تليف كيسي: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ل
ل
سطر 44:
 
=== أمراض الجهاز الهضمي والكبد والبنكرياس ===
قبل انتشار فحوصات ما قبل الولادة وما بعدها للكشف عن مرض التليف الكيسي، كان يتم الكشف عنه عادًة في حالة عدم قدرة الطفل المولود على طرد [[عقي|أول براز له (العِقْيُ)]] الذي يمكنه أن يسد [[أمعاء دقيقة|الأمعاء]] ويؤدى لحدوث اضطرابات خطيرة.وتسمى وتُسمى هذة الحالة علوصبالعلوص العِقْيُ وتصيبوتٌصيب 10% من المواليد المصابين بالتليف الكيسي.<ref>Eggermont E, De Boeck K. «Small-intestinal abnormalities in cystic fibrosis patients.» Eur J Pediatr. 1991 oct;150(12):824-8. Rev. <nowiki>PMID 1743211</nowiki></ref> وتم مؤخرًا تحديد المتغيرات الوراثية في الجينات التي لها علاقة بنقل الأيونات في الأمعاء الدقيقة التي تؤدي إلى تطور العلوص العِقْيُ.<ref>Sun L, Rommens JM, Corvol H, Li W, Li X, Chiang TA, Lin F, Dorfman R, Busson PF, Parekh RV, Zelenika D, Blackman SM, Corey M, Doshi VK, Henderson L, Naughton KM, O'Neal WK, Pace RG, Stonebraker JR, Wood SD, Wright FA, Zielenski J, Clement A, Drumm ML, Boëlle PY, Cutting GR, Knowles MR, Durie PR, Strug LJ. «Multiple apical plasma membrane constituents are associated with susceptibility to meconium ileus in individuals with cystic fibrosis.» Nat Genet. 2012 Apr 1. <nowiki>PMID 22466613</nowiki>.</ref>ومن الشائع أيضًا، ارتباط وجود التليف الكيسي مع بروز الأغشية [[مستقيم (تشريح)|المستقيمة]] الداخلية (تدلى المستقيم)، ويرجع ذلك إلى زيادة حجم البراز،البراز وسوء التغذية،التغذية وارتفاع الضغط داخل المعدة بسبب السُعال المزمن.<ref>Kulczycki LL, Shwachman H. "Studies in cystic fibrosis of the pancreas; occurrence of rectal prolapse." N Engl J Med. 1958 ag 28;259(9):409-12. <nowiki>PMID 13578072</nowiki></ref>
 
يرتبطويرتبط المخاط اللزج المتواجد على الرئة بالإفرازات السميكة الخاصة بالبنكرياس،بالبنكرياس المسؤل(العضوالمسؤل عن توفير العصاراتالعُصارات الهاضمة التي تساعد في [[تحلل كيميائي|التحلل الكيميائي]] للطعام). هذة الإفرازات تمنع حركة الإنزيمات الهضمية إلى الأمعاء، وتنتج بذلك أضرار جَسيمة لا يمكن اصلاحها في البنكرياس، وغالباوغالبًا ما يُصاحب ذلك التهاب شديد [[التهاب البنكرياس|(التهاب البنكرياس)]].<ref>Cohn JA, Friedman KJ, Noone PG, Knowles MR, Silverman LM, Jowell PS. Relation between mutations of the cystic fibrosis gene and idiopathic pancreatitis. N Engl J Med. 1998 sep 3;339(10):653-8. <nowiki>PMID 9725922</nowiki></ref> يؤدىويؤدى نقص الإنزيمات الهاضمة إلى إعاقة إمتصاص العناصر الغذائية ومع إفراز تلك المواد لاحقًا في البراز يحدث ما هو معروف بسوء الإمتصاص الذي يؤدى إلى نقص التغذية و تأخر النمو، ويرجع كليهما إلى قلة الإستفادة الحيوية من السعرات الحرارية. لذلك فإن الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي، على وجه الخصوص، يعانون من مشاكل في امتصاص [[فيتامين ألف|لفيتامين ألف]]،و و<nowiki/>[[فيتامين دي]]، و<nowiki/>[[فيتامين إي|إي]]، و<nowiki/>[[فيتامين ك|ك]]. وبالإضافةوإلى إلىجانب إصابة البنكرياس، عادًة ما يعانى أولئكهؤلاء المرضى من [[ارتجاع مريئي|ارتجاع مريئي حاد]]، و<nowiki/>[[جفاف الحلق]]، وانسداد الأمعاء بسبب [[انغلاف معوي|الانغلاف المعوي]] و [[إمساك (داء)|الإمساك]].<ref>Malfroot A, Dab I. New insights on gastro-oesophageal reflux in cystic fibrosis by longitudinal follow up. Arch Dis Child. 1991 nov;66(11):1339-45. <nowiki>PMID 175564</nowiki></ref> وتَطَوروتَطَورت أعراض الإنسداد المعوي عند المرضى كبار السن أعراض الإنسداد المعوي وذلك بسبب لزوجة البراز.<ref>Khoshoo V, Udall JN Jr. Meconium ileus equivalent in children and adults. Am J Gastroenterol. 1994 feb;89(2):153-7. <nowiki>PMID 8304294</nowiki></ref>
 
يُمكنويُمكن أن تؤدي هذة الإفرازات أيضًا إلى حدوث مُشكلات في الكبد. [[صفراء|فالعُصارة الصفراوية]] التي تُفرزها [[أحشاء|الأحشاء]] لتسهيل [[هضم|الهضم]]، من الممكن أن تؤدي إلى انسداد [[قناة الصفراء|القنوات الصفراوية]] وتُلحق الضرر بالأنسجة المجاورة لها. ويؤدى هذا الوضع يؤدى في نهاية الأمر إلى حدوث [[تشمع الكبد|التليفتليف الكبديكبدي.]] وفى تلك الحالة، تتعرض كافة الأعضاء لخطر من الدرجة الأولى من قبيل: التورطالتدخل في إبطال مفعول [[ذيفان|الذيفان]]، وفى تركيب بعض [[بروتين|البروتينات]] المهمة، (على سبيل المثال [[عوامل التخثر]]<nowiki/>المسؤلة عن [[تجلط الدم]]).<ref>Williams SG, Westaby D, Tanner MS, Mowat AP. Liver and biliary problems in cystic fibrosis. Br Med Bull. 1992 oct;48(4):877-92. <nowiki>PMID 1458306</nowiki></ref>
 
=== أمراض الغدد الصماء والنمو ===
[[ملف:ClubbingFingers1.jpg|800 × 458 pixelspx|تصغير|عادة ما يعانى الأشخاص المصابين بالتليف الكيسى من تضخم وتشوه الأصابع (الذي يُعرف بتعجرالأصابع أو الأصابع الأبقراطية)]]
يحتوي البنكرياس على [[جزر لانغرهانس]] المسؤولة عن إفراز [[إنسولين|الإنسولين]]، وهو [[هرمون]] يساعديُساعد على تنظيم مستويات [[جلوكوز|الجلوكوز]] في [[دم|الدم]]. وقد يؤدى حدوث أيةأي تلف في البنكرياس إلى فقدان [[خلية|خلايا]] جزر لانغرهانس مما يُسبب [[السكري|داء السكري]].<ref>Moran A, Pyzdrowski KL, Weinreb J, Kahn BB, Smith SA, Adams KS, Seaquist ER. "Insulin sensitivity in cystic fibrosis." Diabetes. Agosto 1994;43(8):1020-6. <nowiki>PMID 8039595</nowiki></ref> ومن ناحية أخرى، يُشاركيُساعد [[فيتامين دي]] الذيفى يتمتنظيم الحصول عليه من الطعام في تنظيمنسبة [[كالسيوم|الكالسيوم]] و<nowiki/>[[فسفور|الفوسفور]] فى الجسم. ويؤدى نقص فيتامين دي، الذي يرجع لضعف التغذية، إلى [[هشاشة العظام]] مما يزيد من خطر الإصابة بكسور.<ref>Haworth CS, Selby PL, Webb AK, Dodd ME, Musson H, McL Niven R, Economou G, Horrocks AW, Freemont AJ, Mawer EB, Adams JE. "Low bone mineral density in adults</ref> علاوة على ذلك، فإن الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي عادةعادًة ما يظهر علىفى ايديهم وأيديهم أرجلهموأرجلهم تشوهات تُعرف بتعجر الأصابع، التي تعود أسبابها إلى ذلك المرض المزمن وأيضًا إلى [[نقص التأكسج (طب)|نقص التأكسج]] في عظام المريض.
 
ومن السمات المميزة أيضًا لهذا المرض تأخر النمو. فبشكل عام، الأطفال المصابون بهذا المرض يُلاحظ عليهم نقص حاد في الوزن مقارنة بأقرانهم، وفى كثير من الأحيان يتم التشخيص بشكل أكثر دقة بعد أن يتم التحقيق من أسباب هذة الظاهرة. وأسباب تأخر النمو متعددة فهي تشمل على عدوي الرئة المزمنة وسوء امتصاص المواد الغذائية في الجهاز الهضمي وزيادة [[أيض|الأيض]] المُتعلق بتلك الحالة المزمنة.
 
يمكنويُمكن تشخيص التليف الكيسي عن طريق فحص الأطفال حديثي الولادة وإجراء اختبار لقياس نسبة التعرق بالكهرباء أو الإختبارات الجينية. فبحلول عام 2006، في الولايات المتحدة الأمريكية، تم فحص 10% من المواليد بعد الولادة مباشرة وذلك في إطار برامج فحص المواليد الجدد، والتى من شأنها أن تحدد مدى ارتفاع إنزيم [[تربسن|التربسن]]. ومع ذلك، فإن معظم البلدان لا يجري فيها مثل هذة الفحوصات بشكل روتيني. ولهذا السبب، فإن الأشخاص المصابين لا يتلقون التشخيص المناسب إلا بعد ظهور أعراض المرض عليهم. فالفحص التشخيصي الأكثر شيوعا واستخدامًا لهذا المرض هو اختبار العرق، كما وصفه دكتور لويس اي جيبسون ودكتور روبرت كوك عام<ref>Gibson LE, Cooke RE. "A test for concentration of electrolytes in sweat in cystic fibrosis of the pancreas utilising pilocarpine by iontophoresis." Pediatrics mar;23(3):545-9. <nowiki>PMID 13633369</nowiki></ref> 1959، مستخدمين بذلك [[رحلان كهربائي]] كمي (إرحال أيوني) مع إستخدام عقار محفًز للتعرق ([[بيلوكاربين|بيلوكاربين)]]. وتتم هذة العملية عن طريق تطبيق هذة المادة التي تحمل شحنة موجبة على [[قطب كهربائي]] موجب [[مصعد (كيمياء)|(+)]] في اتصال مع [[جلد|الجلد]]. وبعد تمرير [[تيار كهربائي]] يهاجر العقار من الغشاء عبر قطب آخر يحمل شحنة سالبة [[مهبط (كيمياء)|(-)]]، بحيث يتم وضع مسافة محددة حتى مرورها عبر<nowiki/>[[بشرة|البشرة]]، وينتج علىعن ذلك تحفيز الغدد العرقية مسببًة بذلك افراز نسبة محددة من العرق. بعد ذلك، يتم تجميع عينات العرق على [[ورق ترشيح]] أو في أنبوب شعري ومن ثمثَم يتم تحليلها وتحديد مدى تركيز [[صوديوم|الصوديوم]] و<nowiki/>[[كلوريد|الكلوريد]]. فالأشخاص المصابون بالتليف الكيسي لديهم نسب أعلى من هذة الأيونات في العرق. وبمجرد |أن تظهرالفحوصاتتُظهرالفحوصات نتائج إيجابية لإختبار العرق، يتم التشخيص بشكل أكثر تفصيًلا و دقة، وذلك من خلال تحديد الطفرات في الجين الذي يعمل على تشفر بروتين منظم الإيصالية عبر الغشاء في التليف الكيسي (CFTR).<ref>Stern, RC. "The diagnosis of cystic fibrosis." N Engl J Med 1997; 336:487. <nowiki>PMID 9017943</nowiki></ref>
 
وهناك العديد من الإختبارات لتحديد المضاعفات المحتملةالمُحتملة ومراقبة تطور المرض. فالصور التي حصلت عليها [[أشعة سينية|الأشعة السينية]] و<nowiki/>[[تصوير مقطعي محوسب|المقطعية]] تُسهل الكشف عن علامات الإصابة أو عدوى الرئتين. ويتم زرع القشع بإستخدام [[مجهر|الميكروسكوب]]، فهو اختبار يساعد في الكشف عن نوع البكتريا التي تُصيب الرئة أو الشعب الهوائية، كما يساعد في اختيار المضادات الحيوية الأكثر فعالية للمرض. [[قياس التنفس|فإختبارات قياس الوظائف التنفسية]] تقيس [[سعات الرئة]] وحجمها وسرعة الرئتين في تعبئة الهواء (تدفق الهواء). ومن خلال هذة الاختبارات، يُمكن تحديد ما إذا كان العلاج بالمضادات الحيوية ملائم أو عمل تقييم لإستجابة المريض لهذة المضادات. [[تحليل الدم|فاختبارات تحليل الدم]] تساعد في التعرف على مشاكل في الكبد و [[نقص الفيتامين|نقص الفيتامينات]] وتكشف عن ظهور مرض السكري. يقوماالجهازينيقوما الجهازين ديسكا أو ديسك DEXA أو DXA بقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث لصحة العظام، والتي تعتبر كدليل لوجود مرض [[هشاشة العظام]]. وفى النهاية فإن تحديد نسبة [[إيلاستاز|الإيلاستاز]] في البراز، يساعديُساعد في الكشف عن قصور الإنزيمات الهضمية.
 
== الفسيولوجية المرضية ==
يرتبط البروتين المركب من الجين (CFTR) [[غشاء خلوي|بالغشاء الخلوي]] في كلاكُلا من [[غدة عرقية|الغدد العرقية]] والرئة والبنكرياس إلى جانب [[عضو (تشريح)|أعضاء]] أخري تتضرر بذلك أيضًا. يُغطى البروتين هذا الغشاء ويعمل كقناة أيونية لربط الجزء الداخلى من الخلية [[سيتوبلازم|(السيتوبلازم)]] مع السائل خارج الخلية. هذة القناة هي المسؤلة بشكل رئيسي عن التحكم في مرور الكلوريد من وإلى الخلية. وفى حالة حدوث خلل في البروتين (CFTR ) يتم عرقلة هذة الحركة ومن ثم ترسب الكلوريد خارج الخلية. وبسبب حمل الكلوريد [[شحنة كهربائية|لشحنة كهربائية]] سلبية، فإن [[أيون|الأيونات]] التي تحمل شحنات موجبة لا يمكنها أيضًا أن تمر عبر [[غشاء خلوي|الغشاء السيتوبلازمي]]، ويرجع ذلك إلى [[كهروستاتيكا|الشحنة الكهربائية]] التي تبذلها أيونات الكلوريد. فالصوديوم هو من أكثر الأيونات الموجودة خارج الخلية شيوعًا، وبالجمع بين الكلوريد والصوديوم ينتج كلوريد الصوديوم، وفى حالة الإصابة بالتليف الكيسي يفقد المريض كميات كبيرة من [[كلوريد الصوديوم]] في العرق. ويُشكل هذاويُعتبر الملح المفقود هو السبب الريسيالرئيسي لشرح الفائدة التشخيصية [[اختبار العرق|لاختبار العرق]]<ref name=":0" />
 
فالتقنية التي من خلالها ينتجيؤدى الخلل الخلوي للأعراضلظهورالأعراض السريرية الآنف ذكرها ليست معروفة بدقة. وتشيروتُشير أحديإحدي النظريات إلى أن فشل البروتين منظم الإيصالية عبر الغشاء في التليف الكيسي (CFTR) في نقل الكلوريد، وبالتحديد تراكم كمية كبيرة من المخاط على الرئتين، أدى ذلك إلى خلق بيئة (غنية بالمواد الغذائية) ملائمة للبكتريا التي بذلك تستطيع التهربمن خلالها الهرب من [[جهاز مناعي|الجهاز المناعي]]. ومن المفترض أيضًا أن هذا الخلل الذي يحدث في البروتين (CFTR) يؤدى إلى زيادة متناقضة في اقتناص الكلوريد والصوديوم، مما يُحفز إعادة امتصاص المياة الذيوالتي ينتج عنهعنها نقص الماء بالمخاط وترسب المخاطوترسبه بشكل جاف وسميك. وتركز نظريات أخري على ظاهرة حركة الكلوريد خارج الخلية، التي من شأنها أن تؤدي أيضًا إلى جفاف المخاط والإفرازات البنكرياسية والصفراوية. وتتفق هذة النظريات بشكل عام في إرجاع سبب الإضرابات الكبيرة التي تعرقل القنوات الناقلة الدقيقة إلى الإفرازات اللزجة السميكة التي تترسب على العديد من الأعضاء المتضررة. كل ذلك يؤدي إلى حدوث عدوي مزمنة و يعزز إعادة هيكلة الرئة، بالإضافة إلى حدوث أضرار بنكرياسية (بسبب تكتل الإنزيمات الهضمية) و إنسداد الأمعاء بكميات كبيرة من البراز.<ref name=":0" />
 
=== دور العدوي المزمنة في مرض الرئة ===
تستعمر البكتريا في سن مبكر كلتا الرئتان عند الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي. فتنتشرهذة الكائنات الدقيقة لدى الأشخاص المصابين وتتكاثر بشكل أكبر في المخاط المتراكم في الشعب الهوائية الضيقة. ويحفز المخاط اللزج هذة الكائنات البكتيريا ([[غشاء حيوي رقيق|الأغشية الحيوية]]) على التكاثر مما يودئ إلى صعوبة اختراقها من قبلبواسطة المضادات الحيوية وخلايا جهازالمناعة. وفى الوقت نفسه، تستجيب الرئتين للتلف المستمر، الذي تسببه الإفرازات السميكة والالتهابات المزمنة، التي تتكون تدريجيًا في الشعب الهوائية السفلية ([[توسع القصبات]])، مما يصعبيُصعب القضاء على هذة العدوي.<ref name=":1">Saiman L. Microbiology of early CF lung disease. Paediatr Respir Rev. 2004;5 Supl A:S367-9. <nowiki>PMID 14980298</nowiki></ref>
[[ملف:Pseudomonas aeruginosa SEM.jpg|800 × 562 pixelspx|تصغير|صورة مجهرية لبكتيريا الزائفة الزنجارية التي ترتبط غالبًا بالتهابات الرئة الحادة المسببة للتليف الكيسي]]ومع مرور الوقت، تتغير نوع البكتيريا التي تصيب المرضي وتتغير أيضًا خصائص هذة البكتيرياخصائصها. ففى المرحلة الأولي، تُستعمر الرئتين من قبلقِبل أنواع محددة من البكتريا مثل [[مكورة عنقودية ذهبية|المكورات العنقودية الذهبية]] و<nowiki/>[[مستدمية نزلية|المستديمة النزلية]]. وتنتشر فيما بعد الزائفة الزنجارية (أحيانًا تتكون [[بيركهولدرية بصلية|البيركهولدرية البصلية]] من عدة [[نوع (تصنيف)|أنواع]] مختلفة من [[بيركهولدرية|البيركهولدرية]]). وعند انتشار هذة البكتيريا داخل الشعب الهوائية سرعانسُرعان ما تتكيف مع البيئة وتطور مقاومتها للمضادات الحيوية. ويمكن أن تُطور [[زائفة|الزائفة]] بعض من خصائصها المميزة مما يؤدى إلى تكوين مستعمرات كبيرة-هذة السلالات تعرفتُعرف بأسم الزائفة المخاطية، وهى نادرًا ما تظهر عند الأشخاص الأصحاء.<ref name=":1" />
 
تنتشر العدوى بشكل كبير بين الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي<ref>Tummler B, Koopmann U, Grothues D, Weissbrodt H, Steinkamp G, von der Hardt H. Nosocomial acquisition of Pseudomonas aeruginosa by cystic fibrosis patients. J Clin Microbiol. 1991 jun;29(6):1265-7. <nowiki>PMID 1907611</nowiki></ref>. فقد كان من الأمور المعتادة في السابق أن يتشارك الأشخاص المخيمات الصيفية والأنشطة الترفيهية معًا<ref>Centers for Disease Control and Prevention (CDC). Pseudomonas cepacia at summer camps for persons with cystic fibrosis. MMWR Morb Mortal Wkly Rep. 1993 jun 18;42(23):456-9. <nowiki>PMID 7684813</nowiki></ref><ref>Pegues DA, Carson LA, Tablan OC, FitzSimmons SC, Roman SB, Miller JM, Jarvis WR.Acquisition of Pseudomonas cepacia at summer camps for patients with cystic fibrosis. Summer Camp Study Group. J Pediatr. 1994 may;124(5 Pt 1):694-702. <nowiki>PMID 7513755</nowiki></ref>. وكانت المستشفيات تحتجز المرضى المصابين بالتليف الكيسي في غُرف مشتركة، بالإضافة إلى عدم تعقيم المعدات الطبية (على سبيل المثال: [[رذاذة|الرذاذات]])<ref>Pankhurst CL, Philpott-Howard J. The environmental risk factors associated with medical and dental equipment in the transmission of Burkholderia (Pseudomonas) cepacia in cystic fibrosis patients. J Hosp Infect. 1996 Apr;32(4):249-55. <nowiki>PMID 8744509</nowiki></ref> عند استخدامها بشكل متكرر<ref>Jones AM, Govan JR, Doherty CJ, Dodd ME, Isalska BJ, Stanbridge TN, Webb AK. Identification of airborne dissemination of epidemic multiresistant strains of Pseudomonas aeruginosa at a CF centre during a cross infection outbreak. Thorax. 2003 jun;58(6):525-7. <nowiki>PMID 12775867</nowiki></ref> مما أدى إلى انتقال سلالات بيكتيرية خطيرة جدًا بين المرضى. ولكن في الوقت الحالى، يقوم الروتين في منشآت الرعاية الصحية على عزل هؤلاء المرضى عن بعضهم البعض; علاوة على إنه يجب على الشخصالأشخاص المسؤلالمسؤلة عن رعايتهم أيضًا ارتداء معاطف و قفازات للحد من انتشار السلالات البكتيرية الخبيثة<ref>Hoiby N. Isolation and treatment of cystic fibrosis patients with lung infections caused by Pseudomonas (Burkholderia) cepacia and multiresistant Pseudomonas aeruginosa. Neth J Med. 1995 jun;46(6):280-7. <nowiki>PMID 7643943</nowiki></ref>. وفى كثير من الأحيان، يتلقى الأشخاص المصابون بتلك البكتيريا الخطيرة الرعاية في أيام متباينة ومبانى مختلفة عن تلك المخصصة للمصابين بمثل هذا النوع من العدوىغيرهم. وعلاوةوعلاوًة على العدوى البكتيرية، فإن مرضى التليف الكيسي هم عُرضة أكثر من غيرهم للاستعمار<nowiki/>[[فطر|الفطري]] وذلك بسبب قدرة بعض الفطريات على استعمار الجهاز التنفسي السفلي، ومن ناحية أخري، تُطَور بعض أنواع البكتيريا من نظام مناعتها وتُخرج أجيالاً تقاوم بعض أنواع المضادات الحيوية<ref>Blaschke et al. Mycologucal surveillance of chlidren wiyh cystic fibrosis. Mycoses. 1991;34 Suppl 1:43-7</ref>. وتنمو فطريات [[رشاشية دخناء|الرشاشية الدخناء]] و[[مبيضة بيضاء|المبيضة البيضاء]] بشكل كبير، بحيث يؤدي هذا الاستعمارالإستعمار الفطري إلى ارتفاع معدل الاستجابة الالتهابية أمام الفطريات.<ref>Maiz L et al. Serologic IgE inmune responses against Aspergillus fumigatus and Candida albicans in patient with cystic fibrosis. Chest 2002;121:782-8</ref> وفى الوقت الحاضر، ليس معروفًا بشكل واضح دور الفطريات في الإصابة بالتليف الكيسي، فهى لا تعتبر المسببةالمُسببة للمرض إلا في حالات داء الرشاشيات الغازية و[[داء الرشاشيات]] القصبي الرئوي التحسسي.
 
=== وراثية المرض ===
[[ملف:Cftr.jpeg|419 × 183 pixelspx|تصغير|موقع الجين CFTR على الكروموسوم 7]]
التليف الكيسي هو عبارة عن [[صبغي جسمي|مرض صبغي جسمي]] [[سيادة (وراثة)|متنحى]]. وهوفهو أيضًايحدث عبارة عننتيجة [[طفرة (أحياء)|طفرة]] في [[حمض أميني]] (فقدان [[فينيل ألانين]] في الموضع508) تؤدي إلىمُسببًا حدوث خلل في [[بروتين حامل|البروتين الحامل]] وبالتالي تتوطن في الغشاء الخلوي [[بروتين|للبروتين]] CFTR. تموتم اكتشافوصف هذا البروتين المكونبأنه مكون من أكتر من 1800 طفرة،<ref>«Cystic Fibrosis Mutation Database: Statistics». Genet.sickkids.on.ca. 25 de abril de 2011. Consultado el 17 de diciembre de 2011.</ref> أغلبها عبارة عن [[حذف (وراثة)|حذوفات]] صغيرة، على,وعلى الرغم من تعرضهذلك فهى تُحدت تأثيرات لتأثيراتمختلفة مختلفة،، كالتغيراتكتغيرات في إطار القراءة والتغيراتوتغيرات في الأحماض الأمينية وتغيرات في الربط الجيني.
 
يقعويقع الجين CFTR على الذراع الطويل من [[كروموسوم|الكروموسوم]]7 في الموضع 7q31.2 محتلًا بذلك 1800 زوج من أسس [[قاعدة نيتروجينية|القواعد النيتروجينية]]: وبشكل أكثر دقة، من [[زوج قاعدي|الزوج القاعدي]] الصبغي 116 907 252 إلى 117 095 950. فهو جين كبير الحجم، حيث يمتلك 250 [[زوج قاعدي|كيلو قاعدة]] تحتوى على 27 [[إكسون]]. وقد تم تحديد موقعه وتسلسله عن طريق رسم الخرائط الوراثية.
 
يعملويعمل هذا الجين على تشفير تركيب [[قناة أيونية|القناة الأيونية]] التي تحتوى على 1480 حمض أميني، فهو البروتين الذي يقوم بنقل أيونات [[كلوريد|الكلوريد]] عبر [[نسيج طلائي|الخلايا الظهارية]]، والذي يتحكمويتحكم أيضًا في تنظيم الناقلات الأخرى. ويختفي هذا الجين أو يظهر بنسب أقل بكثير من المعدل الطبيعي عند الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي. فأختراق المرض للأشخاص يتغير تبعًا للأليل الذي يعتمد بدوره على بيئة و<nowiki/>[[جينوم بشري|جينوم]] الشخص المصاب.
 
=== البيولوجية الجزئية ===
[[ملف:CFTR.png|تصغير|الهيكلة الجزيئية '''لبروتين CFTR''']]
 
هى عبارة عن عدة آليات، من خلالها تُحدِث الطفرات مشكلات في بروتين منظم الإيصالية عبر الغشاء في التليف الكيسي (CFTR). وعلىوبشكل وجه الخصوصخاص، فإن الطفرة ΔF508 تُنشأ بروتين لا [[تطوي البروتين|ينطوى]] بشكل طبيعي، بحيث تحلله الخلية في نهاية الأمر. تحدثوتحدث العديد من الطفرات المشتركة بين [[يهود أشكناز]] نتيجة لتركيب البروتينات في وقت قصير للغاية، ويرجع ذلك بسبب الإنهاء المبكر [[اصطناع حيوي للبروتين|للتخليق الحيوي للبروتين]]. وهناك طفرات أخرى أقل انتشارًا تُنتج بروتينات لا تستخدم الطاقة بشكل صحيح، حيث أن تلك الطفرات لا تسمح بمرور الكلورعبرالغشاء على النحو المناسب، أو أنها تتحلل بمعدل أسرع من الطبيعي. فحدوث خلل في نقل الكلور يؤدى إلى عدم طرد الخلايا للماء خارجًا، وبالتالى زيادة لزوجة المخاط. لذلك فإن بعض الطفرات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض انتاج نسخ من بروتين (CFTR).<ref name=":0" />
 
ومن الناحية الهيكلية، فإن الجين (CFTR) ينتمى إلى ما يعرف بفصيلة الناقلات '''ABC''' (اختصار إنجليزي ATP لأدينوسين ثلاثي الفوسفات ويأتي بمعني بمحلهمات أوعُلَيْبات أو كاسيتات)<ref name=":0" />. يتكونويتكون الهيكل الثالت من البروتين المشفر بواسطة الجين من مجالين قادرين على [[ادينوسين ثلاثي الفوسفات|تحليل الأدينوسين ثلاثي الفوسفات]]، (الذي يسمح للبروتين بإستخدام [[طاقة]] في شكل ATP). وعلى نحو مماثل، فإن زوج آخر من هذة المجالات، يتألف كل واحد منهم من ستة من [[لولب ألفا|لولب ألفا،]] (الذي يسمح بمرور البروتين من خلال غشاء الخلية). ويتم تحديد التنشيط بفضل نتيجة [[فسفرة|عملية الفسفرة]] في موقع ربط منظم، وخاصة من خلال بروتين [[كيناز]]A ([[رقم التصنيف الإنزيمي]] 2.7.11.11 للPKA المعروفة سابقًا بcAPK أو بروتين الكيناز المعتمد على [[أدينوسين أحادي الفسفات حلقي|الأدينوسين أحادي الفسفات الحلقي]])<ref name=":0" />. ويتحد [[حمض كربوكسيلي|حمض الكربوكسيلي]] النهائى (C-) للبروتين مع [[هيكل خلوي|الهيكل الخلوي]] عن طريق التفاعل مع نطاقات بروتينية PDZ.<ref>Short DB, Trotter KW, Reczek D, Kreda SM, Bretscher A, Boucher RC, Stutts MJ, Milgram SL. An apical PDZ protein anchors the cystic fibrosis transmembrane conductance regulator to the cytoskeleton. J Biol Chem. 1998 jul 31;273(31):19797-801. <nowiki>PMID 9677412</nowiki></ref>
 
== التشخيص ==