حماديون: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 59:
كانت الحياة السياسية مضطربة جدا في العصر الحمادي و كان تنافس شديد بين افراد العائلة الحمادية, فقد تم اقتتال الاميرين محسن و بلقين و مات الامير باديس مسموما، و يوسف ابن حماد و بلقين بن محمد ثارا على الامير محسن. و بلبار ابن علناس و ابا يكني بن محسن و ويقلان بن محسن ثاروا على الامير منصور، فحدتث الكثير من الحروب الاهلية.
و بجانب هذه الحروب الاهلية و قعت معارك كثيرة بين الحماديين و الزيريين و المرابطين و صقليين و قبائل زناتة و بنو هلال و تغيرت علاقات اهل المغرب الاوسط مع الفاطميين و العباسيين
 
==نظام الحكم وحدود الدولة الحمادية==
'''طبيعة نظام الحكم في الدولة الحمادية'''
 
نتيجة للجهود التي بذلها [[حماد بن بلكين]] لصالح [[الزيريين]] ، وبعد ان اقطاعوه [[قسنطينة]] وتيجس والقصر القديم حاولوا بعدها الرجوع عن قرارهم مما ادى بحماد لاعلانه الخروج عن سلطة الزيريين وبعد زمن من الصراع اتفقا الطرفان وتم اعطائه [[المغرب الأوسط|المغرب الاوسط]] وعاصمته القلعة "[[قلعة بني حماد]]" ب[[المسيلة]].
والفترة التي حكم فيها بنو حماد المغرب الاوسط تمتد من سنة408ـ547هـ/1018ـ1152م، وأثناء هذه الفترة تعاقب على العرش الحمادي تسعة أمراء وهم : حماد مؤسس الدولة وثمانية أمراء ينقسمون الى ثلاثة فروع : الفرع الاول ينتسب الى القائد بن حماد<ref> بورويبة رشيد ،المرجع السابق ،ص116</ref> حيث تولى الحكم بعد ابيه حماد وبقي على رأس الدولة 25عاما<ref>المرجع نفسه ،ص40</ref> لتنتقل مقاليد الحكم بعده الى ابنه محسن ، والذي اوصاه أباه القائد بأن لا يخرج من القلعة وهنا نورد ما جاء عن [[ابن الخطيب]] " …''وكان القائد اوصى ابنه محسن ان لا يخرج من القلعة الى تمام ثلاث سنين فخالف وصيته لما نازعه يوسف بن حماد عمه بالمغرب''.."<ref>ابن الخطيب لسان الدين ،تاريخ المغرب في العصر الوسيط ،القسم الثالث من كتاب اعمال الاعلام نتحقيق احمد مختار العبادي ومحمد ابراهيم ،دار الكتاب ،الدارالبيضاء المغرب 1964،ص87</ref>وعلى إثر ثورة عمه أرسل محسن ابن عمه بلكين محمد مع اميرين ،واوصاهما محسن بقتل بلكين محمد ،وقد قاما هذان الاميرين بإخبار بلكين بن محمد ،فكانت ردة فعله ان قام بقتل محسن،ودخوله القلعة ربيع الاول سنة447هـ<ref>المصدر نفسه ،ص209</ref> ونلاحظ هنا انتقال الحكم من الفرع الاول الذي ينتسب الى القائد الى الفرع الثاني ويمثله محمد بن حماد.
ولقد قُتل بلكين بن محمد وقد ذكر ابن خلدون السبب فقال "...''ثم مات أخوه مقاتل بن محمد فإتهم به زوجته ناميرت بنت عمه علناس فقتلها'' "<ref>ابن خلدون عبد الرحمن العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب و العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر ج6،الهيئة العامة لقصور الثقافة نالقاهرة 2007،ص172</ref> وعلى إثر ذلك ذلك ثار الناصر لإخته وقتل بلكين بن محمد، وخلف الناصر بن علناس الحكم ابنه المنصور وجاء عن [[ابن خلدون]]".'''وتوغل فيهم ثم هلك سنة إحدى وثمانين وقام بالامر من بعده ابنه المنصور بن الناصر فنزل بجاية سنة ثلاث وثمانين'' .."<ref>المصدر نفسه،ص174</ref>.ولقد قُتل هذا الاخير مسموما ،ليتولى العزيز أخوه الحكم من بعده ،الذي كان ب[[جيجل]] عند وفاة ابيه المنصور وقدم الى [[بجاية]] واستقل بالدولة ومن بعده حكم ابنه يحي وفي عهده سقطت دولة بني حماد ،إذ تمكنت جيوش [[عبد المؤمن بن علي]] من دخول [[بجاية]] في سنة 547هـ واستيلائهم على [[قلعة بني حماد]].
أما بالنسبة لحكام الدولة الحمادية فقد كان يطلق عليهم الامير والملك واللفظان استعملا في التعبير عن الحاكم<ref> السيد عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب في العصر الاسلامي ،مؤسسة شباب الجامعة ،الاسكندرية ،2006، ص599</ref> وكانت عاصمتهم في فترة النشأة [[قلعة بني حماد|القلعة]] و[[أشير]] ثم نٌقلت الى [[بجاية]]<ref>عويس عبد الحليم ،المرجع نفسه،ص206</ref> عقب تأسيسها من طرف الناصر بن علناس سنة 460هـ.
 
'''تطور حدود الدولة الحمادية'''
 
تعرضت حدود الدولة الحمادية على إمتداد تاريخها للعديد من التغيرات المتتابعة وهذا راجع الى طبيعة العلاقات السياسية للدولة ،إضافة الى مستوى الدولة وقدرتها على حماية حدودها.
والسمة البارزة لهذه الحدود أنها جزء من بلاد [[الجزائر]] "المغرب الاوسط" حيث امتدت شرقا فحكمت [[القيروان]] و[[صفاقس]] و[[الجريد]] و[[جزيرة جربة]] من تونس<ref>المرجع نفسه،ص79</ref> وعلى الرغم من ان تونس قد صارت الى بني حماد وانقطاعها عن ملك المعز ،و وفود مشيختها لل[[الناصر بن علناس|ناصر بن علناس]] سنة454هـ فإن ذلك لم يكن إلا لسنوات قليلة فعامل تونس عبد الحق بن خرسان سرعان ما جاهر بإستقلاله<ref>المرجع نفسه،ص80</ref>، أما في عصر الحكام الذين خلفوا الناصر يٌشاهد إدخال مدينة [[بونة]] في المملكة الحمادية في عهد المنصور. أما الشمال الساحلي فقد كانت شواطئ الدولة على الاغلب تمثل المسافة الممتدة من بونة(عنابة) وخليج [[سكيكدة]] ،المرسى التجاري لعمالة [[قسنطينة]] الى [[سيق |السيق]] القريبة من [[وهران]]<ref>بورويبة رشيد ،المرجع نفسه ،ص117</ref>
أما بالنسبة للجهة الغربية امتدت الى [[فاس]] وكانت بتلك الناحية بني يعلي ب[[تلمسان]] ،وبني زيري بن عطية ب[[فاس]] ،وأغلب سكانها [[زناتة]] فكان الحماديون يترددون بجيوشهم عليها للقضاء على الثورات أو افتضاء المغارم،وفي سنة 430هـ زحف حمامة بن زيري بن عطية أمير فاس الى القائد بن حماد فتقاتلا<ref>المبارك الميلي محمد،تاريخ الجزائر في القديم والحديث ،ج2،المؤسسة الوطنية للكتاب ،د.ن،ص234</ref> وانتصر فيها القائد بن حماد وهنا نورد ماجاء عن [[ابن خلدون]]"...''وزحف اليه حمامة بن زيزي بن عطية ملك فاس من مغراوة سنة ثلاثين فخرج اليه القائد وسرب الاموال في زناتة وأحس بذلك حمامة فصالحه ودخل في طاعته ورجع الى فاس''"<ref>ابن خلدون، العبر،ج6 المصدر السابق ،ص172</ref>.
كما يلاحظ أن عمالة تلمسان كانت بيد [[المرابطين]] سنة 474هـ/1081م أما جنوبا فقد امتدت الى [[الزاب]] و[[وادي ريغ]] و [[ورقلة]] ،وبقيت داخل هذه الحدود جهات عن وطن [[زواوة]] و[[كتامة]] غير تابعة للحماديين كما أنه لا يٌعلم إن كان لهم نفوذ بالجبال الممتدة فيما بين [[سكيكدة]] و[[جيجل]] من وطن كتامة.
وحسب [[عبد الحليم عويس]] ان حدود الدولة كانت على شكل مٌثلث قاعدته [[ورقلة]] وحده الشرقي [[بونة]] وخليج [[سكيكدة]] وحده الشمالي الغربي مع بعض التجوز ال[[سيق]]، ولقد ضمت الدولة الحمادية مجموعة من المدن الجزائرية، ك[[مدينة الجزائر]] ،[[قسنطينة]] و[[تاهرت]] ومرسى الدجاج وسوق حمزة و[[طبنة]].
 
==العلاقات الخارجية للدولة الحمادية==
السطر 141 ⟵ 125:
أما عملية جباية الخراج فكانت تعتمد في جمعها على ولاة تعينهم وحين تغلب [[الهلاليين]] عليهم تركت المهمة لهم جباية الخراج وتذكر المصادر ان مستخلص مدينة بونة 20الف دينار ومرسى الخزر 10الاف دينار كما يبدوا من خلال بحوث ان الدينار هي العملة الرسمية المستعملة وكانت تٌسمى "الدينار المغربي " ومن الواضح ان تنتيجة للظروف السياسة الانفة الذكر حافظ الحماديين على ضرب السكة بإسم الخليفة الفاطمي وذكر ابن خلدون انه تم استحداث السكة في سنة543هـ<ref>ابن خلدون ،العبر ، ج6 ،ص177</ref>.
 
==نظام الحكم وحدود الدولة الحمادية==
'''طبيعة نظام الحكم في الدولة الحمادية'''
 
نتيجة للجهود التي بذلها [[حماد بن بلكين]] لصالح [[الزيريين]] ، وبعد ان اقطاعوه [[قسنطينة]] وتيجس والقصر القديم حاولوا بعدها الرجوع عن قرارهم مما ادى بحماد لاعلانه الخروج عن سلطة الزيريين وبعد زمن من الصراع اتفقا الطرفان وتم اعطائه [[المغرب الأوسط|المغرب الاوسط]] وعاصمته القلعة "[[قلعة بني حماد]]" ب[[المسيلة]].
والفترة التي حكم فيها بنو حماد المغرب الاوسط تمتد من سنة408ـ547هـ/1018ـ1152م، وأثناء هذه الفترة تعاقب على العرش الحمادي تسعة أمراء وهم : حماد مؤسس الدولة وثمانية أمراء ينقسمون الى ثلاثة فروع : الفرع الاول ينتسب الى القائد بن حماد<ref> بورويبة رشيد ،المرجع السابق ،ص116</ref> حيث تولى الحكم بعد ابيه حماد وبقي على رأس الدولة 25عاما<ref>المرجع نفسه ،ص40</ref> لتنتقل مقاليد الحكم بعده الى ابنه محسن ، والذي اوصاه أباه القائد بأن لا يخرج من القلعة وهنا نورد ما جاء عن [[ابن الخطيب]] " …''وكان القائد اوصى ابنه محسن ان لا يخرج من القلعة الى تمام ثلاث سنين فخالف وصيته لما نازعه يوسف بن حماد عمه بالمغرب''.."<ref>ابن الخطيب لسان الدين ،تاريخ المغرب في العصر الوسيط ،القسم الثالث من كتاب اعمال الاعلام نتحقيق احمد مختار العبادي ومحمد ابراهيم ،دار الكتاب ،الدارالبيضاء المغرب 1964،ص87</ref>وعلى إثر ثورة عمه أرسل محسن ابن عمه بلكين محمد مع اميرين ،واوصاهما محسن بقتل بلكين محمد ،وقد قاما هذان الاميرين بإخبار بلكين بن محمد ،فكانت ردة فعله ان قام بقتل محسن،ودخوله القلعة ربيع الاول سنة447هـ<ref>المصدر نفسه ،ص209</ref> ونلاحظ هنا انتقال الحكم من الفرع الاول الذي ينتسب الى القائد الى الفرع الثاني ويمثله محمد بن حماد.
ولقد قُتل بلكين بن محمد وقد ذكر ابن خلدون السبب فقال "...''ثم مات أخوه مقاتل بن محمد فإتهم به زوجته ناميرت بنت عمه علناس فقتلها'' "<ref>ابن خلدون عبد الرحمن العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب و العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر ج6،الهيئة العامة لقصور الثقافة نالقاهرة 2007،ص172</ref> وعلى إثر ذلك ذلك ثار الناصر لإخته وقتل بلكين بن محمد، وخلف الناصر بن علناس الحكم ابنه المنصور وجاء عن [[ابن خلدون]]".'''وتوغل فيهم ثم هلك سنة إحدى وثمانين وقام بالامر من بعده ابنه المنصور بن الناصر فنزل بجاية سنة ثلاث وثمانين'' .."<ref>المصدر نفسه،ص174</ref>.ولقد قُتل هذا الاخير مسموما ،ليتولى العزيز أخوه الحكم من بعده ،الذي كان ب[[جيجل]] عند وفاة ابيه المنصور وقدم الى [[بجاية]] واستقل بالدولة ومن بعده حكم ابنه يحي وفي عهده سقطت دولة بني حماد ،إذ تمكنت جيوش [[عبد المؤمن بن علي]] من دخول [[بجاية]] في سنة 547هـ واستيلائهم على [[قلعة بني حماد]].
أما بالنسبة لحكام الدولة الحمادية فقد كان يطلق عليهم الامير والملك واللفظان استعملا في التعبير عن الحاكم<ref> السيد عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب في العصر الاسلامي ،مؤسسة شباب الجامعة ،الاسكندرية ،2006، ص599</ref> وكانت عاصمتهم في فترة النشأة [[قلعة بني حماد|القلعة]] و[[أشير]] ثم نٌقلت الى [[بجاية]]<ref>عويس عبد الحليم ،المرجع نفسه،ص206</ref> عقب تأسيسها من طرف الناصر بن علناس سنة 460هـ.
 
'''تطور حدود الدولة الحمادية'''
 
تعرضت حدود الدولة الحمادية على إمتداد تاريخها للعديد من التغيرات المتتابعة وهذا راجع الى طبيعة العلاقات السياسية للدولة ،إضافة الى مستوى الدولة وقدرتها على حماية حدودها.
والسمة البارزة لهذه الحدود أنها جزء من بلاد [[الجزائر]] "المغرب الاوسط" حيث امتدت شرقا فحكمت [[القيروان]] و[[صفاقس]] و[[الجريد]] و[[جزيرة جربة]] من تونس<ref>المرجع نفسه،ص79</ref> وعلى الرغم من ان تونس قد صارت الى بني حماد وانقطاعها عن ملك المعز ،و وفود مشيختها لل[[الناصر بن علناس|ناصر بن علناس]] سنة454هـ فإن ذلك لم يكن إلا لسنوات قليلة فعامل تونس عبد الحق بن خرسان سرعان ما جاهر بإستقلاله<ref>المرجع نفسه،ص80</ref>، أما في عصر الحكام الذين خلفوا الناصر يٌشاهد إدخال مدينة [[بونة]] في المملكة الحمادية في عهد المنصور. أما الشمال الساحلي فقد كانت شواطئ الدولة على الاغلب تمثل المسافة الممتدة من بونة(عنابة) وخليج [[سكيكدة]] ،المرسى التجاري لعمالة [[قسنطينة]] الى [[سيق |السيق]] القريبة من [[وهران]]<ref>بورويبة رشيد ،المرجع نفسه ،ص117</ref>
أما بالنسبة للجهة الغربية امتدت الى [[فاس]] وكانت بتلك الناحية بني يعلي ب[[تلمسان]] ،وبني زيري بن عطية ب[[فاس]] ،وأغلب سكانها [[زناتة]] فكان الحماديون يترددون بجيوشهم عليها للقضاء على الثورات أو افتضاء المغارم،وفي سنة 430هـ زحف حمامة بن زيري بن عطية أمير فاس الى القائد بن حماد فتقاتلا<ref>المبارك الميلي محمد،تاريخ الجزائر في القديم والحديث ،ج2،المؤسسة الوطنية للكتاب ،د.ن،ص234</ref> وانتصر فيها القائد بن حماد وهنا نورد ماجاء عن [[ابن خلدون]]"...''وزحف اليه حمامة بن زيزي بن عطية ملك فاس من مغراوة سنة ثلاثين فخرج اليه القائد وسرب الاموال في زناتة وأحس بذلك حمامة فصالحه ودخل في طاعته ورجع الى فاس''"<ref>ابن خلدون، العبر،ج6 المصدر السابق ،ص172</ref>.
كما يلاحظ أن عمالة تلمسان كانت بيد [[المرابطين]] سنة 474هـ/1081م أما جنوبا فقد امتدت الى [[الزاب]] و[[وادي ريغ]] و [[ورقلة]] ،وبقيت داخل هذه الحدود جهات عن وطن [[زواوة]] و[[كتامة]] غير تابعة للحماديين كما أنه لا يٌعلم إن كان لهم نفوذ بالجبال الممتدة فيما بين [[سكيكدة]] و[[جيجل]] من وطن كتامة.
وحسب [[عبد الحليم عويس]] ان حدود الدولة كانت على شكل مٌثلث قاعدته [[ورقلة]] وحده الشرقي [[بونة]] وخليج [[سكيكدة]] وحده الشمالي الغربي مع بعض التجوز ال[[سيق]]، ولقد ضمت الدولة الحمادية مجموعة من المدن الجزائرية، ك[[مدينة الجزائر]] ،[[قسنطينة]] و[[تاهرت]] ومرسى الدجاج وسوق حمزة و[[طبنة]].
 
== قائمة الحكام ==