تاريخ الخبز: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
سطر 1:
[[ملف:Giovanni Giacometti Il pane.jpg|تصغير|يسار|لوحة الخبز للرسام السويسري [[جيوفاني جياكوميتي]]]]
يعود '''تاريختأريخ الخبز''' [[الغذاء|كغذاءغذاءاً]] إلى تاريختأريخ استخدام [[الإنسان]] [[الحبوب|للحبوب]]. [[الخبز]] هو منتوج مصنوع بطريقة مباشرة من [[الحبوب]] بطريقة يدوية (في وقت لاحق تم صناعته بآلات)، ومن الممكن اعتباره أول تطبيق لصناعة الأغذية من الحبوب كمنتوج غذائي في [[تاريخ البشرية|تأريخ البشرية]] سبق كلا من [[الزيت النباتي]] و[[النبيذ]].<ref>Toussaint-Samat, Maguelonne (1994). A History of Food (en inglés) (primera edición). Wiley-Blackwell. p. 824</ref>
 
[[الجهاز الهضمي]] البشري لا يستطيع هضم الحبوب وحدها. لهذا يتم تحويل [[الحبوب]] إلى منتجات عديدة ومنذ ذاك الوقت بدأ الإنسان في تصنيع منتجات أساسية بالنسبة له من [[الحبوب]] والتي تدعمه [[نشويات|بالنشويات]] التي تُدمج مع [[البروتينات]] الموجودة في [[اللحوم]].<ref name="Heinrich Eduard 2007 p. 416">Heinrich Eduard, Jacob; Peter Reinhart (2007). Six Thousand Years of Bread: Its Holy and Unholy History (en inglés) (primera edición). Skyhorse Publishing. p. 416.</ref> لهذا، يُعد [[الخبز]] البدائي المصنوع من [[الشعير]] من أول [[الأغذية]] المصنوعة في [[تاريخ الغذاء|تأريخ الغذاء]].<ref>Dorwin Teague, Walter (2008). Flour for Man's Bread: A History of Milling (en inglés) (MINNE edición). Univ Of Minnesota Press. p. 400.</ref> وتؤكد بعض الأبحاث أن الإنسان بدأ بطهي الحبوب قبل صناعة [[الخبز]].<ref name="Belderok, Bob 1958 p. 400">Belderok, Bob; J. Mesdag , Hans Mesdag, Dingena A. Donner (1958). Bread-Making Quality of Wheat (en inglés) (MINNE edición). Maynard Smith. p. 400.</ref>
 
على مدار تاريختأريخ الحضارات كان الخبز يُصنع من [[الحبوب]] المتاحة في أرض كل دولة. فعلى سبيل المثال، يمكن ملاحظة أن [[القمح]] كان مُستخدماً في [[أوروبا]] و[[أفريقيا]] و[[الذرة]] في [[أمريكا]] و[[الأرز]] في [[أسيا]]. في القديم كان يتم التفريق بين طبقات المجتمع باستخدام الخبز حسب لون فتات الخبز. فمثلاً، كانت الطبقات الأكثر فقراً تستخدم الخبز المصنوع من [[الشعير]] ذي الكسرة الداكنة، بينما كانت الطبقات العليا تتغذى على الخبز المصنوع من [[القمح]] ذي الكسرة البيضاء.<ref>Goody, Jack (1982). Cooking, cuisine, and class: A study in comparative sociology (primera edición). Nueva York: Cambridge University Press.</ref> في العديد من الحضارات كان الخبز يشكل جزءجزءا من العديد من الطقوس الدينية والاجتماعية في جزء كبير من العالم وهو أيضاً عنصر اقتصادي هام حسب [[مؤشر أسعار المستهلك]] المُستخدم لتحديد تطور كلفة المعيشة بين الأمم.
 
== ما قبل التاريخالتأريخ ==
[[ملف:Molino neolítico de vaivén.jpg|تصغير|لوحة|مطحنة يدوية تعود [[العصر الحجري الحديث|للعصر الحجري الحديث]]]]
ظهر الخبز كغذاءغذاءأً للإنسان منذ عام [[ألفية 9 ق.م|8000 ق.م]].<ref name="McGee, Harold 2004 p. 896">McGee, Harold (2004). On Food and Cooking: The Science and Lore of the Kitchen (en inglés) (ed. rev. edición). Nueva York: Scribner. p. 896.</ref> لقد قامأدخل [[الإنسان البدائي]] بإدخال [[الحبوب]] في النظام الغذائي عندما بدأ يستقر لزراعة [[القمح]] الأولي وهو من أولى الزراعات التي قام بها الإنسان.<ref name="Heinrich Eduard 2007 p. 416"/> من المرجح أن يكون المزج بين تلك الحبوب المبللة وطحنها بشكل خشن بواسطة بعض الأحجار لتصبح كالعصيدة قد ظهر بمحض الصدفة بتعريضها لاحدى مصادر الحرارة: من الممكن أن تكون تعرضت لألهبة النار أو أنها كانت مجرد عجينة سائلة مبعثرة معرضة للشمس فوق [[الأحجار]]. هذه العجينة أصبحت متماسكة وصالحة للأكل وهكذا ظهر الخبز في بادئ الأمر.<ref name="McGee, Harold 2004 p. 896"/> واليوم من السهل إيجاد عمليات زراعية مطابقة لتلك التي كانت تقوم بها القبائل في [[أفريقيا]].<ref name="Belderok, Bob 1958 p. 400"/> وهذا الخبز الأولي يمكن أن يكون قد نَتج عن المزج بين العصيدة والكعكة والذي بقي موجوداً على مدار العديد من القرون وكان الخبز في أول الأمر يعد بسهولة فهو لم يكن يحتوي على [[الخميرة]] وكان يطهى على نيران بمكان مفتوح أو على أسطح ساخنة. في بعض الحالات كان يتم إنبات [[الحبوب]] ثم يتم بعد ذلك تجفيفها قبل طحنها واستطاعت هذه الطريقة الوصول إلى [[مصر]] وأصبحت تُستخدم في أولى طرق تخمير الخبز.<ref name="Read, George 1848">Read, George (1848). G. Biggs, ed. A Brief History of the Bread Baking Trade from the Earliest Period to the Present Time (en inglés) (primera edición).</ref> والتخمير ليس فقط عملية تتم لإعطاء حجم للخبز ولكن أيضاً لإضافة الطعم له.
 
والأمر غير المثير للدهشة هو أن [[الحبوب]] غير القابلة للهضم كانت تُطحن باستخدام [[الأحجار]] وتبلل بشكل ما من أجل الحصول على غذاء قابل للهضم. وكانت هذه الطريقة هي الأقدم. فقد تم العثور على بعض الحفريات التي تدل على تطبيق هذا النشاط.<ref name="Read, George 1848"/>
 
ويؤكد بعض الباحثون أن الخبز كان قد صُنع لأول مرة في وسط [[أسيا]]،<ref>Davidson, Alan (2006). Tom Jaine, ed. The Oxford Companion to Food (en inglés) (segunda edición). Oxford University Press. p. 896.</ref> ثم وصل إلى [[البحر الأبيض المتوسط]] عن طريق [[بلاد ما بين النهرين]] و[[مصر]] بفضل وجود العلاقات التجارية بين [[أسيا]] و[[أوروبا]] عن طريق [[سوريا]]. فاختيار أنواع الحبوب المستخدمة هو ما أدى إلى ظهور العديد من أنواع الخبز المعروفة اليوم. وكانت أقدم الأنواع تُصنع من الشعير.<ref name="Heinrich Eduard p. 416">Heinrich Eduard, Jacob; Peter Reinhart (2007). Six Thousand Years of Bread: Its Holy and Unholy History (en inglés) (primera edición). Skyhorse Publishing. p. 416. ISBN 1602391246.</ref>
 
لم يكن من السهل صناعة الخبز المخمر من دقيق [[الشوفان]] أو[[الشعير]] أو[[الذرة]] بسبب قلة محتوى [[الغلوتين]] (القمح الحالي يحتوي على حوالي 12%)والنشاءوالنشأ. و[[الغلوتين]] هو مجموعة من [[البروتينات]] التي تتكون في مرحلة تخمير العجين عن طريق تكون شبكة تمنع هروب أوخروج الغازات. يقوم النشاءالنشأ أيضاً بحبس تلك الغازات لكن [[الغلوتين]] يحفظها بشكل أكبر، لهذا من الممكن أن تكون عملية التخمير بدأت باستخدام [[القمح]] أو [[الشعير]] (العجين الوحيد القادر على منع تسرب [[ثاني أكسيد الكربون]]).<ref name="Heinrich Eduard p. 416"/> من الممكن أن يكون التخمير ثاني معلم في تاريختأريخ الخبز: فهو يجعل الخبز أخف أو بالأحرى أقل كثافة بسبب وجود الغازات في العجين بشكل يعطيه طعمطعما ألذ. يعود الخبز الكعكة الذي ظهر في العديد من الحضارات إلى [[العصر الحجري]] حين كانت [[الحبوب]] تشكل أساس النظام الغذائي للإنسان. بعض أنواع هذا الخبز مازالت موجودة حتى الآن ومن السهل إيجادها في أجزاء من الأرض مثل اللافاش الأرمني والبيتا الشرق أوسطي والروتي الهندي والإنجيرا الإثيوبي وخبز التورتيا في [[أمريكا اللاتينية]]. يؤكد بعض الباحثونالباحثين أنه في تاريختأريخ الغذاء البشري فإن الحبوب المطحونة من الممكن أن تكون قريبة للإنسان منذ البدايات.<ref name="Ashton, John 1904 p. 532">Ashton, John (1904). William Clowes, ed. The History of Bread from Pre-historic to Modern Times (en inglés) (primera edición). Londres: The Religious Tract Socicety. p. 532.</ref>
 
وقد بدأ أحد الأشخاص في إحدى أجزاء [[سومر]] أوفي [[بلاد ما بين النهرين]] في عام 6000 ق.م. بإعداد الخبز مثل هذا الذي نراه اليوم. فكانوا يستخدمون الرماد من أجل تسوية الخبز. قام السومرييونالسومريون أثناء فترة حكم [[جمدة نصر]] بتعليم المصريين طريقة طهي الخبز.<ref name="Belderok, Bob 1958 p. 400"/> ثم تبنى المصريون هذه المعرفة وأخذوا ينظمون ويحسنون عملية الزراعة إلى أن أصبح عنصراً غذائياً لا يُمكن الاستغناء عنه في المجتمع.
 
== مصر القديمة ==
سطر 22:
كانت ظروف زراعة [[الحبوب]] في حوض النيل جيدة؛ فكانت فترة شهر يوليو تساعد على زراعة القمح الذي نبت في منطقة الشرق ثم ظهر في [[البحر الأبيض المتوسط]] قبل وصول [[الامبراطورية الرومانية]] عن طريق [[أفريقيا]].ولقد ظهرت بعض الأدلة الأثرية التي تؤكد إعداد [[الخبز]] في [[مصر القديمة]].<ref name="Read, George 1848"/> إن العجينة المتروكة لوقت في الهواء كانت تظهر بها الجراثيم التي كانت تقوم بتفعيل عملية [[التخمير]].<ref name="Ashton, John 1904 p. 532"/> هذا العجين المخمر كان يُصنع من الدقيق المدموج بالخميرة المصنوعة من [[الجعة]] ولكن أيضاً كانوا يخمرون الخبز حسب استخدام الحبوب التي بها نسبة مقدرة من [[الغلوتين]] (هو [[البروتين]] المسؤول عن تخمير الخبز). فإن [[المصريون القدماء|المصريين القدماء]] هم أول من قاموا بالمزج بين البذور من نباتات مختلفة من أجل إعداد خبز مغذٍ أكثر.
 
واليوم يمكن معرفة طريقة إعداد الخبز خلال فترة ما قبل الدولة المصرية وما بعد ذلك بفضل وجود اللغة [[هيرغليفية|الهيرغليفية]] والتماثيل القادمة من [[آشور]] حيث تتواجد العمليات المختلفة لجمع وطحن [[الحبوب]]،<ref>Figuritas excavadas por Hormuzd Rassam y que pueden verse en las ilustraciones de Mogens T Larsen. "The Conquest of Assyria". 1997. ISBN 0-415-14356-X.</ref> ولقد أعطى المصريون أهمية كبيرة لعملية جمع الحبوب نظراً لوجود ثلاثة أقسام للتقويم السنوي: أخيت (الفيضانات) وبيريت (الزراعة) وشيمو (الجمع). إن تفاني القدماء [[المصريين القدماء]] في إعداد [[الخبز]] جعلهم يُلقبون "بأكلة الخبز". في بعض الأحيان كان الخبز يُعتبر أكثر من مجرد غذاء؛ فكان المزارعون يحصلون على مرتباتهم في صورة عدد معين من أرغفة الخبز و[[الجعة]] (ثلاث أرغفة وإبريقين من الجعة). وتشير بعض الشواهد أن المزارعين أثناء فترة حكم [[رمسيس التاسع]] كانوا يثورون في حالة الدفع لهم بشيء غير الخبز. وكانت الطبقات الأكثر فقراً تأكل الخبز فقط.
 
كان أبناء [[سومر]] يصنعون الخبز ويضعون العجين في حفرة بها الرماد والنيران وكانوا يراقبونه إلى أن يُطهى وهكذا ظهرت إحدى الاختراعات المصرية وهي [[الفرن]]؛ والذي كان دوره هو إكمال آخر خطوات إعداد الخبز. وظهر الخبز مرسوماً على جدران مقبرة [[رمسيس الثالث]] (دامت فترة حكمه ثلاثين عاماً).<ref>Goody, Jack (1982). Cooking, cuisine, and class: A study in comparative sociology (primera edición). Nueva York: Cambridge University Press. ISBN 0521286964.</ref> تظهر في هذه الصور التوضيحية كيفية عمل المخابز وكيف كانوا يعدون العجين بأيديهم وأقدامهم وكيف كانوا يعتنون بشكل خاص بشكل أرغفة الخبز. القدماء [[المصريون القدماء]] هم أول من نصب الأفران مخروطية الشكل المصنوعة من الطوب (من الطين) وكانت تتكون من جزئين: في الأسفل تُشعل النيران وفي الأعلى يُطهى الخبز. في هذا الفرن كانوا يطهون أكثر من رغيف خبز في نفس الوقت نفسه. في [[هيرغليفية|الهيرغليفية]] كان يتم الإشارة إلى وصف شكل الخبز وإلى الأفران المستخدمة آنذاك.
 
وتظهر العديد من الدلائل أن في [[مصر]] كانت طريقة استخدام [[الخميرة]] في إعداد الخبز و[[الجعة]] معروفة منذ البدايات. فلقد اكتشفوا أثناء عصر ما قبل الأسرات (بين 4000- 3500 ق.م.) بعض أنواع الخميرة التي كانت تُستخدم في إعداد [[الجعة]]، مثلما هو الحال في [[نخن]] وهو الأمر الذي تم اكتشافه عن طريق التحليل الكيميائي الذي أُجري لبعض البقايا الموجودة في أوعية التخمير التي أشارت إلى ذاك التاريخالتأريخ.<ref>L., Saffirio (1972). «Food and dietary habits in ancient Egypt». Journal of Human Evolution 1: 197–305.</ref> في مصر وُجدت بعض الأوعية المماثلة والتي يعود تاريخهاتأريخها إلى الفترة (3800- 3500 ق.م.). كما تمكنوا أيضاً من العثور على [[فطريات الخميرة]] في مقبرة بطيبة، وهي [[الخميرة]] المستخدمة حالياً في تخمير الخبز، ويعود تاريخهاتأريخها إلى [[الأسرة الحادية عشر]] (2135- 2000 ق.م.).<ref>Gruss, J. (1928). «Saccharomyces winlocki, die Hefe aus den Pharaonengräbern». Allgemeine Brauer und Hopfen Zeitung (en alemán) 237: 1340–1.</ref> من جهة أخرى تم العثور على مشتقات من خميرة وينلوتش في بعض الأوعية التي كانت تحتوي على [[الجعة]] في مقبرة ملكة [[الأسرة الثامنة عشر]].<ref>Winlock, H. E. "The tomb of Queen Meryet-Amun at Thebes". New York. 1973</ref> ولقد تم العثور على الخبز في مقبرة [[منتوحوتب الثاني]]. في عام 2700 ق.م كان المصريون يتناولون حوالي 15 نوعاً من الخبز بسبب اختراعهم للرحى الدوارة وهي صورة أولى لطاحونة السحب التي تديرها الحيوانات أو الطاحونة المائية عند الرومان.<ref name="tishreen.news.sy">[http://tishreen.news.sy/tishreen/public/read/47757 صحيفة تشرين • فن صناعة الخبز تاريخ ارتبط بتاريخ الشعوب منذ آلاف السنين<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> استطاع عالم الآثار الشهير [[زاهي حواس]] إيجاد بقايا خبز مع أدوات إعداد الخبز في إحدى عمليات الحفر بالقرب من [[أبو الهول]] [[الجيزة (محافظة)|بالجيزة]]. وهكذا أكد حواس من جهة أن فلاحي [[صعيد مصر]] حالياً يطبقون نفس طرق زراعة [[المصريين القدماء]]، ومن جهة أخرى أكّد أن المخابز كانت توفر الطعام لأكثر من عشرين ألف عامل.
 
كانت الطبقات الكادحة تأكل فقط الخبز الخشن فقط وبالكاد كانوا يعدّلون الدقيق، ولهذا لم يكن من الغريب إيجاد بقايا رمال في عجينة الخبز، الأمر الذي كان يسبب آلام أسنان عند المصريين؛ فلقد تسببت الرمال بالعديد من الأمراض الخاصة بالأسنان حتى القرن الثامن عشر. ولقد ذُكر في بعض [[البردية|البرديات]] الطبية قياس خاص بمستوى شهية الطعام وعلاقته بالصحة: فعندما يكون الشخص مريضاً فإن شهيته لأكل الخبز تقل. ولقد اعتاد المصريون على أكل الخبز مع [[البصل]].<ref>B. Redford, Donald (2000). The Oxford Encyclopedia of Ancient Egypt. Oxford University Press. p. 1880. ISBN 0-19-510234-7.</ref> ولقد وُجدت أشكال للخبز في المقابر ظهرت صور توضيحية تدل على وجود العديد من أنواع [[الخبز]]: مخروطي الشكل والأرغفة الطويلة والأرغفة مكعبة الشكل وهرمية الشكل، كما صنعوا أرغفة على شكل طيور وأسماك. أكدت بعض الأدلة أن إعداد [[القدماء المصريين]] للأغذية المخمرة هو أمر كان قد ظهر في [[شريعة حمورابي]] والتي تشير بشكل واضح إلى أن [[الخبز]] و[[الجعة]] هي منتجات مصنوعة من [[الشعير]]. وكان الخبز الأكثر استخداماً يُصنع من [[الشعير]] بالرغم من أن الطبقات العليا كانت تأكل الخبز المصنوع من دقيق القمح. إن استخدام الشعير للتخمير كان يعطي للخبز طعماً لذيذاً لكن الخبز المصري لم يكن خبزاً مخمّراً بسبب قلة [[الغلوتين]] الموجود في العجين المصنوع من هذا النوع من الحبوب.
 
== اليونان القديمة ==
[[ملف:Demeter MKL1888.png|تصغير|يسار|حسب ما قاله [[إيسقراط]] فإن معظم الهدايا التي كانت [[ديميتر]] تقدمها للأثينيين كانت الحبوب]]
[[ملف:Wheat grinding BM Terr234.jpg|تصغير|يمين|تمثال لسيدة تقوم بطحن [[القمح]] يعود لعام 450 ق.م.]]
لم يُزرع [[القمح]] في اليونان حتى عام 400 ق.م. بالرغم من زراعته قد بدأت في مناطق أخرى قبل ذلك التاريخ،التأريخ، وهكذا من السهل ترجيح أن استخدام [[الشعير]] كان أكثر شيوعا آنذاك. من الممكن أنهم كانوا يستوردون [[القمح]] من [[مصر]] أو [[صقلية]] أو من مناطق أخرى لسد حاجة الدولة. إن ظهور [[سولون]] جعل من [[اليونان]] دولة ديمقراطية زراعية قائمة على عبادة [[ديميتر]] (التي كانت تعني بداية إعداد الخبز) في [[إلفسينا]]. لم يستطع اليونانيون إحراز تقدم كبير في [[الزراعة]] مما جعلهم يحتاجون لاستيراد [[الحبوب]]، وهذا ما أدى إلى قيام علاقات تجارية بين [[اليونان]] والعديد من البلدان. إن أهمية الخبز في الثقافة اليونانية المسماة Psadista التي كانوا يقدمون بها للآلهة ثلاثة أغذية كقربان: الخبز و[[الزيت النباتي]] و[[النبيذ]]. وأشار الكاتب اليوناني أثيتايوس في كتاباته الثانية والسبعين إلى طرق مختلفة لإعداد الخبز مما يوضح لنا المهارة التي وصلت إليها الحضارة اليونانية. وبنفس الطريقة أشار [[أريستوفان]] وأنتيفانيس و[[أفلاطون]] إلى الخباز ثانوس موضحين بهذه الطريقة المكانة الهامة التي وصل إليها الخباز. وأشار الشاعر اليوناني أركيستراتوس في كتابه ''حياة الرخاء'' إلى خبز مُعد من حبوب [[الجاودار]] والمصنوع في [[لسبوس]]، وكان يتغذى عليه هيميز.<ref name="Davidson, Alan 2006 p. 896">Davidson, Alan (2006). Tom Jaine, ed. The Oxford Companion to Food (en inglés) (segunda edición). Oxford University Press. p. 896. ISBN 0192806815.</ref>
 
ولقد أخذ اليونانيون عن المصريين فكرة استخدام الأفران بشكل [[قبة]] والمفتوحة أمامياً من أجل ادخال أرغفة الخبز بها.<ref name="Toussaint-Samat, Maguelonne 1994 p. 824">Toussaint-Samat, Maguelonne (1994). A History of Food (en inglés) (primera edición). Wiley-Blackwell. p. 824. ISBN 0631194975.</ref> كان يتم إعداد الخبز المصنوع من [[الشعير]] في هذه الأفران، وكانت تُقدم أنواع أخرى من الخبز أثناء الأعياد والمناسبات، وكان خبز الماسا يضاف دائماً إلى طعام الطبقة الفقيرة.<ref name="Naum, Jasny 1950">Naum, Jasny (1950). The Daily Bread of the Ancient Greeks and Romans (en inglés). 9:227: Osiris.</ref> عادة كان الماسا يضاف إلى أغذية أخرى من بينها [[السمك]]، وقد أصبح هذا الخبز هو الأكثر شيوعاً لرخص ثمنه، ومن السهل إيجاده في منطقة أميليا - رومانيا. كانت عملية تحويل الحبوب إلى دقيق تتم بشكل يدوي وكان يقوم بها بعض العبيد والنساء باستخدام الأحجار الدائرية "[[الرحى]]".
سطر 51:
كان الرومان يقومون بصناعة [[الدقيق]] الخام لاستخدامه في إعداد الخبز ذي أفضل جودة. ولقد تم التعرف على حجم الخبز وشكله الثابت عن طريق البقايا التي وجدت في [[بومبي]] [[فيزوف|بفيزوف]]، فلقد كان الخبز دائرياً وله شكل زهرة ذات [[بتلة|بتلات]].<ref name="B. Mayeske, Betty 1973"/> بعض أسماء الخبز بقيت إلى يومنا هذا مثل ''سيليجيس'' والمصنوع من الدقيق الفاخر وكان يأكله الأثرياء و''الاويترايوس'' الذي كان يُقدم مع [[المحار]] و''البيشنوم'' الذي كان يحتوي على المكسرات وكان يتم تغميسه في [[الحليب]] المحلى [[العسل|بالعسل]] و''خبز الكلب'' الذي كان جامد الملمس و''الشيباني'' الذي كان يُعد في قالب مخصوص. كانت الكعكات الرومانية واللاتي كانت تشبه البسكويت تحتوي على [[الجبن]] و[[العسل]]. وكانت تُسمى ''بلانشيتا'' وهي حالياً تُعد في [[إسبانيا]] ودول [[أمريكا اللاتينية]]. ومن عجين ''البلانشيتا'' تم إعداد أنواع مختلفة من الكعكات.
 
فرق الرومان بين أنواع الخبز بحسب وظيفته: وهكذا كانوا يطلقون اسم ''بانيس'' على [[الخبز]] المُعد خصيصاً للفيلقيين وكانوا يعدونه بطريقة خاصة لكي يبقى لوقت أطول بكي يناسب استخدامات الجنود الرومان، ولهذا الغرض قاموا باستخدام أفران عسكرية.<ref>Junkelmann, Marcus (2006). Panis Militaris – Die Ernährung des römischen Soldaten oder der Grundstoff der Macht (en alemán). Zabern. 3805323328.</ref> كان يتم توزيع الأغذية في كثير من الأحيان بشكل [[الحبوب]] اللاتي كانوا يزرعونها لكي يتجنبوا أكل خبز سيء النوع. كانوا يضيفون إلى الخبز [[الملح]] و[[الجبن]] والأعشاب العطرية (وفي بعض الحالات كانوا يضيفون [[لحم الخنزير المقدد]]).<ref>Rollin, Charles; Butler, Merrill (1826). The Ancient History of the Egyptians, Carthaginians, Assyrians, Babylonians, Medes and Persians, Grecians, and Macedonians (en inglés) II (Early American imprints. Second series ; no. 35806. edición). Connecticut Hartford: Thomas Tegg & Son. 3757575.</ref> كان الجنود الرومان معتادين على طحن الحبوب بأنفسهم وخَبزها في الأفران، وفي بعض الأحيان كانت تقوم مجموعات من الجنود بإعداد العجين بطريقة سريعة وخبزه في وقت فصير مستخدمين [[الفحم]]. قامت [[الامبراطورية الرومانية]] بتحسين الأدوات المستخدمة في طحن الحبوب ولهذا قاموا بإطلاق اسم الفرن الروماني على الفرن المستخدم حالياً للتسخين المباشر. على الرغم من ذلك كانت المطاحن تعمل من أجل توفير حاجة الشعب المتزايدة، ولقد قال [[بلينيوس الأكبر]] في كتابه ''تاريختأريخ الطبيعة'' أنه لا يوجد مطاحن كتلك الرومانية. وهناك مثال لبعض المطاحن في إقليم فونتفيل [[فرنسا|بفرنسا]] والتي تُعتبر من أكثر الآلات المعقدة في ذاك الوقت.<ref>Greene, Kevin (junio de 2003). «Technological Innovation and Economic Progress in the Ancient World: M.I. Finley Re-Considered». The Economic History Review (en inglés) (Blackwell Publishing) 53 (1): 29–59. doi:10.1111/1468-0289.00151.</ref> بالرغم من كل هذا فإن المخابز الرومانية لم تستطع الوصول إلى ما وصلت إليه [[اليونان]] من تقدم.<ref name="Martinez Llopis 1989"/>
 
وعند مجيء المسيحيين كان الخبز المعد من [[الشعير]] يعتبر غذاء العبيد وكان يُقدم كقربان للآلهة. وقام المسيحيون أنفسهم باستخدام هذا النوع من [[الخبز]] في احتفالاتهم في [[أفخارستيا]]. كان مسيحيو روما يحكون عن القديس باتروكلو الذي استطاع أن ينجو من عاصفة بفضل قطعة خبز من [[الشعير]] مغموس في [[أجاج]].<ref name="Ashton, John 1904 p. 532"/> ويحكي المؤرخ جورج نورز في أحد كتبه عن قيام بعض الشباب سيئ السمعة بتحضير خبز من حبوب [[الجاودار]] المنقوع في نوع سيئ من [[النبيذ]]،<ref>Gregorio de Tours, Historia Francorum, III, 15</ref>، وكانت [[جان دارك]] تفضل نقع الخبز في النبيذ.<ref>Lyon, Jossette (1981). Les Aliments (en francés) (Encyclopédies et connaissances edición). París: primera. p. 381.</ref> في الولائم المقامة في [[الامبراطورية الرومانية]] وفي [[العصور الوسطى]] كانت تظهر شخصية ''ترنتشير'' وهو شخص معه شوكة وسكين من أجل تقديم الخبز و[[اللحم]] إلى الحاضرين. كان يُعتبر أكل الخبز الأبيض علامة من الرقي والانتماء إلى مرتبة اجتماعية عالية والخبز الأسود لعامة الشعب الفقراء.
سطر 81:
أثناء الحملات الحربية الفرنسية أبرز [[نابليون الأول]] اهتمام خاص بالخدمات اللوجستية ففي رأيه هي هامة مثل المقذافية ولهذا خلق كيان خاص بالخبازين وهذا الفعل تم ظهوره بين قوات الأعداء إلى أن بدأ الجيش الروسي بامتلاك الخبازين. وكان الجنود الفرنسيون يأكلون الخبز مرتين لكي يتمكنوا من مواصلة المحاربة. وإن نقصان الخبز كان ضمن أسباب فشل الفرنسيين في مواصلة حصار [[روسيا]] بالإضافة إلى البرد القارص.
 
ولقد أدى استخدام الزبد و[[السكر]] في إعداد الخبز في القرن الخامس عشر بالإضافة إلى استخدام [[الشوكولاتة]] إلى التفريق بين الإعداد التقليدي للخبز وبين الحلوى. في القرن السادس عشر بدأ التفريق بين الخبازين وصناع الحلوى. وظهرت عدة أنواع من الخبز مثل الباغيت (الخبز الفرنسي) ويعود أصل شكله إلى قيام الجنود الفرنسيون بوضعه في جيوب سراويلهم، ولكن العديد من المؤرخين أنكروا ما سبق قائلين أن تاريختأريخ هذا الخبز إلى القرن العشرين.<ref name="ReferenceA">Ronald Sheppard and Edward Newton, "The Story of Bread", Lond. : Routledge, 1957</ref> ولقد تسبب [[باجل|الباجل]] في حدوث خلاف بين المؤرخين والمعروف عنه أنه من أصل يهودي وكان قد ظهر لأول مرة في [[بولندا]] في القرن السابع عشر.<ref name="Davidson, Alan 2006 p. 896"/><ref name="Davidson, Alan 2006 p. 896"/><ref>Claiborne, Craig (1994). Craig Claiborne's The New York Times Food Encyclopedia (en inglés). Nueva York: Random House Value Publishing. ISBN 0517119064.</ref> ولقد ظهر الكرواسون لأول مرة في مدينة [[بودابست]] في عام 1686.
يُحكى أنه من أجل الوصول إلى مركز المدينة كان الأتراك يحفرون أنفاق طوال الليل ولكي لا يتم إصدار أية ضوضاء من جانبهم يمكن ملا حظتها كان الخبازون يعملون طوال الليل من أجل تغطية تلك الضوضاء. وبعد الوصول إلى النصر قام الخبازون بإعداد عجينة تشبه القمر.<ref>Harvey Lang, Jenifer (2001). Prosper Montagné, ed. Larousse Gastronomique (en inglés) (tercera (inglesa) edición). Clarkson Potter.</ref> من الهام ذكر أن حريق مدينة [[لندن]] في اليوم الثاني من سبتمبر لعام 1666 كان قد بدأ في مخبز.
 
وكان يتم مراقبة أسعار الخبز بعدة طرق في كل منطقة حسب نظامها الحاكم، ففي عام 1594 كان يتم اجبار الخبازين الفرنسيين على ترك علامة مميزة في كل قطعة خبز من أجل تفادي الغش من جانب الخبازين ولقد استمرت تلك العادة حتى فترة حكم [[داجوبيرت الأول]] في بداية القرن العشرين.<ref name="Toussaint-Samat, Maguelonne 1994 p. 824"/> تم فرض ضريبة على [[الملح]] جعلت الخبازين الفرنسيين بدأوا في استخدام هذا النوع من [[التوابل]]. لهذا كان معروفاً أن الطبقات الأرستقراطية كانت تأكل الخبز المملح.<ref>Jean-Baptiste, Bruyerin (1560). Apud S. Honoratum, ed. La recibaria libri XXII (en francés) (primera edición). Lion.</ref> وأثناء الثورة الفرنسية تم إخفاض سعر [[الملح]] مما أدى إلى انتشار الخبز المملح بين جميع طبقات الشعب. وفي هذه الفترة ظهرت عجينة الفطير و[[المعكرونة]] وظهرت أيضاً كتب الطهي اللاتي كانت تحتوي على طرق إعداد الخبز والحلوى و[[البسكويت]].
 
بالرغم من وجود العديد من الاختراعات والتي يتم استصلاحها في العديد من الحضارات فإن الساندوتش هو اسم يعود إلى رجل ارستقراطي وهو جون مونتتاجو وهو من أطلق هذا الاسم على أحد أشهر المنتجات المصنوعة من الخبز والتي يعود تاريخهاتأريخها إلى عام 1765.<ref>Rodger, N. A. M (1994). The Insatiable Earl: A Life of John Montagu, Fourth Earl of Sandwich 1718-1792 (en inglés) (primera edición). W W Norton & Co Inc. p. 480. ISBN 0393035875.</ref> لم يتم تقديم الساندوتش في الطعام الأمريكي حتى عام 1840 عندما قامت الطابجة ''اليزبيث ليسلي'' بوصف طريقة إعداد الشطيرة في كتابها.<ref>Leslie, Elizabeth (1840). Directions for Cookery, in its Various Branches (en inglés). E. L. Carey & A. Hart. Consultado el 24 de diciembre de 2008.</ref> وفي هذا الوقت بدأوا في إدخال [[الخبز]] مع الصلصات عندما قامت ''ماري أنطونيو'' بوصف تلك الصلصات في كتبها.
 
وفي إيطاليا في القرن السابع عشر ظهر للمرة الأولى عنصر غذائي جديد في [[نابولي]] وهو يشبه نوع قديم من [[الخبز]] ولكن يُسمى ''فوكاتشيا'' والذي كان يصطحب بصلصة من [[الطماطم]] وهو الآن يُطلق عليه اسم [[البيتزا]].<ref>Saturnino, Romay; Annie Mitra (1994). Scholastic: Pizza (en inglés) (primera edición). Scholastic Australia. ISBN 1863884025.</ref> وفي عام 1830 بدأ بيع [[البيتزا]] في أماكن عامة في الهواء الطلق وكان أيضاً يبيعها الباعة الجائلون. إن أول مكان خُصص لبيع [[البيتزا]] كان ''بورت البا'' وهو لا يزال موجوداً حتى الآن. في عام 1792 قام جون برسون من نيوبريبورت لأول مرة بإعداد الخبز على شكل شابورة والذي كان يُعد من الدقيق و[[الماء]] والذي حقق نجاح كبيراً بين البحارة.
سطر 110:
في عام 1850 أصبحت [[روسيا]] و[[أمريكا]] أحد أهم مستخدمي حبوب القمح الأوروبي. كان القمح مقبولاً بين الدول اللاتي كانت تستخدم الحبوب مما جعل المخابز تقوم ببيع كميات كبيرة من الخبز الأبيض بين القرن التاسع عشر والعشرين. وأثناء [[الحرب العالمية الأولى]] قام الإنجليز بمنع استيراد [[القمح]] الألماني مما أدى إلى ظهور أزمة في الخبز. وأدى انتصار [[ألمانيا]] في عام 1915 إلى تعديل هذا الوضع لوقت.<ref name="Heinrich Eduard p. 416"/> وأدت سياسة وودور ويلسون في [[الولايات المتحدة الأميركية|الولايات المتحدة]] المحايدة إلى قيام الحلفاء بطريقة غير مباشرة بدعم [[ألمانيا]] وهو الأمر الذي أدى إلى خسارة الجبهة. وبعد انتهاء الحرب، في عام 1941 قامت شركة ''الخبز القاري'' بعدة اكتشافات حول طحن [[القمح]]. وفي عام 1924 أسس أمريكي شركة ''ورد باكنج'' والتي بها يتم إعداد الخبز دون أي تدخل من الإنسان وهكذا بدأت تظهر الآلات التي تقوم بصناعة الخبز بطريقة حديثة.
 
وفي الدول العربية، لم تختلف بغداد عن باقي مدن العالم في موضوع صناعة الخبز الا باسلوب الشوي وادواته واستخدام وسائل العجن والخميره التي استخدمها المصريين اول مره في التاريخالتأريخ وعندما بدأت بغداد كمدينه حديثه على يد ابو جعفر المنصور كانت اسواقها تحتوي على مخابز الخبز التي يديرها الفرانون كما كان يطلق عليهم وكان الفرن الحجري او الطيني هو الوسيله المعتمده في شي الخبز والحطب هي الوسيله التي تؤمن النار لهذا الفرن وظلت الحاله هكذا حتى مرحله قريبه من تاريختأريخ بغداد وهي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث دخل النفط ومشتقاته في عمليه الشوي ودخلت الكهرباء في عملية العجن والشوي ايضا وكذلك مساعدات التصنيع مثل الخميره الفوريه والحليب والسكر والمطعمات وغيرها. يمتاز الخبز البغدادي بشكله الدائري وخفة سمكه وحاشيته ومنه المثقب ويكتسب طعمه اللذيذ من وراء التنور الطيني الذي يصنع من طين خاص ( الحر) ويميل لون الطين الى الاحمرار وكثيرا ما يتوفر في انعطافات النهر ويسميه البعض بالطمى النهري ويمتاز اهل الوسط والجنوب بصناعة التنور وباحجام مختلفه قد تصل الى خمسة احجام منها الصغير الذي يستوعب من 3 – 4 ارغفه في كل وجبه والى الحجم الذي يستوعب من 8 – 12 رغيف وهذا الحجم الاخير يحتاجه اصحاب المخابز ويضيف الحطب المستخدم في الشوي النكهه الخاصه في طعم الخبز البغدادي وخاصة حطب الطرفه او سعف النخيل. في مطلع القرن العشرين وحتى عقد الستينات منه كانت اغلب العوائل البغداديه تصنع خبزها بأيديها ولكل عائله عدة العجن ( نجانه – منخل - مخده – مشعل - صينيه – ( مشاره ) وهي قماش تنظيف التنور- الحطب ) اضافة الى التنور الذي لاتوجد عائله بدونه على السطوح او في زوايا فسحة البيت وكانت بعض العوائل تشترك في تنور واحد وخاصة منها التي لاتمتلك تنور اوالتي تسكن بشكل مشترك في بيت واحد ( نزل ) وكانت المخابز محدوده جدا وتسمى ( المعمل ) وكان من المعيب شراء الخبز من المعمل لانه يدل على تقاعس ام البيت واهمالها وحتى في حالة مرضها فأن جيرانها يقوم بواجب الخبز لها ولاتشتري من المعمل.. كانت اسعار خبز المعمل ( 4 فلوس ) للرغيف الواحد قبل ان تصبح الآ نه خمسة فلوس عام 1960 ويستفاد من المخابز العمال او المقطوعين بدون عائله واصحاب المطاعم وللتفريق بين خبز المعمل كان الخبز في البيت يسمى ( خبز بيوت ).
انواع الخبز البغدادي الخبز العادي وهو مايكون عادة متوفرا بشكل دائم في المنزل، وخبز العروك وهو الخبز المخلوط باللحم والبصل والكرفس او المعدنوس مع الكركم وبعض البهارات ويميل لونه الى الاصفر بسبب الكركم ويكون سمكه اكثر من الخبز العادي، و خبز التفتوني وهو الخبز الايراني او الافغاني الاصل الذي قدم الى بغداد مع الافغانيين المشهورين بخبزه وصناعته وهو عباره عن خبز عادي ولكنه مثقب ومستطيل اي بيضوي الشكل وكبير الحجم، وخبز السكر وهو المريس ويخلط مع العجين كميه من السكر والسمن ( الدهن ) ويكون صغيرا نوعاً ما، و
خبز (رقاق) وهو عبارة عن أقراص هشة خُبزت على قرص حديدي يسمى (التاوه).<ref>[http://www.algardenia.com/ayamwathekreat/12551-2014-09-13-10-04-50.html الگاردينيا - مجلة ثقافية عامة - بغداديات.. الخبز في حياة البغداديين<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>
سطر 122:
أدى التقدم العلمي الذي ظهر على مدار القرن التاسع عشر إلى ظهور أشكال وأنواع عديدة من الخبز مثل خبز [[فيينا]] والذي يتم استخدام بخار الماء في أولى خطوات إعداده؛ فهذه الخطوة تؤدي إلى ظهور قشرة خارجية قوية. ولقد تم وصف هذه الخطوة لأوة مرة في عام 1907.<ref>Julius E. Wilfahart,"A Treatise on Baking", [Fleischman Division, Standard Brands Incorporated:New York, 1907</ref> ولقد أدت هذه الطريقة إلى ظهور أحد أكثر أنواع الخبز شهرة في العالم وهو خبز الباغيت. ويقول بعض المؤرخون أن هذا النوع من الخبز لم يتم ظهوره حتى القرن العشرين.<ref name="ReferenceA"/> إن أفضل ما قدم الأمريكي ''أتو فريدريك روويدر'' في عام 1912 هو آلة لقطع الخبز في شرائح.<ref>Levy, Joel (2002). Really Useful: The Origins of Everyday Things (en inglés) (primera edición). Firefly Books. p. 224. ISBN 155297622X.</ref> لكن في البداية رفضت بعض المخابز استخدام هذه الآلة لأن الخبز المقطوع بهذا الشكل يحصل على تلك القشرة الخشنة مبكراً حتى قام ''روويدر'' باختراع آلة أخرى عام 1928 والتي تقوم بقطع الخبز وتقوم بتعبئته وهكذا اختفت ممانعة الخبازين لهذه الآلة. وكان أحد مخابز تشيليكوث (ميزوري) أول المخابز اللاتي استخدمت هذا النوع من الآلات.<ref>«The History of your Toaster, en About.com: Inventors.». Consultado el 22 de diciembre de 2008.</ref> وتم بيع هذا الخبز بنجاح بفضل شركة ''ووندر بريد'' والتي قامت بإدخاله في السوق عام 1930. ولقد تم إعداد خبز [[فيينا]] في [[فرنسا]] في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان ''بارون زانغ'' هو أول من قام بتقديمه بفضل وجود رابطة الخبازين الفيينية.<ref>Raymond Calvel (Author), James J. MacGuire, "The Taste of Bread", Springer; 1st edition, 2001</ref>
 
في عام 1927 في مدينة [[براغ]] تجمع علماء ومهندسون من 15 دولة أوروبية من أجل مناقشة المشاكل المتعلقة بإعداد الخبز، وحصل أول اجتماع على اسم المؤتمر الدولي للحبوب والخبز (برعاية الجمعية الدولية للحبوب الكيميائية). وبعد هذا المؤتمر قاموا بتنظيم مؤتمرات أخرى نصف سنوية. وخلال سنوات الكساد الكبير حاولوا لأول مرة في [[التاريخ|التأريخ]] أن يضيفوا للخبز [[الفيتامينات]] و[[مضاد التأكسد|مضادات التأكسد]] و[[الحديد]] من أجل تحسين [[الغذاء]]. قام ''لويس بونويل'' بإخراج فيلم وثائقي يُدعى ''أرض بدون خبز'' حيث أظهر الاقتصاد الاسباني لهذا الوقت.
 
في [[الحرب العالمية الثانية]] تم ترشيد الاستهلاك للعديد من الأغذية ولكن لم يكن الخبز ضمن تلك الخطة، لكن تم ترشيد استهلاك هذا العنصر بعد انتهاء الحرب بدايةً من عام 1946. وفي فترة ما بعد الحرب في [[اليابان]] قام وزير الصحة الياباني بتقديم النصح للشعب بتناول الخبز المصنوع من القمح بشكل أكبر، مما أدى إلى انتشار الخبز الأبيض في [[اليابان]].<ref>«Ando was king of instant ramen». Japan Times. Archivado desde el original el 14 de julio de 2012.</ref> وأثناء [[الحرب العالمية الثانية]] بدأ وزبر الزراعة الألماني بنشر فوائد الخبز المصنوع من الشعير ثم قاموا باستخدام دقيق البطاطس. وبعد انتهاء الحرب بذلت الحكومات الأوروبية العديد من المحاولات لتحسين انتاج الحبوب. وبفضل الدراسات المجراه في بدايات القرن العشرين تم تقوية الأراضي الزراعية باستخدام [[الأسمدة]] اللاتي كانت تضاعف الانتاج، وكان يتم استخدام مبيد الأعشاب و[[الفطريات]] من أجل تفادي الحصول على محصول سيء.