محمد باشا الكوبريللي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:صيانة 2.V2، أزال بذرة
لا ملخص تعديل
سطر 54:
رفض محمد باشا عرض السلطانة الوالدة لتولي [[الصدارة الأعظمى|الصدارة العظمى]] وإشترط في البداية شروطاً لابد من تحقيقها وكان ذلك لأول مرة في تاريخ الدولة العثمانية أن يشترط وزير شروطاً قبل تعيينه صدراً أعظم. وكانت شروطه تتمثل في ألا تغل سلطاته وأن يكون مطلق اليد في إدارة الدولة وأن لا يحاسب من قبل أياً كان حتى السلطان بذاته، وعلى الرغم من تلك الشروط إلا أنه تمكن من إقناع السلطانة الوالدة أنه لن يتمكن من تحقيق الإصلاحات التي ترجوها ووقف الفتنة بغير تلك الصلاحيات. وافقت السلطانة على ذلك وأعلنت للديوان أنها عينت محمد باشا صدراً أعظماً بصلاحيات مطلقة وإنسحبت هي من المشهد السياسي تماماً.
 
كان أول ما فعله محمد باشا أن أعلن أن السلطان محمد قد بلغ سن الرشد وأنه يمكنه الآن مباشرة أمور الدولة بنفسه، غير أنه قدم النصح للسلطان بأن عليه الراحة والذهاب إلى [[أدرنة]] والتمتع بالصيد عوضاً عن الغوص في أمور الدولة المتشابكة، أثررحب هذا فيبهذا السلطان الشابالفتى إذ أعجب كثيراً بهدوء أدرنة التى أنسته المؤامرات والتمردات التي كانت تشهدها [[إسطنبول]] فقرر الإقامة بها وأمضى بها معظم سلطنته، كما أدمن على الصيد وقضى معظم وقته في حملات الصيد. كان محمد باشا معجباً بالسلطان [[مراد الرابع]] ورأى أن سياسة الشدة التي طبقها الأخير هى الأصلح لتعديل الأمور.
 
كانت المشكلة الأولى التي يواجهها محمد باشا هي إحتلال [[البندقية|البنادقة]] لجزربوزجالجزر بوزجا أدا و [[ليمنوس]] وسدهم مدخل مضيق [[الدردنيل]] <nowiki/>وفرضهم حصاراً بحرياً على العاصمة إسطنبول ومنعهم سفن البضائع القادمة من مصر والشام من المرور مما تسبب في إرتفاع أسعار المواد الغذائية وكاد أن يحدث مجاعة في إسطنبول، كما قطعت طرق المواصلات مع القوات العثمانية في [[كريت]]. أمر محمد باشا أحد قادة البحرية بتحرير تلك الجزر وفتح الممر البحري، لكن فشل الرجل في مهمته نتيجة مخالفة الريح له، وعلى الرغم من ذلك فقد أمر محمد باشا بإعدامه. كلف محمد باشا قائداً أخر بالمهمة، ولحسن الحظ تمكن أحد جنود المدفعية خاصته من إستهداف سفينة القيادة للبنادقة فأصاب مخزن الذخيرة بها وإنفجرت إلى أشلاء وقتل قبطانها الذي يسميه الأتراك "الأعور" والذي كثيراً ما ضرب السفن العثمانية، فكانت النتيجة أن خاف البنادقة وإنسحبوا من الجزر وفتح الممر البحري مرة أخرى وكافئ محمد باشا جندى المدفعية مكافأة جليلة وإستبشر الناس خيراً بوزارة محمد باشا.
 
كان محمد باشا يخشى كثيراً من منافسيه ويدرك أن منصبه مطمع للعديد من الوزراء والباشوات ، وكان محمد باشا متوهماً بالذات من [[غازي حسين باشا]] الذي كان قائداً للقوات العثمانية في كريت وكانت الصدارة قد وجهت إليه في السابق لكنها حولت عنه قبل إستلامه المنصب إلى شخص أخر. كان حسين باشا بطلاً كبيراً إذ قاتل في كريت منذ عدة سنوات في ظروف بالغة الصعوبة ودون إمدادات معظم الوقت وبرغم ذلك فقد إنتصر عدة مرات على البنادقة وحاصر مدينة [[كاندية]] وفشل البنادقة في إخراجه من الجزيرة. رغم ذلك أمر محمد باشا بإستدعاء حسين باشا إلى أدرنة حيث إتهمه بالتقاعس عن الإستيلاء على كانديه _رغم علمه بصعوبة موقفه دون إمدادات_ وأمر بحبسه. علم محمد باشا لاحقاً بأن السلطانة الوالدة قد تعاطفت مع حسين باشا وأنها ستأمر بإطلاق صراحه، فخشى أن يكون ذلك مقدمة لعزله وتنصيب حسين باشا بدلاً منه فأمر بإعدامه خنقاً في سجنه. في تلك الأثناء حدثت ثورة لقوات السباهية في العاصمة نظراً لعدم تحقيق مطالبهم فإستعان محمد باشا بالإنكشارية وقضى على تمردهم بوحشية. بسبب كل ذلك أصبح لمحمد باشا صيت مفزع وأصبح كل رجال الدولة يخشونه.
 
== التمردات عليه ==
كان أمير [[ترانسيلفانيا]] [بالعثمانية: أردل] جيورغي راكوشي التابع إسمياً للعثمانيين قد دخل في عداء مع مملكة بولندا وتراسل سرياً مع النمسا أعدى أعداء العثمانيين، كان راكوشي طامحاً في جعل إمارته دولة كبري. إستولى راكوشي على عدة قلاع من بولندا فأرسل ملك بولندا رسالة إلى محمد باشا يشكو إليه فعل أمير أردل. أمر محمد باشا راكوشي بأن يخلى القلاع التي إستولى عليها ويعيدها للبولنديين وأمره بالتوقف عن التدخل في شئون بولندا. فأرسل راكوشي بدوره رسالة إلى محمد باشا يستفسر عن السبب في ذلك بينما وسعت الدولة العثمانية حدودها. إعتبر محمد باشا رد جيورغي راكوشي تمرداً وأمر خان [[القرم]] التابع للعثمانيين بتأديب راكوشي. هزم خان القرم قوات راكوشي لكن نجح الأخير في الفرار فقاد محمد باشا جيشه بنفسه ودخل الأمارة لكنه لم يعثر على راكوشي الذي فر إلى [[النمسا]] وأبلغ كل أمراء أردل محمد باشا بأنهم طائعين للسلطان، فأصدر محمد باشا قراراً بنقل عاصمة الإمارة من [[تارغوفيشتهترجوفيشت]] إلى [[بوخارست]] من أجل فرض رقابة أكبر على الإمارة _وهكذا أصبحت بوخارست عاصمة رومانيا_ كما ضم مدينتي يانوفا وفاراد للحكم العثماني المباشر وسلخهم من الإمارة.
 
كانت سياسة محمد باشا قد ألبت عليه العديد من رجال الدولة. فأعلن أباظة حسن باشا والى حلب الثورة ضده وشاركه العديد من الباشوات وصلوا إلى 31 باشا كما إشترك في التمرد أحد أقسام شعب [[الأناضول]] المعروفين بإسم "الجلالية" والذين كانوا في تمرد مستمر ضد الدولة. أرسل حسن باشا رسالة إلى السلطان محمد الرابع أعلن فيها خضوعه وعبوديته للسلطان وقال إن تمرده ليس ضد السلطان بل ضد شخص محمد باشا الذي يسعى لعدم إبقاء رجال داخل الدولة ويتعامل بالظلم، ونصح السلطان بأن يعين أحد قادة التمرد "أحمد باشا" بن [[طيار محمد باشا]] الذي كان صدراً أعظماً في عهد مراد الرابع وإستشهد في حصار بغداد. ورغم ذلك أعطى السلطان الرسالة إلى محمد باشا الكوبريللي دون أي تعليق وأمر بتجهيز جيش بقيادة "مرتضى باشا" وعينه والياً على حلب وأمره بالتخلص من العصاه. خرج مرتضى باشا بجيش من 30 ألف مقاتل لكن كانت قواته حديثة التدريب وكانت نخبة القوات العثمانية موجودة في كريت، بالإضافة إلى النفور بين طرفي الجيش "السباهية والإنكشارية" نتيجة فض الإنكشارية العنيف لتمرد السباهية مسبقاً، فهزم الثوار مرتضى باشا لكنهم اختلفوا لاحقاً فيما بينهم وأنهكهم القتال مع جيش مرتضى باشا فعرضوا التفاوض. رحب بهم مرتضى باشا في قصره في [[حلب]] وأمنهم على حياتهم وإستضافهم على مأدبة غداء، لكنه غدر بهم أثناء الطعام وقطع رؤسهم جميعاً وأرسلها إلى العاصمة. ولما كان محمد باشا يخشى من ثورة الجلالية نتيجة قتل زعماء الثورة فقد أرسل جيشاً أخر بقيادة "إسماعيل باشا" وعينه مفتشاً على الأناضول وقد قام إسماعيل باشا بقتل 10 الآف شخص بتهمة الجلالية.