عبد الله المستعصم بالله: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
سطر 50:
 
== محاولة تشويه سيرته ==
 
بمجرد أن وُري جثمان الخليفة الثرى، حتى بدأت حملة منظمة أريد بها تشويه صورته ومسيرته في أعين الناس، فأتهِم بالإستبداد، مع أن مكمَن ضعفه ركونه إلى أراء مشاوريه (غير الأكفاء)، وبلغ برشيد الدين فضل الله الهمذاني المؤرخ الرسمي للمغول إلى القول بأن عدد نسائه بلغ سبعمائة زوجة وسَريّة وألف خادمة ، بينما يذكر مؤرخ بغدادي واسع الاطلاع ومعاصر هو ابن أنجب الساعي أنه "كان له جاريتان قبل الخلافة، له من إحداهما ثلاثة بنين وبنت، ومن الأخرى أربع بنات، فلما أفضت الخلافة إليه لم يتغير عليهما ولا أغارهما بل راعهما حفظاً لعهدهما، ثم طلبت منه أم البنين أن يعتقها ويتزوجها ففعل ذلك، فلما ماتت استجد بأخرى وحَظيت عنده فلم يعترض بغيرها وجاء منها بولد ذكر، وطلبت منه أيضاً أن يعتقها ويتزوجها ففعل ذلك، هذا فيما يرجع إلى حسن العشرة وحفظ العهد ومراعاة الصحبة والوفاء". فأنظر إلى مدى تجاوز الإتهام كل حدود المعقول وقِس على ذلك كثيراً مما سواه من الإتهامات التي كيلت إلى هذا الخليفة.
ويكفي أن نسوق هنا شيئاً مما نقله ابن قنيتو الإربِلي عن ابن الساعي، لنتبين بعض مزاياه وفضائله، يقول: "وأما سيرته فكان فيه أوصاف لم تجتمع في غَيره ممن مضى من آبائه وأجداده- رحمهم الله- فأنه كان حافظاً للقرآن المجيد، عاكفاً على تلاوته، مواظباً على الصلوات في أوقاتها وصوم الاثنين والخميس من كل شهر، وصوم شهر رجب دائماً، لا يُخِل بذلك مدة خلافته وقبل خلافته. وقال مؤرخ بغدادي معاصر أيضاً، هو ظهير الدين بن الكازورني "كان. قدس الله روحه- جميل الصورة حسن الوجه، كامل المحاسن، أسمر اللون، حسن العينين، مسترسل شعر الوجه، ظاهر الحياء، كثير التلاوة للقرآن المجيد، صالحاً ديناً لا يتعرض بشيء من المنكر ولعله لم يَرَ صورته ولا يعرفه، وكان ليَّن الأكناف صالحاً ديناً شريف النفس كريم الطباع.. صبر على الشدائد والأمور المستعصيات فأن عساكر المغول دهمته ونزل بين الكُشك العتيق والملكية في سابع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وستمائة، فتلقاهم بعزم شديد ورأي سديد، وأخرج إليهم إقبالاً الشرابي بعسكر الديوان وثبت لهم إلى الليل، ثم لاحت لهم إمارة قوة عسكر بغداد فانهزموا ليلاً ولم يلاقوهم، وعادت عساكر بغداد منصورة محروسة من العدو ببركته". كان هذا قبل احتلال المغول بغداد سنة 656 فلما احتلت إنقلب "عزمه الشديد" عند أولئك المؤرخين- إلى عجز وتفريط و"رأيه السديد" إلى استبداد وعدم الإستماع إلى نصح الناصحين<ref>عماد عبد السلام رؤوف ، المستعصم بالله العباسي ، رسالة موجهة للدكتور جمال الدين الكيلاني ، 2017 </ref>.
 
== صفاته ==
 
كان كريماً حليماً سليم الباطن حسن الديانة. قال الشيخ قطب الدين: كان متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة، وكان للمستنصر أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشجاعة والشهامة، وكان يقول: إن ملكني الله الأمر لأعبرن بالجيوش نهر جيحون وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم فلما توفي المستنصر لم ير الدويدار والشرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر وخافوا منه، وآثروا المستعصم للينه والقيادة ليكون لهم الأمر فأقاموه، ثم ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي فأهلك الحرث والنسل ولعب بالخليفة كيف أراد وباطن التتار وناصحهم وأطمعهم في المجيء إلى العراق وأخذ بغداد وقطع الدولة العباسية ليقيم خليفة من آل علي، وصار إذا جاء خبر منهم كتمه عن الخليفة ويطالع بأخبار الخليفة التتار إلى أن حصل ما حصل.
 
السطر 74 ⟵ 72:
</ref>
 
== انظر أيضًا ==
* '''[[مسجد ومرقد المستعصم بالله]]'''
 
* '''[[مسجد ومرقد المستعصم بالله]]'''
 
== مراجع ==