موقعة الجمل: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط استرجاع تعديلات 45.33.140.150 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة JarBot
لا ملخص تعديل
وسوم: تعليقات تكرار محارف لفظ تباهي تحرير مرئي
سطر 32:
 
=== سبب الخروج وفق منظور أهل السنة ===
يرى [[أهل السنة]] أن الإمام علي بن أبي طالب لم يكن قادراً على تنفيذ [[القصاص]] في قتلة عثمان مع علمه بأعيانهم، وذلك لأنهم سيطروا على مقاليد الأمور في المدينة النبوية، وشكلوا فئة قوية ومسلحة كان من الصعب القضاء عليها. لذلك فضل الانتظار ليتحين الفرصة المناسبة للقصاص<ref>العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي</ref>، ولكن بعض [[الصحابة]] وعلى رأسهم [[طلحة بن عبيد الله]] و[[الزبير بن العوام]] رفضوا هذا التباطؤ في تنفيذ [[القصاص]] ولما مضت أربعة أشهر على بيعة علي دون أن ينفذ [[القصاص]] خرج طلحة والزبير إلى [[مكة]]، والتقوا أم المؤمنين عائشة التي كانت عائدة من أداء فريضة [[الحج]]، واتفق رأيهم على الخروج إلى [[البصرة]] ليلتقوا بمن فيها من [[الخيل]] والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان، وإنفاذ [[القصاص]] فيهم<ref>و في ذلك اخرج أحمد في [[مسند أحمد|المسند]] و[[الحاكم]] في [[المستدرك]]:
{{اقتباس حديث|قيس بن أبي حازم|متن = حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال: لما بلغت عائشة بعض مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب عليها، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب (والحوأب: هو ماء قريب من [[البصرة]] على طرق [[مكة]]). فوقفت فقالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال لها طلحة والزبير: مهلا رحمك الله، بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب}}</ref>.
 
=== سبب الخروج وفق منظور الشيعة ===
يرى الشيعة أن الإمام علي بن أبي طالب أجل الحكم بالقصاص لسببين:
# '''الانتظار حتى تهدأ الفتنة'''؛ لم يكن الإمام قادراً على تنفيذ [[القصاص]] في قتلة عثمان لعدم علمه بأعيانهم، لذلك فضل الانتظار لتبيان لقتله.
# '''أخذ البيعة من أهالي الأمصار وعزل الولاة وتعيين ولاة جدد''' وذلك لتقليل سخط الناس على بعض الولاة حيث اتهم اهل الشام ومصر الولاة بالعمل لمصالح شخصية على حساب مصالح الناس وعدم الحفاظ على سنة النبي، فأراد الإمام بذلك احقاق الحق وتهدئة النفوس واعادة الامور إلى نصابها.
سطر 42:
ويفسر الشيعة خروج [[طلحة]] و[[الزبير]] بأنهما بايعا الإمام طمعا في منصب وهو مالم ينالاه لذلك خرجا عليه واتخذا من القصاص لمقتل عثمان حجة لعزله عن [[الخلافة]] أو قتله، اما أم المؤمنين عائشة فهي من حرض الناس على قتل عثمان فهي من قالت: "اقتلوا نعثلاً (عثمان) فقد كفر"، وهي التي أثارت الحرب وحرضت [[طلحة]] و[[الزبير]] وأخبرتهم بأن الإمام علي هو من قتله أو سهل مقتله<ref name="كتاب الصحوة1">[http://www.aqaed.com/shialib/books/03/sahwa/sahwa-14.html كتاب الصحوة]، (ص 248 - ص 265)، الإستاذ [[صباح علي البياتي]]</ref>.
 
'''مواقف كل من ادعى الطلب بدم عثمان وبان لا عداوة له مع الإمام علي بن أبي طالب:'''
* '''أولا''': [[طلحة بن عبيد الله]]: روي [[ابن أبي الحديد المادئني]] في شرحه لكتاب [[نهج البلاغة]] أن طلحة الذي إنحاز لعثمان وأختاره للخلافه هو اليوم يحرض الناس على قتل عثمان ورفض طلب الإمام علي أن يمنع الناس عنه، وعندما أتى البعض بجثة عثمان لدفنه أقعد لهم ناس يرمونهم بالحجارة فلم يستطيعوا دفنه في مقابر [[المسلمين]]، فدفن في ([[حش كوكب]]) كانت [[اليهود]] تدفن فيه موتاهم.<ref name="شرح النهج 10-6">[http://www.yasoob.org/books/htm1/m015/19/no1902.html شرح نهج البلاغة]، ج10 - 6، لعالم الدين عز الدين [[ابن أبي الحديد]] المدائنيّ</ref>
* '''ثانيا''': [[الزبير بن العوام]]: كان للزبير بن عوام ما لطلحة من ذكر في خصوص هذه المعركة وقتال الإمام علي بن أبي طالب<ref name="كتاب الصحوة2">[http://www.aqaed.com/shialib/books/03/sahwa/sahwa-15.html كتاب الصحوة]، (ص 266 - ص 285)، للأستاذ [[صباح علي البياتي]]</ref>، وحول موقفه من حصار عثمان ففي [[شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار|شرح الأخبار]] للقاضي الإسماعيلي [[النعمان المغربي]]:1/344 (أنه روي عن الزبير أنه قيل له إن عثمان محصور وإنه قد منع الماء ! فقال:{{آية2|34|54}})<ref name="شرح الأخبار 1-344">[http://www.yasoob.org/books/htm1/m013/11/no1130.html شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار]، 1/344، القاضي الفاطمي الإسماعيلي [[النعمان بن محمد التميمي المغربي]]</ref>. فحين وصل علي إلى [[البصرة]] خاطب جيش طلحة والزبير وعائشة بأن أرسل لهم مرسالا حاملا للقرآن لحفظ دماء المسلمين الا انهم رفضوا ذلك وقتلوا من حمل اليهم [[القرآن]] ويذكر [[الذهبي]] قائلا:{{اقتباس مضمن|إنَّ أوَّل قتيل كان يومئذٍ مسلم الجُهني، أمره عليٌّ فحمل مصحفاً، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب الله، فقُتل<ref>الحافظ [[الذهبي]] سير أعلام النبلاء سيرة الخلفاء الراشدين 259</ref>}}، ويذكر [[الطبري]] بأنه بعد هذه الحادثة نادى علي بن أبي طالب الزبير بن عوام وذكره قائلا " يا زبير أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني غنم فنظر إلي فضحك وضحكت إليه، فقلت:لا يدع ابن [[أبو طالب بن عبد المطلب|أبي طالب]] زهوه، فقال لك رسول الله: صه، إنه ليس به زهو ولتقاتلنه وأنت ظالم له"<ref>أنظر المراجع:
* [http://islamport.com/d/3/tkh/1/42/613.html الكامل في التاريخ] لابن الأثير
* [http://islamport.com/d/3/tkh/1/133/2655.html مروج الذهب] للمسعودي
سطر 52:
* '''طلحة والزبير معا''': ويقول عالم الدين [[محمد باقر المحمودي]] في مؤلفه [[نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة]] أن الإمام [[علي بن أبي طالب]] ذكر الأسباب الحقيقية لانقلاب طلحة والزبير عليه، فيقول:{{اقتباس مضمن|كان طلحة يرجو اليمن، والزبير يرجو العراق، فلما علما اني غير موليهما استأذناني للعمرة يريدان الغدر، فأتيا عائشة واستخفاها مع كل شي في نفسها علـيُّ،..... وقادهما عبد الله بن عامر إلى البصرة، وضمن لهما الأموال والرجال،.... واعانهم عليُّ يعلى بن منبه بأصوع الدنانير،... ثم أتو البصرة وأهلها مجتمعون على بيعتي وطاعتي وبها شيعتي<ref name="نهج السعادة 225-5">[http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/14/no1447.html نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة]، ج5 - 225، عالم الدين [[محمد باقر المحمودي]]</ref>}}
* '''ثالثا''': [[عائشة بنت أبي بكر]]: يرى قسم من [[الشيعة]] في أن حرب عائشه ضد الامام علي هي نتيجه كرهها له لعدة أسباب على رأسها موقف الامام علي منها يوم [[حادثة الإفك]] حيث أشار على الرسول بطلاقها<ref>تاريخ المدينة المنورة [[ابن شبة|لابن شبة]] 1/322</ref>.
** كرهها لعليللإمام علي بن أبي طالب وفرحها بوفاته حيث انها لما سمعت بموت علي بن أبي طالب سجدت شكرا لله<ref>[http://www.aqaed.com/shialib/books/02/vajiz/emama-07.html كتاب الوجيز في الامامه والولاية للأستاذ احمد حسين يعقوب]</ref>.
** ويروي [[ابن أبي الحديد]] في شرحه لكتاب [[نهج البلاغة]] أن عائشة كانت من أشد المحرضين علي عثمان والداعين إلي قتله<ref name="كتاب الصحوة1"/>، فيذكر ابن أبي الحديد قائلا:{{اقتباس مضمن| جائت عائشة وحفصة ودخلتا على عثمان أيام خلافته وطلبتا منه ان يقسم لهما ارثهما من رسول الله (ص)وكان [[عثمان]] متكئاً فاستوى جالسا وقال لعائشة: أنت وهذه الجالسة جئتما بأعرابي يتطهر ببوله وشهدتما أن رسول الله (ص) قال: نحن معشر الانبياء لا نورث فاذا كان الرسول حقيقه لا يورث فماذا تطلبان بعد هذا؟ واذا كان الرسول يورث لماذا منعتم فاطمة حقها؟ فخرجت من عنده غاضبة وقالت:اقتلوا نعثلا فقد كفر.<ref>شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد ج16 ص 220 - 223</ref>}}
* '''رابعا''': [[معاوية بن أبي سفيان]]: ويذكر [[محمد باقر المحمودي]] في [[نهج السعادة]] أن لمعاوية الدور في تشجيع أهل الجمل على مقاتلة الإمام [[علي بن أبي طالب]] رغبةً في الملك والجاه وينقل رسالة معاوية التي خاطب بها [[الزبير بن العوام]] قائلا:{{اقتباس مضمن|فإني قد بايعت لك أهل [[الشام]] فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الجلب، فدونك [[الكوفة]] و[[البصرة]]، لا يسبقك إليها ابن أبي طالب، فإنه لا شي بعد هذين المصريين، وقد بايعت ل[[طلحة بن عبيد الله]] من بعدك، فأظهرا الطلب بدم [[عثمان]]، واعدوا الناس إلى ذلك، وليكن منكما الجد والتشمير، أظفركما الله وخذل مناوئكما<ref name="نهج السعادة 285-1">[http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/14/no1443.html نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة]، ج1 - 285، عالم الدين [[محمد باقر المحمودي]]</ref>}}
 
== ما حدث في البصرة ==
=== من منظور السنة ===
وصل أصحاب الجمل إلى البصرة، ولم يكن لهم غرض في القتال، بل أرادوا جمع الكلمة والقصاص من قتلة [[عثمان بن عفان]]، والاتفاق مع الإمام [[علي بن أبي طالب]] في الكيفية التي يمكن بها تنفيذ القصاص، في مكان بعيد عن [[المدينة المنورة]] التي صارت في تلك الأيام معقلاً لقتلة عثمان وأنصارهم. وكان في البصرة نفر من دعاة الفتنة، الذين خرجوا على [[عثمان بن عفان]]. فعمل هؤلاء النفر من دعاة الفتنة على التحريض ضد أصحاب الجمل. فقرر [[عثمان بن حنيف]] (والي البصرة من قبل أمير المؤمنين الإمام [[علي بن أبي طالب]])، أن يمنع أصحاب الجمل من دخول [[البصرة]]. وأرسل إليهم [[حكيم بن جبلة العبدي]] (أحد قتلة أمير المؤمنين [[عثمان بن عفان]]) من أجل ذلك. فقام طلحة ثم الزبير يخطبان في أنصار المعسكرين، فأيدهما أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب [[عثمان بن حنيف]]، ثم قامت أم المؤمنين عائشة تخطب في المعسكرين، فثبت معها أصحاب الجمل، وإنحازت إليها فرقة من أصحاب [[عثمان بن حنيف]]، وبقيت فرقة أخرى مع ابن جبلة. واختلف الفريقان وكثر بينهما اللغط، ثم تراموا بالحجارة. ثم قام [[حكيم بن جبلة العبدي]]، بتأجيج الفتنة والدعوة إلى القتال، وقام بسب أم المؤمنين [[عائشة]]، وقتل كل من أنكر عليه ذلك، هذا ودعاة أصحاب الجمل يدعون إلى الكف عن القتال. فلما لم يستجب [[حكيم بن جبلة العبدي]] وأنصاره لدعوى الكف عن القتال، كر عليهم أصحاب الجمل، فقتل [[حكيم بن جبلة العبدي]]. ثم إصطلح أصحاب الجمل مع [[عثمان بن حنيف]] على أن تكون دار الإمارة والمسجد الجامع وبيت المال في يد ابن حنيف، وينزل أصحاب الجمل في أي مكان يريدونه من البصرة. وقيل أن [[حكيم بن جبلة العبدي]] قتل بعد هذا الصلح لما أظهر المعارضة<ref>"تاريخ الأمم والملوك" للطبري</ref><ref name="ReferenceA">"العواصم من القواصم" لأبي بكر بن العربي، بتحقيق محب الدين الخطيب.</ref>.
 
=== من منظور الشيعة (الجمل الصغرى) ===
سطر 66:
و[[السبابجة]] هم حراس بيت مال المسلمين في البصرة وهم قوم من [[السند]]
 
ويذكر [[محمد باقر المحمودي]] في [[نهج السعادة]] أن الإمام [[علي]] قال عن أصحاب الجمل: {{اقتباس مضمن|نكثوا بيعتي، واخرجو [[عثمان بن حنيف|ابن حنيف]] عاملي بعد الضرب المبرح والعقوبة الشديده، وقتلوا السبابجة ومثلوا ب[[حكيم بن جبلة العبدي]]، وقتلوا رجالاً صالحين، ثم تتبعوا منهم من نجا يأخذونهم في كل حائط وتحت كل رابية، ثم يأتون بهم فيضربون رقابهم صبرا، مالهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون.<ref>نهج السعادة 1/350</ref>}}
 
ويذكر أيضا أن [[علي بن أبي طالب|عليا]] دعى على اصحاب الجمل قائلا:{{اقتباس مضمن|اللهم اقتلهم بمن قتلوا من شيعتي، وعجل لهم النقمة، وبما صنعوا بخليفتي<ref>نهج السعادة 1/301، الجمل:154</ref>}}
 
== وصول الإمام علي إلى البصرة ==
[[ملف:Battle of the Camel.svg|250px|تصغير|مسار للرحلة طرفين؛ علي (أخضر) و عايشة (أحمر)]]
=== إتفاق سلمي (وفق منظور أهل السنة) ===
بعد أن وصل الإمام [[علي بن أبي طالب]] إلى [[البصرة]]، مكث فيها ثلاثة أيام والرسل بينه وبين [[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] و[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، فأرسل [[القعقاع بن عمرو]] إليهم فقال للسيدة [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]: " أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ " فقالت: " أي بني الإصلاح بين الناس ". فسعى [[القعقاع بن عمرو]] بين الفريقين بالصلح، واستقر الأمر على ذلك. وقرر الفريقان الكف عن القتال والتشاور في أمر قتلة [[عثمان بن عفان]]. وقرر الإمام [[علي بن أبي طالب]] أن يرحل في اليوم الذي يليه على ألا يرتحل معه أحد من قتلة [[عثمان بن عفان|عثمان]]. فاجتمع رؤوس [[السبئية]] ومثيرو [[فتنة مقتل عثمان|الفتنة]]، وشعروا أن هذا الصلح سينتهي بتوقيع القصاص عليهم. فخافوا على أنفسهم، وقرروا أن ينشبوا الحرب بين الجيشين، ويثيروا الناس ويوقعوا القتال بينهما فيفلتوا بهذا بفعلتهم<ref name="ReferenceA"/>.
 
قال [[ابن كثير]]: {{اقتباس|... فرجع إلى [[علي بن أبي طالب|علي]] فأخبره، فأعجبه ذلك، وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه، وأرسلت [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] إلى [[علي بن أبي طالب|علي]] تعلمه أنها إنما جاءت للصلح، ففرح هؤلاء وهؤلاء، وقام [[علي بن أبي طالب|علي]] في الناس خطيباً، فذكر [[الجاهلية]] وشقاءها وأعمالها، وذكر [[الإسلام]] وسعادة أهله بالألفة والجماعة، وأن [[الله (إسلام)|الله]] جمعهم بعد [[محمد بن عبد الله|نبيه صلى الله عليه وسلم]] على الخليفة [[أبي بكر الصديق]]، ثم بعده على [[عمر بن الخطاب]]، ثم على [[عثمان بن عفان|عثمان]]، ثم حدث هذا الحدث الذي جرى على الأمة، أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم [[الله (إسلام)|الله]] عليه بها، وعلى الفضيلة التي منَّ [[الله (إسلام)|الله]] بها، وأرادوا رد [[الإسلام]] والأشياء على أدبارها، و[[الله (إسلام)|الله]] بالغ أمره، ثم قال: ألا إني مرتحل غدا فارتحلوا، ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل [[عثمان بن عفان|عثمان]] بشيء من أمور الناس، فلما قال هذا اجتمع من رؤوسهم جماعة كـ[[الأشتر النخعي]]، و[[شريح بن أوفى]]، و[[عبد الله بن سبأ]] المعروف بابن السوداء وغيرهم في ألفين وخمسمائة، وليس فيهم [[صحابي]] و[[الله (إسلام)|لله]] الحمد، فقالوا: ما هذا الرأي؟ و[[علي بن أبي طالب|علي]] و[[الله (إسلام)|الله]] أعلم [[القرآن الكريم|بكتاب الله]] ممن يطلب قتلة [[عثمان بن عفان|عثمان]]، وأقرب إلى العمل بذلك، وقد قال ما سمعتم، غداً يجمع عليكم الناس، وإنما يريد القوم كلهم أنتم، فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم.
سطر 81:
وجاء في [[تاريخ الطبري]]: {{اقتباس|لمّا تم الصلح بين [[علي بن أبي طالب|علي]] و[[طلحة بن عبيد الله|طلحة]] و[[الزبير بن العوام|الزبير]] و[[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] رضوان الله عليهم أجمعين خطب [[علي بن أبي طالب|علي]] رضوان الله عليه عشية ذلك اليوم في الناس وذكر [[الإسلام]] وسعادة أهله بالألفة والجماعة وأن [[الله (إسلام)|الله]] جمعهم بعد [[محمد بن عبد الله|نبيه صلى الله عليه وسلم]] على الخليفة [[أبي بكر الصديق]]، ثم بعده على [[عمر بن الخطاب]]، ثم على [[عثمان بن عفان|عثمان]]، ثم حدث هذا الحدث الذي جرّه قتلة [[عثمان بن عفان|عثمان]] وقال: " ألا وإني راحلٌ غداً فارتحلوا ولا يرتحلنّ غداً أحدٌ أعان على [[عثمان بن عفان|عثمان]] بشيءٍ في شيءٍ من أمور الناس وليُغْن السفهاء عني أنفسهم ".<ref>[[تاريخ الطبري]] 4/493.</ref>|[[تاريخ الطبري]].}}
 
=== إنكار الصلح بوجود الإمام علي وإنكار وجود طرف ثالث (وفق منظور الشيعة) ===
ينكر الشيعة وجود طرف ثالث كمثل قتلة عثمان ونحوهم في إثارة الحرب، ولهم مصادرهم.
ولهم مآخذ كثيرة على قدوم أهل الجمل، وكتأكيد على عدم وجود طرف ثالث في الحرب فيروى انه بعد معركة الجمل بفترة سأل أحد الرجال الإمام علي بن أبي طالب في مسجد الكوفة قائلا: يا أمير المؤمنين أرأيت القتلى حول عائشة وطلحة والزبير علام قتلوا ؟
فأجاب الإمام علي بن أبي طالب قائلا: قتلوا بما قتلوا شيعتي وعمالي، وقتلوا [[حكيم بن جبلة العبدي|أخا ربيعة العبدي]] في عصابة من المسلمين، فقالوا: انا لا ننكث كما نكثتم، ولا نغدر كما غدرتم، فوثبوا عليهم فقتلوهم، فسألتهم أن يدفعوا لي قتلة اخواني أقتلهم بهم، ثم كتاب الله حكم بيني وبينهم، فأبوا عليّ، وقاتلوني-وفي اعناقهم بيعتي ودماء قريب من ألف رجل من شيعتي<ref>شرح نهج البلاغة 2/74</ref>
 
وكذلك يروى عن علي بن أبي طالب في حديث له عما فعله اصحاب الجمل بأهالي [[البصرة]] قائلا:
سطر 93:
== بدء القتال ==
=== وفق منظور أهل السنة ===
بات كلا الفريقين فرحين بالاتفاق السلمي الذي تم، وفي اليوم التالي ومع طلوع [[الفجر]]، نفذ [[السبئية]] خطتهم، وفي هذا قال [[ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]]: (وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي، فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع الإمام علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ومنادي الإمام علي ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد).
 
وكان الإمام علي يتألم كثيراً مما يحدث من إراقة دماء المسلمين فروى [[ابن ابي شيبة]] في [[مصنف ابن أبي شيبة|مصنفه]] بسند صحيح عن الإمام [[الحسن بن علي]] قال: "لقد رأيته - يعني علياً - حين اشتد القتال يلوذ بي ويقول: يا حسن، لوددت أني مت قبل هذا بعشرين حجة أو سنة". وكان الإمام علي يتوجّع على قتلى الفريقين ويقول: " ياليتني متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة"<ref>[[مصنف ابن ابي شيبة]] 15/ 282 و[[مجمع البحرين]] 9/150</ref>.وروى [[ابن ابي شيبة]] بإسناده إلى [[حبيب بن أبي ثابت]] أن عليّاً قال يوم الجمل: " اللهم ليس هذا أردتُ اللهم ليس هذا أردتُ"<ref>[[مصنف ابن أبي شيبة]] 15/275</ref> فقد كان رضي الله عنه أعدل و أكثر إيماناً من أن يحتمل مقتل أحد من المسلمين ظلماً.
 
== نتائج المعركة ==
=== رواية أهل السنة ===
انتهى القتال وقد قتل [[طلحة بن عبيد الله]] بعد أن أصابه سهم في ركبته - وقيل في نحره -، ولا يعترف السنة بالروايات التي ذكرت أن مروان بن الحكم هو قاتل طلحة، لأنها روايات باطلة لم يصح بها إسناد<ref>"العواصم من القواصم" لأبي بكر بن العربي.</ref>. وقد حزن أمير المؤمنين الإمام علي كثيراً لمقتله فحين رآه مقتولاً جعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: " عزيزٌ عليّ أبا محمد أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء ثم قال: " إلى الله أشكو عُجري وبُجري وبكى عليه هو وأصحابُه "<ref>[[تاريخ دمشق (كتاب)|تاريخ دمشق]] 7/89</ref>
 
وقتل [[الزبير بن العوام]] ولمّا جاء قاتل الزبير لعله يجدُ حظْوةً ومعه سيفه الذي سلبه منه ليُقدّمه هديّة لأمير المؤمنين حزن عليه حُزْناً شديداً وأمسك السيف بيده وقال: " طالما جلّى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:بشر قاتل بن صفية النار ولم يأذن له بالدخول عليه"<ref>[[طبقات ابن سعد]] 3/105</ref>
 
أما عن السيدة عائشة فقد قال رسول الله لعلي: (سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال الإمام عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فاردها إلى مأمنها)<ref>[[المسند|مسند أحمد]] 6/393، وقال الحافظ في [[الفتح]] سنده حسن 13/60.</ref>، قال الإمام [[أبوبكر بن العربي]] المالكي: ولما ظهر علي، جاء إلى أم المؤمنين، فقال: (غفر الله لك) قالت: (ولك، ما أردتُ إلا الإصلاح). ثم أنزلها دار [[عبد الله بن خلف]] وهي أعظم دار في [[البصرة]] على [[سنية بنت الحارث]] أم طلحة الطلحات، وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها. فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر [[القعقاع بن عمرو]] أن يجلد كل منهما مئة جلدة وأن يجردهما من ثيابهما ففعل<ref>[[العواصم من القواصم]] (63)</ref>. ثم ردها إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] معززة مكرمة كما أمر الرسول.<ref>[[حقبة من التاريخ]] (97-102) [[دار الإيمان]].</ref>
 
=== رواية الشيعة ===
روى أبو مخنف أن من قتل من الطرفين سبعة عشر الفاً<ref>أبو مخنف لوط بن يحيى، المغازي ص 87</ref>. انتهت المعركة بهزيمة أصحاب الجمل ومقتل الزبير، وطلحة (الذي قتله مروان بن الحكم بان ضربه بسهم رغم أنهما يقاتلان في صف واحد ضد الإمام علي بن أبي طالب)<ref>[http://www.ahl-ul-bayt.org/newlib/aalam/02e_ali/019.htm#_ftn5 كتاب علي بن أبي طالب أمير المؤمنين]</ref><ref>[//ar.wikisource.org/wiki/سير_أعلام_النبلاء/طلحة_بن_عبيد_الله سير أعلام النبلاء/طلحة بن عبيد الله]</ref>، وأعطى الإمام علي بن أبي طالب الأمان ولم يؤذ احدا ممن ألقى السلاح، وعند قدوم بعض الرجال مطالبين بالغنيمه (اي عائشة) فأجابهم قائلا من يقبل أن يسبي أمه!!
وذلك حيث ان كل زوجات الرسول هن أمهات للمؤمنين. وقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب لعائشة (يالله ما أنصفوك، خدّروا حرائرهم وأبرزوك وأنت عرض رسول الله) فأمر بتجهيز كل حاجتها من دواب للركوب والزاد والمتاع وسير معها كل من نجى من القتل من الذين قدموا معها وارسل معها 40 امرأة من نساء البصرة المعروفات وسير معها اخاها محمد بن أبي بكر.<ref>الكامل في التاريخ ج2 ص 144</ref>
 
ويرى الشيعة أن هذه الحرب حملت الكثير من النتائج السلبية على المسلمين فيتحدث الأستاذ [[محمد جواد مغنية]] عن آثار التي ترتبت على حرب الجمل قائلا: