إصلاحات البوربون: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:استبدال وصلات ISBN السحرية.
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:تدقيق إملائي (تجريبي)
سطر 3:
'''إصلاحات البوروبون''' ([[لغة إسبانية|بالقشتالية]]: ''Reformas Borbónicas'') هي مجموعة من التشريعات الاقتصادية والسياسية الصادرة من عدة ملوك من [[آل بوربون]] الذين حكموا [[تاج إسبانيا|التاج الإسباني]] في القرن 18. والهدف هو تعزيز سلطة التاج مع حدود واضحة لصلاحيات المسؤولين، على النقيض من النظام المعقد للحكومات التي انشئت في ظل [[إسبانيا هابسبورغ|ملوك هابسبورغ]]<ref>[[James Lockhart (historian)|James Lockhart]] and [[Stuart B. Schwartz]], ''Early Latin America''. New York: Cambridge University Press 1983, p. 347.</ref>.وقد واصل التاج سيادته وبالذات على الكنيسة الكاثوليكية مما أدى إلى قمع [[يسوعيون|جمعية يسوع]] في عام 1767، بالإضافة إلى محاولة إلغاء الإمتيازات الكنسية (''fuero eclesiástico'').<ref>N.M. Farriss, ''Crown and Clergy in Colonial Mexico''. London: Athlone 1968.</ref>.
 
أدت الإصلاحات في إعادة هيكلة ضخمة للجسم الإداري وتكوين طاقمها<ref>James Lockhart and Stuart Schwartz, ''Early Latin America''. Cambridge: Cambridge University Press 1983, p. 347.</ref>. وكان الهدف من الإصلاحات هو تحفيز التصنيع والتقنية لتحديث اسبانيا. وقد اعتمدت الإصلاحات في [[أمريكا الإسبانية]] لجعل الجسم الإداري أكثر كفاءة وتعزز التنمية الاقتصادية والتجارية والأموال العامة. وقد فعل التاج ذلك ليكون له تأثير إيجابي على اقتصاد اسبانيا. وفوق ذلك، كان القصد من إصلاحات البوربون هو الحد من قوة ال[[كريول]] وإعادة تأسيس سيادة الاسبانيةالأسبانية على المستعمرات<ref>Ortega Noriega, Sergio. [http://omega.ilce.edu.mx:3000/sites/estados/libros/sinaloa/html/sec_55.html "Las reformas borbónicas y la Independencia, 1767-1821"] {{webarchive |url=https://web.archive.org/web/20051125052321/http://omega.ilce.edu.mx:3000/sites/estados/libros/sinaloa/html/sec_55.html |date=November 25, 2005 }}, ''Breve historia de Sinaloa''. Mexico, 1999. ISBN 968-16-5378-5</ref>. حققت تلك الإصلاحات نتائج متباينة إداريا ولكنها نجحت في استعداء النخب المحلية في الأمريكتين (وتسمى ال[[كريول]]) مما أدى في النهاية إلى زوال جميع مستعمرات التاج الإسباني<ref>[http://www3.gettysburg.edu/~tshannon/hist106web/site7/The%20Bourbon%20Reforms.htm "The Bourbon Reforms"] {{webarchive |url=https://web.archive.org/web/20151026033231/http://www3.gettysburg.edu/~tshannon/hist106web/site7/The%20Bourbon%20Reforms.htm |date=October 26, 2015 }}</ref>.
 
== نهاية حقبة آل هابسبورغ ==
سطر 9:
 
== بداية حقبة آل بوربون ==
سلمت إسبانيا بعد الحرب بعض من أراضيها الأوروبية ومنحت [[إنجلترا]] حق احتكار تجارة الرقيق الأفارقة إلى [[الأمريكتين]]<ref>Hill: ''Robert Harley'', 162–5; Wolf: ''Louis XIV'', 581; Pitt: ''The Pacification of Utrecht'', 460; Trevelyan: ''England'', III, 182–5</ref>. اتخذ [[فيليب الخامس ملك إسبانيا]] أول ملوك آل بوربون تدابير تهدف إلى مواجهة تراجع القوة الاسبانيةالأسبانية. فحتى قبل الحرب كانت حالة الإمبراطورية متزعزعة. فعندما توفي [[كارلوس الثاني ملك إسبانيا|كارلوس الثاني]] كان الجيش غير فعال أو معدوم عمليا، ويتكون من فرقة واحدة فقط؛ والخزانة مفلسة. ولم تشجع الدولة التجارة ولا الصناعة. فاحتاج فيليب الخامس ووزرائه إلى التحرك بسرعة لإعادة بناء تلك الإمبراطورية.
 
===التأثير الفرنسي===
حافظ ملوك البوربون الإسبان على علاقات وثيقة مع فرنسا، فعينوا العديد من الفرنسيين مستشارين عندهم. وإن لم تتمكن الأفكار الفرنسية الجديدة في السياسة والعادات الاجتماعية أن تبدل كل القوانين والتقاليد الإسبانية لكنها أصبحت نموذجا هاما في كلا المجالين. ولذلك كان هناك دفق للبضائع والأفكار والكتب الفرنسية التي ساعدت في نشر أفكار [[عصر التنوير|التنوير]] في جميع أنحاء الإمبراطورية الاسبانيةالأسبانية. بمعنى أن جميع الأنماط الفرنسية أتت في القرن التالي، وأدت إلى نوع جديد من الأشخاص وهم اتباع [[الفرنسة]] الذين رحبوا بالتأثيرات جديدة. إضافة إلى ذلك تعرضت موانئ أمريكا الإسبانية خلال حرب الخلافة لحصار من الأساطيل البريطانية والهولندية. فاتجهت إسبانيا الىإلى فرنسا لمساعدتها في تصدير السلع والبضائع. وتلك هي المرة الأولى في تاريخ إسبانيا الاستعماري أن تجارتها تكون في دولة أجنبية. فالعلاقة التجارية الجديدة حفز الاقتصاد الاستعماري، خصوصا أن [[شيلي]]<ref>Skidmore, Thomas E. and Peter H. Smith. ''Modern Latin America''. Oxford: Oxford University Press, 2005.</ref>.
 
==في أرض إسبانيا==
سطر 30:
وقد وصفت إصلاحات البوربون بأنها "ثورة في الحكومة" للتغييرات الجذرية في هيكل الإدارة التي سعت لتعزيز سلطة الدولة الإسبانية، وتقليل قوة النخب المحلية لصالح أصحاب المناصب الحكومية في شبه الجزيرة الايبيرية، وزيادة العائدات للتاج<ref>Brading, ''Miners and Merchants in Bourbon Mexico'', pp. 33-94.</ref>.
 
وجاء الجزء الأكبر من التغيرات في أمريكا الإسبانية في النصف الثاني من القرن 18 بعد التفتيش العام لخوسيه دي غالفيز في [[إسبانيا الجديدة]] (1765-1771)، وقد عين فيما بعد وزيرا للإنديز. فالإصلاحات التي جرت في أسبانيا الجديدة قد طبقت تدريجيا في أماكن أخرى من أمريكا الإسبانية<ref>Brading, ''Miners and Merchants in Bourbon Mexico'', p. 34.</ref>. وهناك قبلها عملية إصلاح بإنشاء مقاطعة للتاج الاسبانيالأسباني وهي [[غرناطة الجديدة]] (1717) حيث اقتطعت من [[إقليم البيرو]] لتحسين إدارة الممتلكات الإستعمارية. فإنشاء غرناطة الجديدة بدأ في 1717 ثم أزيلت بعدها بست سنوات، وأخيرا ظهرت مرة أخرى سنة 1739، وهي سبقت الإصلاحات التي جرت أواخر القرن. لقد كان تغييرا إداريا عكس الاعتراف (منذ أوائل القرن 16) بأن المنطقة الشمالية من أمريكا الجنوبية تعتبر بعيدة عن بيرو، وهو نوع من التحديات. لقد كان هناك إنشاءات سابقة لمقاطعات عامة في غواتيمالا وفنزويلا تدل على الزيادة في أهميتها<ref>James Lockhart and Stuart Schwartz, ''Early Latin America''. Cambridge: Cambridge University Press 1983, p. 348.</ref>. وفي 1776، اقتطعت مقاطعة من إقليم البيرو وهي الإختصاص الثاني [[ملكية ريو دي لا بلاتا البديلة]] وهو جزء من الإصلاح الإداري الشامل لخوسيه دي غالفيز<ref>[http://www.portalplanetasedna.com.ar/capitulo_2.htm "Reformas Borbónicas en el Virreinato del Río de la Plata"] Historia Argentina-Planeta Senda.</ref>. وأيضا أنشئت في ذات السنة مقاطعة العامة مستقلة في فنزويلا.
 
تركزت المسائل الاستعمارية في حكم كارلوس الثالث تحت وزارة واحدة، والتي لديها سلطة بعيدة عن سلطة [[مجلس الإنديز]]. وفوق ذلك فقد كان تقدم (ال[[كريول]]) الأمريكان في تكوين الإدارات المحلية في القرن والنصف الماضية من مزادات المكاتب، والفحص يتم خلال التوظيف المباشر للمسؤولين الاسبانالأسبان (يفترض أن يكون المسؤول نزيها وأكثر تأهيلا).
 
وبدأ كارلوس الثالث عملية صعبة في تغيير النظام الإداري المعقد لعائلة [[هابسبورغ الإسبانية|هابسبورغ]] الحاكمة السابقة. فاستبدل العمدة (Corregidores) واعتمد محلها بالفرنسية المتعهد (intendant). وكان لوجود المتعهدين مقصودا لزيادة اللامركزية في الإدارة على حساب نائب الملك والحاكم والقائد العام. وبما أن المتعهدين لهم مسؤولية مباشرة إلى التاج وتم منحهم صلاحيات كبيرة في المسائل الاقتصادية والسياسية. ثبت أن النظام المتعهدية فعالة في معظم المناطق وأدت إلى زيادة في تحصيل الإيرادات. واسندت مقاعد المتعهدية أساسا في المدن الكبيرة ومراكز تعدين ناجحة. معظم المتعهدين كانوا من سكان الأمريكتين لكن مواليد إسبانيا، مما أدى إلى تفاقم الصراع بينهم وبين [[كريول|الكريول]]، الذين يرغبون في الاحتفاظ بالسيطرة على بعض الإدارة المحلية. قلب الملكين كارلوس الثالث والرابع هذا التقدم المحرز للكريول في المحاكم العليا (Audiencias). ففي حكم الهابسبورغ، كان التاج يبيع مناصب المحاكم العليا audiencia إلى الكريول فأنهى ملوك البوربون تلك السياسة. بحلول 1807 "هناك فقط اثني عشر من تسعة وتسعين أعضاء المحاكم العليا هم من الكريول<ref>Burns, E. Bradford and Julie A. Charlip. ''Latin America: An Interpretative History''. Upper Saddle River, New Jersey: Pearson Education Inc., 2007.</ref>."
 
وفيما يتعلق بالاقتصاد، فقد كان تحصيل الضرائب أكثر كفاءة في ظل نظام المتعهدية. ثم أنشأ كارلوس الثالث "مرسوم التجارة الحرة" في 1778 الذي يسمح لموانئ أمريكا الاسبانيةالأسبانية بالتجارة مع بعضها البعض ومع معظم موانئ إسبانيا. لذلك، "فالتجارة لن تقتصر على أربعة منافذ إستعمارية ([[فيراكروز]] و[[قرطاجنة (كولومبيا)|قرطاجنة]] و[[منطقة ليما|ليما / كالاو]] و[[بنما]])<ref>Merrill, Tim L. and Ramón Miró, editors. [http://countrystudies.us/mexico/9.htm "Road to Independence"], ''Mexico: A Country Study''. Washington: GPO for the Library of Congress, 1996.</ref>." وقدمت الدولة تخفيضات ضريبية لصناعة [[الفضة]]. ثم أثبت [[التبغ]] أنه محصول ناجح بعد توسيع احتكارات الدولة. أيضا فإن العديد من المستعمرات بدأت في إنتاج وفرة من المصادر الغذائية اولذي أصبح حيويا للعديد من الدول الأوروبية والمستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية والبحر الكاريبي على الرغم من حقيقة أن معظم هذه التجارة تعتبر مهربة مالم تحمل على السفن الإسبانية . حاول معظم ملوك البوربون حظر هذه التجارة من خلال برامج مختلفة مثل زيادة إيرادات الجمارك لكن دون جدوى<ref>[http://www.britannica.com/hispanic_heritage/article-60863 "History of Latin America"]. Encyclopædia Britannica Presents Hispanic Heritage in the Americas.</ref>.
 
بالكاد كان هناك جيش بالمنظور العملي لأسبانيا الأمريكية قبل الإصلاحات بوربون، ومالديها هو غير متناسق ومتناثر. فأنشا البوربون [[ميليشيا]] أكثر تنظيما ونشرت لأول مرة ضباط من إسبانيا ولكنها سرعان ماانهارت عندماأخذ السكان المحليين معظم المناصب. ثم أصبحت الميليشيات الاستعمارية مصدر هيبة للكريول المتعطشين. فالتسلسل الهرمي للجيش هو تسلسل عنصري. وغالبا ما تنشأ الميليشيات من الأعراق، هناك ميليشيات للبيض وأخرى للسود ومختلطي العرق. وجميع ضباط الرتب العليا هم إسبانيو المولد بينما يحتل الكريول المراحل الثانوية بالقيادة.