموجي"، وأفراد أخرون من أسرته؛ والمقاطعات الصينية في [[منشوريا]] بين أشقائه الأخرون، قام ابنه [[أوقطاي خان|أوقطاي]] بتوزيع أراض أخرى في شمال الصين، خوارزم، و[[بلاد ما وراء النهر]]، بين أفراد من القبيلة الذهبية، أصهرته، والقوّاد الكبار، وكان ذلك بين عاميّ [[1232]] و[[1236]]. قام الخان الكبير "مونكو" بتوزيع الاقطاعات في [[بلاد فارس]] وأعاد توزيعها في [[آسيا الوسطى]] بين عاميّ [[1251]] و[[1256]].<ref>Rene Grousset - The empire of steppes, p.286</ref> امتلك خانات قيتاي بلدتيّ "كات" و"[[خوارزم]]" في [[الدولة الخوارزمية]]، بالإضافة لبعض المدن والقرى في محافظة شانشي الصينية وفي [[إيران]]، على الرغم من أن خانتهم كانت أصغر الخانات حجما، وامتلاكهم لأراضي خاصة بهم في منغوليا.<ref name="ReferenceA"/> كان الإلخان الأول "[[هولاكو خان|هولاكو]]" يمتلك 25,000 أسرة من صانعي [[حرير|الحرير]] في الصين، أودية في [[تبت|التبت]]، بالإضافة لعدد من المراعي، [[حيوانات|الحيوانات]]، والرجال، في منغوليا؛<ref name="ReferenceA"/> وقد قام [[محمود غازان]]، المتحدر من سلالته، بإرسال مبعوثين يحملون هدايا قيمة إلى تيمور خان، حاكم أراضي أسرة يوان، مطالبا بالحصص التي كانت مخصصة لجده الكبير من تلك المنطقة منذ زمن، وكان هذا عام [[1298]]، ويُقال أن غازان تلقى الحصص التي طلبها، والتي كانت من حقه، بعد أن توقفت عن الوصول إلى فارس منذ عهد [[مونكو خان]].<ref name="ReferenceB">Peter Jackson - from Ulus to Khanate:The making of Mongol States, c. 1220-1290 in The Mongol Empire and its legacy 12-38</ref>
سطر 297:
 
=== الهند الصينية واليابان ===
[[فيتنام]] منطقة لم يدخلها المغول بالمرة، بل وحاولوا غزوها ثلاث مرات وبكل مرة كان يتلقون هزيمة قاسية من [[فيتنام|الفيتناميين]] بالأعوام [[1257]]، [[1285]]، [[1287]]\[[1288]]. [[اليابان|اليابانيون]]يون أيضا صدوا حملات عسكرية ضخمة بالأعوام [[1274]] و[[1281]] حيث كان حاكم [[اليابان]] "هوجو توكيمون" يُعيد مبعوثي المغول بدون إجابة في ال[[كاماكورا، كاناغاوا|كاماكورا]] وحتى لم يكن يسمح لهم بدخول [[اليابان]]، فأرسل [[قوبلاي خان]] أول حملة ففشلت بسبب العواصف والمقاومة الشرسة التي أبداها [[ساموراي|الساموراي]]، فأرسل مبعوثين للحاكم فقتلهم، ثم أرسل مرة أخرى فقتلهم أيضا،<ref>[http://books.google.com/books?id=sYsIAAAAIAAJ&pg=PA291&lpg=PA291&dq=tokimune+behead&source=web&ots=mpnm1du2Ph&sig=nlqjbNC4hBMrZmY8NHbZGh8wsJo كتاب تاريخ اليابان في الجوجل كتب]</ref> فأرسل المغول أسطول لكنه لم يكن مؤهلا لمواجهة العواصف التي تمر ب[[بحر اليابان]] مماتسبب بغرق أغلب سفنه عندما واجه إعصارا وموت الكثير من جند المغول. لكن ذلك لم يكن يثني الإمبراطور للمحاولة لغزو [[اليابان]] وحتى [[فيتنام]] وكانت النتائج كما هي: المقاومة الشرسة واندحار جيوشه باليابان وتمنّع فيتنام.<ref name="Saunders, J. J. 1971"/>
 
=== جنوب آسيا ===
سطر 346:
[[ملف:Silkroutes.jpg|تصغير|175بك|طريق الحرير.]]
[[ملف:Lugou-Bridge-east-end-relief-3577.jpg|تصغير|175بك|منحوتة نافرة معاصرة بالقرب من جسر ماركو بولو، جنوب [[بكين]]، تُظهر قافلة جمال صغيرة تصل إلى المدينة من الغرب.]]
تمدد المغول على القارة الآسيوية خلال الفترة من [[1215]] إلى [[1360]] ساعد على الاستقرار السياسي وأعاد تحديد [[طريق الحرير]] مرورا [[قراقورم|بقراقورم]]، [[قرن 13|القرن الثالث عشر]] شهد تحالف [[مغول|مغولي]]ي- [[فرنجة|افرنجي]] مع تبادل للسفارات وأيضا تعاون عسكري ب[[شام (توضيح)|الشام]] و[[فلسطين]] ومنهم المغولي الصيني رابان بار ساوما، الذي زار معظم البلاطات الملكية الأوروبية ما بين [[1287]]-[[1288]] وكذلك الرحالة [[ماركو بولو]] والمونسيور ويليام روبرك، قليل من الرحالة الأوروبيين سافروا على كامل [[طريق الحرير]]. وبدلا من سفر التجار فالبضائع كانت تنتقل من يد إلى أخرى كسلسلة طويلة من الصين حتى الغرب والنتيجة هي أسعار باهظة للبضائع التي تصل أوروبا.
 
تفكك امبرطورية المغول قاد إلى انهيار بطرق التجارة أو مايسمى ب[[طريق الحرير]] ووقوعها ضحية للتغيرات الثقافية والاقتصادية، فقبائل [[تركيا|الترك]] أوقفت الطريق من جانب الغربي الآتي من [[إمبراطورية بيزنطية|الدولة البيزنطية]] المتهالكة. ونمت فيها بذور القومية التركية التي تبلورت فيما بعد إلى [[الإمبراطورية العثمانية|الدولة العثمانية]]. الجيوش المغولية التركية التي [[إيران|بإيران]] اتحدت بعد أجيال من الفوضى تحت مسمى [[صفويون|الصفويين]]، ومنها تكونت [[إيران]] الحديثة. خلال تلك المدة احتوى أمراء [[آسيا الوسطى]] [[أهل السنة والجماعة|المذهب السني]] تحت سلطة لامركزية للجقطتاي والأسر [[تيمور الشرقية|التيمورية]] و[[أوزبك|الأوزبك]]. بمناطق [[تتار|التتار]] و[[قبشاك|القبشاك]] التركية والخانات المنغولية التي انهارت تحت وطأة [[الموت الأسود|الطاعون الأسود]] وظهور قوة الموسكوفية ب[[شرق آسيا|الشرق الأقصى]] باتجاه [[أسرة مينك]] التي أسقطت الحكم المغولي وانتهجت سياسة اقتصادية شبه انعزالية.<ref name="ريتشارد فولتس"/>
سطر 434:
 
{{DEFAULTSORT:مغول}}
 
[[تصنيف:إمبراطورية المغول]]
[[تصنيف:آسيا الوسيطة]]
[[تصنيف:أنظمة ملكية سابقة في آسيا]]
[[تصنيف:انحلالات سنة 1368 في إمبراطورية المغول]]
[[تصنيف:تاريخ آسيا الوسطى]]
[[تصنيف:تاريخ منغوليا]]