سوريا (ولاية رومانية): الفرق بين النسختين

<big>اللغات الرئيسية التي تحدث بها السوريون الرومان هي اليونانية (خاصة في المدن) والآرامية... لكن هذه الأخيرة بقيت هي اللغة اأكثر انتشاراً بالإضافة إلى بعض اللهجات السامية. ساهمت ولاية سوريا بشكل كبير في الإنتاج الثقافي الروماني وقدمت للإمبراطورية عدداً من أعظم مثقفيها (الذين كانوا يكتبون باليونانية) ومنهم الأديب لوقيان السميساطي المولود في القرن الثاني الميلادي في مدينة سميساط على نهر الفرات شمال سوريا، والأديب ليبانيوس المولود في إنطاكية ويذكر كذلك المعماري ومخطط المدن [[أبولودوروس الدمشقي]]. ويضاف إلى هذه الأسماء واحد للفيلسوف السوري [[نقولا الدمشقي]] الذي كان معلماً ل<nowiki/>[[هيرودس الأول|هيرودوس الكبير]].</big>

<big>تميزت سوريا عبر تاريخها الطويل بتنوع سكانها وتعايشهم على أرضها رغم اختلاف ثقافاتهم وأنماط حياتهم المختلفة، فهناك الفلاحون في الجبال والسهول وهناك أحفاد المستعمرين اليونانيين والجنود الرومان الذين قطنوا بشكل رئيسي في المدن، بالإضافة إلى التجار التدمريين والتجمعات اليهودية والبدوية العربية... وغيرها. والتنوع السكاني والثقافي يفرض تنوعاً دينياً وتسامحاً ملحوظين... ورغم أن ولاية سوريا كانت لها آلهتها الخاصة ومنها عشتروت وأترعتا خاصة، إلا أنها ضمت واعتمدت وبجلت الآلهة اليونانية كذلك وخاصة إلهة الحظ تيكه والآلهة اللاتينية كإلهة الحب والنصر فينوس. بالإضافة لذلك فكل مدينة سورية تقريباً كان لديها "بعلها" الخاص المحلي. لهذه الأسباب وغيرها فقد كانت سوريا الرومانية رائدة بين غيرها من الولايات في تطوير عقائد توفق بين الأديان المختلفة. مع ظهور المسيحية شكلت سوريا قاعدة رئيسية لتوسع الاعتقاد المسيحي وخاصة بعد أن اعتناق القديس بولس اليهودي المسيحية على طريق دمشق. وباتت بلدة حدودية صغيرة على نهر الفرات كدورا أوروبوس تعكس هذا التنوع الكبير في معابدها والنقوش الدينية المطبوعة على الحامية الرومانية في المدينة بالإضافة إلى لوحات شهيرة موجودة في كنيسها اليهودي وكنيستها المسيحية.</big>