سجن الباستيل: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
لا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
سطر 4:
'''الباستيل''' هو سجن أُنشئ في فرنسا بين عامي [[1370]] و[[1383]] كحصن للدفاع عن باريس ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين والمسجونين الدينيين والمحرضين ضد الدولة. وأصبح على مدار السنين رمزاً للطغيان والظلم وانطلقت منه الشرارة الأولى [[ثورة فرنسية|للثورة الفرنسية]] في [[14 يوليو]] [[1789]]. وما تزال فرنسا حتى اليوم تحتفل بمناسبة اقتحام السجن باعتبارها [[اليوم الوطني]] لفرنسا (Fête Nationale) في الرابع عشر من يوليو من كل عام وانتهاء حقبة طويلة من الحكم المطلق.<ref>{{مرجع وب|مسار=http://www.masrawy.com/Ketabat/ArticlesDetails.aspx?AID=172359|عنوان=عن سجن الباستيل |تاريخ الوصول=20 نوفمبر، 2013|اللغة=العربية|الناشر= masrawy}}</ref>
 
كان اسمه الأصلي "الباستيد" La Bastide وليس الباستيل وتعني "الحصن" باللغة الفرنسية. وقد بدأ التفكير جديا في بنائه مكان السور عند باب سانت أنطوان لحماية باريس من الشرق وحماية باب سان دنيس Saint Denis وسان مارتان Saint- Martin بعد هزيمة بواتييه Poitiers وأسر الملك جان الطيب Jean Le Bon عام 1356. وكان الملك بحاجة إلى أموال لبناء هذا الحصن، فاعترض على ذلك نقيب التجار، واسمه أتيين[[أتيان مارسيل]] Etienne Marcel وكان أغنى رجل في باريس، مما جعل بعض المؤرخين يصفون هذا الرجل بأنه أب من آباء الديمقراطية لوقوفه في وجه الملك. ولكن دوافع الرجل كانت شخصية بحتة، فقد كان يجهز لاستيلاء شارل الشرير Charles Le Mauvais على العرش والتوطيدوتوطيد لنفوذنفوذ الإنجليز. وقد أغتيل أتيين مارسيل في هذه المحاولة عام 1358 عند باب سانت انطوان، حيث أقيمت قلعة الباستيل بعد ذلك بأمر من ولي العهد الذي أصبح فيما بعد الأمبراطور (شارل الخامس). وقد وضع عمدة باريس حجر الأساس للاستيلللباستيل عام 1370. وهكذا بني الباستيل ابتداء من 1378 من ثمانية أبراج بارتفاع 24 مترا وبسمك 3 أمتار عند القاعدة ومتر و80 سم عند القمة، واستغرق البناء 12 سنة، ومات شارل الخامس أو (شارلكان) عام 1380 قبل أن يتم بناء الباستيل في 1390.
فالأصل في الباستيل إذن إنه كان حصنا للدفاع عن باريس من الشرق. وكان له قومندان يدعي "كابتن الباستيل" ومعه أقل من 20 من الحراس المسلحين. وكان مخرزنا للبارود والمدافع والأسلحة البيضاء. وفي جرد 1504 كان في مخازن الباستيل 3600 بلطة صالحة للاستعمال، و1060 بلطة غير صالحة للاستعمال، وعدد كبير من السلاسل لسد شوارع باريس، وفي السابع عشر كان بع عدد كبير من الأعلامباريس.
[[File:Bd Henri IV- Vestige de la Bastille.JPG|thumb|بقايهبقايا من سجن الباستيل موجوة في [[بولفارد هنري الرابع]] في باريس قرب [[جزيرة سانت-لويس|جزيرة سان لويس]]]]
 
منذ البداية كان للباستيل باب جانبي يستخدمه الملك للدخول والخروج سراسراً من باريس، وقد اعترضت بلدية باريس على وجود هذا الباب وحاولت إلغاءه، ولكنها عجزت عن ذلك.
 
وفي العصور الوسطي كان شيئا مألوفا قبل توحيد فرنسا أن يتحالف بعض أمراء الإقطاع مع بعض الملوك أو الأمراء الأجانب ضد ملوك فرنسا أو أمرائها. ومن أشهر هذه التحالفات تحالف ولاية بورجونيا مع الإنجليز. وقد احتل البرجنديون والإنجليز الباستيل، وكان قومندان الباستيل إنجليزيا لمدة 16 سنة بعد احتلالهم باريس ابتداء من 1418 حتى أجلوا عن الباستيل في 1436. (والبرجنديون كما هو معروف هم الذين سلموا جان دارك بعد ذلك للانجليز فحاكموها وأحرقوها بتهمة إنها ساحرة)
ولم يكن الباستيل مخزنا للسلاح والذخيرة فقط، بل كان أيضا من القرن الخامس عشر حتى عهد [[لويس الرابع عشر]] مخزنا لجواهر التاج وكنوزه ومقراومقراً لخزانة الدولة. ومما يذكر أن [[هنري الرابع]] ملك فرنسا أودع في الباستيل عام 1600 مبلغ 13 مليون جنيه ذهبا استعدادا لحربه مع أسبانياإسبانيا.
[[File:Bastille reconstruction 1420.jpg|thumb|رسم توضيحي لسجن الباستيل وتبدو به [[قناة سان مارتان]]]]
== السجن ==
الصورة التقليدية عن الباستيل حتى قبل سقوطه في يد الثوار أنه لم يكن حصنا للدفاع بقدر ما كان قلعة للطغيان وسجنا للتعذيب، وتلك كانت وجهة النظر الرسمية في فرنسا منذ عام 1880، عام إعلان 14 يوليو عيدا قوميا للحرية في فرنسا.
 
ولم يعتبر الباستيل قصراقصراً إلا في عهد لويس الرابع عشر حين أصدر هذا الملك في 1667 أمراأمراً ملكياملكياًً لقومندان الباستيل باعتبار الباستيل أحد القصور الملكية وأمره بموجب هذا أن يطلق المدافع ابتهاجا بمولد ابنته. وفي عهد لويس الخامس عشر كان الباستيل يطلق المدافع تحية للملك عند دخوله وخروجه من باريس.
وفي عهد لويس السادس عشر امتدت التحية لموكب الكونت دارتوا، أخى الملك ولفرقته المسرحية وهي الكوميدي فرانسيز.
 
== سجناء الباستيل ==
وبحسب أرشيف مكتبة الأرسينا الالأرسيناال (الترسانة) بلغ مجموع السجناء في الباستيل منذ بنائه نحو 1400 حتى سقوطه في 14 يوليو 1789 نحو 6000 سجين، منهم 800 سجين بين 1400 و 1659 وهي بداية عهد لويس الرابع عشر، و 5279 سجينا بين 1659 ويوم سقوطه في 1789.
وكان أول سجناء مدنيين احتجزوا في الباستيل عام 1423. أثنان من السحرة جئ بهم ليعالجا الملك من جنونه ولكنهما فشلا. وفي 1428 كانت باريس وفرنسا كلها شمال نهر اللوار أيام شارل السابع خاضعة لهنري السادس ملك إنجلترا ووثائق الفترة تقول أنه كان في الباستيل 17 سجينا منهم 4 من الإنجليز و3 من الفرسان و3 من السياس من بريتاني وراهبان وقسيس واثنان من صانعي النبيذ وغلام يبلغ من العمر 13 عاما.
 
سطر 39:
الكاردينال دي روهان Cardinal De Rohan بطل فضيحة جواهر الملكة ماري انطوانيت.
 
أما أشهر الجرائم فكانت قضية السموم في عهد [[لويس الرابع عشر،عشر]]، وقضية جواهر الملكة أيام لويس السادس عشر.
وكان لويس الحادي عشر أو موحد فرنسا، وأول من استعمل الباستيل سجنا للدولة وخصصه للمسجونين السياسيين المتآمرين عليه لقلب نظام الحكم ولاسيما في صراعه مع شارل الجسور والبرجنديين وقد أضاف لويس الحادي عشر إلى الباستيل "أقفاصا" من قضبان الحديد لا تسمح بالوقوف داخلها. وكان أول من ابتكرها له الأسقف "فردان" الذي زود هذه الأقفاص بسلاسل غليظة تنتهي بكرات حديدية ثقيلة تقيد حركة القدمين. وسجن هذا الأسقف نفسه فيها 14 سنة لأنه تآمر على الملك، ثم أفرج عنه.
 
سطر 50:
 
== تطور السجن ==
تم أهم تطور في تاريخ الباستيل والسجون الفرنسية في عهد [[لويس الرابع عشر]] منذ توليه في 1656، فقد كان أكثر المعتقلين بالأمر الملكي من النبلاء والقادة المتآمرين على الملوك، وكذلك الأمر في عهد كاترين دي مدسيس وماري دي مدسيس، وفي عهد الكاردينال ريشيليو Richelieu والكاردينال [[مازاران]] Mazarin.فلما تولي لويس الرابع عشر أنشأ منصبا جديدا هو منصب حكمدار بوليس باري والذي كانت مهمته حفظ الأمن وتنظيم التموين وحماية الطرق ومكافحة الحرائق والفيضانات والنجدة ووضع لوائح الصناعات والأماكن العامة والمطابع والمكتبات.
وكانت أوامر الاعتقال الملكية تسمى "الخطابات المختومة" Lettres de Cachet التي يوقعها الملك شخصيا قليلة العدد حتى بداية حكم لويس الرابع عشر ثم تدفقت كالطوفان في بداية عهده. وكان أول حكمدار للبوليس هو لاريني La Reynie الذي شغل منصبه ثلاثين عاما، وخلفه المركيز أرجنسون Argenson وقد وصف هذا المنصب بمثابة وزير سري شبيه برئيس محكمة التفتيش.
 
وابتداء من 1659 بدأ الباستيل يحفظ سجلات منتظمة لسجنائه، ومنعاومنها نعرف أن سجناءه بين 1658 وسقوطه في 14 يوليو 1789 بلغ 5279 سجينا منهم 2320 أيام لويس الرابع عشر (2016 ذكورا و226 اناثا)، ومنهم 1459 أيام وصاية الكاردينال دي فليري De Fleury منهم 1233 من الذكور و226 من الإناث، ومنهم 1194 سجينا في عهد [[لويس الخامس عشر]] (1019 ذكورا و175 إناثا) ومنهم 306 سجناء في عهد لويس السادس عشر (274 ذكور و 32 إناث) ولم يكن تدرج عدد السجناء في الانخفاض بسبب انخفاض عدد خطابات الكاشيه، ولكن نفقات الباستيل الباهظة جعلت الدولة تفضل إرسال المتعقلين إلى سجون أخرى.
 
== انظر أيضا ==