الحديث النبوي: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
تنقيح، استبدل: صلى الله عليه وسلم ← {{ص}} (41) باستخدام أوب
سطر 21:
{{إسلام}}
{{أهل السنة}}
السنة في اللغة هي السيرة، والطريق القويم،<ref name="لسان العرب"/> وقد وردت في [[القرآن الكريم]] بمعنى الطريقة المتبعة: {{قرآن مصور|الإسراء|77}} - [[سورة الإسراء]] و{{قرآن مصور|الأنفال|38}} - [[سورة الأنفال]]. وكلمة السنة إذا أطلقت فهي تنصرف إلى الطريقة المحمودة، وقد تستعمل في الطريقة المذمومة ولكنها تكون مقيّدة، كقول النبي:{{اقتباس|«'''من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء'''» <ref>صحيح مسلم - كتاب الزكاة - باب الحث على الصدقة - برقم 1017</ref>}} فالسنة هنا ضد [[البدعة]]،<ref>فتاوى ابن الصلاح - تقي الدين أبو عمرو عثمان بن صلاح الدين الشهرزوري الموصلي الشافعي المشهور بابن الصلاح</ref> والبدعة هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشريعة،<ref>الإعتصام - أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي</ref> وهي ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه.<ref name="جامع العلوم">جامع العلوم والحكم - ابن رجب الحنبلي</ref> قال أبو منصور الهروي الأزهري: {{اقتباس|السنة: الطريقة المحمودة المستقيمة<ref>تهذيب اللغة - أبو نصر محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري</ref>}} وقال [[الشاطبي]]: {{اقتباس|ويطلق ـ أي: لفظ السنة ـ في مقابلة البدعة؛ فيقال: فلان على سنة إذا عمل على وفق ما عليه النبي صلى الله عليه{{ص}} وسلم،، كان ذلك مما نص عليه في الكتاب أو لا، ويقال: فلان على بدعة إذا عمل على خلاف ذلك" <ref>الموافقات في أصول الشريعة - أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي</ref>}} وقال [[ابن رجب الحنبلي]]: {{اقتباس|السنة هي الطريق المسلوك؛ فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه{{ص}} وسلم وخلفاؤه الراشدون، من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة " <ref name="جامع العلوم"/>}} ومن ذلك قول النبي: {{اقتباس|'''عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ'''<ref>رواه أبو داود 4/281 برقم 4607 والترمذي 3/377 برقم 2676 وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه 1/15 برقم 24</ref>}} وقال: {{اقتباس|'''فمن رغب عن سنتي فليس مني'''<ref>رواه البخاري في كتاب النكاح - باب الترغيب في النكاح برقم 5063 ومسلم في كتاب النكاح برقم 1401 وغيرهما.</ref>}}
 
ففيما يتعلق بمصطلحي الحديث والسنة، فإنهما يجتمعان في مواضع، ويفترقان في مواضع أخرى، فإن ما يروى عن النبي من قول أو فعل أو تقرير يطلق عليه "حديث" كما يسمى أيضا "سنة"، يقول الشيخ [[عبد الله بن يوسف الجديع]]: {{إقتباس|السنة في المعنى الأُصوليِّ مساويةٌ للحديث بالتعريف المتقدّم عن أهل الحديث، دون قيد (أو صفة)، واستثناء الصفة النبوية من جملة السنن إنما وقع من أجل أن محل الكلام في السنة هو اعتبار كونها من مصادر التشريع، وهذا لا يَنْدرجُ تحته الأوصاف الذَّاتية، وإنما يستفاد من الأقوال والأفعال والتقريرات النبوية".<ref>تحرير علوم الحديث -عبد الله بن يوسف الجديع</ref>}} وكذلك فإن كتب الحديث تسمى أيضا بكتب السنة، كما أن [[أهل الحديث]] هم أيضا من أهل السنة. فإذا اطلق لفظ السنة في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي: القرآن والحديث.<ref name="أصول الحديث">أصول الحديث، علومه ومصطلحه - [[محمد عجاج الخطيب]]</ref>
سطر 44:
:وما صدر عنه من أفعال خاصة بمناسك الحج كانت بيانًا لقول الله في القرآن: {{قرآن مصور|آل عمران|97}} - [[سورة آل عمران]]. وما إلى ذلك من الأفعال التي تحمل الصبغة التشريعية.
:* أفعال فعلها النبي ابتداءً، فعلى الأمة متابعته فيها، والتأسي به <ref name="الكامل"/>، للآية: {{قرآن مصور|الأحزاب|21}} - [[سورة الأحزاب]]. وهذا إذا علمت صفته الشرعية. مثال ذلك قول [[عمر بن الخطاب|عمر]] حينما كان يقبل الحجر الأسود في طوافه: {{اقتباس|إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك<ref>رواه البخاري - باب ما ذكر في الحجر الأسود - برقم 1494</ref>}}
3- تقريرية: وهي كل ما أقره النبي مما صدر عن بعض أصحابه من أقوال وأفعال، بسكوت منه وعدم إنكار، أو بموافقته وإظهار استحسانه وتأييده.<ref name="أصول الحديث"/> ومثالها ما رواه [[أبو سعيد الخدري]] قال: {{اقتباس|خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء، فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيبًا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعِد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: «'''أصبت السنة'''»، وقال للآخر: «'''لك الأجر مرتين'''» <ref>رواه أبو داود والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم وصححه الألباني</ref>}}
4- وصفية: وهي تشمل نوعين:
:* الصفات الخُلُقية (بضمّ الخاء واللام): وهي ما جبله الله عليه من الأخلاق الحميدة وما فطره عليه من الشمائل العالية المجيدة وما حباه به من الشيم النبيلة. ومثالها ما رواه [[البخاري]] عن [[أنس بن مالك]] قال:{{اقتباس|لم يكن النبي صلى{{ص}} الله عليه وسلم سبَّأبا ولا فحَّاشا ولا لعَّانا<ref>صحيح: رواه البخاري برقم 5571 وأحمد برقم 12007 و 12178</ref>}}
:* الصفات الخَلقية (بفتح الخاء): وتشمل هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسمية.<ref>[http://www.al-islami.com/arabic/sunnah.php تاريخ السنة]</ref> ومثالها حديث أم معبد الذي أورده [[ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]] بطوله، قالت أم معبد:{{اقتباس|"مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! قال: صفيه لى يا أم معبد. فقالت: "إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (الطول)، وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب..."}} {{للهامش|3}}
 
سطر 57:
* وفي السنة أحكام عليها جمهور المسلمين لم تأت في القرآن، كتحريم [[نكاح]] المرأة على [[عمة|عمتها]] أو [[خالة|خالتها]]{{للهامش|4}}، وحد شرب [[الخمر]]، ورجم [[زنا|الزاني]] المحصن<ref name="الصباغ"/>، قال [[الشوكاني]]: {{اقتباس|إن ثبوت حجّية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ولا يخالف في ذلك إلامن لا حظ له في الإسلام<ref>إرشاد الفحول لتحقيق الحق من علم الأصول - محمد بن علي بن محمد الشوكاني</ref>.}}
* وفي السنة تخصيص لعموم محكم القرآن<ref name="الصباغ"/>، ومن ذلك تخصيص الحديث: {{اقتباس|«'''لا يرث المسلمُ الكافرَ، ولا الكافرُ المسلمَ'''».<ref>صحيح البخاري 8/130 برقم 6764 ومسلم 2/59 برقم 1614 وأخرجه أيضا أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم</ref>}} لآية: {{قرآن مصور|النساء|11}} - [[سورة النساء]]، قال الخطيب البغدادي: {{اقتباس|"فكان ظاهر هذه الآية يدل على أن كل والد يرث ولده، وكل مولود يرث والده، حتى جاءت السنّة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين، وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث."<ref name="الكفاية"/>}}
* والقرآن الكريم نفسه يرد إلى السنة، ويوجب على المسلمين أن يطيعوا الرسول، ويعُدّ طاعة الرسول طاعة لله. كما جاء في سورة النساء: {{قرآن مصور|النساء|80}} - [[سورة النساء]]، ويقرر القرآن أن النبي أسوة حسنة لكل من آمن بالله واليوم الآخر: {{قرآن مصور|الأحزاب|21}} - [[سورة الأحزاب]]، وأوجب الله في القرآن النزول على حكم النبي في كل خلاف، وأقسم الله على نفي الإيمان عن كل من لا يحكّمه ولا يرضى بحكمه، حتى يحكّمه ويرضى بحكمه، جاء في سورة النساء: {{قرآن مصور|النساء|65}} - [[سورة النساء]]، وأخبر الله أن النبي أوتي القرآن والحكمة (التي هي السنّة)<ref name="ReferenceB">تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - عبد الرحمن بن ناصر السعدي</ref> ليعلم الناس أحكام دينهم ويزكيهم: {{قرآن مصور|آل عمران|164}} - [[سورة آل عمران]] قال [[الشافعي]] في هذه الآية: {{اقتباس|سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنّة رسول الله... فلم يجز أن يقال الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم،، وذلك أنها مقرونة مع الكتاب، وأن الله افترض طاعة رسوله وحتم على الناس اتباع أمره.<ref>الرسالة - محمد بن إدريس الشافعي، تحقيق أحمد شاكر</ref><ref>جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر</ref>}} وهناك نصوص قرآنية أخرى عديدة تلزم المسلم بطاعة الرسول وامتثال أمره فمن ذلك: {{قرآن مصور|آل عمران|32}} - [[سورة آل عمران]]، و{{قرآن مصور|النور|51}} - [[سورة النور]]، و{{قرآن مصور|الحشر|7}} - [[سورة الحشر]]، وغيرها، فدلّت هذه الآيات على أن السنّة في رتبة تشريعية ملزمة.
* أما في الحديث النبوي، فهناك طائفة كبيرة من الأحاديث الثابتة التي تصرّح بمكانة السنة في الشريعة، فمنها ما رواه [[البخاري]] قال: {{اقتباس|عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم أنه قال: «'''كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى'''». قالوا: يا رسول الله، من يأبى؟ قال: «'''من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى'''».<ref>صحيح البخاري 9/75 برقم 7580</ref>}} وروى [[أبو داود]] و[[الترمذي]] و[[ابن ماجه]] و[[الدارمي]] عن [[العرباض بن سارية]] قال: {{اقتباس|وعظنا رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: «'''أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة'''» <ref>سنن أبي داود 4/281 برقم 4607 وسنن الترمذي 3/377 برقم 2676 ووابن ماجه 1/5-6 وسنن الدارمي 1/44 وقال التمذي: حديث حسن صحيح</ref>}} وأخرج [[أحمد بن حنبل|أحمد]] وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي و[[ابن حبان]] عن [[المقدام بن معدي كرب|المقداد بن معد يكرب]] قال: {{اقتباس|أن رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم قال: «'''ألا إني أوتيت الكتاب وما يعدله ويوشك بشبعان على أريكته يقول : بيننا وبينهم هذا الكتاب، فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه، وإنه ليس كذلك'''» <ref>موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للحافظ الهيثمي ص55 برقم 97 ومسند أحمد 4/131 وسنن أبي داود 4/280 برقم 4605 وسنن ابن ماجه 1/7 برقم 13 ووسنن الترمذي 3/374 برقم 2663</ref>.}} ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن [[أبي موسى الأشعري]] قال: {{اقتباس|أن رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم قال: «'''إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق'''» <ref>أخرجه البخاري - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم برقم 6740</ref>}} وما أخرجه البخاري و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] و[[النسائي]] وابن ماجه وابن حبان و[[ابن خزيمة]] وأحمد و[[الحاكم النيسابوري|الحاكم]] وغيرهم عن عدد من أصحاب النبي، منهم [[أبو ذر]] و[[أبو هريرة]] و[[عبد الله بن عمر]]: {{اقتباس|أن رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم قال: «'''من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله'''» <ref>صحيح البخاري -- برقم 6604 وصحيح مسلم برقم 3418 وسنن النسائي برقم 4193 وسنن ابن ماجه برقم 2850و صحيح ابن حبان برقم 2144 وصحيح ابن خزيمة برقم 1597</ref>.}}
 
وقد أجمع الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين وسائر علماء المسلمين من بعدهم على حجية السنة النبوية ووجوب التمسك بها، ونقل هذا الإجماع الإمام [[الشافعي]] فقال: {{اقتباس|أجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم : لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس<ref name="إعلام الموقعين">إعلام الموقعين عن رب العالمين - إبن قيم الجوزية</ref>.}} وقال [[ابن تيمية]]: {{اقتباس|وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاما - : يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينياً على وجوب اتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم<ref>رفع الملام عن الأئمة الأعلام ص22-23.</ref>}}
 
== الحديث القدسي ==
{{مفصلة|حديث قدسي}}
الحديث القدسي هو ما رواه النبي عن [[الله (إسلام)|الله]]، أو هو كل حديث يضيف فيه النبي قولا إلى الله.<ref name="أصول الحديث"/>. وقد يكون بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والإلقاء في الروع، وعلى لسان [[الملائكة في الإسلام|الملك]]، أو من وراء حجاب، أو تكليما مباشرا. وقد يأتي في الحديث بعبارات مثل: (قال الله تعالى)، أو: (يرويه عن ربه تبارك وتعالى)، أو: (إن روح القدس نفث في روعي) <ref>علوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد - حمزة المليباري</ref> وهو كلام الله بالمعنى واللفظ للرسول.<ref name="الصباغ"/> قال [[الشريف الجرجاني]]: {{اقتباس|الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا}} <ref>كتاب التعريفات - علي بن محمد بن علي الجرجاني</ref> وقال [[المناوي]]: {{اقتباس|الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه{{ص}} وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه <ref>فيض القدير شرح الجامع الصغير - محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي القاهري</ref>}} وقال [[محمد عبد العظيم الزرقاني]]: {{اقتباس|الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول <ref>مناهل العرفان في علوم القرآن - محمد عبد العظيم الزرقاني</ref>}} ونسبة الحديث إلى القدس (وهو الطهارة والتنزيه) <ref name="لسان العرب"/> لأنه صادر عن الله من حيث أنه هو المتكلم به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلإن النبي هو الحاكي له عن الله.<ref name="أصول الحديث"/>
 
=== الفرق بين الحديث القدسي والنبوي ===
والفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية الأخرى أن هذه نسبتها إلى النبي، وحكايتها عنه، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله، والنبي يحكيه ويرويه عنه، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل : أحاديث قدسية أو إلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي، فقيل فيها: {{اقتباس|أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول صلى{{ص}} الله عليه وسلم،، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه{{ص}} وسلم لا يقول إلا الحق <ref name="أصول الحديث"/>}} ومصداقه قول الله في سورة النجم: {{قرآن مصور|النجم|3|4}} - [[سورة النجم]].
 
ومن أهم الفروق بين الحديث النبوي والحديث القدسي:
سطر 79:
 
ومن الأمثلة على الحديث القدسي:
* ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن [[أبي هريرة]] قال:{{اقتباس|قال رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم: «'''إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني'''»<ref>رواه البخاري 9/97 برقم 7405 ومسلم برقم 2675 واللفظ له والترمذي برقم 3606 وغيرهم</ref>}}
* وما رواه الترمذي عن [[معاذ بن جبل|معاذ]]: قال: {{اقتباس|سمعت رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم يقول:«'''قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء'''<ref>رواه الترمذي برقم 2390 وقال: حديث حسن صحيح</ref>»}}
* وما رواه البخاري عن أبي هريرة قال:{{اقتباس|قال رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم: «'''قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره.'''»<ref>أخرجه البخاري - باب من منع أجر الأجير - برقم 2227</ref>}}
 
=== أهم كتب الحديث القدسي ===
سطر 95:
{{حديث2}}
{{مفصلة|علم الحديث}}
اعتنت الأمة الإسلامية بحديث النبي منذ بداياتها، وحاز حديث النبي من الوقاية والحفظ والمحافظة الشيء الكثير، فقد نقل لنا الروة أقوال الرسول في الشؤون كلها العظيمة منها أو اليسيرة، بل في الجزئيات التي قد يتوهم أنها ليست موضع اهتمام، فنقلوا لنا كل التفاصيل في أحوال النبي سواء في الطعام أو الشراب أو بكيفية نومه ويقظته أو قيامه أو قعوده، وكان من حرصهم على الحديث أن يجتهدوا في التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية والتفرغ للعلم <ref name="عتر">منهج النقد في علوم الحديث - نور الدين عتر</ref>، فعن عمر بن الخطاب أنه قال:{{اقتباس|كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك <ref>صحيح: رواه البخاري - برقم 4792 والنسائي وابن ماجه وغيرهم</ref>}} ويرجع للصحابة الفضل في بدء علم رواية الحديث، وذلك أنه بعد وفاة النبي ومع انتشار الإسلام واتساع البلاد الإسلامية أقام الصحابة في البلاد المتفرقة ينشرون العلم ويبلغون الحديث فصار الحديث علما يروى وينقل، ووجد بذلك علم الحديث رواية<ref name="عتر"/>.
 
وكان الصحابة يروي بعضهم عن بعض ما سمعوه من النبي، وكذلك من جاء بعدهم من التابعين كانوا يروون عن الصحابة، ولم يكونوا يتوقفون في قبول أي حديث يرويه صحابي عن النبي، وظل الأمر على هذه الحال حتى وقعت الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة [[عثمان بن عفان]]، وما تبع ذلك من انقسامات واختلافات، وظهور الفرق والمذاهب المختلفة، فأخذ الدَّسُ على السنة يكثر شيئاً فشيئاً، وبدأ كل فريق يبحث عن ما يسوغ بدعته من نصوص ينسبها إلى النبي، وعندها بدأ العلماء من الصحابة والتابعين يتحرون في نقل الأحاديث، ولا يقبلون منها إلا ما عرفوا طريقها واطمأنوا إلى ثقة رواتها وعدالتهم<ref>[http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=35717 أهمية الإسناد وعناية الأمة به]</ref>. روى مسلم في [[صحيح مسلم|صحيحه]] عن [[مجاهد]] قال: {{اقتباس|جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول : قال رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم،، قال رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم،، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه - أي لا يستمع - ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع لحديثي، أُحدثك عن رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف<ref name="مقدمة صحيح مسلم 1/27">مقدمة صحيح مسلم 1/27</ref>}} وقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه أيضا عن [[محمد بن سيرين]] أنه قال: {{اقتباس|لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم<ref name="مقدمة صحيح مسلم 1/27"/>}}
 
واتبعهم في ذلك التابعون وتابعوهم، ووضعوا قواعد علمية في قبول الأخبار من غير أن ينصوا على كثير من تلك القواعد، ثم جاء أهل العلم من بعدهم فاستنبطوا تلك القواعد من منهجهم في قبول الأخبار ومعرفة الرواة الذين يعتد بروايتهم أو لا يعتد بها، كما استنبطوا شروط الرواية وطرقها، وقواعد الجرح والتعديل وكل ما يلحق بذلك.<ref name="أصول الحديث"/>
سطر 267:
=== الأحاديث الواردة في التدوين ===
قد ورد النهي عن كتابة الحديث في أحاديث مرفوعة وموقوفة، كما ورد الإذن بها صريحة عن النبي. فمن الأحاديث الواردة في النهي ما رواه الإمام [[مسلم بن الحجاج]] في [[صحيح مسلم|صحيحه]]، قال:
{{اقتباس|حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم قال: '''«لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج»'''<ref>صحيح مسلم - كتاب الزهد والرقائق - حديث رقم 3004</ref>}} وما رواه [[أحمد بن حنبل|أحمد]] في [[مسند أحمد|مسنده]] قال:{{اقتباس|حدثني إسحاق بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه{{ص}} وسلم فخرج علينا فقال: «'''ما هذا تكتبون'''»؟ فقلنا: ما نسمع منك. فقال: «'''أكتاب مع كتاب الله'''»؟ فقلنا: ما نسمع. فقال: «'''اكتبوا كتاب الله، أمحضوا كتاب الله، أكتاب غير كتاب الله. أمحضوا كتاب الله أو خلصوه'''». قال: فجمعنا ما كتبنا في صعيد واحد ثم أحرقناه بالنار قلنا: أي رسول الله، أنتحدث عنك؟ قال: «'''نعم، تحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار'''».<ref>رواه أحمد في مسنده برقم 10670</ref>}}
 
ومن الأحاديث الواردة في إباحة الكتابة ما رواه [[أبو داود]] و[[الحاكم النيسابوري|الحاكم]] و[[الدارمي]] و[[أحمد بن حنبل|أحمد]] و[[ابن أبي شيبة]] عن [[عبد الله بن عمرو]]، قال:
{{اقتباس|كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال: «'''اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق'''».<ref>رواه أبو داود في سننه برقم 3161 والحاكم في المستدرك برقم 330 والدارمي في سننه برقم 493 وأحمد في مسنده برقم 6221 وابن أبي شيبة في المصنف برقم 26957 وصححه الألباني.</ref>}} وما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث [[أبي هريرة]] أنه قال: {{اقتباس|ما من أصحاب النبي صلى الله عليه{{ص}} وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب.<ref>رواه البخاري في صحيحه برقم 110 ومسلم في صحيحه برقم 3004</ref>}} وما رواه البخاري ومسلم وأبو داود و[[الترمذي]] وغيرهم من حديث أبي هريرة قال: {{اقتباس|لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه{{ص}} وسلم مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «'''إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين فإنها لا تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لا تحل لأحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدى وإما أن يقيد'''» فقال العباس: إلا الإذخر فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم: «'''إلا الإذخر'''» فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه{{ص}} وسلم: «'''اكتبوا لأبي شاه'''».<ref>رواه البخاري في صحيحه برقم 2254 ومسلم في صحيحه برقم 2414 وأبو داود في سننه برقم 1725 والترمذي في سننه برقم 2591</ref>}}
 
وقد حمل النهي عن كتابة الحديث أن ذلك خاص بأول الإسلام، ليشتغلوا بحفظ القرآن ويقبلوا على دراسته من الألواح والصحف، ويكون أخذهم للحديث بالممارسة والمجالسة.<ref name="abc2"/> وقيل: إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن في الكتابة، وقيل : إنما نهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ; لئلا يختلط، فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة.<ref>المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج أبو زكريا يحيى بن شرف النووي</ref>
سطر 419:
وممن رد على القراّنبيين من المعاصرين الدكتور [[محمود حمدي زقزوق]] وزير الأوقاف المصري السابق، الذي قال في مقال له: {{اقتباس|إن السنة النبوية هي البيان النبوي للبلاغ القرآني، وهى التطبيق العملي للآيات القرآنية، التي أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام. فالتطبيقات النبوية للقرآن - التي هي السنة العملية والبيان القولي الشارح والمفسر والمفصّل - هي ضرورة قرآنية، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم. وتأسيًا بالنبي، وقيامًا بفريضة طاعته - التي نص عليها القرآن الكريم. والعلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهي - القرآن - وبين التطبيق النبوي لهذا البلاغ الإلهي - السنة النبوية - فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين الدستور وبين القانون. فالدستور هو مصدر ومرجع القانون. والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور، ولا حجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون."<ref name="موقع نصرة">[http://www.nusrah.com/ar/contents.aspx?aid=1776 حول الاستغناء بالقرآن عن السنة وعلاقة السنة بالقرآن] بقلم الدكتور محمود حمدي زقزوق.</ref>}}
 
وقال المفكر النمساوي [[محمد أسد]]: {{اقتباس|إن العمل بسنة رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم هو عمل على حفظ كيان الإسلام، وعلى تقدمه، وإن ترك السنّة هو انحلال الإسلام... لقد كانت السنّة الهيكل الحديدي الذي قام عليه صرح الإسلام، وإنك إذا أزلت هيكل بناء ما أفيدهشك بعدئذ أن يتقوض ذلك البناء كأنه بيت من ورق؟"<ref>الإسلام على مفترق الطريق ص85</ref>}}
 
وقال الشيخ [[عبد العزيز بن باز]]: {{اقتباس|أما هؤلاء المتأخرون فجاءوا بداهية كبرى ومنكر عظيم وبلاء كبير، ومصيبة عظمى حيث قالوا : إن السنة برمتها لا يحتج بها بالكلية لا من هنا ولا من هنا، وطعنوا فيها وفي رواتها وفي كتبها، وساروا على هذا النهج الوخيم وأعلنه كثيرا العقيد القذافي الرئيس الليبي المعروف فضل وأضل، وهكذا جماعة في مصر، وغير مصر قالوا هذه المقالة فضلوا وأضلوا وسموا أنفسهم بالقرآنيين، وقد كذبوا وجهلوا ما قام به علماء السنة لأنهم لو عملوا بالقرآن لعظموا السنة وأخذوا بها، ولكنهم جهلوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى{{ص}} الله عليه وسلم فضلوا وأضلوا"<ref>[http://www.binbaz.org.sa/mat/21247 السنة ومكانتها في الإسلام]</ref>}}
 
== وجهة نظر الشيعة ==
سطر 465:
== هوامش ==
* {{هامش|1}} يقول الدكتور أسد رستم في كتاب مصطلح التاريخ: "وأول من نظم نقد الروايات التاريخية ووضع القواعد لذلك علماء الدين الإسلامي... فانبروا لجمع الأحاديث ودرسها وتدقيقها فأتحفوا علم التاريخ بقواعد لا تزال في أسسها وجوهرها محترمة في الأوساط العلمية حتى يومنا هذا" - مصطلح التاريخ - د. أسد جبرائيل رستم، صفحة أ.
* {{هامش|2}} روى مسلم في صحيحيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى{{ص}} الله عليه وسلم نهى عن الوصال، قالوا: إنك تواصل، قال: «إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى»
* {{هامش|3}} قال ابن كثير بعد ما ساق بعض طرق هذه القصة: وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا. انظر البداية والنهاية 3/190. وأخرج القصة الحاكم (3/9-10) من حديث [[هشام بن حبيش]] وقال: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
* {{هامش|4}} وذلك في الحديث المتق عليه الذي أخرجه البخاري 7/11 برقم 5109 ومسلم 4/135 برقم 1408.
* {{هامش|5}} في احتياط الصحابة، انظر : "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي" لمصطفى السباعي، ص75، وكان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه يستحلف الراوي أحياناً، فقد روى الإمام أحمد في مسنده 1/2 عن علي، قال : ((كنت إذا سمعت من رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته))، قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 1/267- 268 : هذا حديث جيد الإسناد.
* {{هامش|6}} قال الشنقيطي في تفسيره: " إن السنة كلها مندرجة تحت هذه الآية الكريمة، أي : أنها ملزمة للمسلمين العمل بالسنة النبوية، فيكون الأخذ بالسنة أخذا بكتاب الله" - <ref>أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي</ref>. وقال ابن عاشور في تفسيره: " وهذه الآية جامعة للأمر باتباع ما يصدر من النبي صلى{{ص}} الله عليه وسلم من قول وفعل فيندرج فيها جميع أدلة السنة" <ref>التحرير والتنوير - محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور</ref>. وقال ابن كثير: "أي: مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمر بخير وإنما ينهى عن شر" <ref>تفسير القرآن العظيم - عماد الدين إسماعيل بن كثير</ref>. وقال السعدي: "وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله" <ref name="ReferenceB"/>.
* {{هامش|7}} المقصود بعدالة الصحابة هو انتفاء امكانية الكذب على رسول الله صلى{{ص}} الله عليه وسلم وليس معناه أنهم معصومون من الخطأ. ولكن أنه يستحيل على أحدهم أن يتقوّل على الرسول ما لم يقل، فالصحابة بإجماع العلماء المعتبرين من أهل السنة والجاعة كلهم ثقات عدول ولا يتطرق لهم الجرح كما هو اللازم لغيرهم، فلا نحتاج للبحث عن أحوالهم من جهة الصدق والكذب والثقة وما إلى ذلك مما يتعلق بعلم الجرح والتعديل. وقد نقل الإجماع على عدالة الصحابة جميعهم غير واحد من العلماء منهم ابن حجر العسقلاني حيث قال في كتاب فتح الباري: "اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول". وقال ابن الصلاح في المقدمة: "الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة." ونقل الإجماع على ذلك أيضا ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب.
== مراجع ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">
سطر 513:
 
{{ضبط استنادي}}
 
[[تصنيف:حديث نبوي|*]]
[[تصنيف:أهل السنة]]