تعايش سلمي: الفرق بين النسختين

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت التصانیف المعادلة (25) +ترتيب (8.6): + تصنيف:تعبيرات سوفييتية
سطر 12:
إن السياسة الدولية عرَّفت مصطلح التعايش السلمي، على أنه قيام تعاون بين دول العالم، على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية والتجارية، وحيث ظهر هذا المصطلح بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم إلى معسكرين متقاتلين.
 
تعايش الإسلام مع كافة الأديان، سواء السماوية منها أو غير السماوية، وهذه العلاقة من الناحية العقائدية بين المسلم والغير المسلم تنظمها السورة الكريمة التي عُنونت باسم "[[سورة الكافرون]]"، كما كان الحال مع مشركي وكفار قريش الذين حاربوا واضطهدوا الإسلام والمسلمين منذ قيام الدعوة إلى الإسلام: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
 
وفي التاريخ الإسلامي الدليل الواضح على ذلك، فقد عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العهود والمواثيق مع كفار قريش ودعى إلى احترام وعدم نقض الوعود والعهود، مع غير الدمة من الكتابيين، ونفس الامر مع طوائف اليهود وقبائلها في الجزيرة العربية، ونجد في تلك العهود التي تضع أسس التعايش السلمي المشترك، لا تُلزم أحدا على الملة، مع الاحتفاظ كل بدينه وبشريعته وإحترام معتقداته دون إلزام الآخر به. وذلك إنطلاقا من نزول سورة [[سورة الكافرون]]، كما في قوله تعالي {{قرآن مصور|الإسراء|84}}<ref>[https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=17&ayano=84 تفسير القرطبي سورة الإسراء الآية 84]</ref> وفي قوله: {{قرآن مصور|يونس|41}}<ref>[https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=10&ayano=41 تفسير القرطبي سورة يونس الآية 41]</ref> وهي كذلك سنّة [[الخلفاء الراشدون]].
ونجد أرقى نماذج التعايش السلمي إبان العصور الوسطى في بلاد الأندلس، بين مختلف الأديان والطوائف والأعراق وخاصة بين المسلمين واليهود. مما أنتج حضارة متميزة لازالت قيمها الجمالية وإشعاعاتها في العديد من المجالات تقف شاهدة على بزوغها من ذلك العصر.
<ref>[https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=17&ayano=84 تفسير القرطبي سورة الإسراء الآية 84]</ref> وفي قوله: {{قرآن مصور|يونس|41}}
<ref>[https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=10&ayano=41 تفسير القرطبي سورة يونس الآية 41]</ref> وهي كذلك سنّة [[الخلفاء الراشدون]].
ونجد أرقى نماذج التعايش السلمي إبان العصور الوسطى في بلاد الأندلس، بين مختلف الأديان والطوائف والأعراق وخاصة بين المسلمين واليهود. مما أنتج حضارة متميزة لازالت قيمها الجمالية وإشعاعاتها في العديد من المجالات تقف شاهدة على بزوغها من ذلك العصر.
 
وقد حث الإسلام على ضرورة البر والإحسان إلى جميع الناس كافة، مهما اختلفت أديانهم وعقائدهم، كما جاء في محكم قوله تعالى: {{قرآن مصور|الممتحنة|8}} {{قرآن مصور|الممتحنة|9}} "الآية الثامنة والتاسعة من سورة الممتحنة"
السطر 29 ⟵ 27:
وفي نفس الإطار أوجب الإسلام الإيمان بجميع الرسل وعدم التفرقة بينهم، في قوله تعالى: {{قرآن مصور|البقرة|285}}" (سورة البقرة الآية 285).
 
هذا على مستوى التعاليم الإسلامية، أما على مستوى الشواهد التاريخية فهي مليئة بالعديد من النماذج التي تشهد على التعايش السلمي في عصور الإزدهار الإسلامي الأولى، ويكفي استحضار النموذج والمثال الأندلسي الذي تعايش فيه المسلمون ويهود الأندلس بسلام وطمأنينة، كما في الغرب الإسلامي، وخير دليل على ذلك طائفة يهود السفارديم التي طردت من الأندلس بقرار أصدره الملكان فريناندو وإيزابيلا في 22 جمادى الأولى 897هـ ـ 30 مارس 1492م، والقاضي بأن يغادر سائر اليهود الذين لم يتنصروا من أي سن وظرف إسبانيا في غضون أربعة أشهر من تاريخ القرار، ولا يعودوا إليها أبدًا، ويعاقب المخالفون بالموت والمصادرة. وما كان في مجيء يهود الأندلس السفارديم إلى المغرب إلا استمرارا لهذا التعايش السلمي بين الموريسكيين والسفارديم حتى بعد سقوط الأندلس على أرض المغرب، ومن أكثر الشواهد التاريخية على ذلك عندما أنشأ لهم السلطان السعدي حيا بجوار قصره. كما ان أحياءهم كانت تقام إلى جانب قصور السلاطين وفي المواقع استراتيجية وآمنة للمدينة المغربية تلك الأحياء التي تعرف باسم [[الملاح]] في المدن المغربية والمغاربية ككل.
 
=== التعايش السلمي في تاريخ الغرب الإسلامي المعاصر ===
جلبت السيطرة الإسلامية في المغرب موجات جديدة من اليهود انضمت إلى الجالية الموجودة. وكانت أول الجاليات اليهودية التي استوطنت في المدون الرئيسية في القرن التاسع والعاشر.<ref>[http://www.projetaladin.org/holocaust/ar/muslims-and-jews1/281/746.html Holocaust | يهود المغرب<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref>
وقع هذا التعايش السلمي الذي يضرب جذوره في تاريخ المغرب في محك واختبار حقيقي في عهد الحماية الإستعمارية في تونس والمغرب والجزائر، عندما سقطت فرنسا في يد [[ألمانيا النازية|الاحتلال الألماني]] بعد [[معركة فرنسا|غزوها سنة 1939]] ، وتعيين ألمانيا النازية ل[[حكومة فيشي]]. التي قامت بسن قوانين مماثلة لقوانين ألمانيا النازية، رفض المغاربة آنذاك باسم السلطان [[محمد الخامس بن يوسف|محمد الخامس]]،<ref>[http://www.maghress.com/alhoudoude/538 مغرس : أريك داليو: "محمد الخامس حمى اليهود ولم يسلمهم لحكومة فيشي"<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> و[[محمد المنصف باي]] في تونس،<ref>http://www.tunipresse.com/article.php?id=8177</ref> تلك القوانين العنصرية ل[[حكومة فيشي]]، رفضها [[محمد الخامس بن يوسف|محمد الخامس]]، و[[محمد المنصف باي]] أثناء التفاوض والتوقيع عليها، رغم أن السلطان كان في موقف ضعف نظرا للظرفية السياسية آنذاك، فلم يسمح محمد الخامس لنفسه التمييز بين المغاربة وقبول إجبار المغاربة اليهود، الذين كانوا يشكلون ما نسبته 10% من سكان المغرب تعليق الشارة السداسية، وتسليم لائحة للمواطنين المنتمين للطائفة اليهودية للماريشال بيتان، قائلا: لو فرضت هذه القاوانين سأعتلي وأفراد عائلتي تلك النجمة السداسية، ونص المخابرات العسكرية الفرنسية واضح في إبراز هذا الموقف.<ref>[http://www.maghress.com/almassae/5857 مغرس : المطالبة بمنح محمد الخامس لقب «عزيز الشعب اليهودي»<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> كما أقدم على زيارة [[الملاح]] تضامنا مع خصم حصة [[يهود مغاربة|المغاربة اليهود]] عندما أقدمت فرنسا على منحهم 50% فقط من المواد الغذائية مقارنة مع المغاربة المسلمين، منتقدا هذا التمييز الذي ربما كان وفق تخطيطات صهيونية تمهيدا لمشروع إجبارهم على الهجرة نحو دولة إسرائيل.<ref>http://www.hibapress.com/details-10915.html</ref>
<ref>[http://www.maghress.com/alhoudoude/538 مغرس : أريك داليو: "محمد الخامس حمى اليهود ولم يسلمهم لحكومة فيشي"<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> و[[محمد المنصف باي]] في تونس،
<ref>http://www.tunipresse.com/article.php?id=8177</ref> تلك القوانين العنصرية ل[[حكومة فيشي]]، رفضها [[محمد الخامس بن يوسف|محمد الخامس]]، و[[محمد المنصف باي]] أثناء التفاوض والتوقيع عليها، رغم أن السلطان كان في موقف ضعف نظرا للظرفية السياسية آنذاك، فلم يسمح محمد الخامس لنفسه التمييز بين المغاربة وقبول إجبار المغاربة اليهود، الذين كانوا يشكلون ما نسبته 10% من سكان المغرب تعليق الشارة السداسية، وتسليم لائحة للمواطنين المنتمين للطائفة اليهودية للماريشال بيتان، قائلا: لو فرضت هذه القاوانين سأعتلي وأفراد عائلتي تلك النجمة السداسية، ونص المخابرات العسكرية الفرنسية واضح في إبراز هذا الموقف.
<ref>[http://www.maghress.com/almassae/5857 مغرس : المطالبة بمنح محمد الخامس لقب «عزيز الشعب اليهودي»<!-- عنوان مولد بالبوت -->]</ref> كما أقدم على زيارة [[الملاح]] تضامنا مع خصم حصة [[يهود مغاربة|المغاربة اليهود]] عندما أقدمت فرنسا على منحهم 50% فقط من المواد الغذائية مقارنة مع المغاربة المسلمين، منتقدا هذا التمييز الذي ربما كان وفق تخطيطات صهيونية تمهيدا لمشروع إجبارهم على الهجرة نحو دولة إسرائيل.<ref>http://www.hibapress.com/details-10915.html</ref>
 
إن الثقافة والحضارة الإسلاميتين منفتحتان على حضارات الأمم، ومتجاوبتان مع ثقافات الشعوب الأخرى، وهما مؤثرتان ومتأثرتان. ومبدأ عالمية الإسلام، هو الأساس الثابت الذي تقوم عليه علاقة المسلم مع أهل الأديان السماوية.
السطر 43 ⟵ 38:
 
إن ابتعاد الاديان عن هذا المنحى ومحاولة جرها إلى صراعات اديولوجية واستعمالها في بت الكراهية، لدليل على تأزم الأوضاع واتساع الهوة، بدمج الدين في الصراعات السياسية والنفوذ والإستحوذ الإقتصادي والهيمنة بين إيديلوجية الإفيون حينا وبين التجييش للعنصرية والكراهية من جهة أخرى، مما قد يؤدي إلى مزيد من الشرخ بين الشعوب والأمم، رغم محاولات ترقيع هذا الشرخ من جهة أخرى، بعد بروز واتساع مؤثرات العولمة وإمكانية حوار الحضارات والشعوب بشكل أكثر وضوحا وإشراقا ودون ضبابيات.
 
* التعايش السلمي في المسيحية:
إن التعاليم المسيحية المتمثلة في الإنجيل، مليئة بالتعاليم التي تلزم المسيحيين بالتعامل مع بقية أبناء الأديان والطوائف الأخرى بالمحبة والتسامح، وعدم نبذ الآخر المختلف عقيدة ولونا وشكلا، وأن المحبة هي الشعار الرئيسي للدّين المسيحي، والأصل في جميع المعتقدات أن الإنسان عند الله مفضل على أي شيء آخر، وأنه من الظلم الكبير أن تتناحر الشعوب وتسفك الدماء البريئة على معتقدات، لو شاء لها الله أن تكون واحدة موحدة لجميع بني البشر، لفعل ذلك، ولكن الأصل في الحياة هو الاختلاف وتبادل الآراء والتفاهم والعيش المشترك، وإبعاد المخاطر المحيطة بهم، دون أي تمييز أو تفرقة، وما يخدم الإزهار والتطور الإنساني للصالح العام.
السطر 51 ⟵ 45:
أما كيف يتم التعايش بين المسلمين وغيرهم من أهل الأديان، فإنه ينبغي أن ينطلق هذا التعايش ابتداء من الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفيما يمس حياة الإنسان من قريب، وليس فيما لا نفع فيه، ولا طائل تحته.
 
== وصلات خارجية ==
* {{dmoz|Society/Issues/Peace|Peace}}
* [http://www.alqabas.com.kw/node/778620 التعايش السلمي: مقال من جريد القبس تم النشر في 2013/07/03]
* [http://www.peacecorpsconnect.org/ الموقع الرسمي]
* [http://md-boualam-issamy.blogspot.com/2012/05/blog-post_3983.html أبيات من قصيدة محي الدين بن عربي: '''(معاني في التعايش من عصارة حياة)''']
* [http://md-boualam-issamy.blogspot.com/2011/12/blog-post_18.html خاطرة: '''ضمير العالم!''']
* [http://www.childrenofwarfilm.com/home.html الموقع الرسمي للفيلم الوثائقي المطول"'''أطفال الحروب'''"]
* [http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/683f2d24-3dcf-45c8-863f-40643f72a77d#4 موقع الجزيرة: المغاربة المسلمين واليهود والتعايش السلمي]
السطر 65 ⟵ 59:
* [[الملاح (حي يهودي)|الملاّح أحياء اليهود بالمغرب]]
 
== مصادر ومراجع ==
{{مراجع}}
* تفسير الميسر الآية رقم [8] من سورة [الممتحنة].
* نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب "المقري التلمساني"
* دولة الإسلام في الأندلس - محمد عبد الله عنان.
* اسم الكتاب : البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب.المؤلف:ابن عذاري الناشر :دار الثقافة، بيروت- لبنان.
* [http://www.maghress.com/alhoudoude/538 أريك داليو: "محمد الخامس حمى اليهود ولم يسلمهم لحكومة فيشي"]
* [http://www.maghress.com/almassae/5857 جريدة المساء المغربية: المغاربة اليهود ومحمد الخامس إبان حكومة فيشي]
* [https://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=727&idto=727&bk_no=49&ID=739#docu المكتبة الإسلامية: تفسير ]
* [http://www.projetaladin.org/holocaust/ar/muslims-and-jews1/281/746.html موقع الهولوكوست عن دور المغاربة الإنساني]
* [http://www.projetaladin.org/holocaust/ar/why-this-web-site1/116.html موقع الهولوكوست اليهود والإسلام في التعايش السلمي]
* [http://aljazeera.net/news/pages/117873e1-2ddb-4d57-a161-1b126cacfd04 موقع الجزيرة: موقف العرب من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية]
السطر 95 ⟵ 89:
{{شريط بوابات|شيوعية|السياسة|الحرب الباردة|علاقات دولية}}
 
[[تصنيف:الحرب الباردة]]
[[تصنيف:العلاقات الباكستانية الهندية]]
[[تصنيف:تاريخ جمهورية الصين الشعبية]]
[[تصنيف:تعبيرات سوفييتية]]
[[تصنيف:تكافل]]
[[تصنيف:سلام]]
[[تصنيف:علاقات الاتحاد السوفييتي الخارجية]]
[[تصنيف:علاقات الصين الخارجية]]
[[تصنيف:مصطلحات سياسية]]
[[تصنيف:نظرية العلاقات الدولية]]
[[تصنيف:علاقات الاتحاد السوفييتي الخارجية]]
[[تصنيف:علاقات الصين الخارجية]]
[[تصنيف:الحرب الباردة]]
[[تصنيف:تاريخ جمهورية الصين الشعبية]]
[[تصنيف:تكافل]]
[[تصنيف:العلاقات الباكستانية الهندية]]