أحمد الناصر لدين الله: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 45:
==سياسته==
 
الناصر لدين الله أوّل خليفة عبّاسي استوزر رجلاً علويّاً هو نصير الدين ناصر بن مهدي ، العلوي الرازي ، وهكذا دخل العلويون والحنابلة ،رغم شافعية الخليفة، وكانوا قبل أعداء دخلوا في خدمة الدولة العبّاسية ، وأصبحوا بنعمة الله إخواناً ، ولم يبق للتعصّب المذهبي الذي ضعضع الدولة العبّاسية أثراً ، فلا تزال الطائفية شوكاً على الدول قديماً وحديثاً ، والحاكم الصالح هو الذي يقمع الطائفية بالعدل والإنصاف والمساواة ، وبذل العناية والمراعاة لجميع طوائف شعبه وأفرادهم ، وهكذا كان الخليفة الناصر لدين الله ، حتى أتى بمعجزة بشريّة في الحكم ، ما نالها الخلفاء الأوّلون ولا أدركها الآخرون ، وكان كل مَن آنس منه تعصّباً ذميماً من رجال الدولة ضربه ضربة قاسية ، وصار قدوة صالحة لرجال الدولة ؛ فأذعنوا جميعاً راضين ، واستبان للمؤرّخ المنتصف أنّ أكثر التعصّب المذهبي المفرط كان من بابة الاحتراف والاشتغال ، والأعمال لنيل المناصب وتحصيل المكاسب والاستئثار بالأموال ، ولا صلة له بحقيقة الدين وكنه البقير .
 
كانت سياسة الناصر لدين الله تعتمد على احسان انتخاب الرجال للاعمال ، فأدخل في خدمة الدولة طائفتين كانتا متعاديتين بينهما ومعاديتين للدولة العباسية ، وهما الشيعة والحنابلة ، وقطع دابر الطائفية من دولته ، وأزال أثار الاعاجم التي تذكر الشعب بسلطتهم وسلطانهم <ref>مصطفى جواد ، في التراث العربي ، ج 1 ، ص 26</ref>.