وطنية: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط ←‏التعريف: تنسيق
ط ←‏التعريف: تنسيق
سطر 89:
* الاستعداد لتقديم تضحيات تعزز من مصالح البلد، أي المصالح القومية.
[[ملف:Troisordres.jpg|185px|يمين|تصغير|<center> تزامن ظهور القومية مع ضعف العلاقات الاقطاعية في المجتمع.<center>]]
تقول الموسوعة أنَّ مامن فرق بين كلمتي ''عاطفة'' '''و''' ''حب'' ويمكن استعمالهما بشكل متعاوض، غير أن الحب من دون القلق ليس كافياً للوطنية، ولذلك وجب تضمين الاهتمام أو القلق في التعريف. الاهتمام والقلق بحالة البلد ينطوي ضمناً على استعدادٍ بتضحية لمصالح شعبها. الاحساس بالخصوصية عبارة مبهمة، وتسمح للمرء أن يطلق على بلد ما خاصته بصورة شكلية. لذلك يمكن تمييز الوطني من طريقة تعريفه عن نفسه مع بلده خلال التعبير عن مشاعره بشكل غير مباشر، من فخر بمزاياها وانجازاتها، أو شعور بالخزي لإخفاقاتها. هذا تعريف [[تجريد|تجريدي]] وليس تقريراً متكاملاً تقول الموسوعة، لأنه لا يتطرق لمعتقدات ومواقف الوطني إزاء شمائل بلاده، فضلاً عن الظروف السياسية والاجتماعية المؤثرة على المد والجزر الوطني، وتأثير الوطنية ثقافيًا وسياسيًا.<ref name="Patriotism222222">[http://plato.stanford.edu/archives/spr2015/entries/patriotism/ Patriotism], The Stanford Encyclopedia of Philosophy, Spring 2015 Edition</ref>
 
ترتبط الوطنية [[هوية قومية|بالهوية القومية]] وهي تعربفٌ للذات يُحدد موقع الشخص من الناحيتين الاجتماعية والنفسية، وتظهر ضمن نظام من التمثيل والعلاقات الاجتماعية، وتتطلب اعترافاً متبادلاً. معاييرها التعريفية هي الاستمرارية عبر الزمن، والتمايز عن الآخرين. تنبع هذه الاستمرارية من إدراك تجذر الأمة تاريخياًتاريخياً، مع بناء تَصَوراتٍ واضحة للمستقبل، ويستوعب الأفراد هذه الاستمرارية من خلال مجموعة من التجارب الزمنية التي يفهمونها بشكلٍ موحد. أما التمايز فهو وعي بتَشكل مجتمع متميز [[ثقافة|بثقافة]]، وماضٍ، ورموز، وتقاليد أراضٍ مُعرَّفة. لا يتولد الإحساس بالحدود الإقليمية بشكل تلقائي، لأنَّ النخب هي أولَ من يكتسب مفهوماً واضحاً لها عبر التعليم. فالمجتمعات القروية لا تُكَوِّنُ إحساساً بالأمة من تلقاء نفسها.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف=Montserrat Guibernau|date=2007|العنوان=The Identity of Nations|الصفحة=15-25|الناشر=Polity|الرقم المعياري=9780745626635}}</ref>
 
بصورة عامة، يكتسب [[قروي|القرويون]] و[[عامة الشعب]] قِيَمهم ويتعلمون التعريف عن أنفسهم عبر ما يُسمى [[ثقافة عالية|بثقافة النخبة]]، أيًّا كان محتواها، التي تسقط نسخة مختارة من ثقافتها العالية على الجماهير. نجاح تعميم نسخة معينة من ثقافة النخبة يتطلب بيئة ترتبط فيه هذه الثقافة بهياكل السلطة، لتكون قادرة على توفير فرصٍ للجماهير التي ستتبناها، وأن تقدم النخبة بعضًا من التنازلات بدمج ثقافتها العالية بعناصر من [[ثقافة شعبية|الثقافة الشعبية]] حتى تتمكن الجماهير من استيعابها كما لو كانت مِلكهم. تتقيتنتقي النخبة الموروثات التاريخية بعناية شديدة، ثم تحورها بصورة راديكالية لتقديمها بلغة مفهومة للعوام.<ref>{{مرجع كتاب|المؤلف=Montserrat Guibernau|date=2007|العنوان=The Identity of Nations|الصفحة=22|الناشر=Polity|الرقم المعياري=9780745626635}}</ref> يُقصد بالعوام أولئك الذين لا ينتمون إلى أسرٍ ملكية أو [[أرستقراطية]]، وليسوا من طبقة رجال الدين.
 
<br>يفتقر العوام إلى الوعي الذاتي بأنفسهم، وتغير أحوالهم يكون نتيجة ظهور نخبة جديدة مشجعة على [[الحراك الاجتماعي]] بينهم، فالوطنية ظاهرة حديثة وارتبطت ب[[تقسيم العمل|التقسيم العقلاني للعمل]]. هذا لا يعني أنَّ فضائل الإخلاص والتضامن العضوي لم تكن معروفة في السابق، ولكن مغزى الوطنية حديثٌ نسبيًا.نسبيًا، لأن فالمجتمعاتالمجتمعات الاقطاعية غير مركزية، ومصدر السلطة فيها متناثر وغير مستقر. بعض المجتمعات لم تقضي على النبالة، ووسعت رتبها لتشمل أي شخص يقدم خدمات استثنائية للأمة. بتعزيز الحراك الاجتماعي، يرفض العوام الصورة التقليدية للأمة عبر إعادة بناء صورتهم الذاتية كأفراد ب[[كرامة]] متساوية مع النخب، وتتضمن الاستراتيجيات العامة للبناء:
* نشر أو تعميم صورة معينة عن الأمة.
* خلق وترويج مجموعة من الرموز والطقوس بهدف تعزيز الاحساس [[مجتمع|بالمجتمع]] بين المواطنين.
سطر 106:
أشار آخرون لنفس الفكرة مستخدمين مصطلحات مثل الحقوق الطبيعية أو الدين الطبيعي. كتب [[جون لوك]] مقالة بعنوان [[معقولية المسيحية]] ليُظهر جوانبها المنطقية في ضوء الدين الطبيعي، ومَيَّزَ [[هنري ساينت جون، نبيل بولينغبروك|هنري ساينت جون]] بين هذه الجوانب وما أسماه بالثيولوجيا المزيفة. بالنسبة لبولينغبروك، كان اللاهوت المصطنع اختراع نخبة من [[مشرع (قانون)|المشرعين]] والفلاسفة وظفوا الخرافات بطريقة منهجية لتقويم سلوكيات أقوامٍ كانت إلى الهمجية أقرب. استمرار جهل العوام شكل دافعًا لديمومة مصالح هؤلاء، وأصبحت سلطتهم خارج دائرة [[مساءلة|المساءلة العامة]] ليتحولوا إلى [[دولة داخل الدولة]].<ref>{{cite book|author=Harvey Mansfield|title=Statesmanship and Party Government: A Study of Burke and Bolingbroke|page=60|publisher=University of Chicago Press|isbn=978-0-226-02220-8}}</ref>
 
الفكرة الأساسية هي أن ادعاء الدين السيادة سواءً بشكل متكافئ أو أعلى من سيادة الدولة، ينتج دولة داخل هذه الدولة، وهو ما يؤدي إلى اضطراب [[المجتمع المدني]]، وربما إلى الحرب. ولذلك اتخذ بولينغبروك موقفًا معاديًا للأحزاب - قبل أن يدافع [[إدموند بيرك]] عن محترمية ال[[حزبية (سياسة)|حزبية]] - وفضَّل ''ملكًا”ملكًا وطنيًا''وطنيًا“ نتيجة لأزمة الأحزاب الدينية الكبرى في إنجلترا القرن السابع عشر. لم تمتلك الأحزاب الإنجليزية حينها برامجًا سياسية، وجميع بياناتها كانت تفسيراتٍ لنصوصٍ وتقاليدَ مسيحية. تفسير النصوص الدينية أو مجرد نقل أوامر الله وتطبيقها على المسائل المختلفة، لا يمكن أن يكون عملًا منهجيًا بصورة متكاملة، ولا يرقى ليصبح آيديولوجية سياسية مستجيبة للضرورات والطبيعة البشرية.<ref>{{cite book|author=Harvey Mansfield|title=Statesmanship and Party Government: A Study of Burke and Bolingbroke|page=80|publisher=University of Chicago Press|isbn=978-0-226-02220-8}}</ref>
 
في الختام، وعي وتفسير الجماهير لذاتها هو نتيجة إسقاط فهم نخبةٍ لذاتها على العوام، ويُمكن التمييز بين نوعين رئيسين من الوطنية:<ref>{{cite journal|الأخير=Grammes|الأول=Tilman|التاريخ=2011|العنوان=Patriotism, Nationalism, Citizenship and Beyond|المسار=http://www.jsse.org/index.php/jsse/article/viewFile/1158/1061|journal=Journal of Social Science Education|الناشر=Bielefeld University|volume=10|issue=1|الصفحات=8|ISSN=1618-5293|تاريخ الوصول=22 February 2016}}</ref>