نبي: الفرق بين النسختين
[مراجعة غير مفحوصة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديلين معلقين من 41.232.164.115 إلى نسخة 25327783 من JarBot. |
|||
سطر 12:
ونبأ وأنباء: أخبر، ومنه: النبى، لأنه أنبأ عن الله.
وحين نزل [[القرآن الكريم]] على رسول الله [[محمد]]
{ولا يفلح الساحر حيث أتى}طه:69، كما أن مايبلغه عن ربه ليس شعرا، يقول الله عز وجل في [[القرآن]]
فإذا بين القرآن الكريم أن النبى
وبهذا فرق الإسلام بين النبوة الإلهية، وبين ملابساتها من الكهانة، والعرافة، والقيافة، والفراسهة، كما أنه حدد استعمالات الكلمة، فلا تطلق إلا على من نزل عليه [[وحي|الوحي]] من الله، فلم يعد من المستساغ عقلا،
ولا من الجائز شرعا أن تطلق على الكهنة، أو على من يدرسون الشريعة ويعلمونها للناس، بالتالى لا تطلق على السحرة والمنجمين، ولأعلى المجانين والمشعوذين في طريق الدين،فلم يبق من الاستعمالات القديمة لكلمة "النبوة" إلا إطلاقها على أصحاب الرؤيا الصالحة، التي تكون مقدمة وإرهاصا لنزول الوحى على من اختصه الله بهذه الرؤيا، كما حدث
[[ملف:شجرة الانبياء.jpg|تصغير|شجرة الانبياء(عليهم السلام)]]
"النبوءة" و"النبوة": الإخبار عن الغيب، أو المستقبل بالإلهام، أو الوحى.
سطر 58:
* وخاطبه ربه بلقب "نبي".
توافق القرآن واللغة في معنى نبوة ونبي ونتيجة لتدبرنا كتاب الله، وجدنا توافقا عجيبا بينهما.
فالله خاطب رسول الله محمدا
وحينما ذكر [[القرآن]]: (فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) (سورة الجن/ 26) يكون قد أخذ بشرط تلقي النبي علوما وأنباء غيبية ذات شأن كبير وبكثرة واضحة، وهذا الأمر دل عليه قوله: (لا يظهر على غيبه.) فالإظهار يعني الكثرة الظاهرة، وعندما نقول (ظهر الشيء) نعني بدأ بكليته للعيان وبجميع أجزائه، ولا يعني قول [[القرآن]] [ظهر الفساد في البر والبحر.] إلا عم الفساد وغلب على أعمال الناس، ومنه ندرك أن قوله [لا يظهر على غيبه أحدا.] أي لا يطلع على أمور غيبه بكثرة واضحة [إلا من ارتضى من رسول.] أي من استحق لقب نبي وتقرر تكليفه برسالة سماوية، هذا لأن مجرد اطلاع رجل صالح على أمور غيبية معينة ومعدودة يحدث للصالحين من عباد الله، إنما لا يستحقون معها لقب "نبي" لأنها لا تدخل في باب الإظهار وهو الكثرة والغلبة، إذ أن مغيبات الأنبياء تختلف عن مغيبات سواهم كما ونوعا.
سطر 64:
والقرآن الكريم اشترط قداسة سيرة من استحق اسم نبي حينما قال على لسان رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم (فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون) (سورة يونس/ 16) ففي هذا النص تنبيه للأذهان إلى استيفاء شخصية محمد رسول الله عنصر طيب السيرة قبل النبوة، حتى سماه قومه "بالصادق الأمين" وما قول قوم صالح [لقد كنت مرجوا فينا] إلا اعتراف منهم بطيب سيرة النبي صالح قبل أن آتاه النبوة، وحاز هو وجميع أنبياء الله الكرام مقام النبوة الروحي الرفيع.
كما أن القرآن الكريم اتفق مع اللغويين بأن جميع الأنبياء كانوا قبل نبوتهم ملتزمين بفلسفة حياتية واحدة، وكان نهجهم واضحا وكان طريقهم مختلفا عن فلسفات الماديين، فقد كان جميع الأنبياء قبل نيلهم مقام النبوة يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، وأن المقصد من خلقهم أن يصبحوا عبادا للرحمان، وأن الإنسان يحاسب على أعماله من بعد موته.
هناك من زعم غير هذا، مستدلا على زعمه بقول الله: (ووجدك ضالا فهدى) وبقول [[القرآن الكريم]]: (ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان) (سورة الشورى/ 52). وزعمه هذا يضرب القرآن بعضه ببعض، وما دام الله قد قال عن رسوله محمد (ما ضل صاحبكم وما غوى)، فلا يجوز لنا والحال هذه أن نفس قوله [ضالا] بمعنى غير مهتدي، بل يقصد من قوله [ضالا] هنا مندفعا بكليتك للاتصال بربك ومعرفته إذ يقال: هذا ضال في محبة فلانة أي مندفع بكليته للقائها والتعرف إليها، ثم إن قول [[القرآن الكريم]] (ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان) لا ينفي ما ذكرناه لأن القرآن ورسالته لم يكن رسول الله
وهكذا يتبين لنا مما ذكرناه من الشواهد القرآنية وجود توافق تام بين اللغة والقرآن الكريم فيما يتعلق بمعاني كلمة نبي المشتقة من مصادرها الثلاثة والتي ذكرناها سابقا، وعلى ضوء هذا كله فإن النبوة أيضا تحمل نفس عناصر كلمة نبي ومعانيها.
|