سليم الثاني: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديلين معلقين من HLR2001 إلى نسخة 23159644 من Mr.Ibrahembot.
سطر 39:
يعتقد أن النشاط المبكر لوالدته [[روكسلانا|خُرَّم سلطان]]، الزوجة الثانية والأثيرة للقانوني، كان وراء وصول سليم إلى عرش السلطنة؛ حيث تُتهم بالتورط في إسقاط [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] [[إبراهيم باشا الفرنجي|إبراهيم باشا]] الموالي لولي العهد الشرعي [[شاه زاد مصطفى|مصطفى]] وحياكة المؤامرات التي أدت إلى إعدام الأخير، فيما خلت الساحة العثمانية لسليم إثر وفاة شقيقه الأكبر محمد والأصغر جهانكير، وإعدام شقيقه الذي تمرد على تعيينه وليًا للعهد [[شاه زاد بايزيد|بايزيد]]<ref name="أوزتونا">أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية (عدنان محمود سلمان). المجلد الأول. (1988). ط1.</ref>
 
== فاتحة عهده وحقيقة ادمانه الخمر ==
قام الصدر الأعظم [[محمد باشا الصقلي]] بإخفاء موت الخليفة [[سليمان القانوني|القانوني]] خوفاً من ثورة [[الانكشارية]] حتى تسلم سليم الثاني الحكم، كان ضعيفًا غير متصف بما يؤهله للحفاظ على فتوحات أبيه وضبط الداخلية، فبدأ سليم الثاني سلطنته، بالتوجه فورا إلى [[إسطنبول]] حيث جلس على العرش العثماني، بعدها توجه إلى الجبهة النمساوية، فقابل الجيش العثماني العائد من انتصاره على النمساويين يتقدمه نعش العاهل العظيم السلطان سليمان القانوني، وسلم الصدر الأعظم محمد باشا الصقلي على سليم الثاني بسلام السلطنة، وفي صحراء سيرم خارج [[بلغراد]]، بايع الجيش العثماني وريث العرش، بعدها أدى السلطان الجديد وخلفه الجيش صلاة الميت للقانوني ثم نادى خواجه سلطاني "عطاء الله أفندي" مربي سليم الثاني في الجيش قائلا: «الصلاة للميت»، وأقام الصلاة، ،يذكر أن القانوني الذي توفي بعد حصار مدينة "سيكتوار" [[المجر|بالمجر]] في السابع من سبتمبر عام 1566، قد أوصى بدفن جثمانه في "إسطنبول" ولتحقيق وصيته، تم استخراج أعضائه الداخلية بما فيها القلب ودفنها في "سيكتوار"، وتحنيط جثمانه ليتحمل الطريق إلى "إسطنبول" حيث دفن هناك، ثم قام السلطان "سليم الثاني" ببناء ضريح ومجمع للتعليم الديني في المكان الذي دفنت فيه أعضاء والده.
انطلق الجيش في موكب جنائزي تحيطه ذكرى سليمان القانوني بالهيبة والوقار، وفي مدينة إسطنبول أقيمت مراسم جنائزية ضخمة تليق بالقانوني، وكان لافتا اشتراك الآلاف من أهالي مدينة إسطنبول في حمل جثمان السلطان الراحل إلى مدفنه بمسجد السليمانية عرفانا بالعدل الذي أسبغه على رعيته طوال عهده الطويل.
قام ابنه السلطان "سليم الثاني" ببناء ضريح ومجمع للتعليم الديني في المكان الذي دفنت فيه أعضاء والده، وظلت مباني الضريح والمجمع قائمة لمدة 150 عاماً، إلى أن خرجت المنطقة عن سيطرة العثمانيين، ومن ثم تعرضت للتخريب.
يذكر أن سليم الثاني أعطى العديد من سلطاته لوزرائه، وعندما امتنع عن إعطاء العطايا للجنود أظهروا العصيان وعدم إطاعتهم لأوامر قادتهم فاضطر إلى العطاء، ويرى البعض أنه لولا هيبة الدولة في السابق وقوة وزيره [[محمد باشا الصقلي]] الذي غدا يدير البلاد من خلف الكواليس لسقطت الدولة وكان مما أقدم عليه أن عقد صلحًا مع [[النمسا]] يعترف فيه بأملاكها في [[المجر]] مقابل دفع [[جزية]] سنوية للسلطنة.
 
<nowiki>=حقيقة ادمانه الخمر=</nowiki>
 
'''لا شك أن السلطان "سليم الثاني" كان -حتى عهده- أقل السلاطين العثمانيين كفاءة، فلم يكن كأحد من أجداده في القوة والحزم والصرامة في تطبيق الأوامر الشرعية، ولكن هذا لا يستوجب تصديق كل ما قيل في حقه، مثل أنه كان مخنسًا أو زانيًا أو سكيرًا وخلاصة المسألة كالآتي:'''
 
'''1- عندما كان الأمير سليم واليًا على سنجق "مغنضيا" لم يعش مع الأسف حياة مستقيمة مثل السلاطين العثمانيين الآخرين، وذلك بتأثير الجو المحيط به والذي أستغل شبابه. كان من ناحية الخلق هادئ وحليم، وكان أول سلطان نستطيع القول إنه لم يكن يبلغ كعب أسلافه من أجداده، وانقطعت به سلسلة الدهاة، وبدأ عهد لا تُرى فيه سوى بعض اللمعات من حين لآخر. وهو أول سلطان ولد في إسطنبول وتوفى بها، كما أنه أول سلطان لا يخرج على رأس الجيش الذاهب إلى القتال، وكان يحيط نفسه بالموسيقيين والرسامين، وكان يعيش حياة لهو وطرب.'''
 
'''هناك مؤرخون موثقون يذكرون بأنه حاول اقتراف بعض الآثام، ولكنه مثل غيره من السلاطيين العثمانيين لم يقترف جريمة شرب الخمر، ولا دليل موجود يثبت هذا، والادعاءات في هذا الخصوص غير صحيحة. قام برفع الحظر الذي فرضه والده السلطان سليمان القانوني على أستيراد الخمر الذي كان يتناوله غير المسلمين، كما أباح لغير المسلمين إعادة فتح خمارتهم، ونكرر هنا بأن هذا كان خاصًا لغير المسلمين فقط، وكان والده قد سد هذه الخمارات بعدما بلغته الأخبار بارتياد بعض الشباب المسلمين لهم سرًا.'''
 
'''2- لذا وبسبب من صفاته هذه يصح القول بأن الدولة العثمانية دخلت في عهده فترة الركودة والتوقف؛ لأن  جميع  الأسباب والعوامل التي تؤدي لاضمحلال الدول كالاستبداد والرشوة والجهل بدأت تظهر في عهده، غير أن وقوف رجال العلم من عهد السلطان سليمان أما الجهل كوقوف رجال دولة محنكين من أمثال "صوقوللو محمد پاشا" أمام الرشوة، ووجود فقهاء مشهورين من الذين كانوا يقبضون على القضاء من أمثال العالِم أبي السعود أفندي، الذين كانوا يشكلون سدًا جزئيًا أمام الاستبداد، كل هذه العوامل كانت سببًا في عدم ظهور النتائج المرة بوضوح في عهده.'''
 
'''وهناك علماء ورجال دولة من أمثال "قوجي بك" يرون أن عهد الركود بدأ منذ أواخر عهد السلطان سليمان القانوني، وهذا صحيح؛ لأن الزيادة غير الطبيعية في كوادر الدولة وتسليم بعض الوظائف الكبيرة لغير الأكفاء، وغير ذلك من الأمور السلبية بدأت في أواخر عهد سليمان. ويُمثل "رَستم پاشا" أفضل مثال على هذا، ودوره المعروف في إثارة الفتن بين الأمراء -راجع قصة قتل سليمان لابنه مصطفى- دليل على ما نقول. يقول "قوجي بك": "كما هو معلوم للحضرة السلطانية، فإن الدولة العثمانية بلغت أوج قوتها وغناها في عهد المرحوم المغفور له السلطان سليمان خان، وإن العوامل الباعثة على الاختلال ظهرت في عهده، ولكن لكون الدولة في أوج قوتها، لم تظهر للعيان آنذاك. بل بدأت بالظهور قبل بضع سنوات".'''
 
'''وعلى الرغم من كل هذا، واستمرارًا للجهود السابقة، تم فتح جزيرة قبرص، واستسلمت موسكو، وألحقت اليمن بالدولة العثمانية، كما أن القوانين التي نظمت ووضعت في عهده تشير إلى سرعة الرقي لم تكن قد أنقطعت تمامًا. يقول المؤرخ الروماني والموسيقي ورجل الدولة "ديميتري كانتمير" -وهو من أعداء الدولة العثمانية- حول السلطان سليم الثاني، بسبب كونه أكثر السلاطين العثمانيين تعرضًا للإشاعات: "مثلما كان يحب مجالسة العلماء، كان يعرف كيف يقضي أوقات أنس مع مهرجيه، ومع هذا كان يؤدي صلواته الخمس بانتظام، وهناك مؤرخون يذكرون بأنه كان ينزوي في أماكن خاصة في القصر بحجة الاعتكاف والعبادة، حيث يقوم بمعاقرة الخمر والتلذذ بلذائذ الدنيا، وهذا غير صحيح وليس إلا نتيجة محاولة من هؤلاء المؤرخين للتزلف إلى قرائهم وإيهامهم أنهم يقدمون لهم معلومات جديدة، والحقيقة أن السلطان سليم كان يبدو متدينا جدًا".'''
 
'''إذن بناء على ما سبق وبناء على شهادة عدو للدولة -والحق ما شهدت به الأعداء- تُكشف لنا الشخصية الحقيقة للسلطان سليم الثاني، دون تحامل أو دفاع. '''
 
لو كان السلطان سليم الثاني سكيرا لعزل من منصبه كما عزل عض السلاطين من قبله وبعده فمؤسسات مثل شيخ الاسلام والقضاء كانت مستقلة تماما عن السلطة وفتوى من شيخ الاسلام كفيلة بطيران راس السلطان من مكانه.
 
وكذلك الانكشارية لم يكونوا ليسكتوا عن مجون السلطان وكان لهم دور كبير في عزل السلاطين بل وقتل بعضهم.
 
فسلطة الحاكم بالدولة العثمانية كانت محدودة بالشرع الاسلامي وليست مطلقة وكانت مؤسسات شيخ الاسلام والقضاء والانكشارية تعمل كجهاز رقابي على افعال السلطان وبصلاحيات واسعة.
 
ان اغلب نقاد عهد السلطان سليم الثاني انما بسبب معركة ليبانتو التي انتهت بهزيمة الاسطول العثماني ولكن كانت تلك معركة من بين سلسلة معارك كثيرة حدثت في عهده انتهت اغلبها بالنصر المؤزر ولقد تم تدارك الهزيمة واعادة بناء اسطول عثماني عد الأضخم في ذلك العصر وتم تحرير تونس من الاحتلال الصليبي وتم تطهير البحر المتوسط من السفن الصليبية وفي عهده توسعت مساحة الدولة وبني جامع السليمية في ادرنة أجمل الجوامع العثمانية واعلاها ارتفاعا.
 
== العلاقات مع فرنسا ==
[[ملف:16th century copy of the 1569 Capitulations between Charles IX and Selim II.jpg|thumb|صورة عن الامتيازات العثمانية للملك الفرنسي تشارلز التاسع.]]