زاوية سيدي بوسحاقي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 100:
 
كما نال ابنه الآخر "[[إبراهيم بوسحاقي]]" (1908-1996) نصيبه من العلوم والفيوضات عبر مساره التكويني الذي أهله للالتحاق في [[قصبة الجزائر]] ب[[مسجد سفير]].
 
== ثورة التحرير الجزائرية ==
[[ملف:Bulletin de référendum.jpg|تصغير|[[:fr:Référendum d'autodétermination de l'Algérie|ورقة استفتاء تقرير مصير الجزائر]]]]
كان اندلاع [[ثورة التحرير الجزائرية]] في [[1 نوفمبر]] [[1954]]م تتويجا وتكليلا لجهود رواد الإصلاح من أمثال "المقدم علي بوسحاقي" من أجل استنهاض الهمم لإنهاء [[الاحتلال الفرنسي للجزائر]].
 
ذلك أن [[الزوايا في الجزائر]] مع [[جمعية العلماء المسلمين الجزائريين]] تأبطت خيرا حينما كرست جهودها بعد انتكاسة [[مقاومة الشيخ المقراني]] في [[1871]]م ليتم انتظار 83 عاما قبل استجماع العناصر الموضوعية الثقافية والحركية الكفيلة بإشعال ثورة عارمة لتحرير البلاد الجزائرية.
 
وكان تأطير [[الطريقة الرحمانية]] روحيا وتربويا واجتماعيا ل[[منطقة القبائل]] وما حولها كفيلا بدعم الجهد التحرري بعد 1000 شهر من الانتظار الصبور والدؤوب منذ 1871م.
 
فتم الزج بكل العدد والعدة والعتاد لدى قرى [[جبال الخشنة]] في أتون الحرب التحريرية، ولم تتخلف قرى "تيزي نايث عيشة" عن الركب، أين كان حُفَّاظُ القرآن والأئمة المجازون في طليعة الضبط الشرعي للثورة حفاظا على نقاوتها الفكرية والأخلاقية وعدم انحرافها وشططها.
 
وإذا كان "الحاج علي المقدم" متقدما في السن عند اندلاع شرارة التحرير بعمر ناهز 99 عاما، إلا أن أبناءه وأحفاده وعشيرته وطلبته كانوا عناصر محورية في الهيكل التنظيمي والتنفيذي للثورة إلى غاية الاستقلال الوطني.
 
فكان حفيده "المجاهد [[يحي بوسحاقي]]" (1935-1960) أحد القادة البارزين في "[[:fr:Wilaya (guerre d'Algérie)|الولاية الرابعة التاريخية]]" قبل استشهاده في يوم 28 ديسمبر 1960م مع جنود كتيبته في "قرية السواكرية" قرب [[مفتاح (ولاية البليدة)|مفتاح]] في [[متيجة]]، أين كانت هذه الكتيبة تحضر لهجوم مباغت ومتزامن مع احتفالات الأوروبيين ببداية السنة الميلادية.
 
وكان ابنه "الإمام [[إبراهيم بوسحاقي]]" (1908-1996)، مع ثلة من أئمة [[مدينة الجزائر]]، ذا دور مهم أثناء [[معركة الجزائر (حرب)|معركة الجزائر]] التي اندلعت مباشرة بعد انعقاد [[مؤتمر الصومام]].
 
أما أحفاده من ابنه البكر "الإمام محمد بوسحاقي" (1876-1950) الذي كان مشرفا على "[[زاوية آيت حمادوش]]" في جبال [[سوق الحد]]، فقد كانوا قضاة شرعيين في صفوف المجاهدين وتأطير الثوار في الجبال والمدن.
 
فكان حفيده "الإمام الطيب بوسحاقي" (1925-1997) قاضيا شرعيا في جبال [[سوق الحد]]، في حين كان أخوه "الإمام محمد بوسحاقي" (1931-2003) قاضيا شرعيا في جبال [[تيجلابين]]، في حين توزع أخواهم الإمامان "عُمر بوسحاقي" و"أحمد بوسحاقي" في مناطق أخرى.
 
وبالتزامن مع [[معركة الجزائر (حرب)|معركة الجزائر]]، اكتسح [[الجيش الفرنسي]] مرتفعات "قرى بني عائشة" وقام بتدميرها وتهجير سكانها إلى المحتشدات حول المستوطنات الأوروبية ابتداء خريف 1956م مع تكثيف البطش خلال شتاء 1957م حيث صعدت المدفعية الفرنسية إلى غاية "قرية ثالة أوفلا (الصومعة)" ودمرت هناك "[[زاوية سيدي بوسحاقي]]" مما أدى إلى استشهاد مجاهدين ردما تحت الأنقاض، كانوا مختبئين داخل قبوها في "الجب" قرب "البئر".
 
وتم اقتياد الشيخ "عبد الرحمان بوسحاقي" (1883-1985)، الذي كان بطلا في [[الحرب العالمية الأولى]]، بطريقة مهينة من طرف جنود الاحتلال الفرنسي، مع إخلاء كل القرية من شيوخها ونسائها وأطفالها نحو المحتشدات.
 
فتم إيواء "الحاج المقدم علي بوسحاقي" لدى أحد أقاربه في [[ثنية بني عائشة]] في ظروف مزرية، وتم غلق مقهى أخيه [[محمد الصغير بوسحاقي]] بعد قيام "المجاهد بوزيد بوسحاقي" بتفجير مقر "بريد ثنية بني عائشة" مع خليته الثورية، واضطر "المجاهد بوعلام بوسحاقي" إلى تغيير منطقة النشاط نحو [[مدينة الجزائر]] ثم مناطق أخرى إلى غاية الاستقلال الوطني.
 
وما لبث أخوه الحاج [[محمد الصغير بوسحاقي]] أن توفي في ظروف مأساوية خلال سنة [[1959]]م عن عمر ناهز 90 عاما في ظل انتقام "إدارة الاحتلال الفرنسي" من "عائلة بوسحاقي" وعشيرتها وفضائها العيشاوي في [[جبال الخشنة]].
 
وبعد أن تم تدمير قرى "ثالة أوفلا (الصومعة)" و"أمغلدن" و"ثابراهيمث" و"إيقدارن" مع القرى الأخرى في جبال [[ثنية بني عائشة]] و[[سوق الحد]]، ارتفع عدد الشهداء إلى حوالي 1000 شهيد بما مثل آنذاك [[جريمة ضد الإنسانية]] و[[إبادة جماعية]] بأتم معنى الكلمات.
 
فتشردت العائلات والعشائر العيشاوية في مدن [[سهل متيجة]] إلى غاية الاستقلال الوطني حيث عاد البعض منها إلى [[ثنية بني عائشة]] و[[سوق الحد]]، إلا أن الأغلبية استوطنت المدن الكبرى وعلى رأسها [[مدينة الجزائر العاصمة]].
 
ولقد أطال الله -عز وجل- في عمر "الحاج علي المقدم" إلى غاية انعقاد [[اتفاقيات إيفيان]] التي انجر عنها [[عيد النصر (الجزائر)|وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962م]]، فسارع "المقدم الرحماني" إلى إعطاء التزكية ل[[:fr:Dahmane Deriche|دحمان دريش]] ليكون ممثلا عن منطقة "[[جبال الخشنة]]" في [[:fr:Exécutif provisoire|الهيئة التنفيذية المؤقتة]] برئاسة [[عبد الرحمان فارس]] في [[مدينة بومرداس]].
 
وتوجه "الحاج علي بوسحاقي" في صبيحة يوم [[1 جويلية]] [[1962]]م إلى مركز الاقتراع في [[مدينة ثنية بني عائشة]] بصحبة ابنه "الحاج رابح بوسحاقي" من أجل الإدلاء بصوته في [[:fr:Référendum d'autodétermination de l'Algérie|استفتاء تقرير مصير الجزائر]] عن عمر ناهز 107 أعوام.
 
وخرجت الصحف في اليوم الموالي بمقالات تتحدث عن "عميد المنتخِبين الجزائريين" {{فرن|Doyen des votants Algériens}} المتمثل في "الشيخ علي بوسحاقي" الذي عايش وهو شاب يافع قدومَ المستوطنين الفرنسيين لاحتلال منطقته الزواوية في 1872م، وعاين وهو شيخ مغادرتَهم بعد 90 سنة من الاحتلال الظالم.
 
== الموقع ==