سرت: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 139:
ذكر عدد من الرحالة والجغرافيين مدينة سرت [[ابن حوقل|كابن حوقل]] الذي قال عنها في [[القرن العاشر]] الميلادي: "وسرت مدينة ذات سور صالح كالمنيع من طين وطابية وبها قبائل من [[البربر]]، ولهم مزارع في نفس البرّ تُقصد نواحيها إذا مُطرت وتنتجع مراعيها. ولها من وجوه الأموال والغلات والصدقات في سائمة الإبل والغنم ما يزيد على حال [[اجدابيا]] ومالها في وقتنا هذا وبها نخيل تجتنى أرطابها وليس بها من القصب والتمر ما تذكر حاله لأنّ نخيلهم بقدر كفايتهم. ولهم أعناب وفواكه وأسعارهم صالحة على مرّ الأوقات. والمتّلي صدقاتهم وجباياتهم وخراجاتهم وما يجب على القوافل المجتازة بهم صاحب صلاتهم. واليه جميع مجارى أمر البلد والنظر فيه وفيما ورد إليه وصدر في استيفاء ضرائبه ولوازمه، واعتبار السجلات والمناشير بمواجب ما على الأمتعة وتصفّحها خوف الحيلة الواقعة دون الأداء عنه بأفريقية؛ ودخلها أوفر من دخل اجدابيا لما ذكرت. وهى عن غلوة سهم عن البحر في مستواة من رمل، وترد المراكب أيضا عليها بالمتاع وتصدر عنها بشيء منه كالشبّ السرتي، فإنّه بها غزير كثير، وبالصوف أيضا، ولحوم المعز أغذى فيها من الضأن وأنفع، وتقوم لحوم الضأن فيها مقام لحم المعز بغيرها لأنّها غير ملائمة لأهلها وللسافرة المجتازين من أجل مراعيها. وشِرب أهلها من ماء المطر المختزن في المواجل".
 
أما [[البكري]] فقال عنها في سنة [[1068|1068م]] أنها: "مدينة كبيرة على سيف البحر، عليها سور طوب وبها جامع وحمام وأسواق، ولها ثلاثة أبواب قبلي وجوفي وباب صغير إلى البحر ليس حولها أرباض، ولهم نخل وبساتين وآبار عذبة وجباب كثيرة، ذبائحهم المعز ولحمانها عذبة طيبة، ليس يؤكل بطريق مصر أطيب من لحومها".
 
وذكر [[الإدريسي]] في سنة [[1068|1068م]] في كتابه [[نزهة المشتاق]] أن عمرانها ضغف، أما [[ابن سعيد المغربي]] فقال عنها في سنة [[1240|1240م]] أنها لم تعد سوى قصر يقيم به بعض العرب، وقد هجر هذا القصر بعد ذلك وأصبحت مدينة سرت أطلالا من غير ساكن <ref>من كتاب نزهت المشتاق في إختراق الأفاق للإدرسي</ref>.
 
وتقع آثارها اليوم التي تعرف بالمدْيّنةبالمَدِينة على بعد 55 كم إلى شرق من مدينة سرت الحالية، وعلى بعد 5 كم من [[سلطان سرت|قرية سلطان]] من الغرب، وتبعد عن ساحل [[خليج سرت]] 600 متر، وشمال الطريق الساحلي بمسافة 800 متر. وتتخذ آثار المدينة الشكل البيضاوي الغير منتظم بقياس يصل إلى 500 متر من الشرق إلى الغرب و 450 متر من الشمال إلى الجنوب، وهي تغطي مساحة قدرها 184 ألف متر مربع، وهي محاطة بسور يبلغ طوله 1750 متراً، وقربها متحف صغير يضم بعض القطع الأثرية الإسلامية.
 
=== خراب المدينة ===
سطر 149:
 
=== سرت الحالية ===
أنشئت مدينة سرت الحالية في عام [[1885]]-[[1886]] ميلادية ([[1303 هـ]])، خلال ولاية الوالي "[[أحمد راسم باشا"]] على "طرابلس الغرب"، حسب [[سالنامة]] ولاية طرابلس الصادرة في سنة [[1894|1894م]]م.
 
وحسب سالنامة فإن الإنشاءات الأولى كانت: "دائرة حكومية تحتوي على سبع غرف، ودائرة أخرى لعائلات المأمورين فيها ست غرف فوقانية وتحتانية، مع ما يلزمها من المشتملات، وكاوش يستوعب بلوكا من العساكر الشاهانية، وإصطبل لأجل حيوانات السواري، وفتدق وعدة دكاكين، وفرن وطاحونة."
 
وقد تولى إنشاءها قائم مقام قضاء سرت "عمر باشا المنتصر" الذي تولى منصبه في سنة [[1879|1879م]]م استمر في منصبه نحو 30 سنة أشرف فيها على تأسيس المدينة، ووطن بها من يرغب من قبائل البادية ومنهم:([[العمامرة]] و[[الهماملة]] و[[ورفلة]] و[[القذاذفة]] و[[فرجان|الفرجان]] و[[المعدان]] و[[قبيلة قماطة|قماطة]] و[[الحسون]] و[[أولاد سليمان]] و[[الجماعات]] و[[المزاوغة]] و[[الربايع]] و[[المشاشية]] و[[أولاد وافي]] و[[قبيلة المغاربة|المغاربة]] و[[الهوانة]] و[[الزياينة]] وغيرهم)، كما انتقل إليها عدد من العائلات من [[مصراتة]]، وأسس بها في سنة [[1898|1898م]] "جامع بن شفيع"، والذي يعد اليوم أهم المعالم القديمة بمدينة سرت، وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ [[محمد علي بن أحمد الشفيع السناري]] الذي تولى امامته وحتى وفاته.
 
تعتبر مدينة سرت الآن من المواقع المهمة حيث تحتل موقعا متوسطا بين [[برقة|شرق ليبيا]] وغربها، وهي في نفس الوقت تعتبر بوابة للمناطق الداخلية [[فزان|بفزان]]، ويمكن اتخاذها قاعدة للانطلاق إلى الواحات التي تقع إلى الشرق والجنوب.