مشروب: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط روبوت - اضافة لشريط البوابات : قهوة (96108) (من en wiki)
←‏حكاية الشراب: تم تصحيح خطأ مطبعي, تم إصلاح النحو, تمت إضافة روابط
وسمان: تحرير من المحمول تعديل في تطبيق الأجهزة المحمولة
سطر 8:
و يحتاج الإنسان إلى تجهيز الماء كما يحتاج إلى تجهيز طعامه من خبز أو لحوم أو خضر. بل أنه يجد الماء في حالة معدة للاستعمال، وليس عليه في أكثر الأحيان إلا أن ينقي هذا الماء من بعض المواد العالقة به.
 
و لأهمية [[الماء]] في حباةحياة [[الإنسان]] والحيوانو[[الحيوان]] والزارعة،و[[الزارعة]]، كان عاملا أساسيا في انتشار حضارة الإنسان على الأرض، وفي قيام المدن وازدحام السكان وتعمير [[الأرض]].
 
و لما كانت مياة الأنهار عذبة طبيعتها، صار الإنسان منذ أقدم الأزمنة يسكن على ضفافها، ولوفرة الماء فيها اتغل بالزراعة، وهذه جرته إلى الاشتغال بالصناعة ثم بالتجارة. ولأسباب أخرى نزح الإنسان إلى المناطق التي لا ماء فيها كالأودية والصحاري. ولكنه كان يبحث بادئ ذي بدء عن الماء فاستخرجه من الآبار أو اكتشفه في الواحات.
سطر 14:
و لكن الماء ليس الشراب الوحيد الذي يتناوله الإنسان مع طعامه. بل انه ابتكر أنواعا أخرى من الشراب، ولكنها تعتمد في تكوينها على الماء. ومن هذه الأنواع الخمور أو المشوربات الروحية، كالنبيذ والجعة وغيرها.
 
و كثير من الشعوب الفطرية كانت إلةإلةَ انتشاؤانتشار [[الاستعمار الأوروبي]] تجهل استعمال الخمور. فأهل أستراليا الأصليون إلى أن اكتشف الأوروبيون بلادهم كانوا لا يشربون إلا الماء. ومثالهم في ذلك قبائل الهتنتوت وقبائل [[الهنود الحمر]] من سكان أمريكا الشمالية.
 
و لكن مع ذلك فقد عرفت أكثر شعوب الأرض من أقدم الأزمنة الخمور. لا سيما البلاد التي تنمو فيها الفاكهة أو تزرع فيها الحبوب.
سطر 20:
و قد جاء اكتشف التخمير بطريق الصدفة المحضة، فقد حدث ولا شك أن ترك عصير هذه الفاكهة أو الحوب في الماء حتى اختمر وأصبح له طعم خاص.
 
من هذا نرى أن تنوع الخمور في العالم يرجع إلى تنوع المواد الأولية القابلة للتخمير ولهذا صنعت الخمور في كل بلد من النباتات المنتشرة فيها. فصنعت الخمور من البلح في [[أفريقيا]] وآسيا،و[[آسيا]]، وصنعت من [[التفاح]] في شمالي أوربا،[[أوربا]]، كما صنعت من العسل. وصنع التتار الخمور من الألبان كما صنعها العرب الجاهلية.
 
و أكثر هذه الخمور انتشارا الجعة،[[الجعة]]، فقد استقطرها قدماء المصريين من [[الشعير]] ووجدت طريقها إلى أوربا. وصنعت من [[الشوفان]] في روسيا،[[روسيا]]، ومن الذرة في أواسط أفريقيةأفريقيا. وصنعت من الأرز في الصين. كما عرف قدماء المصريين [[النبيذ]] فاستقطروه من العنب،[[العنب]]، وما زالت الرسوم التي على الآثار المصرية القديمة توضح عملية التقطير بدرجاتها المختلفة.
 
و للتأثير العصبي الذي تحدثه الخمور اتصلت في قديم الزمان بالدين، وصارت مقدسة عند قدماء الأغريق وغيرهم. وأخذت طريقها إلى بعض الديانات عن هذه التقاليد القديمة.
سطر 30:
و لو أن الإسلام فرض على اتباعه الايمان بنبوة عيسى وموسى، إلا أنه خالف النصرانية واليهودية في إباحة الخمور في كل ألوانها وأنواعها. وفي العصور الحديثة، وقد تقدم الطب، درس رجاله آثار الخمور ونادوا بأضرارها، وتبعهم الأخلاقيون فأنشأوا الجمعيات للدعاية ضدها، وحرمتها بعض البلاد الغربية لهذا السبب.
 
و في العصور الأخيرة انتشرت أنواع أخرى من المشروبات انتشارا هائلا حتى كادت تعم أنحاء الأرض جميعا، بعد أن كانت مقصورة على شعوب معينة. وأهم هذه الأنواع [[القهوة]] والشايو[[الشاي]].
 
و تصنع القهوة من ثمر نبات شجرة البن التي كانت تنمو أصلا في بلاد الحبشة. ومن هناك وجدت طريقها إلى بلاد العرب في القرن الخامس عشر ومن ثم انتشرت شرقا و غربا، ويعزو البعض انتشارها إلى انتشار [[الإسلام]].
 
و انتشرت زراعة [[البن]] بسبب انتشار استعمال القهوة. واشتهرت بها [[الهند]] وسيلان وجزائرو[[الجزائر]] الهند الغربية وأمريكا الوسطى والبرازيلو[[البرازيل]] وصارت الأمكنة التي تجهز فيها القهوة أندية اجتماعية عامة. وأخذت اسمها من اسم القهوة في بلاد الغرب كما كانت في البلاد العربية.
 
و أول [[مقهى]] أنشئ في [[لندن]] كان في عام 1652 وصارت المقاهي إذ ذاك مجالس [[السياسة]] والعلمو[[العلم]] والأدب،و[[الأدب]]، وأول مقهى أنشئ في [[فرنسا]] كان بعد ذلك بعامين في مرسيليا. ثم وصلت القخوة إلى باريس فأنشئت لها المجالس الفاخرة التي كانت تضم كل طبقات الشعب وكانت مجامع الأدب والفنو[[الفن]] كما كانت مراكز الثورة الفرنسية.
 
و في السنين الأخيرة أخذ الشاي ينافس القهوة في الانتشار العالمي، ولم تنتقل زراعته كما انتقل البن بل بقيت محصورة في آسيا الشرقية والجنوبية، في الهند وسيلان واليابانو[[اليابان]] والصينو[[الصين]]. ويجهز الشاي باغلاء أوراقه في الماء.
 
و في بادئ الأمر كان الشاي شرابا مقدسا عند الكهنة البوذيين في أواسط آسيا، يحتسونه كمنبه ليقوموا بواجباتهم الدينية في الليل. وصار منذ القرن الأول الميلادي شرابا عاما في الصين، ومن ثم انتشر بين أنحاء آسيا الأخرى، ثم عرف في أوربا وأمريكا.