سلوقيون: الفرق بين النسختين

كان [[سلوقس الأول|سلوقس الأول المنصور]] أحد [[ملوك طوائف الإسكندر|ملوك الطوائف]] الذين اجتمعوا بعد موت [[الأسكندر الأكبر|الإسكندر المقدوني]] في [[اتفاقية تريباراديسوس]] (Triparadisus) عند [[نهر العاصي]] في [[سورية]] عام 321 ق.م. لتقاسم الإمبرطورية، وكان أن نال [[سلوقس الأول]] ولاية [[بابل]]، لكنه ما لبث أن اتجهاتّجه إلى [[بطليموس الأول]] إثر الهجوم الذي شنه القائد [[أنتيغونوس الأول مونوفثالموس]] في العام (316 ق.م) على شرق [[الهلال الخصيب]]، لكنه عاد في العام 312 ق.م. وأعلن بداية الحكم السلوقي رسمياً، وتبع ذلك في العام 305 ق.م. بتلقيب نفسه ملكاملكاً أسوة بباقي ملوك الطوائف، وجعل من [[سلوقية]] على [[دجلة]] عاصمة لحكمه، وتابع سلسلة من المعارك في شرق الإمبرطورية، وكان أنقد تخلى بعد صلح عن مناطق قريبة من [[الهند]] لصالح [[مملكة الماوريين|دولة ماوريا]]

شكل [[أنتيغونوس الأول مونوفثالموس]] خطراً على بقية ملوك الطوائف بمطالبته لنفسه بخلافة [[الإسكندر الأكبر]]، وما كان من [[سلوقس الأول]] إلا أن تحالف مع القائد [[ليسيماخوس]] وهزماه في [[معركة إبسوس]] بالعام (301 ق.م) في [[فريجيا]]، وبذلك ضم غرب [[الهلال الخصيب]] وطور [[أنطاكية]] في شمال غرب [[سورية]] لتصبح عاصمة لحكمه، إلا أن [[ليسيماخوس]] الذي سيطر على مقدونيا أصبح مصدر خطر على [[سلوقس الأول]]، مما أدى إلى وقوع معركة بينهما [[معركة كوروبيديوم]] (عند [[مانيسا (مدينة)|مانيسا]] المعاصرة) في عام 281 ق م، انتصر فيها [[سلوقس الأول]] ووضع تحت قيادته الجزء الأكبر من إمبراطورية [[الإسكندر الأكبر]]، وفي أثناء تقدمهنحوتقدمه نحو مقدونيا اغتاله [[بطليموس كيراونوس]] أحد المطالبين بالعرش المقدوني في نفس العام 281 ق م.

مع اعتلاء [[أنطيوخوس الثالث|أنطيوخوس الثالث الكبير]] الحكم في (123- 187 ق.م) وهو الأخ الأصغر لسلوقس الثالث كيرانوس (Seleucus III Ceraunus)، عادت الدولة السلوقية لتستعيد قوتها وتبسط سيطرتها على اجزاءأجزاء واسعة، فقد أعادت السيطرة على أجزاء من الأناضول وصولاً إلى [[أرمينيا]]، وأجزاء من (كل سورية) في الحرب السورية الرابعة في معركة [[رفح]] في العام (217 ق.م) الذي واجه بها بطليموس الرابع، إلا أنه استطاع في العام (200 ق.م) السيطرة التامة على منطقة جنوب غرب الهلال الخصيب في معركة [[بانياس الحولة]] في الجولان جنوب غرب [[سوريا]]، كما وعمت سيطرة الدولة السلوقية بدءً من العام (196 ق.م) على كل آسيا الصغرى بما في ذلك المناطق الساحلية، وامتد نفوذ الدولة حتى [[تراقيا]]، مما أدى إلى المواجهة مع [[إمبراطورية رومانية|الرومان]] الذين دخلوا المنطقة اليونانية في نفس الفترة بما عرف باسم الحروب الرومانية السورية (Roman-Syrian War) في الفترة ما بين(192- 188 ق.م) والتي انتهت بخسارة السلوقيين في معركة ماغنسيا (Magnesia) في العام (190 ق.م) فاضطر السلوقيون إلى توقيع معاهدة صلح أفاميا (في فريجيا) في [[سوريا]] عام (188 ق.م) مع الجمهورية الرومانية، فتراجعت بموجبها الدولة السلوقية حتى [[قيليقية|قيليقيا]].

بعد موت أنطيوخس الثالث (187 ق.م) استقلت الأقاليم التي ضمّت للدولة في عهده واقتصرت حدود الدولة السلوقية على الهلال الخصيب وغرب أيران،[[إيران]]، وبدأت [[الإمبراطورية الرومانية]] بفرض سطوتها، وكذلك [[الإمبراطورية الفارسية]]، وعادت الأوضاع لتتحسن مع اعتلاء [[انطيوخوس الرابع|انطيوخوس الرابع الظاهر]] العرش (175-164 ق.م) حيث حدثت الحرب السورية السادسة (170 ق.م) واحتل السلوقين مصر وهزم البطالمة وتمت سيطرت الدولة السلوقية على الجزء الأكبر من مصر السفلى، وامتد حكم الدولة السلوقية في مناطق واسعة من مصر، وفي يوم [[إلفسينا]] عام (168 ق.م) ارسل مبعوث [[الإمبراطورية الرومانية|روما]] وتم الأتفاق بين السلوقيين والروم وتخلى السلوقيون بموجبها عن الجزء الجنوبي، وفي طريق عودته قام بتدمير معبد [[أورشليم]] ([[القدس]]) في العام (167 ق.م) لمعاقبة [[يهود|اليهود]] الذين تحالفوا مع البطالمة ضد الدولة، وعلى أثر ذلك حدث التمردالحشموني (المكابية اليهودية) في جنوب غرب الهلال الخصيب (فلسطين) (165 ق.م)، كذلك أعاد الظاهر انطيوخوس ضم [[أرمينا]] للدولة السلوقية، ومات في إحدى المعارك على الجبهة الشرقية.

بعد حكم أنطيوخوس السابع خضعت الدولة السلوقية لنفوذ وتدخل الممالك المجاورة، وبدأ من العام (125 ق.م) تواجد أكثر من ملك في نفس الوقت للدولة، فكان البطالمة يتحالفون مع المطالبين بالعرش في سبيل إضعاف الملوك الموجودين على العرش، وزادت الصراعات الداخلية في المملكة وفي البيت الملكي بين الأخوة وأبناء العمومة، وبقي الحال على ذلك حتى العام (83 ق.م) حيث أستغلاستغل ملك [[أرمينيا]] [[ديكرانوس الثاني]] حكم (83- 69 ق.م) هذه الفوضى وقام بمهاجمة السلوقيين والسيطرة على جزء من مملكتهم في سوريا، ولكنه مالبث أن هزم في مواجهته مع [[الإمبراطورية الرومانية|الرومان]] في العام (69 ق.م)، وعاد الملك السلوقي تحت حكم الملك أنطيوخوس الثالث عشر (Antiochus XIII Asiaticus) حكم (69- 64 ق.م) ولكنه تابع للقيادة الرومانية، وكان أن نافسه ابنه فيبيب الثاني (65- 63 ق.م)، إلا أن القائد الروماني [[بومبي (قائد روماني)|بومبي]] أنهى الحكم السلوقي في العام (63 ق.م) وجعل من [[سوريا]] مركز الامبراطوريةالإمبراطورية الرومانية الشرقية وهو ماعرف بالولاية الرومانية السورية.