اليمن في العصر الأموي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 7:
لا تسعفنا مصادر التاريخ الإسلامي العامة في رسم صورة واضحة لأوضاع اليمن في الزمن الأموي، إذ يبدو أن انتقال مركز الثقل السياسي إلى الشام وما رافق ذلك من أحداث عامة متنوعة هناك بالإضافة إلى الفتوحات في المغرب والأندلس قد غطى على الأحداث المحتملة التي جرت في اليمن خلال ما يقارب القرن من الزمان، وربما تعلق الأمر ـ بعد خروج معظم أهل اليمن للجهاد ـ بفترة هدوء تنفس فيها أهل اليمن الصُعَدَاء، حتى إذا انصرم قرن من الزمان، تبدأ الأحداث ثانية بالظهور، ولذلك فإن المصادر التاريخية لهذه الفترة لا تجود إلا بذكر أسماء الولاة ومددهم في اليمن في الفترة من 41 ـ 132 هـ وهو زمن خلافة بني أمية في اليمن والتي قطعتها خلافة [[ابن الزبير]] في الأعوام 64 ـ73 هـ، فقد ولي اليمن أكثر من خمسة وعشرين والياً بمدد مختلفة لعل أطولها ولاية [[يوسف بن عمر الثقفي]] الذي ولي اليمن ثلاث عشرة سنة ابتداءً من خلافة هشام بن عبد الملك 105 هـ وقد استأثر الثقفيون عامة بثقة بني أمية فأكثروا من توليتهم ولايات مختلفة من بينها اليمن، وأحدهم [[محمد بن يوسف الثقفي]] أخو الحجاج وهو الذي استنابه عنه في اليمن وأبرز ما تذكره المصادر في زمن محمد بن يوسف هذا هو أنه هم بحرق [[المجذومين]] بصنعاء، إذ جمع حطباً عظيما لأجل ذلك، بيد أن منيته عاجلته قبل تنفيذ الحرق، ولا تعطي المصادر أسباباً لكثرة العزل والتولية خاصة وقد طرأ على إدارة الولايات نمط جديد من التولية يجوز بمقتضاه للوالي أن يرسل من ينيب عنه إلى ولايته فيما يستقر هو بجانب الخليفة أو حيث شاء وهو ما يفيد التكريم بالمناصب والموافقة على جناية منافعها دون تجشم عناء المسئولية، ولنا أن نتصور أن مهمة هؤلاء الولاة كانت الحفاظ على مخاليفهم من جهة الأمن والاستقرار وفض الخصومات والولاء للخلافة وتقديم الزكاة والأعشار وسائر المدفوعات الأخرى، لترسل إلى عاصمة الخلافة بعد الصرف منها على شؤون الولايات، وبهذا الصدد تذكر المصادر أن بحيرا بن ريشان الحميري وهو من القلائل من أهل اليمن الذين تولوها من قبل [[يزيد بن معاوية]] قد قبل ولاية اليمن على مال يؤديه للخلافة كل عام ولعله أساء السيرة في أهل اليمن لجمع الأموال لنفسه والخلافة حتى يستحق وصف المصادر له بأنه كان عاتياً متجبرا.
 
كما تخللت فترة الحكم الأموي خروج ولاية اليمن على سيطرة الأمويين ودانت لسيطرة (عبد الله بن الزبير) الذي بويع بالخلافة في مكة (64 - 76 هـ)، وخلال مدة حكم ابن الزبير والتي لا تزيد عن تسع سنوات استطاع ابن الزبير أن يرسل إليها الولاة من قبله ، فعين على اليمن [[ قائمة ولاة اليمن في عهد عبد الله بن الزبير|احدى عشر واليا]] في تسع سنين، وهم الذين سرعان ما كان يتم استبدالهم أيضاً حتى أن فترة بعضهم لم تتجاوز الشهور، وكان أولهم الضحاك بن فيروز الديلمي وآخرهم ابو النجود<ref>الخزرجي، شمس الدين أبي الحسن علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن الأنصاري، العسجد المسبوك في ذكر من ولي اليمن من الملوك، خ، طبعة ثانية مصورة، 1981م، ص22.</ref>، وظهوروظهر امر الخوارج في فترة ولايته<ref>الخزرجي،المصدر السابق، ص22-23.</ref> وتدل قصر مدة كل وال على مدى اضطراب أحواله وارتجال إدارته في سنوات صراعه مع الدولة الأموية وخوفه من استقلال أي وال أثناء ولايته على اليمن فيما لو طالت مدة بقائه فيها ، ولذلك تميزت اليمن بالاضطراب زمن خلافة ابن الزبير .
 
وربما كانت أبرز الأحداث في فترة الخلافة الأموية وتداخلها مع خلافة ابن الزبير المغمورة الذكر في المصادر والأبحاث الحديثة هي خروج [[عباد الرعيني]] ضد الوالي [[يوسف بن عمر الثقفي]] بثورة امتدت إلى عدة [[مخلاف|مخاليف]] باليمن ، ولكن الأخير قتله هو وأعوانه في عام 107 هـ،