ثورة الزنج: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 59:
كانت البصرة أهم المدن في جنوب العراق وكان جنوب العراق مشحون بالرقيق والعمال الفقراء الذين يعملون في مجاري المياه ومصابها ويقومون بكسح السباخ والأملاح وذلك تنقية للأرض وتطهيرا لها كي تصبح صالحة للزراعه وكانوا ينهضون بعملهم الشاق هذا في ظروف عمل قاسيه وغير إنسانية للغايه تحت اشراف وكلاء غلاظ قساة عديميي الرحمه ولحساب ملاك الأرض من اشراف العرب ودهاقنة الفرس الوافدين إلى العراق ,اما العبيد فكانوا مجلوبين من أفريقيا السوداء زنوجا واحباشا ونوبيين وقرماطيون إضافة إلى فقراء العرب العراقيين والذي كان يطلق عليهم في ذلك الوقت تسمية الفراتيين
 
شرع علي ابن محمد الفارسي الجديد يدرس أحوال هؤلاء البائسين من فقراء وعبيد ويسعى لضمهم لثورته كي يحررَهم ويحاربَ بهم الطبقة الارستقراطيه التي تضطهدهم بمعونة الدولة العباسية وعلى رأسها الخليفة الحاكم باسم الدين في العاصمة سامراء آنذاك فكان أول زنجي ينظم إليه هو ريحانُ ابنُ صالح الذي أصبح من قادة الحرب علي ابنُ محمد يتنقل مع قادته بين مواقع عمل الرقيق والفراتيين فقراء العرك أماكنهم وترك الخضوع لسادتهم والانضمام إلى معسكر البصرة للخلاص من واقعهم البائس واعدا اياهم بحياة أفضل فيما لو انتهت إليه أزمة الأمور فأستجابت لدعوته مجاميعُ غفيرة منهم، ولقد فشل وكلاء الملاك في الحيلولة بين الرقيق المضطهد وعلي ابن محمد العلوي فكان الاسياد يحبسون رقيقهم في بيوت ويسدون عليهم الأبواب والنوافذ بالطين، ولكن بالرغم من كل هذا كان العبيد يتقاطرون على المعسكر العلوي بشكل مستمر، ويصف ابنُ خلدون إقبالَ الزنج على الثورة وزحفـَهم للقاء قائدها فيقول : لقد تسايل إليه الزنجُ واتبعوه.
 
البصرة للخلاص من واقعهم البائس واعدا اياهم بحياة أفضل فيما لو انتهت إليه أزمة الأمور فأستجابت لدعوته مجاميعُ غفيرة منهم، ولقد فشل وكلاء الملاك في الحيلولة بين الرقيق المضطهد وعلي ابن محمد العلوي فكان الاسياد يحبسون رقيقهم في بيوت ويسدون عليهم الأبواب والنوافذ بالطين، ولكن بالرغم من كل هذا كان العبيد يتقاطرون على المعسكر العلوي بشكل مستمر، ويصف ابنُ خلدون إقبالَ الزنج على الثورة وزحفـَهم للقاء قائدها فيقول : لقد تسايل إليه الزنجُ واتبعوه.
اعلن الثائر العلوي علي ابن محمد أن هدفه بالنسبة للزنج والفراتيين فقراء العراق هو : تحريرُ الرقيق من العبوديه وتحويلُهم إلى سادة لأنفسهم وأعطاؤهم حق َامتلاك الضياع والاموال بل ومناهم بأمتلاك َسادتِهم سادة الامس الذين كانوا يسترقونهم وجعلِهم عبيدا عندهم ووعدهم أيضا بضمان مساواتهم في ثورته ودولته التي تعمل من أجل ضمان ٍاجتماعي هو اقرب إلى النظم الجماعيه التي يتكافل فيها ويتضامن مجموع المجتمع.نظام سياسي يرفض الخلافة الوراثيه لبني العباس والتي أصبحت اسيرة ًبيد قادة الجند الاتراك، ويُقدم بدلا منها دولة َالثورة التي أصبح فيها الثائرُ العلوي علي ابنُ محمد أميرا للمؤمنين ,.
استطاعت الثورة ان تكتسب أكثر فأكثر ثقة َجماهير الزنج والفراتيين فقراء العراق الذين بدورهم كانوا اشبه مايكونون بالرقيق وبالذات في ظروف العمل وشروطه، وخاصة بعدما رفض قائدُ الثورة مطالبَ الاشراف والدهاقين والوكلاء بأن يردَ عليهم عبيدَهم لقاء خمسة ِدنانير عن كل رأس، لقد رفض الثائر العلوي علي ابن محمد هذا العرض، بل وعاقب هؤلاء السادة الذين قدّموا العرض، فطلب من كل جماعة من الزنج ان يجلدوا سادتـَهم ووكلائَهم القدامى. وزاد من اطمئنان الزنج إلى الثورة ما أعلنه قائدُها بأنه لم يَثُرْ الا لرفع المظلومية ِعنهم، وعاهدهم على أن يكون في الحرب بينهم بقوله :اشرككم فيها بيدي واخاطر معكم فيها بنفسي، بل قال لهم ليُحط ْ بي جماعة ٌمنكم فإن احسوا مني غدرا فتكوا بي. وبهذه الثقة تكاثر الزنجُ في صفوف الثورة وفي كتائب جيشها بل وانضمت إليها الوحدات الزنجيه من جيش الدولة العباسية في كل موطن من المواطن التي التقى فيها الجيشان.حتى سميت لذلك بثورة الزنج، واشتهرت بهذا الاسم في مصادر التاريخ.