برهان الصديقين: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 36:
 
===النقد===
انتقد الفيلسوفُ [[ابن رشد]] [[الأندلس]]يّ (1126 - 1198) منهجيّة برهان الصديقين. إذ اعتقد ابن رشد، الذي كان [[أرسطية|أرسطياً]] مُتحمّساً، أنّ إثبات وجود الله يجبُ أن يُبنى على أساس العالم الطبيعي، كما فعل [[أرسطو]] سابقاً. فبالنسبة لابن رشد، يجب أن يستند الدليلُ إلى ال[[طبيعة]] لا إلى أفكار [[ميتافيزيقية]] كما هو الحال في برهان الصديقين.{{sfn|Adamson|2016|p=131}} كما هاجم فلاسفةٌ مسلمون آخرون ك[[أبي حامد الغزالي]] (1058 - 1111) هذا البرهان لما رأوا من عدم توافقه مع ما عرفوه عن الله عن طريق [[الوحي]]. فبحسب ابن سينا، على سبيل المثل، لا يُمكن أن يكون لله صفاتٌ أو أفعالٌ من فئة المُمكنات، لذا فإنّ خلقه للكون كان واجباً أو ضرورياً وليس مُمكناً.{{sfn|Adamson|2016|p=131}} اعترض الغزالي على ذلك لكونه يتعارضُ مع مفهوم الإرادة الحُرّة غير المُقيّدة لله الذي يتبنّاه [[الأشاعرة]].{{sfn|Adamson|2016|p=150}} وفي معرض الرد على ابن سينا، أشار الغزالي إلى أنّ إرادة الله الحُرّة تتجلّى في اعتباطيّة طبيعة مسألة حجم الكون أو توقيت خلقه.{{sfn|Adamson|2016|p=150}}
 
وقد أشار بيتر أدامسون إلى نقود أخرى يُمكن توجيهها للبرهان، فقد تبنّى ابن سينا مُقاربةً تجزيئيّةً لإثبات واجب الوجود وصفاته التقليديّة واحدةً تلو الأخرى، ممّا يجعلُ كل حُجّةٍ مُقدّمةٍ في هذا البرهان تخضع لتقييم مُستقلّ عن غيرها. فقد يقبلُ البعضُ أنّ هناك بالفعل ما هو واجب الوجود دون القبول بالحُجج الأخرى، وناقدٌ كهذا مع قبوله بواجب الوجود لن يُسلّم بوجود الله.{{sfn|Adamson|2016|p=130}} وهناك نقدٌ آخر قد يُوجّه إلى إثبات واجب الوجود نفسه من خلال مُنازعة ابن سينا في مفهوم المُمكن الذي يُشكّل نقطة ارتكازٍ للبرهان، وذلك من خلال القول بأنّ الكون قد يدخلُ حيّز الوجود دون أن يكون ذلك ضرورةً أو مُمكناً مُعتمداً على سببٍ خارجيّ بحسب أدامسون.{{sfn|Adamson|2016|p=131}}
 
==التصنيف==